عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1811-10/07/2011 الأربعاء 13 يوليو 2011, 3:57 am
ائتلاف منتفعى الثورة !
أعترف بصعوبة متابعة ائتلافات شباب الثورة.. الأعداد كبيرة والأسماء متشابهة!.. البعض يتحدث عن وجود أكثر من مائة ائتلاف.. والبعض الآخر يؤكد أن العدد يزيد على خمسمائة ائتلاف!.. وليست المشكلة فى الأعداد الكبيرة والأسماء المتشابهة فقط وإنما أيضاً فى أفكار هذه الائتلافات وتوجهاتها ومن ثم قراراتها.. على سبيل المثال هناك عدد غير قليل من ائتلافات شباب الثورة تؤيد وبشدة إقامة الانتخابات أولا.. وفى المقابل هناك عدد غير قليل أيضاً من ائتلافات شباب الثورة.. تعارض وبشدة إجراء الانتخابات أولاً، وتطالب بأن يكون الدستور أولا.. الاختلاف ليس عيبا أو نقيصة.. لكن الحقيقة أن الثورة أو بمعنى أدق تحقيق أهداف الثورة يتطلب فى هذه المرحلة الدقيقة اتفاقا عاما بين كل الذين قاموا بالثورة وأيدوها وشاركوا فيها.. وفيما بعد يمكن لهذه الائتلافات أن تتحول إلى أحزاب.. ليس بعدد الائتلافات الموجودة حالياً بالطبع.. وإنما بأعداد أقل بكثير منها، وبصيغة تسمح بوجود كيانات حزبية واضحة قادرة على التعبير عن نفسها وعن أفكارها.. وحتى ذلك الحين فإن المطلوب من كل ائتلافات شباب الثورة أن تتجنب قدر استطاعتها الاختلاف والانقسام.. والأهم أن تحترس من ائتلاف خطير يسعى لسرقة دورها ومكاسبها.. وابتلاعها إن أمكن!.. الائتلاف الخطير الذى أتحدث عنه أطلق عليه اسم “ائتلاف المنتفعين من الثورة”!.. و لعل ما دفعنى للكتابة عن هذا الائتلاف الخطير هو التباين الكبير والمذهل بين حكمة شباب يفترض فيهم الاندفاع وعدم التروى.. وبين حماقة رجال وشيوخ يفترض فيهم الحكمة!.. هذا التباين الكبير والمذهل رصدته بوضوح فى المواقف وردود الأفعال فى أعقاب صدور أحكام البراءة على عدد من الوزراء والمسئولين.. والإفراج المؤقت عن ضباط الشرطة بالسويس.. فالأحكام أغضبت الكثيرين.. الإفراج عن ضباط السويس أغضب أهالى الشهداء وجعلهم يتظاهرون ويحطمون سيارات الشرطة.. وأحكام براءة الوزراء والمسئولين أصابت الكثيرين بالإحباط والخوف على مستقبل الثورة.. ومع ذلك التزم شباب الثورة بالعقل والحِكمة بينما اندفع شيوخ ائتلاف المنتفعين من الثورة فكسرّوا كل قواعد العقل والحِكمة!.. تنافست القنوات الفضائية كعادتها فى إلقاء الضوء على الحدث فاستضافت عددا غير قليل من المتخصصين وغير المتخصصين للتعقيب على أحكام البراءة.. معظم الذين استضافتهم القنوات الفضائية أبعد ما يكونون عن الثورة وشبابها.. سواء بحكم السن أو بحكم مواقعهم السابقة والحالية ومع ذلك راحوا يتحدثون وكأنهم ثوريون أكثر من الثوار!.. كل واحد من هؤلاء تكلم بأسلوب وطريقة مختلفة واستخدم ألفاظاً مختلفة لكنهم جميعا ساهموا فى انتقاد أحكام القضاء والتهكم عليها.. وكلهم تحدثوا وكأن هناك تعليمات من المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقضاء وللقضاة بإصدار هذه الأحكام بالبراءة!.. كلهم تحدثوا وكأن دور القاضى وواجبه أن يحكم.. ليس بالقانون وإنما بمنطق إرضاء الرأى العام.. كلهم راحوا يركزون على مسألة استعجال المحاكمات التى تدور الآن وكلهم يطالبون بصدور أحكام قبل انتهاء المحاكمات!.. كلهم تخلوا عن العقل والحكمة واندفعوا بدون تروٍ فى اتجاه يمكن أن يؤدى إلى مصائب وكوارث.. لا أبالغ لو قلت إنه يمكن أن يؤدى إلى القضاء على القضاء فى مصر!.. كلهم راحوا يعبئون الرأى العام ضد القضاء والجيش والشرطة! بعكس ما فعله شباب الثورة!.. *** قرأت تصريحات عدد من المتحدثين باسم ائتلافات شباب الثورة فى أعقاب صدور أحكام البراءة فوجدت أنها تتسم بالعقل والحكمة والأهم أنها تريد لمصر الخير.. ائتلاف جماهير الثورة عبر من خلال لجنته التنسيقية عن موقفه من الحدث فقال إنه يؤكد على ضرورة احترام القضاء وعدم التعليق على الأحكام القضائية.. لأن ذلك يعد تدخلاً فى استقلالية القضاء التى طالما ننادى بها.. منسق ائتلاف ثورة مصر الحرة قال إن الثورة قامت من أجل سيادة القانون وتحقيق العدالة والتأكيد على أن القضاء المصرى مستقل ويعمل بحيادية تامة من خلال الأدلة والبراهين.. وأضاف: لابد من التذكير بالقاعدة الشهيرة التى تقول إن تبرئة مائة ظالم أفضل من ظلم برىء واحد.. ورغم ذلك فإن هناك اتهامات لا نقبل فيها أحكاماً مخففة وهى المتعلقة بقتل الثوار والمتظاهرين والمتهم فيها مبارك والعادلى حتى يتم القصاص العادل لشهداء الثورة.. المتحدث باسم شباب الجماعة الإسلامية يؤكد احترام وقدسية الأحكام القضائية.. حتى ولو كانت مخيبة لآمال البعض ولكن لا يمكن لأحد أن يتدخل أو يعلق عليها.. ويضيف أن تبرئة هؤلاء جاء فى تهمة واحدة وهى الدعاية الانتخابية وبعضهم فى أرض أخبار اليوم.. وهناك تهم موجهة لهم فى قضايا أخرى.. لكن وفى كل الأحوال من غير المعقول أنه فى كل حدث نخرج ونخون القضاء مرة والقوات المسلحة مرة ونتهم الشرطة ونحن نعيش حالة عدم استقرار.. يكفى ذلك حفاظاً على مكتسبات الثورة ولنعلن جميعاً أننا نملك قضاء مستقلاً له منا كامل الاحترام والتقدير.. و?دينا مجلس عسكرى انحاز للشعب وله منا كل الثقة.. وليس معنى ذلك كله أن شباب الثورة يؤيدون أحكام البراءة.. ليس معنى ذلك أن هذه الأحكام تحوز رضاهم لكنهم بمنتهى الوعى والحكمة يفرقون بين مشاعرهم الخاصة وبين نظام الدولة وهيبتها.. وقد عبّر عن هذا المعنى مؤسس حركة «كلنا مصريون» فقال إن الأحكام أحبطت غالبية الثوار واعتبروها خطوة للوراء ومع ذلك فإن للقضاء أسبابه ومبرراته فى إصدار الأحكام.. ولم تكن أحكام البراءة وحدها التى صدرت مؤخراً هى الحدث الذى أوضح أن هناك فارقاً كبيراً بين ائتلاف شباب الثورة وبين ائتلاف المنتفعين من الثورة.. بين أهداف هؤلاء الذين يريدون لمصر الخير ويهمهم المستقبل.. وهؤلاء الذين لا يريدون إلا أن ينتفعوا من الثورة ويسرقوها من أصحابها!.. *** على الرغم من أن التحقيقات الخاصة بأحداث مسرح البالون التى تطورت ووصلت إلى ميدان التحرير وما صاحبها من صدامات بين رجال الشرطة وبين الذين كانوا متواجدين فى الميدان.. على الرغم من أن هذه التحقيقات لم تنته بعد، ولم يتم تحديد المتسببين فيها، ولم يتبين إن كان الجناة من فلول الحزب الوطنى كما يسميهم البعض أو من البلطجية.. إلا أن الحقيقة الوحيدة الواضحة فى هذه الأحداث هى الدور الذى لعبه شباب الثورة فى حماية رجال الأمن ومنع الصدام معهم!.. رأيت مشاهد فى بعض اللقطات التى نقلتها عدسات التليفزيون لمجموعة كبيرة من شباب الثورة يقفون ويحمون رجال الشرطة.. وسمعت الكثير عن دورهم فى منع العنف بينهم وبين الغاضبين.. ثم قرأت تصريحات لبعضهم يؤكدون فيها احترامهم لرجال الشرطة.. عكس ما سمعت وقرأت لأعضاء ائتلاف المنتفعين من الثورة!.. أعضاء هذا الائتلاف الخطير من الذين استضافتهم القنوات الفضائية راحوا يشنون هجوما ضاريا على الشرطة ورجالها.. كأنهم أعداء الوطن.. بعضهم يتهكم وبعضهم يتهم وبعضهم يطالب بإقالة وزير الداخلية وكل الضباط أصحاب «الرتب» الكبيرة!.. هجوم حاد وقاس ليس له إلا نتيجة واحدة.. إثارة رجل الشارع البسيط وتعبئة مشاعره فى اتجاه عداء الشرطة ورجالها!.. بعض هؤلاء المتحدثين من أعضاء ائتلاف المنتفعين من الثورة لا يمكن بحكم اعتبارات كثيرة أن يكونوا من الثوار.. السن والموقع والمواقف السابقة.. لكنهم يقدمون أنفسهم وكأنهم الثوار! واحد منهم يعمل أستاذا جامعيا فى إحدى الجامعات الإقليمية ينتهز كل برنامج تليفزيونى يستضيفه ويشير بمناسبة ومن غير مناسبة إلى أنه كان متواجدا فى ميدان التحرير من أول يوم!.. سمعته مرة يقول لأحد المتداخلين تليفزيونياً: «كيف حالك.. لقد كنت معنا فى ميدان التحرير.. لماذا لم نعد نراك؟!».. هل يفعل أعضاء هذا الائتلاف ذلك بوعى أم بدون وعى؟.. بقصد أو عن غير قصد؟!.. الله وحده أعلم.. لكننا جميعا نعلم أن ما يفعلونه هو محاولة للاستفادة من الثورة.. محاولة لسرقتها.. *** اعضاء ائتلاف منتفعى الثورة لا يضمهم تنظيم رسمى وهم لا يجتمعون معا ولا يصدرون قرارات.. لكنهم جميعا مشتركون فى صفة واحدة.. الانتهازية.. وهم جميعاً يجمعهم هدف واحد: الاستفادة من الثورة بأى شكل وبأى ثمن.. حتى لو كان هذا الثمن.. مصر واستقرارها ومستقبلها!..
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: قراءة متأنية للمشهد السياسى الراهن الأربعاء 13 يوليو 2011, 3:59 am
قراءة متأنية للمشهد السياسى الراهن
عند القراءة المتأنية للمشهد السياسى الراهن قد يلحظ المرء أن المشهد كله، بأحداثه وشخوصه، أشبه بالفسيفساء.. أحجار صغيرة مختلفة متراصة جنبا إلى جنب. قد يعتقد المرء للوهلة الأولى أنه لا يوجد أى رابط بينها.. لكن كل من يتأمل المشهد بعمق يجد أن هناك إطارا يحكمها كلها.. فمن عبارات الغزل الأمريكى “الفج” لجماعة الإخوان “المحظوظة” إلى “جمعة الصمود” أو “الثورة أولا” مرورا بالاجتماعات المطولة للحكومة وما يتناثر من شائعات عن قرب استقالتها، إلى جانب التطمينات، والإشارات المهمة الصادرة من المجلس العسكرى، وتحديدا من الفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة، والذى نادرا ما يخرج عن صمته الذى يفرضه عليه انضباطه العسكرى.. كل هذه الأحداث والتطورات يربطها رباط مشترك وهو أن كل طرف على الساحة يحاول، فى هذه المرحلة التاريخية الفارقة فى تاريخ مصر، أن يحدد موقفه بوضوح لا يقبل أى لبس، فى ظل حالة الارتباك والالتباس التى نشهدها الآن والتى تجد لها وقوداً مستمراً من الشائعات والأكاذيب التى يعج بها الشارع المصرى الآن..! فليس سراً أن هناك حالة من الترقب المشوب بالقلق تحكم المشهد كله الآن انتظاراً «لحدث كبير» قد يقلب الساحة كلها رأساً على عقب، ولعل ردود الفعل المذعورة «للفرقعات» التى أحدثتها طائرة مقاتلة اخترقت، دون قصد، حاجز الصوت ظهر يوم الأربعاء الماضى خير دليل على ذلك؛ فالناس أخذت تضرب أخماساً فى أسداس حول أسباب هذه «الفرقعات» التى سمعت بوضوح فى المعادى والمهندسين ومنطقة وسط البلد ومدينة نصر.. والغريب أن البورصة تأثرت سلباً بهذه الفرقعات التى لم تستمر إلا لحظات قليلة فقط، وهو ما يعكس حالة الهشاشة التى تعانى منها البورصة، والتى تفتقر لأبسط قواعد التحليل واتجاهات السوق ومؤشراته.. وإذا توقفنا عند أول ملمح من ملامح المشهد السياسى، وهو الغزل الأمريكى لجماعة الإخوان المحظوظة نجد أنه يعكس حالة من الميكافيللية الانتهازية فى السياسة الخارجية الأمريكية.. فالنصيحة الذهبية لميكافيللى فى كتابه «الأمير» هى ألا تقف على الحياد أبداً، بل يجب أن تنحاز للجانب صاحب الفرص الأكبر فى الفوز..!! وهو نفس ما نفذته بحذافيره وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عندما وجهت رسالة إلى «الإخوان المسلمين» مفادها أن أمريكا على استعداد للحوار معها بصورة مباشرة..! وما يلفت النظر فى هذه الرسالة أنها لم يكن لها ما يبررها لا من حيث الزمان ولا المكان، حيث كانت هيلارى تتحدث فى افتتاح معهد «توم لانتوس» بمبنى البرلمان المجرى فى بودابست. وقد كان من الممكن أن يكون لحديثها مبرر إذا ما كان مثلاً فى مبنى البرلمان المصرى أو فى مبنى أى برلمان عربى.. وهذا الاختيار الغريب للمكان الذى انطلقت منه الدعوة الأمريكية للحوار مع الجماعة المحظوظة، يعنى أن البيت الأبيض كان فى عجلة من أمره، ويريد توصيل الرسالة بأسرع وقت ممكن وفى أقرب فرصة حتى يحظى بشرف الحوار مع المحظوظة قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية. فمن الواضح أن أمريكا لديها قناعة تامة بأن الإخوان هم القوة المنظمة الرئيسية فى مصر، وأنهم سيكتسحون الانتخابات البرلمانية.. وقد ينافسون بقوة فى الانتخابات الرئاسية.. وهذه القناعة، بالمناسبة، ليست قناعة الأمريكيين فقط، بل قناعة الكثير من القوى السياسية والمراقبين فى مصر، والذين يرون فى بدء الانتخابات البرلمانية أولاً قبل إعداد الدستور تكريساً للتواجد الإخوانى بقوة على الساحة.. وقد عزز هذه القناعة أن الإخوان يلعبون سياسة بأعلى درجة من الحرفية الآن.. فقد خرج من رحم الإخوان أكثر من حزب سياسى فى الأيام القليلة الماضية، وظهر حتى الآن مرشحان محتملان ينتميان للجماعة، على الأقل، قررا خوض الانتخابات الرئاسية.. ولعل تحركات الإخوان وتكتيكاتهم واستعدادهم المبكر لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية خير دليل على قوة تنظيمهم وأنهم لم يضيعوا الوقت سدى فى الاستغراق فى التفاصيل التى شغلت مؤخراً العديد من القوى السياسية الأخرى والأحزاب.. وائتلافات شباب الثورة.. فالإخوان أدركوا تماماً طبيعة وخطورة المرحلة الراهنة والتى تعد بمثابة مرحلة فارقة فى تاريخ مصر، حيث سيتم وضع دستور جديد للبلاد، وسيتم تحديد شكل الحكم وطبيعته وما إذا كان جمهورياً رئاسياً أم برلمانياً.. ولا يمكن أن نقرأ ملامح المشهد السياسى الراهن دون أن نتوقف عند اللقاء «النادر» الذى تم بين رؤساء 15 حزباً والفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة سواء من حيث توقيته أو أهدافه.. فالرجل، بحكم طبيعته العسكرية المنضبطة، قليل الكلام والظهور، لكنه عقد اللقاء فى هذا التوقيت بالذات ليبعث بالعديد من الرسائل المهمة للشعب المصرى كله، بلور من خلالها موقف القوات المسلحة من كل ما يدور على الساحة ورؤيتها للمرحلة القادمة.. فالرجل أعاد التأكيد من جديد، حتى لا ينسى البعض، أن القوات المسلحة ستظل هى الضامن الأساسى لحقوق وحرية الشعب من خلال دولة ديمقراطية حرة ونزيهة تتمتع بالأمن والاستقرار والرفاهية، وأن القوات المسلحة لن تسمح بانتقاص أى حق من حقوق الشعب وكرامته.. كما أكد تطبيق القانون على الجميع بكل قوة وحزم، دون أية إجراءات استثنائية. وأكد الرجل أيضاً التزام القوات المسلحة بـ «خريطة طريق» واضحة ومحددة لعبور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر، تتمثل فى إجراء انتخابات المجالس النيابية، وإعداد دستور جديد وانتخاب رئيس الجمهورية. وقال عنان، بلسان عربى مبين لا يقبل أى تأويل: إن القوات المسلحة لن تكون بديلاً عن الشرعية وإن الشرعية ستكون بإرادة الشعب.. هذا الكلام قد يعتبره البعض تكراراً لما سبق، وأنه قيل من قبل فى العديد من المناسبات، لكننى أراه ضرورياً فى هذا الوقت بالذات الذى كثر فيه الحديث عن دور القوات المسلحة فى إدارة شئون الحكم فى المستقبل، ووضع الجيش فى الدستور الجديد، وهل من المناسب توسيع دوره ومهمته فى المرحلة القادمة بحيث يصبح إلى جانب مهمته الأساسية فى حماية الدولة والحدود، حامياً أيضاً للمبادئ الدستورية..؟! فأهمية ما قاله الفريق عنان تكمن فى أنه وضع العديد من النقاط على الحروف فى قضايا أصبحت الآن هاجساً ومحل جدل النخب والقوى السياسية.. ولا أعتقد أن ما قاله لا يحتاج لأى تفسير.. بل إنه يغلق بالضبة والمفتاح، كما يقولون، باب أى جدل بيزنطى حول دور الجيش فى المرحلة القادمة.. إن هذه الملاحظات مجرد غيض من فيض من قراءتى لما يدور على الساحة السياسية الآن.. وأعتقد أن ما يحدث يحتاج للمزيد من القراءة فى الأسبوع القادم.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: الربيع المصرى – التركى! الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:00 am
الربيع المصرى – التركى!
شهد الأسبوع الماضى تحركاً مصرياً تركياً مكثفاً تم تتويجه بإعلان أول مجلس استراتيجى بين البلدين.. لأول مرة منذ عقود.. وربما يعيد ذكريات قديمة ومتجددة.. بعضها مر.. وأكثرها حلو ! وأهمية هذا التحرك من حيث التوقيت أنه ضرورة حيوية فى ظل الفوران الذى تشهده المنطقة.. قلب العالم ومحوره وبوصلته أيضاً. وعندما يتلاقى القطبان (المصرى والتركى) فإنهما يضعان ركيزتين للمنطقة التى تموج بثورات عديدة.. ومرشحة لمزيد من الانتفاضات، لذا فإنه من الحيوى أن يكون هناك صمام أمان.. أو صمامان لضمان الحد الأدنى للاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط. وتزداد أهمية هذه الركيزة الاستراتيجية مع تصاعد مؤامرات الأعداء وطموحات الأصدقاء.. وتطلعات الفقاقيع إلى أدوار تفوق حجمها ووزنها.. وتريد أن تشتريها بمالها.. ونفطها! كلنا يدرك أن إسرائيل أول المتآمرين على ثورات المنطقة.. فهى تهوى التعامل مع الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية.. والشياطين التى تعرفها خير لديها.. من الملائكة التى لا تعرفها! رغم أنها لا تعرف ولا تتعامل سوى مع الشياطين! إسرائيل التى خربت أسطول الحرية (1) وتخرب أسطول الحرية (2) لا يعجبها التقارب المصرى التركى.. بل إنها ضد ارتقاء هذا التعاون إلى المستوى الاستراتيجى بين اثنين من أكثر القوى الإقليمية نفوذاً وتأثيراً.. عبر التاريخ. ومن المؤكد أن مصر بعد الثورة تبنى علاقاتها مع تركيا على أسس موضوعية.. أبرزها التكافؤ وعدم التبعية وإدراك قدرات كل منهما وأنهما قادرتان على قيادة المنطقة ببراعة تفوق إسرائيل التى فقدت الكثير من قوتها ونفوذها.. وأصبحت تمثل عبئاً على الغرب والمنطقة.. والعالم بأسره.. بما تختلقه من مشاكل وبما تصنعه من أزمات. ولا يخفى على المتابع المدقق لتطورات المنطقة أن الولايات المتحدة وإسرائيل – والغرب عامة – لا يريدون الديمقراطية والحرية للمنطقة.. لأن هذا يعنى ببساطة أن شعوبها سوف تكسر قيودها.. وتصنع نهضتها وتنطلق نحو آفاق رحبة من التقدم والمنافسة، وهذا غير مرغوب.. بل ومرفوض إسرائيلياً.. وغربياً! وللأسف الشديد.. فإن طموحات الأصدقاء.. أو مِن مَن يدعون الصداقة والأخوة.. تصب فى نهاية المطاف فى صالح أعداء الأمة.. وضد مصلحة شعوبها وتحاول إجهاض ثوراتها، هؤلاء الأصدقاء يخفون العداء ويجاهرون بالدعم والمساندة، وللأسف الأشد.. فإن بعض الهامشيين والمتطفلين يقومون بأدوار مضادة للثورات العربية.. رغم أن ظاهر ما يقومون به هو دعم هذه الثورات.. بالإعلام والميكروفونات.. وهم فى الحقيقة يتآمرون مع أعداء الأمة. ومن هذا المنطلق تأتى أهمية التعاون المصرى التركى.. خاصة بعد ثورة يناير التى حررت مصر من أغلال كثيرة وسوف تعيدها – بمشيئة الله – إلى وضعها الطبيعى الرائد. وهنا نقول إن التعاون المصرى التركى يصب فى خانة التكامل.. لا التنافس، وقد يقول البعض إن وضع تركيا منحها قوة ونفوذاً أكبر من مصر. وهذا صحيح فى جانب منه.. حتى نكون واقعيين عند التقييم الموضوعى للعلاقة بين البلدين، ولكنه لا يلغى دور مصر التاريخى المعروف.. هذا الدور الذى عاد إلى مصر.. وعادت إليه أرض الكنانة.. كابن يشتاق إلى حضن أمه بعد سنوات من الأسر والانكسار فى ظل النظام البائد. العلاقة المصرية التركية تقوم إذاً على أساس من التكافؤ والاحترام المتبادل والأخوة العميقة إضافة إلى المصالح المشتركة.. ويكفى أن أنقرة قد أعلنت أنها سوف ترفع حجم استثماراتها فى مصر إلى ما يزيد على 12 مليار دولار، ولا مانع من الاستفادة من التجربة التركية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً أيضاً.. فقد حققت أنقرة تقدماً وتفوقاً واضحاً فى هذه المجالات وغيرها.. مما يصب فى مصلحة مصر والمنطقة كلها. *** وإذا قمنا باستعراض أسس التحرك التركى.. نلاحظ أنه يقوم على الإدراك الكامل لقدرات أنقرة وموقعها الجيوبوليتيكى.. خاصة بعد قيادة حزب العدالة وتأكيد تفوقه داخلياً.. من خلال نهضة شاملة ورائعة. أيضاً.. نجحت «تركيا العدالة» فى القيام بدور سياسى استراتيجى مؤثر على عدة محاور.. داخل حلف الأطلنطى.. وعلى المستوى الإقليمى والعربى والإسلامى.. بل وعلى المستوى الدولى أيضاً، وقدمت أنقرة مبادرات كثيرة.. كان من المفروض أن تقوم بها مصر خلال السنوات الماضية.. أثناء حكم النظام البائد. مبادرات إزاء القضية الفلسطينية والملف النووى الإيرانى.. بل والملف السورى الإسرائيلى قبل اندلاع الثورة الشامية.. بل إنها تدخلت فى الأزمات الليبية والعراقية والمصرية أثناء الثورة.. كل هذه المبادرات اتسمت بالجرأة والشجاعة والدراسة الدقيقة. ورغم الصدامات التى حدثت بين إسرائيل وتركيا.. فى مواقف عديدة.. إلا أن أنقرة حرصت على شعرة معاوية.. فى إطار حلف الناتو أو الاتفاقات العسكرية والأمنية والسياسية مع تل أبيب، ولم تقم أنقرة بإلغاء أى من هذه الاتفاقات التى مازالت استراتيجية.. رغم كل التحولات التى شهدتها فى عهد الطيب أردوغان. وتدرك تركيا بعمق أن محيطها الطبيعى هو العربى الإسلامى.. وليس الأوروبى، فالاتحاد الأوروبى يرفض صراحة ضم دولة إسلامية كبرى إلى عضويته.. رغم إعلان بعض أعضائه تأييدهم لانضمام تركيا للاتحاد، ولكنه نوع من اللعب وتوزيع الأدوار الذى تدرك أنقرة أبعاده وخباياه. لذا جاء التوجه التركى إلى المحيط العربى والإسلامى كخيار أساسى واستراتيجى.. وطبيعى، ومحور هذا التحرك هو القاهرة وأنقرة.. هذا ما حدث قبل قرون.. وسوف يتجدد خلال الأيام والسنوات القادمة.. إذا لم يتم التلاعب بالثورات.. ومحاولة البعض تحويل الربيع العربى.. إلى صيف ساخن.. جداً!
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: مصر وأمريكا من المساعدات إلى التجارة والاستثمار الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:01 am
مصر وأمريكا من المساعدات إلى التجارة والاستثمار
اعتدت أن أرافق غرفة التجارة الأمريكية فى مصر فى رحلتها السنوية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن فيما يسمى ببعثة «طرق الأبواب»، وكنا نواجه بهجوم حاد على الأوضاع السياسية فى مصر، فضلًا عن العديد من الأسئلة والاستفسارات حول قضية التوريث وأوضاع الأقباط، والحريات الدينية، وغيرها من القضايا الشائكة المثيرة للجدل محليًا ودوليًا.. ولكن هذا العام وعندما دعتنى الغرفة أيضا لحضور مؤتمر «مصر للأمام» والذى نظمته وكالة التنمية والتجارة الأمريكية كان الوضع مختلفا بالعاصمة واشنطن حيث حالة اندهاش وانبهار بثورة الشباب المصرى التى أسقطت أحد الأنظمة العتيدة بالمنطقة، وسمعنا من مسئولين بالخارجية الأمريكية، وأعضاء مراكز البحوث ورجال الأعمال الأمريكان إشادات كثيرة بمصر وثورتها.. فهى الدولة المحورية بالمنطقة، وهى « دفة » الشرق الأوسط.. وأن أمريكا لن تتخلى عن مصر وسوف تساعدها بكل ما تملك حتى تجتاز تلك المرحلة المفصلية فى تاريخها. لقد كانت البداية على لسان الرئيس أوباما الذى أعلن فى خطاب عام فى أول مايو الماضى أنه آن الأوان أن تتحول علاقتنا مع مصر من المساعدات إلى التجارة والاستثمار.. ومن بعده كان إعلان وزير الخارجية «هيلارى كلينتون» للمبادرة الأمريكية بتخفيض الديون المصرية من خلال تخصيص 2 مليار دولار كقروض دوارة للقطاع الخاص المصرى، بجانب إصدار توجيه لإحدى المؤسسات الأمريكية باستثمار 2 مليار دولار أخرى فى مصر لتمويل المشروعات الصغيرة، وبعض قطاعات البنية الأساسية فى مصر. وعندما التقينا بالسيدة «تمارا ويتس» مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكى حرص عدد كبير من مسئولى القسم المصرى بالخارجية على حضور اللقاء ومعهم نائب رئيس مؤسسة التعاون والتنمية (opic).وهى مؤسسة تمويل حكومية خارج الحدود الأمريكية وهى معنية بفتح أسواق جديدة أمام رجال الأعمال الأمريكان ومساعدة الدول النامية. وبعد حديث طويل من السيدة «تمارا» من الإشادة بالثورة المصرية السلمية والتى فاجأت الجميع وشدت أنظار العالم لأكثر من ثلاثة أسابيع.. وتوقعات جيدة عن مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر.. لم تشأ أن تفوت الفرصة وسألتنا عن مشاعرنا وتوقعاتنا وبالطبع أعلنا عن فخرنا بثورتنا البيضاء السلمية التى استطاعت فى أقل مدة وبأقل الخسائر الممكنة تغيير أحد أنظمة الحكم العتيدة بالمنطقة وأعلنا تفاؤلنا بمستقبل الاقتصاد المصرى حيث يتمتع بالتنوع فى الأنشطة وقوة بنيته الأساسية. وبعدها أعلن السيد روبرت دريملير نائب رئيس (opic) الأمريكية أن المؤسسة تعمل فى مصر منذ عام 1977 وبلغت استثماراتها حوالى 1.2 مليار دولار فى 111 مشروعا فى قطاعات الزراعة والطاقة والأغذية، وأضاف أنه طبقاً لتوجيهات الرئيس أوباما فقد قررت المؤسسة استثمار مليار دولار أخرى فى مصر وسوف نعمل مع القطاعين العام والخاص لإقامة مشروعات مختلفة فى مجالات البنية الأساسية مثل الطاقة والصحة ومعالجة مياه الصرف الصحى، وسوف نبدأ بتخصيص 250 مليون دولار تمويل المشروعات الصغيرة لخلق فرص عمل جديدة للشباب المصرى من خلال التعاون مع البنوك المصرية التى ستتولى التمويل باستخدام القرض الأمريكى، هذا إلى جانب برنامج آخر لتمويل مشروعات الـ (ppp) فى مجالات الطرق والطاقة وغيرها. ولم يختلف الأمر كثيرا عندما التقينا بمسئولى منطقة الشرق الأوسط بالبنك الدولى حيث حرص عدد كبير منهم على حضور اللقاء منهم ديفيد كريج وسيدى محمد بوبكر محمد وقد أشادوا بالثورة المصرية ومستقبل الاقتصاد المصرى، وأوضحوا أنه إذا كانت بعض القطاعات المصرية قد تضررت بسبب توقف الإنتاج أثناء الثورة، فما زالت هذه القطاعات تمثل أعمدة للنمو فى المستقبل مثل السياحة وتمويلات المصريين فى الخارج ورسوم المرور بقناة السويس. وأوضحوا أنهم كانوا قد عقدوا عدة اجتماعات مع مسئولين فى الحكومة المصرية وتم الاتفاق على برنامج وخطة عمل وبتمويل من البنك يصل إلى 2.2 مليار دولار ولكنهم تلقوا خطابا رسميا من الحكومة المصرية يرفض الاقتراض من البنك فى الفترة الحالية. ومع ذلك فهم على استعداد لتوفير أى قروض تطلبها مصر فى أى وقت.. فهم على حد قولهم «الاحتياطى الأخير» بمساعدة الدول الراغبة فى الخروج من مشاكلها المؤقتة بأسرع وقت ممكن. ولكن مسئولى البنك الدولى أبدوا دهشتهم مما قاله أحد الصحفيين الكبار فى مصر من أنه علم ثروة مبارك من خلال وثائق البنك الدولى، حيث أوضح أحد مسئولى البنك أنهم لا يتعاملون مع الأفراد سحبا أو إيداعا وإنما مع الحكومات فقط وطبقاً لاتفاقات معلنة وبرامج يتم الاتفاق عليها ومن ثم لا يعلمون عن إيداعات الأفراد فى البنوك الخارجية شيئا! ومع ذلك فهم بالتعاون مع الأمم المتحدة على استعداد لمساعدة مصر فنيا فى استرداد الأموال المهربة إذا ثبت وجودها وتوافرت الأسانيد القانونية لاستردادها كما فعلوا مع نيجيريا من قبل. على أية حال.. ما فعلته مصر مع البنك تكرر مع صندوق النقد الدولى.. حيث إن هناك فوبيا مصرية من الاقتراض من الخارج، ويبدو أن الحكومة المصرية لم تشأ أن تحمل الحكومات اللاحقة مسئولية سداد هذه القروض، خاصة أن مصر لم تقترض أيضاً من الصندوق فى البرنامج السابق معه والذى انتهى عام 2008. تفاصيل أخرى حول هذا الموضوع يكشفها د.عبد الشكور شعلان ممثل المجموعة العربية فى مجلس الصندوق، وهو رجل مصرى لطيف مازال يحتفظ بالروح المصرية فى الحديث.. والتى تظهر فى القفشات الحادة والتعليقات القصيرة الموحية.. قد أخبرنا أن بعثة المشاورات عادت من مصر بعد الاتفاق على برنامج جديد لمدة عام أعد من قبل الحكومة المصرية تعهدت فيه بتخفيض عجز الموازنة من 11.5 إلى 8.5% مع نهاية العام، وأنه لا تدخل فى سعر الصرف. وأوضح أنه كان قد نصح مدير الصندوق السابق بعدم فرض شروط على مصر إذا طلبت الاقتراض، خاصة فيما يتعلق بحجم الدعم فى الموازنة الحالية، ولكنهم وبعد أن قرروا منح مصر 3 مليارات من الدولارات فوجئوا بخطاب رسمى من الحكومة المصرية برفض القرض، ومع ذلك فمن حقها سحب حوالى 1.5 مليار دولار منها 300 مليون على الفور. وعندما سألت د. شعلان عن توقعاته للاقتصاد المصرى أجابنى بأنه كان يتوقع أن تكون الخسائر أكبر من ذلك ولكن الاقتصاد المصرى تماسك.. بفضل قوة بنيته الأساسية وما شهدته فى السنوات الأخيرة من ارتفاع معدلات النمو فى الناتج المحلى، مضيفاً أن ما يحدث من مشاكل حالياً هى مؤقتة وسوف يستعيد الاقتصاد عافيته فى أقرب فرصة ممكنة، فمصر تتمتع بالاستقرار مقارنة مع بلدان عربية أخرى مثل اليمن أو سوريا، ولكنه نصح الحكومة المصرية بإعادة النظر فى أوجه إنفاق الدعم الحالية وخاصة فى منتجات البترول والتى يستفيد منها الأغنياء والفقراء على حد سواء. مصر للأمام ولقد كانت اللقاءات السابقة على هامش حضورنا مؤتمر «مصر للأمام» والذى عقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن بمبادرة من وكالة التنمية والتجارة الأمريكية «تيدا».. حيث استهدف تحويل أقوال الرئيس أوباما بتغيير العلاقة مع مصر من المعونة إلى التجارة والاستثمار إلى أفعال.. من خلال إتاحة الفرصة لقيادات القطاعين العام والخاص فى البلدين للحوار حول الفرصة المشتركة والمتاحة للتعاون الاقتصادى والتبادل التجارى. حيث افتتح المؤتمر بكلمة من السيدة لوكاديا زاك أعلنت فيها أن مصر «مفتوحة» للاستثمار.. مخاطبة رؤساء الشركات الأمريكية بأن هذا هو الوقت المناسب لمساعدة مصر والاستثمار على أرضها.. معلنة ترحيبها بأعضاء الوفد المصرى والذى يضم 48 عضوا من قيادات القطاعين العام والخاص وممثلين لوزارات النقل والزراعة والطاقة والتكنولوجيا والمعلومات على رأسهم الوزير ماجد عثمان والذى بدأ كلمته فى افتتاح المؤتمر بعرض فيلم قصير عن ثورة 25 يناير تضمن لقاءات من ميدان التحرير وبعض المدن المصرية وما أذاعته المحطات الفضائية الدولية عن أيام الثورة، ثم شهادات من المقيمين فى مصر عن استقرار الأوضاع فيها. ثم عرض الوزير شعارات الثورة وهى الحرية والعدالة والديمقراطية، وأن مصر تخطط لمكافحة الفساد والاستقرار والتقدم، موضحاً أن مصر مدركة للتحديات التى تحدث دائماً أثناء مرحلة التحول الديمقراطى، وأن الحكومة الحالية تعمل على تهيئة المناخ الملائم للاستثمار.. وزيادة الصادرات التكنولوجية إلى 2 مليار دولار، وأشار إلى أن مستخدمى التليفون المحمول فى مصر بلغ عددهم 70 مليونا، وأن مستخدمى الفيس بوك 7.2 مليون وأن 70% منهم فوق الـ 20 عاما، موضحاً أن الوزارة تعمل حالياً على نشر الإنترنت فائق السرعة «البروباند» حيث إن 10% فقط زيادة فى سرعة الإنترنت تؤدى إلى 1% زيادة فى الناتج القومى.. وأشار إلى أن تكلفة هذا المشروع تصل إلى 10 مليارات جنيه على مدى خمس سنوات وحث الشركات الأمريكية على المشاركة بالتمويل، أما فيما يتعلق بمبادرة الرئيس أوباما بالإنترنت الآمن غير القابل للاختراق، فأوضح عثمان أن مصر وصلت إلى مرحلة متقدمة فى هذا المجال.. حيث احتلت المرتبة الرابعة فى العالم فيما يسمى بخدمات «الكول سنتر». وقد عقد الوزير والسيدة زاك مؤتمرا صحفيا عقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أشار فيه الوزير إلى أن انعقاده بعد الثورة مباشرة يعطى بُعدا جديداً للعلاقات بين البلدين لم يكن موجودا من قبل، وأشار إلى التحديات التى تواجه مصر والمتمثلة فى الفقر والبطالة والمبالغة فى التوقعات من بعض فئات المجتمع. بينما أشارت السيدة «زاك» إلى أن أنظار العالم كانت تتابع مئات الألوف من المصريين وهم يتجهون إلى ميدان التحرير ليصنعوا ثورتهم ويغيروا تاريخهم، موضحة أنه واجب على الاقتصاديات القوية فى أوروبا وأمريكا مساعدة مصر للخروج من أزمتها الاقتصادية الحالية فى أقرب وقت ممكن، وأنهم فى أمريكا بدأوا بالفعل فى تحويل الأقوال إلى أفعال. شهادات موضوعية ثم بدأت جلسات المؤتمر تتوالى حيث الإشادة بما حدث فى مصر وتوقعات إيجابية للمستقبل.. حيث أشار السفير فيرا فيليب إلى أن مصر أدهشت العالم.. باعتبارها دولة محورية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينما قال نائب رئيس شركة بوينج إن مصر بمثابة «دفة» المنطقة وطالب بإصلاح التعليم لتوفير المهارات المطلوبة فى الفترة المقبلة، وأوضح رئيس بنك الصادرات الأمريكى أن للبنك تاريخا طويلا فى مصر.. وله محفظة لا تقل عن 500 مليون دولار سنويا لتمويل مشروعات التجارة والبنية الأساسية المصرية. هذا بينما عرضت وزارة الصناعة المصرية استراتيجية الوزارة حتى عام 2013 والتى تستهدف رفع معدل النمو السنوى فى القطاع إلى 10% من خلال زيادة الاستثمارات إلى 200 مليار جنيه لتوفير 5 ملايين فرصة عمل جديدة، وتطوير المناطق الصناعية الحالية لزيادة الصادرات الصناعية إلى ما قيمته 200 مليار جنيه. هذا بينما أوضح الوزير المفوض أشرف عزالدين رئيس مكتب التمثيل التجارى المصرى بواشنطن أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ فى نهاية العام الماضى حوالى 9 مليارات و64 مليون دولار، وكانت الواردات المصرية من أمريكا 6 مليارات و337 مليوناً، بينما اقتصرت الصادرات المصرية على ما قيمته 2 مليار و228 مليوناً فقط. وأشار أشرف عز الدين إلى أن الواردات المصرية تمثل المرتبة 33 ضمن قائمة أكبر المستوردين من أمريكا خلال الفترة من يناير وحتى أبريل الماضى، والمركز الأول فى أفريقيا، والثالث عربيا بعد السعودية والإمارات، موضحاً أن الواردات المصرية زادت خلال فترة الأربعة شهور الماضية بنسبة 27% على قيمتها فى العام السابق بسبب الزيادة فى الواردات من الذرة 149 مليون دولار، وكُسْب فول الصويا 34 مليونا والفحم 27 مليونا وحديد الخردة 27 مليونا، هذا بينما حققت الصادرات المصرية انخفاضاً قدره 26% وكانت أهم الصادرات الملابس والمنسوجات والغزل والأسمدة. وقد سألت ألكسندر شيلى رئيس شركة موبينيل والمشارك فى المؤتمر لماذا التركيز على قطاعات الزراعة والطاقة والاتصالات فقط، فأوضح أنها قطاعات سريعة النمو والأكثر توفيراً لفرص العمل الجديدة، كما أن أمريكا لديها خبرات طويلة فى هذه القطاعات ويمكنها مساعدة مصر فيها، موضحاً أننا وصلنا إلى مرحلة التشبع فى استخدام المحمول، واستقرت الشبكة الأرضية عند 10 ملايين مستخدم، ولكن المجال مفتوح للتوسع فى خدمات الإنترنت على الموبايل بعد انتشار المواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر وغيرهما.. ونحن نسعى للاستفادة من الخبرات الأمريكية لتدعيم البنية الأساسية المصرية فى الاتصالات بشبكات الألياف الضوئية لربط مصر كلها محلياً ودولياً، هذا إلى جانب السوفت وير الخاص بالمعلومات وهو مجال كبير للتعاون المشترك.. خاصة وأن هذا القطاع رأس المال الحقيقى فيه هو العقول.. فهو لا يحتاج لأموال كبيرة وإنما عقول منفتحة لشباب حصل على تدريب كاف. أما طارق توفيق والذى حضر المؤتمر كممثل لاتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات، فقد أوضح أن رسالة المصريين فى المؤتمر كانت التأكيد على أن مصر قادرة على الاستمرار وأنها تحظى بالكثير من الكفاءات فى جميع المجالات.. وقد وصلت الرسالة إلى الجانب الأمريكى خاصة أن لغة الحوار بيننا هذه المرة كانت مختلفة.. حيث برز الاهتمام بمصر واستقرار الأوضاع فيها، فهناك رغبة حقيقية من المجتمع الأمريكى بمساعدة مصر باعتبارها دولة محورية ومفتاح الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط كلها. هذا بينما يرى السفير عبدالوهاب الحسينى مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين أن المؤتمر كان ناجحا فيما يتعلق برسالته الأساسية وهى تدعيم وتعميق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والقائمة على الندية والاحترام والتعاون المشترك، موضحاً أن هناك مجالات كثيرة للتعاون بين البلدين، وخاصة بعد الثورة وبعد الانتهاء من مكافحة الفساد والاتجاه نحو المزيد من الشفافية فى التعامل.. وأشار إلى تعدد زيارات المسئولين الأمريكان لمصر خلال الفترة القليلة الماضية وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بها وما يجرى فيها حيث زارها فى أسبوع واحد كل من وليام بيرنز نائب وزير الخارجية وديفيد ليبتون المستشار الاقتصادى لأوباما وعضو الكونجرس وولف المهتم بالحقوق المدنية، والسيناتور ماكين ومجموعة كبيرة من رجال الأعمال ورؤساء الشركات الأمريكية الكبرى. وأوضح السفير عبدالوهاب أن السفارات المصرية بالخارج تعمل على تنفيذ طلبات النائب العام المصرى بتجميد أرصدة بعض المسئولين السابقين فى مصر فى تلك البلاد من خلال مخاطبة السلطات المختصة هناك والتأكيد على جدية الأمر، وهو شخصيا تابع تنفيذ التعليمات مع سفرائنا فى دول الكاريبى. *** لقد كانت الزيارة حافلة باللقاءات والاجتماعات التى أعدها بكل دقة وجدية الصديق هشام فهمى المدير التنفيذى للغرفة الأمريكية بمصر ومساعدته الصديقة رانيا سبسوبة، وإذا كان هذا تقريرا مفصلا عن الزيارة فمازال فى الجعبة بقية وخاصة عن مسألة تصويت المصريين فى الخارج فى الانتخابات المحلية وكذلك أوضاع المصريين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: السفير محمد بسيونى : عندما حرّكت إسرائيل السلاح النووى لوقف عبور الجيش المصرى الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:03 am
السفير محمد بسيونى : عندما حرّكت إسرائيل السلاح النووى لوقف عبور الجيش المصرى
فى حلقة الأسبوع الماضى أكد السفير بسيونى أن الرئيس السادات كان يقوم بنفسه بخداع الموساد، بتقديم معلومات مغلوطة لمجلس السوفييت الأعلى لعلمه أن تلك المعلومات ستصل لإسرائيل بعد نهاية الاجتماع بخمس دقائق على أقصى تقدير، كما اخترع الرئيس السادات قصة عام الحسم فى 71، وحكاية عام الضباب فى 72، وإعلانه تحرير الأرض فى خريف 73، مما أوقع إسرائيل فى «حيص بيص»، وجعلها تنفق ملايين الدولارات فى عمليات الاستدعاء والتعبئة. ثم توالت المفاجآت فى أول أكتوبر73 عندما تم الإعلان عن تسريح جنود الاحتياط وفتح باب عمرة رمضان، واستقبال وزير الدفاع الرومانى وسفر قائد القوات الجوية لواء طيار حسنى مبارك إلى ليبيا صبيحة الحرب. وقبل الكشف عن أسرار حلقة اليوم لابد من تسجيل كلمة للتاريخ مفادها أن السفير بسيونى يتمتع بذاكرة حديدية، وعقلية منظمة، ونظرات حادة لا تختلف كثيراً عن عين الصقر. يحمل السفير بسيونى الكثير من الأخبار والأسرار، يتكلم حينما يريد، ويرفض الكلام حينما أسأل، من الصعب استدراجه إلى منطقة على غير هواه، ومن المستحيل جره إلى إجابة محظورة، فهو يعرف جيداً حدود المسموح والمحظور، يضع مصلحة مصر العليا فوق رأسه ويحتفظ بالأمن القومى المصرى فى قلبه ويقدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمشاعره ووجدانه.. إنه السفير محمد بسيونى الذى يتابع اليوم قائلاً: عندما قامت حرب أكتوبر كان التنسيق بين مصر وسوريا قد بلغ غايته، ووصل إلى أقصى درجاته، حتى أن الرئيس الأسد فوّض الرئيس السادات فى إدارة المعركة، ومن ثم تم تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الدفاع ليتولى قيادة القوات المشتركة على الجبهتين المصرية والسورية. ولأن التنسيق أيام الحرب كان أفضل ألف مرة من أيام الوحدة التى انهارت بعد سنوات قليلة من قيامها فقد تقرر - كما جاء فى الخطة بدر التى أعدها اللواء الجمسى رئيس هيئة العمليات آنذاك، والمشير ووزير الدفاع فيما بعد - أن تقوم القوات المسلحة فى كلا البلدين بهجوم مباغت على العدو فى وقت واحد لتشتيت شمله، ودخوله مجبراً إلى عرين الأسد فى محاولة لحصاره، ومن هنا فقد وقعت قوات إسرائيل يوم 6 أكتوبر بين فكى الأسد.. بين مطرقة القوات المسلحة المصرية فى سيناء وسندان القوات السورية فى الجولان. كما وصل التنسيق غايته عندما زار الفريق أول أحمد إسماعيل الجبهة السورية سراً فى أول أكتوبر على طائرة عسكرية من طراز سى 130، ونزل فى مطار المزة - والذى يعد من أكبر القواعد الجوية السورية وأقربها إلى هضبة الجولان. ومن مطار المزة توجه الفريق أول أحمد إسماعيل إلى مقر القوات المسلحة السورية لوضع اللمسات الأخيرة لحين ساعة الصفر، والاطمئنان على الجبهة السورية، ومعاينة الاستعدادات اللوجستية على الطبيعة. ولم يكن التنسيق بين الجيشين المصرى والسورى نظرياً أو على الورق فحسب، ولكنه امتد ليكون على الأرض،وفى مسرح العمليات، وكانت البداية بسرب مقاتلات قاذفة مصرى، يقوده طيار مقاتل مصرى أيضاً لدعم القوات الجوية السورية، وقد ساهم هذا السرب فى درء مخاطر كثيرة عن سماء سوريا، وأبلى بلاءً حسناً فى معارك جوية فاصلة أذهلت خبراء الاستراتيجية فى العالم، وقد استطاع طيار مصرى، وهو المقدم فكرى الجندى بواسطة طائرته الميج 17 من إسقاط طائرة فانتوم كانوا يقولون عنها آنذاك «ملكة الجو»، ولأنى - كما يقول السفير بسيونى كنت ملحقاً عسكرياً فى مركز القيادة السورية أثناء الحرب، وضابط اتصال بين الجبهتين فقد أبلغت هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية فى المركز رقم (10) بهذا الإنجاز الذى حققه الطيار المصرى على هضبة الجولان. وقبل اندلاع الحرب بساعات، وبالتحديد فى 9 رمضان الموافق 5 أكتوبر من عام 73، وضع الرئيس السادات النقاط فوق الحروف، وكلّف المشير أحمد إسماعيل فى توجيه محدد، ومزيل بتوقيعه - أى بتوقيع السادات - يؤكد فيه أن الغرض من الحرب هو إزالة حالة الجمود السياسى والعسكرى بكسر وقف إطلاق النار اعتباراً من يوم 6 أكتوبر، وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة فى المعدات والأرواح والأسلحة والعمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية طبقاً لقدرة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية. ويؤكد السفير بسيونى أن التوجيه الاستراتيجى الذى أصدره الرئيس السادات يوم 5 أكتوبر تم تنفيذه بالكامل، فتم - كما أكدت معارك حرب أكتوبر المجيدة - تكبيد العدو خسائر كبيرة فى الأرواح والأسلحة والمعدات، حيث تعالت صيحات جولدا مائير طالبة النجدة من الرئيس الأمريكى نيكسون قبل زوال دولة إسرائيل، وتزويدها بقاذفات ومقاتلات بعد تساقط طيرانها كالذباب أمام حائط الصواريخ المصرى، وتزويدها بمدرعات بعد فقدها 400 دبابة فى الأيام الأولى للحرب، ويتابع السفير بسيونى قائلا: لقد شاهدنا جميعاً ضباط وجنود إسرائيل مكبلين فى الدبابات بالسلاسل كما رأيناهم وهم يرفعون رايات الاستسلام يتساوى فى ذلك الجنود والقادة، ومن هنا فقد أنهت حرب أكتوبر أسطورة الجيش الذى لا يقهر على حد تعبير ديان بعد نكسة 1967. وعندما حانت ساعة الصفر - كما يتذكر السفير بسيونى - انطلقت أكثر من 200 طائرة مقاتلة مختلفة الأنواع والأحجام.. ا من القواعد العسكرية المصرية فى وقت واحد لتقصف مطارات العدو فى السر وتمادا والمليز، وخزانات الوقود، وخطوط الإمداد، والمواقع الرادارية والإدارية، ومراكز القيادة فى أم مرجم، وأم خشيب، والطاسة، وبطاريات الصواريخ وباقى وسائل الدفاع الجوى فى بالوظة والجدى. ولمدة 52 دقيقة قامت المدفعية الثقيلة بإلقاء جام غضبها، ولهيب قذائفها لتدك حصون خط بارليف، الذى أنفقت عليه إسرائيل وأمريكا أكثر من 238 مليون دولار ليكون أكثر قوة ومناعة من خط «سيجفرد» الذى أقامته ألمانيا على حدودها مع فرنسا، وأكثر قوة من خط «ماجينو» أيضاً الذى أقامته فرنسا على حدودها مع ألمانيا. وبعد الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه عبرت عناصر من المخابرات والمهندسين بقوارب المطاط والناقلات البرمائية للتأكد من غلق فتحات النابالم التى قامت الضفادع البشرية بسدها مساء 5 أكتوبر، وإزالة الأسلاك الشائكة، وتطهير المدقات والممرات من حقول الألغام التى كانت بمثابة كتاب مفتوح لعناصر المخابرات المصرية. ثم تحرك على الفور سلاح المهندسين، وقام فى شجاعة منقطعة النظير بفتح الثغرات فى الساتر الترابى لعبور الأسلحة الثقيلة والعربات المدرعة والمجنزرات، وإقامة رءوس الكبارى والمعديات أمام بورسعيد والإسماعيلية والسويس لتنطلق بعدها 5 فرق مشاة إلى الضفة الشرقية للقناة تحت مظلة حائط الصواريخ الذى وصفه موشيه ديان ببذرة الشر، ووصفته جولدا مائير بالغابة. وقد استطاع أفراد المشاة بواسطة صواريخ محمولة على الكتف القضاء على الاحتياطى التكتيكى للعدو قبل وصول المدرعات المصرية للضفة الشرقية، ومن أشهر معارك الدبابات التى وقعت على رمال سيناء ما حدث يوم 8 أكتوبر عندما قام ضباط وجنود الفرقة الثانية مشاة بقيادة العميد أركان حرب حسن أبو سعدة بأسر العقيد عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع مع مجموعة كبيرة من جنوده وضباطه فى القطاع الشمالى على جبهة الفردان من قناة السويس، والذى وصف يوم أسره بيوم الاثنين الأسود. ومن أعظم الملاحم التى خاضتها القوات البرية، كانت معركة القنطرة شرق التى قادها باقتدار العميد فؤاد عزيز غالى قائد الفرقة 18 مشاة، والقنطرة شرق كانت المدينة الوحيدة التى فشل العدو فى احتلالها عام 67، إلا أنه استطاع - أى العدو - خلال 6 سنوات من إقامة 4 مواقع حصينة لحصارها وضربها من جهة القناة، وأنشأ 3 مواقع أخرى فى شمال البلاح والكاب والتبة ومع تلك التحصينات استطاعت قوات الجيش الثانى تحرير المدينة وأسر 30 فردا من جنود العدو وتدمير 70 دبابة، وإسقاط 17 طائرة، وأسر 4 طيارين بالإضافة إلى خسائره فى الأرواح والمعدات والتى وصلت إلى مئات الجرحى والقتلى وكان يوم 11 أكتوبر يوما مشهودا، حيث رفع العلم المصرى على القنطرة شرق وإسقاط علم العدو إلى الأبد. وما حدث من بطولات فى القنطرة شرق حدث أيضاً فى معركة «تبة الطالية» بالقطاع الأوسط الذى خسر فيها العدو عشرات الدبابات ومئات القتلى، وفشل نظرية المياه الجارية التى حاول العدو من خلالها دفع سراياه لاحتلال التبة، وإنهاك القوات المصرية، وكانت النتيجة تدمير كل تلك السرايا باستثناء دبابتين «سنتريون» استولت عليهما القوات المسلحة الباسلة يوم 21 أكتوبر عندما توهم العدو فى محاولة يائسة وأخيرة أنه بمقدوره تطويق التبة لمحاصرة القوات المصرية من الخلف. أما معركة عيون موسى التى وقعت فى نطاق الجيش الثالث، فكان قائدها العميد يوسف عفيفى قائد الفرقة 19 وكانت ملحمة بكل المقاييس أيضاً لأن العدو اعتبر منطقة العيون دولة داخل دولة لكونه كان ينطلق منها لضرب مدينتى السويس وبور توفيق، ولتحقيق هذا الغرض استعد العدو بتحصينات قوية، ومرابض للدبابات، ومنصات للصواريخ وأجهزة إنذار مبكر، وأسلاك شائكة وحقول ألغام، ومعوقات لا أول لها ولا آخر، ومع كل هذه الموانع نجحت مجموعات من قوات المشاة وعناصر الصاعقة من اقتحام المواقع لتنقض على جنود العدو كالأسود الجائعة، وعندما حاول العدو الاستعانة بسلاح الجو الإسرائيلى لضرب المشاة والعربات المجنزرة والدبابات تصدت له الصواريخ المضادة للطائرات إلى أن أجبر على الفرار بعد تأكده من وقوعه فى فخ مصيدة الموت. وإذا كان بعض الموالين لإسرائيل يحاولون فى كتاباتهم التقليل من شأن حرب أكتوبر، ومن حصون خط بارليف المنيعة التى دمرها المصريون فى 6 ساعات فقد اعترف قادة إسرائيل فى أول أيام الحرب: بأن إسرائيل فى خطر، تأكدوا أنهم فى خطر بعد أن رأوا بأعينهم انهيار خط بارليف تحت أقدام المصريين، شاهدوا استسلام الجنود والضباط، واحتراق الآليات والمدرعات.. رأى قادة إسرائيل براعة التخطيط والتنفيذ، رأوا مقاتلا من نوع جديد، مقاتلاً لا يهاب الموت، ولا يعرف الاستسلام ويبحث عن النصر أو الشهادة، رأوا فرد المشاة يعانق الدبابة بصاروخ على الكتف لتفجيرها وكأنه على موعد معها، رأى مندلر، وجونين، وشارون عناصر الصاعقة المصرية وهى تقاتل بالسلاح الأبيض خلف خطوط العدو عند المضايق.. عند هذه اللحظة انهار قادة إسرائيل وتعالت صيحات جولدا مائير طالبة النجدة من نيكسون وكيسنجر بعد هروب النوم من عيونهم جميعا، وكانت الكارثة عندما طلب ديان التنحى، والانسحاب إلى المضايق، بعد أن قال لها فى انهيار تام: لو لا أنى متأكد من خروج الخبراء السوفييت لقلت إننا نحارب روسيا، وقال صراحة أيضا : إن إسرائيل باتت فى خطر. وعلى الفور كما يقول السفيربسيونى بدأت إسرائيل فى تحضيرالرءوس النووية بتحريك 19 صاروخ أريحا كنوع من الضغط على القوات المسلحة المصرية، وعلى الرئيس الأمريكى نيكسون مع أن إسرائيل كانت على علم بأنها لن تستطيع استخدام تلك الصواريخ أو الرءوس بعد اشتباك القوات المصرية مع القوات الإسرائيلية، فى معارك ضارية، وعلمها يقيناً أن السلاح الذرى فى حالة استخدامه لن يفرق بين مصرى وإسرائيلى، وقد تكشفت الحقائق عندما أنقذت أمريكا إسرائيل.. أنقذتها فى الوقت المناسب بعد أن كانت القوات المسلحة المصرية على مرمى حجر من تنفيذ الأمر العسكرى أو التوجيه الاستراتيجى الذى وجهه الرئيس السادات للمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية وهو عبور القناة إقتحام الساتر الترابى، ودك حصون خط بارليف، وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة فى الأرواح والمعدات ثم الانطلاق شرقا إلى منطقة المضايق لتكتمل سيمفونية، تحرير سيناء بالعرق والدم ثم السلام بعد ذلك. فى الحلقة القادمة لماذا تأخر الرئيس السادات فى تطوير الهجوم ليوم 14 أكتوبر وكيف ساندت أمريكا إسرائيل ثالث أيام الحرب؟ وحقيقة اختلاف المشير أحمد إسماعيل والفريق الشاذلى على تصفية الثغرة.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: سقط النظام.. ولم تنجح الثورة بعد! الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:04 am
سقط النظام.. ولم تنجح الثورة بعد!
يبدو أنه لا مفر من الاعتراف بأن ثورة 25 يناير قد وقعت فى عدة أخطاء متتالية منذ أن أشعل شباب مصر شرارتها الأولى، كان أولها أنها لم تبدأ بالمطالبة بإسقاط النظام من اليوم الأول وحيث قصرت مطالبها على الإصلاح السياسى وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بينما كان الخطأ الثانى أنها افتقدت إلى قيادة محددة ومعلنة منذ بدايتها وهو الأمر الذى لم يكن ممكناً تداركه بعد اتساع نطاقها وانضمام مختلف فئات الشعب إليها ونزول نحو (18) مليون مصرى إلى الميدان وميادين عواصم المحافظات والمدن المصرية.. مطالبين بإسقاط النظام ورحيل رئيسه. أما الخطأ الثالث والفادح فقد وقعت فيه الثورة فى لحظة انتصارها مساء يوم الجمعة الحادى عشر من فبراير بالإعلان عن تنحى حسنى مبارك وتولى الجيش إدارة شئون البلاد لمرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر، حيث احتفل ملايين المصريين بما اعتبروه نجاحا للثورة ثم عادوا إلى بيوتهم.. تاركين الثورة بين أيادى أحزاب سياسية كرتونية متهالكة هى بكل المقاييس من بقايا النظام الفاسد إذ كانت جزءاً من نسيج ذلك النظام، وبين أيادى تيارات وقوى سياسية دينية محظورة قانونا وظهرت على السطح بفعل الشرعية الثورية وتسعى للسطو على ثورة لم تشارك فى صنعها وتريد الاستحواذ عليها! خطأ الثورة الآخر أو بالأحرى خطأ الذين كانوا فى طليعتها من الشباب الواعى المثقف من أبناء الطبقة المتوسطة صانعة التغيير فى كل مراحل التاريخ.. أنهم لم يكملوا نجاح الثورة وهو نجاح لم يتحقق ولم يكن ممكناً أن يتحقق إلا بالاستمرار فى الميدان.. ممثلين لجموع المصريين أصحاب الثورة وحيث كان لديهم ما يمكن تسميته بالتفويض الشعبى العام لاستكمال مسيرة الثورة وحتى يتم الاتفاق أو التوافق على الصيغة السياسية التى تكفل لصُنّاع الثورة المشاركة فى إدارة الثورة ومن ثم إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية.. حماية للثورة وضمانا لتحقيق كامل أهدافها ومطالبها.. وصولاً إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة وإقامة نظام سياسى جديد وديمقراطى يقيم العدالة الاجتماعية ويتيح تداول السلطة سلمياً. إن الذين صنعوا أنبل وأكبر ثورة فى تاريخ مصر وأسقطوا النظام الفاسد وأطاحوا برئيسه ورموزه هم أصحاب الحق المشروع وبحكم الشرعية الثورية فى إدارة الثورة حتى يكتمل نجاحها، غير أن الذى حدث هو أن الشباب طلائع الثورة قد فاتهم إدراك تلك المهمة الوطنية الثورية فى نفس الوقت الذى اكتفى فيه الشعب صاحب الثورة بالاحتفال وتركها دون أن يطمئن على اكتمالها، وتلك سمة مصرية متوارثة «جينياً» عبر عصور التاريخ ليست فقط فى صناعة الثورات والتغيير ولكن فى كل مناحى الحياة، وحيث يفتقد المصريون القدرة على إتمام وإكمال العمل.. أى عمل لنهايته بنفس قوة وكفاءة وجودة بدايته وهو ما يعرف بالـ «Finish». ولذا فإن المأزق الذى واجهته الثورة -ولا تزال- هو إدارة هذه الثورة وبما يتفق مع فلسفة الثورات وغاياتها، حيث غابت أو تعطّلت آليات الشرعية الثورية عن العمل وعلى النحو الذى تباطأت معه حركة الثورة حتى أوشكت على التوقف فى مواجهة آليات وشراسة الثورة المضادة التى تحركها فلول النظام السابق، وهو الأمر الذى يهدد بعودة الأوضاع إلى المربع رقم (1) مرة أخرى ومن ثم فشل الثورة فى الاستمرار. تتبدّى أولى مظاهر هذا المأزق فى استمرار حالة الانفلات الأمنى وتصاعد ظاهرة البلطجة مع استمرار غيبة الشرطة، وهى الحالة التى تعكس خللاً فى إدارة الثورة لا يصلحه سوى تفعيل آليات الشرعية الثورية لتطهير وزارة الداخلية من رجال حبيب العادلى الفاسدين الذين لا تخفى مسئوليتهم عن ظاهرة البلطجة وانفلات الأمن؛ وإلى جانب هذا التطهير فإنه يلزم إعادة تشكيل وهيكلة الأجهزة الأمنية والشرطية وفقاً لفلسفة وعقيدة أمنية جديدة مختلفة تمام الاختلاف عن سابقتها، مع ملاحظة أن ممارسة الشرطة واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين من أهالى الشهداء يوم الثلاثاء الماضى بحسب تقرير مجلس حقوق الإنسان قد أكدت أنه لم يطرأ أى تغيير على نهج الشرطة السابق، وهو الأمر الذى يجعل إعادة هيكل وتشكيل أجهزة الأمن مطلباً ملحاً وعاجلاً وضرورياً. وفى نفس الوقت فإن التلكؤ والتباطؤ فى محاكمة رئيس النظام السابق ورموزه المحبوسين احتياطياً فى قضايا الفساد المالى وتهريب ونهب الثروات وقتل المتظاهرين.. هذا التلكؤ يعد فى حقيقة الأمر أخطر مظاهر المأزق الذى تواجهه الثورة ويكاد يفرغها من مضمونها ويهدر مطالبها وبما يثير الكثير من الغضب لدى أهالى الشهداء بقدر ما يبدو صادماً للرأى العام ومحبطاً لجموع المصريين. وإذا كان قرار محكمة الجنايات يوم الاثنين الماضى بإخلاء سبيل ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين فى مدينة السويس قد بدا صادماً بالفعل بقدر ما أغضب أهالى الشهداء وشعب السويس ودفعهم لقطع طريق القاهرة - السويس الصحراوى احتجاجاً على هذا القرار، فإن صدمة الرأى العام الأكبر تجلّت بعد صدور أحكام قضائية ببراءة (6) متهمين من رموز النظام السابق من بينهم الوزراء الثلاثة.. يوسف بطرس غالى (الهارب) وأحمد المغربى وأنس الفقى من تهم التربح وإهدار المال العام، وهى الصدمة ذاتها التى أصابت أعضاء النيابة العامة الذين تولوا التحقيقات فى تلك القضايا، وهى الصدمة التى خفّف من وقعها قليلاً قرار النائب العام وقت كتابة هذه السطور بالطعن على تلك الأحكام بالبراءة وإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى باعتبار أن هذه البراءة لا تتفق مع أدلة الاتهام التى توافرت فى التحقيقات. *** إن المشهد السياسى الراهن وبعد ستة أشهر من سقوط النظام الساق وبكل ما جرى ويجرى - بل بكل ما لم يجر أيضاً -لايزال مقلقاً ومحبطاً، إذ لايزال نهج النظام السابق فى الإدارة باقيا ومستمرا فى كل المواقع فى الدولة، وإذ لايزال أتباع وأنصار ذلك النظام والمنتقعون به موجودين فى أماكنهم.. متربصين بالثورة.. ساعين إلى إخمادها وإفشالها وإشاعة أجواء الاضطراب وعدم الاستقرار. وسوف يبقى من بين أخطاء الثورة أيضاً بل من بين المخاطر التى تهددها أن حركة تطهير واسعة لاستئصال جذور النظام السابق لم تتم حتى الآن، وهو إجراء منوط وفى المقام الأول بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتباره من صميم تعهداته بحماية الثورة وأنه الضامن لنجاحها وتحقيق مطالبها. *** إن دواعى الوطنية تقتضى التأكيد مجدداً على أن إدارة الثورة مازالت غير ناجحة، وأن نجاحها ضرورى لنجاح الثورة، بل إن انتهاء المرحلة الانتقالية بتسليم حكم البلاد لسلطة شرعية مدنية منتخبة سوف يظل مرهونا بنجاح إدارة الثورة. ثم إن نجاح إدارة الثورة ونجاح الثورة بالتالى يتطلب ثلاثة إجراءات ثورية واجبة وضرورية.. أولها استعادة الأمن وإعادة تشكيل أجهزة الشرطة، وثانيها تسريع محاكمات رئيس النظام السابق وكل رموزه وأركانه، وآخرها - وإن كان لا يقل أهمية - تطهير البلاد من بقايا ذلك النظام. *** بعد ستة أشهر من تنحى الرئيس المخلوع ومع الغموض الذى يكتنف وضعه بصفة عامة واحتمالات وجدِّية محاكمته بوجه خاص، وبقراءة كل ما سبق ذكره فى هذه السطور، فإن ثمة مخاوف حقيقية من أن النظام السابق قد سقط - وإن بقيت جذوره - ولكن الثورة لم تنجح بعد!
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: علماء الدين: المليونية كانت خروجا شرعيا ولكن.. الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:06 am
علماء الدين: المليونية كانت خروجا شرعيا ولكن..
« ما أدى إلى حرام فهو حرام وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب » .. هكذا رأى علماء الدين الركيزة التى يجب أن يستند إليها الخروج إلى التظاهر أو البقاء فى المنازل عندما يحين وقت الاختيار بينهما، فيقول د. عبد المعطى بيومى الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية إن التحقيق مع قتلة المتظاهرين أصبح مطلبا شعبياً وعادلا لأن هناك من استشهدوا ويحتاج ذووهم أن يشعروا بالعدل فالاهتمام بهذا الموضوع ربما يشفى صدور الجميع وأى إجراء يمكن اتخاذه فى هذا القبيل يهدئ المجتمع. وأوضح د. عبد المعطى أنه بعد ذلك تأتى الملفات أو المسئوليات الأخرى التى يتحملها المجلس العسكرى ومجلس الوزراء وهم غير مقصرين، ويكفى أن ما تحقق فى الأشهر الماضية كان من قبيل الأحلام لأن ما تحقق شىء لا يمكن التقليل منه حتى لا يصاب الناس بالأحباط ونظلم الجيش والحكومة. وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية إلى أنه يفضل العكوف على العمل والانتاج وتجاوز هذه المرحلة بالحكمة والتحلى بشىء من الصبر لأن هناك متطلبات مرحلية لا نستطيع أن ننجزها دفعة واحدة. فيجب ترتيب الواجبات حسب الأولويات وبما يأخذ بيد المجتمع إلى الأمام ويكفى أن يكون هناك إعلام مقروء ومرئى ومسموع يوصل للرأى العام ما يجرى ويكفى لإدارة الأمور.. مختما كلامه قائلًا نحتاج قليلا من التظاهر كثيرا من العمل. أما الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر فتقول إنه على الوزراء أن ينتبهوا إلى نفاد صبر الشعب الذى يأمل فيهم كثيرًا وينتظر منهم الأكثر مضيفة أن الشعب لا يجد ما «يبل الريق» فى مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمن الاجتماعى ولايجد رؤى واضحة ترسم شكل مستقبل الأمة.. وعلى ضوء هذا الكلام كانت مليونية «تصحيح المسار». وحذرت أستاذ العقيدة والفلسفة من كثرة التظاهرات وممن يخرجون دون هدف قومى وهو للأسف ما يحدث فى التحرير الذى يضم كثيرا من الدخلاء.. وتتساءل هل نحن قادرون على الالتزام بالضوابط التى تتفق مع أمل الغد وروح ثورة يناير المباركة. فى حين يرى د. أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أنه من من المقرر شرعًا أنه لا ضرر ولا ضرار وعلى ذلك فإن هذه المسيرات وإن كانت لها أهداف مشروعة ومحمودة فإن ما يترتب عليها من تعطيل الطرق والتوقف عن العمل والإنتاج وما يداخلها من تصرفات بعض أصحاب النوايا السيئة الذين يريدون الإفساد فى الأرض.. يجعلها تفقد هذه المشروعية والدعم الشعبى يضاف إلى ذلك ما يصدر من البعض وليس من الكل من أمور غوغائية تؤثر على كل الأفعال الإيجابية، وطالب د. كريمة بتوقف المليونيات وأن تعطى الفرصة لصناع القرار والمؤسسات المعنية بمعالجة وتنفيذ ما تقوم هذه المسيرات من أجله موضحا أن التظاهر - بما يكشف من مفاسد - الأولى ترك التظاهر وإن كنا فى هذا الصدد لا نقوم بتجريم فاعليه لأن نواياهم حسنة فالقاعدة الفقهية تقول: ما أدى إلى الحرام فهو حرام وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وحول النتائج الملموسة والمطالب التى يتم تنفيذها عقب كل مليونيه يقول إن هذا أمر مضاره على الاثنين المسئولين والشعب حيث نجد أن صانع القرار أصبح يرتكن إلى ما بعد المليونية، وهذا خطأ. فالمجتمع يعانى من الأيدى المرتعشة فى القيادات مؤكدًا على ضرورة إتاحة الفرصة لمجلس الوزراء والمجلس العكسرى للعمل وتشكيل إدارة على هيئة ديوان مظالم تتلقى المطالب من ممثلين حقيقيين للثوار وللشعب لاتخاذ القرار المناسب فيها ، كما حذر أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر من سياسة الابتزاز للمسئولين التى أصبحت متبعه فى جميع المؤسسات ومع جميع طوائف الشعب حتى أصبحنا نرى « ماسبيرو » مقرًا دائمًا للاعتصامات المفتوحة ومجلس الوزراء للتظاهرات، وغير ذلك مضيفًا أنه مادام الأمر كذلك لن تبنى مصر فالابتزاز المجتمعى والسياسى والدينى أصبح ثقافة خطيرة تهدد حاضر ومستقبل هذا البلد . من جانبه يقول د. محمد الشحات الجندى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية إن التعبير عن الرأى مطلوب للمحافظة على المد الثورى فى إطار المشروعية، لكن مثل هذه الأمور يجب أن تحسب جيدًا لأنها تأتى فى توقيت غاية فى الخطورة لأن عجلة الانتاج والعمل قد تكون معطلة. وأضاف هذه المليونية جاءت فى أعقاب أحكام البراءة التى صدرت لبعض رموز النظام السابق فى قضايا الفساد وإهدار المال العام رغم أن المفروض عدم خضوع الأحكام القضائية لضغوط الرأى العام لأن القاضى يحكم بمقتضى ضميره والقانون ومعطيات الأوراق التى ليست أمام المواطن العادى، لكن الخطير والكلام على لسان د. الجندى أن هذه المظاهرات خاصة التى تشارك فيها كافة القوى الوطنية تضر بالاقتصاد المصرى وتظهر مصر أمام العالم أنها غير مستقرة وأن المجتمع المصرى يموج بالخطر مضيفا أن الأمر الأشد خطورة من ذلك هو ما نلاحظه من تصارع بين تلك القوى فى الأمور التى يجب أن تكون محل احترام واجماع وطنى من جميع الفئات التى تتمثل فى تقديس القضاء واحترام احكامه وتوفير أجواء الأمن والاستقرار والدعوة إلى التنمية. وأضاف د. الشحات أن العدالة والحرية لا يمكن أن تتحققا دون الأمن وسيادة القانون وتوفير أجواء الأمن والاستقرار فى العمل مشيرًا إلى أنه يخشى بعض القوى التى تطمح إلى إجهاض الثورة وإعاقة انطلاقها باسم حقها فى التعبير.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: لقد اكتشفنا حقيقتهم ولن يستطيعوا خداعنا بعد اليوم الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:08 am
لقد اكتشفنا حقيقتهم ولن يستطيعوا خداعنا بعد اليوم
أكتب الخميس 7 يوليو بقلق.. ماذا سوف يحدث غدا فى جمعة الإصرار.. أو جمعة الثورة أولا؟! من الذى سوف يذهب إلى ميدان التحرير ولماذا؟ وهل هى حقا جمعة غضب جديدة لإنقاذ الثورة وضخ الدماء فى شرايينها واسترجاع حقوق الشهداء؟ أم إن المبتزين نجحوا فى جر الأطهار الأنقياء خلفهم، فى محاولة يائسة منهم لاختطاف دستور بعينه، وقد صار معروفا لعامة المصريين قبل خاصتهم أن هناك فى الخارج من دفع وموّل لوضع دستور التغيير كما يريده الغرب، ومن فعل ذلك هو نفسه الذى دفع ومول لسلب استقرار هذا البلد وتقويض دولته. أكتب هذا والأخبار تترى من السويس إلى ميدان التحرير وغيرها من شوارع وأماكن بلدى التى لم تعد تسع ثورة الشباب الحائر بين الحق المبين وشياطين الإنس التى تطالعنا على الفضائيات ودورها المرسوم للإبقاء على جذوة الغضب مشتعلة فى عروق الشباب وحصرهم فى المنطقة الرمادية ما بين الشك واليقين ويجمعون من وراء وطنيتهم الزائفة تلك ثروات يكنزونها فى بنوك وقصور وفلل يقتنونها، هذه هى كتيبة المحرضين الوجه الآخر لمجرمى النظام البائد. -1- أكتب وأنا لا أصدق ما يحدث، أو لا أريد أن أصدق أن شرا سوف تأتى به الأيام لوطنى وأهلى وعشيرتى، لكن هل مجرد عدم التصديق يكفي؟.. من قبل ومنذ سنوات قليلة كنت وغيرى لا نريد أن نصدق أيضاً أن جنوب السودان يمكن أن ينفصل عن شماله، وبعد غد السبت 9 يوليو هناك وفد مصرى رسمى فى السودان يشارك فى الاحتفال بالإعلان الرسمى لدولة الجنوب السوداني، وما لم يتم تجزئته بالانفصال فى الأقطار العربية سوف يتم تفكيكه بالفيدرالية كما هو مذكور فى البعد الجغرافى السياسى للمشروع الأمريكى الصهيوني، وياليت الأمر ينتهى بالسودان عند هذا الحد فثمة بقية تتعلق بما يخصه فى مؤامرة التقسيم تهدف إلى فصل شرقه بدعم من إريتريا وانفلات دارفور. وما يحدث فى السودان ليس إقحاما على السياق الذى بدأت به، بل هو جزء من صميم مخطط شامل يمتد إلى الدول المفصلية فى الشرق العربى لتفكيكها: مصر والسعودية والعراق، وفى خط موازٍ يتم إسقاط علاقة المواطن العربى بدولته لخلق ما يسمى بالدولة الرخوة التى يسهل اختراقها واستلابها لصالح قوى الاستعمار الجديد والعولمة. -2- الدولة الرخوة أو دولة الحد الأدنى التى لا تملك فيها الدولة الهيمنة على مؤسساتها التى تضمن أمنها القومي، «فيروسات» هذه الدولة إن صح التعبير - أو خلخلة أسسها كما يصفها د. جلال أمين - استطاعت قوى الغرب أن تزرعها فى مصر خلال فترة حكم الرئيس مبارك فى نفس الوقت الذى تحافظ فيه دولة مثل إسرائيل على هيمنتها الكاملة على مؤسساتها واقتصادها وإعلامها وتوجيهها جميعا لخدمة أهدافها العليا، ويحدث هذا بدعم من أمريكا وأوروبا، أما فى الدول العربية وعلى رأسها مصر فكان، وما زال، ولابد أن تنفتح الثغرات فى جدار أمنها القومى ليسهل التغلغل الاقتصادى والسياسى الأمريكى الصهيونى ولتمرير إسرائيل وقبولها فى المنطقة العربية، وخلال العشرين سنة الأخيرة على الأقل حدث هذا ومن خلال المعاهدات والمؤتمرات الداعية للسلام وما ترتب عليها من اتفاقيات اقتصادية تم عقدها مع مصر والعديد من الدول العربية من الشرق إلى الغرب مثل بعض الدول الخليجية والأردن وبعض دول الشمال الأفريقى ومن خلال استحداث كيانات مثل الاتحاد من أجل المتوسط.. كل هذه المؤتمرات والكيانات بالتوازى مع العمل فى القضاء على الهوية الحضارية للمنطقة العربية وإلحاقها بمشروع العولمة، لم يكن لها إلا هدف واحد هو قبول إسرائيل فى المنطقة والتطبيع معها عبر تغيير الاتجاهات نحوها، حيث لم تقبل الشعوب العربية فى ظرفها التاريخى وظرفها الراهن هذا الكيان الاستعمارى العنصرى بما يحمله فى ذاته من كراهية واستعلاء ليس للعرب فقط ولكن لكل شعوب الأرض. -3- ومنذ سنوات قليلة عندما استيقظ المجتمع المصرى على قضية «عبدة الشيطان»، شعر أفراد كثيرون فى هذا المجتمع – المؤمن بطبيعته - بصدمة كبيرة، حاولت وسائل الإعلام فيما بعد أن تخفف منها بتصوير الأمر على أنه لا يعدو عن لعب «شوية عيال» غابت عنهم مسئولية الأهل، ونسى الناس الحكاية فى غمرة انشغالهم بشئون حياتهم ولم يلتفتوا إلى أن براءة المجتمع قد انخدشت، لذلك لم ينزعج هذا المجتمع كثيرا عندما عرف بعد ذلك بظاهرة شباب وفتيات «الإيمو» الذين يشبهون إلى حد كبير فى سلوكهم وطقوسهم عبدة الشيطان، هكذا يحدث التغيير فى المجتمعات، والأمر المهم الذى لم يتوقف عنده كثيرون فى قضية عبدة الشيطان هو أن شابا فقيراً غير سوى أخلاقياً هو الذى دفع عددا ليس بقليل من أبناء الطبقة الثرية وأقنعهم بعبادة الشيطان، وبالطبع لم يفعل هذا على سبيل التسلية لكن كانت المصلحة المادية تحديدا هى التى تقف وراء جريمته وساعده على ذلك فراغ هذا الشباب الروحى والعاطفى وغياب المسئولية والرقابة. - 4 - ومع فارق القياس هناك بعض الشباب أو لنقل قلة قاموا بدور مماثل لما فعله المجرم الأصيل فى قضية عبدة الشيطان.. هؤلاء الشباب بحثاً عن المصلحة المادية عبثوا بمقدرات هذا البلد بإدراك أو غير إدراك لجرم فعلتهم، وعلى سبيل المغامرة أو المقامرة أو ربما عن اقتناع اتصلوا بمصادر تمويل فى الخارج وجمعوا حولهم عددا من الشباب ووضعوا مشاريع على الورق تصب فى نهر تحويل الدولة المصرية إلى دولة الحد الأدنى أو الدولة الرخوة باسم الليبرالية والحرية الشخصية والرأسمالية واقتصاد السوق، وسافروا وجاءوا وجلسوا على موائد عشاء فى واشنطن والعواصم الأوروبية ومع شخصيات سياسية ترعى مثل هذه المشاريع والثورات الملونة حول العالم، والذين استفادوا من هؤلاء الشبان استمروا فى اللعبة وبعض الذين تضرروا انقلبوا عليها وفضحوها، وحدث كل هذا تحت سمع وبصر أجهزة الأمن التى بالكاد ما كانت توقف واحدا من هؤلاء الشبان الذين يحملون صفة نشطاء لسؤاله حتى تتدخل السفارة الأمريكية وتوجه إنذاراتها للخارجية المصرية لتخلى سبيله، هذه الرءوس وسلوكها الذى انكشف الآن هى التى لها مصلحة فى سرقة ثورة الشعب المصري.. الثورة العفوية الطاهرة التى انطلقت فى 25 يناير ضد ظلم النظام وفساده وتجبره، أما تلك الرءوس التى حاولت وما زالت تحاول تفكيك الاتهامات الحقيقية الموجهة إليها عبر ميكانيزمات السخرية السمجة أو استدرار عطف المصريين الطيبين .. أؤكد أن هذه الرءوس هى التى تقود عمليات التهييج لاختطاف الدستور بكل الأساليب المبتزة ، وهى التى تنقلب على الديمقراطية التى احتكرتها لنفسها ولخدمة المشروع الأمريكى الصهيونى ، وهى الغربان التى تلبس ريش الطواويس فلا هى أصبحت طواويس ولا عادت غربانا.. حتى ولو أنكروا التمويل.. حتى ولو اقترنوا بنساء غربيين بيض وتخلوا طائعين عن جنسيتهم المصرية واستقبلتهم واشنطن وعواصم الغرب. لقد اكتشفنا حقيقتهم ولن يستطعيوا خداعنا بعد اليوم.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: علامات استمرار الثورة الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:08 am
علامات استمرار الثورة
الثورة فعل مستمر ومتواصل من أجل تحقيق الهدف الذى قامت من أجله، قد تتباطأ حركتها أو تتعثر، وربما تتوقف برهة لالتقاط الأنفاس أو تصحيح لمسار خطأ وقعت فيه غفلة أو جُرَّت إليه عمداً.. هكذا هى الثورات وهذا ديدنها منذ وجدت على وجه البسيطة.. أما أن يكرس البعض جل وقته وجهده من أجل تكبير وتهويل لحظات استرداد الأنفاس أو يجأرون بالتجعير والصراخ مشككين ومخونين فيمن يصحح مساراً أو تعثرا، لغرض فى نفس «يعقوبهم أو مباركهم».. فيجب تفويت الفرصة عليهم وعدم الالتفات إليهم، ويكون الأجدى هو الانتباه لعلامات استمرار الثورة سواء أكانت العلامات الصغرى منها أو الكبرى، كما كان لبداية الثورة أيضاً علاماتها الصغرى والكبرى - وسيجىء المجال لذكرها بالتفصيل الشديد إن شاء الله.. ومن دلائل استمرار الثورة التى أحصيها الآن سريعاً نوعان: أخبار متفرقة، ووقائع صغيرة، الأخبار ستقرأها منشورة بإهمال فى بطون بعض الصحف مثل خبر أن «15 ألف متقدم لامتحان محو الأمية فى محافظة قنا بعد شهرين فقط من قيام الثورة»، ومثل إن مدير مكتب تنسيق الكليات العسكرية أركان حرب عصمت فؤاد يصرح فى مؤتمر صحفى أن «القوات المسلحة اشترطت فى المتقدمين هذا العام للقبول بالكليات العسكرية شرط إجادة اللغة العربية نطقاً وكتابة خاصة أن الكثيرين من الطلاب يهمل فى دراستها لحساب اللغات الأجنبية وذلك فى إطار حرص القوات المسلحة على الهوية المصرية؟! أما عن الوقائع الصغيرة والعفوية التى تسمعها من صديق فى لحظة دردشة فمن نوعية «تجمهر العديد من طلبة إحدى الكليات أمام مكتب العميد الجديد الذين جاءوا به بعد الثورة بعد يوم واحد من تسلمه مهام منصبه، مطالبينه بالتصرف الجاد مع الأستاذ «الفلانى» الذى دأب خلال تدريسه لهم على عدم الانتظام فى الحضور أو فى شرح المنهج و«الاستعباط» فيها.. وواقعة أخرى تقول: إن أحد القيادات الجديدة فى هيئة أخرى وبعد أقل من أسبوع على توليه منصبه، فوجئ بمدير الشئون المالية يدخل عليه وفى يده كشوف يطالبه بالتوقيع عليها وإمضائها وكانت عبارة عن مكافآت وبدلات بأرقام متفاوتة، أعلاها وأولها من نصيب هذا المدير الجديد، وعندما استفسر من الموظف عن الأمر خاصة أنه لم يشارك ولم يحضر ولم يؤد أية مهام قال له الموظف هذه الإجراءات والتعليمات ووفقاً لسير العمل، وطبعاً رفضها المدير وطالب بتغييرها.. أليست هذه علامات تؤكد أن التغيير الحميد طال مناطق مهمة فى الشخصية المصرية، وأنها دلائل للفرح والأمل باستمرار الثورة، رغم كل السلوكيات الاستفزازية والوحشية من البعض، بالرغم «مشروع البراءة للجميع» الذى يلوح فى الأفق لرموز الفساد، ومشروع العقاب والتجريس لشباب الثورة وأهالى الجرحى والشهداء والمطالبين بحقوقهم المشروعة فى هذا الوطن.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: الفرنسة التى أحبـت النوبــة وأحبها النوبيون الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:09 am
الفرنسة التى أحبـت النوبــة وأحبها النوبيون
قليلا ما نجد مصريين يهتمون بدراسة حضارات الدول الأخرى وإلى درجة التعمق والهوس بها، كما يحدث من الأجانب بالنسبة لولعهم وحماسهم بالآثار والحضارة المصرية. وقد تعرضت هذه الحضارة المصرية لغزوات مستمرة لكنها لم تستطع أن تؤثر على طباع شعبها وعاداتهم وتقاليدهم وحياتهم كما يقول العالم الأشهر د. زاهى حواس. ولذلك تجذب الحضارة المصرية عشاق العالم للتاريخ والآثار والحضارات باعتبارها أصل الحضارات. ثارت فى نفسى هذه الخواطر وأنا أقرأ التحقيق الجميل الذى نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» عن رحيل عالمة الآثار الفرنسية «كريستان ديروش» عن 97 سنة قبل أسبوعين. وهذه العالمة أطلق عليها «راهبة المصريات» لولعها الشديد بالآثار المصرية بصورة عامة وآثار النوبة بصفة خاصة، مما جعلها تكافح على إمتداد عشرين سنة عن لإنقاذ معابد النوبة من الغرق تحت مياه النيل التى ستغمرها بعد بناء مشروع السد العالى فى الستينيات وبحيرة السد. كان مشروع السد مشروعا عظيما يكفى أنه أنهى حوادث الغرق التى كانت تحدث كثيرا لقرى الصعيد عندما يأتى فيضان عال يفيض على الجانبين ويدخل بيوت الفلاحين ويغطى أراضيهم ويهلك كثيرا من الماشية والأرواح. ولكن كانت أيضا الآثار المهددة بالغرق بسبب هذا المشروع رائعة مما جعل العالمة «كريستان ديروش» التى صادف أن عاشت فى عصر أحد كبار المثقفين الفرنسيين وهو «أندريه مالرو» وزير الثقافة فى عهد الجنرال شارل ديغول فى حقبة الستينيات وقد استطاعا ديروش ومالرو من خلال منظمة اليونسكو إطلاق حملة عالمية لجمع الأموال الكفيلة بحماية آثار النوبة. وكان نتيجة ذلك الجهد العظيم نقل 14 معبدا من المواقع التى غمرتها المياه، إلى أماكن آمنة. واعتبارا من هذا العمل الذى تحقق فى آثار النوبة بدأت منظمة اليونسكو المشروع الشامل الذى تبنته لتحديد المحميات التاريخية فى العالم وحصر المعرض منها للأخطار والمبادرة إلى حمايتها باعتبارها « إرث البشرية» كلها وليست ملك الدولة التى بها هذه الآثار. وقد لا يعرف الشباب المعاصر أنه إلى جانب المعركة السياسية والعسكرية التى خاضتها مصر من أجل تنفيذ مشروع السد العالى، كانت هناك معركة أخرى كبرى صاحبت تنفيذ المشروع حول إنقاذ المعابد المهددة بالغرق منها معبد أبو سمبل الذى يعتبر من أهم وأشهر معابد مصر الفرعونية وقد أمر ببنائه الملك رمسيس الثانى ويتميز بالإعجاز المعمارى فهو المعبد الوحيد من بين المعابد المصرية الذى بنى بطريقة تتعامد عليه الشمس مرتين فى السنة فى يومى 22 فبراير و22 أكتوبر بامتداد يصل إلى 62 مترا فى داخل المعبد ليصل ضوء الشمس إلى قدس الأقداس. وقد نجحت عملية إنقاذ المعبد عن طريق تفكيك أجزائه بطريقة فنية بالغة هو ومن حوله حيث يوجد معبد صغير آخر كان مخصصا لعبادة الربة «حتحور» وزوجته الملكة « نفرتارى». وبعد فك المعبدين تم رفعهما وإعادة تشييدهما على ربوتين تعلوان عن المكان الاصلى 60 مترا بنفس الاتجاهات الأصلية وتم تنفيذ المشروع بنجاح كبير ولولا هذا النجاح ما أتيح لنا وللعالم ان يشهد المعبد فى مكانه الذى به اليوم. وعودة إلى راهبة الحضارة المصرية وآثارها القديمة فقد استهوت «ديروش» آثار مصر وهى مازالت طفلة عندما قرأت وهى فى السابعة عن اكتشاف هوارد كارتر (عالم آثار إنجليزى) مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922. وقد أثر فيها كثيرا متابعتها لهذا الكشف إلى درجة جعلتها تتخصص فى المصريات القديمة والآثار الفرعونية، وكانت امرأة تشغل منصب المقيم فى المعهد الفرنسى للآثار الشرقية، كما كانت أول امرأة تقود فريقا للتنقيب عن الآثار، عام 1938. تحقيقا لحبها تعلمت ديروش اللغة العربية بلهجة أهل النوبة الذين أحبتهم وظلت تحتفظ طيلة حياتها، بصداقات فى أوساط عمال الآثار وحراسها ومديرى المتاحف المصرية الذين أحبوها واحترموا مسيرتها التى لم تكن الشيخوخة عائقا أمام جهودها. المعابد الفرعونية لم يكن المعبد فى عصر الفراعنة ويُستخدم داراً للعبادة كما هو الوضع حاليا بالنسبة للمعبد اليهودى أو الكنيسة أو الجامع، وإنما كان بيتا للإله يعبد فيه الإنسان ربه ويقيم له الشعائر والدعوات والتراتيل ويقدم إليه القرابين المختلفة فى المواسم والأعياد. ويقول د. زاهى حواس إن الشعائر كانت تجرى فى صورة صلاة يومية للإله يكلف الملك بإقامتها مما جعل المعبد مكانا خاصا ليس لعامة الشعب بل ملكية خاصة يختص بها الإله وحده. ولذلك بنى الفراعنة المعبد من الحجر وأحاطوه بأسوار عالية لعزله عن العالم الخارجى. وفى الدولة الحديثة حدث تطور كبير فى المعابد، حيث بنيت المعابد الضخمة مثل معبد الأقصر وقد أقامه رمسيس الثانى، ومعبد الكرنك الذى يعتبر أضخم المعابد الموجودة فى مصر.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: الجاسوسية والجواسيس تجارة السلاح والمخدرات فى خدمة الموساد الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:11 am
الجاسوسية والجواسيس تجارة السلاح والمخدرات فى خدمة الموساد
فى عام 1984، زار إسرائيل بصورة رسمية واحد من أكثر زعماء أمريكا الجنوبية فسادا وهو مانويل أنطونيو نورييجا، رئيس بنما، وكان الجنرال نورييجا آنذاك يحظى بتأييد إسرائيلى وأمريكى نظرا لنشاطه المعادى للشيوعية فى بنما، ويتمتع على امتداد سنوات نظام حكمه الفاسد برعاية دولية وتجاهل أمريكى تام للمذابح التى يرتكبها فى بلاده، ولتجارته الواسعة فى المخدرات مع العصابات الإجرامية فى شتى أنحاء العالم وفى أمريكا ذاتها. أغمض الأمريكيون أعينهم عن كل ما يرتكبه الجنرال نورييجا فى بنما، بدافع خوفهم المميت من التهديد السوفيتى، وإلى جانب تجارته فى المخدرات والسلاح، قام الجنرال نورييجا بالمساعدة فى عقد صفقات السلاح الأمريكية والإسرائيلية مع نظام الشاه فى إيران الأمر الذى جعله محل رضا الطرفين الأمريكى والإسرائيلى. أما العلاقة الإسرائيلية بصفة خاصة مع نورييجا فكانت علاقة ذات مغزى ومتشعبة بدرجة كبيرة، وهنا يبرز اسم ميخائيل (مايك) هرارى، ضابط الموساد الإسرائيلى الذى عمل مساعداً ومستشاراً أمنياً للجنرال نورييجا، جنرال الدم والمخدرات وتجارة السلاح فمن هو مايك هرارى الذى أطلق عليه البنميون اسم (مايك المجنون)؟.. ولد ميخائيل (مايك) هرارى عام 1926، وخدم فى الهجاناه، والبالماخ والشاباك والموساد، بدأ خدمته فى الهجاناه وهو فى سن الـ 13 حيث عمل كـ (مراسلة) ينقل الرسائل بين الوحدات المختلفة، وفى عام 1943 تم تجنيده فى البالماخ فى السرية الثالثة التى تمركزت فى منطقة رامات هاكوفيش، وهناك تم القبض عليه بواسطة جنود الانتداب البريطانى وتم سجنه فى اللطرون.. وبعد إطلاق سراحه حصل على دورة لاسلكى. وفى عام 1946 تم إرساله إلى مارسيليا فى فرنسا ثم إلى إيطاليا وذلك للمساعدة فى تجهيز سفن المهاجرين اليهود غير الشرعيين المتجهة إلى فلسطين. وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل، عمل هرارى فى (الشاباك) أى الأمن الداخلى ثم انتقل للعمل فى الموساد، وأخذ يتدرج فى منصبه إلى أن تم تعيينه رئيساً لوحدة العمليات الخاصة (قيساريا) وهى الوحدة التى قامت تحت قيادته بتنفيذ عملية (غضب الرب) وهى العملية التى هدفت إلى تصفية أعضاء منظمة (أيلول الأسود) والذين كانوا مسئولين إما بصورة مباشرة وإما غير مباشرة، عن قتل الرياضيين الإسرائيليين فى أولمبياد ميونيخ 1972. العلاقة الإيطالية فى عام 1989 قام الجيش الأمريكى بغزو بنما والإطاحة بـ نورييجا بعدما ألقت القبض عليه وحكمت عليه بالسجن (لا يزال مسجونا حتى اليوم) بتهمة الاتجار فى المخدرات وغسيل الأموال، ولفترة من الوقت سرت شائعات بأن هرارى، رجل الموساد الإسرائيلى تم قتله أثناء الغزو أو تم إلقاء القبض عليه. ورغم أن هرارى يرفض بشدة التعامل مع الصحفيين أو إجراء أية مقابلات صحفية إلا أنه وجد نفسه مضطرا للظهور فى القناة الأولى الإسرائيلية فى محاولة منه لنفى مثل هذه الشائعات، ومن يومها لم يظهر فى أية وسيلة إعلامية إلى أن كانت المفاجأة مؤخراً ووافق على إجراء حديث صحفى ليس مع صحيفة أو صحفى إسرائيل وإنما مع صحفى إيطالى-أمريكى يدعى إريك سالرنو، التقى معه فى منزله بضواحى تل أبيب وأجرى معه حديثاً مطولاً. صحيح أن الحديث لم يتطرق كثيراً إلى عمله فى الموساد، لكنه ركز على محطة فى الماضى البعيد عندما كان هرارى يعمل كضابط لاسلكى إشارة بالموساد ويقوم بتجهيز هجرات اليهود فيما سمى بالهجرة الثانية وذلك فى مقاطعة لومبارديا الإيطاليا وفى روما. قال هرارى إن اسمه الكودى فى الرسائل اللاسلكية كان FNM وهى الأحرف الأولى بالإيطالية لخط السكك الحديدية المتجه إلى شمال ميلانو، وألقى هرارى بعض الضوء خلال الحديث على جوانب خفية فى شخصيته عندما قال إنه خلال فترة وجوده فى إيطاليا أحب عالم الأوبرا وأنه صديق لدانييل بارنبويم، الذى علمه كيف يحب موسيقى فاجنر وكيف يفرق بين الموسيقى وبين الايديولوجيا والسياسة التى انتهجها الموسيقار العظيم، والمعروف أن اليهود لا يحبون سماع موسيقى فاجنر بسبب اعتناقه لأفكار وسياسة أدولف هتلر. هذا الحديث المطول هو فصل من كتاب للصحفى الايطالى الأمريكى ظهر مؤخراً فى إيطاليا تحت اسم (الموساد: قاعدة إيطاليا) ويتناول فيه الصحفى قصة المساعدات الكريمة التى منحها الإيطاليون للهجاناه ولمؤسسة الهجرة الثانية ولمنظمة بيتار قبل إقامة دولة إسرائيل، وكذا التعاون الوثيق بين المخابرات الإيطالية (سيسمى) وبين الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلى منذ قيام إسرائيل وحتى اليوم. يقول الكتاب أيضاً إنه فى عام 1938 تم إعطاء دورة تدريبية لأعضاء منظمة بيتار الصهيونية فى إيطاليا الفاشية بزعامة بنيتو موسولينى، فى البحرية وقيادة السفن، كما استعان رجال مؤسسة الهجرة الثانية ثم البالماخ بعد ذلك والذين عملوا على هجرة اليهود وشراء السلاح وإغراق السفن وتفجير الطائرات التى تنقل شحنات الأسلحة للدول العربية بفاشيين سابقين. ويشير الكتاب إلى أن من أبرز الإيطاليين الذين قاموا بهذا الدور فينو رومالدى، زعيم جماعة الفاشية الجديدة (موفيمنتو سوتسيالى إيطاليانو) وكان من بين المقربين لهذه الجماعة أيضاً رئيس البرلمان الإيطالى، جينفرنكو فينى، وقد قام رومالدى بإمداد المنظمة العسكرية الوطنية (إتسل) بمواد ناسفة وذلك من مخازن أسلحة قديمة تابعة للفاشيين من فترة الحرب العالمية الثانية، وهناك فاشى آخر كان من بين أقرب المقربين لموسولينى وهو فيونتسه كبريانو، سافر إلى إسرائيل وساعد فى إنشاء وحدة الكوماندوز البحرى رقم 13. وفى الكتاب أيضا ذكر الأدميرال فلبيو مارتينى، الذى عمل رئيسا للمخابرات الإيطالية (سيسمى) أنه بوصفه رئيسا للعمليات فى المخابرات سافر فى السبعينيات إلى سوريا، وعند عودته أمد المخابرات الإسرائيلية بخطط الحرب السورية.. ووفقاً للشهادات والوثائق التى جمعها المؤلف فإن (كل الحكومات الإيطالية منذ الحرب العالمية الثانية ساعدت الموساد والمخابرات العسكرية الإسرائيلية). مصاهرة القضاء فى عام 2005 قام الممثل الإسرائيلى موشيه إيبجى بأداء شخصية مايك هرارى فى فيلم (ميونيخ) الذى أخرجه ستيفن سبيلبرج. أما المفاجأة الكبرى فهى أن مايك هرارى، رجل الموساد واليد اليمنى لبارون القتل والمخدرات، مانويل نورييجا، متزوج من (بنيناه) شقيقة القاضية دوريت بينيش، رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية، وكانت بينيش قد تولت هذا المنصب عام 2006 خلفاً للقاضى أهارون باراك. وفى كتاب (علاقات خطرة) الذى كتبه الصحفيان والمحققان الاستقصائيان الأمريكيان، أندرو وليسلى كوكبورن، والذى تمت ترجمته إلى العبرية وصدر عن دار نشر (معاريف).. نجد أنه فى الصفحة 233 وما بعدها ما يلى: (ميخائيل هرارى كان فى السابق مسئولاً عن عمليات الموساد السرية، والآن اصبح جزءاً لا يتجزأ عن مانويل نورييجا،.. الجاسوس العجوز الذى يعرفه البنميون باسم (مايك المجنون) حصن نفسه بمكانة عالية تدر عليه أرباحاً كثيرة بوصفه الصديق المقرب للغاية من الجنرال، وشريكه فى اعماله، وايضاً مثلما قال الجنرال نورييجا ذات مرة إنه كاتم أسراره.. رجل الموساد السابق حاول قدر الإمكان عدم الظهور كثيراً فى بنماسيتى. ويسرد الكتاب أيضا قصة هرارى وقيادته لعمليات التصفية الجسدية التى قام بها الموساد ضد المتورطين فى قتل الرياضيين الإسرائيليين فى ميونيخ، وفى صفحة 235 من الكتاب، يقول الصحفيان الأمريكيان إن عصابة هرارى هبطت على رؤوس السكان الآمنين فى بلدة ليلهامر النرويجية وذلك لاصطياد على حسن سلامة الملقب بالأمير الأحمر.. وبعد أن تعقبوا رجلاً قريب الشبه من ملامحه.. اطلقوا عليه النار بدم بارد، والمشكلة هنا أن هرارى وزملاءه قتلوا الشخص الخطأ.. فقد قتلوا أحمد بوشيكى وهو جرسون مغربى أمام زوجته النرويجية الحامل. يقول الكتاب إن رجال هرارى عملوا بطريقة غير احترافية ولم ينجحوا فى إخفاء آثارهم، وسرعان ما نجحت الشرطة النرويجية فى اصطياد عملاء الموساد الستة، فقد تم إلقاء القبض على اثنين منهم عندما كانا يعيدان السيارة التى استأجراها باسمهما، فى مطار أوسلو وفى أثناء التحقيق معهما اعترفا بأنهما جاسوسان إسرائيليان، وذكرا أسماء باقى زملائهما من الموساد، وقد انهار على الفور أحد عملاء الموساد ويدعى دان اربيل عند بدء التحقيق معه وبمجرد إدخاله إلى غرفة مظلمة تماما.. وتم نقل هرارى من منصبه ليترأس محطة الموساد فى مكسيكوسيتى. ومن محل إقامته الجديد، بدأ هرارى يقيم علاقات صداقة مع عناصر مشبوهة فى كل انحاء أمريكا اللاتينية، وفى نفس الوقت يجرى صفقات سلاح ضخمة، وفى تلك الفترة تعرف هرارى بالجنرال نورييجا، وهكذا بدأت إسرائيل تتاجر فى السلاح مع بارون الموت والمخدرات نورييجا عن طريق يده اليمنى، مايك هرارى. وحسبما ذكره الصحفيان كوكبورن فإن هرارى كان مسئولاً عن صفقات السلاح التى تم تنفيذها حتى بعد أن كشفت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى عن تورط نورييجا فى تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة فى أوائل عام 1988، وقد عمل هرارى على تزويد مخبأ نورييجا بأحدث ما انتجته التكنولوجيا الإسرائيلية. وكان نورييجا، بالمناسبة يعلق على حائط مخبئه صورتين، واحدة لموشيه ديان والأخرى لأدولف هتلر، وذكرت مصادر صحفية إسرائيلية للمؤلفين أن هرارى أمد نورييجا بوسائل (غسيل) أرباح المخدرات فى البنوك الأجنبية، واستخدم المال فى شراء السلاح. وفى صفحة 238، يقول الكتاب إنه تحت غطاء (قطع غيار طائرات) وهى التى كان هرارى المسئول الوحيد عنها، تم نقل أموال المخدرات من الولايات المتحدة إلى بنما والعكس بهدف غسيل الأموال، وهكذا كان لهرارى شريك الجنرال الذى أصبحت بلاده بمرور الوقت هدفاً للغزو الأمريكى بغرض إحضاره إلى ميامى للمثول أمام المحكمة بتهمة الاتجار فى المخدرات السيطرة على طريق آمن لنقل الأموال والسلاح بين الولايات المتحدة وبنما. ويشير الكتاب فى صفحة 249 إلى أنه بجانب صفقات السلاح هذه فإن هرارى كان متورطاً حتى أذنيه فى نقل السلاح الإسرائيل لمقاتلى الكونتراس، وأن جزءاً كبيراً من هذا السلاح تم شراؤه بأموال عصابات المخدرات الكولومبية، ويتضح من الشهادات التى جمعها الصحفيان كوكبورن أنه فى التسوية الخاصة بهرارى تبرز مشكلة التقارير الخاصة بتورطه فى تجارة الكوكايين.. فقد كان هرارى جزءاً لا يتجزأ من صفقات نورييجا،.. قام الاثنان بنقل الكوكايين من كولومبيا إلى بنما، ومن هناك تم النقل لمدارج هبوط فى كورستاريكا أو الهندوراس ومنها إلى الولايات المتحدة. وأنه منذ بداية إمداد الكونتراس بالسلاح فإن نفس الطريق تم استخدامه أيضا لنقل المخدرات.. نفس الطيارين ونفس مدارج الهبوط ونفس الأشخاص. من الواضح إذن أن هرارى اليد اليمنى لبارون القتل والمخدرات الجنرال نورييجا لم يكن بأى حال بريئاً من كل هذا.. فصفقات المخدرات والسلاح والتى جعلت منه واحداً من أغنى الأغنياء جعلت منه هدفا لسلطات القانون الأمريكى، التى بدأت العمل ضد نورييجا ومعاونيه مع سقوط الاتحاد السوفيتى واختفاء التهديد السوفيتى وفى 28 ديسمبر 1989، أعلن نائب رئيس الممثلية الدبلوماسية للولايات المتحدة فى بنما، أن اليد اليمنى لنورييجا والرجل الثانى فى بنما، مايك هرارى هو (أسير حرب)، لكن هرارى كان قد نجح فى الإفلات وكان فى ذاك الوقت جالساً فى منزله الآمن بتل أبيب. وهنا تصل علاقة الفساد إلى ذروتها، فمن أموال المخدرات وتجارة السلاح التى جمعها رجل الموساد هرارى، بنى قصر أحلام رائعا وفخما فى إحدى ضواحى تل أبيب بالمشاركة مع شقيقة زوجته، القاضية دوريت بينيش، رئيسة المحكمة العليا فى إسرائيل.. وهذا البيت أو القصر لا يحمل إسماً ولا رقما وتقف أمامه سيارتان واحدة من طراز (أودى) والثانية من (فولفو) وتحمل إحداهما أرقاماً لهيئة دبلوماسية نظراً لمكانة هرارى التى يتمتع بها حتى الآن بوصفه قنصلاً شرفيا لبنما فى إسرائيل. وهكذا نجد مشروعا عقارياً مشتركا بين بينيش وهرارى، مقاما على الأراضى الإسرائيلية بأموال تجارة السلاح والمخدرات، ولذلك على كل من دوريت بينيش رئيسة المحكمة العليا فى إسرائيل، ومايك هرارى رجل الموساد أن يشكرا الجنرال نورييجا لأنه جعل عشرات الآلاف من الأمريكيين مدمنيين، وجعل عشرات الآلاف من مواطنى أمريكا اللاتينية أرامل وأيتاما فقدوا أعزاءهم بالسلاح الإسرائيلى.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: عبدالعظيم رمضان وحسنى مبارك الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:12 am
عبدالعظيم رمضان وحسنى مبارك
سُئلت ذات مرة عن أكثر الكُتاب إفادة لعصر مبارك، فقلت بلا تردد: عبد العظيم رمضان فتقبل بعض السائلين الإجابة بالموافقة، وتقبل قليل منهم الإجابة بالفتور تعبيرا عن التحفظ، فتعمدت أن أسأل عن إجابتهم فتوقفواعن أن يذكروا اسما محددا. وسئلت عقب السؤال الأول عن أكثر الكتاب عذابا وظلما فى عصر مبارك، فقلت بلا تردد أيضا: عبد العظيم رمضان، وتقبل معظم المستمعين والسائلين الإجابة بقدر من الاندهاش، وإن أبدى أحدهم إعجابه الشديد من هذه القدرة على الحكم على الأمور بحقائقها على الرغم من ظاهرها المختلف تماما. وربما لم يكن فى وسع أحد أن يتحدث عن عبد العظيم رمضان حديثا منصفا فى عهد مبارك على الرغم من كل الإنصاف الذى أنجزه عبد العظيم رمضان لعصر مبارك، وليس من قبيل المصادفة أن المكتبة العربية تحوى كتابا ضخما من أربعة عشر جزءا عنوانه: «الصراع السياسى والاجتماعى فى عصر مبارك». وقد كان السبب فى هذا عجيبا جدا، لكنه لا يخرج عن طبائع النفس البشرية، ذلك أن الحب من طرف واحد، حب غير مكتمل، كما أن تقدير الهدايا يتوقف على قدرة المهدى إليه على تقييم قدرها. ومع هذا فإن الملاحظة الدقيقة تكشف لنا بوضوح أن كتاب الدكتور عبد العظيم رمضان عن «الصراع الاجتماعى فى عصر السادات»، وهو كتاب ضخم يعبر عن مدى الاتقان فى كتب عبد العظيم رمضان، أما كتبه عن عصر مبارك فمع أنها ابتدأت بالاتقان والتقسيم والتبويب، فإنها آثرت أن تمضى مع تعاقب الزمن بطريقة تذكر بالحوليات، وإن لم تكن حوليات بالطبع. لكنها فى نظر كثيرين من أهل الصحافة ليست إلا تطوير الأكاديميين «برطانتهم المعهودة» لفكرة الحوليات مع حرص مواز على مواكبة الأحداث السياسية والاجتماعية بالتأصيل والتنظير والتحليل والنقد. على أن الأهم من ذلك أن حسنى مبارك لم يجد دفاعا تاريخيا مجيدا عن سياساته وتوجهاته على نحو ما وجده فى كتابات عبد العظيم رمضان، ويبدو لى أن عبد العظيم رمضان كان فى المقام الأول فى انتهاجه هذا الدفاع فنانا حريصا على أن تكون صورته للزبون الجالس بين يديه التى يرسمها أفضل من الصورة التى يرسمها غيره للزبون الآخر الذى جلس أمام الفنان الآخر (أو بين يديه)، أو فلنقل بصراحة إن عبد العظيم رمضان لم يكن يهمه فى المقام الأول أن يكون حسنى مبارك أفضل من هتلر، ولكن الذى كان يهمه هو أن يكون دفاعه هو عن مبارك وتصويره له أفضل من دفاع جوبلز عن هتلر، وليس مهما أن يكون مبارك أفضل من هتلر! وبالطبع فإن عبد العظيم رمضان لم يكن فيما فعله فى عهد مبارك واعيا للقضية على هذا النحو المجرد الواضح، لكنه كان مدفوعا إلى هذا بالفطرة، فطرة الكاتب أو العالم أو المؤرخ المشرئب إلى العظمة المتاحة له فى أقرب صورة. بيد أن من سوء حظ التاريخ (وليس سوء حظ مبارك.. أو سوء حظ عبد العظيم رمضان) أن مبارك لم يكن يقدر الفكر.. ولا التاريخ والدفاع.. ولا القضية نفسها، وإنما كان مبارك يسير بطاقة الدفع الذاتى فى عقليات معاونيه وسياسييه، وهى طاقة دفع كانت بحاجة إلى مثل هذا الوقود الذى كان عبد العظيم رمضان يصنعه ويستخرجه باجتهاد شديد وهكذا فإن أسامة الباز وعمرو موسى وغيرهما من قبيل مصطفى الفقى، وأحمد ماهر، وأحمد أبو الغيط، وعبد الرءوف الريدى، وعلى ماهر، وماجد عبد الفتاح، وسليمان عواد، كانوا يستأنسون بهذا الوقود المتاح على يد عبد العظيم رمضان، ويستدفئون به على الرغم من حب مبارك للصقيع الفكرى، وتفضيله على ماسواه. ومن إحقاق الحق أن نقول فى رمز ما لا نستطيع قوله فى وضوح وصراحة، وهو أن عبد العظيم رمضان قد أجهد أعدى أعداء رياسة مبارك، (وعن عمد لا نقول: أعدى أعداء شخصية مبارك.. وعن عمد أيضا لا نقول: أعدى أعداء سياسة مبارك) ومن إحقاق الحق أيضا أن نذكر أن هذا الذى أرهقه عبد العظيم رمضان بدفاعه عن رياسة مبارك لم يدخر وسعا فى حرب عبد العظيم رمضان بكل الوسائل الذكية، وغير الذكية، والأخلاقية، وغير الأخلاقية، وإلى الحد الذى لم يمانع فيه أن يتقرب من ناشر عبد العظيم رمضان بما يبدى تمجيده له بينما كان يدس له السم الصريح، ومن الطريف أنه نجح فى أن يؤذى الناشر الذى تبنى أعمال عبد العظيم رمضان، بما لم يدركه هذا الناشر إلا بعد فوات الأوان، ثم إنه لم يدرك أن نشره لأعمال رمضان كان السبب فى هذا التمجيد الذى لقيه على يد أعدى أعداء رياسة مبارك ممزوجا بالسم الذى آذاه به. وبرغم هذا كله فقد كان أبسط مثقف مصرى يدرك هذه الحقائق بوضوح شديد، على حين كان الأبطال جميعا معصوبى الأعين، وسبحان الله الذى هدى المصريين لأن يقولوا عن أنفسهم فيما يتعلق بالسياسة إن عامتهم أذكى من مثقفيهم، وان قراءهم أذكى من كتابهم، وإن صناعهم أذكى من مؤرخيهم، وإن الأميين منهم أذكى من مفكريهم. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: الإخوان المسلمون والسياسة والشيخ الباقورى الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:13 am
الإخوان المسلمون والسياسة والشيخ الباقورى
عرض المسرح القومي منذ سنوات مسرحية لكاتب إسباني بعنوان: (دماء على ثوب السهرة)، وكان البطل عزت العلايلي، وكان يقوم بدور ضابط أمن دولة يقوم بتعذيب المعارضين، ونتيجة لعدم قدرته على التعايش مع هذا الوضع أصيب باضطراب نفسي جعله في حالة عجز جنسي فقرر التخلص من مشاكله بترك الخدمة، وحين ذهب لتقديم استقالته استغرب رئيسه الأمر، ونصحه بأن يحاول أن يفهم حقيقة الموقف، واستغرب معاناته من تأنيب الضمير بقوله: ( إن من قام بتعذيبهم لو انقلبت الموازين وتولوا الحكم ، وحلوا محلهم لن يكونوا أقل عنفاً تجاههم وتجاه معارضيهم وسيفعلون بهم نفس الشىء ) . تلك العبارة نستطيع أن نراها على الواقع المصرى فالإخوان والسلفيون الذين تعرضوا للاضطهاد على يد النظام السابق بدأوا فى اتخاذ مواقف ليس ضد من عذبهم من النظام السابق بل ضد كل من فكر فى مخالفتهم الرأى، وهناك المقولة المشهورة فى الفترة السابقة إن الحكومة والحزب احتكروا الوطن والإخوان احتكروا الدين، وان الشعب خارج المنظومة، وهم الآن اعتبروا أنفسهم مسئولين عن الوطن والدين ومن يخالفهم كافر كأن الوطن حزبان حزب الأبرار وحزب الأشرار من كفار قريش. لم يكن للدين الإسلامى مؤسسة تتكلم باسمه، وتقصر الفهم والتدين عليها. فالدين الإسلامى أمامه الناس سواسية ولا تستطيع فئة أن تعطى صكوك الغفران أو دخول الجنة كما فعلت الكنيسة الأوربية فى العصور الوسطى، ولا يمكن قيام مجتمع إخوانى منفصل يتزوج فيه الإخوانى من إخوانية فلن نصبح كالمجتمع اليهودى من يتزوج من خارجه يعتبر أغيارا، ولا يمكن أن نقبل من قيادى إخوانى أن يقولإن هزيمة 1967م كانت عقاباً لمصر عما حدث للإخوان). فهل يقال هذا عن هزيمة وانكسار وطن وشعب؟! إن هذا الكلام يلغى الانتماء الوطنى الذى يذوب أمامه أى خلاف سياسى. وهل نصر 1973 م بفضل الإخوان؟ وفى نفس الوقت يبعد عن العقلانية والموضوعية إذا كانوا يسعون لحكم مصر. فالهزيمة لها أسباب سياسية واقتصادية وهو ما يجب أن نبحث عنه، و إلا كانت إسرائيل انتصرت لتقاها وتدينها، وهل من يفكر فى حكم مصر يجعل ذاتيته فوق الوطن . وهذا يقودنا لسؤال عن صلة الدين بالسياسة، وهل جماعة الإخوان كانت تسعى للسلطة والحكم من البداية ؟ وهو ما يجيب عنه مذكرات أحد قادة الإخوان السابقين وهو الشيخ أحمد حسن الباقورى الذى تولى الوزارة فى ظل ثورة 1952م ومن أجل ذلك فصلته الجماعة بعد دخولها فى صراع مع عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة . وهناك العديد من المصادر تؤكد أقوال الباقورى الذى ذكر أنه كان أحد المرشحين لتولى الجماعة بعد مقتل الشيخ حسن البنا . ففى نهاية القرن 19 وبدايات العشرين ظهرت فى مصر اتجاهات فكرية عديدة منها الاتجاه الإسلامى ومثله كل من جمال الدين الأفغانى و الشيخ محمد عبده داعم تيار الإصلاح الدينى الذى يرى الاستفادة من حضارة الغرب ، وإن الإسلام غير متعارض مع التقدم . والأفغانى كان ينادى بفكرة الجامعة الإسلامية، وإن وحدة المسلمين ضرورة وهى لا تعنى تشكيل كيان سياسى للدول الإسلامية على رأسه خليفة بل أن يكون سلطانهم القرآن ووحدتهم الدين. أما تلميذ الشيخ محمد عبده رشيد رضا فإنه لم يتخذ نفس التيار بل كان أكثر تشدداً فهو يرفض الغرب استعماراً وحضارة، ولقد رفض لطفى السيد أستاذ الجيل هذا الفكر، ورفض أى رابطة باستثناء الرابطة الوطنية الخالصة، ولقد تأثر حسن البنا بفكر رشيد رضا، ويقول جمال البنا إنه سمع من شقيقه حسن البنا أن رشيد رضا بتقديمه السلفية الميسرة قصر عليه عمل ثلاثين عاماً، ويضيف أن أخاه ( كان متقبلا تعددا كبيرا من العقلانية والليبرالية، وكان مطلعاً على الثقافة الغربية ) ومعنى ذلك أنه خالف بذلك تشدد رشيد رضا . قام حسن البنا بتأسيس الجماعة عام 1927م وبدأت كجماعة دينية تحض على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ويرى كثير من المحللين أنها وإن كانت قد بدات بالوعظ والإرشاد الدينى ، ولكن فى الحقيقة كانت تنطوى على هدف سياسى منذ البداية ، ولقد أخذ حسن البنا عن رشيد رضا فكرة تأسيس دولة إسلامية كبرى بديلاً عن النظم الليبرالية قادرة على مواجهة الغرب ،وندد بالشيخ على عبد الرازق وكتابه ( الإسلام وأصول الحكم ) ورفض التأويل العقلى وطالب بالغاء القوانين الوضعية، واستخدام التنظيمات العسكرية وموهوها بممارسة الرياضة البدنية وفرق الجوالة. كما حدث فى الاستعراض الذى أقاموه فى الأزهر منذ فترة. وكان الهدف الوصول إلى السلطة لتحقيق هذا، وهناك مقولة شهيرة للشيخ حسن البنا (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن). وإذا رجعنا إلى الوراء لوجدنا أن جماعة تتبع نفس النسق فى تنظيمها وتخطيط وصولها للسلطة . ففى البداية وجدت الدعوة استجابة فى الشارع المصرى لعدة أسباب منها ازدياد النفوذ الأجنبى وخاصة الرأسمالية اليهودية المرتبطة بالاستعمار، وجمود الفكر الدينى الرسمى آنذاك متمثلاً فى الأزهر وجنوحه نحو تأييد السلطة، وتغلغل الفكر الليبرالى بين مجتمع الصفوة، ولقد انضم اليهم فلاحون وعمال تحت ضغط سوء الأحوال الاقتصادية، وأقاموا تنظيمات فى المدن والقرى، ولقد عمدوا فى البداية إلى التمويه على الحكومة فى اجتماعاتهم فحين عقدوا مؤتمرا فى بورسعيد رددوا أناشيد صوفية للتمويه وكانوا يتلون المأثورات الدينية ليصرفوا الاهتمام عنهم باعتبارهم هيئة سياسية . أما عن موقف السياسيين المصريين من الإخوان فلقد عمد البعض مثل الآن للتقرب منهم للحصول على أصواتهم وللحصول على تأييدهم كعبد المجيد إبراهيم صالح باشا ، والدكتور أيمن نورالآن يقول: (إنه ليبرالى سلفى )، ولكن الباقورى يقول إن الجميع كان يكره أن ينقلب الإخوان إلى حزب سياسى لأن السياسة لها ميادين تناقض الدعوة الدينية، ولكن كان للشيخ حسن البنا رأى آخر فقد قرر أن يرشح نفسه لمجلس النواب فى دائرة الإسماعيلية، وفى البداية رفضت الحكومة ترشيحه ثم سمحت له ولكنه سقط فى الانتخابات التى أرجعها الباقورى لتدخل الحكومة، وإنهم كرد فعل لجأوا للعنف، وإنهم كانوا فريقين فريق يطلق عليه المحيط العام والأخر النظام الخاص، والمحيط العام محكوم بما يقرره مكتب الإرشاد وأفراده معروفون بأسمائهم واتجاهاتهم، أما النظام الخاص فلم يكن المنسوبون اليه معروفين إلا فى دائرة ضيقة ولأفراد معدودين وربما يجهل بعضهم بعضاً ، وكان منهم محمود عيسوى الذى قتل أحمد ماهر رئيس الوزراء، بدأت الحكومة تتخذ منهم موقف فاتهموا المرشد بأنه يريد إحياء منصب الخلافة، وفى أوائل الأربعينيات وضعت وزارة حسين سرى تشريعاً يحرم على الجمعيات الخيرية العمل السياسي، وكان المقصود بهذا التشريع جمعية الإخوان المسلمين، ولذلك سعت الجماعة للاستعانة بعناصر لها أسماؤها ومسيحيين لتكسب الشرعية أمام الدولة ( كما يحدث الآن ) فاستعانت بـ عبد الرحمن باشا عزام الذى أصبح أول أمين للجامعة العربية فيما بعد ، ووهيب دوس لتوافر عناصر الوحدة الوطنية ثم حسن عشماوى . ويرى الباقورى أن الجماعة كانت تحتاج لأقطاب ثلاثة هى : الأول : تغيير العرف الذى كانت الشعوب المطلوبة تحتكم به. الثاني: الطريق الدستورى بمعنى أن يجتمع الإخوان فى دائرة انتخابية ثم يرشحون من بينهم واحدا له عصبية تمكنه من الظفر بمقعد البرلمان، فاذا لم يجدوا فى صفوفهم عليهم أن يؤيدوا واحدا ليكون أهلاً لتأييدهم حتى يظفر بهذا المقعد ويكون مؤيداً لهم ، فاذا اجتمعت لهم عصبية قريبة فإنهم بعد ذلك قادرون على أن يتقدموا بمشروعات قانونية تهدف لبسط نفوذهم، أما ثالث الأقطاب الثلاثة فليس فى حاجة لنشر وتدوين إن هذا لا يعنى إلا الاستيلاء على الحكم بالقوة والقهر والثورة . فالهدف من البداية الوصول إلى الحكم وانهم قسموا أنفسهم لثلاث شعب.. الأولى خاصة بالجيش وقوامها الضباط والجنود ولها رئيس مسئول، والشعبة الثانية الشرطة ولها رئيس مسئول ، الشعبة الثالثة الدعاة القادرون على الدرس والبحث ورؤساء الشعب الثلاث مسئولون أمام المرشد العام ، وقام الجهاز السرى بتدريب الراغبين فى الجهاد فى جبل المقطم، ويقول الباقورى : إن عبد الناصر كان أحدهم وقد اتصل بهم قبل عام 52 وعرفه بهم عبد المنعم عبد الرؤوف أحد الضباط الذى كان يعرف عبد الرحمن سندى والذى رفض جمال العمل تحت رئاسته لأنه ليس على مستوى فكرى أو ثقافى يؤهله للمسئولية، واتخذ سندى قرار قتل الخازندار دون الرجوع لصالح عشماوى، كذلك تمت تفجيرات عديدة فى المحلات اليهودية، ووقعت سيارة جيب تخص الجهاز السرى فى أيدى البوليس بها أوراق وأسماء بعض أعضاء الجماعة فقرر محمود فهمى النقراشى وقف نشاط الجماعة وحلها وتصفية موجودات الإخوان المسلمين فاعتبروه معتدياً على الإسلام وقتله عبد المجيد حسن ، وكان طالباً بمدرسة الطب البيطرى، ولقد نفى الباقورى أن يكون هذا بإيعاز من حسن البنا. ولقد تمنى حسن البنا فى نهاية حياته أن تعود به الأيام ويعظ مائتين من الشباب ويتجنب تماماً طريق السياسة . ثم قتل حسن البنا عام 1949م واتهم البعض الملك فاروق، وطالب البعض بالثأر منه، واستعانوا برأى مفتى فلسطين آنذاك الشيخ أمين الحسينى ومحيى الدين الخطيب فرفضا فكرة الاغتيال. وفى عام 1949م خفف حسين سرى الضغط عليهم واتاح لهم أن يجتمعوا ويعلنوا دعوتهم ، ومع قيام ثورة يوليو أيدوها ولكن ساءت العلاقة لمحاولتهم فرض نوع من الوصاية ، وبدأت الفجوة بينهم وبين جمال عبد الناصر وزادت بعد حادث المنشية حيث تم محاكمة العديد منهم ووقف نشاطهم. إذن فالجماعة منذ البداية تسعى للحكم واتخاذ موقف سياسى. ففى الخطوات الثلاث للوصول للسلطة من السيطرة البرلمانية ثم إظهار وادعاء الوحدة الوطنية إلى السيطرة على الدولة. إن الحرية تفتح الباب أمام الجميع للوصول للسلطة فهل يطبقون نظام المجتمع الإخوانى المغلق بمن فيه ، وتكفير الآخر بدعوى أن من يخالفهم يخالف الإسلام أم سيتبعون النموذج التركى الذى تتألف فيه حكومة لها خلفية دينية مع جيش ومجتمع جزء كبير منه علمانى فيه رئيس وزراء رشح (50) امرأة غير محجبة للبرلمان رغم أن زوجته محجبة، واحترم الرأى الآخر ولم يكفر من خالفه فاستحق إعادة الانتخاب، والأيام وحدها ستحدد ذلك.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1811-10/07/2011 الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:18 am
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: خواطر محرر برلمانى «المسطاح» فى البرلمان! الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:25 am
خواطر محرر برلمانى «المسطاح» فى البرلمان!
أشرنا فى الخواطر الماضية إلى أن وزير الإسكان الأسبق د. محمد إبراهيم سليمان بمجرد أن تقلد منصب الوزير فى حكومة د. عاطف صدقى فى عام 1993 بدأ يكشف عن سياسته فى توزيع شقق وأراضى مصر على رجال النظام السابق ورموز الفساد فيه.. واستمرت هذه السياسة حتى خروجه من الوزارة فى عام 2005.. وقلده الرئيس المخلوع وسام الجمهورية تقديرا لجهوده فى خدمة مصر! وكانت أولى معاركه التى خاضها مع نواب المعارضة والمستقلين فى نهاية عام 1993- أى بعد توليه الوزارة بشهور قليلة- وكنت شاهدا عليها تحت القبة.. عندما كشف النواب عن مجاملاته لرئيس مجلس إدارة دار التحرير الأسبق فى تخصيص 500 شقة لأعضاء نادى الشمس لمساندته أثناء الانتخابات. وأذكر أن د. عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق قد حضر هذه الجلسة الساخنة التى عقدها المجلس وتقدم فيها النواب: «البدرى فرغلى ومحمد غانم ومحمد البدرشينى» ببيانات عاجلة عن هذا التخصيص وهذه المجاملات وأعلن د.صدقى أنه تم إلغاء هذا التخصيص وأنه «شد أذن» وزيره الأسبق.. وقال له: «إنه لا يجوز التخصيص الجماعى لأعضاء النوادى». *** أما المعركة الثانية من معاركه العديدة التى أذكرها أيضا تحت القبة فكانت فى نهاية عام 2004 واستمرت حتى الشهور الأولى لعام 2005. فسيادة الوزير الأسبق بدلا من أن يتفرغ لحل أزمة الإسكان.. وتوفير المساكن اللائقة لسكان العشوائيات وساكنى المقابر وتوفير كوب ماء نظيف للمواطنين.. وحل مشاكل الصرف الصحى فى القرى والنجوع.. قرر أن يتفرغ لعلاج مشكلة المرور فى وسط القاهرة الذى يعانى من اختناقات شديدة.. وأن الصورة أصبحت غير حضارية على حد تعبيره.. خاصة على كورنيش النيل.. وبالتحديد من منطقة ماسبيرو وحتى مجرى العيون. وقرر سليمان إعداد مشروع لتطوير كورنيش النيل.. وأن مرحلته الأولى ستعيد «المسطاح» الذى غمرته المياه منذ سنوات.. وسيتم إنشاء الكورنيش الجديد على المسطاح وأن المشروع سيعيد شكل النيل إلى أصله منذ 30 سنة! وأذكر أن النواب فى ذلك الوقت كانوا يتبادلون الأقاويل همسا وجهرا أن هذا المشروع سيتم تنفيذه لصالح أحد الفنادق على كورنيش النيل والذى يساهم فيه بعض رموز النظام السابق ورجال أعماله! وأن الوزير سليمان سيردم جزءا من ضفة النيل لبناء المسطاح عليها! وحاول الوزير الأسبق أن يقنع النواب سواء فى مجلس الشورى أو فى مجلس الشعب الذى تقدم نوابه بـ 21 طلب إحاطة له بأهمية مشروعه.. وكنت أرى جهازه الفنى بالوزارة يحمل الخرائط التفصيلية للمشروع لعرضها فى جلسات مجلسى الشعب والشورى.. كما قام بطبع مئات المجلدات الفاخرة لتوزيعها على النواب والمحررين البرلمانيين لشرح مشروعه! ولكن النواب فى المجلسين رفعوا الرايات السوداء أمام الوزير الأسبق الذى كان يريد أن يردم جزءا من النيل لمسافة 500 ألف متر تم خفضها إلى 300 ألف متر بحجة إنشاء المسطاح! وشهدت الجلسة التى عقدها مجلس الشعب فى نهاية يناير 2005 هجوما ضاريا على الوزير الأسبق ومشروعه الغامض الذى شغل به النواب والرأى العام، ويلمحون إلى أن وراء المشروع أهدافا خفية! وكان أكثر النواب انفعالا فى الجلسة النائبة جورجيت قلينى التى هاجمت الوزير بكل قوة وحماسة.. وعلقت على كلامه عندما قال: «إن نهر النيل يتعرض للنحر وتآكل ضفتيه منذ عام 1982- أى منذ ربع قرن - وأن المشروع الجديد سوف يحميه من ذلك» بقولها: «وأين كانت الحكومة من هذا النحر»؟! خاصة وزيرى الرى والإسكان وأن ذلك لم يحدث بالأمس فقط يا سيادة الوزير!». وعندما وضعت النائبة الوزير الأسبق فى مأزق برلمانى.. ولم يستطع الرد عليها.. انفعل عليها د. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق بشدة لإنقاذه من حصارها له.. ودعاها إلى تقديم استجواب للحكومة حول تساؤلاتها حتى ينهى كلامها! أما النائب الدمياطى محمد خليل قويطة فقد طرح سؤالا مهما للوزير الأسبق وهو: أيهما أفضل.. إنفاق ملايين الجنيهات على تحسين الكورنيش أم إنفاقها على حماية النيل نفسه من المخلفات التى تصرف فيه من المصانع والمزارع؟.. ولم يرد الوزير الأسبق على سؤال قويطة أيضا! *** عموما فقد حسم وزير الموارد المائية الأسبق د. محمود أبو زيد هذا الجدل عندما قال إن المعاهد الفنية التابعة لوزارته مازالت تدرس تأثير مشروع تطوير الكورنيش على مجرى النيل.. وأنها ستقدم تقاريرها فى خلال أربعة أشهر! وفهمنا من هذه التصريحات لوزير الرى فى ذلك الوقت أن المشروع سوف يتوقف رغم موافقة مجلس الوزراء على تنفيذه! وتأكد لنا هذا الفهم عندما قرر د. سرور عرض المشروع وخرائطه على لجان مجلس الشعب المتخصصة لدراسته وإعداد تقرير عنه.. وطبعا لم تجتمع اللجنة ولو لمرة واحدة.. بعد أن أضاع وزير الإسكان الأسبق وقت المجلسين (الشعب والشورى).. وأنفق آلاف الجنيهات على دراسات مشروع فاشل.. ومع ذلك لم يحاسبه أحد! *** وانتهت المعركة على خير وأنقذنا نهرنا العظيم من عبث الوزير الأسبق الذى كان يريد ردمه - رغم نفيه ذلك - وكان يريد تنفيذ هذا التطوير من أجل عيون أحد الفنادق المطلة على النيل.. والذى أصبح بؤرة تضم كل الفاسدين فى النظام السابق! وفى الخواطر القادمة إن شاء الله سوف نتعرض لمعركة جديدة من معارك الوزير الأسبق د. سليمان الذى تفرغ للاستيلاء على أراضى مصر وتوزيعها على رجال الأعمال ورموز النظام السابق نظير عمولات حصل عليها، كما قالت إدارة الكسب غير المشروع وسيحاكم عليها فى 27 أغسطس القادم.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: 6 ساعات فى أخطر سجون مصر الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:26 am
6 ساعات فى أخطر سجون مصر
عندما كتبت عن حفلات التعذيب داخل سجن العقرب الذى يطلق عليه «شديد الحراسة» ويعتبر أشد وأخطر سجون مصر لما يشتهر به من تعذيب وانتهاكات، إذ يضم قيادات الجماعات الإسلامية وتنظيمات الجهاد والمطلوبين على قوائم الإرهاب الدولى أو الوافدين من سجون أمريكية ودولية مثل جوانتانامو وتتم معاقبتهم بالوكالة، راودتنى فكرة الدخول إلى هذا المكان وكشف أسراره وغموضه والتحقق من قصص وروايات التعذيب التى تمت على مدار السنوات الماضية ومشاهدة أركانه بالعين المجردة. لم يكن أمامى لاختراق حاجز هذا المكان الذى يخرج عن إطار الحياة التى نحياها سوى أمرين لا ثالث لهما، إما الحصول على تصريح من مصلحة السجون لمقابلة بعض المعتقلين الإسلاميين والتجول بين مبانيه وهو أمر فى غاية الصعوبة وليس من السهل بحال، لاسيما أنه تم رفض العديد من الطلبات التى قدمت فى هذا الصدد من قبل بعض الصحفيين لدخول سجن العقرب ومن ثم لم يكن أمامى سوى الخيار الثانى وهو اختراقه بشكل غير رسمى وبمغامرة ربما لا أعلم عواقبها وهو ما سيدفعنى إلى عدم الكشف عن تفاصيل الدخول كاملة حتى لايؤذى بسببى أحد، لكنى سوف أرسم م?امح اللحظات التى مرت علىَّ وماشاهدته خلال 6 ساعات قضيتها تقريبا منذ دخولى البوابة الرئيسية وحتى لحظة خروجى منها. لا أنكر أنه قد خالطنى شعور بالقلق لكن كنت قد عزمت الأمر وتوكلت على الله مهما كانت نتيجة هذه التجربة من الفشل أو النجاح، لاسيما بعد أن شاهدت حجم الحصار الأمنى للسجن والفرق والتشكيلات الأمنية المتواجدة بالداخل والخارج، خاصة أن سجن العقرب يقع ضمن مجمع سجون طرة الذى يضم سجن الاستقبال والمزرعة، ومزرعة طرة الذى يقبع فيه رجال مبارك، ثم ملحق المزرعة انتهاء بسجن العقرب. توجهت فى الحادية عشرة والنصف تقريباً إلى بوابة مجمع سجن طرة الرئيسية وعبرت إلى الداخل متوجهاً إلى جهة الاستقبال التى طلبت منى «هويتى الشخصية» لتدوين بياناتها وتسليم جميع متعلقاتى الخاصة، واستلمت ورقة صغيرة تحمل رقماً.. لكنى احتفظت قبل دخولى للبوابة بشريحة الميمورى الخاصة بالموبايل. بعد ذلك توجهت إلى ممر صغير يتواجد به مجموعة أمنية أخذت منى الورقة وقامت بتفتيشى ذاتياً وطلبوا منى أن أعبر من خلال جهاز كهربائى لكشف المتعلقات غير المشروعة للتأكد من أننى لا أحمل سوى «هويتى الشخصية».. بمجرد خروجى من تلك الحجرة استقبلتنى جهة استعلام أخرى طلبت منى «هويتى الشخصية» واستجوبتنى عن أسباب دخولى للسجن فى تلك اللحظة نظر أحدهم إلى ظهر «البطاقة» فهمس فى أذن ضابط يجلس بجواره وقال له: إنه صحفى بمجلة «أكتوبر» مما دفع الضابط ليكرر نفس الأسئلة.. وهنا شعرت أن الأمر لن يمر بسلام وأن مهمتى باءت بالفشل وسوف أدخل فى سين وجيم، المشكلة الحقيقية أننى لم أكن أمتلك إجابة عن هذه الأسئلة سوى جملة واحدة «أرغب فى الاحتفاظ بها لنفسى»، لحظات مرت بقلق ولكن لم أتوقع أن يقول لى الضابط بكل بساطة: «اتفضل»، تلك البساطة زادت من قلقى وشعرت أن شيئا ما سيلاحقنى خاصة أن سجن العقرب يعرف أنه «شديد الحراسة» وترتيباته الأمنية تفوق أى سجن آخر ومن الصعب أن يمر الأمر فيه بسهولة. عبرت إلى الساحة الداخلية واتجهت لطريق سجن العقرب الذى يفصل بينه وبين البوابة الرئيسية مسافة لا تقل عن 20 دقيقة سيراً على الأقدام، وعندما اقتربت من بوابة سجن العقرب لم أشهد أحداً سوى رجلين لا أعرف هويتهما ودار بداخلى قلق مرة أخرى، هل سأمر إلى الداخل بسهولة؟ وإذا مررت هل سأحصل على ما أرغب من معلومات وحقائق.. وإذا نجحت فى ذلك سأتمكن من الخروج دون عواقب؟! المهم طرقت الباب وأبرزت «هويتى» للمرة الثالثة ولم يختلف الأمر عما حدث بل زاد من إجراءات تفتيش واستجواب، لكن الأمر انتهى بالدخول لهذا الكيان الغامض وهو ما جعلنى فى تلك اللحظة أشعر بنوع من التوفيق مما زادنى رغبة وثقة فى تحقيق مهمتى على أكمل وجه. أعرف أن دخول السجن ينتهى عند منطقة بها حجرات كبيرة يلتقى فيها المعتقلون بذويهم، لكن كان الأمر مهيأ لمرورى إلى الساحة الداخلية للعنابر والزنازين، فتوجهت إلى مبنى كبير يقع يمين السجن توجد به مجموعة من أبناء الجماعة الإسلامية بينهم خمسة حاصلون على أحكام بالإعدام والباقون حاصلون على المؤبد. كان من بين أهدافى أن ألتقى الشيخ محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى زعيم القاعدة حالياً، والدكتور سيد إمام المؤرخ والمشرع لمراجعات الجهاد، والشيخ مصطفى حمزة منفذ محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا، إضافة لبعض القيادات المحكوم عليهم بالإعدام. عندما توجهت إلى مدخل المبنى وجدته بشكل دائرى تتوسطه «برجولة» أو «قفص حديدى» به دائرة كهربائية من أسفل تتخلل هذا الشكل مجموعة ممرات أو عنابر يحتوى كل منها على أكثر من 20 زنزانة فردية تقريباً. على مدخل كل ممر بوابة حديدية سميكة ومساحة كل زنزانة 2×3 متر ولها باب حديدى به فتحة مستطيلة لدخول الطعام، وتحوى حوضاً صغيراً وقاعدة حمام وشباكا خلفيا مكونًا من شبكة حديدية وقضبان ويقع خلف شبابيك الزنازين ممر طويل ضيق ومن ثم لا يدخلها الهواء ولا الضوء، حيث إن هذه الشبابيك صممت حتى يراقب الضباط المعتقلين من خلالها. لحظة دخولى إلى الممر الأول قابلنى بعض أبناء الجماعة الإسلامية فسلمت عليهم حتى وصلت إلى مجموعة تجلس فى نهاية الممر وتضع مائدة صغيرة لتناول الطعام وكان بينهم الشيخ شعبان رجب أحد قيادات الجماعة الإسلامية والرجل الأول بعد مصطفى حمزة فى سجن العقرب والدكتور يحيى طاهر وعاطف موسى وأحمد السيد وعبدالفتاح السيد المتهم الوحيد فى محاولة اغتيال مبارك بالإسكندرية. لا أنكر أنهم استقبلونى بترحاب شديد رغم أنهم كانوا فى حالة توجس وريب من الإعلام والصحافة باعتبار أنها تقف دائماً ضدهم وتأتى بنتائج عكسية ليست فى صالحهم، وقد جلست معهم قرابة الساعة ونصف الساعة تناولت تعليقاتهم على الأحداث والوضع الحالى وأوضاع المعتقلين وقصص وروايات التعذيب التى شاهدوها وكيفية انتمائهم للجماعة الإسلامية وأحداث القبض عليهم وظروفهم النفسية والصعوبات التى واجهت ذويهم خارج السجن، وكيف أن سجن العقرب ظل سنوات طويلة ممنوعا من الزيارة ولم يكونوا يعرفون أى شىء عن الواقع الخارجى، بل إنهم مكثوا أكثر من ?مانى سنوات داخل زنازين فردية لا يدخلها شعاع ضوء واحد دون أن يخرجوا منها سوى للتعذيب وكانوا لا يعرفون الليل والنهار ولا يستطيعون تحديد مواعيد الصلاة ولا يرتدون الملابس سوى «شورت» وكان الطعام عبارة عن علبة صغيرة بها حبات فول وملعقة أرز. بعدها أخذنى أحدهم وتجولت بين العنابر والزنازين كى أشاهدها بعين الحقيقة رغم تأكيدهم أن الوضع اختلف كثيراً فى السنوات الأخيرة وتغير تماما بعد سقوط مبارك وحل جهاز أمن الدولة، مما أتاح لهم تجهيز بعض الزنازين على نفقاتهم الخاصة كى تكون صالحة للإقامة، إضافة للسماح لهم بالزيارات وتقليل الضغوط التى كانت تمارس عليهم، فشرح لى أحدهم كيف كانت الزنازين ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، فعرض علىَّ أن أدخل معه زنزانة خالية كان يجلس فيها أحد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً فدخلت وأغلقت الباب فوجدتها كف?لة أن تنهى الحياة بعد يوم واحد وليس سنوات طوال. توجهت بعد ذلك إلى أخطر مكان للتعذيب وهو «غرف جهنم» وهى غرف موجودة فى ممر أرضى أسفل الزنازين ولها مداخل تغلق ببوابات حديدية صلبة يتم عزل المعتقل فيها ولا يظهر فى هذا الممر السفلى سوى مواسير للصرف الصحى الخاصة بالسجن، وإذا كانت الزنازين غير آدمية ولا يدخلها شعاع نور أو نسمة هواء فإن «غرف جهنم» أشد خطورة فهى معتمة تماماً ولا يوجد بها ذرة أوكسجين واحدة. عندما سمعت وشاهدت خطورة سجن العقرب وقصص التعذيب من المعتقلين راودنى إحساس بالخوف بين الحين والآخر جعلنى أترقب خطوات من حولى ربما أصابنى بالتشتت فمهمتى لم تكتمل بعد وربما لا أستطيع أن أخرج من هذا المكان الذى شعرت فيه بالوحشة وزاد هذا الإحساس عندما علمت بامتناع الشيخ مصطفى حمزة عن مقابلتى وإجراء أية حوارات صحفية معه من داخل السجن وأنه لا يريد استفزاز الأجهزة الأمنية لاسيما أنه حاصل على ثلاثة أحكام بالإعدام ورابع بالمؤبد وموقفه صعب ويرغب فى الحصول على قرار العفو. كادت الساعة تقترب من الثالثة فقررت التوجه إلى المبنى الآخر الذى تجلس فيه قيادات الجهاد قاصدا الشيخ محمد الظواهرى الشقيق الأصغر لزعيم القاعدة أيمن الظواهرى، وقد تخرج الظواهرى الصغير فى هندسة القاهرة وعمل مديرًا لهيئة الإغاثة الإسلامية بالسعودية وقد ظل مطلوباً لدى العديد من الأجهزة الأمنية الدولية لعلاقته القوية بتنظيم القاعدة وتنقل بين عدة دول مثل اليمن والسودان وأذربيجان وقُبض عليه فى الإمارات وتم ترحيله إلى مصر عام 99 وظل معتقلاً من قبل أجهزة المخابرات 4 سنوات ثم نقل إلى سجن العقرب وحصل على حكم بالإعدام ف? قضية العائدين من ألبانيا. فى بداية دخولى للممر الذى توجد به زنزانة الظواهرى فوجئت ببعض المعتقلين الذين تبدو عليهم الملامح السيناوية فعرفت أنهم مجموعة سيناء الذين قُبض عليهم فى تفجيرات دهب وطابا وعلى رأسهم محمد جايز وأسامة عبد الغنى ويونس محمد محمود الحاصلون على أحكام بالإعدام، وأيضاً المجموعة المتهمة بتفجيرات الزيتون، تناولت معهم أطراف الحديث بشكل سريع ثم توجهت إلى آخر الممر حيث يجلس الشيخ الظواهرى الذى بدت على ملامحه عدم الرغبة فى استقبالى، لكن وجدت حوله مجموعة من أبناء جماعة الجهاد مثل الشيخ محمد الأسوانى أقدم معتقل سياسى فى السج?ن المصرية وصاحب قضية الهروب الكبير التى حدثت فى أوائل التسعينيات، إضافة إلى الشيخ أحمد سلامة أحد أبناء تنظيم طلائع الفتح وقد قبضت عليه السلطات الأمريكية فى أفغانستان وتم ترحيله إلى القاهرة، وجدت الشيخ الظواهرى متجهما إلى حد ما فقد سبقنى إليه أحد المعتقلين وأبلغه برغبتى فى محاورته لكنه أبدى رفضه متسرعا بحجة أن الصحافة كانت سبباً فى عودته للسجن مرة أخرى بعدما أجرت معه إحدى الصحف اليومية حواراً عقب الإفراج عنه بعد الثورة مباشرة، لكنى بادرته بتلقائية أن ذلك ليس صحيحاً لأن الإفراج جاء بعد تقديمك تظلماً من حالة ?لاعتقال طيلة السنوات الماضية وعندما اكتشفت الأجهزة الأمنية إدراج اسمك ضمن قائمة حاصلة على أحكام بالإعدام غيابياً فى قضايا العائدين من أفغانستان وألبانيا وغير مصدق عليها من الحاكم العسكرى قامت بالقبض عليك ثانية.. لحظات وتحول الشيخ الظواهرى إلى شخص آخر تماماً يتسم بالمرح واللين وهو ما جعلنى أتناول تدريجياً أطراف الحديث معه فى قضايا مختلفة رغم تمسكه بموقفه من الصحافة، لذلك كان متحفظاً كثيراً فى ردوده.. حتى وجدته يأخذنى إلى محاولات انتهاك آدميته من أجل إقصائه عن أفكاره والتخلى عن مبادئه ومعتقداته وأنه صمد ولم يستسلم أمام هؤلاء الطواغيت ولن يعطى لأحد الفرصة كى يزحزحه عن آرائه التى يؤمن بها وتنحصر فى تطبيق شرع الله وأمر الجهاد وعدم الخضوع لأمر حاكم فاسد فاسق لا يطبق شرع الله وحدوده سواء كان مسلما أو غير مسلم، فهناك فرق ?اسع بين حاكم مسلم ومسلم حاكم. لم يخف الظواهرى اعتراضه الشديد على المراجعات والمبادرة التى قامت بها الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد مستنكراً كيف لإنسان أن يغير أفكاره ومبادئه من أجل حاكم فاسد بعد أن أمرنا الله باتباع هديه وسُنّة نبيه ودستوره العظيم؟! وأكد الظواهرى أنه متمسك بما يؤمن به ولن يغير قناعاته الإسلامية فالمراجعات التى قدمتها الجماعة الإسلامية ثم لحقت بها جماعة الجهاد مليئة بالأخطاء الشرعية وتخالف النصوص الشرعية الصريحة؛ وأن شرائح الدين ثابتة ولا تتغير فالكثير خرج من المعتقلات والسجون وهم لا يؤمنون بالمراجعات وبالمبدأ من أساسه ولم يغيروا مبادئهم الإسلامية لكنهم أوهموا الأجهزة الأمنية بأنهم تخلوا عنها. فالله أمرنا بجهاد الفاسدين وكل من لم يحكم بشرعه وكتابه فالكلام عن أننا تنازلنا مغلوط، والأجهزة الأمنية أرادت تركيع الإسلاميين حتى يصبحوا عبيدا أمامهم، ولن أركع لهذه الأجهزة فلم يجعلوا الأمر فكراً أمام فكر وحجة مقابل حجة لكنهم تعاملوا بوحشية وحاولوا مسح العقول والأفكار. ذكرت له أن عبود وطارق الزمر قبلا هذه المراجعات واستجابا لها، فقاطعنى بأن ذلك غير صحيح وأن لهما تحفظات والدليل على ذلك أن أجهزة الأمن لم تفرج عنهما وتم إيداعهما فى سجن منفرد بدمنهور بعيداً عن أعضاء الجماعة الإسلامية لمدة عشر سنوات كاملة، كنوع من التعذيب وكسر الإرادة ولم يتم الإفراج عنهما إلا بقرار من المجلس العسكرى وبعد سقوط نظام مبارك وحل جهاز أمن الدولة الذى كان يدير كل شىء. طرحت عليه أن مراجعات الجهاد قام بها أحد المؤسسين لفكر الجهاد نفسه وهو سيد إمام صاحب كتاب «العمدة فى إعداد العدة» فأكد الظواهرى أن سيد إمام أخطأ كثيراً فى حق الدعوة الإسلامية وأن بينهما خصومة شديدة لن تنتهى حتى يعود إلى صوابه ويراجع نفسه فيما قدمه للأجهزة الأمنية من خدمة بعدما تم التأثير عليه وعلى أفكاره، وأنه عندما طُرحت المراجعات أخذوه إلى مقر أمن الدولة وعزلوه بعيداً حتى لا يعلق عليها ويؤثر على باقى المعتقلين. عندما سألته عن الدولة العلمانية والإسلامية أكد أننا نرغب فى حاكم إسلامى وليس مسلما حاكما، فالفرق بينهما كبير، الأول يأتى كى يطبق شرع الله وحدوده ويمثل الدولة الإسلامية ودستورها وهو القرآن والشرع، لكن الثانى يأتى بالديمقراطية وغيرها وليس بالضرورى أن يحكم بشريعة الإسلام فربما يؤمن بأفكار علمانية أو شيوعية ومصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان. بادرته بأن الجميع حالياً يرى أن النموذج التركى هو أنسب نموذج لمصر، دولة مدنية يحكمها مسلم يحافظ على هويتها الإسلامية، فأشار إلى أن الإسلام واضح فالنظام التركى ليس إسلاميا وحاكمه ليس إسلاميا لكنه مسلم وهناك فرق كما ذكرت. وعن موقفه من المرشحين للرئاسة وتأييده لأحدهما علق بداية على نتيجة استفتاء المجلس العسكرى التى جاءت بالبرادعى فى المرتبة الأولى وحازم أبوإسماعيل فى المرتبة الرابعة، وقال إن أبوإسماعيل سيكون الأول خلال المرحلة المقبلة من قبيل أن الإسلاميين قوة حقيقية فى الشارع لكنه عاد وقال إن أبوإسماعيل إذا حكم بالديمقراطية فسيكون حاكما غير إسلامى لأنه لم يستمد طريقته فى الحكم من الكتاب والسنة بل سيعطلها. عندما حدثته عن مشروعه السياسى بعد خروجه وهل سيشارك الآخرين أم يكون له مشروع مستقل؟! قال: هل اشتغلت الجماعات الإسلامية أو نادت من قبل بالسياسة؟! وما هو موقفها من جماعة الإخوان بسبب دخولهم هذا المضمار؟! وما هى المآخذ التى أخذت عليهم؟! وهل السلفيون دخلوا حلبة السياسة من قبل؟! لكن المؤكد أنهم كانوا ضدها على طول الخط.. فلماذا هذا التحول المفاجئ؟! الحقيقة أن شرع الله ثابت والذى تغير هو موقف هذه الجماعات فبعدما كانت تكفر السياسة عادت والتحمت بها، متعللين أنه لا يجب ترك الساحة للعلمانيين ويجب السعى إلى إقامة الدولة الإسلامية. وهذا خطأ فالتغيير يأتى من رأس الدولة وتغيير المنكر ليس بالمشاركة فيه وإهمال الجهاد الذى هو واجب شرعى، والسياسة والديمقراطية أمور لا يعرفها الإسلام والجهاد ليس مقصوراً على جهاد العدو ولكن صوره متعددة وأمرنا الله به! عندما واجهته بأنه ليس ضرورياً استخدام العنف فى الدعوة إلى الله، أشار إلى أن الله أمرنا ونحن نحتكم لشرع الله، أمرنا بتطبيق الحدود فنطبق، وأمرنا بالتعليم فنتعلم وأمرنا بالجهاد فنجاهد، فالمسألة ترتكز على إقامة شرع الله والامتثال له، فإذا أمرنا الله باستخدام العنف سوف نستخدم العنف، وأظن أن جهاد نظام فاسد مثل نظام مبارك كان ضروريا لأنه وحشى قام بتعذيب المعتقلين وإهانتهم فى الوقت الذى ترك فيه اللصوص والحرامية ينعمون بالحرية، فقد منعوا المعتقلين من العلاج. بل هناك مجموعة من الأطباء كانت تعمل لدى الأجهزة الأمنية ت?ب محاكمتها لأنهم كانوا يشخصون الحالة لمعرفة مدى قدرتنا على احتمال التعذيب وأنواع التعذيب التى تستخدم معنا وليس لمداواة جروح المعتقلين وعلاجهم. سألته هل تولى شقيقه أيمن الظواهرى زعامة القاعدة سيؤثر على موقفه فى القضية أو فى قرار العفو عنه؟! فقال بكل ثقة: إن مصيرى بيد الله وهو أمر يطمئن قلبى ولا أظن أن تولى أخى زعامة القاعدة يمنعنى من الحصول على حقى فى الحياة والشيخ أيمن رجل طيب جداً لكن علاقتى به انقطعت منذ سنوات ولا أعرف مكانه ولا أدرى عنه شيئاً، ولم يحدث اتصال بينى وبينه منذ فترات بعيدة. قاطعته بأن السبب الحقيقى وراء اعتقاله هو اتصاله بزعيم القاعدة وقلق الأجهزة الأمنية من وجود رافد للقاعدة داخل مصر، فقال: لا.. الحقيقة أن هناك ضغوطاً دولية تمت على أجهزة المخابرات لاعتقالى ثانية رغم أن حكم الإعدام الذى حصلت عليه فى قضية «العائدون من ألبانيا» لا توجد به وقائع وسوف أحصل على البراءة خاصة بعد قبول الطعن الذى قدمته منذ فترة وإعادة المحاكمة مرة أخرى. سألته هل كان يتوقع أن يتغير الحال ويسقط نظام مبارك؟ فقال: لم يكن أحد يعلم أن الأحداث ستتبدل بهذا الشكل حتى نرى مبارك وأعوانه فى السجون وكان بعض الإخوة يدعون على آل مبارك عقب صلاة الفجر حتى تحققت دعواهم وشفيت صدورهم.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: عودة الروح للنقابات المهنية الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:28 am
عودة الروح للنقابات المهنية
نسائم هواء نظيف بدأت تتسلل على استيحاء إلى جسد النقابات المهنية التى تحول إلى جثة منذ سنوات طويلة بفعل فاعل.. الحياة بدأت تعود إليه من جديد وعلامات الانتعاش ظهرت على واجهات مقرات النقابات تعلن عن عودة الروح إليها.. إجراءات عن عقد جمعيات عمومية وفتح باب الترشيح لانتخابات فى الكثير من النقابات المهنية وقد تم تنفيذها بالفعل بعد الحكم بعدم دستورية القانون رقم 100 المنظم للعملية الانتخابية فى النقابات أو بالاحرى القاتل للحرية والحياة فى الانتخابات وبعد سقوط النظام السابق الذى كان جاثما على نفس النقابات حتى كادت تموت. أكتوبر رصدت حالة الصحوة فى 24 نقابة مهنية وتابعت من قامت ببدء اجراءاتها الفعلية للانتخابات وناقشت كيف ستكون ملامح العمل النقابى فى الفترة المقبلة. نقابة المهندسين لم تشهد انتخابات منذ 26 فبراير عام 1993 فكان يتم تأجيلها بفعل فاعل وقد بدأ 475 ألف مهندس يتنفسون نسيم الحرية مع مولد ثورة 25 يناير حيث أكد المهندس عمر عبد الله– القيادى بتجمع «مهندسون ضد الحراسة» أنه سيتم فتح باب الترشيح لانتخابات نقابة المهندسين يوم 15 يوليو الجارى مشددا على ضرورة إجراء الانتخابات فى 15 سبتمبر المقبل لأن اللائحة الخاصة بنقابة المهندسين تنص على ان هناك خمس مراحل لاجراء العملية الانتخابية وهى الإعلان عن فتح باب الترشيح ثم بعد 7 ايام فتح باب الترشيح ثم مرحلة غلق باب الترشيح بعد 15 يوما ثم مرحلة اجراء الانتخابات للشُّعّب و النقابات الفرعية بعد 30 يوما ثم المرحلة الاخيرة وهى اجراء الانتخابات للنقيب و الاعضاء المكملين بعد 7 أيام مضيفا ان الفترة ما بين الاعلان عن فتح باب الترشيح و حتى انهاء العملية الانتخابية هى 5 خطوات بينهما 4 مسافات مجموعه 59 يوما مشيرا الى ان هناك من يقترح ان تكون الفترة ما بين الاعلان عن فتح باب الترشيح و إنهاء العملية الانتخابية 79 يوما بدلا من 59 مؤكدا ان هذا الاقتراح يؤدى الى ما أدى اليه الاقتراح الذى يدعوا لاجراء الانتخابات فى مارس 2012. وأضاف عبد الله أن هناك من يريد الالتفاف حول اللائحة وفتح باب الترشح فى يناير المقبل بدلا من يوليو لكى تجرى الانتخابات فى شهر مارس مشيرا الى ان أمام الجمعية العمومية أحد الخيارين وهما اما ان تجرى الانتخابات فى شهر سبتمبر او تجرى فى شهر مارس من العام القادم هذا ابقاء للحراسة على النقابة ومد فى عمرها يسعى اليها من يقول ان تجرى الانتخابات فى مايو . والجدير بالذكرأن الجمعية العمومية لنقابة المهندسين قررت فى اجتماعها برئاسة الدكتور مصطفى الرفاعى وزيرالصناعة الأسبق فتح باب الترشيح للانتخابات على منصب النقيب وأعضاء مجلس النقابة يوم 17 يوليو الحالى على أن يتم اجراء الانتخابات يوم الجمعة الموافق 16 سبتمبر القادم . كما قررت تشكيل لجنة للاشراف على الانتخابات برئاسة المهندس محمد عونى عجور ، واجراء عملية التصويت بالنظام الورقى المتبع حاليا وليس بالنظام الاليكترونى ومن جانبه قال اللواء مهندس محمد عونى عجور، رئيس اللجنة العليا لانتخابات نقابة المهندسين، إن اللجنة بدأت اجتماعاتها بالفعل للموافقة على مخاطبة الدكتور حسين العطفى وزير الرى وأخطاره لقرارات الجمعية وأكد عونى أن اللجنة بدأت فى فحص ومراجعة الكشوف والجداول الانتخابية لأعضاء الجمعية العمومية تمهيدا لفتح باب الترشيح فى 15 يوليو الجارى، على أن تجرى الانتخابات 16 سبتمبر المقبل. وأشار إلى أنه سيتم غلق باب الترشيح فى 30 يوليو بمقرات اللجان العامة والفرعية لفحص الطلبات المقدمة من المرشحين على منصب النقيب العام وعضوية المجلس فوق وتحت سن 15 سنة بشعبه المختلفة، للتأكد من صحتها ومطابقتها لشروط الترشح للمستويات المختلفة. وكشف عجور أن أعضاء الجمعية العمومية الذين لهم الحق فى الانتخاب يتجاوز عددهم 330 ألف مهندس بالقاهرة والمحافظات المختلفة، مشيرا إلى أن عدد المقار الانتخابية بلغ 68مقرا انتخابيا بالنقابة العامة والفرعيات. آليات التصويت وحول تصويت المهندسين العاملين بالخارج من عدمه والذين يتجاوز عددهم 50 ألف مهندس، أكد أنه لا توجد آلية قانونية واضحة حتى الآن تتيح لهم التصويت والمشاركة فى الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى مخاطبة اللجنة للمستشار عبد العزيز الجندى وزير العدل لإشراف 68 قاضيا على الانتخابات المقبلة بواقع قاض لكل لجنة ومقر انتخابى. وأوضح رئيس اللجنة العليا للانتخابات أن عملية التصويت ستتم ببطاقات الرقم القومى وكارنيه العضوية، مشيرا إلى أن أعضاء الجمعية العمومية يصوتون فى الانتخابات بمقر اللجان التابعة لسكن العضو، لافتا إلى أن اللجنة تدرس كيفية استخدام الحبر الفسفورى فى الانتخابات، وقال إن اللجنة بدأت طبع استمارات الترشح للأعضاء على المقاعد المختلفة. من جانبه أوضح المهندس طارق النبراوى، عضو تجمع «مهندسون ضد الحراسة» أن الجمعية العمومية تمكنت فى إنهاء الحراسة وسيتم استلامها والإشراف القضائى على الانتخابات القادمة، موضحا أنهم سيدخلون الانتخابات القادمة مستقلين وليس بنظام القوائم مثل جماعة الإخوان المسلمين، لافتاً إلى أنهم يعتمدون فى ذلك على تاريخهم فى النضال لرفع الحراسة عن النقابة وإجراء انتخابات، وأنه سيرشح نفسه على منصب النقيب. النقابة فى المحاكم اما نقابة المحامين فتشهد أوضاعا مختلفة، منذ نجاح حمدي خليفة كنقيب للمحامين والدعاوي القضائية تحاصره من ناحية وسحب الثقة من ناحية أخرى أن قضيت يوم الاربعاء الماضى الدائرة الثانية أفراد بمحكمة القضاء الادارى برئاسة المستشار الدكتور عبد البديع عسران ببطلان انتخابات مجلس النقابة والتى أجريت فى 30 مايو 2009وفاز فيها حمدى خليفة بمنصب النقيب وانتخابات النقابة الفرعية والغاء القرار السلبى المطعون عليه وجميع ما يترتب عليه من آثار أخصها؟ الزام رئيس محكمة استئناف القاهرة بتشكيل لجنة قضائية لادارة نقابة المحامين. ومن جانبه قال إبراهيم فكرى إن الدعوة التى أقامها مع عدد من المحامين استندت على الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا فى 2 يناير الماضى بعدم دستورية القانون رقم 100 لسنة 1993 وتعديلاته والخاص بالتنظيمات الديمقراطية للنقابات المهنية. وأشار إلى أنهم طالبوا فى صحيفة الدعوى بتطبيق نص المادة 11 من قانون المحاماة رقم 17 لسنة 1983 والتى تنص على إلزام رئيس محكمة الاستئناف بتشكيل لجنة نقابية لادارة النقابة إذا قضى ببطلان انتخابات النقيب و 3 منأعضاء مجلس النقابة العامة.وبهذا الحكم تدخل نقابة المحامين مرحلة جديدة بعدما كانت تستعد لإجراء انتخابات جديدة وعقد عمومية غير عاديه بحسب الثقة من خليفة. الصحفيين مضطربة اما نقابة الصحفيين فعلي الرغم من أنها إحدى النقابات التى تشهد استقرارا فى أنتخاباتها وأستقرارا فى أوضاعها فإن ثورة يناير أحدثت حراكا مثيرا بداخلها فقد أثر النقيب مكرم محمد أحمد بعد مشادات عديدة مع عدد من الصحفيين الابتعاد عن النقابة ليقوم بعدها خمسة من أعضاء المجلس بتقديم استقالاتهم وهم يحيى قلاش، وياسر رزق، وعلاء ثابت، وجمال فهمى، وعبير سعدى ثم طالبوا صلاح عبدالمقصود، القائم بأعمال نقيب الصحفيين، بدعوة الجمعية العمومية للانتخاب، وفتح باب الترشيح على عضوية المجلس ومنصب النقيب وفقًا للقانون 76 لسنة 1970 الخاص بإنشاء نقابة الصحفيين. واستند المستقيلون من عضوية المجلس، فى مذكرة تقدموا بها إلى صلاح عبد المقصود، نقيب الصحفيين بالإنابة، إلى حكم الدستورية الصادر فى 2 يناير الماضى، والذى أعدم القانون 100 لسنة 93، مؤكدين أن القانون 100 جاء بمجلس النقابة، وأن حكم الدستورية ينفى بمجرد صدوره استمرار المجلس فى وجوده، باعتبار أنه قد جاء بإجراءات مشوبة بعدم الدستورية، خاصة بعد تاريخ صدور الحكم، وباعتباره الأثر الفورى المترتب عليه». وأكد الصحفيون المستقيلون أنهم تقدموا باستقالاتهم من مجلس النقابة مطلع مارس الماضى، بعد فشلهم على مدى اجتماعين للمجلس فى التوافق على تحديد موعد لإجراء انتخابات النقابة، على الرغم من حكم المحكمة الدستورية العليا. وكشف صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين والقائم بأعمال النقيب أن مجلس النقابة يريد إجراء الانتخابات فى أقرب وقت وفقا لقانون النقابة والذي سيتم تعديله بعد الانتخابات مباشرة حيث سيقدم القانون المقترح لمجلس الشعب فى دورته القادمة مؤكدا أن مجلس نقابة الصحفيين قرر تشكيل لجنة برئاسة حاتم زكريا سكرتير عام النقابة لإعداد جداول النقابة تمهيدا للانتخابات المقبلة وأضاف محمد خراجة عضو مجلس نقابة الصحفيين وامين الصندوق بالنقابة ان انتخابات المجلس سوف تتم فى موعدها الاساسى فى شهر ديسمبر المقبل الأطباء وطول الانتظار وكحال المهندسين تدخل نقابة الاطباء الانتخابات لأول مرة منذ 19 عاما بعد تعطيل الانتخابات فيها طيلة تلك المدة وقد تم فتح باب الترشيح وأكد الدكتور سعد الفتيانى، رئيس اللجنة العليا لانتخابات نقابة الأطباء، إن اللجنة تلقت أوراق ترشيح 28 مرشحا على منصب نقيب الأطباء و230 لعضوية المجلس، منهم 134 مرشحا فوق السن و96 آخرين تحت سن 15 سنة وستجري الانتخابات يوم 14 أكتوبر القادم العلاج الطبيعي أما الدكتور سامى سعد نقيب أخصائى العلاج الطبيعى،فأكد أن مجلس النقابة وافق على إجراء الانتخابات فى ديسمبر المقبل، مشيرا الي أن المجلس شكل لجنة لوضع سلسلة من المقترحات لتعديل قانون مزاولة المهنة والذى يهدف إلى وضع توصيف وظيفى للأخصائيين يتفادى الصرعات مع المهن الطبية الأخرى. التجاريين وعلى نفس الوتيرة تستعد نقابة التجاريين للانتخابات حيث أكد سمير علام، نقيب التجاريين أن عدد أعضاء الجمعية العمومية تجاوز مليونا و100 ألف عضو، مشيراً إلى استمرار عمل لجنة إعداد النقابة للانتخابات من خلال فحص ومراجعة وتنقية الجداول الانتخابية، تمهيداً لفتح باب الترشيح للانتخابات واجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل أول الانتخابات أما 400 ألف صيدلي.. فيتطلعون إلى غد يحمل ألوان الأمل الذي تحياه مصر بعد ثورة 25 يناير.. ينتظرون أن تكون انتخابات الصيادلة هي القدوة لباقي النقابات خصوصا انها أول انتخابات بعد الثورة حيث قررت اللجنة العليا لانتخابات الصيادلة عقد جمعية عمومية طارئة 15 يوليو لإعلان نتائج الانتخابات بالنقابة العامة والفرعيات. ويري الدكتور حمدي السيد- نقيب الأطباء والذي أعلن عدم ترشحه لمنصب النقيب في الانتخابات والتي من المقرر أن تجري في 14 أكتوبر القادم- أن مستقبل النقابات المهنية سوف يشهد تطورً كبير ًفى أداء العمل النقابي وسوف يتم تفعيل دور النقابات المهنية بشكل أفضل مما كانت عليه في العهد القديم مؤكداً أن النقابات المهنية سوف تكون أكثر استقرارا ً مقارنة بالنقابات العمالية والاتحادات والتي توقع السيد أن تحدث بها العديد من الانقسامات والانشقاقات فيما يري أن النقابات المهنية لها وظيفة مهمة حيث أنها تضمن وبشكل قانوني أن تكون الممارسة علمية وبشكل سليم لأن القيد بالنقابات المهنية يتم من خلال التخصص الوظيفي فيما من الممكن أن يشترك أصحاب المهن العمالية في نقابة أو أكثر كما أن القانون ينص على أن القيد بنقابة الأطباء لابد أن يكون طبيبا وقد مارس المهنة وكذلك الصحفيون والصيادلة وغيرها من النقابات المهنية وعن أحدث التطورات التي سوف تشهدها نقابة الأطباء خلال الفترة القادمة قال: ظهور مشروع قانون تقييم الأطباء والذي تم تعطيله خلال العهد القديم و ينص على انه لابد وأن يخضع جميع الأطباء إلى تقييم علمي كل 5 سنوات للتأكد من قدره الطبيب على الأداء بشكل علمي متطور وكذلك سوف يتم تفعيل اللجان التأديبية داخل النقابات المهنية من اجل المحافظة على أخلاقيات المهنة بشكل يضمن أن يتم تطبيقه على جميع الأعضاء وحول تفاصيل انتخابات النقابة القادمة أكد الدكتور حمدي أن هناك إقبالاً ًًملحوظا على تلك الانتخابات حيث ترشح على مقعد النقيب حتى الآن وهناك 36 مرشحا من بينهم أكثر من مرشح لجماعة الإخوان المسلمين وكذلك 105 مرشحين على ستة مقاعد على مستوي الجمهورية مؤكدًا على أن الانتخابات سوف تجري تحت إشراف القضاء وعلى الجمعية العمومية أن تختار من تراه مناسبا ً لذلك وحول طبيعة الصراع الانتخابي أكد السيد أن الصراع ينحصر بين جماعة الإخوان المسلمين وبعض المرشحين للتيارات السياسية الأخرى مستبعدا أن تنجح الجماعة في الحصول على مقعد النقيب على الرغم من أن 70% من أعضاء النقابة هم من أعضاء الجماعة ولكن هناك 25% من الأقباط وكذلك 50% طبيبات وكذلك لان الجماعة قد دفعت بعدد من المرشحين الضعفاء مؤكدا أن الجماعة ليست حريصة على مقعد النقيب وفي ذات السياق يري شريف الهلالي مدير المؤسسة العربية لدعم المجتمع وحقوق الإنسان والناشط في مجال النقابات المهنية أن وضع النقابات أصبح بعد ثورة 25 يناير أفضل والدليل على ذلك أن غالبية النقابات أصبحت لديها الرغبة في إجراء انتخابات حرة وشفافة تتماشي وروح الثورة وخاصة وأن هناك 13 نقابة مهنية لم تجر فيها انتخابات منذ منتصف التسعينات مؤكدا ً على أن إلغاء القانون 100 والدفع بعدم دستوريته كل تلك الأمور سوف تدفع النقابات المهنية إلى الأداء بشكل أفضل والدليل على ذلك ما حدث فى النقابات الفنية والتي قامت بتطير نفسها والتخلص من بقايا النظام السابق وتوقع الهلالي أن يكون هناك انفصال تام بين النقابات والدولة على عكس ما كان يحدث في الماضي. مؤكداً على أن الانتخابات سوف تشهد صراعا بين القوة السياسية المختلفة وسوف يكون هناك تحدٍ بين أعضاء النقابة والجمعية العمومية وخاصة الشباب وكثير من التحديات مثل الموارد المالية وهي المشكلة التي باتت واضحة في العديد من النقابات وعلى رأسها نقابتا التجاريين والصحفيين بالإضافة إلى التعددية النقابية أو النقابات الموازية وهى طريقة يعمل بها في بعض الدول الخارجية حيث يتم تفويض الدولة في منع حق الترخيص بعيدا ً عن النقابة من خلال هيئة علمية وقد بدأت النقابات الموازية في الظهور على سبيل المثال نقابة الصحفيين المستقلين ونقابة الصحفيين الإليكترونية لذلك لابد من الاهتمام بالشباب وعلى النقيب القادم لأي نقابة أن يعمل بشكل أفضل حتى يضمن لنفسه البقاء والاستمرار والتشديد على أن تكون هناك معايير عامة للقيد بالنقابات المهنية والتخلى عما أفسده النظام السابق.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: يرى فيه البعض طوق النجاة لمشاكلهم جدل بين الأقباط حول الزواج المدنى الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:30 am
يرى فيه البعض طوق النجاة لمشاكلهم جدل بين الأقباط حول الزواج المدنى
عادت مشكلة الأحوال الشخصية للأقباط لتطل برأسها من جديد، بعد الو قفة الا حتجاجية التى قام بها بعض الناشطين الأقباط أمام وزارة العدل للمطالبة بقانون للطلاق والزواج المدنى يرى فيه البعض الحل الامثل لمشكلتهم التى ظلوا يعانون منها لسنوات طويلة خاصة مع رفض الكنيسة القاطع للطلاق إلا لعلة الزنا طبقاً لتعاليمها وامتناعها عن إعطاء تصريح بالزواج الثانى للحاصلين على الطلاق عن طريق المحكمة لأسباب أخرى غير علة الزنا.. على الرغم من أن قانون الزواج المدنى قد يكون مخرجاً بالفعل للأزمة الحالية، فإنه اثار جدلاً كبيراً فى الاوساط القبطية ما بين تأكيد المؤيدين له بأن الزواج فى بداية المسيحية كان مدنياً فقط ولم تتدخل الكنيسة فى الزواج إلا فى القرون الوسطى ويتمسك هؤلاء بما سبق وأعلنه البابا شنوده فى إحدى محاضراته من ان من يحصل على الطلاق من المحكمة يمكنه أن يتزوج مدنياً بعيداً عن الكنيسة، وبين معارض لهذا الزواج باعتبار أنه يتنافى مع تعاليم الكنيسة التى تعتبر الزواج أحد أسرارها التى يجب أن تتم داخل الكنيسة طبقاً لمراسيم دينية معينه، خاصة أن من وجهة نظر الفريق الأخير أنه ليست هناك حاجة لقانون مدنى لزواج الأقباط مشيرين إلى أن قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين والذى اتفقت عليه كل الكنائس المصرية سوف يحل هذه المشكلة من جذورها.. القانون المدنى فى البداية أكد أيمن جورج منسق وقفة الأقباط أمام وزارة العدل أن هدف الوقفة بالتحديد هو أننا نطالب الدولة – وليس الكنيسة – بقانون مدنى يحكم مسائل الطلاق والزواج للأقباط.. وأضاف جورج لقد انتظرنا سنوات طويلة..وهناك مشكله يعانى منها الأقباط فى مسائل الأحوال الشخصية تتلخص فى أن لائحة 1938 التى كانت تنظم الأحوال الشخصية للأقباط كان بها 9 أسباب للطلاق وظل يعمل بهذه اللائحة حتى عام 1971 عندما تم وقف العمل بها فى الكنيسة، ولكن القضاء ظل يعمل بها مما ولد مشكلة لآلاف المسيحيين الذين حصلوا على الطلاق من المحكمة ولم يستطيعوا الحصول على إذن بالزواج الثانى من الكنيسة لعدم اعتراف الكنيسة بأسباب الطلاق الواردة باللائحة، وفى شهر يونيو 2008 تم تعديل هذه اللائحة واختصارها فى بند واحد للطلاق وهو لعلة الزنا، وهو ما زاد حجم المشكلة لآلاف الحالات التى تسعى للحصول على الطلاق الذى أصبح مستحيلاً بعد قصره على علة الزنا.. أما عن سبب تحركهم الآن على الرغم من أن هناك بالفعل مشروع قانون للأحوال الشخصية للمسيحيين فى طريقه للصدور! أكد جورج أن ذلك جاء بعد التسريبات التى جرت لبنود مشروع القانون التى اتفقت عليه جميع الكنائس والتى رأينا أنها ستكون بمثابة حكم بالإعدام على من لديهم مشكلة فى هذا الشأن حيث سيقفل المشروع المقترح الباب تماماً فى مسألة الطلاق والزواج الثانى للأقباط حيث إن قصر الطلاق إلا لعلة الزنا فقط أمر يستحيل تطبيقه. ففى نهاية الأمر سيضطر أحد الزوجين إلى إدانة الطرف الآخر بالزنا لكى يحصل على الطلاق أو إلى تغيير دينه بعد قفل باب تغيير الملة بعد اتفاق الكنائس جميعاً فى مشروع القانون الموحد وهو ما سيسبب مشاكل طائفية عديدة ولذلك فنحن نطالب بقانون مدنى يحكم مسائل الطلاق والزواج للأقباط.. واعترف جورج بأن الزواج المدنى ضد تعاليم الكنيسة والكتاب المقدس، وأضاف نحن نحترم ذلك تماماً كما نحترم قداسة البابا شنودة الثالث ولكننا نريد تطبيق الزواج المدنى خارج أسوار الكنيسة.. وأضاف جورج أننا نتكلم عن مدنية الدولة وحقوق المواطنة وحق الفرد فى اختيار حياته وحريته وكل ما نريده هو حل مشكلة فئة من الأقباط التى تعانى من مشاكل الطلاق والزواج الثانى وتعتبر حياتها متوقفة حالياً أمام هذه المشكلة ولذلك نحن نلجأ للدولة كمواطنين مصريين قبل أن نكون مسيحيين والدولة مسئولة عن إيجاد حل لنا.. وشدد جورج على أنهم لا يدعون لفتح الباب على مصراعيه للطلاق أو الزواج الثانى مضيفاً نحن فقط نريد أن يستمد القانون المدنى الذى ندعو إليه نصوص لائحة 38 التى كان بها 9 أسباب للطلاق وكانت كفيلة بحل كل المشاكل الحالية فمثلا فى لائحة 38 كان يسمح بالطلاق لاستحالة العِشرة بشرط أن يكون الزوجان منفصلين لمدة 3 سنوات متصلة على أن يكون هناك شهود على ذلك وبالتالى لم يكن الطلاق سهلا كما يتخيل البعض ولكنها كانت المخرج المناسب لمشاكل الطلاق والزواج الثانى التى نعانى منها حالياً بعد الغاء هذه اللائحة. أما عن اتهام لائحة 38 بأنه تم وضعها من قبل مجموعة من العلمانيين ولم ترض عنها الكنيسة أجاب جورج بأنه أمر طبيعى أن يقوم العلمانيون بوضع قانون احوال شخصية سيطبق على أشخاص عاديين مشدداً على انهم يرفضون أن يضع الرهبان قوانين تنظم الحياة الشخصية للمدنيين العلمانيين.. من جهته تساءل الأنبا يوحنا قلتة النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك عما هو المقصود بالزواج المدنى؟ وأجاب حالياً يتم الزواج كنسياً ثم يوثق فى الشهر العقارى وهو ما نطلق عليه «زواج مدنى» ، فلا يعتد بالزواج الدينى أمام المحاكم ولا تعترف به الدولة إلا إذا كان موثقاً، وإنما الزواج الكنسى يعتبر صحيحاً أمام الكنيسة فقط، وبالتالى الزواج المدنى قائم حالياً وهناك موثقون من الكهنة (هم المأذونون بالنسبة للأقباط) ويعتبر هؤلاء موظفين حكوميين رسمياً تعينهم الكنيسة وتعتمدهم الدولة وبالتالى فهم موثقون رسميون.. وشدد قلتة على أن الدعوة إلى زواج مدنى بمعنى إلغاء الزواج الكنسى مضاد تماماً للعقيدة المسيحية ولا تعترف به الكنيسة كزواج صحيح، مشدداً على أن الحل فى الوضع القائم حالياً الذى تعترف فيه الدولة بالزواج الكنسى وفى نفس الوقت توثق الكنيسة هذا الزواج مدنياً فى الدولة، فإذا أراد البعض أو قامت دعوة او مظاهرة تدعو للزواج المدنى فهل المقصود بذلك الغاء اعتراف الدولة بزواج الكنيسة؟ وهو ما يعنى أن الدولة ستصبح هى المسئولة الأولى والأخيرة عن الزواج، ويتبع ذلك تطبيق قوانين الدولة فى الزواج الثانى والطلاق مما يدمر العقيدة المسيحية تماماً.. وأضاف قلتة إن الزواج فى المسيحية سر مقدس وله شروطه وقد حافظت الكنيسة على هذا السر واحتفظت بهذا الإيمان خلال العصور المتتالية واحترم الحكام المسلمون والدولة الإسلامية هذا الحق الذى يمس صميم العقيدة المسيحية فاذا جاء البعض وأراد أن يقيم زواجاً مدنياً فقط بدون تدخل الكنيسة أو الاعتراف بسر الزواج الكنسى فإن مثل ذلك الزواج المدنى كأنه غير قائم بالنسبة للكنيسة ويعتبر باطلاً فى العقيدة المسيحية والسماح به سينتج عنه ما حدث فى بعض البلاد الأوروبية التى فيها يتم الزواج والطلاق والزواج الثانى دون ادنى اعتبار للعقيدة المسيحية وعلى الرغم من مدنية القوانين فى بعض الدول الأوروبية فإن ملايين المسيحيين هناك متمسكون بالزواج الكنسى ويعقدون زواجهم فى الكنيسة لينالوا سر الزواج المقدس الذى يطلق عليه الكتاب المقدس «السر الأعظم».. أما بالنسبة لما يدعيه البعض من أن الزواج كان مدنياً فى العصور الاولى للمسيحية أجاب قلتة إنه حتى وقت قريب لا يزيد على 50 عاماً كان الزواج يتم فى المنازل ولكن دائماً بحضور كاهن ليكون الزواج سراً مقدساً مرتبطاً بالإيمان المسيحى، وأضاف الزواج لا يكون مدنياً أو دينياً حسب المكان الذى يتم فيه وإنما من الشروط الاساسية لصحة الزواج الكنسى أن يكون الكاهن شاهداً على عقد الزواج، وأن يقام ذلك الزواج وفقاً للطقس الكنسى ولا يهم بعد ذلك مكان الزواج سواء كان فى الكنيسة أو البيت.. وحول ما يراه البعض من أن الزواج المدنى الحل لمشاكل الطلاق والزواج الثانى فى المسيحية أجاب قلتة إنه عند حدوث خلاف بين الزوجين فإما أن يتجه صاحبا الخصومة إلى الكنيسة أو إلى الدولة؟ فإذا سلكا الطريق الاول واتجها إلى الكنيسة فيكون عليهما أن يطيعا شرائعها وتنظيماتها وفى هذا يكون على الدولة أن تعترف بالمحاكم الكنسية لتسرى عليها الشرعية المدنية، أما إذا اتجه أحد طرفى الخصومة إلى محاكم الدولة، فالكنيسة ليست ملزمة باتباع قوانين تخالف عقيدتها فإذا حكمت المحكمة لأحد الطرفين بالطلاق والزواج الثانى فالكنيسة ليست ملزمه بهذا الحكم لانه يتناقض مع الايمان المسيحى وهذا يحدث فى أعرق الدول الديمقراطية كفرنسا وألمانيا وإنجلترا، الدولة هناك لا تلزم الكنيسة بهذا الطلاق ولا تلزمها بعقد زواج ثان، ولكن مادام أحد الطرفين اختار الطريق المدنى فعليه أن يتحمل بضميره ما ينتج عن هذا الأمر ولكن الكنيسة لا تعترف به ومن حقها أن تمنع عنه الأسرار المقدسة وممارسة الشعائر الدينية. حرية شخصية أما الدكتور القس صفوت البياضى رئيس الكنيسة الإنجيلية فى مصر فقد أكد أن هذه الوقفة الاحتجاجية ليس لها معنى لأن الدولة ليست معنية بقوانين الاحوال الشخصية وانما اعطت لكل طائفة أن تطبق لوائحها الملية فى الزواج والطلاق وفقاً لشرائعها الداخلية. وفى مفاجأة سارة للاقباط المطالبين بالطلاق والزواج المدنى أشار البياضى إلى أن اللجنة المشكّلة لإعداد القانون الموحد للأحوال الشخصية للأقباط أضافت مادة تنص على أنه فى حالة رغبة أى عروسين إجراء زواج مدنى فلهما الحق فى هذا دون الزام للكنيسة أن تجرى مراسيم دينية لهما، مشيراً إلى أنه فى هذه المادة حل لمشكلة الطلاق والزواج الثانى للأقباط ولذلك كانت الكنيسة الإنجيلية حريصة على وضع هذه المادة فى القانون الموحد. وأشار البياضى إلى أنه فى بداية المسيحية لم تكن الكنيسة طرفاً فى مراسيم الزواج حيث كان الزواج فى القرون الأولى للمسيحية زواجاً مدنياً ولم تعرف المسيحية الزواج الدينى إلا بعد مرور قرون على نشأتها، فالكنيسة تدخلت فى الزواج فى وقت متأخر وبالتالى فإن الزواج المدنى ليس بجديد على المسيحية والزواج الدينى ليس الزامياً إلا فى بلادنا فالزواج فى العالم كله زواج مدنى ومن يرد بعد ذلك الحصول على بركة الكنيسة يمكنه إجراء زواج كنسى.. وأكد البياضى أنه إذا كانت الكنيسة ليست ملزمة بقبول الزواج المدنى فإن هذا لا يمنع من قبول أطراف هذا الزواج وأن تسمح لهم بممارسة الطقوس الدينية إذا أرادت وبالطبع فهى تقبل الأطفال الناتجين عن الزيجة المدنية. أما عن تأكيد البعض بأن الزواج المدنى هو حل مشاكل الطلاق والزواج الدينى الذى ترفضه الكنيسة أجاب البياضى أنه يعتقد أن الموضوع يجب إعادة التفكير فيه من جانب الكنيسة التى يجب أن تقدر الظروف والمشكلات العائلية التى قد تفوق الاحتمال والتى يتعرض لها البعض مشيراً إلى أن الزواج المدنى فيه حل لهذه المشكلات ولا يتعارض فى نفس الوقت مع تعاليم الكنيسة. أما القمص صليب متى ساويرس الأمين العام لمركز السلام لحقوق الإنسان فقد أكد أن الزواج فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو السر السادس من أسرار الكنيسة وهو سر يجب أن يمارس داخل الكنيسة وأمام المذبح المقدس ويشترط لصحته أن يقوم بالمراسيم الدينية كاهن «مشرطن» رسمياً من رئاسة الكنيسة وحتى بعد صدور قانون المجالس الملية فى أواخر القرن الـ 19 ترك القانون للمجالس الملية التى يرأسها الاب البطريرك اعمال الزواج الذى كان معتمدا بالمراسيم الدينية التى تصدر بها وثيقة بإتمام الزواج معتمدة من البطريركية إلى أن صدر القانون 462 لسنة 55 والذى ألغى المجالس الملية والمحاكم الشرعية وجعل القضاء يختص بالنظر فى أمور الزواج وحدد التوثيق فى المحاكم والسجل المدنى والذى يقوم بالتصديق على إتمام الزواج الدينى الذى أجرى داخل الكنيسة واستقرت احكام محكمة النقض على أن الشرط الأساسى لصحة الزواج المسيحى هو إتمام المراسيم الدينية داخل الكنيسة على يد كاهن مشرطن رسمى، أما عملية التوثيق فهى للتعامل من قبل الزوجين أمام الجهات الرسمية للدولة من حيث أمور النسب والمواريث.. وشدد صليب على ان الدعوة للطلاق والزواج المدنى مخالفة لتعاليم الإنجيل لأن السيد المسيح نفسه أشار إلى أن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان، ولم يقل ما جمعه «الشهر العقارى»، وبالتالى فالزواج المسيحى زواج دينى فى الأساس وإذا تم خارج الكنيسة يعتبر باطلاً والزوجان يعيشان فى هذه الحالة فى الزنا. ونفى صليب أن يكون الزواج فى العصور الأولى للمسيحية مدنياً ودلل على ذلك أن السيد المسيح نفسه قد بارك عرس قانا الجليل الذى يعتبر أول معجزة له وفى بداية المسيحية كان ينظر للبيت المسيحى على أنه بمثابة كنيسة صغيرة والدليل على ذلك قول بولس الرسول «سلموا لى على أكيلا وبريسكيلا والكنيسة التى فى بيتهما»، فإذن كان الزواج منذ العصر الرسولى يتم على أيدى الرسل وخلفائهم من بعدهم.. أما بالنسبة لوجهة نظر البعض من أن الزواج المدنى حل لمشاكل الطلاق والزواج الثانى للأقباط فقد أكد صليب أن هذا علاج للخطأ بأخطاء أكثر جسامة، فالزواج المدنى لن تعترف به الكنيسة وأطرافه لن يتمتعوا بمباركة الكنيسة أو يستطيعون ممارسة أسرارها وحتى عند الموت لن تتم الصلاة عليهم فى الكنيسة.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: أين أنت يا حُمرة الخجل؟! الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:32 am
أين أنت يا حُمرة الخجل؟!
أن تتخذ موقفا يثير الجدل فهذا حقك مادام أن هذا الموقف لا يسىء إلى آخرين.. وأن تدلى برأى لا يصادف هوى البعض أملاً فى شهرة أو نجومية فهى رغبة مشروعة تكفلها حقوق الإنسان.. أما أن يكون هذا الموقف وذلك الرأى ليس لهما هدف سوى استفزاز مشاعر المواطنين بغية إغاظتهم ورفع ضغط الدم لديهم.. فهذا هو التجاوز بعينه بما يجعل ردود الأفعال حول هذا التصرف غير المسئول يماثل ذات التجاوز كما يجعل من حق المجتمع اتخاذ موقف مضاد يتناسب والمقصد السلبى المستتر لدى صاحب هذه المواقف وتلك الأراء.. وذلك إذا كانت تتصادم ومشاعر الأغلبية العظمى من أفراد المجتمع.. وبعد هذا الإسهاب فى التقديم لما أريد قوله والتركيز عليه يجدر بنا أن ندخل فى الموضوع مباشرة ودون مواربة.. حيث ابتلينا فى أحد البرامج التليفزيونية على قناة مصرية التى استضافت شخصية عامة شهيرة وذات حيثية فى المجتمع لما تثيره دائماً من زوابع مغلفة بغلالة تبدو فى ظاهرها مجرد إبداء آراء فى قضايا عامة وجماهيرية بينما باطنها يشى بمقاصد تحمل أهدافا دائماً ما تأتى بعيدة عن الإجماع الشعبى وعلى غير هوى المصريين جميعا على اختلاف أطيافهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.. وكان محور الحديث فى الحلقة الأولى لهذا البرنامج الذى يضم إلى قائمة برامج «التوك شو» موضوعا يهم كل المصريين وهو الوضع الصحى والقانونى للرئيس السابق حسنى مبارك والتى أطاحت بحكمه ثورتنا المصرية الرائعة فى الخامس والعشرين من يناير وقد حظيت هذه الحلقة بنسبة مشاهدة كثيفة من الجماهير فضلاً عن أنها كانت الحلقة الأولى لهذا البرنامج الذى يقدمه مذيع ذائع الشهرة والجماهيرية فى إطلالته المنتظرة بعد غيبة استمرت شهورا بعد تركه برنامجه على إحدى القنوات المصرية الخاصة.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: خريجو إعلام القاهرة يكرمون حمدين الصباحى ومحسن حسنين الأربعاء 13 يوليو 2011, 4:34 am
خريجو إعلام القاهرة يكرمون حمدين الصباحى ومحسن حسنين
على مدى ساعتين وفى جو سادته روح الأسرة احتفلت الدفعة الأولى والثانية من خريجى كلية الإعلام بجامعة القاهرة بالزملاء حمدين صباحى بمناسبة ترشحه لرئاسة الجمهورية و محسن حسنين بمناسبة تعينيه رئيساً لتحرير مجلة أكتوبر وتخلل اللقاء حديث الذكريات ومشوار العمل فى صاحبة الجلالة. وكانت الزميلة الكاتبة الصحفية سلوى الخطيب والكاتبة الصحفية سناء الكراس قد قامتا بجهد كبير فى الإعداد والتنظيم لهذه الإحتفالية والتى أقيمت بقاعة الحفلات بمبنى نقابة الصحفيين بالقاهرة وفى حضور حشد كبير من خريجى الإعلام والقيادات الصحفية فى مؤسسات الأهرام والأخبار وروزاليوسف وأكتوبر ودار الهلال ودار التحرير، وفى نهاية الأحتفالية حرص الجميع على التقاط الصور التذكارية بهذه المناسبة .
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: بيزنس الخيول يشتعل.. والغاوى ينقط بملايينه الخميس 14 يوليو 2011, 3:47 am
بيزنس الخيول يشتعل.. والغاوى ينقط بملايينه
فى أقصى جنبات محطة الزهراء للخيول (العربية الأصيلة، تتردد عبارة بسم الله .. والغاوى يفتح المزاد) .. والتى تعد كلمة السر التى يترك السايس بعدها عنان لجام المهر الجميل لينطلق داخل مضمار المزاد لتحدق عيون الجالسين بالمدرجات الخارجية على المهر الذى انطلق بسرعة وقوة يتمتع بحرية الحركة، فى تناسق ورشاقة مبهرة حتى يصل إلى سور أحد الأجناب فيقوم بتهدئة سرعته، والدوران فى مناورة بديعة تعيده مرة أخرى لا تساع المضمار من جديد ليعيد نفس الكرّة عند السور الآخر البعيد.. ويستمر على هذا الحال لفترة حتى يهدأ نافرا الهواء من «مناخيره» وهو يلتقط بعض الخضرة من الأرض اسم الحصان «بسيم» وأمه «سمرانه» و?أبوه «بردى» وأصله دهمان مواليد 18/1/2010. ويواصل د. حاتم كمال مدير المحطة ومعاونوه على منصه المزاد عرضه لإغراء الحاضرين ودفع الغاوى منهم بفتح المزاد. ويؤكد فى مداعبة جادة أنه لن يسمح بأقل من السعر المناسب، ولا أقل من ألف جنيه فى مزايدات المزاد، فى محاولة مبكرة.. ولكن المشاهدة أثبتت أن المناورات لا?تنتهى، عشرة «يقصد عشرة آلاف جنيه» قالها تاجر خيول من الهرم.. وكل الموجودين فى المزاد تنطلق بالمفرد، ويتحمس منافس على الجانب الآخر زاعقاً «وهاشترى لب» ثم أعلن عشرة. وكما فهمت بعد ذلك هو بداية السعر الملائم لهذا المهر كما يقدرها جميع العارفين منهم بأسعار الخيول الأصيلة لكنها مناورات المزادات والتى لو تركت دون تدخل ما أمكن بيع الخيول المعروضة، وعددها خمسة وثلاثون مهراً منها خمس إناث. وعدد المشاركين قليل من الحاضرين الذين عرفت أن معظمهم هواة وعشاق خيول، حضروا للمتابعة والمعايشة لكنى لاحظت أنهم جميعاً حصلوا على قائمة بأسماء الخيول المزمع بيعها بالمزاد العلنى.. من الخيول.. وحرصوا على تسجيل أسعار كل حصان واسم صاحبه أمام خانة الملاحظات، وذلك تحسبا لشرائه بعد ذلك، أو تلقيح أفراسهم منه فى المستقبل ولتصبح أرشيفاً شخصياً لكل منهم، يجمعونه من كل المزادات التى يحضرونها. وتضم المدرجات خليطاً من المشاركين رجالاً ونساء واطفالاً، هواة وتجاراً معروفين وغيرهم الكثير لم يسمح المزاد بالتعرف عليهم فجميعهم فى حالة تركيز شديد مع الخيل وأسعارها. وبين فترة وأخرى يتكرر فى الميكروفون مع كل مهر جديد وسعر جديد لفظة «الغاوى» سألت عن المعنى وراء ذلك؟! فقيل لى إن الخيل هى عشق الأثرياء، والهواة، ولا يصبر عليها إلا من يعشق ويتحمل تكاليفها. عند لجنة الحسابات المجتمعة خلف منصة المزاد وفى الحديقة المجاورة للمضمار سمعت همساً عن عدم توفير المبلغ المقرر لدى أحد المشترين، فيحسم الأمر أحد أصدقائه ومنافسه: أيضاً الفلوس عندى. فهمت أن معظم التجار معروفون ومعروف عنهم اهتمامهم بالخيل. الحصان عدو الثورة كانت ثورة يوليو بمبادئها الاشتراكية ترى فى الخيول صورة من صور الغنى الفاحش وشيوع المراهنات، فكادت أن تعرض هذا الكنز للهلاك لولا تدخل المهندس (سيد مرعى) وزير الزراعة الأسبق ورئيس مجلس الشعب الأسبق، والآن أصبح للخيل المصرى أساساً فى تحسين السلالة واستخدامه فى السياحة وحتى فى الخليج العربى نفسه. وكان لـ «مرعى» الدور الأكبر فى إنقاذ الخيول العربية الأصيلة، حيث قام بضم خيول عائلة محمد على باشا بعد ثورة 23 يوليو، والتى اعتبرت أن امتلاك الخيول رفاهية تتعارض مع مبادئ الاشتراكية. فقام سيد مرعى بجمع أنقى السلالات لانتاج افضل الخيل العربى.. مما جعل مصر تتميز وقتها بوجود انقى أجناس الخيل العربى على مستوى العالم حتى باتت مقولة أجود الخيل: «العربى وأجود الخيل العربى المصرى» وهى مقولة منتشرة فى مجتمعات محبى الخيول. المحافظة على السلالة يقول د. محمد هاشم رئيس الهيئة الزراعية المصرية: أن محطة الزهراء تتبع للهيئة الزراعية وتعد هذه المحطة الركيزة الأساسية لانتاج خيول عربية أصيلة، فقد تختلف مزادات الخيول العربية عن أى مزادات أخرى تطرح فيها منتجات أو سلع فالحضور فيها للجميع.. هواة وتجار ومثقفون والمتعة تجمع بينهم، حيث يبدأ هذا الكرنفال بأن يعرض أمين المزاد الحصان ومهاراته أمام الجميع ويسرد تايخه وأصله ويقص على مسامع الحاضرين نسب الأب والأم والجد وتاريخ ميلاده، وفصيلته ونوعه ولا مانع من التعرف بأسماء أعمامه وأخواله وأين أماكنهم وأسعارهم التى بيعت بها ويتم تحديد مبلغ لبداية المزاد متفق عليها مسبقاً من قبل لجنة مثمنة، لكن الطريف أن التجار يتعاملون مع الأسعار بحذر، بينما يتسبب تهور الهواة فى القفز بالأسعار لمعدلات خيالية تصل إلى أكثر من المزاد، وكان هذا فىالسنوات السابقة أما اليوم فلم يعد ذلك موجوداً بسبب الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد عقب ثورة 25 يناير. وعن أزمةالحظر التى فرضها الاتحاد الأوروبى علىاستيراد الحصان العربى المصرى منذ عام، يقول د. محمد هاشم: فعلا منذ قرار الحظر الذى فرض علينا من قبل الاتحاد الأوروبى، لأسباب ليست جوهرية اتخذت الهيئة عدة إجراءات لإعادة الثقة فى الحصان المصرى، حيث قمنا بعمل مسح شامل للخيول العربية وحتى البلدية وذلك على مستوى الجمهورية كإجراء حاسم بهدف انهاء الحظر الذى فرض علينا والذى يقضى بعدم استيراد أى فصائل من الخيول التى تربى فى مصر. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى وعد بإنهاء الحظر فور الالتزام باشتراطاته لاستيراد الخيول المصرية خاصة وأن الحظر صدر لأسباب إجرائية وليس لظهور أمراض بالفصيلة الخيلية المصرية. موضحاً أن الحظر حمل فىطياته أسباباً لعل أهمها قصور فى عمليات التسجيل والترقيم للخيول حيث يتم ذلك فى مصر للخيول العربية الأصيلة فقط، وبعض الملاحظات عن التسجيل فى اتحادات الفروسية والذى يقوم أيضاً بعمليات التسجيل وترقيم خيول السباق. وقال: إن محتوى قرارات الحظر يأتى ضمن حزمة توصيات عاجلة، كانت قد أقرتها اللجنة الفنية العليا التى شكلتها الوزارة لدراسة القرار الأوروبى المفاجئ، ووضع ضوابط مستقبلية لتلبية اشتراطات الاتحاد الاوروبى بشأن تصدير الخيول و إيجاد آلية محكمة لإصدار الشهادات الصحية المركزية من الهيئة بإجراء مسح وبائى مستمر وكذلك تتبع الموقف الوبائى منعاً لانتقال الأمراض العابرة للحدود. ومن أجل الخروج من هذه الأزمة قال د.محمد هاشم: إننا بصدد عمل بعض الاتفاقيات الجديدة فى سوق الحصان المصرى العربى الأصيل مع الإمارات بصفتها السوق العالمى للخيول وسوف تصبح الإمارات المنفذ الوحيد فى المرحلة المقبلة لتصدير الخيول لأوروبا.. ولكن بعد 6 أشهر سوف يتم التصدير ونحن بصدد التحضير له. تراجع حصيلة المزاد وعن حصيلة المزاد هذا العام يقول د.حاتم كمال مدير محطة الزهراء: إنه كان من المحتمل هذا العام تأجيل هذا المزاد نظراً للظروف الاقتصادية فى مصر والمنطقة العربية بعد 25 يناير ولكن رئيس الهيئة وافق حتى لا تحدث بلبلة وسط المهتمين بالخيول العربية وتعودهم علىالميعاد السنوى لهذا المزاد، ورغم أن المزاد طوال السنوات الماضية كان يحقق أعلى نسب تحصيل من خلال المضاربة على جودة الخيول العربية ولكن كان الإصرار على إقامة المزاد لتوفير سيولة لشراء مستلزمات الغذاء من الشعير والعلف للخيول الموجوة بالمحطة ولكن المحطة هذا العام حققت إيراد تحصيل المزاد مليونا وستمائة ألف جنيه فقط، وكنا نطمع أن تكون الحصيلة عالية لسد العجز الموجود بالمحطة. وعن نظام الدفع يقول د. حاتم: إن الحضور يحرصون على دخلو المزاد وهم يحملون أموالهم معهم لأن المزاد لا يعترف بنظام الشيك أو الحوالة أو «الفيزا كارد» بل يعترف بنظام «الدفع الفورى» ومن بروتوكول المزاد أن يقوم المشارك فى المزاد بدفع عشرة آلاف جنيه مقدما كتأمين دخول المزاد تخصم فى حالة رسو المزاد عليه ويستردها فى حالة عدم شرائه خيولاً. بورصة الخيول ويقول حسن عبده بريش عضو نادى الفروسية الدولى: أن اقتناء الخيول فى الماضى كان للزينة والتفاخر وتفاؤلاً بالخير وكان يطلق عليهم الهواة.. والآن فإن استقلال التجار والهواة هو السبب الرئيسى فى رفع أسعار الخيول والمضاربة عليها حتى ظهر ما يسمى «بورصة الخيول» نظراً للطلب المتزايد عليها. فى الماضى كان سعر الحصان العربى الأصيل يتراوح ما بين 5 و 7 آلاف جنيه أما اليوم فارتفعت الأسعار إلى أكثر من 700 ألف جنيه فى بعض الأحيان وأحياناً أخرى يصل إلى المليون جنيه أو المليون دولار واليوم أصبح التنافس شديداً بين الهواة والتجار مما أجبر بعض الهواة للدخول فى المعركة والتنافس عليها من أجل المتاجرة أيضاً والدليل على ذلك اقتناء العديد من الهواة لمزارع الخيول. أما محمد صبيح -هاو- وصاحب مزرعة خيول فيقول: إن التجار اشعلوا اسعار الخيول العربية والسبب الرئيسى هو قلة اعداد هذه الخيول وتزايد الهواة عاماً بعد الآخر. وأوضح أنه يحرص على متابعة المزادات لمتابعة الفصائل الخيلية وكذلك متابعة اسعارها ومن هم التجار الجدد. فيما يقول فتحى فايد -هاو: إن اقتناء الخيول متعة ما بعدها متعة حيث اعتنى بها مثل أولادى، لذلك امتلكت مجموعة خيول عربية أصيلة وقمت بتوفير كل سبل الراحة والاعتناء بها، كما أننى شغوف بحضور الفعاليات الرياضية والمزادات والتطلع إلى كل ما هو جديد من هذا العالم السحرى، حيث إن العرب قديماً أخذوا كل صفات الشجاعة والجمال والقتال من الحصان العربى، حتى اطلق على اشجع فرد فى القبيلة بانه فارس والفارس لابد أن تتوافر لديه صفات المهارة فى ركوب الخيل والعلاقة الجيدة بالخيول، كما أن الحصان العربى مد الإنسان بالشجاعة لأنه المغوار ولقب الإنسان بأسماء الخيل للعراقة، وأكد أن جميع الحروب التى خاضها العرب قديما كان البطل الحقيقى والعامل المشترك فيها الحصان. وعن توقيت دخول التجار والسماسرة فى مجال الخيول يقول أحمد عاصم صاحب مزرعة: إن هناك العديد من رجال الأعمال والأفراد خاصة العرب منهم دخلوا معترك عالم الخيول منذ عدة سنوات فى مصر خلافاً لما كان من قبل فقد كانت تتم عمليات الشراء والبيع هنا فى مصر ثم تنتقل للخارج، وبالتحديد أمريكا وانجلترا حيث إن هاتين الدولتين تعدان من أكبر مراكز تدريب وتوليد الخيول العربية الأصيلة وكذلك تقام بها كبرى المسابقات والمزادات الدولية أما اليوم فالأمر تغير حيث أصبح العديد من الهواة يحتفظون بخيولهم فى مصر حيث أصبح المناخ اكثر ملاءمة وفى المقابل تم جلب العديد من المتخصصين فى الخيول من المدربين من أمريكا وانجلترا. وأوضح أحمد عاصم أن المشكلة الحقيقية وراء ارتفاع أسعار الخيول فى مصر، ربما هو قلة اعداد المربين القدامى الذين لا يتعاملون مع الخيول بلغة «البيزنس» حيث أصبح التعامل مع الحصان العربى الأصيل الآن باعتباره سلعة معروضة للشراء. سياحة الخيول ومن بين المتفرجين فى مزادات الخيول تقابلنا مع ممدوح على محسب مصرى مغترب بإيطاليا والذى قال: إن عشقه لحضور فعاليات الخيول تعلمه من الشعب الايطالى الذى يكن كل التقديرللخيل العربى الأصيل بل انهم يحرصون على اقتنائه ويدفعون كل غالٍ لامتلاكه فتبادر إلى ذهنى كيف نكون نحن اصحاب هذه السلالة العريقة من الخيول ونحن بعيدون كل البعد عنها.. ومن أجل ذلك حرصت على متابعة هذا المزاد والذى يعد نواة صغيرة فى ظل المزادات الدولية التى تقام بأوروبا وحجم الأموال التى تغدق عل الخيول العربية. فنحن نملك ثروة عظيمة يجب الاهتمام بها لذلك أنصح بأن تدرج فى برامج السياحة المصرية سياحة الخيول والتى سوف تدر عائداً كبيراً على مصر. وانتقد محسب عملية البيزنس التى تجرى فى عالم الخيول فى مصر وقال إنه لم يعد أحد يهتم بالمواصفات السلالية المضبوطة والحقيقية للحصان العربى فكل ما يهم من وجهة نظر التجار والهواة أن يكون وجه الحصان جميلاً بغض النظر عن باقى الصفات الأخرى ورغم أن شكل الحصان مطلوب، لكن الحفاظ على نقاء السلالة وصفاته الوراثية الكاملة أمر مهم جداً. وفى النهاية فإن الخيل وركوبها جاءت على لسان سيدنا عمر خليفة المسلمين حيث قال «علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل».
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: المشاجرات على الهواء.. ظاهرة ديمقراطية أم فوضى إعلامية؟! الخميس 14 يوليو 2011, 3:48 am
المشاجرات على الهواء.. ظاهرة ديمقراطية أم فوضى إعلامية؟!
الخلافات والمشاجرات التى تحدث على الهواء مباشرة بين مقدمى برامج التوك شو والضيوف، أو بين ضيوف البرامج أنفسهم .. لماذا تحدث؟ .. وما سبب تزايدها فى فترة ما بعد الثورة؟. وهل هى دليل على مناخ الحرية والديمقراطية أو نوع من الفوضى الفضائية.. هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال السطور القادمة.. ? فى البداية يقول الدكتور حسن عماد، وكيل كلية الإعلام لشئون الطلاب، والقائم بأعمال عميد كلية الإعلام: لابد أن يكون فريق العمل فى أى برنامج ذا حرفية عالية ومهنية أيضا عالية ولابد أن يكون فريق الإعداد فى أى برنامج فريقا يعرف أسس المهنة جيدا وعليهم أن يجمعوا المعلومات اللازمة لأى ضيف فى أى برنامج دون أى خطأ، وعلى سبيل المثال الخلاف الذى حدث مؤخرا بين الإعلامى عمرو أديب والشاعر عبد?الرحمن القرضاوى، نتج عن خطأ فى فريق الإعداد وقابله خطأ أكبر من الشاعر عبد?الرحمن القرضاوى، عندما تحدث بشكل غير لائق عن فريق الإعداد وقرر الانسحاب من البرنامج دون أية مراعاة أنه على الهواء، وكان من المفترض أن يقوم بتصحيح تلك المعلومات الخاطئة بشكل مهذب ولائق، وهذا يعكس بصفة عامة عدم قدرتنا على الحوار والتحكم بانفعالاتنا من جانب من يقدمون هذه البرامج أو من جانب من يُستضافون فيها. ? ويقول الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الإعلام: حالة توتر عام أصبحت تسود المجتمع فى الوقت الحالى وأيضا ترتبط بما يطلق عليه ثقافة الصراع مابين أطراف عدة فى المجتمع المصرى، أما على المستوى الخاص فمن الملاحظ أن هناك جنوحا فى استخدام الصوت العالى خلال المرحلة السابقة سواء من جانب السياسيين والمثقفين أو من جانب مقدمى البرامج، فالكل اليوم يراهن على الصوت الأعلى وأصبحت معادلة «على وأنا اعلى» الأكثر سيطرة على المشهد الإعلامى الآن، فالخطاب الإعلامى أصبح خاضعا لمتطلبات الشكل أكثر ما هو خاضع لمتطلبات المضمون، بمعنى أننا نجد أن أغلب مقدمى البرامج وكذلك الضيوف يجنحون إلى الأداء الاستعراضى أو الشو، فى الوقت الذى تضيع فيه الحقيقة رغم أن الخطاب القائم على سرد الحقائق هو الخطاب الأكثر وعيا بوظائفه وبدور الإعلام فى مصر ما بعد الثورة. يقع فى هذا السياق الملاسنة اللفظية بين الإعلامى محمود سعد ومحافظ القاهرة فى برنامجه «فى?الميدان» والتى شهدتها المداخلة التليفونية التى قام بها المحافظ فى البرنامج، وأيضا الملاسنة الهوائية بين الشاعر عبد الرحمن القرضاوى والإعلامى عمرو أديب فى برنامج «القاهرة اليوم»، الأفضل أن نترك معادلة الحديث بعيدة عن الأهواء الشخصية لكى ننجح فى تقديم خطاب إعلامى قادر على مناقشة الهموم الحقيقية للمجتمع من ناحية وقادر على توعية الرأى العام للعديد من القضايا والأفكار التى يجب أن يكون هناك وعى للمصريين بعد الثورة. ? ومن جانبها تقول الإعلامية منى الحسينى: لابد لأى إعلامى متمرس أن يكون معه جميع أسلحته عندما يظهر على الهواء مباشرة، والخناقات والخلافات التى تحدث على الهواء واردة وحدثت معى أكثر من مرة، ولكن لابد على كل إعلامى أن يكون هادئا للغاية وأن يحتوى الموقف، فالضيف لابد من احترامه، حتى لو كان الإعلامى لا يتفق معه فى وجهة نظره، لأن من حق كل ضيف أن يعبر عن وجهة نظره وإلا كان البرنامج مثل «ماتش الكورة»، وحتى لو تطاول الضيف بأى لفظ علىَّ أن احتوى الموقف بكل لباقة، ومن واجب كل إعلامى أن يتحكم فى انفعالاته بشكل كبير.. ? ويقول معتز صلاح الدين المستشار الإعلامى لقناة الحياة: ما يحدث الآن فى مجال الإعلام مهزلة بكل المقاييس، لأن الإعلام المصرى يلعب دورا سلبيا فى الفترة الأخيرة، خاصة فى الفترة ما بعد الثورة مما يؤثر على صورتنا أمام العالم، فالخناقات والخلافات التى تحدث على الهواء لم تكن تحدث من قبل وإن كانت تحدث فليست بالصورة التى نشاهدها الآن، حيث نشاهد الآن ضيوفاً يتشاجرون بالضرب بالكراسى على الهواء ويتلفظون بأقذر الشتائم، فلابد من أن نلاحظ أننا مرآة للعالم ككل، فمقدم البرامج هو إعلامى وليس زعيم سياسى، فلابد من أن يتفهم دوره جيدا. ? وعن تلك الظاهرة تقول الدكتورة مروة شبل مدرس الصحافة بقسم الإعلام بكلية الآداب: من القائد؟ سؤال يطرح نفسه فى كل البرامج الحوارية والعاقل هنا من يدرك أن القائد ليس صاحب الصوت العالى المبادر بالحديث وإنما القائد هو صاحب المنطق والعقل الذى يجذب أذن المشاهد قبل عينه فالمذيع الذى يبحث عن نجومية سريعة وكل هدفه الظهور والبريق بالشكل دون المضمون والضيف الذى يتكلم، والجمهور الذى يشتت تفكيره وتتراجع رغبته فى المعرفة يوما بعد يوم، والقناة التى تؤثر أجندتها فى البرامج التى تبثها، كلهم يتحملون المسئولية عن مشكلة البرامج الحوارية بدرجات متباينة. ولذلك يجب على المذيع هنا أن يكون هو القائد الذى يدير دفة الحوار فى تسلسل منطقى دون أن يشعر المتلقى بهذا الانتقال وهنا تظهر احترافية المذيع الجيد الواعى القادر على احتواء الضيف والجمهور حتى ولو احتد الحوار بينه وبين الضيف لأى سبب عليه أن يضع نصب عينه دائما لافتة انتبه لا تتجاوز الخطوط المحددة أمامك مشاهدين مستمعين لما تقول فحافظ على لباقتك وقناتك وضيفك.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: البرادعى وموسى وحمدين صباحى أبرز المرشحين نجوم الفن يختارون رئيس مصر القادم الخميس 14 يوليو 2011, 3:49 am
البرادعى وموسى وحمدين صباحى أبرز المرشحين نجوم الفن يختارون رئيس مصر القادم
من تختار رئيسا قادما لمصر؟ سؤال يؤرقنا جميعا كمصريين ومن بيننا نجوم ونجمات الفن..فماذا قالوا ومن يختارون لحكم مصر؟ هذا ما سوف نعرفه من خـــلال هـــــذا الاسـتــطـلاع السريع.. فى البداية قالت النجمة إلهام شاهين إنها ستعطى صوتها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لأمين عام جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى لتجربته السياسية العميقة والطويلة ولأنه حاسم فى قراراته وقالت إنها تتمنى أن يكون رئيس مصر القادم رجلا محنكا ومخلصا ويشعر بمشاكل المواطن المصرى متمنية فى المرحلة القادمة القضاء على البلطجة والفساد. أما الفنان الكبير نور الشريف أعلن أنه سوف يرشح عمرو موسى فى الانتخابات لقناعته به دون غيره، ولخبرته السياسية والدولية الكبيرة كما أنه يتوسم فيه خيرا للبلاد. وقال المخرج خالد يوسف إنه انتقل من تأييد البرادعى إلى حمدين صباحى، وذلك بعد اطلاعه على برنامجه الانتخابى الذى اعتبره قوياً ومؤهلاً للفوز مقارنة بباقى المرشحين الحاليين. ورشحت الفنانة منة شلبى عمرو موسى للرئاسة وقالت إنها تحب هذا الرجل وتثق فى آرائه وتصرفاته لأنه يتمتع بحكمة وخبرة كبيرة مما يجعلها تطمئن على مستقبل البلد تحت حكمه وسوف تنزل للشارع وتنتخبه بمجرد الإعلان عن موعد الانتخابات. أما الفنان الكوميدى أحمد عيد فقال إنه حتى هذه اللحظة لم يختر الرئيس الذى سيقوم بترشيحه لأنه مازال ينظر فى البرنامج الانتخابى لكل منهم، وبعدها سيختار الرئيس الذى سيرشحه حسب برنامجه، مؤكدا أنه على كل مواطن مصرى شريف العمل على بناء مصر من جديد بالطريقة التى نريدها. من جانبه قال الفنان سامح الصريطى إنه سيرشح حمدين صباحى للرئاسة لأنه أنسب المرشحين، مشيرا إلى أنه يحضر مؤتمرات «حمدين» ويدعمه بدافع وطنى. واتفق معه فى الرأى الفنان على عبد الرحيم وقال إنه سيرشح أيضا حمدين صباحى لأنه يعرفه من فترة طويلة، ودائما ما يجده مدافعا عن حقوق الفقراء والفلاحين، وهو صاحب رأى، أما السيد عمرو موسى فقال إنه سياسى محنك وله قيمته ووزنه فى المجتمع الدولى ويعرف مصر جيدا، ولكنه لم يقدم شيئا ملموساً عندما كان أمينا عاما لجامعة الدول العربية، ولكنه يحبه على المستوى الشخصى، فيما يرى أن الدكتور محمد البرادعى المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية لا يصلح للرئاسة لأنه قضى معظم حياته خارج مصر، ويكفى أنه لم يقل بصوت مسموع إن العراق ليس بها سلاح نووى. أما الفنان شعبان عبدالرحيم فقال إنه سيرشح عمرو موسى لرئاسة مصر، لافتا إلى أنه أول من تغنى باسمه فى الأغنية الشهيرة «أنا باكره إسرائيل وباحب عمرو موسى»، التى يقول إنها أغضبت عليه الرئاسة وكانت سببا فى التخلص من شعبية عمرو موسى كوزير قوى للخارجية المصرية، والزج به فى جامعة الدول العربية لأنهم كانوا يعرفون جيدا أنه لن يستطيع أن يفعل شيئا وبالتالى سيفقد شعبيته. وقالت الفنانة رانيا فريد شوقى إن الكثيرين يسألونها عن رئيس مصر المقبل، وعن الشخصية التى تتمنى أن تتولى منصب الرئاسة، ولكنها حتى الآن لم تجد من تريده من بين الأسماء المطروحة، ولكن لها أمنيات تتمنى أن تتحقق فى شخص الـرئـيس المقبل أولـهـا أن يحقق رئـــيس مصر القادم الاطمئنان للمواطن المصرى والحياة الكريمة سواء ماديا أو معنويا، كما يجب أن يقوم بإلغاء فارق الأجور الباهظ بين شرائح المجتمع الذى ساد فى السنوات الأخيرة وطال الأمر الفن أيضا، كما تتمنى أن يقضى على الفساد فى جميع المجالات. ويرى?الفنان عمرو واكد أن «البرادعى» لديه أجندة أمريكية، ولا يصلح لمنصب الرئيس ولكنه قد يكون مستشارا جيدا لرئيس الجمهورية، وقال إن رئيس مصرلابد أن يكون شخصا عاش بين الشعب وشعر بالناس عن قرب. وأوضح أن هناك أشخاصا عديدين يصلحون لقيادة مصر خلال الفترة الانتقالية أما بالنسبة لرئيس دائم فنحتاج إلى وقت أكثر كى نختاره. بينما قالت الفنانة بسمة إنه حتى الآن لم يتم فتح باب الترشح لمنصب الرئاسة، وأنه رغم اعجابها بالبرادعى، لكنها لن تنحاز إلى اشخاص بل ستنحاز إلى الإصلاح لمصر. وأضافت أنها مثل أى مصرية بسيطة مترددة فى اختيار من ترشحه ومازالت تدرس فى البرامج الانتخابية، خصوصاً أنها لم و لن تنضم إلى أى حزب متمنية أن يشارك الشعب بكل فئاته فى الانتخابات والاستفتاءات. وعن موقف الفنان خالد أبو النجا من المرشحين لرئاسة الجمهورية.. أشار أبو النجا إلى أن الأمر مازال بعيدا عن اتخاذ القرار بالتصويت لأى من مرشحى الرئاسة، إلا أنه يدعم البرادعى فكريا لما يمتلكه هذا الرجل من فكر ومنهج علمى قادر على الارتقاء بمستقبل البلد، ولعلاقاته القوية دوليا، كما أنه قادر على رفع مستوى أداء الدولة والقضاء على العديد من سلبياتها. أما السيناريست عمرو فهمى فقال إنه لن يختار أى مرشح إلا بعد أن يقتنع ببرنامجه الانتخابى، متمنيا أن تكون هناك مؤسسة رئاسية وليس رئيساً واحدا يتحكم فى الدولة كما كان يحدث.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: أسباب الانتصار وعوامل الانكسار الخميس 14 يوليو 2011, 4:15 am
أسباب الانتصار وعوامل الانكسار
أجمع خبراء الكرة فى مصر أن بطولة الدورى هذا الموسم من أصعب الدوريات التى شهدتها الملاعب المصرية على مدار تاريخها، وإذا كان الأهلى يستحق اللقب للمرة السابعة على التوالى فإن الزمالك أيضاً لا يستحق أن يخسره. أكتوبر استطلعت آراء خبراء الكرة لتوضيح أسباب الانتصار وعوامل الانكسار. يقول فاروق جعفر المدير الفنى لطلائع الجيش: إن الزمالك أهدى الدورى للأهلى على طبق من ذهب بسبب نزيف النقاط الذى فقدها خلال النصف الأخير من الدور الثانى وإذا واصل الزمالك انتصاراته التى بدأ بها الموسم وأنهى بها الدور الأول وحافظ على فارق النقاط عن الأهلى لحصل على البطولة، ولكن هناك مشاكل فنية داخل الفريق.. بجانب الأخطاء العديدة التى وقع فيها الجهاز الفنى سواء فى التشكيل أو التغييرات خلال المباريات.. ويشير محمد صلاح المدير الفنى لتليفونات بنى سويف أن الزمالك معذور والجهاز الفنى بذل جهداً كبيراً فى الوصول إلى هذه المكانة وسط المؤامرات والمشاكل التى أطاحت بالفريق والأزمة المالية التى يمر بها النادى.. بعكس الأهلى الذى ينعم لاعبوه بالاستقرار الإدارى والمادى والفنى. ويقول حسن الشاذلى المدير الفنى السابق للترسانة إن أغلب لاعبى الزمالك شغلوا أذهانهم فى التفكير فى التجديد من عدمه وبنود التعاقد والشروط المالية والاحتراف الخارجى ولم يقدروا الظروف الصعبة التى يمر بها النادى.. فى الوقت الذى واجه فيه الفريق أيضاً تيارآ معاكسا أوقف زحفه نحو المقدمة بالأخطاء التحكيمية الساذجة والقرارات العكسية من بعض الحكام. ويؤكد حمادة إمام نائب رئيس نادى الزمالك السابق أن أسباب تراجع الزمالك يعود لعدم استقرار مجلس إدارته والقضايا المحيطة به والأزمة المالية تعد الشغل الشاغل لأغلب اللاعبين الذين يبحثون عن الاستقرار المادى بعكس الأهلى الذى نجح فى استعادة مانويل جوزيه ووفرت كل السبل والإمكانيات المالية والفنية والإدارية لتحقيق المناخ المناسب للفريق حتى يستطيع أن يحقق البطولة ويحافظ على اللقب. ويقول محمود بكر المعلق الرياضى إن الصفقات التى أبرمها الزمالك لم تحقق طموحات حسام حسن وجهازه المعاون ولكنه عمل قدر المستطاع للمنافسة على البطولة بعكس الأهلى الذى استطاع التعاقد مع مجموعة من اللاعبين المتميزين مثل دومنيك واستعادة عماد متعب بجانب مجموعة اللاعبين الصاعدين الذين أثبتوا كفاءتهم. فى الوقت الذى صادف الزمالك سوء الحظ بإصابة عمرو زكى وغياب ميدو وهبوط مستوى أبو كونيه. ويضيف طه بصرى المدير الفنى للمصرى أن تراجع أداء الزمالك جاء بفعل فاعل وعوامل عديدة أوقفت زحفه نحو المقدمة فى الوقت الذى تهيأت فيه الظروف نحو الأهلى الذى نجح لاعبوه أصحاب الخبرة فى مواصلة المارثون الطويل للمسابقة والتعامل مع المباريات بخبرة السنين والبطولات.
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
موضوع: الأهلى يسجل الدورى فى الشهر العقارى الخميس 14 يوليو 2011, 4:18 am
الأهلى يسجل الدورى فى الشهر العقارى
«بخبرة الأبطال وحكمة القادة .. حسم الأهلى بطولة الدورى للمرة السابعة على التوالى متفوقاً على منافسه التقليدى الزمالك الذى اكتفى كالعادة بمركز الوصيف .. حطم الأهلى بفوزه بالبطولة هذا الموسم العديد من الأرقام القياسية واستحق جوزيه لقب الساحر لمقدرته على قيادة فريقه نحو منصة التتويج بعد أن كان متأخرًا عن الزمالك عند توليه المهمة.. جماهير الأهلى احتفلت بهذا الفوز ابتهاجًا ببطولة الدورى حتى الصباح بعد أن انتزع فريقها الدرع من أنياب الزمالك فى موسم وصف بأنه الأصعب فى تاريخ الملاعب المصرية . . فى الوقت الذى أهدر فيه الزمالك فرصة العمر للفوز بهذه البطولة حتى تكون خير تتويج لاحتفاليته بالمئوية، ولم يستغل الحالة السيئة التى بدأ بها الأهلى الدورى هذا الموسم .. ولكن يحسب للزمالك صموده أمام العقبات والأزمات التى وقفت أمامه طوال مشوارة فى المسابقة !»