L العنف ضد الأطفال L1
العنف ضد الأطفال واقع لايمكن انكاره .. وقد ينمثل فى
عدة صور تبدأ من اللفظ والضرب ، وقد ينتهى الى تحرش جنسى أو حتى التشويه والقتل .
ورغم ما اتفق عليه من أن الأسرة وحدة واحدة منسجمة ويربط التراحم بين أفرادها ،
الا أن مظاهر العنف ضد فلذات الأكباد واقع يومى تختلف صوره من مجتمع الى آخر وحتى
بين أسرة وأخرى.
لايزال قدر
كبير من العنف الموجه ضد الأطفال يمارس فى الخفاء ، وهذه ظاهرة عالمية وواسعة
الانتشار ، والعنف ضد الأطفال يحدث فى كل دولة ويتعدى الحدود الاجتماعية والثقافية
ان القسوة فى
المعاملة والضرب المبرح والتفنن فى انزال العقوبات النفسية والجسدية والحرمان من
العطف والحنان من المشاكل التى يتعرض لها الأبناء فى المنازل ، مما يخلق بيئة
أسرية غير صحية عند غياب التراحم والترابط ، ويضيع على اثرها الكثيرمن حقوق
الأبناء ، والنتيجة جو أسرى متوتر ينتظر لحظة الصفر ، والتى غالبآ ما تكون التفكك
وضياع الأبناء وبعض الأبناء اليوم يواجهون ضغوطات مختلفة من الوالدين أو من الظروف
التى تفرضها الحياة على الأسرة ككل ، خاصة مع التوسع فى وسائل الاعلام المرئى ،
وانتشار الرفقة غير الصالحة ، وانشغال الوالدين بالعمل ، وبالتالى غياب الرقابة ،
والنتيجة علاقات فاترة تحتاج الى اعادة النظر فيها .
مثال : نورا ، تلميذة فى المرحلة الابتدائية ، سلوكها عدوانى
أرق ادارة المدرسة ، بالاضافة الى عدم تمكن ادارة المدرسة من الاتصال بولى أمرها ،
فتبين لاحقآ أن أكثر ما تعانيه الطفلة هو قسوة والدها وحرمانه لها ولأشقائها من كل
شىء ، ويحزنها أن والدها يتطاول بالضرب والاساءة على والدتها بشكل يومى .
مثال آخر : سامى طالب بالثانوية كثير المشاكل يثير الشغب
والفوضى داخل المدرسة وخارجها ، له سلوكيات عدوانية مع زملائه ومعلميه ، الأمر
الذى جعل ادارة المدرسة تستوعب وتمتص سلوكه العدوانى ، وبالسؤال عن وضعه الأسرى تبين أن أسرته مفككة
، حيث ان والديه منفصلان لكثرة الخلافات بينهما ، حتى أن المشاكل لم تنته بعد
طلاقهما ، ويعيش سامى حاليآ فى منزل جده وأخوته الصغار.
مثال ثالث : سمير تلميذ بالمرحلة الابتدائية ، والدته
تضربه بشكل عشوائى دون مبرر ، فما كان من الأخصائية الاجتماعية الا أن استدعت
والدة الطفل بعد أن تراجع مستواه الدراسى بشكل ملحوظ ، كما أن مظهره الخارجى أصبح
مهملآ ، فعرفت الادارة أن الأم لم تعد تتابع ابنها كالسابق ، بل أصبحت تضربه وتقسو
عليه بصورة مستمرة هو واخوته خاصة بعد ارتباط زوجها بأخرى واهماله لأسرته الأولى ،
فأصبحت الأم عنيفة فى سلوكها تجاه أطفالها ، تقسو عليهم وتهملهم غضبآ من زواج
والدهم .
مثال أخير : وهذه
حالة خلف الذى تلقى من والده أشكالآ من القسوة والحرمان فى طفولته ، كما أنه لم
يحصل على حقه فى التعليم لأن الضغوطات فى المنزل كبيرة ، وخوفه من أن يترك والدته
تحت وطأة عنف أبيه المتواصل كان يقلقه ويزعجه ، فترك الدراسة وفضل البقاء بالقرب
من والدته الأم الحنون التى تحمات كل ذلك العذاب فى سبيل أن تبقى الأسرة تحت سقف
واحد ، وحاولت جاهدة أن تحث أبناءها على مواصلة التعليم ، ولكن التحصيل كان متدنيآ
، والسبب المشلات المتتالية بينهم وبين والدهم الذى لم يعرف الرحمة أو العطف ، جراء
ضربهم بالأدوات الحادة.
موعدنا
اللقاء القادم مع العنف المنزلى ، أيها القرئ اذا واجهتك مشكلة من هذا النوع أو قرأت عنها أو سمعتها
أرسلها الينا للاستفادة