| مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1793-06/03/2011 | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1793-06/03/2011 الثلاثاء 08 مارس 2011, 4:10 am | |
|
فى انتظار الدستور الدائم | | | | |
حتى بعد تشكيل الوزارة الجديدة والتى تم تكليف د.عصام شرف برئاستها عقب قبول المجلس الأعلى للقوات المسلحة لاستقالة د. أحمد شفيق، ستظل هذه الوزارة، وزارة تسيير أعمال وحكومة مؤقتة سينتهى عملها بانتهاء الفترة الانتقالية التى تعيشها البلاد، ويبدو أن الوطن المصرى كله يعيش مرحلة انتقالية، ورغم الإعلان الدستورى الذى أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتحديد هذه الفترة بستة أشهر وتأكيده الواضح بأنه لن يكون بديلاً عن الشرعية التى يرتضيها الشعب ويختارها المواطنون وتطلعه لانتقال سلمى للسلطة فى إطار نظام ديمقراطى حُر يسمح بتولى سلطة مدنية منتخبة حكم البلاد وبناء الدولة الديمقراطية الحرة.. رغم هذا التأكيد والالتزام الواضح فإن هناك من يدعو ولأسباب مختلفة لإطالة أمد هذه الفترة، وكأن البعض لا يريد إنهاء فترة انتقالية تأخذ طابعاً استثنائياً، غابت فيها المؤسسات التشريعية والحياة الطبيعية بسبب الإرباك التى تعيشه كافة مؤسسات ومرافق الدولة مما أثر بشكل سلبى على حياة المواطنين وحركة الإنتاج والعمل والاقتصاد الوطنى بشكل عام، ومع ذلك يصر المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الوفاء بقَسَمه وتعهداته حتى تنتهى الفترة الانتقالية، ليصل بالبلاد إلى بر الأمان وينهى مهمته فى أسرع وقت ويسلم الدولة إلى رئيس منتخب بصورة سلمية حرة تعبر عن توجهات شعبنا التى بنفس القدر يختار بإرادته ممثلى السلطة التشريعية. ولعل ما يؤكد هذا التوجه هو الإسراع فى الانتهاء من التعديلات الدستورية حيث أعلن المستشار طارق البشرى رئيس اللجنة، تعديل (10) مواد وإلغاء المادة 179 فى خطوة وصفت من جانب العديد من رجال السياسة والقانون والشخصيات العامة بأنها إيجابية وتفتح الباب لتداول حقيقى للسلطة وبشكل ديمقراطى وتتيح فرصة أكبر وفق ضوابط موضوعية لأكبر عدد من الراغبين فى الترشح على منصب الرئاسة لخوض الانتخابات. لقد اشترطت المادة 77 المثيرة للجدل تحديد مدة تولى رئاسة الجمهورية بأربع سنوات فقط، على أن تجدد مرة واحدة لاغير. فى حين اشترطت المادة 75 أن يكون رئيس الجمهورية مصرياً ومن أبوين مصريين ومتمتعاً بالحقوق المدنية والسياسية، وألا يكون قد حمل أو أى من والديه جنسية أخرى ولا يكون متزوجاً من غير مصرية، وألا يقل سنه عن أربعين سنة ميلادية. وقالت المادة 76 إن رئيس الجمهورية ينتخب عن طريق الاقتراع السرى المباشر ويلزم لقبول هذا الترشح أن يؤيد المتقدم للترشح ثلاثون عضوا على الأقل من الأعضاء المنتخبين بمجلسى الشعب والشورى أو أن يحصل المرشح على تأييد مالا يقل عن 30 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب فى خمس عشرة محافظة على الأقل، بحيث لا يقل عدد المؤيدين فى أى من تلك المحافظات عن ألف مؤيد، ولكل حزب من الأحزاب السياسية التى حصل أعضاؤها على مقعد واحد على الأقل بطريق الانتخاب فى أى من مجلسى الشعب والشورى فى آخر انتخابات أن يرشح أحد أعضائه لرئاسة الجمهورية. ونصت المادة 88 على الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى حين نصت المادة 93 على اختصاص المحكمة الدستورية العليا بالفصل فى صحة العضوية. لقد أتاحت نصوص هذه التعديلات فى هذه المواد فرصاً متكافئة أمام الجميع أحزابا وأفرادا للمنافسة على الترشح لمقعد رئاسة الجمهورية، وأسند للقضاء الإشراف على انتخابات الرئاسة بلجنة قضائية عليا برئاسة رئيس المحكمة الدستورية وعضوية كل من رئيس محكمة استئناف القاهرة، وأقدم نواب رئيس المحكمة الدستورية العليا وأقدم نواب محكمة النقض وأقدم نواب رئيس مجلس الدولة، وأعطى التعديل الدستورى لهذه اللجنة سلطة القرارات النهائية التى لا تقبل الطعن. وكذلك أقرت التعديلات تشكيل لجنة قضائية عليا للإشراف على الانتخابات البرلمانية، وأعطت للمجالس القضائية حق اختيار أعضائها. وأعاد نص دستورى مضاف «هو المادة 179» طريق إصدار الدستور الجديد، حيث أوضحت المادة أن لرئيس الجمهورية - وبعد موافقة مجلس الوزراء ونصف أعضاء مجلسى الشعب والشورى - طلب إصدار دستور جديد، وتتولى جمعية تأسيسه من مائة عضو ينتخبهم أغلبية أعضاء المجلسين من غير المعينين فى اجتماع مشترك، إعداد الدستور فى موعد غايته 6 أشهر من تاريخ تشكيل هذه اللجنة. طرحت هذه التعديلات منذ إعلانها للنقاش العام الذى أسفر عن بعض التحفظات التى ساقها البعض على كثير من تفاصيل بعض هذه المواد والتى تصب فى النهاية لصالح هذه التعديلات والوصول بها إلى أفضل الصيغ والمفاهيم الدستورية الكاملة، ومنها على سبيل المثال اشتراط زواج المرشح من مصرية، أو عدم ذكر إمكانية ترشح المرأة على مقعد الرئاسة ومثل عدم جواز الطعن فى قرارات اللجنة العليا للانتخابات، ثم اختصاص المحكمة الدستورية العليا بالفصل فى صحة العضوية واستبعاد المحكمة الإدارية العليا من هذا الاختصاص، أو أن مدة الرئاسة يجب أن تكون وسطا ما بين 6 سنوات وأربع سنوات لتكون خمساً حتى يتاح للرئيس المنتخب أن يحقق شيئاً فى مدة رئاسية معقولة. ويبدو أن بعض هذه الملاحظات معقولة ويمكن مناقشتها فى إطار الحوار الذى يدور فى المجتمع حول هذه التعديلات ويجب أيضاً الأخذ بهذه الآراء ووضعها فى الاعتبار مادامت تأتى فى إطار المصلحة العامة والحرص على أن تخرج التعديلات بشكل لا تشوبه شائبة دستورية أو تكون عائقاً أمام تطور ديمقراطى وتغيير نسعى جميعاً إليه. ويبدو أن البعض ممن ناقش هذه التعديلات لم يفرق بين تعديلات فى دستور مجمد سيتم العمل به بعد الاستفتاء عليه ليتحول لدستور معدل ومؤقت وبين دستور دائم، فقط رفضت بعض الأصوات التعديلات الدستورية برمتها وطالبوا بدستور جديد حتى ولو طالت الفترة الانتقالية، أى أن الذين يطالبون بتغيير دستورى كامل والاستجابة للتغيير الديمقراطى الذى حدث يطلبون فى نفس الوقت استمرار حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة واستمرار غياب المؤسسات التشريعية، وهو تناقض ما بين ما نسعى إليه جميعاً من انتقال سلمى للسلطة إلى مؤسسات مدنية منتخبة بشكل ديمقراطى واستمرار مرحلة انتقالية مؤقتة لا تعبر عن حقائق الوضع السياسى الجديد فى البلاد. إن التعديلات الدستورية هى جزء من فترة انتقالية تمهد لتجاوز هذه المرحلة وتؤسس مع انتخاب الرئيس الجديد ومجالس نيابية منتخبة، لمرحلة مختلفة يتم فيها تجاوز مرحلة ما قبل 25 يناير وبدء مرحلة جديدة سيكون عنوانها الرئيسى إعداد دستور دائم للبلاد وإطلاق كافة الحريات بما فيها حرية تكوين الأحزاب السياسية دون استبعاد أحد وعلى أسس سياسية وبرنامج وطنى وديمقراطى ومدنى، لهذا فإن الدستور الحالى بتعديلاته وبعد إحيائه بالاستفتاء الشعبى لن يكون بديلاً عن وجود دستور دائم مهدت له الفقرة الدستورية المضافة برقم 189 فى التعديلات والتى نرى أنه من الضرورى أن تتم دعوة كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام والشخصيات العامة وكل المعنيين بالشأن العام، إلى نقاش وحوار قومى يضع فى اعتباره أن هذا الدستور سيكون بروحه ونصوصه وباعتباره أبا القوانين هو المرجع النهائى والمرشد للمستقبل المصرى، بل سيكون هو المحدد لملامح تطور المجتمع المصرى فى العقود الثلاثة القادمة على الأقل. ولذلك فإن وضع تصورات أولية وطرح تساؤلات عامة حول ماهية هذا الدستور وإطاره العام وماذا نريد منه والإجابة عن كثير من التساؤلات لنصل إلى إجماع وطنى حول هذه الإجابات وهذه التصورات. أعتقد أن هذه الدعوة باتت ضرورية الآن والأهم منها هو أن يتقدم الجميع بتصوراتهم وإجاباتهم حول كثير من قضايا المستقبل. وأتصور أن بعضاً من هذه التساؤلات يجب أن ينطلق من حاجتنا لدستور ديمقراطى يؤسس لمجتمع حديث متطور وعلمى.. دستور لدولة مدنية لا يفرق بين المصريين يعتمد بشكل أساسى على المواثيق العالمية للحقوق والواجبات والحريات العامة، يكون فيه القانون هو السيد.. دستور يكرس فكرة التعددية السياسية والحزبية وحقوق الإنسان والفرد ويحفظ للمواطن حرياته وكرامته الإنسانية، يضمن تداولاً سلمياً للسلطة ويفصل بين السلطات ويحمى إبداعات الناس ونشاطهم الاقتصادى فى إطار عدالة اجتماعية تصون حقوق الجميع ويحمى هذه المكاسب من مخاطر الردة عليها.. إن ما نحتاجه الآن هو لحظة صدق نتجاوز بها هذه المرحلة الصعبة فى تاريخ بلادنا لنفكر معاً لصناعة المستقبل الذى يمكن قراءته فى نصوص دستور دائم يليق بمصر وشعبها ويتناسب مع القرن 21. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: شىء من الخوف ! الثلاثاء 08 مارس 2011, 4:48 am | |
|
شىء من الخوف ! | | | | |
أظن أننا نعيش حالة تسيطر فيها المخاوف علينا جميعا.. مخاوف بشأن الحاضر والمستقبل.. السؤال الذى تردده الأغلبية الصامتة الآن هو: إلى أين تمضى بنا الأحداث؟.. وهو سؤال يعبر عن هذه المخاوف.. أجهزة الإعلام تتسابق فى استضافة المتحدثين لتطرح عليهم نفس السؤال بصيغ مختلفة.. لكنها كلها تعبر عن المخاوف.. حتى المسئولون تختلط تصريحاتهم بمخاوفهم.. مخاوفهم من الحاضر ومخاوفهم على المستقبل. ويزيد من مساحة هذه المخاوف غياب الرؤية الواضحة.. ليس فقط بالنسبة للمستقبل.. وإنما أيضاً بالنسبة للحاضر.. وأقرب مثال لذلك ما نسمعه عن المرحلة الانتقالية وخطة تسليم السلطة لرئيس جديد منتخب.. فى البداية كان المتفق عليه أن تقوم لجنة بإجراء تعديل محدود فى الدستور لانتخاب رئيس جديد يعبر عن إرادة الشعب وليس رئيسا بالتفصيل.. وكان متفقا عليه أن تطرح هذه التعديلات فى استفتاء عام يعقبه إجراء الانتخابات التشريعية وبعدها يأتى دور الانتخابات الرئاسية.. هكذا حدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة خريطة طريق الحاضر التى تم التوافق عليها لنعبر بها إلى المستقبل.. لكن هذا التوافق بدأ يتفكك الآن وينهار.. فهناك من يطالب ويدفع فى اتجاه أن نبدأ بالانتخابات الرئاسية ونؤجل الانتخابات التشريعية عاما حتى لا يأتى البرلمان الجديد بنفس الوجوه القديمة.. وهناك من يطالب ويدفع فى اتجاه تغيير الدستور كله وليس بضعة مواد منه.. حتى لا يحكم الرئيس الجديد بدستور يصنع فرعونا!.. لست معنيا بمن يسبق من.. انتخابات رئاسية أو تشريعية.. تعديل الدستور أم تغييره.. لكنه مجرد مثال على أننا نفتقد الرؤية الواضحة.. حتى خلال الأشهر القليلة القادمة!.. و أبدأ بالمخاوف التى تتعلق بالغياب الأمنى.. مسألة غياب الأمن واختفاء الشرطة أصبحت بالفعل تمثل هاجساً حقيقياً يحتل مساحة كبيرة من المخاوف العامة.. الحقيقة أيضاً أن هذا الغياب أصبح يمثل لغزاً!.. الشرطة بكامل أجهزتها وتشكيلاتها اختفت تماما من شوارع مصر كلها ليلة 28 فبراير.. وعلى الرغم من مرور شهر كامل على هذه الواقعة.. لا تزال الشرطة غائبة.. بين الحين والحين نسمع تصريحات تتحدث عن عودة جزئية لأجهزة الأمن ثم يتبين أنهم بضعة ضباط وجنود تابعين لإدارة المرور يقفون على استحياء فى بعض الشوارع والميادين.. وحتى هؤلاء عادوا للاختفاء!.. أجهزة الأمن المعنية بحماية المواطنين وممتلكاتهم غائبة تماما.. لا وجود لها حتى بصفة جزئية.. حالة الأمن تسير بقوة الدفع الذاتى حتى الآن من وجهة نظرى.. لكن البلطجية واللصوص بدأوا يكتشفون أنهم قادرون على ارتكاب جرائمهم فى أمان واطمئنان!.. وبدأنا نسمع عن حوادث كثيرة تؤكد ذلك.. آخرها استهداف مدارس الأطفال والأتوبيسات التى تنقلهم إلى مدارسهم.. فى وضح النهار!.. المواطن لم يعد يعرف إلى أين يتجه ولمن يشكو إذا تعرض لارتكاب جريمة ضده.. أصبح يعيش فى رعب حقيقى.. خاصة المواطن الذى يعيش فى الأحياء البعيدة عن قلب العاصمة.. باختصار لم يعد هناك لا أمن ولا أمان.. البعض يقول إنها مؤامرة على الثورة.. مؤام |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: عن القذافى وجمهوريته العظمى والخيمة والناقة الثلاثاء 08 مارس 2011, 4:49 am | |
|
عن القذافى وجمهوريته العظمى والخيمة والناقة | | | | |
ستبقى شخصية العقيد معمر القذافى مفجّر الثورة وقائد الثوارت وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين وغيرها من صفات كان هو الذى وصف بها نفسه عندما تولى تسليم رئاسة مؤتمر القمة العربية الذى عقد فى طرابلس ليبيا إلى أمير قطر الذى تولى رئاسة المؤتمر، وصفه نفسه بكل هذه الصفات التى يختلف كثيراً عن صفوف النياشين والأوسمة التى تحتل مساحة نصف صدره كما هو الحال مع قادة الحروب والمعارك الشهيرة ووصلوا لرتبة الماريشالات، ولكن العقيد لم يخض معركة واحدة فى حياته سوى هذه المعركة التى يخوضها ضد شعبه الذى كتم على أنفاسه 42 سنة وعندما انفجر الشعب وثار عليه اعتبره عبدا تمرد على سيده واعتبر ليبيا ملكا تم تسجيله لحسابه وأولاده وأصبح عليه أن يخوض الحرب ضد الشعب بالطائرات والمدافع. من بين القراءات التى قرأتها عن العقيد هذه الدراسة التى يسعدنى أن أترك لها هذه الصفحة هذا الأسبوع لأنها تستحق، وإن كانت لن تكون الأخيرة. فشخصية القذافى من الشخصيات النادرة التى تستقطب المهتمين بالدارسات النفسية والطغاة. كاتب الدراسة هو الدكتور أحمد أبومطر وهو كاتب وأكاديمى فلسطينى مقيم فى أوسلو من مواليد بئر سبع عام 1944، درس فى جامعة الإسكندرية وحصل فيها على الدكتوراه فى الأدب والنقد عام 1979، وقد عمل مدرسا بجامعة الفاتح فى ليبيا مما أتاح له التعرف عن قرب على شخصية القذافى. عبدالناصر أعجب به فى الأول من سبتمبر 1969 وصل الملازم أول معمر القذافى إلى الحكم فى المملكة الليبية عبر انقلاب عسكرى، وكان أول ما فعله بعد طرد الملك إدريس السنوسى أن اعطى نفسه رتبة (عقيد) وزميله فىالانقلاب عبدالسلام جلود رتبة (رائد) وغير اسم البلاد ليصبح (الجمهورية العربية الليبية) وغيرها عام 1986 ليصبح (الجماهيرية العربية الليبية الديمقراطية الشعبية العظمى). كان أول ما فعله العقيد القذافى عقب استيلائه على السلطة دعوته جمال عبدالناصر إلى زيارة (أرض الفاتح العظيم) كما كان يصفها القذافى، ولبى عبدالناصر الدعوة واحتشدت الجماهير لاستقباله وأصر العقيد القذافى أن يخطب عبد الناصر فى الجماهير من شرفة قصر ولى العهد الليبى الأمير رضا إدريس السنوسى ولما كانت فتحات الشرفة صغيرة لا يرى عبدالناصر الجماهير منها جيدا فقد تقدم العقيد دافعا طوب الشرفة بقدميه ليفتح فيها ثغرة أوسع، وظل حريصا على عدم ترميمها بعد ذلك لتصبح هذه الثغرة من المعالم الثورية التى يجب أن يراها زوار ليبيا، لقد انبهر عبد الناصر يومها كثيرا بهذا الشاب الثورى وقال عند عودته إلى القاهرة بأنه وجد فى العقيد أفضل الخفر الذين سيحرصون على حماية الوحدة العربية، الوحيد الذى لم يكن مرتاحا عام 1969 لانقلاب الملازم أول القذافى هو صلاح شديد (فك الله اسره) فقد أبدى فى جلسة خاصة عدم اطمئنانه لهذا الانقلاب الذى مرت دباباته ومدرعاته عابرة نحو القصر الملكى من أمام قاعدة (هويلس) الأمريكية وعلىمرأى من ضباطها وجنودها وكانت آنذاك القاعدة التى تتحكم بشكل محكم فى كافة التحركات العسكرية على أراضى المملكة الليبية المتحدة وتعرف مسبقا بكل تحرك واتجاهه وأهدافه. خبراء تمثيل يعلمونه التفكير وقد لمع اسم العقيد خاصة عام 1974 عندما ناصب شاه إيران (شرطى الخليج آنذاك) العداء وشن عليه اعتى الهجمات ثم اعقب ذلك بمجموعة من الحركات الديكورية التى تلزم وتصاحب النجوم ومنها: ** اعتماده فى حرسه الخاص سواء داخل ليبيا أو خارجها اثناء زيارته للدول العربية او الأجنبية على مجموعة من الفتيات الحسناوات اختارهن بعناية فائقة ودربهن على السلاح وكن يرافقنه مثل ظله حتى داخل معسكر قيادته فى منطقة (العزيزية) وسط طرابلس رغم أنه لا يحتاج إلى حراسة داخل معسكر. ** تطويله لشعره وتصفيفه على طريقة الخنافس واختياره الملابس الأنيقة التى يحرص على لف العباية الليبية فوقها. ** أخذه دروسا فى فن الالقاء والتمثيل خاصة طريقة (البوزات) المتنوعة التى تعطىالانطباع الذى يريده فى نفس المشاهد أو المستمع خاصة (البوز) الذى اشتهر به وهو يبدو رافع الرأس بشكل مائل إلى اليسار والتطلع إلى بعيد بما يثير حيرة الجالس أمامه. ** إقامة شبكة علاقات واسعة مع خليط من (البشر) يضم صحفيين وكتاباً وإرهابيين وجواسيس ومفكرين من كافة ارجاء المعمورة وقيادات الأحزاب العربية والأجنبية حتى وصل الخير العميم والشيكات إلى زعماء الهنود الحمر فى الولايات المتحدة الأمريكية الذين عقد لهم مؤتمرا فى طرابلس عام 1987 و 1988تحت شعار (تحرير الهنود الحمر من الامبريالية الأمريكية وإعادة وطنهم لهم) وقد انفق على هذين المؤتمرين عشرات الملايين تكاليف ورشاوى شخصية. ** وكى يكون صاحب فكر ومؤلفات كان لابد أن يؤلف كتابا يصبح نظريته العالمية الثالثة بعد الرأسمالية والماركسية وكيف يتأتى له ذلك وهو الطالب الفاشل الذى لا يجيد كتابة موضوع الانشاء وأخيرا اهتدى إلى ضالته فى الكاتب والمفكر السودانى المرحوم (أبوبكر كرار) فكتب له دراسة عبثية سماها (الكتاب الأخضر - النظرية العالمية الثالثة) وكانت لا تزيد على مائة صفحة فكان لابد أن تطبع بالحجم الصغير وفى كل صفحة ما لا يزيد على عشرة سطور وعرض السطر لا يزيد على ستة سنتيمترات كى يمكن توزيعه على عدة اجزاء فكان الكتاب الأخضر فى أجزائه الثلاثة. ** وكى يكون له مريدين مثل ماركس وانجلز وماوتس تونج ولأن دفتر الشيكات جاهز ابتدع له بعض السكارى والحشاشين معضلة وصعوبة الكتاب الأخضر وأنه لابد شروح له فتولى هؤلاء الحشاشون شرح الكتاب الأخضر فصدرت - دون مبالغة - عشرات الكتب للشروح ثم صدرت شروح للشروح وإذا بها مئات الكتب كلها عن الكتاب الأخضر وفكر مؤلفه محرر الانسانية وصانع عصر الجماهير. ** وكى لا ينقطع رزق الحشاشين اقنعوا (مجنون الكتاب الأخضر) بأن كتابه لا يقل أهمية عن مؤلفات ماركس ولينين وأوعز أحد المنتفعين بتأسيس ما سمى (مركز دراسات الكتاب الأخضر) عام 1980 ثم جعله معهدا تابعاً لجامعة طرابلس يمنح درجة بكالوريوس فى فلسفة الكتاب الأخضر وقد زاد ما نشره هذا المركز عن فكر القذافى وعن الكتاب الأخضر ونظرياته على سبعين كتابا لكتاب من كافة الجنسيات. واستمرارا فى رسم ديكورات تميزه فى كافة الرؤساء والزعماء توصل فكره إلى مسألة الخيمة التى ينصبها أينما سافر وإلى جانبها يربط الناقة. ** وكى تتميز الجماهيرية الليبية عن غيرها من الدول ألغى الوزارات وأسماها (أمانات) وشكل ما سماه (مؤتمر الشعب العام) حيث رفع شعارات أهمها (شركاء لا اجراء) و(لا ثورى خارج اللجان الثورية) و(من تحزب خان)، وعقب الغارة الأمريكية على طرابلس وبنغازى عام 1986 كان رد العقيد يومها أن أضاف صفة (العظمى) على اسم الجماهيرية وأعلن تحديه لأمريكا فى خطابه المشهور الذى قال فيه حرفيا: (نحن دولة عظمى مثل أمريكا ونقول طز فى أمريكا). وينهى د. أحمد مطر دراسته قائلاً: وهكذا عـبـر سيناريوهـــــات متعددة وديكورات فارغة وتبجحات كاذبة وانفاق المليارات على الدعاية الشخصية والأسلحة التى أكلها الصدأ فى مخازنها أقام العقيد معمر القذافى (جمهورية الكذب) التى أطلق عليها الجماهيرية العـربـيــة الشعـبـيـــة الديمقراطية العظمى. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: التكلفة الاقتصادية لأحداث 25 يناير الثلاثاء 08 مارس 2011, 5:44 am | |
|
التكلفة الاقتصادية لأحداث 25 يناير | | | | |
يصنف الاقتصاد المصرى ضمن الاقتصادات منخفضة التنافسية فى العالم، فوفقا للتقرير العالمى للتنافسية احتل الاقتصاد المصرى المركز الـ 70 عالميا من بين 133 دولة هى عينة التقرير فى عام 2009/2010، وقد كان يحتل المركز 81 من بين 134 دولة فى العام السابق، فى الوقت الذى يحتل مركزا متأخرا للغاية بالنسبة لمؤشر الاستقرار الاقتصادى الكلى (يعكس هذا المؤشر معدل الادخار المحلي، والدين الحكومي، وفائض الموازنة العامة، وسرعة تغير معدل الفائدة ومعدل التضخم)، حيث جاء ترتيبه 120 من بين 133 دولة. بينما يشير التقرير العالمى للتنافسية أن أهم خمس معوقات لأداء الأعمال فى الاقتصاد المصرى تتمثل فى ضعف كفاءة البيروقراطية الحكومية، وعدم مناسبة النظم الضريبية، وعدم ملائمة تأهيل قوة العمل المحلية، وارتفاع معدل التضخم وانتشار الفساد، وبشكل عام لم يتمكن الاقتصاد المصرى عبر العقود الماضية من تنويع الهيكل الاقتصادي، كما تدعى التقارير التى تنشر عن الاقتصاد المصري، بالشكل الذى يرفع من درجة الاستقرار على المستوى الكلى. المؤشرات الآتية تعكس الصورة العامة للاقتصاد المصرى قبل اندلاع الأحداث فى 25 يناير الماضى. تصنف مصر بين مجموعة الدول ذات الدخل المتوسط المنخفض، ففى عام 2009 بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج 2264 دولارا سنويا، غير أن هذا المتوسط يخفى فروقا واضحة فى توزيع الدخل، حيث يعيش نسبة لا بأس بها من السكان تحت خط الفقر. من ناحية أخرى تعانى الموازنة العامة لمصر من عجز متواصل يبلغ حاليا حوالى 8% من الناتج المحلى الإجمالى، وهى نسبة مرتفعة، كما يبلغ إجمالى الدين العام حوالى 62% من الناتج، فى الوقت الذى يواجه فيه الميزان التجارى لمصر عجزا مستمرا يبلغ حاليا حوالى 13% من الناتج، بينما يبلغ الدين الخارجى حوالى 36 مليار دولارا، كذلك تبلغ احتياطيات البنك المركزى من العملات الأجنبية حوالى 36 مليار دولارا، تكفى لتغطية 6 أشهر من الواردات. بلغ عجز الميزان التجارى المصرى فى عام 2008/2009 حوالى 25 مليار دولارا، وهو نفس قيمة الصادرات السلعية المصرية (والتى منها 11 مليار دولارا صادرات هيدروكربونية - نفط وغاز)، ولذلك ليس من المستغرب أن يحتل الاقتصاد المصرى هذا الترتيب المتواضع على خريطة التنافسية العالمية، بينما بلغت واردات مصر فى هذا العام 50.3 مليار دولارا. يعد صافى حساب الخدمات فى ميزان المدفوعات المصرى أهم الجوانب الايجابية فيه، حيث حقق فائضا مقداره 12.5 مليار دولارا فى عام 2008/2009. أهم مصادر النقد الأجنبى فى الاقتصاد المصرى فى عام 2008/2009 هى الصادرات الهيدروكربونية (11 مليار دولارا) وإيرادات السياحة (10.5 مليار دولارا) وتحويلات المصريين العاملين فى الخارج (7.6 مليار دولارا) وأخيرا إيرادات رسوم المرور فى قناة السويس (4.7 مليار دولارا)، ويطلق عليها مصطلح «الأربعة الكبار»، وهى بهذا الشكل توضح مدى هشاشة القطاع الخارجى فى الاقتصاد المصرى. انتفاضة الشارع التى حدثت فى مصر كانت ذات أبعاد سياسية بالدرجة الأولى، غير أن لها تكاليف اقتصادية هائلة سواء على المدى القصير أو المتوسط. حتى هذه اللحظة يمكن حصر الآثار الآتية: الأثر الأول المباشر هو تراجع القيمة الرأسمالية للأسهم فى سوق الأوراق المالية المصرية، والتى تعد الأكثر تضررا حتى الآن من الأحداث، فقد فقدت البورصة المصرية حتى كتابة هذه السطور حوالى 12.5 مليار دولارا، حسنا فعلت السلطات أنها أوقفت التعامل فى البورصة لكى تخفف من الضغوط التى يمكن ان تتعرض لها مع افتتاح أعمالها فى ظل هذه الأحداث الجارية وما يصاحبها من درجة عالية من عدم التأكد. الأثر الثانى هو تراجع إيرادات قطاع السياحة، والذى يمثل حاليا أهم القطاعات المولدة للنقد الأجنبى على الإطلاق فى مصر، وفقا لآخر التقارير التى أصدرها صندوق النقد الدولى عن الاقتصاد المصري، كان من المتوقع ان تبلغ إيرادات قطاع السياحة هذا العام 14.2 مليار دولارا، أى أن إيرادات القطاع تبلغ حوالى 39 مليون دولارا يوميا، ووفقا لتقديرات صندوق النقد الدولى كان من المتوقع أن يصل الناتج المحلى الإجمالى (بالأسعار الجارية) هذا العام 248 مليار دولارا، وهو ما يعنى أن قطاع السياحة يشكل بمفردة حوالى 6% من الناتج المحلى الإجمالى. الأثر السلبى الثالث المتوقع هو على تحويلات العاملين بالخارج والتى تعد ثانى أهم مصادر الدولة من النقد الأجنبى. كان من المفترض وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولى أن تبلغ هذه التحويلات هذا العام حوالى 8 مليار دولارا، أى ما نسبته 3.2% من الناتج المحلى الإجمالى (بالأسعار الجارية)، وهو ما يعنى أن المصريين العاملين فى الخارج يقومون بتحويل حوالى 22 مليون دولارا يوميا. انخفاض تحويلات المصريين العاملين فى الخارج يرجع إلى عدة عوامل أهمها الإيقاف المؤقت للتحويل نتيجة إغلاق البنوك، وارتفاع المخاطر المصاحبة لعمليات التحويل. غير أنه لكى يكون تحليلنا صحيحا بالنسبة لهذه النقطة بالذات، لا بد وأن نفرق بين نوعين من التحويلات التى يقوم بها المصريون العاملون فى الخارج، الأول هو التحويل لأغراض توفير الدعم المالى اللازم لإعاشة الأسر التى يتركها العاملون فى الخارج ورائهم فى مصر، والثانى وهو التحويلات التى يقوم بها العاملون فى الخارج لأغراض الاستثمار أو الإيداع فى البنوك وتكوين الثروة. وبما أن النوع الأول من التحويلات هو أكثر أنواع التحويلات إلحاحا فإنه ليس من المتوقع ان تتأثر تدفقات تحويلات العاملين فى الخارج لتمويل نفقات معيشة أسرهم فى الداخل، بينما يتوقع ان ينخفض النوع الثانى من التحويلات بصورة جوهرية مع تصاعد درجة عدم التأكد المحيطة بالأوضاع السياسية فى مصر، وعلى الرغم من أهمية تدفق التحويلات لاقتصاد مصدر للعمالة مثل الاقتصاد المصري، إلا أنه لا توجد تقديرات حول نسبة هذين النوعين إلى إجمالى تدفقات تحويلات العاملين فى الخارج، حتى يمكننا تقييم الأثر المتوقع للأحداث على تدفقات تحويلات العاملين فى الخارج. الأثر الرابع هو تراجع الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية، فقد أدت الأحداث إلى تزيد الضغوط على العملة المصرية التى كانت تتراجع بصورة واضحة أمام الدولار الأمريكى فى الفترة السابقة على الأحداث، حيث انخفض معدل الصرف إلى حوالى ستة جنيهات للدولار، وقت كتابة هذا المقال، وتجدر الإشارة إلى أن هذا التراجع المحدود فى قيمة الجنيه المصرى يصيبنى بالدهشة، فقد كان من المتوقع فى مثل هذه الظروف أن يحدث تراجعا كبيرا فى قيمة الجنيه المصرى على نسق ذلك الذى حدث فى 2003، غير أن هناك عدة عوامل ربما تكون قد ساعدت على الحد من التراجع فى قيمة الجنيه أهمها، أن رصيد الأموال الساخنة فى مصر كان قد شهد تراجعا فى الفترة الأخيرة، كذلك ساعدت احتياطيات البنك المركزى المصرى على طمأنة السوق من أن السيولة متوافرة بالصورة التى تمكن البنك المركزى من التدخل فى الوقت المناسب للدفاع عن الجنيه أمام العملات الأجنبية، أكثر من ذلك فقد أدت تأكيدات البنك المركزى بفتح عمليات التحويل من الجنيه المصرى إلى العملات الأجنبية، وعدم وجود أى قيود على عملية التحويل إلى الخارج إلى طمأنة المتعاملين فى السوق، وبالفعل أخذت معدلات صرف الجنيه بالنسبة للدولار فى التحسن بعض الشىء. الأثر الخامس هو أنه من المتوقع أن تشهد الميزانية العامة للدولة عجزا قياسيا هذا العام، وربما العام القادم، لعدة أسباب أهمها أن الحكومة سوف تضطر إلى الإعلان زيادات استثنائية فى دخول العاملين فيها لامتصاص جانب من الضغوط التى تتعرض لها من الشارع، وهو بالفعل أول ما سارعت إليه الحكومة الجديدة عندما أعلنت منذ أيام عن زيادة أجور العاملين بنسبة 15% تسرى من أول أبريل القادم، والسبب الثانى هو تراجع إيرادات الدولة نتيجة تراجع إيرادات الضرائب بفعل تراجع النشاط الاقتصادى فى قطاعات عديدة أهمها قطاع السياحة الذى يوفر حصيلة ضريبية وفيرة، والسبب الثالث هو ارتفاع تكلفة خدمة الدين نظرا لتراجع تصنيف الدين العام المصري، سواء الداخلى أو الخارجي، وهو ما يعنى ارتفاع هامش العائد على السندات المصرية، بصفة خاصة متوسطة وطويلة المدى، ومن ثم فإن اقتراض الحكومة، وهو أمر ملح فى مثل هذه الظروف، سوف يجعل من خدمة الدين أمرا مكلفا. الأثر السادس هو تراجع معدلات النمو وارتفاع معدلات التضخم، فقد كان من المفترض وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولى أن يبلغ معدل نمو الناتج الحقيقى فى مصر هذا العام 5.5%، بينما كان من المفترض ان ينخفض معدل التضخم إلى 9% فقط، بعد ان بلغ معدل التضخم 20.2% فى عام 2007/2008. من المؤكد أن الأحداث وما صاحبها من تطورات سوف تؤدى إلى تراجع معدل النمو فى الناتج الحقيقى،الأثر السابع هو ارتفاع معدلات البطالة والراجع إلى تأثر العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية فى الاقتصاد المصرى والتراجع المتوقع فى معدلات نمو الناتج المحلى الحقيقي. الآثار الأخرى تشمل نمو الدين العام المحلى والخارجى لمواجهة عمليات إعادة إصلاح البنى التحتية، وتكلفة معالجة الدمار الذى لحق بالممتلكات العامة، وكذلك التعويضات عن الخسائر التى لحقت بالممتلكات الخاصة، فضلا عن تكلفة القرارات المتوقعة لرفع مستوى رفاهية السكان، بصفة خاصة بالنسبة لرفع الأجور وزيادة الدعم. الخلاصة هى أن مصر تنتظر انخفاض فى معدلات النمو، وتزايد العجز فى ميزان مدفوعاتها وميزانيتها العامة، وارتفاع معدل التضخم والبطالة فى الفترة القادمة، غير أنه من المؤكد أن تحول النظام السياسى فى مصر نحو نظام أكثر ديمقراطية سوف يؤدى إلى مزيد من الكفاءة فى عملية إدارة موارد الدولة، وخفض مستويات الفساد وهو ما سوف يساعد على توجيه الموارد المتاحة نحو مجالات أفضل للاستخدام وآفاق أوسع للنمو. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: وعى الجماهير.. ومفهوم الثورة الثلاثاء 08 مارس 2011, 5:47 am | |
|
وعى الجماهير.. ومفهوم الثورة | | | | |
كان مفهوم «الثورة».. عبر التاريخ واضحا ومتفقا عليه علميا وعقلانيا ومنطقيا.. ليصبح الهدف الأساسى للثورات هو الصالح العام الذى يتحقق من خلال المعرفة والعلم حتى تحدث المصالحة بين أفراد المجتمع الواحد. إن كلمة «الثورة» التى وردت فى موسوعات وقواميس العالم تعنى الاندفاع الغاضب أو العنيف نحو تغيير جذرى للأوضاع السياسية والاجتماعية، تغييرا أساسيا بهدف تحقيق ما يسمى بالصالح العام. لذا قال المفكر الفرنسى الكبير «مونتسكيو» فى القرن السابع عشر: «إن الطغيان هو النظام الذى تقوم بسببه الثورات» كما عرفت «الثورة» أنها التغيير المفاجئ فى النظام السياسى والاجتماعى والمؤسسى القائم، أى ذلك التغيير الذى يعتمد على السرعة ليشمل أيضا النظام الأخلاقى. لهذا يمكن للثورة أن تصنع فى يومين ما كان يمكن أن يتطلب مائة عام، إلا أنها يمكن أن تخسر فى عامين إذا لم تتكاتف الجهود من أجل العبور بها إلى الأمان الاجتماعى فى مواجهة المحاولات المضادة. إذ يقول «شاتوبريان» الكاتب الفرنسى المعروف: إن الثورة هى الخط الذى يشطر الزمان إلى قسمين، ومعه الأفكار، والأخلاق، والقوانين، واللغة نفسها، نصف ما بعد ونصف ما قبل، متضادين لا يمكن التوفيق بينهما. حول تاريخ الثورات امتلأت الأسواق الفرنسية بالكتب التى تتحدث عن «الثورة فى عالمنا المعاصر»، دارت كلها حول كيفية كشف الثورة لطبيعة العلاقات الظالمة والعمل على هدمها، وبناء علاقات جديدة بهدف إبدال القيم. فالثورة هى الحدث الذى يغير مسار التاريخ، فما كان قبل الثورة لابد أن يختلف تماما عما هو بعد الثورة. وعلى سبيل المثال، عندما قامت الثورة الفرنسية فى عام 1789 بعد أن أعد لأفكارها سلسلة طويلة من الكتاب والفلاسفة والمفكرين مثل «جان جاك روسو»، و«فولتير»، و«ديدروه» لم تتفجر شرارة الثورة إلا بسبب «الخبز»، ثم تطورت لتجىء بالنظام الجمهورى بعد نظام ملكى فاسد، ليتغير وجه أوروبا كلها. وقد ثبت علميا أنه عندما تحدث ثورة فهى تكون فى مجتمع تسوده علاقات ظالمة، يعم فيه الفساد بحيث إن حرية السواد الأعظم من أفراده غير مصونة وضائعة، أو أن تكون الحرية مجرد شعار يرفعه من يقوم بقمع الحريات، والمقصود بالظلم هنا أن تكون هناك طبقة مميزة عن باقى طبقات المجتمع. ولكن بعد أن يدرك الإنسان مكانته يسعى إلى تصور جديد يحكم على أساسه أو بناء عليه، فيعى أسلوب التمثيل أو الإنابة الذى يجعله يشارك فى تقرير مصيره بعد رفضه الديمقراطية التمثيلية ليعتنق الديمقراطية المباشرة، ألا وهى سلطة الشعب. ولأن مجمل هذه العلاقات من صنع الإنسان، يصبح ذلك الإنسان صانعا للتاريخ بهدف إحلال العلاقات السليمة والصحيحة. الشر الذى يحول الإنسان فيه الواقع الردئ والظالم إلى واقع أفضل وعادل. لأن رفض الإنسان للظلم والاستغلال وقمع الحرية هو فى حد ذاته ثورة تتطلب المعرفة والعلم. هذا لأن الثورة تبدأ بفكرة، الآن الذى اتضح جليا خلال فلسفة القرن الثامن عشر، وما قبله من فلسفة التنوير التى طرحت مبادئ مناقضة للوضع السائد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا فى فرنسا، فكانت أهم العوامل التى أدت إلى قيام الثورة الفرنسية التى أسست لأيديولوجية المساواة والحرية. دور وعى الجماهير يتركز مدى نجاح الثورة على مدى وعى الجماهير، أى تلك الجماهير التى لم تصل إلى درجة من الإدراك بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. لذا لابد أن تقوم القيادة الثورية المثقفة أولا: بإقناع الجماهير لتوضيح وتفهم الوضع بهدف الاستيعاب. لأن الثورة ليست هدفا فى حد ذاته، إنما هى وسيلة لتحقيق الأهداف بفعل واع وإرادة حرة تسعى لحرية الإنسان وسعادته واحترامه، وإقامة مشروع حضارى وسياسى واجتماعى. ثانيا: طرح البديل الذى يعبر عن الجماهير الثورية، الأمر الذى يعنى إبدال القيم التى بنيت على العلاقات الظالمة فى المجتمع لتتحول إلى مفاهيم الحق بحيث لا تكون الانتخابات الرئاسية حكرا، وكذلك وجود برلمان ينوب عن الشعب، ومن ثم الحيلولة دون استغلال رب العمل للعمل، ليحل نظام المشاركة. بحيث تتم عملية الإبدال بطريقة واعية تؤدى إلى وعى وتثقيف كل أفراد المجتمع بمفاهيم القيم الجديدة التى قامت الثورة من أجلها. وبقدر ما تكون تلك القيم إيجابية بقدر ما تكون سرعة الإنجاز، الأمر الذى يتطلب إزالى الموانع التى تحول دون عملية التقدم الإيجابى، هذا فى ظل المحافظة على المؤسسات الحامية ذات الشرعية. ولأن الثورة بمفهومها الواسع تعنى الجماهيرية فعلى هؤلاء التيقظ والحرص على عدم المساس بمؤسسات الدولة، بل العمل على تثقيفها وتدعيمها والبناء عليها. ما بعد التغيير يكون البديل وهو بناء مجتمع جديد يستند على النظرية الثورية التى ترسخ لمبادئ الحرية والمساواة والعدالة. فإن الثورة تختلف حسب البنية التى يعيش فيها أفراد المجتمع من مستوى ومعيشة والحريات السياسية والحالة الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية. وكذلك حسب البيئة الخارجية المحيطة بالمجتمع والمتمثلة فى العلاقات الخارجية مع مكونات المجتمع الدولى. ولذلك يلجأ الثوار لمؤسسة قائمة شرعية حامية ومؤثرة فى عملية تغيير النظام السياسى، وهى مؤسسة الجيش التى تسعى لبناء مجتمع إنسانى خال من الظلم. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: ثورة 25 يناير فى المدارس والجامعات الثلاثاء 08 مارس 2011, 5:55 am | |
|
ثورة 25 يناير فى المدارس والجامعات | | | | |
غيرت ثورة 25 يناير الكثير من المفاهيم وحتمت علينا أحداث ثورة أخرى مماثلة على أساليب التعليم والمناهج الدراسية بمدارسنا وجامعاتنا لتتلاءم مع ما حملته هذه الثورة من مفاهيم جديدة ومنها الديمقراطية والمواطنة والحرية والمشاركة والإصرار على تحقيق الهدف والعدالة الاجتماعية وغيرها. أكتوبر استمعت إلى آراء خبراء التعليم والتربية عن رؤيتهم فى الإصلاح المطلوب إدخاله على التعليم المصرى ليتماشى مع العهد الجديد. بداية.. تؤكد د.محبات أبوعميرة أستاذ العلوم التربوية وعميدة كليةالبنات جامعة عين شمس أن هذه الثورة أحدثت تغييراً فى كل شئ وجعلتنا فى أمس الحاجة لثورة تعليمية بدءاً من مرحلة رياض الأطفال وحتى الجامعة لتخريج متعلم قادر على التعامل مع المعطيات المحلية والحفاظ على مخرجات هذه الثورة. وترى د. محبات أنه على مستوى الفصل المدرسى فقد أصبحت لا تتفق مع هذه الثورة ديكتاتورية بعض المعلمين داخل الفصل وعدم إعطاء الفرصة للتلميذ للتعبير عن رأيه وأن يحل المشكلة باستخدام اليد وأن يدير المعلم الفصل دون إشراك المتعلم.. وبالتالى فنحن نريد ديمقراطية فى التعليم. وطالبت د. محبات بضرورة تخفيض كم المعلومات بالمناهج الدراسية إلى النصف فى مرحلة التعليم قبل الجامعى.. قائلة قد يتهمنا البعض بأننا بهذا المطلب سنتسبب فى إغفال الأساسيات للمادة.. وهذا غير صحيح لأن المتعلم لابد أن يتلقى مناهج سهلة الهضم، الفهم ولا تكبل عقله بمعلومات كثيرة. أما فى الجامعة فترى د. محبات أن تعطى للطالب مقررات دراسية تثقيفية وأخرى عن حقوق الإنسان فنحن فى جامعاتنا فى حاجة لمقرر للتربية السياسية لأنه إذا نظرنا لشباب الفيس بوك الذى أحدث هذه الثورة هم خريجو الجامعات المصرية الحكومية والخاصة وبالتالى فنحن فى احتياج لأن ننمى لديهم ما يسمى بالتربية السياسية ليكون لديهم وعى بأى قانون أو دستور جديد يصدر.. وهذا لا يعنى أننا نريد أحزابا سياسية داخل الجامعات حتى لا يكون هناك صراعات داخل الجامعة. وتضيف أننا فى حاجة لتدريب الطلاب بالجامعات على التربية السياسية وهى كيف يدلى برأيه وأهمية مشاركته فى الانتخابات حتى لا يكون منعزلاً عن المجتمع. أما بالنسبة للامتحانات والكلام لا يزال على لسان د. محبات أبو عميرة أنه لا ينفع مع هذه الثورة والتى هى نوع من التمرد على الواقع الأساليب التى تتبع فى الامتحانات.. والأمر يتطلب إدخال مفهوم الإبداع فى الامتحانات للوصول إلى حلول جديدة فلابد أن تواكب الامتحانات هذه الثورة بأن تكون أسئلتها إبداعية تقيس ما سوف يتنبأ عنه فى المستقبل مثل أسئلة (ماذا يحدث لو....؟.) على أن تكون الإجابات متعددة ومختلفة .. وبالتالى فلابد فى المرحلة القادمة أن ندرب طلابنا على ممارسة العملية الابداعية من تدريبهم على الأسئلة الجديدة فى الابداع حتى لايصدموا عندما تأتى الامتحانات.. وهذا يتطلب معلما ديمقراطيا بجانب منهج دراسى ومشاركة طلابية للأنشطة. البرلمان الصغير وتؤكد د. محبات أننا فى أشد الحاجة إلى إنشاء ما يسمى بالبرلمان الصغير لتدريب التلاميذ منذ الصغر على التربية السياسية.. فنحن فى كلية البنات بجامعة عين شمس أدخلنا هذه الفكرة ولدينا مشروع بنحب كليتنا وبرلمان كليتنا ليكون هناك نوع من المحاكات لتدريب الطالبات بالكلية على كيفية التعبير عن رأيهن. وأن يكون هناك حوار للوصول إلى القرار السليم والصحيح وهذا الفكر هو المطلوب نقله لمدارسنا وجامعاتنا. فعلى سبيل المثال إذا أراد وزير التعليم أن يأخذ قرارا يمس القاعدة العريضة فلابد أن يأخذ رأى هذه القاعدة وهم المدرسون والطلاب وأولياء الأمور ليخرج القرار ديمقراطيا من خلال استمارة استبيان يؤخذ فيها رأى القاعدة ثم بعدها يأخذ الوزير القرار على ضوئها وهذا ما يحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية. المبادئ الثمانية أما د. حسن شحاتة الخبير التربوى وأستاذ المناهج وطرق التدريس فيؤكد أن ثورة 25 يناير التى قادها الشباب المصرى هى ثورة لإصلاح التعليم وبناء مجتمع تعليمى جديد لمجتمع جديد. ويضيف د. شحاتة أن هذه الثورة تتطلب إعلان مبادئ جديدة لإصلاح التعليم المصرى.. أولها أن يكون التعليم قضية مجتمع وليس قضية وزير أو وزارة.. وأن يكون مفهوم التعليم هو قضية أمن قومى لأنه استثمار للإنسان المصرى وليست خدمة تقدم لأبناء الشعب. والمبدأ الثانى أننا نحتاج إلى إدارة وطنية حكيمة بالمجال التربوى فى كافة المستويات التعليمية بدءاً من المعلم وانتهاء بالوزير. هذه الإدارة لابد أن تمتاز بالمرونة والخبرة والكفاءة وتؤمن بالتسامح والعيش معاً.. وأن ترفع شعار أن الجميع أذكياء وأن التميز يجب أن يكون للجميع. ويضيف د. شحاتة أن المبدأ الثالث المطلوب إدخاله فى التعليم المصرى فى الفترة القادمة هو إدخال تعليم يقوم على اللامركزية فى التنفيذ بحيث يكون كل محافظ فى محافظته ومع قيادات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية مسئولاً عن التعليم ويصبح مدير التعليم بالمحافظة وزيرا للتعليم فى محافظته ويصبح لكل مدرسة مجلس أمناء دوره تحقيق جودة التعليم وتنفيذ الاستراتيجيات الحديثة فى التعليم والتقويم.. ورابع المبادئ إدخال الشراكة المجتمعية وتنويع مصادر تمويل التعليم بالجهود الذاتية من خلال رجال الأعمال الشرفاء وتحويل مؤسساتنا التعليمية إلى مؤسسات للتنوير داخل المجتمع لتكون مصدر إشعاع ويصبح المخلوط الورقى والكمبيوتر معا هما الوسيط التعليمى للتقنية الحديثة من أجل تغيير العقلية وتكوين إنسان مصرى جديد يتجاوز المحلية إلى العالمية. أما المبدأ الخامس فهو إدخال تعليم جديد يقوم على المعلم التربوى بعد أن وجد أن 67% من المعلمين الذين يقومون بالتدريس حالياً غير تربويين وغير مؤهلين للعملية التربوية. والمبدأ السادس أن يكون هناك تعليم مؤمن بالمواطنة والحرية والديمقراطية باعتبارها مفاهيم وقيماً جديدة وهى الوليد الشرعى لثورة 25 يناير ليحولها التعليم إلى واقع عملى عبر مناهجها الدراسية ومن خلال الأنشطة خارج الفصل المدرسى وقاعة المحاضرات. أما المبدأ السابع كما يقول د. حسن شحاتة فهو تحقيق تعليم للجميع وبالمجان فى جميع المراحل والمستويات يؤمن بأن الإبداع للجميع دون التفرقة بين التعليم فى الريف والحضر وبين التعليم الحكومى والخاص وبين التعليم العام والفنى.. ويسمح بالاستيعاب الكامل بعيدا عن التسرب.. والمبدأ الثامن هو إدخال تعليم جديد يرتبط باحتياجات سوق العمل المتغيرة عن طريق تسليحهم بالمهارات والمقررات بتدريبهم فى المؤسسات الإنتاجية والمصانع والشركات والمزارع والمتاجر حتى يمزج بين الدراسة النظرية فى المدارس والجامعات والتطبيق العملى فى المؤسسات المجتمعية الإنتاجية حتى نقضى على القنبلة الموقوتة وهى البطالة. ويقترح د. حسن شحاتة إعداد جداول دراسية خاصة بمفاهيم ما بعد 25 يناير وأهمها مفهوم الحرية والمسئولية والمشاركة والديمقراطية. مطالباً بأن تخصص المدارس والجامعات جداول وحصصاً لتعليم تبادل الأفكار والحوار فى تخصيص غرف للحوار تكون مهمتها الإجابة عن أسئلة الطلاب وإقامة الحوار معهم بأسلوب ديمقراطى منظم والاهتمام بالقيم الاخلاقية لأن مصر دولة دينية مسلمة ومسيحية.. وتعليم احترام الكبير وتقدير رموز الوطن لأن مصر دولة مؤسسات. مواصفات جديدة كما يقترح د. شحاتة إدخال مواصفات جديدة على امتحانات الثانوية العامة لتتواكب مع ثورة 25 يناير من خلال أسئلة تبتعد عن الأزمات التى واجهت الطلاب عبر السنوات الماضية ومنها وضع أسئلة من الكتاب المدرسى المقرر وأن تتصف الأسئلة بالتنوع وقياس المستويات العقلية للطلبة والتى تجمع بين التركيز والتفكير معاً بعيداً عن الألغاز والتعقيد. مع توسيع فرص الاختيار فى الأسئلة بحيث تشكل نسبة الاختيار 30% من الأسئلة الكلية للورقة الامتحانية لكل مادة.. وأيضاً مراعاة الجمع فى الأسئلة بين الأسئلة النظرية والربط بين الأحداث الجارية والقضايا والأحداث الموجودة على الساحة دون تعسف. والإبقاء على عقد 3 لجان لوضع أسئلة امتحان كل مادة والتى تقوم بوضع مجموعتين من الأسئلة على أن تختار اللجنة الثالثة مجموعة منهما.. واستبعاد أساتذة الجامعات من المشاركة فى وضع أسئلة امتحانات الثانوية العامة.. والاقتصار على وضعها من قبل المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى. جامعات متخلفة ويرى د. سمير أبو على عميد كلية التربية الأسبق بجامعة الإسكندرية أن الأمر يحتاج لإصلاح كامل للمنظومة التعليمية فإذا نظرنا للجامعات فى مصر نجدها تدرس تاريخ العلوم وليس العلم نفسه .. فهى جامعات متخلفة من ناحية المادة العلمية وتفتقر للمعامل التى تكسب الطلبة المهارة. ويضيف د. أبو على إذا نظرنا أيضاً لمشروع الجودة فى التعليم العالى فإننا نجده هو الآخر على الورق فقط وبعض رؤوساء الجامعات يعيشون فى (برج عاجى) ولديهم اعتقاد بأن جامعتهم هى على أحسن ما يكون. أما المدارس فإنها تحتاج إلى تطوير هى الأخرى بدءاً من المناهج الدراسية التى تحتاج لتغيير لتغرس فى الطالب البحث عن المعلومة وحب المعرفة والبحث عن تطبيقاتها.. كما تحتاج إلى إعادة تأهيل المعلم ليكون دوره مرشداً فى توجيه الطالب للمجال الذى يحبه ويميل إليه ويعمل على تنمية موهبته منذ الصغر. ويشير د. أبو على إلى أن أكثر المعلمين فى مدارسنا لا يجيدون التحاور مع الطلاب لأنهم غير مؤهلين لذلك من ناحية.. والبعض منهم ضعيف من الناحية العلمية والثقافية من ناحية. أخرى الأمر الذى يجعل المعلم يقهر الطالب حتى لا يحاوره أو يتناقش معه. ويضيف أنه لابد أن يعرف المعلم أن لكل مسألة عدة حلول وليس حلاً واحداً.. وهذا يتطلب منا إعادة هيكلة المعلمين وإعطائهم مهارات التعامل مع الطلاب والاستماع للرأى للآخر. ويهاجم د. أبو على أكاديمية المعلمين قائلاً إنها قائمة فى تدريبها للمعلمين على تمهين المعلم فقط وليس على تدريبه على أسس المادة العلمية التى يقوم بتدريسها.. وأنه يجب الاهتمام بالجانبين معا فى إعادة تأهيل وتدريب المعلم. الشباب والعالم الافتراضى ويرى د.أبوعلى أن المنظومة التعليمية تحتاج لإعادة ترتيب برؤية حقيقية.. فالشباب الذين قاموا بثورة 25 يناير استخدموا تكنولوجيا المعلومات مثل الفيس بوك والإنترنت وهى مهارات اكتسبوها من كم المعلومات التى حصلوا عليها من العالم الافتراضى متمثلاً فى الكمبيوتر والنت رغم أننا كنا نظن أنهم شباب خيبان وفاشل.. ولكن عندم تكلموا وجدنا أمامنا شبابا واعيا وفاهما ومستنيرا.. وأن لديه خلفية راسخة لم يكتسبها من التعليم المصرى ولم تكن من نتاجه ولكن اكتسبها من خلال تكنولوجيا المعلومات ومن خلال مشاهدتهم للديمقراطية فى العالم المتقدم واختزنت فى داخلهم حتى اخرجوها يوم 25 يناير. ويؤكد د. أبو على أن المهم فى الفترة المقبلة أن يكون هناك رؤية لإصلاح التعليم تقوم على المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية لأن الأفراد فى زوال والوطن هو الباقى.. وأن المستقبل فى إصلاح التعليم لأنه هو قاطرة التقدم.. مؤكدا أننا لو استمرينا على منهج هذه الثورة فى تفكيرنا وإصلاح نفوسنا وضمائرنا بجانب اصلاح التعليم فإنه من الممكن خلال الـ 10 سنوات القادمة أن تكون مصر دولة متقدمة. ديمقراطية التعليم ومن جانبه يؤكد د. صديق عبدالسلام رئيس رابطة أوائل الثانوية العامة ووكيل كلية طب الإسكندرية أن إحداث التغيير فى مصر يبدأ من إصلاح التعليم. وأضاف أن الشباب المصرى أثبت أنه بذكائه وإطلاعه الشخصى قادر علىأن يتغلب على عيوب نظام التعليم. لذلك فلابد من الالتفات إلى التعليم كعامل مهم للحاق بمن سبقونا.. وأهمها تحقيق ديمقراطية التعليم حيث إنه مفهوم غائب فى مصر.. فالأخذ برأى المتعلم شىء ضرورى فى المرحلة القادمة.. كما يجب أن تتغير العلاقة بين المعلم والطالب وأن يتغير دور المعلم من الملقن إلى المحاور ويكون أكثر ديمقراطية.. فقد يكون لدى الطالب رؤى أكثر من المعلم وهذا لا يقلل من شأن المعلم. أما بالنسبة للتعليم الجامعى فيجب أن نستمع إلى رأى الطالب فى تطوير المناهج وأن يقيّم الطالب اساتذته ويقول رأيه فيهم من حيث أساليبهم فى التدريس وتوصيل المعلومة.. وهذا الأسلوب موجود فى دول العالم المتقدم حيث نجد أن الطالب يقيّم أساتذته باعتباره هو متلقى الخدمة ولكن يجب أن يكون النقد بناء وقائما على الاحترام المتبادل. التعليم للتمتع والمفهوم الثانى الذى نريده كما يقول د.صدّيق أن يكون التعليم للتمتع وهذا المفهوم موجود فى العالم ولكنه غائب فى مصر حيث إن التعليم فى مصر ما هو إلا «هّم» بدءا من الطفل وهو فى الحضانة إلى الباحث للدكتوراه.. مؤكدا أن «الهّم» الأكبر للأسرة المصرية هو ما تتكلفه من فاتورة باهظة بسبب الدروس الخصوصية وانتشارها على جميع المستويات والمراحل التعليمية بدءاً من الحضانة حتى الدكتوراه، فى حين أن الطالب فى أى مكان فى العالم يستمتع ويتعلم فى وقت واحدا. ولكن التعليم فى مصر يعتبر هما كبيرا على الأسرة وتختلف درجته على حسب المرحلة التعليمية وحسب نوع التعليم.. وهذا يجب تغييره ليكون التعليم للتمتع. ملاحظات على التعليم ومن جانبها تؤكد د. فوزية عبدالستار استاذ القانون الجنائى بجامعة القاهرة على احتياجنا لثورة كبيرة وتعديلات كثيرة فى التعليم لتتناسب مع العهد الجديد وتتلاءم مع النهضة التى تتطلع إليها مصر بعد الثورة والتحول الكبير الذى تعرضت له مصر فى الفترة الأخيرة، فبالنسبة للتعليم العام كما تقول د. فوزية فإنه يحتاج لتعديل كبير حيث يعتمد على الحفظ والتلقين حيث يحتاج لخبراء فى الجوانب النفسية والاجتماعية لكى يعدوا لنا الوسيلة لتدريب الأبناء على حرية الفكر وإبداء الرأى وتقييم الأمور وهذا يحتاج إلى تغيير فى أساليب التعليم ومناهجه، والشئ الثانى الذى نحتاج لمواجته كما تقول د.فوزية يتمثل فى الظاهرة المؤسفة وهى تدنى مستوى اللغة العربية فى المدارس وهذه مسألة فى منتهى الخطورة لأنها أحد مقومات الشخصية العربية.. فلازال لدينا فكر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لابد أن يتوحد العرب لأن اتحادهم يعادل القوة الدولية واللغة العربية هى العامل المشترك لتوحدهم. والملحوظة الثالثة هى قيام المدارس فى الفترة الأخيرة بتدريس المناهج الأجنبية والأوروبية والأمريكية بها.. واصفة هذا بأنه مهزلة فالمسألة ليست تعليم اللغات ولكن فى الانتماء لأن الانتماء الثقافى يمهد للانتماء للوطن ويؤثر على الانتماء بحكم الدراسة حيث يتأثر الدارس بالثقافة الأجنبية ويبتعد عن الثقافة العربية وبهذا الأسلوب نفتقد انتماء العديد من الأبناء الذين هم مستقبل مصر.. واصفة هذا بأنه نوع من الغزو الثقافى المدعم من الدولة وهذا لابد أن يتغير. وتضيف أنها لا تعترض على تدريس اللغات. بل إنها تؤيد تعلمها ولكن كلغة وليس كتعليم.. فالمصيبة الكبرى أن امتحانات هذه المدارس تأتى من الخارج.. وأنها تنتهز فرصة العهد الجديد لتفجر هذه القضية الخطيرة قبل أن نفقد جزءاً كبيراً من أبنائنا المتعلمين وهذه قضية مرفوضة ولابد أن نغلق الباب أمامها. أما الشئ الرابع لإصلاح التعليم المصرى كما ترى د. فوزية عبدالستار فيتعلق بالتعليم الأساسى فلابد أن يتم تعليم كل الاطفال فى مصر حيث تواجه هذه المرحلة تسرب عدد كبير منهم مما سيؤدى إلى استفحال الامية فى مصر. وهذا لا يتفق مع مظاهر الثورة الحضارية التى تؤكد على عظمة الإنسان المصرى. تضيف د.فوزية أن الشئ الخامس هو الاهتمام بالتربية الدينية فى مدارسنا.. حيث إنها ضد كل من ينادى بايجاد دراسة دينية مشترك بين الأديان استناداً إلى (لكم دينكم ولى دين).. بأن يتم تدريس الأديان كل على حدة لأن الدين يعطى الحقائق وبالتالى يعطى نوعا من الحصانة ضد الأفكار المتطرفة لأنه تلاحظ أن الأفراد الذين يتلقون الأفكار المتطرفة عندهم خواء دينى إضافة إلى أن الدين يضمن قدرا كبيرا من القيم الاخلاقية ويدعم الاخلاق. وترى د. فوزية أنه بالأشياء الخمسة هذه تكون منظومة الاصلاح للتعليم قد استكملت. فعندما نصل بطالب قد تعلم لغته الأصلية وهىاللغة العربية بجانب اللغات الأجنبية إضافة إلى القيم الدينية يكون هذا هو الإنسان المصرى الذى ننتظر منه الخير حيث سيكون إنسانا نظيفا يعيش بدون رشوة أو تدليس أو غش. إلغاء مكتب التنسيق أما فيما يتلعق باصلاح التعليم العالى فتطالب د. فوزية عبدالستار باعادة النظر فى مكتب التنسيق لأنه لا يذهب بالطالب حيثما يريد.. وهذا معيار غير سليم يحتاج لإعادة النظر فيه.. كما ترفض عمل امتحان قبول للالتحاق بالجامعة لأنه سيكون محل الشبهات والمجاملات وهذا يحتاج لنفوس سليمة، كما ترى أن الامتحانات الشفهية هى الأخرى تحتاج لمراجعة لأنها تخضع للمجاملة والمحسوبية. النماذج الجاهزة أما د. حامد طاهر نائب رئيس جامة القاهرة الأسبق فيقول إن أية ثورة تتطلب اصلاح الأحوال السابقة وللقيام بهذا الإصلاح فإن الأمر يتطلب أن نبدأ باصلاح التعليم وتشجيع التدريب حتى نستطيع تخريج جيل يستطيع بناء مصر على أسس قوية وسليمة. ويضيف د. حامد علينا الاستفادة من تجارب الآخرين وخاصة فى المواد العلمية فالنماذج التعليمية الناجحة موجودة فى العالم ويمكن استيرادها ما عدا المناهج التى تقوى الأصالة والانتماء مثل اللغة العربية والدين والتاريخ. ويقترح د حامد طاهر ضرورة تطعيم المناهج الدراسية بمفاهيم حقوق الانسان العالمية وتضمينها بما يخص كرامة الانسان وحقوقه وأيضاً واجباته نحو مجتمعه. ويطالب د. حامد بأن، ننقل روح الثورة مثل التعايش معا وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وقيم المشاركة.. بأن ننقلها لمدارسنا والاستفادة منها فى مشاركة المدراس لتجميل وتنظيف المجتمع المحيط به. الاهتمام بالتربية ومن جانبه يرى د. عبدالرحمن العيسوى استاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية أن الأمر يحتاج لإصلاحات جذرية فى المناهج وطرق التدريس ونظام التقويم والامتحانات بحيث تؤدى دورها القومى والوطنى فى تحقيق التقديم والرخاء والتنمية. ويؤكد أن الاهتمام بالتربية هو وسيلة المجتمع إلى التنمية والنهوض بداية الإنتاج وتنمية ضمائر الناس لأنه إذا صلحت التربية صلح المجتمع بأكمله إلى جانب تكوين الشخصية القومية القادرة على الانتاج والابداع والمؤمنة بالوطن. كما يؤكد د. العيسوى على أننا فى أمس الحاجة لمثل هذه القيم لأن مصر فى حاجة إلى إحداث هزة أخلاقية وقومية تعادل ثورة 25 يناير.. مشيراً إلى أن الأمر يتطلب إصلاح المناهج وتحديثها وحذف الحشو الزائد منها وإدخال موضوعات جديدة تساهم فى تكوين الشخصية وصقلها. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: الثورات العربية صراع على الثروة والسلطة الأربعاء 09 مارس 2011, 5:09 am | |
|
الثورات العربية صراع على الثروة والسلطة | | | | |
مع دخول ثورة ليبيا أسبوعها الثالث تنذر الأوضاع بمخاطر بالغة التعقيد تتمثل فى اختطاف الغرب وتحديداً أمريكا لثورة الشعب عبر التدخل العسكرى لإسقاط نظام القذافى، ليتحول الصراع إلى نهب ثروات العرب بدلاً من استفادة الشعوب العربية منها، لكن يبقى الحسم فى الميدان والموقف العربى لإنقاذ ليبيا والمنطقة من أجواء صراعات دولية وإقليمية وهو الأمر الذى تتضح مؤشراته النهائية خلال الأسبوع الراهن انطلاقاً من مواقف القذافى وثوار ليبيا وتحرك الغرب بعد اجتماعات ومشاورات عاصفة فى مجلس الأمن والاتحاد الأوروبى ومجلس حقوق الإنسان. .. ولا يزال العقيد الليبى معمر القذافى يسيطر على طرابلس على الرغم من سقوط معظم المدن الليبية فى أيدى الثوار واستقالة وزراء وسفراء وقيادات من الجيش الليبى فى مختلف أسلحته الجوية والبرية والبحرية، وقد تم تشكيل مجلس انتقالى لإدارة شئون ليبيا بالتشاور مع قيادات فى عموم البلاد من الداخل والخارج وبدأت مدينة بنغازى تتعامل باستقلالية شديدة مع رفع علم الاستقلال، وتسيير شئون الشعب الليبى فى الداخل والخارج. وهناك من تحدث عن اتصالات قامت بها الإدارة الأمريكية مع القيادات الليبية فى بنغازى لتقديم كامل الدعم لها وهو ما نفاه مصطفى عبدالجليل وزير العدل الليبى السابق والداعى إلى فكرة الحكومة المؤقتة «مجلس حكم انتقالى» كما أكد أن معمر القذافى وحده يتحمل المسئولية عن كل الجرائم التى وقعت فى ليبيا وشدد على وحدة أراضى البلاد، وقال إن ليبيا حرة وعاصمتها طرابلس. وميدانيا الأوضاع فى المنطقة الشرقية (مساعد - طبرق - درنة - بنغازى) مستقرة، وفى المنطقة الغربية تعيش مدنها ما بين حالة الاستقرار ثم الكر والفر ما بين الثوار وموالين للنظام خاصة كتائب خميس الأمنية نجل العقيد معمر القذافى فى مدن مصراتة وصبراتة، والزنتان، والمدن المجاورة لتونس إضافة إلى أجزاء من طرابلس العاصمة. وفى منطقة العزيزية والساحة الخضراء والزاوية يخرج سيف الإسلام ليؤكد عدم تخلى والده عن السلطة قائلاً: سوف نعيش ونموت أنا وأبى فى ليبيا ولن نخرج منها، رافضاً الحديث عن تغيير النظام ومؤكداً على تأمين الرفاهية والأمن للشعب الليبى. وأعرب عن عدم خشيتهم من أى تدخل عسكرى قائلاً: لقد صمدنا أمام الخطر الأمريكى والبريطانى ولن نهرب وكانت الأمم المتحدة قد عقدت عدة جلسات لمناقشة الوضع فى ليبيا واصدرت قرارات بتجميد أرصدة القذافى وعائلته ومنعهم من السفر، وتجميد عضوية ليبيا فى مجلس حقوق الإنسان فيما تحاول واشنطن الضغط فى اتجاه التدخل العسكرى وقامت بوضع السفن الحربية على مقربة من شواطئ ليبيا وتستعد لإرسال قوات فى المارينز لتقديم مساعدات إنسانية كما تدعى وتحاول فرض منطقة حذر جوى وهو الأمر الذى يستدعى تدمير قوات الدفاع الجوى الليبى وهذا أمر مرفوض عربياً لأنه سيكون بداية لتدمير ليبيا وربما يقود إلى حرب دولية خاصة فى ظل اتخاذ أية خطوة مخالفة لموقف مجلس الأمن الدولى، لأن عدداً من الدول الغربية يرون الاكتفاء بالعقوبات التى فرضت علىالنظام الليبى لإقناع القذافى بأن أعماله تثير استنكار المجتمع الدولى وكافة اعضاء مجلس الأمن، لكن هناك توقعات من دوائر عربية وغربية بانفراد واشنطن بضربة عسكرية على مواقع القذافى والنظام فى حال رفضه ترك السلطة والذهاب إلى منفى وجهته وفق ما يدور من معلومات إلى فنزويلا. وما بين هذه الخطوات المتسارعة غربياً والبطيئة داخل ليبيا أعلنت رابطة القبائل العربية بمصر عن مبادرة لقبول وساطتهم وتقريب وجهات النظر بين أبناء الشعب الليبى والعقيد القذافى لضمان الانتقال الأمنى والسلمى للسلطة حقنا للدماء وغلقا لمنافذ التدخل الأجنبى وتقسيم البلاد، لكن هذه المبادرة لم تظهر فى الأجواء حتى الآن أى قبول بشأنها وربما تأخذ فرصتها فى الأيام المقبلة أو تموت فى مكانها مع كثافة المبادرات الغربية لمحاصرة نظام العقيد القذافى. رفض التدخل الخارجى وفى سياق متصل رفضت كل الدول العربية التدخل العسكرى فى ليبيا وفى اجتماع وزراء الخارجية العرب أدان الاجتماع ما يحدث فى ليبيا من عنف وقتل تجاه المدنيين ودعا للوقف الفورى لأعمال العنف بكافة أشكاله والاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الليبى واحترام حقه فى حرية التظاهر والتعبير عن الرأى وذلك حقناً للدماء وحفاظاً على وحدة الأراضى الليبية والسلم الأهلى، والتأكيد على تحقيق تطلعات الشعوب العربية ومطالبها وآمالها فى الحرية والاصلاح والتطوير والتغيير الديمقراطى والعدالة الاجتماعية. كما أكد الوزراء على وقف مشاركة وفود حكومة ليبيا فى اجتماعات مجلس الجامعة العربية لحين استجابة ليبيا لمطالب الشعب وتحقيق الأمن والاستقرار ورفض التدخل العسكرى.. وكانت بعض الدول العربية قد تقدمت بطلب لتجميد عضوية ليبيا فى الجامعة ولكن هذا الطلب رفض بشدة لأن العضوية تخص الشعب الليبى وليس من حق أحد أن يمنعه من التمثيل بجامعة العرب، يذكر أيضاً أن السفير عبد المنعم الهونى مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية قد حول المندوبية إلى ممثلية للشعب الليبى وطلب من الجامعة المشاركة كممثل للشعب وليس النظام لحين انتظار ممثل عن نظام يختاره الشعب بعد ثورة 17 فبراير، مع الاعتراف بهذه الثورة ومجلسها الانتقالى. عواصف يمنية وإذا انتقلنا إلى اليمن فالمشهد بها لا يختلف كثيراً عن مظاهرات الاحتجاجات التى باتت تعم أرجاء العالم العربى لكن مع الفارق وبدرجات وحسب تلبية كل نظام لمطالب شعبه خاصة فى ظل الصراع على الثروة والسلطة ورغبة الشعوب فى الحصول على حياة كريمة بدلاً من انفراد الأنظمة بالمليارات التى تخرج علنياً يومياً بأن هذا النظام وذاك يمتلك أرقاماً تعد مفزعة دافعة للثورات فى كل اتجاه، وفى اليمن تحتشد الميادين يوميا ما بين مؤيد ومعارض لنظام الرئيس على عبد الله صالح ويدور الحوار بين الحكومة والمعارضة فى محاولة للاصلاح ووقف الاحتجاجات ولكن دون جدوى وقد تخيلت أن النظام فى اليمن بات على وشك الرحيل ولكن دبلوماسية يمنية أكدت لى أن الوقت لا يزال مبكراً ونظام الرئيس صالح مستمر لفترة. وكان الرئيس اليمنى قد دعا المعارضة اليمنية للانضمام فى الحكومة لكن المعارضة رفضت العرض وطالبت بإنهاء حكم الرئيس المستمر منذ ثلاثة عقود من الزمان. وقد تضامن الشعب فى الميدان مع هذا الطلب ووقف ليله ونهاره يطالب برحيل الرئيس وإسقاط النظام إلا أن الرئيس اليمنى على عبدالله صالح حذر من تقسيم البلاد إلى أربعة أجزاء فى ظل استمرار الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظامه، واعتبر صالح أن ما يحدث فى اليمن وفى اقطار عربية هو تقليد لمصر وتونس وأن غرفة عمليات هذه الثورات فى تل أبيب ويقوم بإدارتها البيت الأبيض، ولكن واشنطن حذرت الرئيس اليمنى من هجومه على أوباما وعليه سيبقى الوضع فى اليمن يراوح مكانه ربما لأسابيع فيما استفادت دول أخرى مما حدث فى مصر وتونس وغضب الشعوب علىالأنظمة بسبب أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية. وقد استبعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حديث نشطاء على الفيس بوك لتنظيم احتجاجات باتخاذ حزمة من الاصلاحات الاقتصادية بعد رحلته العلاجية منها ضخ مبالغ قيمتها 39 مليار دولار والعمل علىتثبيت العمالة وإعطاء تسهيلات لمن يرغب فى إقامة مشاريع صغيرة، ورغم ذلك لا يستبعد محللون الدعوة للتغيير تحمل اسم الحرية والاصلاح. فيما شهد العراق أسابيع من الاحتجاجات فى كل مكان دعت رئيس الوزراء نورى المالكى لإعلان حزمة جديدة من الاصلاحات تتعلق بمكافحة الفساد فى مؤسسات الدولة واستيعاب العاطلين عن العمل وتوزيع عادل للوظائف وأمر بتعزيز صندوق الرعاية الاجتماعية كما أعلن عن خفض سن التقاعد من 63 عاماً إلى 61 عاماً، لفتح الباب أمام الطاقات الشابة. وفى مجال الاقتصاد والاستثمار اتخذ المالكى قراراً بتسهيل إجراءات البناء وتخصيص الأراضى اللازمة بما يفتح المجال أمام المواطنين وشركات الاستثمار، كما أشار إلى اتخاذ قرار بتفعيل مشروع البنية التحتية وكشف المالكى عن الانتهاء من مسودة مشروع قانون الاصلاح الإدارى. وتأييده لدعوة رئيس مجلس النواب أسامة النجيعنى لإجراء انتخابات مبكرة فى مجالس المحافظات داعيا فى الوقت نفسه البرلمان إلى مراجعة قانون المحافظات وتنظيم علاقته بالوزارات الاتحادية. دوار اللؤلؤة فيما باتت المظاهرات شبه يومية فىالبحرين خاصة المنامة حيث تحول دوار اللؤلؤة إلى نقطة انطلاق للمتظاهرين فى وقت خففت فيه السلطات حضورها الأمنى واكتفت بالمتابعة من بعيد مع الاستمرار فى الحوار كما عزل ملك البحرين من أطلق عليهم وزراء التأزيم وقد رحبت واشنطن بالتعديل الحكومى فى البحرين ودعت إلى حوار يجمع كل مكونات البلاد، من جانبه دعا ولى عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة الذى يقود الحوار مع المعارضة لإنهاء الاحتجاجات لإضرارها باقتصاد البحرين مصرفا مهما وتفيد المعلومات أن الحوار بين الحكومة والمعارضة ربما يصل إلى نتائج إيجابية خلال الأسبوع الجارى. فيما شهدت سلطنة عمان احتجاجات حيث كانت مفاجأة نظراً للاستقرار الذى تشهده السلطنة ولكن المحتجين كانت لهم مطالب تتعلق بالبطالة والعمل، وقد كلف سلطان عمان قابوس بن سعيد حكومته بمنح 150 ريالاً عُمانيا شهريا لكل باحث عن العمل كما اعطى توجيهات لدعم الاستقرار والتجاوب مع مطالب الشعب وتوسيع صلاحية جهاز الرقابة المالية والإدارية واتخاذ الاصلاحات اللازمة. ويبدو أن الثورات العربية سوف تستمر فى العالم العربية ليس تقليداً لمصر وتونس، وإنما هى دورة التاريخ والتغيير لأن العالم العربى يراوح فى مكانه منذ عقود وبدون حلول لقضايا سياسية ومعيشية للشعوب العربية حتى لبنان خرج أبناء شعبه فى مظاهرات تدعو للتغيير وهناك دعوات لبداية ثورات فى كل العواصم العربية خلال الشهر الجارى، منها قطر التى تبنت قناة الجزيرة فيها ثورات تونس ومصر وليبيا لم تنج من الدعوة لثورة شعبية يوم 16 مارس، ولكن بات التقليد فى كل العواصم الثورة والثورة المضادة أى الموالين للأنظمة والمعارضين وكلُّ يعيش حياته على الفيس بوك وفى الميدان وتعليقا على هذه البدايات علق رئيس الوزراء القطرى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى أن بلاده تعمل على تنظيم انتخابات مجلس شورى وقال: نحن كحكومة كان لدينا تجهيزات لقوانين خاصة للإصلاح للوصول إلى الطريق الأمثل للمشاركة الشعبية فيما دعا نشطاء فى دولة الكويت لتنظيم مظاهرات خلال الأسبوع الجارى تهدف إلى استقالة رئيس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة وتسمية رئيس وزراء جديد، إضافة إلى الدعوة لإغلاق القواعد الأمريكية فى الكويت وعلى الرغم من تمسك شعوب المنطقة العربية بدورة التغيير التاريخية فإن أعداء هذا الاتجاه يقفون بالمرصاد لإفشال التغيير وهو الأمر الذى يقود الجميع إلى فرض فرص تغيير من الخارج، وبالتالى فلابد من عمل الجميع وانخراطهم فى تجديد دماء العمل العربى المشترك وإعطاء الفرصة لمشاركة الجميع فى السلطة والثروة وصناعة القرار حتى لا نصل إلى مرحلة مع بداية عام 2012 يضيع فيها كل شئ فى العالم العربى السلطة والثروة والقرار والاستقلال. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: المتاجــرون بشهداء الثـــورة الأربعاء 09 مارس 2011, 5:13 am | |
|
المتاجــرون بشهداء الثـــورة | | | | |
يبدو أن ركوب الموجة وارتداء ثوب البطولة، وبناء الأمجاد الشخصية على جثة الوطن، والتجارة بشهداء الثورة أصبح السمة الغالبة للصحافة الخاصة وأمراء الانتقام والإخوان، حيث اجتمع هذا الثلاثى على قلب رجل واحد وهدف واحد أيضاً لهدم مبادئ ثورة 25 يناير بتفريغها من مضمونها، وقصرها على تشفيها من رموز النظام السابق، والتشكيك فى التعديلات الدستورية وتأليب الرأى العام على حكومة شفيق، والتحريض على ضباط الشرطة، وتشويه صورة رؤساء المؤسسات والهيئات، دون النظر لتهديد أمن مصر القومى، مع أحداث ليبيا، وتربص إسرائيل واستفزازات دول حوض النيل، وتوقف عجلة الإنتاج، وهروب رؤوس الأموال والاستثمارات، وخسائر السياحة التى تجاوزت المليارات. والسؤال الذى يطرح نفسه إلى متى تستمر هذه الفوضى الخلاقة التى دعت إليها وزيرة خارجية أمريكا السمراء كونداليزا رايس؟ ومتى يتوقف أصحاب البطولات الوهمية فى التجارة بآمال وآلام الشعب؟ ومتى نعمل بإخلاص لمصلحة هذا البلد دون اللجوء لأساليب الإثارة، ودعاوى البطولة والاصطياد فى الماء العكر؟ وأين ميثاق الشرف الصحفى والضمير المهنى والرقيب الداخلى على تلك الأقلام؟ والمشهد الأول مع الزميلة المصرى اليوم التى أبكتنا جميعاً عندما عرضت - مثل غيرها من الصحف - صور الشهداء والجرحى الذين تعرضوا لطلقات الرصاص الحى من ضباط الشرطة والبلطجية وقناصة الحزب الوطنى - على حد قولها - ودعت الصحيفة - بطرق عدة - إلى الأخذ بالثأر من النظام السابق الذى وصل فيه الفساد إلى حد النخاع، وليس الركب - كما كان يشاع. والمناسبة أن الزميلة المصرى اليوم عرضت فى مانشيت كبير أن الشهيدة سالى زهران سقطت فى ميدان التحرير نتيجة ضربة قوية على رأسها من بلطجى، وهذا على غير الحقيقة التى كشفها شقيقها طالب الهندسة كريم زهران للزميل محمود مكاوى بالأهرام. يقول كريم: إن شقيقتى كانت طالبة بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة سوهاج، وسافرت للقاهرة يوم 23، وظلت هناك لتشارك فى مظاهرة 25 يناير، وعند اشتعال الأحداث عادت ثانية إلى سوهاج بناء على رغبة وإصرار والدتها.. وفى جمعة الغضب يوم 28 يناير شاركت فى مظاهرة أمام قصر ثقافة سوهاج، وعندما أحست بضيق فى التنفس لاستنشاقها غازات مسيلة للدموع صعدت الشقة، فاستراحت قليلاً ثم غيرت ملابسها، وعندما همت بالنزول رفضت والدتها، فأسرعت سالى إلى البلكونة، وبعد شد وجذب، اختل توازنها وسقطت من الدور التاسع لتلقى وجه ربها. ميدان التحرير ويتابع كريم: قدمت لصحيفة المصرى اليوم المعلومات الصحيحة المتعلقة باستشهاد شقيقتى، بأنها لم تسقط فى ميدان التحرير، أو تعرضت للضرب على يد بلطجى، إلا أنها رفضت النشر، وأصرت على موقفها حتى لا ينكشف أمرها. وبدلاً من نشر الحقائق كاملة يدافع د.خالد منتصر الكاتب بالجريدة عن موقف المصرى اليوم قائلاً: إن جريدة الأهرام افتعلت معركة حول سالى فى الوقت الذى يجب أن ننسى فيه أى خلاف مهنى طالباً العفو والغفران نظراً للضغط الرهيب الذى وقعت فيه الجريدة. وباتفاق العشرات من طلاب جامعة عين شمس يقول محمود عطية - طالب بكلية الآداب الفرقة الأولى - إن المصرى اليوم تميزت فى فترة من الفترات عن الصحف القومية، أو صحف الحكومة كما هو معروف عنها لأنها لعبت على أوتار البطالة وفساد رجال الحزب الوطنى، إلا أن شعبيها بدأت تتراجع فى الفترة الأخيرة لأسباب منها أنها تنشر أخباراً مثيرة جداً، ونعتقد أنها صحيحة ولكن فى اليوم الثانى أو الثالث نجد ردوداً على هذه الأخبار مثلما حدث مؤخراً مع د.عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام الذى نفى نفياً قاطعاً أنه رشح أسماء لخلافة أسامة سرايا فى رئاسة التحرير، هذا بالإضافة إلى واقعة الشهيدة سالى التى أدمت قلوبنا جميعاً. عقلية القارئ ويلتقط خيط الحديث سيد عبد العال - طالب بالدراسات العليا - طالباً أن تحترم الصحافة الخاصة عقلية القارئ وتقديم الحلول بدلاً من الهجوم المستمر على سياسات الدولة، وتأليب الرأى العام ضد حكومة د. شفيق. ويرفض سيد - كما يرفض غيره من الطلبة - الهجوم المستمر على القامات الكبيرة التى نتوسم فيها خيراً أمثال النائب العام المستشار د. عبد المجيد محمود ومحافظ البنك المركزى د. فاروق العقدة، والمستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات. ويطالب سيد المؤسسات الصحفية بعدم المتاجرة بشهداء الثورة، والتحريض على المظاهرات والاحتجاجات الفئوية مراعاة للاقتصاد الوطنى ومصلحة الأمن القومى المصرى، والتذكير دائما بضمانات المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه لن يكون بديلا عن الشرعية، والتزامه بتحقيق الديمقراطية خلال 6 أشهر. وفى نفس السياق حذر الصحفى النابه خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع من إشاعة الفوضى وانعدام الثقة فى المؤسسات الحالية التى تقود عملية التغيير بعد أن طالت الهيئات القضائية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. دولة القانون وأضاف الكاتب الصحفى خالد صلاح. إن احترام المؤسسات لا يعنى احترام دولة النظام السابق ولكن يعنى احترام دولة القانون وعلى رأسها قرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والهيئات القضائية والنيابة العامة، والتجاوز عن أخطاء الشرطة، وفتح صفحة جديدة معهم مؤكدا أنه إذا حكمنا بالإعدام على دولة القانون وأطلقنا رصاص التخوين على الهيئات القضائية، والنيابة العامة وحكومة تسيير الأعمال فإننا نكون فى هذه الحالة قد انتقلنا من مرحلة الثورة إلى مرحلة الفوضى الخلاقة. ويتابع صلاح: إن دولة بلا أمن هى دولة بلا حرية، وأن الحرية فى دولة الخوف هى لحملة السلاح والبلطجية. أما المشهد الثانى فبطله هو الأستاذ محمد حسنين هيكل الذى قال لمحمود سعد على الهواء مباشرة: أخشى على ثورة الشباب من ثورة مضادة، وأن بقاء حسنى مبارك فى شرم الشيخ بمثابة مركز مناوئ للثورة هناك فهل يريد الرئيس مبارك العودة إلى الحكم؟ وهل يجهز جمال مبارك قوات ومعدات وشركات علاقـات عامـة لينقض بهــا على الثــــورة، أو يســـــــتولى على مشاعـر النــــــــاس ليتســــامح المصريــون مع هـذا القدر الرهيب من الفساد الذى ارتكبه مع حاشيته ومصوا به دم الشعب. ويعلق الكاتب الصحفى الأستاذ نبيل عمر قائلاً: أتصور أن الأستاذ هيكل يدرك تماما أن عجلة الزمن لا تدور للوراء وأن ثورة الشعب مازالت فى أوج اندفاعها، أما حكاية الثورة المضادة فهى من بنات أفكار قديمة، ماتت بظهور عصر التكنولوجيا والفضاء وعالم الاتصالات. أما المشهد الثالث على مسرح الأحداث فيتعلق بالإخوان الذين برعوا فى اقتناص الفرص وإعلاء روح « التشفى » وتصفية الحسابات والدليل أنهم أطلقوا كما جاء فى المنشور الذى حصلت عليه أكتوبر نيران مدفعيتهم الثقيلة على أجهزة الأمن والحزب الوطنى فى النظام السابق مؤكدين ما هو معلوم بالضرورة أن الثورة أسقطت هيبة الحزب الحاكم، ودفنت أعضاء مجلسى الشعب والشورى الذين جاءوا بالتزوير. ولأن الانتخابات على الأبواب قرر الإخوان كما جاء فى البيان التزلف لشباب الثورة مؤكدين أيضا ما هو معلوم قائلين لقد خلع الشباب عباءة الخوف، ووقف بصدور عارية أمام الرصاص الحى وقذائف الخرطوش، وقنابل المولوتوف، والقنابل الحارقة، ورجال القناصـة، وجحافـــــــل البلطجية. وفى نبرة لا تخلو من التشفى قال بيان الإخوان الذى أشرف على إعداده د. محمد البلتاجى عضو مكتب الإرشاد ومرشح الجماعة فى شبرا الخيمة: إن قوات الداخلية ، استسلمت فى معاركها الميدانية أمام الشباب. وتلك هى ضريبة الحرية التى راح فيها ما يقرب من 500 شهيد وأكثر من 5 آلاف جريح. ويتهم البيان وزارة الداخلية بإشاعة الفوضى فى جمعة الغضب بأنها دبرت لحالة الفلتان الأمنى، وشجعت العناصر المخربة، على بث الرعب بين المواطنين ليستجير الناس من الرمضاء بالنار. وفى الوقت الذى يطالب فيه د. محمد البلتاجى الشباب بالمراقبة والانتظار والاستنفار حتى تحقق الثورة مطالبها، يطالب أيضا بهدم المعبد على من فيه بإقصاء كل ما يمت للنظام السابق بصلة، وإلغاء رئاسة الجمهورية وإقالة جميع الوزراء والمحافظين ورؤساء المدن والأحياء وإلغاء جهاز أمن الدولة وربما وزارة الداخلية. شهداء شبرا وفى استجداء لأصوات الشباب فى الانتخابات القادمة قال بيان الإخوان: لقد دفع شباب مصر الضريبة من دمه وقد تشرفت شبرا الخيمة حينما قدمت أربعة من خيرة شبابها، وتم ذكرهم بالاسم. والسؤال الذى يطرح نفسه بشدة كما يقول أحمد صالح باحث فى شئون الجماعات الإسلامية: لماذا لم يقتف د.محمد البلتاجى نهج د. على جمعة مفتى الديار المصرية رئيس مؤسسة مصر الخير ود. عبد العزيز حجازى رئيس مجلس إدارة المؤسسة المصرية، للزكاة فى تخصيص مبالغ مالية لأسر الشهداء والمصابين على أساس أنها عمل خيرى وتطوعى، وسر بين العبد وربه- حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه؟ لماذا يحرص د. محمد البلتاجى على عقد المؤتمرات الشعبية والندوات ويرفض الكشف المجانى على أبناء دائرة شبرا الخيمة؟ ويتابع صالح أقولها لوجه الله - وأنا لست من أعضاء الوطنى ولن أكون - إن رجل الأعمال مجاهد نصار عضو مجلس الشعب السابق والمنافس الشرس للدكتور البلتاجى يرفض مثل هذه المؤتمرات والندوات الشعبية والشعارات البراقة التى لم تعد تنطلى على أحد وكلف مجموعة من الشباب وقت الأزمة وبالتحديد فى جمعة الغضب بالذهاب إلى سوق العبور وشراء كميات كبيرة من الخضر والفاكهة وتوزيع جزء كبير منها على الأسر الفقيرة، وبيع جزء منها بسعر الجملة لأبناء الدائرة وقضى تماما على احتكار التجار وفئة المستغلين الذين يتاجرون بدماء الشهداء وآلام الشعب، ومال زال مستمراً على نهجه حتى الآن. كما يقوم الرجل حاليا بتوزيع أسطوانات الغاز بسعر المصنع وتوزيع الخبز والسكر والدقيق للأرامل والأيتام والمساكين من ماله الخاص، ومع هذا فإنى أشهد الله أنى لا أعرفه ولم أصافحه مرة فى حياتى، إنما هى كلمة حق يجب أن نقولها لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأنه يجب ألا ننظر إلى نصف الكوب الفارغ. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: ثورة 25 يناير تطيح بالحرس الجامعى الأربعاء 09 مارس 2011, 5:16 am | |
|
ثورة 25 يناير تطيح بالحرس الجامعى | | | | |
يعلم الجميع أن هناك بداية ساخنة تنتظر عودة الجامعات للعمل وبدء الفصل الدراسى الثانى خاصة بعدما دبت روح الثورة والتغيير فى روح كل المصريين وخاصة الشباب ولعل ذلك كان السبب الرئيسى فى صدور قرار بتأجيل بدء الدراسة فيها حتى الآن. لذلك بات من الضرورى مع وزير التعليم الجديد وكل رؤساء الجامعات الاستعداد الكامل لمواجهة الملفات الساخنة التى سبق وعانى منها الأساتذة قبل الطلاب ومنها التدخل الأمنى السافر فى شئون الجامعات وحرية الممارسة السياسية داخل الحرم الجامعى، بالإضافة إلى الأجور وتحرير الجامعات من أى قيود حتى لا تنتقل المظاهرات إلى داخل الأسوار الجامعية. من الملفات الشائكة والساخنة التى تتطلب التدخل السريع قضية إلغاء الحرس الجامعى وكيف سيواجهون ثورات أعضاء هيئة التدريس المطالبة باستقالتهم مثل جامعة المنصورة التى ظهر بها أول نوع من هذه الثورات. لكن هل سيحل هذه المشكلات إلغاء الحرس وحل انتخابات اتحاد الطلاب المزورة؟ البعض يرى أن تغييرات شاملة وكثيرة تنتظر الجامعات فى الأيام القادمة لامتصاص غضب أعضاء هيئة التدريس والطلاب. لأنهم يرون أن القيادات الجامعية ووزير التعليم العالى السابق المتسبب فى كافة أشكال الفساد الجامعى مثل تزوير انتخابات اتحاد الطلاب وضعف مستوى التعليم وعدم زيادة دخل أعضاء هيئة التدريس والسماح للأمن بالتدخل فى شئون البحث العلمى والتعيينات والترقيات وعدم تحقيق الاستقلال الكامل للجامعة. فيس بوك الجامعات حاولت بعض الجامعات جاهدة مواكبة روح التغيير التى حدثت وما يحدث من تحول ديمقراطى حيث قررت فى أغلب الجامعات السماح بممارسة الأنشطة السياسية داخل الجامعات بعد أن كانت مرفوضة والإعداد لتكوين حرس داخلى يتبع رئيس الجامعة مباشرة كبديل عن الحرس الجامعى التابع لوزارة الداخلية. بل إن الأمر تعدى ذلك بالاستجابة إلى رغبات الطلاب عبر صفحات الفيس بوك الإلكترونية حيث تقول نجلاء علاء الدين الطالبة بالفرقة الثالثة قسم الإذاعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن روح الثورة بدأت تنتقل بالفعل إلى داخل الجامعات وبنفس سلاح الثورة وهو الفيس بوك حيث قامت مجموعة من طلال الكطلية بتكوين «جروبات» على الفيس بوك منها مجموعة طلاب التعليم المفتوح بالكلية الذين طلبوا من العميد زيادة أعداد الساعات الدراسية المخصصة لهم بداخل الكلية ومن ثم تحقيق استفادة أكبر من إمكانات الكلية. وهو ما وافق عليه العميد. إلا أنه قد نفى ذلك بعد أن تعرض لهجوم عنيف من قبل الطلاب النظاميين بالكلية، لأنهم رأوا أن ذلك سيقلل استفادتهم وسيضر بحقهم فى التعليم. بل نفى العميد أيضا إمكانية تسهيل عمليات تدريب لطلاب التعليم المفتوح بالصحف القومية. واللافت للنظر أن رد العميد جاء مباشرة من خلال صفحته على الفيس بوك التى أنشأها خصيصاً للرد على طلاب الكلية واحتوى غضبهم خاصة بعد أن طالب البعض على هذه الجروبات بضرورة استقالة العميد وكل عمداء الكليات ورؤساء الجامعات. أمن الدولة من جانبه قال الدكتور محمد السكران أستاذ أصول التربية بجامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة: إننا قد اقترحنا تكوين جهاز أمن داخلى بعيدا عن الشرطة لكن هل نستطيع إلغاء الحرس الجامعى الآن بكل الجامعات فالإجابة بالطبع لا. لأننا فى حالة طارئة تستوجب تواجدا أمنياً داخلياً قويا لكن حاليا أعداده قليلة جدا ولا يستطيع القيام بمهامه على أكمل وجه ونخشى أن تتحول إلى عمليات تخريب. والمطلوب فى هذه المرحلة الصعبة أن يساعد أفراد الأمن الداخلى رجال الشرطة وأن يكونوا كلهم تحت إمرة رئيس الجامعة. لكن من خارج أسوار الجامعة لابد من وجود تعزيزات كبيرة لرجال الشرطة لحماية المنشآت. وأضاف السكران: بعدما حدث لجهاز الشرطة مع بداية الثورة فقد أصبح من الصعب عودة التدخل الأمنى بالجامعات. فلم يكن من قبل نستطيع تعيين أحد إلا من خلال المرور على أمن الدولة. ميزانية الأمن الداخلى ويختلف الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة السابق ويقول ما الذى يمنع حاليا من إنشاء جهاز مدنى لحماية الجامعات خصوصا أن حكم المحكمة مر عليه شهور فإذا كانت المشكلة فى التمويل كما يدعون فعليهم النظر إلى دخل رئيس الجامعة وأمين الجامعة الذى من الممكن أن يتم تخفيضه إلى «الثلث» والباقى يرصد لصالح الأمن الداخلى أو تقول إدارة الجامعة نحتاج مبلغا معيناً للحراسة الخاصة وبعدها نرى كيف يتم توفير هذه الميزانية فلا يوجد مبرر حقيقى وراء تأخير إلغاء الحرس الجامعى حتى الآن. فالتباطؤ فى اتخاذ القرارات سيؤدى إلى تراكم المشكلات وعلينا أن نكون فى مستوى نفس إيقاع ثورة الشباب فكل يوم بل كل ساعة ينبغى أن ننتهزها فى عمل مفيد آن الأوان أن نبتعد عن اللامبالاة والإهمال والتراخى. ولابد من وجود شفافية أكثر. ويضيف د. «طاهر» أن استقلال الجامعات أكاديميا لا يأتى من خلال طرد الحرس الجامعى وإنما من خلال إلغاء المجلس الأعلى للجامعات. لذلك فأنا سعيد جدا بخروج هانى هلال من وزارة التعليم العالى فلم يحدث أى تقدم ملحوظ لأى جامعة فى عهده.. وبالتشكيل الجديد للوزارة بعد ضم وزارة التربية والتعليم والتعليم العام بوزارة واحدة لم يعد الوزير منفردا بوزارة التعليم العالى فلابد أن تدير كل جامعة أمورها بنفسها وتختلف عن الأخرى ويكون لدينا مجموعة جامعات كل واحدة منها لها شخصيتها المستقلة وسوف تدخل المنافسة أى جامعة أقدر على البقاء والاستمرار كما هو الحال بالجامعات الأمريكية. وبالنسبة لتشكيل الأمن الداخلى للجامعات أرى أنه من الأنسب أن تستعين الجامعة بضباط سابقين بحيث يتم تعيينهم فالجامعة حاليا يعين بها أفراد أمن خاص ومن الممكن أن يساعدوا هؤلاء الضباط السابقين. ويرتدى كل هؤلاء زيا مدنيا. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: القوات المسلحة مع الشباب على «الفيس بوك» الأربعاء 09 مارس 2011, 5:20 am | |
|
القوات المسلحة مع الشباب على «الفيس بوك» | | | | |
منذ انطلاق ثورة 25 يناير واستخدام الموقع الاجتماعى الفيس بوك كوسيلة للتجمع والأخبار ثبت فعالياتها، وانطلقت مئات من المجموعات الشبابية كل مجموعة تطلق اسماً وتضم أعضاء بالمئات وتصل أحياناً للآلاف، وأصبح الفيس بوك هو الوسيلة الفعالة لمخاطبة الشباب والجمهور المصرى بشكل عام، ورغم أن وزارة الاتصالات المصرية أصدرت العديد من الإحصائيات حول اهتمام الشباب بالإنترنت ونسبة دخوله الكبيرة على المواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك، إلا أن أحدا لم يلق بالا بأهمية هذه الأرقام ومتابعة اتجاهات الشباب واهتماماتهم. إلا أن القوات المسلحة بمجرد أن تولت مقاليد الأمور كان لها رأى آخر، حيث قامت على الفور بإنشاء صفحة على الفيس بوك تخاطب بها الجمهور المصرى وخاصة فئة الشباب، تقوم من خلالها ببث جميع البيانات التى تصدرها القوات المسلحة منذ انعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، استطاعت هذه الصفحة أن تجذب الآلاف بمجرد بثها فى اليوم الأول، ووصل عدد المعجبين بالصفحة 650 ألف شخص تقريباً، وهو رقم ضخم جداً بالنسبة لأى مجموعة مصرية بل وعربية، وقد تكون عالمية على الفيس بوك، وهو ما يؤكد أن المصريين جميعهم تهافتوا على الانضمام لصفحة القوات المسلحة والإعجاب بها، وأن المواطنين يقدرون تماما الدور الذى لعبته القوات المسلحة تجاه الثورة، وفى تأمين مصر ضد أى مخاطر، وهو الدور الذى سيكتب فى التاريخ بحروف من ذهب. وقد اتسمت الصفحة فى مكوناتها بالبساطة، حيث إن نشر جميع البيانات جاء على هيئة صور وليس كلاما مكتوباً، لأن الكلام المكتوب يمكن أن يتم التلاعب به وتغييره، بينما بث البيان على هيئة صورة من الصعب التلاعب فيه، كما أن الصفحة أتاحت حرية التعليقات بشتى أنواعها واتجاهاتها. تفاعل واستجابة كما قامت القوات المسلحة فى نفس الصفحة بإنشاء قسم خاص للاستغاثات والمناشدات الخاصة بالمصريين فى ليبيا، وخلاله يقوم المواطن بكتابة شكواه أو استغاثته مع تدوين إيميله الشخصى ليتلقى عليه الردود. ويقول المهندس محمد حنفى عبد القادر نائب مدير معهد تكنولوجيا المعلومات بالإسكندرية إن قيام القوات المسلحة بإنشاء صفحة على الفيس بوك هو إدراك واعتراف بأهمية المواقع الاجتماعية فى مخاطبة الشباب، حيث استطاعوا أن يتحدثوا للشباب بلغته، ولم يقوموا بالاكتفاء بالحديث من أعلى، وإنما اتجهوا مباشرة إلى ما يهم الشباب وكيفية توصيل خطابهم بشكل مباشر إلى الشباب. ويضيف حنفى أن كثرة التعليقات على الصفحة هو عامل إيجابى بكل تأكيد لأن هذا معناه وجود تفاعل واستجابة وتأييد من الجمهور لما تقوم به القوات المسلحة، وبياناتها، وليس معنى عدم وجود رد مباشر من القوات المسلحة أن هذه التعليقات لا يتم قراءتها، بل على العكس هو يتيح الفرصة والحرية للجميع أن يكتب ما يشاء. ويدعو حنفى أن تحذو كل الوزارات من الآن حذو القوات المسلحة وأن تقوم بعمل صفحة لها على الفيس بوك يتم ربطها بموقعها الإلكترونى، تقوم هذه الصفحة بالتفاعل مع الجمهور ومعرفة آرائه ومشاكله. بادرة جديدة ومن جانبه .يقول الدكتور عمرو أبو خليل مدير مركز الاستثمارات النفسية والاجتماعية بالإسكندرية إن صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الفيس بوك تعد بادرة جيدة وتدل على فهم المجلس لطبيعة المشكلة التى حدثت ونتج عنها ثورة 25 يناير، كما تتعامل مع طبيعة الشباب النفسية، لأن الناس وخاصة الشباب مجرد أن يشعروا أن هناك من يحترمهم يعتبر فى حد ذاته القوة التى تدفع بعجلة التواصل والتى تخمد أى ثورة، وهذا يدل أيضا على فهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأسباب المشكلة التى كانت بين الشعب والنظام وهى عدم التواصل وإثبات الذات من قبل أفراد الشعب خاصة مع تلون بعض قنوات الاتصال كالصحافة والإعلام بألوان السلطة والنظام وعدم تحرى المصداقية والموضوعية فى تناول قضايا الشعب والشباب. حكاية الفيس بوك ولكن ما هى حكاية ظاهرة الفيس بوك التى أحدثت هذا الانقلاب غير المسبوق فى عالم السياسة والاجتماع؟ يجيب عن هذا التساؤل الباحث إسلام حجازى المعيد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية من خلال دراسته التى نشرها فى المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية حول الفيس بوك، حيث يقول إن انتشار ظاهرة الفيس بوك بدأت عالميا منذ عام 2006 تقريبا، وكان تأثيرها محدودا للغاية داخل المجتمع المصرى خلال مرحلة البداية، ولكنها بدأت تظهر بشدة مع حالة الحراك السياسى التى وجدت فى الشارع المصرى خلال الفترة الماضية، ومع تفجر المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات فى كل مكان وبين عدد كبير من القطاعات الفئوية الموجودة فى نسيج المجتمع. وبالرغم من كون ظاهرة الفيس بوك غريبة بالأساس، فإنها سرعان ما انتقلت إلى عدد كبير من البلدان النامية، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، التى تعانى من قصور فى ممارسة حرية الرأى والتعبير، فوجد عدد كبير من شباب هذه المنطقة ضالتهم فى هذا الموقع الافتراضى - التفاعلى كوسيلة للتخلص من واقعهم السياسى والاجتماعى عند مقارنته بالمؤسسات والأبنية التقليدية، حيث إنهم يستطيعون من خلاله التعبير عما يريدون دون أية قيود أو مضايقات أمنية، فهذا الموقع الافتراضى الوليد قد شكل مخرجا تقنيا لعدد كبير من الإشكاليات السياسية والاجتماعية والثقافية التى ساعدت على ترسيخ ثقافة انخفاض القيمة واللامبالاة بالشأن السياسى فى هذه البلدان، أولها مشكلة الرقابة على وسائل الإعلام والثقافة فى معظم المجتمعات، وثانيها ضيق قاعدة إنتاج المعلومات وتداولها والحصول عليها، وثالثها مشكلة ضعف رأس المال الاجتماعى وصعوبة تحقيق التواصل والتعارف بين الأفراد والجماعات والمؤسسات السياسية والاجتماعية. مضيفا أن ظاهرة الفيس بوك فى مصر لم تكن ارتجالية طائشة لصبية يتراوح متوسط أعمارهم بين الخامسة عشرة والثلاثين، كما اعتقد الكثيرون فى البداية، ولكنها عبرت عن نمط جديد من أنماط المشاركة السياسية، وكسرت حاجز التعبير الضيق، لتنطلق فى مساحة حرة من السماء التقنية والفضاء التخيلى. حرية التعبير ولم تكن الدراسات الاجتماعية بعيدة عن طبيعة دور مواقع التواصل الاجتماعى والشباب حيث قام الدكتور هانى خميس مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الإسكندرية بدراسة هامة حول «الشباب وحرية التعبير فى عصر العولمة، فضاء المدونات نموذجا» أكد فيها أن انتشار الإنترنت ساهم فى تيسير ونقل المعلومات والبيانات وتجاوز عقبات الحدود والتغلب على الحواجز والحدود الجغرافية، حيث يمكن القول بأن شبكة الإنترنت أتاحت الفرصة للعديد من الأفراد للدخول إلى ملايين المواقع المختلفة التى تشمل معلومات وبيانات وصورا وملفات صوت وفيديو، بالإضافة إلى الحصول على المعلومات المتخصصة فى كافة المجالات. ويشير الدكتور هانى خميس الى أن ظهور المدونين والفيس بوك هو رد فعل تلقائى عن حالة التشكيك فى مصداقية الصحافة، وهى بذلك تعكس حالة عدم الثقة بين وسائل الإعلام التقليدية والإعلام الإلكترونى، فالمدونات أصبحت تنافس المعلومات الرسمية التى تنقلها الصحف والإذاعات وكذلك المحطات الفضائية، فالكتابة والنشر بالاعتماد على المدونة يعد أيسر من الكتابة عبر الوسائل الإعلامية الأخرى وذلك لأن الكاتب لا يخشى من الأحكام المسبقة خاصة عندما يكون الهدف هو التواصل مع الآخر، والمثال على ذلك عندما بدأ الجندى الأمريكى «جاسون» فى تدوين مذكراته أثناء الحرب على العراق وقام بوضع نماذج من الصور المعبرة عن مآسى الحرب وبهذا استطاع الجندى أن ينقل معاناة العراقيين وآلامهم ونجح فى تقديم ما أخفاه الإعلام الأمريكى فى فترة الحرب وما قبلها، كما نشر المدون (علاء) تقريراً صحفياً عن اللاجئين السودانيين الذين كانوا يتظاهرون بصورة سلمية أمام مكتب المفوضية العليا للاجئين بالقاهرة، حيث إن هذا الخبر لم يحظ بالاهتمام من أغلب وسائل الإعلام التقليدية. كما أن المدونات والفيس بوك أصبحت من أدوات الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات التى يستخدمها نشطاء الإنترنت ويرجع ذلك للبعد عن الاصطدام المباشر بالسلطة فى ضوء تقييد حرية التعبير بالإضافة إلى الرغبة فى الوصول إلى أكبر عدد من أفراد المجتمع وضمان الحشد والتعبئة السياسية وكذلك التنسيق بين المهتمين بالشأن العام. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: سياسيون مرتزقة الأربعاء 09 مارس 2011, 5:27 am | |
|
سياسيون مرتزقة | | | | |
العالم كله يتابع هذه الأيام ما يفعله معمر القذافى بأبناء شعبه الذين انتفضوا مطالبين بحقوقهم وحريتهم، وهو بدوره لم يضن عليهم بأية وسيلة من وسائل القمع.. يطلق طائراته لكى تزرع الموت دونما تفرقة أو تمييز، ويرسل المرتزقة الأفارقة لذبح شعبه الذى يتوهم أنه يحبه وأنه مستعد للموت فداء له! هو فى داخله يدرك حقيقة أنه حاكم كاذب ومخادع فى نظر الليبيين وأنه صغير وتافه للغاية فى نظر العالم، ومع ذلك، لا يمكنه أن يتخلص من لعب دور الديكتاتور القبائلى المصاب بالبارانويا أو جنون العظمة، فهو الزعيم والقائد لدولة عظمى تحمل اسم (الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى)، وهو صاحب النظريات التى تتعلم منها باقى الدول، وهو «ملك ملوك أفريقيا»! ولن أتحدث هنا عن التلون فى المواقف الرسمية للدول والتى تبلورت جميعها فى النهاية فى موقف دولى واحد سواء داخل منظمة الأمم المتحدة أو فى باقى المنظمات الدولية، ولكنى سأتحدث عن تلون شخصيات عامة عربية من سياسيين وصحفيين وكتاب وفنانين باعوا أنفسهم للديكتاتور الليبى مثلما باعوا أنفسهم من قبل لصدام حسين بحجة واهية وهى أنهم ينتمون إلى ما يسمى بالتيار القومى العربى. ذهبوا إليه ليتملقوه ويداهنوه مثلما تملقوا وداهنوا صدام حسين من قبل وعادوا ليتفاخروا وينشروا صورهم وقصصهم مع «ملك الملوك» فى الصحف العربية، ليس هذا فقط، بل تطوع أحدهم - وكله بثمنه طبعاً - ونشر ملحقاً خاصاً يضم الكتاب الأخضر فى الصحيفة التى كان يرأس تحريرها قبل أن يفتح الله عليه ويرأس تحرير صحيفة «أسبوعية» يملكها الآن! ذهبت الوفود تلو الوفود لتعود محملة بهدايا أقلها تليفزيون ماركة (قاريونس) وكتاب أخضر يحمل إهداء وتوقيع «الزعيم والقائد» وما خفى كان أعظم. ولم تقتصر هذه الحالة على بعض السياسيين والصحفيين والكتاب والفنانين المصريين، ولكنها امتدت تحت غطاء «القومية والوحدوية» لتشمل آخرين من دول عربية عدة، بل إنها وصلت إلى سياسيين عرب من داخل إسرائيل. فقد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً لسلمان مصالحه، وهو كاتب ومترجم وشاعر من عرب إسرائيل، جاء فيه إن ممثلين من كل الأحزاب والطوائف والمنظمات العربية ذهبوا ضمن وفد إلى ليبيا منهم أعضاء كنيست مثل محمد بركة وحسنين الزعبى وجمال زحالقه وطلب الصانع وخليط آخر من شخصيات عالية المقام دنيئة النفس، جميعهم مروا أمام الزعيم الليبى وانحنوا له وهم يصافحونه، وهو من ناحيته أخذ يتفحصهم من وراء نظارته الشمسية ثم أجلسهم فى طرف خيمته ليعلمهم نظريته فى علم السكان. ويضيف مصالحه فى مقاله: حتى عضو الكنيست السابق، عزمى بشارة، الذى هرب وبدأ فى الظهور كمحلل سياسى فى إحدى القنوات الفضائية التابعة لديكتاتور صغير آخر، ذهب ليحتمى بخيمة القذافى، لكن ونظراً لأنه هو الآخر مصاب بالبارانويا، لم يكن من اللائق به أن ينضم إلى وفد عرب إسرائيل، ولذلك، أراد أن يقوم بزيارة منفردة يتحدث خلالها مع القذافى الند للند.. مريض بارانويا مقابل مريض بارانويا، وبشارة بذلك لا يختلف عن غالبية المثقفين العرب المتلونين، فهو الخادم المطيع والمخلص للديكتاتور طالما أنه فى الحكم ويحكم قبضته على شعبه. فجأة، وعندما انهار نظام القذافى، تذكر عزمى بشارة أن هناك شعباً اسمه الشعب الليبى، وهو كعادته لم يتفوه بكلمة واحدة عن الممارسات التى يرتكبها النظام الحاكم فى سوريا، وهو النظام الذى يقوم منذ عشرات السنين بقمع المواطنين الطامحين للحرية، الأمر الذى دعا أحدهم وهو مثقف سورى منفى فى باريس يدعى صبحى الحديدى لأن يقول (لماذا لا يحق للشعب السورى الحصول على حقوقه وحريته التى تمتع بها بشارة فى فلسطين بفضل أعدائه الصهاينة؟). الحقيقة - كما يقول مصالحه - أن المثقفين العرب من عينة بشارة يشبهون آكلى الرمم، فهم ينتظرون على الأطراف كقطيع من الضباع، يرقبون إلى أين تهب الرياح فى الغابة السياسية العربية، ويتحينون الفرصة لكى ينقضوا للحصول على نصيبهم من الفريسة. ويضيف مصالحه: إن كل الشخصيات العربية العامة التى سافرت إلى ليبيا كانوا مرتزقة سياسيين فى خدمة الديكتاتور معمر القذافى، وهم مطالبون الآن بالاعتراف بخطئهم وطلب الصفح أولاً من الشعب الليبى، والأجدر بهم أن يطلبوا الصفح أيضاً من المواطنين العرب الذين يتباهون بتمثيلهم. إن مثل هذه الوقفة مع النفس ليست من متطلبات الواقع فقط ولكنها أيضاً ستكون دلالة على تعلمهم للدرس ومحاولتهم للتغيير من أنفسهم، وإن لم يفعلوا، فعلى المواطنين العرب أن يعطوهم ظهورهم وأن يلقوا بهم فى أقرب صندوق قمامة. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: السؤال الصعب فى أزمة نهر النيل الأربعاء 09 مارس 2011, 5:29 am | |
|
السؤال الصعب فى أزمة نهر النيل | | | | |
حتى أيام أو شهور أو ربما سنوات قليلة كان العقل الجمعى المصرى منصرفا إلى أن نهر النيل هو ملك لنا نحن المصريين فقط، أو هو هبة من السماء خالصة لمصر أو ربما مجرى مائى حفرناه مثل قناة السويس، كان هذا قبل أن نستيقظ على حقيقة بدت مقلقة للبعض وتحولت مع الوقت لتصبح مؤلمة وهى أن هناك آخرين يشاركوننا هذا النهر ويتقاسمون معنا مساحة طوله التى تبلغ 6695 كيلو مترا من منبعه إلى مصبه، وأنه بهذه الكيفية نهر دولى ضمن 57 نهرا تجرى فى أفريقيا عبر عدة دول . -1- وكان يظن بعض العلماء فى مصر -ظن العوام- أنه لا تستطيع دولة من دول المنبع أن تمنع تدفق مياه النهر الجامحة الناتجة عن هطول الأمطار على هضبة الحبشة، ونام العلماء ونام معهم حكامنا على هذا الظن قبل أن نستيقظ جميعا على حقيقة أن هناك سدودا أنشئت وأخرى تنشأ الآن فى أثيوبيا وغيرها من الدول العشر (أصبحت الآن 11 بعد قيام دولة الجنوب السودانى) التى تشاركنا ملكية هذا النهر، هذه السدود فى معظمها يتم تمويل إنشائها وتقديم الدعم الفنى لذلك من خلال دول غربية دخلت الصين على خط المنافسة معها الآن. وفيما يخص التمويل فالبنك الدولى هو اللاعب الرئيسى فى هذه المسألة، ومن نافلة القول أن نذكر أن أمريكا تسيطر على البنك الدولى وتوجه مشاريعه لخدمة مصالحها الإمبريالية، وأمريكا لها فى أفريقيا مصالح عسكرية واقتصادية تنافسها فيها الآن الصين، لذلك أسرع العملاق الأمريكى بالتمدد فى أفريقيا، إما عن طريق معاهدات ثنائية عقدها مع بعض الدول وإما من خلال نقل تمركز القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا من شتوتجارت بألمانيا وتوزيعها على 3 دول أفريقية فيما عرف بـ (أفريكوم)، ومن خلال تواجدها الدائم انتشر جنود وأطباء ومدرسو وزارة الدفاع الأمريكية فى الدول الأفريقية وتم رصد ميزانية سنوية للإنفاق على أعمال (أفريكوم) تتراوح ما بين 80 إلى 90 مليون دولار. وربما يظن البعض أن مخطط خنق مصر اقتصاديا والتحكم فى ذلك عن طريق تخفيض حصتها من ماء النيل هو مخطط جديد أو حديث، فقد كشفت جريدة «الديلى ميل» منذ عامين تقريبا عن وثائق للخارجية البريطانية تشير إلى أن رئيس الوزراء البريطانى إبان أزمة تأميم قناة السويس وضعت أمامه خطة لخنق مصر وتجويعها من خلال خفض حصتها من مياه النيل باستخدام أحد السدود فى أوغندا يقع على النيل الأبيض وتم العدول عن هذه الخطة التى قدمها العسكريون إلى «إيدن» لأن تنفيذها يتطلب شهورا هذا فضلا عن أنها سوف توقع الضرر على عدد آخر من الدول الأفريقية وربما تكسب مصر تعاطف المجتمع الدولى وتفشل خطة عقابها مصر وفضلوا عليها الغزو العسكرى الذى وقع عام 1956. -2- أما إسرائيل فلم تعد تكتفى باللعب فى أفريقيا «على المغطى» ولكن صارت الآن تلعب «على المكشوف» وبمجرد أن تولى ليبرمان الإسرائيلى اليمينى المتطرف (فى كراهيته لمصر) حقيبة الخارجية الإسرائيلية شد رحاله إلى بعض دول قارتين استراتيجيتين لمستقبل إسرائيل وهما أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولأنه يهودى فقد تعامل مع الأمر على طريقة التاجر كوهين ما يقدمه باليمين يأخذ أضعافه بالشمال، ذهب ليبرمان إلى الدول الأفريقية ببعض المعونات الاقتصادية والدبلوماسية لكن أيضا اصطحب معه خبراء عسكريين يقنعون الأفارقة بشراء الأسلحة التى تنتجها إسرائيل وخبراء فى الزراعة وممثلى عدد من الشركات التجارية وأهم من كل ما سبق بالنسبة لنا أنه اصطحب خبراء فى بناء السدود. كان يحدث هذا وأكثر منه قبل ذلك، بينما نامت مصر وغفلت عيونها عن أمنها القومى خلال السنوات السابقة واعتمدت سياسيا ودبلوماسيا منهج قائدها البارد فى معالجة هذه القضايا وأخطرها قضية تأمين حصة مصر فى مياه النيل إلى الدرجة التى جرأت وزير خارجية أثيوبيا أن يعلن أنه ليس هناك قوة فى الأرض تستطيع أن تمنع بلده (أثيوبيا) من الاستفادة من مياه نهر النيل التى تحتاجها فى توليد الكهرباء وزيادة مساحة الأرض المزروعة لتواجه الزيادة السكانية الكبيرة فيها، وبالفعل شرعت أثيوبيا فى بناء سد كبير لتوليد الكهرباء بخبرة وتقنية صينية هذا غير شروعها فى بناء عدد من السدود الصغيرة لإنشاء خزان مياه يساهم فى التنمية ويقيها الجفاف إذا وقع. ومشاريع أخرى كثيرة مماثلة يتم التخطيط لها أو تنفيذها الآن فى دول حوض النيل لمواجهة متطلباتها الاقتصادية، ومن هذه الدول تحديدا يبرز اسما دولتى إريتريا وأوغندا هذا مع الوضع فى الاعتبار أن بعض هذه الدول لا تعتمد كثيرا على مياه النهر، حيث تسقط عليها الأمطار بغزارة حتى يصل الأمر أحيانا إلى حدوث كوارث بيئية، هذا فى الوقت الذى توصف فيه مصر بالدولة الصحراوية قليلة أو نادرة الأمطار ناهيك عن توليد جانب كبير من الطاقة الكهربائية اعتمادا على حصتها من مياه النهر. -3- .. كيف كانت تحصل مصر على حصتها من ماء النيل والتى تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويا؟ كانت تحصل عليها بموجب اتفاقيتين تاريخيتين تنظمان هذا وتم توقيع الاتفاقيتين مع السلطات البريطانية مندوبة عن الدول الأفريقية المحتلة، الاتفاقية الأولى تم توقيعها عام 1929 وبعد 30 عاما تم توقيع الاتفاقية الثانية وتم فيها فى كلمات قليلة الاعتراف والتضمين بالاتفاقية الأولى. والأمر الأدعى للسخرية أن مصر لا تملك نسخا أصلية لأى من الاتفاقيتين ولا أعرف حتى اللحظة إن كنا حصلنا من بريطانيا على نسخ موثقة للاتفاقيتين نستعين بها إذا لجأنا للتحكيم الدولى فى مسألة ماء النيل أم لم نحصل، وكالعادة انقسم خبراؤنا إلى فريقين: فريق يفتى- قانونيا- أن وجود نسخ للاتفاقيتين من عدمه لا يلغى حق مصر التاريخى فى مياه النيل، وفريق ثان يقول المهم الأمر الواقع وأنه لن يتم الاعتراف العملى بتحكيم دولى صادر عن محكمة العدل الدولية من غيره، وفى ظل استقواء الدول الأفريقية بأمريكا وإسرائيل سوف يتم إقرار ما يحدث على أرض الواقع فى الدول الأفريقية. والذى حدث أن خمسا من الدول التى تشاركنا نهر النيل وقّعت إطارا لاتفاقية جديدة تتيح لهذه الدول مزايا لم تكن متاحة من قبل، كانوا خمس دول قبل الأسبوع الماضى وقبل أن نفاجأ بانضمام بورندى لهذه الدول الخمس لتصبح ستا وتملك أغلبية تسمح لها بإقرار وتفعيل الاتفاقية الجديدة، هذا غير أنباء تشير إلى أن الكونغو فى طريقها أيضا للتوقيع لتنضم بعد بورندى إلى أثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا، حدث هذا رغم تنظيم مصر وفوزها بدورة كروية لعبت فيها دول حوض النيل على أرضنا منذ عدة شهور، لكن يبدو أن لعب الكرة وجهود دبلوماسية أخرى لم تستطع أن تصلح ما تأخرت مصر كثيرا فى إصلاحه. وهناك شروط ثلاثة ترفضها مصر ومعها السودان تحديدا فى الاتفاقية الإطارية الجديدة التى تريد اعتمادها أغلبية دول حوض النيل، الشرط الأول يتعلق بحصة مصر والسودان وتطالب الدولتان بعدم المساس بحصتيهما، والشرط الثانى تطالب فيه أيضا مصر والسودان بإخطارهما بالمشروعات والسدود التى تنوى أى من دول المنبع إنشاءها على النهر، ويترتب على هذا الشرط شرط آخر يقر بضرورة موافقة دول الحوض بالإجماع على أية تعديلات تجرى على الاتفاقيات القديمة حول نهر النيل، لكن لا مصر ولا السودان اللتان وقعتا اتفاقتى 1929 ، 1959 استطاعت إقناع أغلبية دول الحوض على البنود الثلاثة السابقة حتى بعد مداولات ومشاورات واجتماعات تمت خلال العامين الأخيرين انتقلت فيها الوفود من كينشاسا والكونغو إلى القاهرة والإسكندرية ثم دار السلام فى تنزانيا بل على العكس كان الرافضون يزدادون عددا وعنادا والسبب أن هؤلاء الرافضين اقتنعوا أو تم إقناعهم بنظرية خبراء البنك الدولى عن «تقاسم المنفعة» من مياه النيل. على دول حوض النيل وحولوا النظرية إلى واقع فعلى بتمويل إنشاء السدود ومشاريع المياه. ومرة أخرى نذكركم بالمالك الفعلى للبنك الدولى ثم نسأل عما يخصنا فى الأمر وهو: كيف يمكن أن تدير مصر الأزمة لتحافظ على حصتها فى مادة الحياة.. ماء النيل؟.. هذا هو السؤال الصعب الآن. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: عودة الروح للسياحة المصرية الأربعاء 09 مارس 2011, 5:31 am | |
|
عودة الروح للسياحة المصرية | | | | |
السياحة المصرية تمرض ولا تموت.. مقولة أثبتت صحتها الأيام حيث تعرضت هذه الصناعة الهشة والتى تعتمد فى المقام الأول على عنصرين أساسيين هما الأمن والاستقرار للعديد من الأزمات والكوارث الشديدة ولكنها بمشيئة الله وعنايته وبالتعامل المهنى والمدروس خرجت منها قوية ومتعافية، والأزمة الحالية التى تمر بها نتيجة لانحسار التدفقات السياحية إلى مصر وتحذيرات الدول الأوروبية إلى مواطنيها بعدم السفر وبالتالى رفض شركات التأمين العالمية التأمين علىالرحلات المتوجهة لها إضافة إلى توقف رحلات طيران الشارتر عصب هذه الصناعة إلا أن هناك بوادر طيبة بدأت تلوح فى الأفق وتنبئ بعودة الروح من جديد إلى السياحة المصرية. بدأت هذه البوادر فى خلال توافد كبار المسئولين والسياسيين الدوليين إلى القاهرة للاطمئنان على الأوضاع الأمنية ومدىاستقرارها لينقلوا إلى حكوماتهم بكل مصداقية وشفافية الصورة كما يشاهدونها إضافة إلى حرصهم علىالقيام بزيارة لميدان التحرير على أرض الواقع وعلى سبيل المثال وصول السيناتور الأمريكى جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الأمن الداخلى لمجلس الشيوخ الأمريكى لميدان التحرير ومصافحته لأبناء الشعب المصرى حيث قاموا بإهدائه علم مصر. وفى بادرة طيبة أخرى تواكبت مع أول لقاءات السيد منير فخرى عبدالنور وزير السياحة الجديد والذى تولى أجندة الوزارة فى ظل ظروف صعبة لا يحسد عليها التقى بـ السيد ميخائيل بجدانوف سفير روسيا لدى مصر حيث بدأ اللقاء بقيام السفير الروسى بتقديم التهنئة للوزير المصرى على توليه منصبه الجديد. وخلال اللقاء، أكد السفير الروسى على أهمية السياحة بالنسبة لاقتصاد الدول وأهمية السوق الروسية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعد السوق الأولى المصدرة للسائحين إلى مصر، مشيرا إلى الاتصالات التى تمت بين وزارة خارجية البلدين لبحث العلاقات والتعاون فى مجال السياحة، وفى هذا الشأن أوضح وزير السياحة أن عدد السائحين الروس إلى مصر فى عام 2010 بلغ 2.855.723 سائحا بزيادة قدرها 4.3% على عام 2009 محققين بذلك 25.037.045 ليلة سياحية بزيادة قدرها 39.7% على عام 2009. وحرص السفير الروسى على توجيه دعوة السيد منير فخرى عبدالنور وزير السياحة للمشاركة فى المعرض السنوى Intoumarket بروسيا، وأعلن عن رفع روسيا قرار حظر السفر لمصر. كما التقى أيضاً السيد منير فخرى عبدالنور مع السيد إيرنست بورجبتشر نائب وزير الاقتصاد الألمانى والوفد المرافق له وذلك فى إطار زيارة وزير الخارجية الألمانى لمصر وأعلن الوزير الألمانى أنه قام بدعوة المجموعات السياحية لزيارة مصر كما أشار إلى أن منظمى الرحلات الألمان يبذلون قصارى جهدهم لزيادة التدفقات السياحية الألمانية إلى مصر وأوضح السيد فخرى عبدالنور للضيف الألمانى عن تفاؤله بعودة الأمور إلى طبيعتها خاصة مع استقرار الأوضاع السياسية والأمنية وهو ما سوف يساعد كثيراً على استعادة الحركة السياحية المصرية لمعدلاتها الطبيعية. وطالب الوزير من الضيف الألمانى بأن تعيد الحكومة الألمانية النظر فى قيمة الضريبة التى فرضتها على المواطنين الألمان المسافرين جواً إلى مصر وأن تتساوى مصر مع الدول السياحية المنافسة لها حيث تم فرض ضرائب بقيمة أقل على المسافرين إلى هذ الدول وقد أوضح الضيف الألمانى أن حكومته قررت فرض الضريبة وفقاً للمسافة حيث تقرر أن يكون نصيب الضرائب على المسافر لمصر 25 يورو. وفى حب مصر نظم وفد إيطالى ضم 50 فرداً منهم رئيس اتحاد الشركات السياحية الإيطالى روبرت كوربيلا ورئيس الاتحاد السابق ومنظم الرحلات ووسائل الإعلام الإيطالية الجماهيرية والمتخصصة وقفة تضامنية بميدان التحرير من أجل عودة الحركة السياحية لمصر، حيث قاموا خلالها برفع العلم المصرى بطول 40 مترا وارتدوا تى شيرتات مرسوما عليها علم مصر كرمز للتضامن مع الشعب المصرى، وصاحبهم عمرو العزبى رئيس هيئة تنشيط السياحة وسامى محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة، وقام الوفد بجولة داخل المتحف المصرى وانضم إليهم عشرات الشباب من جامعة عين شمس. يقول محمد عبدالجبار مدير المكتب السياحى بايطاليا إن الهدف من مبادرة الوفد الايطالى توجيه ثلاث رسائل للعالم بأكمله الأولى من أجل الضغط على صانعى القرار بالدول المصدرة للسياحة لمصر بإلغاء التحذير لسفر رعاياها إلى مصر وجميع محافظاتها وسواحل البحر الأحمر وشرم الشيخ والتى تستقبل 70% من حركة السياحة الوافدة إلى مصر علاوة على تأمين المنشآت السياحية والأثرية بصورة جيدة. وأشار عبدالجبار إلى أن الرسالة الموجهة الثانية تطالب بفك الحظر المطبق حتى الآن على بعض مناطق الجذب السياحى (القاهرة- الإسكندرية- الأقصر) من قبل الخارجية الايطالية وهو ما يؤثر سلبا على برامج السياحة الثقافية والتى تحتل 15% من أعداد السياحة الوافدة من ايطاليا. الرسالة الثالثة كما وصفها عبدالجبار هى رسالة موجهة للشعب الايطالى بأن مصر آمنة، وأوضح عبدالجبار أنه كان يتواجد حوالى 5 آلاف سائح إيطالى أثناء أحداث الثورة من تاريخ 25-28 يناير الماضى ما بين مدينتى شرم الشيخ ومرسى علم والذين تم إجلاؤهم خلال تلك الفترة. وكشف عبدالجبار عن عودة السياحة الايطالية إلى مصر بأن نسبة الحركة الوافدة من السوق الإيطالية ارتفعت من صفر منذ بداية الأحداث إلى 20% بعد رفع الحظر عن مناطق البحر الأحمر، مشيرا إلى أن منظمى الرحلات الايطاليين طالبوا بدعمها من قبل وزارة السياحة وعودة الحملات الترويجية للأسواق الأوروبية بعد توقفها منذ بداية الأحداث. وفى نفس السياق أشار وائل قدرى مدير مكتب مصر للطيران بإيطاليا إلى أن تلك المبادرة التى نظمها المكتب السياحى المصرى بروما ومكتب شركة مصر للسياحة برئاسة محمد القطان ومصر للطيران وبمشاركة جريدة إيجبشن جازيت والمسئول عن التنظيم محمد صلاح عطية تتم فى نفس التوقيت بشرم الشيخ تضم ممثلين من الوفد الإيطالى. مؤكداً أن تلك المبادرة ستكون طويلة الاجل ولن تتوقف إلا بعد استعادة الحركة الوافدة لمصر مرة أخرى كسابق عصرها. وتوقع قدرى أن تزداد هذه الرحلات إلى 33 رحلة أسبوعياً خلال فترة صيف 2011. وقد نظم محمد القطان مدير مكتب شركة مصر للسياحة بايطاليا حفلة عشاء بأحد المراكب العائمة المالكة للشركة واشار القطان إلى أن هناك حوالى 12 رحلة طيران استقبلها مطار مدينتى شرم الشيخ ومرسى علم الأسبوع الماضى وذلك بعد رفع الحظر عن مناطق البحر الأحمر. وخلال انعقاد المؤتمر الصحفى الذى أقيم ترحيبا بالوفد الايطالى بحضور الوزير منير فخرى عبدالنور وزير السياحة والمهندس حسين مسعود رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران وهشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة وعمرو العزبى رئيس هيئة تنشيط السياحة، وأكد عبدالنور أنه سيبحث مع السفير الايطالى بالقاهرة إمكانية رفع الحظر عن مدينة القاهرة فى إطار خطة الوزارة لإعادة الحركة السياحية إلى طبيعتها وأشار إلى أن الحكومة لن تدخر وسعاً لإعادة الحركة السياحية القادمة للبلاد إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير. وأكد عبدالنور أن الوزارة ستشارك بقوة خلال الاسابيع المقبلة فى بورصة برلين الدولية للسياحة وكذلك معرض موسكو إلى جانب قيامه بزيارة ايطاليا قبل نهاية شهر مارس الحالى. مشيراً إلى أن السياحة الوافدة إلى مصر من إيطاليا تعد عنصرا مهما لمصر وإن كانت هى أول دولة تتجاوز رقم المليون سائح عام 2004 فإنها الآن تأتى فى المرتبة الرابعة للدول المصدرة للسياحة لمصر، وقد استقبلت مصر العام الماضى مليونا و 200 ألف سائح إيطالى وأعرب وزير السياحة عن أمله فى أن يتجاوز عدد السياح الوافدة من إيطاليا خلال العام الجارى هذا الرقم. كما التقى فخرى عبدالنور بمجموعة من ممثلى الشباب أوضح خلاله أنه يمكن استغلال طاقات الشباب الواعى بأهمية احتضان السياحة باعتبارها أكثر القطاعات حيوية وقدرة على الإسهام فى دفع عجلة الاقتصاد الوطنى وذلك من خلال التركيز على عدة محاور، أولاً: مشاركة الشباب فى حملة وسائل التواصل الاجتماعى من خلال مجموعة من المنافذ مثل (فيس بوك-تويتر-وغيرهما). والمحور الثانى، التأكيد على رسالة وزارة السياحة التى أوضحت ان المتغيرات التى شهدتها مصر مؤخرا قد لاقت صدى إيجابيا واسعا من جانب دول وشعوب العالم. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: المنتخب الوطنى فى مأزق الأربعاء 09 مارس 2011, 5:45 am | |
|
المنتخب الوطنى فى مأزق | | | | |
الجهاز الفنى للمنتخب المصرى بقيادة المعلم شحاتة أصبح فى مأزق صعب وبات لديهم قناعة تامة بأن هناك حالة من التربص حولهم حيث يسعى البعض للإطاحة بهم دون الالتفات إلى اسباب تدنى مستوى الفريق خلال الفترة الأخيرة وهو الأمر الذى دفع شحاتة ورفاقه إلى تقديم استقالاتهم رغم حساسية الفترة الحالية للمنتخب التى تسبق مباراة جنوب افريقيا. حيث أكد فاروق جعفر المدير الفنى لطلائع الجيش على ضررورة خوض لقاءات ودية عديدة يتم التركيز خلالها على الفرق الأفريقية القريبة فى الأداء من منتخب جنوب أفريقيا سواء فى الأداء الخططى أو الفنى أو البدنى.. وضرورة إقامة معسكر خارجى ويفضل أن يقام فى جنوب أفريقيا على وجه التحديد لتأقلم لاعبى مصر على مناخ المباراة خاصة أن تجميد مسابقة الدورى العام تتطلب من الجهاز الفنى للمنتخب إقامة معسكر طــويــل الفـريـــق قبل هذه المبــــاراة لتحقيق الانسجام المطلوب بين لاعبى الفريق والارتقاء بمستواهم الفنى والبدنى. |
| |
|
| |
| مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1793-06/03/2011 | |
|