| مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الثلاثاء 12 أبريل 2011, 11:21 pm | |
|
سيناريوهات محاكمة مبارك | | | | |
منذ أقل من شهرين كانت أقصى أمانى المصريين محاكمة رئيس الوزراء الأسبق د.أحمد نظيف على ما ارتكبه ووزراء حكومته من جرائم فى حق الشعب. إلا أن سقف الأمانى ارتفع لدى المصريين ليصل إلى المطالبة بمحاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك نفسه، وساهم فى زيادة هذا السقف حدثان مهمان. الأول هو إصدار المجلس الأعلى للقوات المسلحة قراراً بتشكيل لجنة قضائية خاصة للتحقيق فى التهم المالية المنسوبة للرئيس السابق وأسرته، وهو ما اعتبره البعض بداية لمحاكمة مبارك على كل التهم المالية والجنائية والسياسية المنسوبة إليه. أما الحدث الثانى فهو مطالبة المظاهرة المليونية فى الأسبوع قبل الماضى فى ميدان التحرير بسرعة محاكمة الرئيس السابق وأركان نظامه للرد على ما يروجه البعض من أن تلك المحاكمات لن تتم. لكن من الواضح أن الحكومة عازمة على تقديم مبارك للمحاكمة.. حيث أكد وزير العدل ذلك، مشيرا إلى أنه لن تنتقل أى لجنة للتحقيق مع مبارك فى بيته إلا فى حال عجزه عن الحركة.. وهو ما يعنى أن مبارك سيذهب إلى سراى النيابة ثم إلى ساحة المحكمة شأنه شأن أى مواطن لكى يحاكم فى قاعة محكمة عادية! (أكتوبر) -من جانبها- فى الأسطر التالية تخطت رحلة البحث عن السؤال التقليدى:هل يحاكم مبارك أم لا؟.. وسألت الخبراء والسياسيين عن سيناريوهات هذه المحاكمة -إن حدثت- ليجيبوا عن عدد من الأسئلة التى تشغل بال المصريين هذه الأيام ومنها: من سيحاكم مبارك؟.. وبأى قانون؟.. وهل سقطت حصانة الرئاسة بعد التنحى أو التنحية؟.. وهل ستكون العقوبة استثنائية أم وفقاً لأحكام القانون؟. فقد شرعيته .. يجب أن يحاكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك مثل أى مواطن عادى لأنه فقد شرعيته بعد ثورة 25 يناير هكذا يرى المستشار محمود الخضيرى نائب رئيس محكمة النقض الأسبق مؤكداً أن الشرعية الثورية أسقطت كل الشرعيات الزائفة وعلى رأسها شرعية الرئيس مبارك الذى حكم مصر على مدار اكثر من ثلاثين عاماً. وتوقع الخضيرى أن تجرى محاكمة مبارك قريباً بعدما بدأت الأجهزة المختلفة فى الدولة اتخاذ الإجراءات التمهيدية لهذه المحاكمة ومنها تجميد أرصدته والتحفظ على أمواله ومنعه من التصرف فيها هو وباق أفراد أسرته وكذلك وضعه قيد الإقامة الجبرية فى شرم الشيخ. وأشار الخضيرى إلى أن الرئيس السابق سوف يحاكم بتهم عدة منها القتل والتحريض على القتل للمتظاهرين فى مظاهرات 25 يناير، وكذلك أعمال الفساد التى شابت الحياة السياسية خاصة تزوير انتخابات 2005 وكنت أنا أول -والكلام على لسان الخضيرى- من اتهم مبارك بتزوير الانتخابات الأخيرة وقد قدمت استقالتى احتجاجاً على هذه الممارسات الفاسدة. إجراءات بطيئة أما ناصر أمين المحامى بالمحكمة الدولية ورئيس مركز استقلال القضاء فيرى أن هناك بطئا ملحوظاً فى إجراءات محاكمة الرئيس السابق. مشيراً إلى أن هناك انتقاصا لحيادية ونزاهة الجهات القضائية التى تتولى تنفيذ إجراءات التحقيق والمحاكمة وهذا يرجع إلى أنها كانت تنتمى للعهد السابق الذى اتسم بكثير من الفساد. مؤكداً على أن المؤسسة القضائية بها شرفاء كثيرون بلا شك ولكن هذه المسألة قد تشوب نزاهة الإجراءات.. وطالب أمين بكثير من الشفافية حتى يطمئن الجميع على أن كل من أخطأ سوف يعاقب وأن كل جذور الفساد سوف يتم استئصالها. ويؤكد رئيس مركز استقلال القضاء على أهمية أن تتم محاكمة الرئيس السابق وفقاً لقانون الإجراءات العادى الذى يحاكم بموجبه المواطنون العاديون وألا يتمتع بالحصانة التى يتمتع بها الرؤساء وفقاً للدستور، وحتى تتم هذه المحاكمة بشكل نزيه وعادل يجب أن يتم تشكيل هيئة قضائية مستقلة تتولى هذه المحاكمة مع توفير كافة الضمانات التى تعطى للمتهمين فىمثل هذه المحاكمات. ويتصور امين أن تأخر محاكمة الرئيس السابق حتى الآن يرجع إلى عدم وضوح المعايير التى ستتم بناء عليها المحاكمة وطالب بسرعة بتنفيذها حتى لايعتقد البعض أنها لن تتم بسبب انشغال الشعب فى الاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية. أحكام ثقيلة ويقول الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية للتخطيط السياسى الأسبق: أنا مذهول من هذا الكم من الفساد الذى ظهر عقب الثورة وأضاف:كنا نعرف بوجود فساد ولكن ليس بهذا الكم الرهيب فى شتى قطاعات الدولة لقد زاد الفساد على حده ونحن كنا نعيش تحت استعمار مصرى خائن لوطنه وشعبه لأن مصر لو كانت تحت استعمار خارجى لم فعل ما فعله النظام السابق. لقد جوّع الشعب وأفسد عليهم حياتهم ودمر صحتهم بزراعات مسرطنة آتية من إسرائيل وأفسد التعليم وأهدر المال العام لذلك تجب محاسبة المسئولين عن هذا الفساد وعلى رأسهم الرئيس السابق، المسئول الأول عما حدث. ومبارك سوف يحاكم بالقانون المصرى العادى مثل اى مواطن فى الدولة حيث يحال إلى محكمة الجنايات لتوقع عليه العقوبة المناسبة فى الاتهامات التى سوف توجه إليه مثل الكسب غير المشروع وجمع مليارات الجنيهات بطريق الاختلاس هو وأسرته وانتشار الفساد فى عهده ووضع أموال البلاد تحت تصرف الحزب الوطنى وهذا مخالف للقانون. وكذلك فتح الباب للعدو الصهيونى لدخول البلاد وتعاون معهم لافساد الزراعة وسمح بتصدير الغاز إليهم وهذا يندرج تحت مسمى الخيانة العظمى غير المباشرة. وأكد الأشعل أنه ينتظر مجموعة من الأحكام الثقيلة لمبارك على هذه الاتهامات ومنها الوقوف ونجله مع صفوت الشريف وأعضاء بالحزب الوطنى خلف موقعة الجمل الشهيرة والتى راح ضحيتها عدد كبير من الشباب على يد مجموعة من البلطجية ورجال أمن يلبسون زيا مدنيا وقد أمسك الثوار بمجموعة من ضباط أمن الدولة وتم تسليمهم للجيش. وأخيراً اتهم موظفون بالجهاز المركزى للمحاسبات مبارك بالإضرار العمدى بأموال ومصالح الدولة مع آخرين والامتناع عن تنفيذ أحكام القانون والمعاقب عليها بنصوص المواد 113 ،116 مكرر، 166 مكرر، 123 ،124 من قانون العقوبات وتعديلاته وجاء فى بلاغهم أيضاً أن الرئيس السابق سهّل لآخرين من المسئولين ورجال الأعمال بالحزب الوطنى الاستيلاء على أراضى الدولة دون وجه حق وبمقابل ضئيل جداً لا يساوى ثلث ثمن الأرض الفعلى، الأمر الذى أضر بالمال العام. خيانة عظمى فيما أكد نبيه الوحش المحامى أن الرئيس السابق مسئول عن كل ما حدث من فساد مالى وأخلاقى فى مصر بصفته رئيساً للجمهورية لاختياره عناصر قيادته فاسدة على مدار ثلاثين عاماً وأنهم بذلك خانوا اليمين الذى أقسموه أمام الشعب وهذه التهم تندرج تحت تهمة الخيانة العظمى للشعب وبذلك يحاكم كأى فرد فى الدولة لأنه أخذ الحقوق وضرب بكل القوانين والقواعد عرض الحائط. فهذا النظام سرطن وسمم وخصخص الشعب بالإضافة إلى أن مصر بكل قوتها ومكانتها المحورية فى الوطن العربى والعالم فقدت هيبتها ومكانتها فى عهد مبارك لأنه اختزلها فى شخصه وحزبه. وأعتقد أن مبارك سوف يواجه العديد من التهم ومن أهمها الاستيلاء على المال العام هو وأسرته دون وجه حق وتندرج هذه التهمة تحت مسمى التربح والاستيلاء على المال ويعاقب عليها القانون بالحبس 15 سنة كما أنه منح بعض رؤساء الدول العربية أراضى مصرية بدون مقابل وعلى رأسهم آل زايد حيث منحهم 220 فداناً بمحافظة الشرقية وأجبر محافظ الشرقية يوسف الشامى بالتواطؤ مع وزير العدل الأسبق سيف النصر على تمرير عقود تمليك لهذه المساحة باسم الشيخ زايد وهذه التهمة تندرج تحت مسمى إهدار المال العام. وأضاف الوحش أن مبارك استغل نفوذه وسلطاته فى التربح واستغلال موارد الدولة لتكون تحت تصرفه الشخصى فعائدات قناة السويس يتم توريدها إلى خزانة رئاسة الجمهورية وتحت تصرفه الشخصى وبلغ إجمالى دخل القناة فى السنوات الأخيرة حوالى 15 مليار دولار سنوياً وهذا غير قانونى. وسوف توجه إليه تهمة التحريض على قتل شهداء الثورة من الشباب والأطفال وذلك بعد اعتراف حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق بأنه تلقى أوامر عليا بإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين والمادة 40 من قانون العقوبات تنص بأن المحرض على الفعل شريك أصلى فهو بذلك سوف يعاقب على تهمة القتل وسفك الدماء وعقوبتها الإعدام هو ووزير الداخلية. والدستور المصرى السابق كان ينص على معاقبة رئيس الجمهورية أثناء توليه مهام منصبه فقط بالخيانة العظمى وهى التخابر لصالح دولة أجنبية ولكن فى حالة الرئيس السابق مبارك يعاقب كفرد عادى بالدولة لأنه تنحى عن الحكم وفقد سلطانه فبذلك يحول بعد التحقيق مع النائب العام إلى محكمة الجنايات. محاكمة الرئيس ويقول الفقيه الدستورى إبراهيم درويش إن دستور 1971 ينص على أن تتم محاكمة الرئيس فى حالة واحدة فقط وهى الخيانة العظمىأو ارتكاب جريمة جنائية وفقاً للمادة 85 ووفقاً لذلك كان يتم تقديم اقتراح بمحاكمة الرئيس من أعضاء مجلس الشعب ولآن قرار الاتهام لا يصدر إلا بأغلبية ثلثى المجلس وبعدها يتم إخطار الرئيس بمرسوم خاص بوقفه عن العمل وفقاً لإرادة الشعب على أن يتولى رئاسة الجمهورية أثناء محاكمة الرئيس نائب الرئيس وإن لم يوجد نائب للرئيس يتولى رئيس الوزراء تسيير أعمال الرئاسة لحين الفصل فى الاتهام، وإذا تم إثبات التهمة على الرئيس يعفى من منصبه ويتم إحالته للمحاكمة الجنائية وتشكل لجنة قضائية خاصة بذلك من ثلاثة قضاة من محكمة النقض. وأشار إلى أن بعض المواد تمكن الشعب من محاسبة الرئيس إذا كانت محاسبته بناءٍ على ثورة شعبية، حيث إن المادة (3) من الدستور تقول إن السيادة للشعب وحده لأنه مصدر السلطات ولا يستمر أى رئيس دولة فى الحكم ويسقط منصبه لأن شرعية الحاكم تأتىمن رضا المحكوم، لذلك أرى أن الرئيس السابق سوف يحاكم أمام محكمة جنايات عادية مثل أى فرد فإذا اتهم بالاختلاس مثلاً سجن من 3 إلى 6 سنوات وإذا اتهم بالتحريض على قتل الأبرياء والفساد فالعقوبة المؤبد وقد تصل إلى الإعدام. وأضاف لابد أن تكون المحاسبة ذات شفافية وبعد إنسانى بعيدة كل البعد عن الأهواء الشخصية والانتقام والتشفى حتى لايظلم أحد مضيفاً أنه يرى أن هناك بطئا شديدا فى إجراءات التقاضى الموجودة حالياً وعدم وضوح رؤية لمحاسبة ومحاكمة الرئيس السابق من الجهات المختصة لذا لابد من الوضوح والشفافية لأن الشعب هو الذى أسقط النظام. إجراءات احترازية ومن جانبه يرى المستشار عبدالله فتحى نائب رئيس محكمة النقض ووكيل نادى القضاة أن كل التهم المنسوبة إلى الرئيس السابق هى الاستيلاء على المال العام والتحريض على قتل شباب الثورة وكل ذلك لم يثبت بتحقيق رسمى حتىالآن والإجراءات التى اتخذها النائب العام المستشارعبدالمجيد محمود ضد مبارك بتجميد أمواله وهو وأسرته ومنعه من السفر هى إجراءات احترازية لحين التحقيق ويمكن أن تلغى هذه الإجراءات فى حالة عدم إدانته. سقوط الحصانة ويؤكد المستشار محمد زين رئيس محكمة الجنايات أن شرعية الرئيس فى الحصانة التى تحميه من أى محاكمات إلا فى حالة واحدة وهى تهمة الخيانة العظمى كما نصت المادة 85 من الدستور السابق وسقطت بسقوط النظام بإجماع آراء الشعب لأن الشعب مصدر السلطات وهو الذى يملك قرار تعيين الرئيس وعزله. وبذلك يعتبر الرئيس السابق كأى شخص عادى توجه له التهم ويحقق معه ويحال إلى محكمة الجنايات ويعاقب بمواد القانون. وأضاف أن الرئيس السابق سيحاكم بأحكام قاسية لوجود العديد من التهم المنسوبة إليه مثل إصدار أوامر للأمن بقتل أبرياء الثورة من الشباب والأطفال العُزل واستغلال نفوذه بالاستيلاء على المال العام دون وجه حق وإفساد الحياة السياسية. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الثلاثاء 12 أبريل 2011, 11:23 pm | |
|
الجيش والشعب.. لحظة تأمل ! | | | | |
أصبح يتعين أن نتوقف لحظة نراجع فيها ما فات ونتأمل ما هو آت.. لحظة التوقف التى أطالب بها أصبحت ضرورية الآن.. ربما أكثر من أى وقت مضى.. وذلك لكى نعرف بالضبط إلى أين تسير مصر.. أو إلى أين نسير بمصر؟! الثورة قامت يوم 25 يناير الماضى ومعنى ذلك أنه بحساب الزمن يكون قد مر على قيامها، وعلى سقوط النظام السابق أكثر من شهرين.. وهى فترة كافية لكى نحكم من خلالها على الأمور.. كيف تسير وإلى أين؟.. المكاسب التى تحققت والخسائر التى وقعت.. المطالب التى نفذت والمطالب التى لم تنفذ.. فإذا وضعنا فى الاعتبار أن المعادلة الرئيسية فى كل ما يتعلق بهذه الفترة الدقيقة والحرجة من تاريخ مصر.. كانت هى طبيعة العلاقة بين الجيش والشعب.. فإننا نستطيع من خلال رصد هذه العلاقة أن نجد إجابات صحيحة ودقيقة لكل التساؤلات التى تفرضها اللحظة الراهنة.. إلى أين تسير مصر.. أو إلى أين نسير بمصر؟!.. ولابد من الاعتراف بأن الطرفين توافقا منذ البداية على أنهما - يد واحدة - لكن لابد من الاعتراف أيضاً بأن هذه اليد الواحدة أصبحت تحوطها بعض الشكوك والظنون!.. استمعت إلى اثنين من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتحدثان فى برنامج تليفزيونى.. اللواء محمد العصار واللواء طارق المهدى.. الحديث فى جزء منه تعرض لعلاقة الجيش بالشعب.. وقد راح الاثنان - عضوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة- يركزان على ضرورة وأهمية أن يثق الشعب بالجيش.. هل معنى ذلك أن الثقة التى يوليها الشعب للجيش قد بدأت تشوبها الشوائب؟!.. فى الآونة الأخيرة ارتفعت أصوات تتحدث عن هذه الثقة.. بعضها بالتلميح وبعضها بالتصريح.. بعضها يعاتب ويطالب وبعضها ينتقد ويتشكك!.. هل يمكن أن يكون السبب هو انطباع الناس - خاصة من الشباب - أن الجيش يتباطأ فى تنفيذ المطالب ويتباطأ فى محاسبة الفساد؟.. هل هو الخوف من ضياع أهداف الثورة ومكاسبها؟.. يمكن.. لكن ذلك لا ينفى أن هناك من يحرض ويلعب أدواراً من وراء ستار!.. قرأت مقالا لكاتب مصرى قبل أكثر من أسبوعين فى جريدة عربية تصدر من لندن يتحدث فيه وكأن الجيش هو العدو الحقيقى للثورة!.. يقول الكاتب فى جزء من مقاله إن الجيش يعتمد سياسة ممنهجة تتلخص فى تغاضيه عن المظاهرات الكبيرة أما المظاهرات الصغيرة المحدودة فيستفرد بها ويتعامل معها بمنتهى القسوة والعنف.. وأنه يقوم باعتقال أعداد غير قليلة من المتظاهرين سواء من الشباب أو الفتيات.. وأن هؤلاء المعتقلين يتعرضون لإهانات جسيمة تصل إلى حلق شعر الشباب وتعذيبهم، والكشف عن عذرية الفتيات عن طريق جنود يرتدون ملابس الأطباء (!!!).. وأكثر من ذلك!.. يقول الكاتب صراحة إن العدو الحقيقى للثورة هو الجيش المصرى الذى يحمى النظام القديم (!!!).. هل يكون هذا التحريض جزءاً من الثورة المضادة التى تحاول أن تتصدى لثورة 25 يناير؟!.. هل هناك من يسعى إلى وقوع صدام بين الجيش والشعب؟!.. وهل يمكن اعتبار الجيش فى كل الأحوال.. عدو الثورة؟!.. *** اتمنى ألا يأخذ القارئ انطباعاً بأننى أدافع عن الجيش.. ليس لأن الدفاع عن الجيش خطأ أو جريمة.. وإنما لأننى أدافع بالدرجة الأولى عن العقل والمنطق والحقائق.. وأتصور أن تجاوزها فى هذه الفترة الدقيقة والحرجة سيؤدى إلى مالا يحمد عقباه.. وأبدأ بتذكير القارئ بموقف الجيش من الثورة الذى يمكن أن يساعدنا كثيرا.. فأظننا نذكر أن البيان رقم واحد الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. والذى أعلن قبل أن يعلن الرئيس السابق مبارك عن نقل سلطاته كرئيس للجمهورية إلى نائبه عمر سليمان.. أظننا نذكر أن هذا البيان تحدث صراحة عن المطالب المشروعة للشعب.. وهو ما يعنى أنه اختار منذ البداية الانحياز للشعب.. وليس سرا بعد ذلك أن الجيش تلقى أوامر صريحة وقاطعة بالتعامل مع مظاهرات الثورة فى ميدان التحرير وفضها بالقوة المسلحة.. لكنه رفض هذه الأوامر وقام بحماية هذه المظاهرات بدلاً من أن يتصدى لها بالقوة.. ولابد أن نسأل أنفسنا: ماذا لو أن الجيش نفّذ الأوامر الصادرة له؟!.. لابد أن نضع فى الاعتبار أن الوضع فى مصر يختلف كل الاختلاف عن الوضع فى ليبيا.. وأن الجيش المصرى لا يقارن بالجيش الليبى.. والمعنى أن الجيش فى مصر كان يستطيع أن يتعامل مع مظاهرات الثورة بأسلوب يتناسب مع كفاءته وقوته الحقيقية.. لكنه كما ذكرت إنحاز من اللحظة الأولى للثورة والشعب والمطالب المشروعة.. واختار أن تكون مهمته حماية الثورة وليس قمعها.. ثم إن الجيش لعب دوراً فى منتهى الفاعلية لحماية المصريين فى أعقاب الغياب الأمنى للشرطة واستطاع أن يتصدى للذين حاولوا ترويع المصريين وتهديد أمنهم وأمانهم.. القوات المسلحة قدمت فى الحقيقة نموذجا مشرفا لا يستطيع أى منصف أن يتجاهله فى تعاملها مع الشعب خلال الأيام التى أعقبت سقوط النظام القديم.. تشهد على ذلك المظاهرات الفئوية التى اندلعت فى كل مكان.. وأحداث كنيسة أطفيح وغيرها.. ثم إن القوات المسلحة لعبت دوراً بارزاً فى القبض على أعداد كبيرة من المساجين الهاربين من سجونهم أو الذين تم تهريبهم بفعل فاعل.. وتصدت القوات المسلحة لتحديد خريطة مستقبل مصر فقامت بتكليف لجنة لعمل التعديلات الدستورية وأجرت الاستفتاء عليها وتحملت عبء تأمين الاستفتاء.. والأهم أنها ماضية فى تنفيذ وعدها بتسليم السلطة لرئيس منتخب فى أسرع وقت ممكن.. المفارقة أن أصواتا كثيرة تطالب الجيش بالاستمرار فى حكم البلاد حتى تكون - من وجهة نظرهم - مؤهلة لاختيار مجالس نيابية محترمة وانتخاب رئيس شرعى.. وقد طالبت هذه الأصوات الكثيرة بأن يتم إعداد دستور جديد خلال الفترة التى يتولى فيها الجيش الحكم.. والتى يطالبون بأن تستمر لعامين على الأقل!.. لكن الجيش يرفض رفضا قاطعا هذا الإغراء ويتمسك بوعده.. تسليم السلطة لرئيس شرعى منتخب فى أسرع وقت ممكن.. هل يمكن أن يكون هذا الجيش عدوا للثورة؟!.. هل يمكن أن يكون هذا الجيش عدوا للشعب؟!.. مرة أخرى ليس هدفى الدفاع عن الجيش وإنما عن العقل والمنطق والحقيقة.. لأن تجاوزها فى هذا التوقيت سيؤدى كما قلت إلى مالا يحمد عقباه!.. والذى لا يحمد عقباه لا تستطيع مصر تحمله!.. *** ليس على خريطة الاحتمالات وقوع أى صدامات دموية بين الجيش والشعب.. الجيش أكد ذلك ولا يزال يؤكده.. ولم يحدث فى تاريخ مصر - الحديث على الأقل - أن لعب الجيش المصرى أى دور دموى ضد الشعب.. لكننى أتحدث عن الفوضى المدمرة التى يمكن أن تسود البلاد فيما لو تصاعدت الخلافات بين الجيش والشعب.. الوضع الاقتصادى - بكل المقاييس - لم يعد يتحمل مزيداً من الخسائر والفوضى.. أكثر الأرقام فزعا تتحدث عن أننا خسرنا 6 مليارات دولار من الاحتياطى النقدى خلال فترة الشهرين الماضيين.. فإذا عرفنا أن كل احتياطى مصر من النقد الأجنبى لا يتجاوز 30 مليار دولار فنحن أمام مشكلة اقتصادية حقيقية يمكن أن تكون آثارها مدمرة على البلاد.. المشكلة الأخرى هى تناقص الموارد بشكل مفزع.. من السياحة والتصدير وغيرهما.. وهناك أماكن كثيرة معطلة لا تعمل.. أماكن إنتاجية كان الاقتصاد المصرى يعتمد عليها اعتماداً كبيراً.. المشكلة الكبرى أن حجم آمال وتطلعات الناس فيما بعد الثورة كبير جداً وهو ما يحتاج لبرامج اقتصادية طموحة توفر فرص عمل للعاطلين وتبنى مساكن للشباب وغيرهم وتزيد معدلات النمو.. لكن كيف تتحقق هذه البرامج الاقتصادية الطموحة وعجلة الإنتاج لا تتحرك؟!.. المفارقة أننا أمام طريقين.. إما خسارة هائلة وإما مكاسب هائلة.. الخسارة الهائلة لأن عجلة الإنتاج المصرية معطلة.. والمكاسب الهائلة يمكن تحقيقها اعتمادا على قوة الاقتصاد المصرى التى استطاعت أن تتجاوز من قبل أزمات عالمية خطيرة.. منها على سبيل المثال الأزمة العالمية التى فرضت نفسها ضيفا ثقيلا على كل بلاد العالم فى عام 2008.. لكننا رغم ذلك استطعنا تحقيق معدل نمو وصل إلى 4.23%.. ليس ذلك دفاعا عن حكومة نظيف أو نظام سابق لأن الاعتراف بأن اقتصادنا كان قويا لا ينفى أن الفساد كان أقوى.. وأن عائد هذا الاقتصاد القوى كان يذهب بعيدا عن معظم فئات الشعب.. لكننى أقول إننا نملك بنية اقتصادية قوية يمكن أن نستعيد معها عافية الاقتصاد المصرى بسرعة.. خاصة أن دولا كبرى كثيرة أبدت استعدادها لمساعدتنا بشرط تحقيق الاستقرار.. فإذا لم نستخدم هذه البنية الاقتصادية القوية.. وإذا لم نستثمر رغبة الدول الكبرى القوية لدعمنا ومساعدتنا فإننا نضيع فرصة هائلة للاستفادة من مكاسب الثورة.. *** كان الشعب هو الذى رفع شعار «الجيش والشعب يد واحدة».. وكان الجيش هو الذى حول هذا الشعار إلى واقع.. وعلينا جميعا أن نحتكم للعقل والمنطق لكى تظل هذه اليد.. واحدة!.. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الثلاثاء 12 أبريل 2011, 11:30 pm | |
|
لماذا لا تحمى الدبابـــات أضرحة أولياء الله الصالحين ؟! | | | | |
بصراحة لا أعرف ماذا نريد من قواتنا المسلحة بالضبط..! إذا حدث شغب فى مباراة لكرة القدم وهجم الجمهور على الملعب واللعيبة والحكام.. تساءل الناس: لماذا لم يمنع الجيش هذا الشغب.. ولماذا لم يفرض الأمن والنظام فى الملاعب..؟!! وإذا تظاهر موظفون غاضبون ضد رئيسهم؛ لأن سِحنته مش عاجباهم، وطاردوه فى الشارع بالأحزمة.. تساءل الجميع.. إيه الفوضى دى.. هو الجيش فين..؟! وإذا هدم بعض المتعصبين شواهد القبور وبعض الأضرحة.. تساءل الناس الطيبون: ولماذا لا تحمى دبابات الجيش أضرحة أولياء الله الصالحين التى يصل عددهم للآلاف فى طول مصر وعرضها..! وبالمناسبة ليس هذا كلاماً افتراضياً بل إن أحد المشايخ المحترمين طالب فى مداخلة مع إحدى الفضائيات بقيام الجيش بهذه المهمة «المقدسة»..!! وهذا الكلام على الرغم من أنه - فى معناه الظاهر - يعكس ثقة الشعب التى لا حدود لها فى قواته المسلحة، وهى أهل لها، إلا أنه بصراحة ظاهره فيه الرحمة.. وباطنه من قبله العذاب؛ لأن للجيش مهمة أكبر وأعظم من مجرد حماية ماتش كورة؛ أو توزيع دباباته على أضرحة أولياء الله الصالحين مع إبلاغ غرفة العمليات أولاً بأول بأية عمليات مشبوهة تدور حول الأضرحة كتوزيع النفحات.. وتحركات المتسولين، وأرغفة العيش واللحمة والفول النابت التى توزع على زوار تلك الأضرحة..!! إن للجيش مهام محدودة.. وحتى إن كان قد نزل إلى الشارع فى لحظة مهمة فى تاريخ الأمة لحماية ثورة يناير.. وحماية البلاد والعباد.. إلا أن هذه مهمة استثنائية ستستمر لفترة محددة ثم يعود الجيش إلى ثكناته مشكوراً متابعاً مسئوليته الوطنية الأساسية التى لم يتخل عنها فى أى وقت من الأوقات.. وهى حماية تراب هذا الوطن.. وأرجو أن يفهم ويتفهم الجميع أن إغراق الجيش فى تفاصيل حياتنا اليومية ليس فى مصلحة الجيش ولا الوطن.. لأنه بذلك يتم إلهاء الجيش عن مهامه الوطنية المقدسة.. فهناك قضايا قد تحسمها عصا غفير نظامى لكن لا يمكن للدبابة بجلالة قدرها أن تحسمها..! أرجوكم.. لا تضغطوا على الجيش بمشاكلكم اليومية التى تحتاج لحلول أبسط بكثير من تحريك الدبابات لحلها، حتى لا نصل إلى يوم نطالب فيه الجيش بأن تقوم دباباته ومدرعاته بتوزيع أنابيب البوتاجاز على المنازل، أو تنظيم طوابير العيش أو النزول للأسواق لإجبار الباعة على بيع الطماطم المجنونة بأقل من أسعارها الحالية..! |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الثلاثاء 12 أبريل 2011, 11:49 pm | |
|
((الريشة)) التى على رأس العادلى.. ! | | | | |
واضح إن على رأس حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق.. ريشة..! فكل وزراء حكومة ليمان طرة اتصوروا رايح جاى مثنى وثلاث ورباع فى حين لم يظهر العادلى فى صورة واحدة لا أثناء القبض عليه ولا بعد القبض عليه ولا أثناء سجنه، ولا حتى وهو فى طريقه لدخول قاعة المحكمة، لأن تصوير المتهم داخل القاعة أصبح محظوراً بحكم القانون.. فهناك إصرار من جانب «جهة ما» فى وزارة الداخلية، حابس حابس ربنا يجعل كلامنا «خفيف» عليهم، على ألا يظهر وزيرهم الأسبق ببدلة السجن.. فهم مازالوا يعاملونه على أنه معالى الباشا الوزير حتى وهو داخل القفص..! وحتى لا يفهم أى أحد خطأ أننى أصفى حساباتى مع العادلى، بعد أن أصبح لا حول له ولا قوة، أؤكد أننى لم أكن أبداً على خلاف مع أى واحد فى وزارة الداخلية لا وزير.. ولا حتى غفير.. وحتى جهاز أمن الدولة المرعب مش ماسك علىَّ غلطة.. فأنا على يقين من أنه احتار فى امرى.. فحياتى اليومية «مملة».. ورتيبة ومكررة لا يمكن أن تمسك عليها أى غلطة.. لأننى ببساطة أنام من المغربية.. وإذا كان الناس يبدأون سهراتهم فى الساعة العاشرة.. فأنا فى العاشرة عادة ما أدخل فى الحلم الرابع..!! كما أننى، لست «صاحب كوباية».. إلا إذا اعتبروا أن كوباية الشاى أم نعناع بتاعة ساعة المغربية رجساً من عمل الشيطان.. كما أننى والحمد لله ليست لى أية علاقات نسائية من أى نوع.. والنساء الوحيدات فى حياتى هن أمى الحاجة، الله يرحمها، وأختاى وبنتاى وزوجتى، أمد الله فى أعمارهن.. أى أننى فى منتهى الاستقامة.. من البيت للكباريه.. ومن الكباريه للبيت..!! يعنى بالمختصر المفيد ليس بينى وبين العادلى وجهاز أمنه الرهيب أية خصومة.. لكننى فقط أنقل، صورة طبق الأصل، من تساؤلات الناس فى الشارع بل وحتى زملائى من العاملين فى بلاط صاحبة الجلالة..! فبعض الناس البسطاء مازالوا يعتقدون أن معالى الباشا الوزير حر طليق.. وأنه لم يظهر وهو فى طريقه إلى السجن؛ لأنه ببساطة لم يدخله أصلاً.. وهى شائعات تزيد الموقف غموضاً حول العادلى اللى على راسه ريشة.. وأخشى أن تنتهى الحكاية بأن تخلع الأخت زكية زكريا الباروكة من على راسها الأصلع لتقول لنا: هـ يـ يـ يـ ـه.. بخ.. احنا الكاميرا الخفية.. احنا صورنا خلاص.. لوعايزنا نذيع قول ذيع..!! |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 12:06 am | |
|
اللعب بالثورات | | | | |
هناك إحساس عام بوجود محاولات واضحة للالتفاف على الثوات العربية.. بدءا من المحيط الأطلسى.. ومرورا بليبيا ومصر وسوريا واليمن، وانتهاء بالبحرين. فبعد الانجازات العظمى التى حققها الشباب وأعادت إلينا الروح.. بعد طول موات وبعد أن كادت أمتنا تندثر ولايكاد يكون لها ذكر أو ثقل بين الأمم. انطلقت الثورات.. واحدة تلو الأخرى.. من تونس الخضراء.. ثم مصر الكنانة.. الخ المسيرة التى لا ندرى أين وكيف ومتى تنتهى؟ ثم بدأ اللعب المستتر أحيانا.. والمكشوف تارة أخرى.. هذه الألاعيب تنوعت بين السياسة والاقتصاد والاعلام.. والثورة المسلحة أيضا. وعندما نطبق هذه المعايير على النموذج الليبى؛ نلاحظ حجم المؤامرة التى حيكت ضد هذا الشعب الثائر الصابر على مدى عقود.. تحت سطوة العقيد، فقد تباطأ المجتمع الدولى والغربى خاصة.. عمدا وخبثا وميكيافيلية فهم لايدافعون عن مبادئ أو قيم كما يدّعون؛ بل عن مصالح وعلاقات ونزوات.. حتى مع الشيطان! خلال الأزمة الليبية سقطت كثير من الأستار وانكشفت الأسرار.. أسرار علاقات العقيد مع الدول الغربية الكبرى، بدءا من إيطاليا الجار الأقرب وحيث الصديق الحميم بيرلسكونى ومرورا برئيس فرنسا ساركوزى الذى فضحه سيف الإسلام - كما فضح نفسه فى ذات الوقت - وأعلن عن تقديم 50 مليون دولار دعما للرئيس الفرنسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. الابن المدلل للعقيد القذافى كان يريد استخدام هذه الوثائق كورقة ضغط ضد الخصم الفرنسى اللدود الذى بادر بالاعتراف بالمجلس الوطنى الليبى.. ولكنه لم يكن يدرى أنه يلف ذات الحبل حول رقبته ورقبة والده.. فكلاهما استغل ثروات الشعب الليبى أسوأ استغلال.. كما أنهما استخدما كل وسائل القتل والتدمير ضده. خلال الأزمة الليبية بدأت تتباين المواقف حتى داخل المجتمع الغربى ذاته، فألمانيا ترفض الحل العسكرى وفرنسا تدعمه وتقوده والولايات المتحدة ترفض التدخل البرى ولاتريد أن تتورط فى حرب ثالثة وهى مازالت موحولة فى اثنتين.. عسكريا واقتصاديا وسياسيا. أيضا فإن الصين كانت أقرب إلى الموقف الألمانى الرافض للحل العسكرى وبدت روسيا على أقصى الطرف الدولى الرافض للحملة العسكرية الغربية برمتها.. واعتبرتها انتهاكاً لقرار مجلس الأمن. هذه التنويعة الواسعة فى المواقف والقرارات والسياسات ازاء الأزمة الليبية تكشف حجم العلاقات الخفية التى طورها العقيد القذافى مع دول العالم المختلفة.. خاصة فى أفريقيا التى هجرناها وقدمناها له لقمة سائغة على طبق من ذهب. فأفريقيا السوداء - وبعض البيضاء! - هى أكبر من قدم الدعم للعقيد خاصة من المرتزقة الذين ساهموا بدور حاسم فى استمرار نظام العقيد حتى الآن.. إضافة إلى علاقاته القوية مع بعض القادة السود وقادة القبائل الأفريقية الممتدة عبر الصحراء الكبرى.. وهى رافد آخر لايعلم الكثيرون مدى تأثيره على الصراع الدائر فى ليبيا. وللأسف الشديد فإن الدور المصرى من الأزمة الليبية لم يتحرك بالسرعة والقوة والجرأة الكافية التى تتوازى وأهمية المجال الحيوى للأمن القومى المصرى، فإذا كان التهديد التقليدى لنا يأتى من الشرق، فإن استمرار نظام العقيد الليبى سوف يجعله أكثر خطرا على جيرانه، خاصة مصر. صحيح أننا لا نريد أن نتدخل أو ننغمس فى حرب نعلم جيداً خطورتها وتداعياتها.. ولكن هذا لايمنعنا من المشاركة فى صياغة حاضره ومستقبله. لذا كان غياب مصر عن مؤتمر لندن لمعالجة الأزمة الليبية خطأ غير مقبول. كان يجب أن نشارك ونعارض ما نشاء.. ونؤيد مانراه يخدم مصالحنا ونساهم فى تأمين حدود هى الأقرب إلينا.. بدلا من أن تصبح هى الأخطر علينا. *** اللعب بالثورات كانت محطته الأبرز البحرين حيث تم وأد الثورة فى مهدها.. أو على الأقل كبتها إلى حين توافر ظروف مواتية. فالغرب التزم الصمت.. ومنه من انتقد على استحياء ولكن الاعلام والسياسة والقوة العسكرية الخليجية كلها شاركت فى التعتيم على لآلئ المنامة! والأغرب من ذلك أن حزب الله الذى ندد بما جرى فى البحرين.. تجاهل تورط سوريا واعتبرها مؤامرة، إذًا هى مؤامرة فى سوريا.. وثورة فى البحرين!! قمة الازدواجية والشيزوفرينيا. التناول الاعلامى لعب دورا مهماً فى اطار التآمر على الثورات العربية، فقد تنوعت التغطيات حسب المواقف السياسية للدول التى تنتمى إليها تلك الوسائل بدءا من الجزيرة ثم العربية ومرورا بالشبكات العالمية CNN - FOX - SKY فلم تحظ ثورة باهتمام الجزيرة مثل ثورة مصر حتى أنها خصصت قناة (مصر مباشر) وهو لم يتحقق وقد لايتحقق لأية ثورة أخرى! أيضا تنوعت التغطيات وأساليب التناول الاعلامى من دولة لأخرى.. ومن قناة لأخرى.. حسب العلاقات السياسية والضغوط الخفية والمساومات بمختلف أنواعها. فقد سمعنا محللا كبيرا مقيما فى إحدى القنوات العربية وهو مفكر ومفجر وفيلسوف يتناقض مع نفسه ومع أفكاره.. من ثورة إلى أخرى. فهذه ثورة للاصلاح، وتلك ثورة للتغيير، وثالثه بين بين.. حسب الهوى والهدف!! كأنهم يريدون ثورات تفصيل حسب مقاس الحكام والإعلام والقوى الخفية التى تديرها من وراء الكواليس. والمشهد المصرى لم يخل من اللعب والتلاعب والمؤامرات.. وآخرها ما شهدناه فى استاد القاهرة من جريمة منظمة بكل معنى الكلمة.. لا علاقة لها بالرياضة.. ولا بالزمالك وجمهوره العظيم الذى ساند ناديه فى أحلك السنوات وضرب به الجميع المثل فى الوفاء والاخلاص.. ولكن الفلول الإعلامية والرياضية للنظام السابق حمَّلت الزمالك مباشرة ودون دليل مسئولية ما جرى.. وكأن المسألة تصفية حسابات مع أشخاص بعينهم أو مع الزمالك تحديدا.. وإذا كانت هناك مؤامرة نفذها البلطجية فى استاد القاهرة، فإن هناك مؤامرة أخرى نفذها فلول اعلام الحزب الوطنى على الفضائيات الرياضية.. وهى مؤامرة اشد خطورة مما حدث فى الاستاد لأنها تفسد العقول والقلوب وتملأها حقدا وغضبا ليس ضد الرياضة أو بعض الاندية واللاعبين ولكن ضد الثورة والثوار وهذا هو الهدف الأخطر. إنهم يريدون أن يقولوا لنا بطريقة غير مباشرة هذه هى نتائج الثورة هذه هى الفوضى والخراب والدمار. وبعيدا عن المؤامرة الكروية ذات الأبعاد السياسية والأمنية فإن هناك ملامح لمؤامرات أخرى منها تهميش الشباب فى مؤتمر الحوار الوطنى الذى بدأ فاشلا نتيجة التخبط وسوء الإدارة وعدم التخطيط وذات الشئ حدث مع مؤتمر الحوار الوطنى حول ملف مياه النيل بما يحمله من مخاطر هائلة على مستقبل مصر والسودان والأمة العربية معا. الخلاصة إذاً أن هناك مؤامرات واضحة للعب والتلاعب بالثورات العربية؛ تشارك فيها دول وقوى اقليمية عربية وغير عربية بهدف إجهادها ثم إجهاضها لذا فإن الثوار والشعب الذى التف حولهم وثار معهم.. وكذلك الجيش الذى ساهم فى حماية الثورة.. كل هؤلاء مطالبون بإدراك أبعاد هذه المؤامرات وخطورتها على مصر الدولة.. قبل أى شء آخر. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 12:18 am | |
|
المرحلة الانتقالية.. الاستحقاقات والمخاوف | | | | |
دون تقليل أو انتقاص من أهمية ما تحقق خلال أول شهرين من المرحلة الانتقالية التى يدير فيها الجيش شئون البلاد، فإن ثمة مطالب مهمة للثورة لم تتحقق بعد، حيث بدت المرحلة فى مجملها وحتى الآن غير واضحة المعالم.. وفيها الكثير من الالتباس غير قليل من الارتباك، إذ لاتزال بعض القضايا معلّقة دون حسم، وإذ لاتزال بعض الملفات الساخنة مغلقة دون مبرر، بينما تتزايد المخاوف من ثورة مضادة تؤكدها ممارسات وشواهد كثيرة للالتفاف على ثورة 25 يناير وإجهاضها. ومع كل التقدير وكثير من كلمات وعبارات الشكر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى يرضى اللواء ممدوح شاهين ولا يغضب من أى انتقاد للأداء السياسى للمجلس باعتبار أن ذلك أحد أهم مظاهر الديمقراطية التى قامت من أجلها الثورة، ثم باعتبار أن انتقاد الإدارة السياسية لشئون البلاد فى هذه المرحلة لا يمس من قريب أو بعيد المؤسسة العسكرية وجيش مصر الوطنى الذى هو جيش الشعب المنحاز دائما لإرادته. ومع الإقرار بثقل المهام وجسامة الأعباء التى تحمّلها ويتحمّلها المجلس الأعلى برئاسة المشير حسين طنطاوى منذ توليه السلطة مساء الحادى عشر من شهر فبراير الماضى وفى ظروف بالغة الدقة والصعوبة.. بل بالغة الحساسية للجيش وقياداته.. مع الإقرار بذلك كله ومع الإقرار بتعجّل الجيش لانجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية فى أسرع وقت ممكن. إلا أن هناك ما يقترب من الإجماع الشعبى فى مصر على وجود تباطؤ فى كثير من القضايا والمطالب الثورية وفى مقدمتها وضع الرئيس المخلوع وأسرته، وكذلك كبار أركان نظامه وحزبه، وهو وضع لا يزال ملتبسا بقدر كبير. لقد قامت ثورة الشعب المصرى لإسقاط النظام السابق ورئيسه، ولقد كانت ولا تزال أول مطالب الثورة والشعب ضرورة محاكمة الرئيس المخلوع وأسرته وكبار أركان ذلك النظام سواء بتهمة الفساد المالى وتضخم الثروات الحرام أو بتهمة الفساد والإفساد السياسى والإضرار بالوطن والمواطنين، غير أن ثمة مخاوف وفقا لكثير من الشواهد من أن الذى سقط هو رئيس النظام السابق فقط، بينما النظام أو بعبارة أدق بقايا ذلك النظام لا تزال باقية، الأمر الآخر ووفقا للشواهد أيضا فإنه ليس منطقيا أن تتم محاكمة بعض وزراء النظام السابق بينما لا يبدو فى الأفق أى احتمال لمحاكمة رئيس النظام الذى كان رأس ذلك الفساد كله! *** وإذا كان من الممكن فى تقديرى تبرير ذلك التباطؤ بأنه نتيجة لحالة الارتباك التى واجهت المجلس العسكرى منذ اللحظة الأولى لتوليه إدارة البلاد، وهى مسئولية حكم لم يكن الجيش مستعدا لها، وهى مهام سياسية لم يكن الجيش مهيأ لها أو ساعيا إليها، مع ملاحظة مهمة فى نفس الوقت وهى حساسية الجيش إزاء الرئيس السابق الذى كان قائده الأعلى، وإن كان يحسب له (أى الجيش) انحيازه- وإن تأخر بعض الوقت- إلى الشعب باعتباره مصدر كل السلطات وصاحب السيادة العليا التى تعلو فوق أى سلطة وأى سيادة. ولقد بدا الارتباك واضحا مع الأيام الأولى بعد نجاح الثورة خاصة بشأن حكومة النظام السابق برئاسة أحمد شفيق والتى كان يتعين إقالتها على الفور، ولكن المجلس العسكرى أبقاها مع تجميلها بتغيير بعض وزراء النظام السابق، ثم لم يلبث أن أقالها وأقال رئيسها مستجيبا لمطالب الثورة بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور عصام شرف الذى جاء من قلب الثورة وهو إجراء بدا وقتها متأخرا جدا. وتبدّى الارتباك واضحا أيضا فى قضية الدستور الذى تم تعطيله فى اليوم الأول لتولى المجلس العسكرى السلطة، ثم استفتاء الشعب على تعديل بعض مواد ذلك الدستور المعطّل أصلا، ثم الإعلان الدستورى الأخير والذى كان يتّعين أن تبدأ به المرحلة الانتقالية، ومن ثم فإنه لم يكن هناك أى داع للتعديلات والاستفتاء عليها. *** أما التباطؤ فشواهده كثيرة فى مقدمتها ما يتعلق بأرصدة وثروات الرئيس المخلوع وأسرته ورموز ورجال النظام السابق المودعة فى بنوك الخارج، وحيث لم يكن التحرك لتجميدها تمهيدا لاستردادها قد جرى بالسرعة المطلوبة، والتباطؤ أيضا بشأن التحقيقات والمحاكمات الجارية حاليا مع بعض الوزراء والمسئولين السابقين والتى بدا أنها- ووفقا للوتيرة الحالية- سوف تستمر شهورا طويلة فى الوقت الذى يتوجس فيه الكثيرون من إفلاتهم من القصاص العادل المستحق. فى مقدمة هؤلاء الوزراء يأتى حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق ومعه كبار مساعديه، إذ إن التباطؤ فى محاكمتهم على جرائم قتل المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحى ثم سحب الشرطة وفتح السجون.. يثير قلق ومخاوف المصريين من احتمالات إفلاتهم أيضا من القصاص العادل المستحق وعلى النحو الذى تضيع معه أرواح الشهداء هدرا. *** إلى جانب حالة الفراغ الأمنى واستمرار غيبة الشرطة والتى تمثل هاجسا مقلقا يهدد الاستقرار والأمن الداخلى فإن ثمة هواجس ومخاوف أكثر مدعاة للقلق فى مقدمتها هذا الظهور المفاجئ والمتصاعد بل المريب لتيار السلفيين الذين يتصدرون المشهد السياسى المصرى حاليا وعلى نحو يهدد بإشعال فتنة ليست دينية.. إسلامية- إسلامية فحسب، وإنما أيضا فتنة وطنية بين جموع الشعب المصرى كله. إن هؤلاء السلفيين الذين خرجوا من الجحور بعد نجاح الثورة بشعاراتهم الخرقاء ومعتقداتهم الجامدة المتطرفة التى تتعارض مع صلب العقيدة الإسلامية ومع روح الإسلام ووسطيته وسماحته وصلاحيته لكل زمان ومكان، وكذلك بأجندتهم السياسية الجاهلة ضد الديمقراطية.. هؤلاء بكل ذلك ولكل ذلك يمثلون فى حقيقة الأمر أكبر خطر على الثورة وعلى الاستقرار فى هذه المرحلة الانتقالية ثم على الديمقراطية بعد تسليم السلطة لشرعية مدنية فى وقت لاحق. المخاوف أيضا من السماح لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونا حتى الآن، وحيث لم يصدر حكم قضائى بعودتها لممارسة نشاطها الذى هو فى الأساس نشاط دعوى لا سياسى.. المخاوف من انخراطها فى الحياة السياسية عبر حزب أو عدة أحزاب وعلى النحو الذى يمكنها وسط حالة الخواء الحزبى التى استمرت لأكثر من ثلاثين عاما وباستغلال المشاعر الدينية لدى العامة والبسطاء والفقراء من المصريين وهو الأمر الذى يمكّنها من الاستحواذ على غالبية أو كثير من مقاعد البرلمان القادم، وذلك هو الهاجس المقلق وهو أيضا الخطر الأكبر الذى يهدد الديمقراطية بل مصر كلها. إن ظهور السلفيين المفاجئ وحضور «الإخوان» الطاغى فى المشهد السياسى أمر لا يتفق على الإطلاق مع تأكيد ممثلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى لقائهم برؤساء الصحف القومية الأسبوع الماضى بأنهم لن يسمحوا بظهور «خمينى» آخر فى مصر وأن مصر لن تكون إيران أو غزة. وفى نفس الوقت فإنه غير كاف وغير مطمئن أن يكون تعقيب اللواء مختار الملا عضو المجلس العسكرى فى ذلك اللقاء على اعتداءات السلفيين على الأضرحة ومحاولة هدمها هو ابداء القلق.. مجرد القلق من الإقدام على مثل هذه الأفعال! أما الأكثر مدعاة لعدم الاطمئنان وللقلق أن يستدرك قائلا: إنه لا يمكننا استبعاد أو اجتثاث عناصر النسيج الوطنى سواء كانوا وهابيين أو سلفيين أو إخوان، فجميعهم نسيج المجتمع المصرى لهم ما لنا وعليهم ما علينا. وبصرف النظر عن أنه كان على اللواء مختار أن يضيف عبارة واحدة وهى «فى إطار القانون» فإنه يبقى أن ما قاله بشأن عدم استبعاد السلفيين والوهابيين والإخوان يتعارض تماما مع تأكيده خلال اللقاء على أن القوات المسلحة لن تسمح لتيارات متطرفة بالسيطرة على مصر، فمن يكون المتطرفون إذا لم يكونوا الإخوان والسلفيين والوهابيين؟! *** ومع الإقرار بأنه وحسبما قال اللواء مختار الملا بأن الجيش لم يقم بانقلاب وأنه ليس صحيحا أنه جرت تنحية الرئيس ولكنه تنحى، إلا أنه تبقى ثمة ملاحظة ضرورية على بقية العبارة وهى «أن مبارك بحرسه الجمهورى ورجال أعماله كان سيفجر صراعا رهيبا لو لم يتنح من تلقاء نفسه»! هذه العبارة ومع كل التقدير لحساسية علاقة قيادات الجيش بالرئيس السابق الذى كان قائدهم الأعلى.. تدعو لتساؤل مهم وضرورى وهو ماذا كان سيفعل الجيش وقتها هل كان سيقف متفرجا على الحرس الجمهورى وميليشيات رجال الأعمال وهم يقتلون الشعب؟! من المؤكد أن الإجابة هى لا.. لأن جيش مصر الوطنى هو جيش الشعب، ولذا ما كان ينبغى أن يقال مثل ذلك الكلام. *** فى هذا السياق فإن واقع الأمر وخلال الشهرين الماضيين يؤكد أن ما يجرى فى المرحلة الانتقالية.. لا هى ثورة ولا هى انقلاب. ولذا تبقى المطالبة بإنجاز استحقاقات المرحلة وتلبية كل مطالب الشعب والثورة. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 12:21 am | |
|
وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك | | | | |
لست من أولئك الذين يأخذون مأخذ الجد خرافة عودة الرئيس السابق حسنى مبارك إلى حكم مصر، فهذا أمر أصبح من رابع المستحيلات، سواء بالنسبة للرئيس المخلوع أو ولده الذى سار شوطا بعيدا فى مخطط «التوريث» وتخيل أن عرش مصر أصبح فى متناول يده. لكن إذا كانت عودة مبارك ضربا من ضروب الخيال.. فما هو إذن تفسير تلك الدعوة التى ترددت فى بعض الدوائر وظهرت مؤخرا على صفحات مواقع الاتصال الاجتماعى الإلكترونية. ومنها الفيس بوك وتويتر وخلافه، إلى «مليونية» فى ميدان التحرير (معقل الثورة ) يوم 25 أبريل الحالى بذريعة «الوفاء» للرئيس المخلوع ومطالبته بالعودة لاستئناف فترة رئاسته التى لم تكتمل بسبب إجباره على التنحى والتخلى عن سلطاته المطلقة ونقلها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟! الإجابة عن هذا السؤال لها أكثر من مدخل: أولا: هذه دعوة يائسة من جانب ذيول الرئيس السابق حسنى مبارك الذين وجهت إليهم ثورة 25 يناير لطمة شديدة أفقدتهم توازنهم ولا يزالون غير مصدقين أن دولتهم قد زالت وأن الجاه والسلطان والثراء الأسطورى الذى ظلوا يتمرغون فيه عبر ثلاثة عقود قد انتهى إلى غير رجعة، ومازالت تراودهم أحلام إيقاف عجلة الزمن وإعادة عقارب التاريخ إلى الوراء، شأنهم فى ذلك شأن الظمآن التائه فى صحراء جدباء لا زرع فيها ولا ماء.. الذى تبرق أمامه خيالات بحيرات الماء العذب فيجرى صوبها ثم سرعان ما يكتشف أنه يهرول خلف السراب. ثانيا:رغم سقوط رأس النظام السابق فإن قاعدة هذا النظام مازالت قائمة لم تمس، وهى تضم فلول الحزب الوطنى الذى احتكر السلطة والثروة لأكثر من ثلاثين عاما متصلة، وبقايا أجهزة الأمن التى تحكمت فى البلاد والعباد بعد نجاحها فى تحويل مصر إلى دولة بوليسية تسلطية، والجزء الفاسد من رجال الأعمال الانتهازيين الذين استفادوا من عدم وجود آليات وضوابط تمنع تعارض المصالح وزواج السلطة والثروة. ثالثا: هذه القاعدة الاجتماعية والسياسية لنظام الحكم السابق تحاول الاستفادة من البطء والتردد اللذين يميزان سياسات تعقب تحالف الاستبداد والفساد، حيث مازال أقطاب نظام حسنى مبارك مطلقى السراح، ويتحركون بحرية دون حسيب أو رقيب، ومازال العمود الفقرى لهذا النظام قائما وفى الحفظ والصون، ابتداء من المحافظين ورؤساء الجامعات والشركات والمؤسسات الذين وصل معظمهم إلى مناصبهم ليس بناء على معايير الكفاءة وإنما بناء على معايير الولاء لابن الرئيس السابق وأمانة السياسات إياها. كل هؤلاء مازالوا فى مواقع صنع القرار على مستويات مختلفة، ومن حقنا أن نفترض أن بعضهم يعمل بصورة أو أخرى على تشويه مسيرة التغيير المنشود. رابعا: إذا كان الثالوث المشار إليه فى السطور السابقة يمثل الأساس الموضوعى- الاقتصادى والاجتماعى والسياسى- للثورة المضادة فإنه يتغذى يوميا على بطء وتردد السياسات المتبعة بعد الإطاحة بالرئيس السابق، وما يترافق مع هذه السياسات من مصاعب يعانى منها ملايين المصريين الذين ساندوا الثورة وأيدوا مطالبها ثم وجدوا أنفسهم يعانون أكثر وأكثر نتيجة غياب الأمن والأمان وتوقف عجلة الإنتاج و(وقف الحال) فى كثير من مرافق الحياة مع إخفاق حكومة (الإنقاذ) الوطنى فى تقديم خريطة طريق واضحة المعالم لكيفية الخروج من عنق الزجاجة. ويكفى أن نتذكر- على سبيل المثال فقط- أن أربعين مصريا يلقون مصرعهم يوميا الآن على أيدى البلطجية وقطاع الطرق فى ظل هذا الانفلات الأمنى الذى لا تبدو له نهاية. خامسا: قبل المداخل الأربعة السابقة وبعدها يبقى العامل الأهم المسئول عن ظهور مثل هذه الخرافات التى تتحدث عن عودة مبارك، وهو ذلك الغموض الذى يحيط بوضع الرئيس السابق وأسرته، فهل هو يعيش فى شرم الشيخ أم يغادرها كما تزعم الشائعات؟ وكيف يعيش ومن أين ينفق؟ وبمن يتصل؟ وهل هؤلاء الذين يتصل بهم من داخل مصر أم من خارجها؟ وإذا كانوا من الخارج فمن أى دول؟ وعلى أى مستوى؟ وهل تجرى هذه الاتصالات بعلم حكومة الدكتور عصام شرف والمجلس الأعلى للقوات المسلحة أو من وراء ظهورهم؟ وإذا كانوا من الداخل فهل هم من داخل دوائر الحكم أم من خارجها؟ وهل لهذه الاتصالات طبيعة سياسية أو أنها مجرد ثرثرة اجتماعية؟ ويبقى السؤال الأهم: لماذا لا تتم محاكمة الرئيس السابق وولده رغم أن كل التحقيقات فى الجرائم التى لا أول ولها آخر تنتهى خيوطها عند مسئولية الرئيس السابق بحكم سلطاته المطلقة التى تكاد أن تكون سلطات (إلهية)، ومع ذلك فإن الرئيس السابق، وولده مازالا بعيدين عن المساءلة. والأخطر من ذلك تصريح النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود الذى يقول فيه إن مبارك ليس مطلوبا للتحقيق فى أى قضية وأن ملفاته تخص إدارة الكسب غير المشروع فقط. وهذا أمر غريب لأن الشعب المصرى لم يفجر ثورة 25 يناير بسبب تشككه فى الذمة المالية للرئيس السابق فقط، وإنما أولا وقبل كل شىء لرفض سياساته الاستبدادية وما ترافق معها من أخطاء وخطايا أدت إلى افقار المصريين حتى بات أكثر من نصفهم يعيشون تحت خط الفقر، بينما أدت نفس السياسات إلى نهب موارد وثروات البلاد لصالح حفنة من أقطاب (رأسمالية المحاسيب) وما توازى مع ذلك من تدهور التعليم ووصمة الأمية وكارثة العلاج ونزيف دماء المصريين يوميا على الطرقات وحوادث السير، فضلا عن تسخير كل أجهزة الدولة لصالح مخطط التوريث ودعم تحالف الفساد والاستبداد بكل ما ينجم عن ذلك من تراجع خطير فى مكانة مصر الإقليمية والدولية. الرئيس السابق تمت فى عصره أسوأ عمليات تزوير للانتخابات وتزييف لإرادة الأمة، وأكبر عمليات لإفساد الحياة السياسية أدت إلى أكبر عمليات للفساد الاقتصادى والإدارى والإعلامى، ومع ذلك لا يجد المسئولون عن العدالة شيئا يستحق مساءلة مبارك سوى ذمته المالية والكسب غير المشروع؟ هذا الغموض فى ملف كيفية التعامل مع مبارك وولده، هو الذى يغذى شائعات وخرافات من قبيل خرافة «مناشدة» مبارك للعودة والجلوس على عرش مصر من جديد. وهذه كلها أضغاث أحلام مريضة.. ومع ذلك فإن مجرد اللت والعجن فيها ولو حتى من باب النميمة والثرثرة يجب أن يكون جرس إنذار لحكومة الدكتور عصام شرف: كفى ترددا.. كفى بطئا.. وكفى تسامحا غير مبرر مع من قتلوا المئات من شهداء ثورة 25 يناير وأصدروا الأوامر بإطلاق الرصاص الحى على الآلاف المؤلفة من الثوار.. بعد أن أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية طيلة ثلاثين عاما. فهذه هى نتيجة التردد والافتقار إلى الحسم: انتقال فلول النظام السابق من الدفاع إلى الهجوم وبدلامن أن يعتذروا أطراف الليل وآناء النهار للشعب المصرى على جرائمهم.. ها هم أولاء يتبجحون ويكادون يطلبون من الشعب الاعتذار عن الثورة والإطاحة برأس النظام السابق.. ولا نهاية للدرس. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 12:44 am | |
|
كيف تواجه مصر أطماع إسرائيل فى النيل؟ | | | | |
لا يزال ملف مياه النيل يواجهه العديد من التحديات خصوصا فى ظل سعى عدد من دول الحوض إلى تهميش دور مصر طمعا فى تقليص حصتها، وقد دفع إقامة أثيوبيا عددًا من السدود على مجرى النيل إلى تحرك مصرى كبير للحفاظ على حصتها التاريخية من الأطماع التى تتزايد يوما بعد يوم، بالإضافة إلى الدور المشبوه لإسرائيل فى هذه الأزمة ومحاولتها الدائمة لإشعالها عن طريق الوقيعة بين مصر ودول الحوض. أكتوبر تكشف تفاصيل جديدة فى هذا الملف الشائك. وحول هذه الأزمة الشائكة والمعقدة يقول د.حسين العطفى وزير الموارد المائية والرى إن ملف مياه النيل من أخطر الملفات فى مصر لأنه يرتبط بالأمن القومى المصرى وهو ملف مازال مفتوحا والمفاوضات مازالت معلقة. وقال: إن مصر والسودان لم توقعا على الاتفاقية الإطارية وكذلك الكونغو وما سمعناه من وزير خارجية تنزانيا أثناء زيارته إلى مصر حول رغبة بلاده فى مراجعة الاتفاقية الإطارية وبذل الجهود التنزانية لكى تأتى الاتفاقية الموقعة العام الماضى فى عنتيبى من 6 دول ملبية بدقة لجميع الاحتياجات مع وضع أولوية لمصر وفيما يتعلق بالسدود الأثيوبية أوضح العطفى أنه لابد عند الحديث عن هذه السدود أن نعود لمبادرة حوض النيل التى انطلقت عام 1999 وتنص على أن مسار المشروعات المقترحة لاستغلال طاقات النهر على أساس تبادل المنفعة بدون أضرار كما أن المشروعات التى ينفذها المجلس الاستشارى المصرى الهولندى تتفق مع خطط الوزارة بشان رفع كفاءة استخدام الموارد المائية بالمشاركة بين مستخدمى المياه والإدارة المتكاملة للموارد المائية، بالإضافة إلى وضع السياسات واتخاذ القرارات ودعم القدرات والتطوير المؤسس للهيئات والقطاعات بالوزارة. ويشدد وزير الموارد المائية على أهمية المضى قدما فى تنفيذ كافة المشروعات التى تخدم قضايا المياه وتحقق سياسة الوزارة الحالية المستقبلية بهدف تلبية متطلبات القطاعات المعنية بالدولة ووجه بضرورة الارتقاء بمستوى الأداء لكافة الكوادر والمرحلة القادمة سوف تكون هناك مشروعات متعددة بدول الحوض. وأشار الوزير إلى أن هناك حزمة مشروعات ممولة من الجانب الألمانى بقيمة 362.9 مليون يورو منها 347 مليونًا و407 آلاف قروضا و15 مليونا و557 ألفا منح والتى كان لها أكبر الأثر فى إنجاز العديد من المشروعات المائية المهمة وفى مقدمتها مشروع الإدارة المتكاملة وتطوير الرى فى مساحة 500 ألف فدان وإنشاء قناطر نجح حمادى الجديدة ومحطتها الكهرومائية وتمويل الصندوق لمشروع إنشاء قناطرأسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية فضلا عن مشروع تطوير الرى بمحافظتى البحيرة وكفر الشيخ بمرحلتيه الأولى والثانية والبرنامج القومى للصرف وشروعات إحلال وتجديد محطات الرى والصرف والطلمبات ودعم الوحدة المركزية للإصلاح المؤسسى ودعم منظومة التدريب بالوزارة. من جهته يحذر د. محمد أسامة محمد خبير الموارد المائية والرى من أن مياه النيل فى خطر، حيث إن نصيب المواطن المصرى تقلص إلى 750 مترا مكعبا فى السنة بعد أن كان 1000 متر مكعب عام 1993 وهو الحد الفاصل لحدود الفقر المائى والجميع يعلم أن مصر تعتمد على مياه النيل بنسبة تتجاوز 95% فى تدبير الاحتياجات المائية إلا أن دول حوض النيل تعانى أيضاً من مشاكل الجفاف وفقد الأرض الزراعية وتدهور كفاءتها لأن مشاكل الجفاف الناتج عن الأحوال المناخية والطبيعية يعمقها ويزيد من حدتها وزيادة الضغط البشرى على الأراضى الزراعية والرعى الجائر وتجريف التربة وقطع الغابات والمعالجة ونقص الأمطار لمواجهة الجفاف تذهب حكومات أغلب دول حوض النيل إلى البحث عن موارد مائية سطحية فالمناطق الجافة التى تصل إلى 37% من الأراضى الصالحة للزراعة بالدول الأفريقية لا يهطل عليها المطر إلا فى حدود تتراوح بين 25 مم إلى 500 مم بالسنة وهو معدل غير كاف للعمليات الزراعية وأشار إلى أن المعرفة لواقع الحصة المائية لأفراد ومواطنى بعض دول الحوض يتيح لنا معرفة أسباب التنافس ومدى الاحتياج الحالى والمستقبلى لقطرة من ماء النيل حيث إن دول مثل أثيوبيا وتنزانيا وأوغندا تظل حتى عام 2025 بعيدة عن الفقر المائى وبالتالى فإن اتجاهات المشروعات المستقبلية لها للمورد المائى تتجه نحو مشروعات توليد الطاقة وضبط النهر وليس مشروعات التخزين لصالح أهداف محلية وخاصة لو أخذنا فى الاعتبار معدلات هطول الأمطار على تلك الدول وخاصة أن أثيوبيا تلقب بـ نافورة المياه الأفريقية حيث تهطل الأمطار بمعدل لا يقل عن 1000 متر مكعب فى السنة بأغلب المناطق وفى تنزانيا يبلغ المعدل 750 مترا مكعبا فى السنة على 21% من أراضيها ويصل إلى 1000 متر مكعب فى السنة على حوالى 3% منها بينما تهطل الأمطار على المرتفعات الغربية والمناطق الشرقية ومناطق شمال الوسط بمعدل تتراوح من 1250 متر مكعب بالنسبة إلى 2000 متر مكعب فى السنة وهى مناطق تمد بحيرة فيكتوريا بالمياه إلا أننا يجب أن نلاحظ أن أثيوبيا لديها مشروعات لاستصلاح جزء من الأراضى الشرقية بها وأن هناك من الدول من يشجعها على حجز بعض من مياه بحيرة «تانا» وبعض من مياه النيل الأزرق لصالح تلك المشروعات كما أن كلا من تنزانيا وأوغندا ستقفان تحت حد خط الاستقرار المائى فى الفترة بين العامين 2025 و2051 وأن الدولتين لديهما الرؤية المستقبلية لمتطلباتهما المائية لمواجهة تلك الفترة والأرقام تشير إلى تواجد قحط مائى لدى السودان وكينيا ونقص لدى مصر فى الفترة بين عام 2000 وعام 2025 حيث حصة كل منها هى 442، 434، 736 فى عام 2025 على التوالى وبالتحليل للوضع المائى فإننا نستطيع أن نفهم الموقف الكينى التنافسى مع مصر فهو محاولة لتعديل الوضع المائى والحصول على أكبر كمية من ماء النهر ولو على حساب حصة مصر. ويؤكد د. محمد أسامة محمد أن النشاط الإسرائيلى بأفريقيا قد توسع وازداد كثافة بعد عام 1980 وأنها لم تكتف بالعلاقات السياسية والاقتصادية بل أصبح لها نشاط ثقافى وعسكرى ببعض دول الحوض لها من الإيراد المائى المصرى مثل أثيوبيا وكينيا والكونغو ولنا أن نلاحظ موقف كينيا من الحقوق المصرية فى ضوء تلك العلاقات وكذلك الموقف الأثيوبى فى ضوء التواجد الإسرائيلى الملاحظ بالدولتين وبعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل طرحت إسرائيل عدة مشروعات تهدف إلى حل أزمتها المائية مثل مشروع اليشع كالى ومشروع شاؤول أزرف بمد وإيصال ماء النيل لصحراء النقب وقد استند الرفض المصرى للمشروعات الإسرائيلية إلى أن حصة مصر غير كافية لها ومن غير الممكن إيصالها للغير كما أن الأعراف الدولية الحالية لا تسمح بنقل الماء إلى غير حوض النهر كما أن إسرائيل تتميز بوضع مائى أفضل من بعض دول الحوض وأن فكرة تسعير الماء هى فكرة لا تلاقى قبولا من الناحية الفنية والاجتماعية وكان قيام إسرائيل بتكثيف نشاطها بدول الحوض ونجاحها فى ذلك مع التغيرات الحادثة بالنظام الدول والعلاقات المصرية المائية مع دول الحوض وتراجع ورقة الضغط الأفريقى كورقة بيد مصر والعرب حيث لم تعد العلاقات مع إسرائيل ترتبط بالصراع العربى الإسرائيلى بل أصبحت مصالح دول الحوض هى الأساس فى قراراتها وأن التعاون لتحقيق المصالح وإيجاد قواسم مشتركة هو المدخل المناسب لاستمرار التواجد والحفاظ على جودة العلاقات مع دول الحوض وخصوصا مع دخول إسرائيل تلك الدول كطرف يملك الرغبة والأدوات فى التعاون والمساعدة وتغيير قواعد النظام الدولى وتميز إسرائيل كوكيل للولايات المتحدة بالمنطقة يفرض على مصر تحديات وصعوبات تصب فى اتباع سياسات متعددة الجوانب تأخذ فى الاعتبار المصالح المصرية دول الحوض. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 12:46 am | |
|
المغازلة المصرية الإيرانية وحدها لا تكفى | | | | |
بين فترة وأخرى نشهد غزلا إيرانيا للرغبة فى إقامة علاقات طيبة مع مصر.. ويقف القول مكانه دون فعل، بل يأتى هذا الغزل فى أجواء غير مناسبة إقليميا أبرزها تأزم العلاقات بين الدول الخليجية وإيران وتدخلها فى الشأن الداخلى للدول العربية وهو ما تراه الدبلوماسية المصرية بمثابة حائط برلين فى عودة العلاقات المصرية الإيرانية لطبيعتها. أعلن وزير الخارجية نبيل العربى فى أول اجتماع رسمى له بالجامعة العربية خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب اهتمام مصر بعلاقات متميزة بكل الدول العربية ثم استكمل الوزير حديثه عن علاقات مصر الخارجية، حيث أكد أن مصر تفتح صفحة جديدة مع كافة دول العالم بما فيها إيران وأن الشعبين المصرى والإيرانى جديران بأن يكون بينهما علاقات تعكس تاريخهما وحضارتهما بشرط أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية على أثر هذا التصريح حمل مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية فى القاهرة «مجتبى أمانى» رسالة إلى الوزير نبيل العربى من نظيره «على أكبر صالحى» يعرب فيها عن رغبته فى زيارة مصر كما وجه الدعوة للعربى لزيارة إيران.. ويأتى تصريح الوزير نبيل العربى انطلاقا من سياسات مصر الثورة التى ترى أهمية ترسيخ مبدأ إقامة علاقات طبيعية مع جميع دول العالم وكان رد الفعل الإيرانى صدور بيانات طيبة تجاه مصر.. لكن إقامة العلاقات لا تنطلق من بيانات الغزل إنما من خلال حوار لحل المشاكل التى أدخلت فيها المنطقة مؤخراً خاصة تدخلها فى البحرين وإثارة ملف السُنّة والشيعة فى الخليج، وإثارة الاضطرابات الهدّامة ضد الأمن القومى العربى بشكل عام ودول الخليج خاصة وهو ما تراه القاهرة عائقا كبيرا لعودة العلاقات إلى طبيعتها ومن المفترض أن تسبق هذه الخطوة حوارا إيجابيا يظهر تفهما إيرانيا حيال حل المشاكل العالقة ولا تعتبر ذلك شرطا كما ذكر الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، الذى طالب بأبعاد الشروط وكأنه يصادر الحوار الذى قد يسهم فى تقريب وجهات النظر بين كل الدول العربية وإيران التى لم تقدم للآن خطوة جادة وصادقة فى بناء مناخ من الثقة وسياسة حُسن الجوار بسبب محاولاتها بث الفرقة بين المواطنين فى دول الخليج وتأجيج الصراع وإرسال جواسيس إلى الدول العربية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وإذا عدنا إلى مواقف الدول العربية خلال القمم التى انعقدت مؤخراً نجدها تضع الحوار مع إيران لحل المشاكل العالقة ثم الانتقال لخطوات أخرى مثل مقترح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى «دول الجوار العربى» وقد تعثر هذا المشروع نظرا لوقوف السياسية الإيرانية فى مكانها تجاه العرب. ومن ثم لن تنفرد مصر بالتعاون مع إيران ضد الأشقاء العرب، خاصة فى أعقاب إدانة دول مجلس التعاون الخليجى فى اجتماعاتها التدخل الإيرانى السافر فى المنطقة.. وتشهد العلاقات بين إيران ودول الخليج توترا شديدا منذ اتهمت البحرين إيران بالوقوف وراء الاحتجاجات التى شهدتها منذ «14» فيراير وقرارها الاستعانة بقوات درع الجزيرة، فيما أصدرت محكمة كويتية أحكامها بالإعدام بحق ثلاثة أشخاص اتهمتهم بأنهم جزء من شبكة تجسس إيرانية على أراضيها.. كل هذه المواقف تدعو إيران لأن تتخذ من الخطوات ما يؤدى إلى علاقات طيبة مع مصر والعالم الإسلامى وليبدأ الحوار مع مصر حول محاور الخلافات التى تعكر صفو العلاقات العربية الإيرانية. وإذا كان الحوار المصرى الإيرانى فى إطار تصحيح الأوضاع وبناء الثقة بين العرب وإيران فهو أمر مرحب به، أما إذا كانت الدعوة الإيرانية مجرد إشاعة الخلافات بين مصر والدول العربية من خلال تقارب إعلامى وبيانات تصدر هنا وهناك فإن العلاقة المصرية الإيرانية سوف تقف فى مكانها خاصة أن وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى قد أوضح بعد تصريحه الأول أن تطبيع العلاقات بين مصر وإيران لم يتخذ بشأنه قرار بعد قائلاً قد يكون فى وقت «ما» إذن فالغزل الدبلوماسى عبر البيانات غير كاف لتصحيح مسار العلاقات العربية الإيرانية. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 12:47 am | |
|
الثورة بين التباطؤ والتواطؤ | | | | |
بادئ ذى بدء أنا لست من الذين يعتنقون نظرية المؤامرة، كما أننى فى نفس الوقت من الذين يؤمنون بأن سوء الظن من حسن الفطن، ولذلك لا أنزه نفسى من ريبة تنتابنى بين الحين والآخر فيما يحدث على الساحة السياسية المصرية.. وقد أكون مخطئا ولكن فى نفس الوقت وبنفس الدرجة أيضا قد أكون صائبا، حيث إن القلق هو تصرف احترازى واجب، بل يصل أحيانا إلى درجة الحتمية، وحين أقول أنا فلا يعنى شخصى المتواضع، إنما ضمير المتكلم هنا يمكن أن يتحول من أنا إلى نحن لتصبح المخاوف قضية شعبية مشروعة، بل واجبة حرصا منا جميعا على إنجاز تاريخى رائع هو ثورتنا المصرية التى تحققت على أرض مصر، ولم نزل نظنها حلما لم تكتمل وقائعه بعد. ورغم أن قواتنا المسلحة بمجلسها الأعلى الذى نثق فيه ثقة مطلقة لإدارة شئون البلاد بما لا يتسرب إليها أدنى شك، حيث كان جيشنا المفدى هو الضمانة الوحيدة التى اعتمد عليها شباب الثورة لنجاح هذا الحدث المذهل، حيث ساندت بكل قواها الانتفاضة الشبابية منذ بدايتها حتى تحولت إلى ثورة شملت كل أطياف الشعب المصرى على اختلاف انتماءاته وعقائده ومستوياته الاجتماعية والثقافية لتكون جميعاً وحدة متماسكة ترجمتها الصحيحة الخالدة والتاريخية «الجيش والشعب يد واحدة». وبهذه اليد الصلبة تحقق أمل الشعب المصرى فى القضاء على النظام الفاسد والذى استشرى فساده بشكل لم يكن يخطر لنا على بال، خاصة بعد ما تكشف من حقائق مفزعة تؤكد ما كان يحاك ضد هذا الشعب الطيب من مؤمرات تستهدف منه لقمة العيش، وكل سبل الحياة الكريمة حيث أهدرت ثرواته تلبية لأطماع جشعة كان من نتاجها ما عاناه شعب مصر من حرمان وفاقة، ووصلت به إلى أقصى درجات الفقر الذى هيمن على مقدرات حياته، وجعله يركن إلى مستقبل مظلم يائس لا يحمل له بصيصا من أمل فى هذه الحياة، حتى وصل إلى درجة الموات رغم نبض القلوب التى فى الصدور. ومع مطلع الخامس والعشرين من يناير بدأ الأمل يستيقظ فى داخلنا من جديد، ولكن للأسف بدأت معه المحاذير من سرقة ثورتنا والقلق الذى سيظل قائما إلى أن تكتمل الثورة، وتترسخ نتائجها ونراها واضحة جلية تظلل حياتنا الواعدة بكل ما نتمناه لأنفسنا من حرية ورخاء يكفلان الحياة الكريمة لكل المصريين. وأظن أن هذه المحاذير وذلك القلق له بواعثه ودواعيه، والتى منها ما نلاحظه أحيانا من تباطؤ يثير حفيظة المواطنين خاصة فى إجراءات ملاحقة رموز الفساد، حيث يتساءل الكثيرون عن مبررات وجود رؤوس هذا الفساد أحرارا طلقاء، بينما نجد أذنابهم خلف القضبان رهن التحقيق. وذكرنا فى مقالات سابقة أن الملاحقة سوف تشملهم تباعا، ولكن الوقت يمر ومعه تزداد الريبة، ويتضاعف القلق، وإن كانت الرسالة الحادية والثلاثون للمجلس العسكرى قد أفصحت بصراحة مطلقة عن مثول الرئيس السابق حسنى مبارك وعائلته، ومعهم الثالوث الأشهر (سرور- الشريف- عزمى) أمام قضاة التحقيقات، ولكن الشعب يريد تجاوزا للوعود إلى مرحلة التنفيذ، حين يزول ما نشعر به من خوف على ثورتنا وحتى يتأكد ما نكنه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة من مشاعر الثقة فى الحفاظ على مكتسبات الثورة، ويأتى رد الأموال المنهوبة للشعب فى مقدمة أولوياتها. وأعتقد جازما أن الجلسة الأولى لما سمى بالحوار الوطنى جاءت نتيجتها تعكس صدمة أصابت الجماهير المصرية بخيبة أمل وقد ظن البعض أن تواطؤاً يحدث خلف الستار حين كان من بين حضور هذه الجلسة رموز من فلول النظام السابق، وبعض من كانت مواقفهم السياسية مناهضة لشباب الثورة فى ميدان التحرير، فضلاً عن سوء إدارتها التى استخفت بعقول هذه الجماهير المترقبة لنتائج تبث الطمأنينة لديهم، وقد أحسن رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف حين أوكل إدارة هذا الحوار إلى الدكتور عبد العزيز حجازى بعد فشل إدارته السابقة، بما يدل دلالة واضحة أن مجلسنا الأعلى للقوات المسلحة هو الأكثر حرصا على أن يثمر هذا الحوار مناخا توافقياً بين كل القوى السياسية وأهل الرأى حتى تصل الثورة إلى بر الأمان محققة كل أهدافها المنشودة. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 1:01 am | |
|
د. أحمد عمر هاشم: أضرحة آل البيت خط أحمر | | | | |
عندما تجلس أمامه وتستمع إلى علمه يتبادر إل ذهنك أنك مع رجل من أهل الجنة، إنه القطب الصوفى د. أحمد عمر هاشم الذى كشف بالأدلة الشرعية جهل أدعياء السلفية، بمقام آل البيت، ومنزلة أولياء الله الصالحين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون. وفى حواره لأكتوبر أكد د.أحمد عمر هاشم أن كثيرا من الناس لايفهمون المراد من أحاديث الرسول i، ونفى أن تكون زيارة الأضرحة نوعًا من الوثنية أو شركا بالله تعالى، لأنها كانت موجودة قبل عهد النبىi، بنص القرآن حينما قال الله تبارك وتعالى فى حق أهل الكهف ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) قضايا كثيرة شائكة، أجاب عنها سماحة الشيخ د.أحمد عمر هاشم فى نص الحوار التالى: * د. أحمد عمر هاشم فى البداية ماذا تقول للذين يقومون بهدم الأضرحة الآن بدعوى أنها نوع من الشرك والوثنية؟ ** هذا بالتأكيد خطأ كبير حيث التبس على بعض البسطاء الذين نماإلى علمهم تحريم الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة وهذا لا غضاضة فيه ولكن المشكلة فى المساجد التى تبنى فوق القبور، وفى هذه الحالة تكون الصلاة محرمة، وهذا الأمر هو الذى قال فيه رسول الله i: «قاتل الله اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» فالنهى الوارد هو اتخاذ القبر نفسه مسجدًا، وهذا بالضبط ماذكرته أم حبيبة،والسيدة أم سلمة، مارأتاه فى الحبشة من جماعة كانوا إذا كان فيهم الرجل صالحًا بنواعلى قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، وأولئك هم شرار الخلق عند الله يوم القيامة، كما أخبرنا بذلك سيدنا رسول اللهi. ويتساءل د. أحمد عمر هاشم هل مساجد آل البيت مثل الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة أو حتى مساجد أولياء الله الصالحين كالسيد البدوى أو إبراهيم الدسوقى أو أحمد الرفاعى توجد فوق القبور، أو حتى مفتوحة على المساجد مباشرة، وهل الناس تصلى فوقها؟ ويتابع قائلا: إن الحافظ السيوطى وهو من كبار أئمة الحديث أفتى بصحة الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة وجاء فى كتب السنة الصحيحة أن السيدة فاطمة بنت الحسن بن على بن أبى طالب بن عم رسول الله iقد نصبت قبة على قبر زوجها الحسن بن الحسن بن على، وقال الإمام ابن حجر العسقلانى فى شرحه على صحيح البخارى ما نصه: «إن المنع مع ذلك حال خشية أن يصنع الناس بالقبر، كما صنع أولئك الذين لعنهم الله، ولعنهم رسول اللهi، وأما إذا أمن ذلك فلا امتناع. ولايفوتنا كما يقول القطب الصوفى د.أحمد عمر هاشم ذكر اصحاب الكهف الذين كانوا فتية آمنوا بربهم فزادهم الله هدى، فعندما أظهر الله الناس عليهم ليعرفوا كرامتهم، قال فريق منهم: «نبنى عليهم بنيانًا ربهم أعلم بهم، ولكن قال فريق آخر كما جاء فى القرآن الكريم: ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ). * ولكن هناك من يؤكد أن بناء القباب والمقصورات شرك صريح بالله فما العمل إذن؟ ** هذا خطأ كبير أيضًا لأنه لاعلاقة أبدًا بين القباب والشرك بالله كما أن بناء هذه القباب كان منذ عهد النبى iفبعد وفاة النبى iدفن أبى بكر وعمر معه، كما أجمع المسلمون منذ القرون الأولى أن بناء القباب أمر لا شرك فيه ولا إثم عليه ويجب أن نتمسك بسنة الرسول iكما قال فى حديثه: «عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى، ومن الخلفاء الراشدين كما تعلم أبوبكر وعمر وعثمان وعلى وبقية الصحابة. * هل توجد خلفية سابقة على هدم الأضرحة؟ ** هذه أول مرة فى تاريخ مصر نسمع فيها عن هدم الأضرحة، أو العدوان على أولياء الله الصالحين، كيف يكون هذا وقد قال الله تعالى فى الحديث القدسى الذى رواه البخارى: (من عادى لى وليًا فقد آذنته بالحرب، فالمصريون لايعرفون إلا حب آل بيت رسول الله iوأولياء الله الصالحين. * وماذا لو أقدم أحد الذين يدعون انتماءهم للسلفية على أذية مقامات آل البيت فى مصر. ** إذا حدث هذا فقل على الدنيا السلام حيث ستشتعل نار الفتنة بين المسلمين، وكما هو معلوم: «الفتنة أشد من القتل». كما أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، كما أنى أدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة المصرية وجموع الشعب المصرى إلى حماية مقامات أولياء الله الصالحين من أصحاب تلك الأفكار الوافدة. * وماهى قراءة د. أحمد عمر هاشم لمايحدث الآن فى المجتمع المصرى. ** أولاً أنا أضع الأمل فى الله، وفى شباب مصر الواعى، وفى جيشنا الباسل الذى يسهر لتأمين هذا الوطن وأوجه رسالة لجميع ابناء الأمة من خلال هذا الحوار أن نضع مصلحة مصر نصب أعيننا، وألاَّ نتراشق بالألفاظ، ونشغل أنفسنا بقضايا فرعية، فى وقت نحن فى أمس الحاجة إلى لم الشمل وجمع الكلمة، وأقول لمن يشعلون الفتن،هل انتهت مشكلات المسلمين قاطبةن ولم يعد أمام هؤلاء إلا وجود الأضرحة. * ولكن الأضرحة التى هدمها مؤخرا فى مدينة قليوب لم تكن قبورا ولكنها كانت مقصورات خشبية، فما العمل؟ ** هناك طرق شرعية، وجهات مسئولة يمكنها معرفة الحقيقة وتنفيذ مايرتضيه الناس، أما أن يتم الاعتداء على مساجد الله ليلا فهذا ما لايقبله مسلم وذلك لأنه حرق المسجد أشد حرمة من بيوت هؤلاء، لأن المساجد لله ويقول د. هاشم هل يقبل أن يعتدى أحد على بيوت هؤلاء ويجب أن يتذكروا جميعا قول الحق تبارك وتعالى: ( ومن أظلم ممن منع مسجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الاخرة عذاب عظيم – 118) البقرة: 114. فالجزاء ليس فى الدنيا فحسب ولكنه ممتد إلى يوم القيامة كما جاء بنص الآية. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 1:04 am | |
|
نكت البابا شنودة | | | | |
يعتقد البعض أن رجل الدين يجب أن يكون متجهماً وصارماً ولا يضحك أبداً حتى الابتسامة يجب أن تكون بحساب، ولكن هذه القاعدة اختفت مع البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فلم يمنعه وجوده على رأس واحدة من أعرق وأقدم الكنائس فى العالم من أن يتمتع بروح مرحة وحس فكاهى قلما يتمتع به معظم رجال الدين فى الشرق والغرب على السواء، بل إنه لا يخجل فى كثير من العظات والاجتماعات الشعبية التى يعقدها من إلقاء نكات تنتزع ابتسامات وضحكات الحاضرين. والبابا نفسه يعترف بحبه للنكت والردود الطريفة ويؤكد أن البعض اعتقد أنه بعد أن اعتلى كرسى مارمرقس وأصبح بطريركاً سوف تختفى روحه المرحة أو حبه لإلقاء النكات، خاصة مع وقار وهيبة الموقع الدينى الذى يحتله ولكن هذا لم يحدث أبداً، ويضيف البابا أنه لم يستطع أن يمنع نفسه من إلقاء النكات حتى ذاع صيته بأنه «صاحب نكتة» ووصل الأمر بتأليف أحدهم كتاب عن نكات البابا شنودة، فى حين سجل آخر شريط كاسيت عن ردود البابا الطريفة على الأسئلة التى تلقى عليه خلال الاجتماعات الأسبوعية التى يعقدها ويحضرها الآلاف من المصريين والأجانب، كما يوجد العشرات من مقاطع الفيديو على اليوتيوب لردود البابا الطريفة ونكاته أثناء اجتماعاته. وأحلى ما فى البابا شنودة كما يؤكد كثير من المقربين له هو ابتسامته التى لا تفارق وجهه أبداً وهو يستطيع بهذه الابتسامة وبروحه المرحة نزع فتيل كثير من المواقف الصعبة المتوترة أو الأسئلة المحرجة التى يوجهها إليه البعض. وطنية البابا ووطنية البابا شنودة وحبه لمصر ليست محل شك فهو الذى قال «مصر وطن يعيش فينا وليست وطن نعيش فيه»، والبابا شنودة هو الذى رفض ذهاب الأقباط للقدس إلا بعد حل القضية الفلسطينية وأعلن وقتها أنه لن يذهب للقدس إلا ويده فى يد شيخ الأزهر، والرجل فى كل مواقفه يضع مصر ومصلحتها أمام عينيه وهو ما يظهر من القصة الطريفة التالية: حضر رجل أعمال أردنى إلى البابا شنودة ليعرض عليه مشروعا ضخما كما وصفه ولكنه يحتاج إلى دعم الكنيسة وكان المشروع يتلخص فى تعبئة مياة نهر الأردن، وهو النهر الذى تعمد فيه السيد المسيح، فى زجاجات ليتم بيعها فى كنائس مصر للبركة.. فكر البابا قليلاً ثم رد على رجل الأعمال قائلاً: المسيح عندما تعمد فى نهر الأردن استغرق ذلك دقائق معدودة، ولكنه عندما جاء إلى مصر شرب من مياة النيل 3 سنوات كاملة فما رأيك لو قمنا بتعبئة مياه النيل فى زجاجات وبعناها فى الأردن للبركة؟ بالطبع السؤال ألجم رجل الأعمال الأردنى وأظهر مدى سرعة بديهة البابا وعشقه لمصر ونيلها. وعن أهمية صلاة الشكر قبل الأكل القى البابا النكتة التالية فقال: مرة واحد كان ماشى فى الغابة فشاهد أسدا من بعيد، فى بداية الأمر أراد الرجل ألا يلفت انتباه الأسد فأخذ يمشى ببطء ولكنه وجد الأسد يمشى وراءه، عندئذ أخذ يجرى بسرعة فجرى الأسد وراءه، وعندما تعب الرجل وتأكد أنه هالك لا محالة ركع ليصلى ففوجئ بالأسد يركع هو الآخر ليصلى فاندهش الرجل جداً وسأل الأسد طب أنا بصلى حتى لا تأكلنى فلماذا تصلى أنت؟ وهنا أجابه الأسد «من عاداتى أن أصلى قبل الأكل» نكتة طريفة انتزعت ضحكات السامعين ولكنها اعطت لهم درسا فى أهمية شكر الله قبل الأكل. سئل البابا ذات مرة عن سبب خلق الحيوانات قبل الإنسان فأجاب البابا أن هذه ليست ميزة للحيوان ولكن الله أراد أن يهيئ كل شىء للإنسان قبل خلقه ولذلك خلق الحيوان أولاً ليكون فى خدمة الإنسان.. سكت البابا لحظات ثم اضاف هذا لا يعنى أن تعتقد النساء أن الله «خلق آدم قبل حواء حتى يكون فى خدمتها» واستطرد البابا مبتسماً عموماً آدم قدم لحواء أكبر خدمة عندما خلقت من أحد أضلاعه. أما عن طمع اليهود وبخلهم الشهير فللبابا نكت عديدة نذكر منها النكته التالية: سأل أحدهم شيخا وكاهنا وحاخاما عن كيفية تقسيم أموالهم بينهم وبين الله فأجاب الشيخ وقال أعط عنها الزكاة، أما الكاهن فقال ارسم دائرة كبيرة وداخلها أخرى صغيرة وارمى الفلوس لأعلى والمال الذى يسقط فى الدائرة الكبيرة من نصيب ربنا أما الذى يسقط فى الدائرة الصغرى يكون من نصيبى، أما الحاخام ففكر قليلاً ثم أجاب «أنا واثق أن ربنا كبير وقادر على كل شىء علشان كدة أنا هارمى الفلوس إلى أعلى، يأخذ ربنا اللى عايزه، والباقى الذى يسقط على الأرض يكون من نصيبى أنا» بالطبع الحاخام يعلم أن الفلوس كلها ستقع على الأرض بفعل الجاذبية الأرضية وهو المطلوب طبقاً للطمع اليهودى الشهير. البابا والمذيعون تتعدد لقاءات البابا التليفزيونية ولا تخلو هى الاخرى من قفشاته الطريفة التى تعجب المشاهدين وفى إحدى المرات سألته المذيعة التى تعلم جيداً روحه الفكاهية فى نهاية لقائها معه عن آخر نكتة سمعها فأجابها البابا ضاحكاً آخر نكتة «لسة ماسمعتهاش». مذيع آخر سأل البابا عن حقيقة ما يشاع عن محاولة الأقباط إقامة دولة لهم فى أسيوط وعلى الرغم من حساسية السؤال إلا أن البابا استقبله بصدر رحب وتساءل بدوره كيف يمكن أن يكون هذا ونحن لدينا عدد كبير جداً من الأساقفة فى كل أنحاء مصر هنوزعهم أزاى على أسيوط فقط؟ ثم أضاف ضاحكاً ممكن نخلى كل أسقف على حارة ونسميهم الاباء الحواريين (تلاميذ السيد المسيح يطلق عليهم الحواريون). الكنيسة والتكنولوجيا أما عن مطالبة البعض للكنيسة بمسايرة روح العصر وعلى الرغم من أن البابا شنودة اهتم بالتعليم سواء الدينى أو حتى العلمى حتى أننا لا نجد كنيسة لا تضم مركزاً لتعليم الكمبيوتر للمترددين عليها، يرفض البابا إدخال التكنولوجيا فى ممارسة بعض الأسرار الكنسية مثل «سر الاعتراف» الذى يعترف فيه الشخص بأخطائه لله عن طريق اب الاعتراف الذى يقرأ له ما يسمى بـ«الحل» فى نهاية اعترافه وطبقاً لتقاليد وطقوس الكنيسة الارثوذكسية يجب أن يتم هذا السر وجهاً لوجه بين المعترف والكاهن الذى يقرأ التحليل بوضع اليد على رأس المعترف ويرفض البابا كلياً إدخال التكنولوجيا فى إتمام هذا السر ويحكى أنه فى إحدى المرات اتصلت به إحدى السيدات تريد أن تعترف من خلال التليفون فرد عليها البابا قائلا ممكن بس لما أقرأ ليكى التحليل ياريت تضعى سماعة التليفون على رأسك. وعندما طالب البعض أن يتم الاعتراف عن طريق الإنترنت أجاب البابا ضاحكاً أخاف أن يكون النت مراقباً من أمن الدولة وبالتالى تتعرضون لمتاعب أمنية. حكاية طريفة أخرى عن الاعتراف حيث ذهب أحد الأشخاص وكان فى حالة خصام مع أخيه ليعترف لقداسة البابا وكلما اعترف بخطية القى فيها اللوم على أخيه وفى النهاية طلب الحل من البابا فرد عليه البابا «خلاص روح لأخيك وأرسله لى علشان أقرأ له التحليل مادام هو المخطئ فى كل الخطايا التى ذكرتها».. والدرس الذى أراد البابا توصيله لهذا الشخص من خلال هذا الرد الطريف ألا يلقى تبعية أخطائه على الآخرين ويبرئ نفسه من أى خطأ. الصعايدة وصلوا فى أحد الاجتماعات أرسلت بعض الطالبات من الحضور رسالة للبابا يبدين فيها رغبتهن فى مصافحة قداسته ونوال البركة منه شخصياً خاصة أنهن بلدياته من أسيوط حضرن لاستخراج كارنيه كلية الصيدلة وتعمدن أن يحضرن يوم الأربعاء حتى يقابلنه ويسلمن عليه ولما كان عدد الحاضرين فى اجتماعه بالكاتدرائية المرقسية يتعدى الآلاف أجاب البابا قائلا أنا لا اعرف أنتم فين فى الشعب ده كله فما كان من هؤلاء الطالبات إلا أن وقفن حتى يشاهدهن وكن حوالى سبع طالبات فضحك البابا لإصرارهن وسمح لهن بالصعود للهيكل لمصافحته وقال ضاحكاً دلوقتى حيقولوا «الصعايدة وصلوا». الطريف أنه فى اجتماع آخر حضر حوالى 3 آلاف صعيدى فى اجتماع البابا وطلبوا أن يسلموا عليه يداً بيد وهو بالطبع طلب مستحيل التحقيق إلا أن البابا استقبل الأمر ببساطة وأجابهم «أنتم عايزين يوم إجازة كامل اتفرغ فيه من كل شىء حتى اسلم عليكم جميعاً وأضاف عموماً لا تزعلوا انا صعيدى زيكم وبأتابع اخباركم يوم بيوم وبأضحك عليها». إحداهن اشتكت للبابا شنودة من تعرضها لعملية سرقة على يد إحدى قريباتها فحاول البابا التخفيف عنها من خلال النكتة التالية: واحد بلدياتنا سرق مليون جنيه وعندما لم يعرف كيف يخبئ هذا المبلغ الضخم قام بحفر حفرة عميقة وأخفى شنطة الفلوس فيها ثم ردم الحفرة ووضع عليها لافتة مكتوب عليها «هنا ما فيش فلوس» وبعد فترة ابن عمه حمدان مر على المكان وشاهد اللافته فحفر وأخذ شنطة الفلوس وغطى الحفرة ووضع بدوره لافته كتب عليها «حمدان لم يأخذ حاجة» وأضاف البابا ضاحكاً كل واحد وعقله فدائماً الشهوة تغطى العقل وتقول له خذ إجازة حتى انتهى من مهمتى وبعدين نتفاهم وغالباً لا تتفق الشهوة والعقل، ثم وجه قداسته كلامه للسيدة وقال لها إذا كانت قريبتك قد سرقت منك مبلغا كبيرا فنحن سوف نساعدك ونعطيك المبلغ. أما عن الصعايدة يوم القيامة فنذكر للبابا النكتة التالية: فوجئ البابا فى احدى المرات بواحد صعيدى يوجه إليه هذا السؤال هل فى يوم القيامة سأقوم صعيدى مرة أخرى ولا «لع» يقصد «لأ»؟ فأجابه البابا ضاحكاً لا تخف فى يوم القيامة مش هتقوم صعيدى ربنا هيكون «صلحك» على الآخر. وإجادة البابا شنودة للغة العربية مشهورة فهو عاشق لهذه اللغة الجميلة خاصة مع حبه الشديد للشعر الذى مازال يؤلفه ويلقيه حتى الآن وله العديد من القصائد كما أنه عضو نقابه الصحفيين ولذلك فالبابا عادة ما يستخدم «السجع» فى ردوده الطريفة ومنها هذا الموقف فعقب إلقائه عظته فى إحدى مدن الصعيد صرخ أحد الحاضرين بصوت عال قائلاً له أنت «جاموس» يا بابا يقصد «قاموس» ولكن باللهجة الصعيدية فرد عليه قداسته بسرعة وبنفس اللهجة الرك على «العجول» يقصد بالطبع «العقول» مما انتزع ضحكات الحاضرين جميعاً. الحموات الفاتنات سيدة أشتكت للبابا من زوجها المرتبط بأمه بشدة حتى انه لا يمكن ان يتخذ اى قرار بدونها كما انها تذهب معهم فى كل مكان حتى سهراتهم الرومانسية فرد عليها البابا ضاحكاً: الظاهر انه لم يكمل شهور الرضاعة حتى الآن، عموماً كل ما يدخل البيت قولى له «أنا ماما». سيدة أخرى اشتكت للبابا من محبة زوجها الشديد لكرة القدم وتشجيعه المتعصب لنادى الزمالك حتى أن الأمر وصل إلى أنه يضربها عندما ينهزم الزمالك فنصحها البابا ان تحب الكورة هى الأخرى وان تذهب مع زوجها ماتش الاهلى والزمالك حتى تشاركه حبه واهتمامه بالكورة ثم أضاف لا أعرف ماذا حدث للرجال هذه الأيام؟! اشتكى له احد الاشخاص المقبلين على الزواج من ارتفاع رسوم الزواج التى يتم دفعها فى الكنيسة فأجابه البابا ممكن تدفعوا اللى تقدروا عليه، ثم اضاف ضاحكاً وتكتبوا بالباقى شيك أمانة للكنيسة وتبقوا كدة «اتجوزتوا شكك». فى احدى المرات كان البابا معزوما عند أحد الأشخاص وكان وقتها صيام الميلاد (وهو احد الاصوام التى يسمح فيها للمسيحيين بتناول الاسماك) وكعادة المصريين كان لابد من إكرام الضيف خاصة إذا كان شخصية بحجم قداسة البابا. وعندما جاء وقت الطعام فوجئ البابا بالمائدة مزينة بجميع أنواع السمك (استاكوزا، جمبرى، فيليه، وغيرها) وهو ما يتعارض بالطبع مع التقشف المفروض فى الصيام فابتسم البابا قائلاً : فعلاً كل انواع هذه الاسماك صيامى ومسموح بتناولها، اما «حته» الجبنة القديمة هى اللى «فطارى» .. كانت كلمات بسيطة قالها البابا بابتسامته الوديعة ولكنها اعطت درساً لكل من سمعها عن أهمية ضبط شهوة الأكل خاصة ايام الصيام. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 1:06 am | |
|
عبد الناصر فى بيتـــه ! | | | | |
زعيم مثل عبد الناصر لا تستطيع أن تعرف شخصيته من خلال الخطب والقرارات والمواقف السياسية فقط، ولن تكتمل معرفتك به إلا عندما تتعرف على الجانب الآخر من شخصيته عندما يكون فى بيته «بالبيجامة» على راحته، وتعرف كيف كان يعيش ويتصرف، وكيف كانت علاقته بزوجته وأولاده وماذا كان يجرى وراء الأبواب- داخل البيت- وهو يفكر ويعد للقيام بالثورة؟. وكل إنسان له أكثر من وجه.. فهو أمام الناس بصورة معينة وبعيدا عن الناس وعن الأضواء لابد أن تكون له صورة مختلفة.. وهو مع الناس يختلف عما هو مع زوجته وأبنائه وأصدقائه المقربين، ولذلك فأنا أهتم بالتعرف على حياة الشخصيات العامة فى حياتها الخاصة، وهذا ما جعلنى أهتم بكتاب «أحمد أمين فى بيته» ومذكرات الدكتور جلال أمين لأن فيها ما يلقى أضواء جديدة على شخصية الكاتب الكبير أحمد أمين، ولهذا السبب أيضا شجعت الدكتورة منى مؤنس لإعداد كتابها عن والدها الأستاذ والمفكر الكبير الدكتور حسين مؤنس وشجعت السيدة عفاف أباظة على إعداد كتابها عن زوجها الأديب الكبير الراحل ثروت أباظة ونشرت الكتابين فى سلسلة «اقرأ» عندما كنت رئيسا لدار المعارف وهذا ما جعلنى اقرأ باهتمام ما كتبته السيدة تحية زوجة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى مذكراتها التى صدرت منذ أيام عن أيامها معه وبعده. وشخصية جمال عبد الناصر كزعيم نعرف عنها معلومات ليست قليلة، وإن كانت هناك بالقطع معلومات كثيرة مازالت مجهولة وربما يكشف عنها بعد حين ولكننا لا نعرف شيئا عن حياته الخاصة إلا من خلال كتاب طبيبه الخاص الدكتور الصاوى حبيب الذى خصصه عن السجل المرضى لعبد الناصر ومن خلاله قد تتعرف على بعض خصائص شخصيته، ولكن السيدة التى عاشت معه وشاركته أيام الانتصار والانكسار هى الأقدر على أن تقول لنا مالا يمكن أن يقوله غيرها. الكتاب جاء مفاجأة لنا، لأننا لم نكن نعلم أن السيدة تحية كتبت ذكرياتها مع زوجها الراحل ولم نكن نعلم أنها بدأت كتابة ذكرياتها فى سنة 1959 وكان عبد الناصر وقتها فى سوريا أيام الوحدة وأرادت أن تكتب لكى تجد فى الكتابة ما يشغلها عن التفكير والقلق والشعور بالوحدة فى غيابه، واستمرت بعد ذلك تكتب ثلاث سنوات عن تفاصيل حياتها ومشاعرها، وكان عبدالناصر يعلم أنها تكتب ذكرياتها معه ويرحب بذلك، ولكنها بعد فترة فقدت الحماسة للكتابة، وغيرت رأيها وتخلصت مما كتبته وأخبرت عبد الناصر بذلك فتأسف وبررت له ما فعلته بأنها ربما ذكرت بعض الحقائق عما كان يدور أمامها قد يسبب إحراجا لبعض الناس، وكان تعليقه على ذلك: افعلى ما يريحك ولكنها ظلت مصممة على رأيها وقالت له: وأنا مالى! وضحكت، وضحك معها ولكنها بعد رحيله وبالتحديد فى سنة 1972 وجدت لديها الدافع لتكتب ذكرياتها معه لكى تعيشها مرة أخرى وتشعر وهى تسترجع الأيام والأحداث أنه موجود بجانبها، ولكنها كانت لا تستطيع أن تتحكم فى نفسها وهى تكتب وتتذكر فتبكى ولم تتحمل صحتها الانفعالات التى كانت تسيطر عليها، خاصة وهى تعانى من سرعة دقات القلب فى حالة الانفعال ونصحها الأطباء بالبعد عن الانفعال، فتوقفت عن الكتابة وتخلصت مرة ثانية مما كتبته ومرة أخرى عاودها الحنين ووجدت لديها الرغبة فى الكتابة عند جاءت ذكراه الثالثة فى سبتمبر 1973، وبدأت الكتابة تحت إلحاح ابنها الأصغر- عبد الحكيم- وكان وقتها طالبا بكلية الهندسة بجامعة القاهرة وبلغ عمره 18 سنة و8 شهور وكان متشوقا لمعرفة كل شىء عن والده وهكذا بدأت الكتابة وكأنها تحكى لنفسها ولابنها. قصة زواج تقليدى كانت عائلتها على صداقة مع عائلته، وكان عبد الناصر يحضر مع عمه وزوجته التى كانت صديقة لوالدتها ويقابل شقيقها وأحيانا كان يراها ويسلم عليها، وفى يوم أرسل عمها وزوجته لطلب يدها لليوزباشى جمال وكان والدها قد توفى وشقيقها هو ولى أمرها، فاعتذر لأن لها شقيقه أكبر منها لم تتزوج بعد ووافق جمال على أن ينتظر إلى أن تتزوج الشقيقة الكبرى، وبعد سنة تزوجت شقيقتها وعاد جمال ليتقدم للزواج منها لكن شقيقها لم يوافق، ولم تذكر لنا سبب رفضه بعد أن كان موافقا قبل ذلك.. وبعد شهور توفيت والدتها فأصبحت تعيش وحيدة مع شقيقها وكان شقيقها الثانى فى الخارج. ونفهم من حديثها أن شقيقها كان يتولى إدارة الثروة التى تركها والدهما ويدير هذه الأموال فى تجارته وصفقاته فى البورصة، وكان شديدا فى البيت وفى الخارج له حياته الخاصة.. بذلك نفهم لماذا رفض زواج أخته.. وأخيرا وافق بعد فترة وفى يوم 21 يناير 1944 تمت الخطبة فى بيتها وبحضور شقيقاتها وشقيقها وجمال ووالده وعمه وزوجته.. خطبة تقليدية «على الضّيق» واشترط شقيقها أن يكون عقد القران فى يوم الزفاف بعد إعداد المسكن، على أن يحضر مرة فى الأسبوع بحضور شقيقتها الكبرى أو بحضوره هو، وقبل جمال وسمح له الشقيق بأن يخرج معها ومعهما الشقيقة الكبرى أيضا وكان يفضل الذهاب إلى السينما وأحيانا إلى مسرح الريحانى ويتناول العشاء عندهم بعد عودتهم وبعد خمسة أشهر ونصف الشهر تم عقد القران والزفاف يوم 29 يونيه 1944، وخرجت معه وحدها لأول مرة للذهاب إلى المصور وعادا إلى البيت لقضاء السهرة، وفى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل انصرف الجميع ولكن شقيقها قال له: ابقوا معنا ساعة أخرى، وأجابه جمال: سنبقى معك حتى تقول لنا روحوا وبعد ذلك بسنوات قال جمال لأولاده إن الشخص الوحيد الذى أملى عليه شروطه هو عبد الحكيم كاظم شقيق والدتهم. تعرف شخصية الزوجة عندما تعرف أنها لم تفكر فى الذهاب إلى المسكن الذى استأجره جمال لترى إن كان يعجبها أم لا؟ ولا حتى لترى الجهاز، وذهبت ليلة الزفاف لترى كل شىء لأول مرة.. وعاشت معه ببساطة بمرتبه، ولم تحصل من ثروة أبيها إلا على قيمة «الجهاز»، وعاشت حياة صعبة مع ضابط محدود الدخل وطموح ويعد نفسه لقيادة ثورة، ومع ذلك كانت تشعر بالرضا وسعيدة بكل شىء، ومتفهمه لطبيعة عمله. والغريب أنها لم يكن لديها الفضول الطبيعى لدى الزوجات لتعرف أسرار ما يفعله زوجها فى الكتمان، تحس وتشعر بشىء ما ولكنها لا تريد إلا أن تكون الزوجة فقط لا غير. لم يكن جمال يحب الاختلاط والزيارات فى منزله، فالأصدقاء يحضرون مع زوجاتهم فتجلس معهم فى الصالة، ويجلس هو مع الضيف فى الصالون، وهى لا ترى الضيف ولا تسلم عليه، وصار اليوزباشى جمال عبد الناصر مدرسا فى الكلية الحربية ويبيت مرة فى الأسبوع أو أكثر. وكان منظما فى كل شىء ويرفض محاولتها لمساعدته وهو يلبس أو يخلع ملابسه الرسمية، وتقدم إلى كلية أركان حرب فبدأ المذاكرة يوميا بعد الغداء فى حجرة (السفرة) وكان يزوره عدد من الضباط لم تتعرف عليهم، فقط كانت تتعرف على صوت عبد الحكيم عامر.. ويخرج جمال معها يوما فى الأسبوع وغالبا إلى السينما، ودخل الامتحان ونجح وكان ترتيبه الرابع كما نجح معه عبد الحكيم عامر وزكريا محيى الدين شريكاه فى المذاكرة. مسدسات ومدافع فى البيت كان الضيوف من الضباط يأتون كل يوم تقريبا واحدا بعد الآخر، وكانت ترى مسدسات يحضرها معه فتأخذها وتضعها فى الدولاب، ثم بدأ يخرج فى العاشرة مساء ويعود عند الفجر ثم بدأت ترى مدافع وذخيرة فتضعها فى حجرة السفرة، وفى يوم زاره رجل كبير السن وكان جمال غير موجود فانصرف وتعرفت عليه.. فقد كان هو الفريق عزيز المصرى الذى نشرت صوره وكتبت عنه الجرائد عندما حاول الهرب بطائرة لمقابلة هتلر والاتفاق معه على إخراج الاحتلال البريطانى من مصر وفشلت المحاولة.. وعلقت على ذلك بأنها لم تكن تفهم شيئا إلا أن وجود مسدسات وأسلحة مختلفة وحضور عزيز المصرى شىء محظور ويجب ألا يعلم به أحد. وفى يوم استدعاه رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادى لاستجوابه فى حضور عثمان باشا المهدى رئيس أركان حرب الجيش حول علاقته بالضباط الأحرار ثم سأله: هل عندك أسلحة؟ فقال له: نعم فكلف رئيس الأركان بالذهاب معه واستلام الأسلحة وانتهى الأمر عند هذا الحد، ولكن زيارات الضباط ووجود الأسلحة استمر وقال لها إنها ترسل إلى الفدائيين فى مدن القناة لمقاومة الاحتلال البريطانى وإشعار جنود الاحتلال أن وجودهم غير آمن فى مصر. الأسبوع الأخير قبل الثورة فى الأيام التى سبقت الثورة شعرت الزوجة بأن «شيئا ما» وراء زيارات الضباط وجلوس جمال على مائدة الطعام يكتب على الآلة الكاتبة التى احضرها وكان يخفيها بعد أن ينتهى من الكتابة، ووجود كميات الأسلحة والذخيرة فى البيت، فقالت له فى ليلة عند عودته فى الفجر: إنى أخاف عليك، وأخاف أن اتشرد أنا والأولاد، فرد عليها: ما هذه الأنانية؟. كل ما يهمك فى البلد هو زوجك وأولادك؟ وانتهى الحديث ولم تقل كلمة بعد ذلك وتفرغت لإعداد الطعام للضباط الذين يأتون ويقضون معه ساعات فى أحاديث هامسة ولا تعرف ماذا يقولون؟. كانت تشعر بالقلق ولا تعرف بالضبط ماذا يجرى حولها وما يمكن أن يحدث، كان دورها هو دور الزوجة والأم فقط لا غير وكانت راضية وسعيدة بهذا الدور ولا تفكر فى أكثر من ذلك. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 الأربعاء 13 أبريل 2011, 1:10 am | |
|
تكريم أسر الشهداء بدار الأوبرا | | | | |
على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية نظمت جمعية رسالة للأعمال الخيرية برئاسة د.شريف عبدالعظيم حفلاً كبيرًا لتكريم أسر وأهالى شهداء ثورة 25 يناير وسط حشد من كبار رجال السياسة والإعلام والمفكرين ونجوم الفن والرياضة وكان من الحضور د. عماد أبوغازى وزير الثقافة والفريق مجدى حتاتة ود. صفوت حجازى ود. البرادعى وحمدين صباحى ود. حسن نافعة ود. خالد عبدالخالق عودة والكابتن نادر السيد ومحمد الصاوى. حيث تم عرض فيلم تسجيلى عن أحداث الثورة وشهدائها ثم شارك الضيوف فى تكريم 30 أسرة وبحضور فريق أسرة ميديا ويفز للعلاقات العامة والذى ساهم فى نجاح الحفل كما ألقى ممثل عن أسر الشهداء كلمة قدم فيها الشكر لجمعية رسالة على التكريم وطالب المسئولين بزيادة الاهتمام بأسر الشهداء وأوضح أن هناك أسراً لم تتسلم حتى الآن شهادات وفاة أبنائهم. |
| |
|
| |
| مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1798-10/04/2011 | |
|