في أول الأمر نمدح رسولنا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام علي ما قال الراوي يا سادة يا كرام حيث قال :
في قصة رجل ذو حظٍُ سئ اسمه (يزيد عبد الله) فهو عاطل عن العمل وزوجته (ليلي) تلد وليس معه أية مال فقالت له زوجته بأن يذهب إلي دار أمها (تفيدة) لكي تجلب لها الداية (أم السعد) وبالفعل ذهب إلي دار أمها وفعل كما أملت عليه زوجته من أمر فذهب للقابلة وقال لها أن زوجته تلك وفي حالة متعسرة ووصف لها عنوان داره ولكنه خرج من بيت القابلة ولم يذهب إلي داره بل ذهب إلي كوبري استانلي بعد داره بكوم الدكة سيرا علي الأقدام ولكنه أراد أن ينتحر حتي لا يعرف أحد عنه ولكنه فوجي برجل أبيض ذو لحية بيضاء يرتدي عباءة بيضاء وقفطان أبيض يخرج من البحر وقال له يا بني لم تريد أن تنتحر .
فقال له يزيد : من أنت أيها الشيخ الصالح .
فقال له الشيخ : أنا عمك (أيوب) عبد الله آتاني قليلا من علمه .
فقال يزيد : هل عندك عمل ؟
فقال الشيخ أيوب : اني علي باب الله أعمل عملا صالحا في الدنيا ليجزيني عنها حسنات في الآخرة .
فقال الشيخ أيوب : لا تؤاخذني يا بني إن تطفلت عليك .
فقال يزيد : لا معاذ الله يا شيخنا فقل ما تريد .
فقال الشيخ أيوب : عندما جئت إليك كنت تريد أن تنتحر ، فلم أردت أن تنتحر ؟
فرد عليه يزيد : العيشة ضنك وزوجتي تلد وأمها عجوزة ذات لسانٍٍ كالمبرد الخشابي إذا طالني فضحتني بمصيبتي وخيبتي وقالت لي يا عاطل يا ويل ابنتي بزواجك منها وجعلتني كاللص في يد العسكري مفضوحٌ أمره بين الناس.
فقال له الشيخ أيوب : فهل هذا داعي بأن تموت كافر خارج عن أمر الله عز وجل؟
فقال له يزيد : لا والله لم أكن أريد أفعل ذلك ولك هذا بسبب حماتي التي لا تجعلني هنيئا بيني وبين زوجتي .
فقال له الشيخ أيوب : تعالي معي لأريك شيئا .
فقال له يزيد : إلي أين يا عم الشيخ أيوب ؟
فقال له الشيخ أيوب : اصبر وما صبرك إلا بالله .
فقال له يزيد : ونعم بالله .
فذهبا معا إلي مكان كالدوواين القديمة به عدة خزانات وأدراج .
فسأل يزيد الشيخ أيوب وقال له : ما هذه الأدراج .
فقال الشيخ أيوب : هذه الأدراج بها أقدار الناس المحتومة فعليك أن تجعل قدرك في درج ٍ فارغ وتأخذ أحد الأقدار .
فقال يزيد : إنني أكثر الناس أقل حظا وقدرا .
فقال له الشيخ أيوب : اصبر واقرأ أقدار الناس يا ولدي .
فقال له يزيد : سأقرا جميع الأقدار ولكن بشرط .
فقال له الشيخ أيوب : وما هو ؟
فقال له يزيد : أن أحسن الأقدار سأبدله بقدري .
فقال الشيخ أيوب : شرطك مجاب .
فأخذ يزيد يقرا ويقول بسم الله الرحمن الرحيم وفتح أول درج ونظر في صحيفة رجل عجوز علي شفا الموت وأولاده ينتظرون موته ليورثوه ويأخذوا ماله .
فقال يزيد : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وفتح أخري ففؤجي برجل عجوز أولاده يتنازعون فيما بينهم علي قطعة أرض اشتراها أبيهم فأرادوا أن يحجروا عليه ليأخذوا قطعة الأرض .
فقال يزيد : فقال يزيد لا إله إل أنت سبحانك تؤتي الملك لمن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء .
وفتح أخري فوجد أرمل غنيا وعنده ولدا وبنتا ولكنه يريد أن يتزوج ولكن تزوج من امرأة شريرة وضعت له السم في الطعام وورثت أبنائه وأكلت عليهم حقهم.
فقال يزيد : أعوذ بالله .
وأخري لاقي رجلا يأكل ما اليتامي والمساكين فبدله الله بهذا المال سيئآت وأدخله النار .
فقال يزيد : اللهم أجرني من النار .
وفتح خزانة أخري فوجد رجلا يصفي مشاجرة بين الناس فيقتل ويدخل الآخران السجن .
فقال يزيد : اللهم بك نموت وبك نحيا وإليك المصير .
وفتح أخري يجد رجلا تاجرا للمخدرات يسجن ولكن رشي رجلا آخر بوعد كاذب بأنه إذا اعترف انه لم يكن معهم سيعطيه قطعة أرض ليزرعها .
فقال يزيد : أعوذ بالله من قول الزور .
وفتح أخري ليجد رجلا في الصحراء تائه ينهشه ذئب ضاري حتي يموت .
فقال يزيد : اللهم عافني في بدني وعافني في سمعي وعافني في بصري لا إله إلا أنت أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت .
فقال يزيد للشيخ أيوب : ألا يوجد قدرا لرجل غني .
فقال الشيخ أيوب : يوجد ولكن هذا الغني لا يلد .
فقال يزيد : ولكن زوجتي الآن تلد .
فقال الشيخ أيوب : يوجد رجل غني يلد ولكنه مريض بداء الفيرس سي المنتشر حاليا .
فقال يزيد : لا حول ولا قوة إلا بالله .
فقال يزيد: الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة البصر والسمع واللمس وعدم المرض ولكن الفقر هو العيب الوحيد .
فقال له الشيخ أيوب : الله قسم الأرزاق أربعة وعشرين قيراطا .
فقال له يزيد : فما هما ؟
فقال الشيخ أيوب : رجلا أعطاه الله عشرين قيراط مالا وأربعة أولاد وليس عنده صحة .
ورجلا أعطاه عشرين مالا وأربعة صحة وليس عنده أولاد .
ورجلا عنده عشرة أولاد وأربعة عشر صحة وليس عنده مال .
ورجلا عنده عشرة مال وعشرة صحة وأربعة أولاد ولكنه غير مرتاح البال .
ورجلا فقيرا عنده أربعة أولاد وعشرين صحة ومرتاح البال .
ورجلا غنيا عنده أربعة وعشرين مالا ولا عنده صحة ولا أولاد .
فقال له يزيد : ولكنه يستطيع أن يشتري الصحة بالمال .
فقال له الشيخ أيوب : ولكنه عنده مرض خطير في المخ وهذا المرض يأتي بنسبة واحد في المليون .
ورجلا عنده أربعة وعشرين صحة ولا يلد وفقيرا .
فقال له الشيخ أيوب : إنما السعادة ليست في المال إنما السعادة في راحة البال .
فقال له يزيد : أنعم الله عليك يا شيخنا .
وقال يزيد شاكرا ربه : اللهم فاطر السماوات والأرض عام الغيب والشهادة رب كل شئ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه أن أقترف علي نفسي سوءا أو أجره إلي مسلم .
ورجع يزيد إلي بيته وفوجئ أمامه بحقيبة من المال وبها بطاقة شخصية عليها إسم السيد / أحمد سعيد عبد الله .
العنوان / 300 شارع عبد اللطيف أبوهيف . ميامي .
فذهب إلي هذا العنوان ليرجع تلك الحقيبة إلي صاحبها ولكن فوجئ بأن الرجل صاحب مصنع كبير في مدينة برج العرب الجديدة وأراد صاحب الحقيبة أن يعطيه مكافأة 10 % كما حددت الحكومة .
ولكن رفض يزيد وبشدة وقال له أنه لا يريد مالا .
فقال له صاحب الحقيبة : هل عند عمل ؟
فقال يزيد : لا والله أنا عاطل .
فقال له صاحب الحقيبة : هل عندك مؤهل عالي ؟
فقال له يزيد : نعم أنا خريج كلية الحقوق بدرجة جيد جدا .
فقال له صاحب الحقيبة : ألا تريد أن تعمل عندي في مصنعي بدرجة نائب شئون قانونية ؟
فقال له يزيد : نعم أريد ويكون لك الشكر .
فقال له الرجل صاحب الحقيبة : سيكون أجرك في الشهر 3000 جنيه عوضا عن النسبة في المال الموجود في الحقيبة .
فقال له يزيد : شكرا لك .
فقال له صاحب الحقيبة : تعالي عندي غدا الساعة السابعة في المصنع ومعك شهادة تخرجك من الكلية وتعمل ابتداء من الغد إن شاء الله .
فشكرة يزيد وذهب إلي بيته ومعه 3000 جنيه مكافأة بمناسبة ميلاد طفلا له .
وذهب إلي بيته وقد ولدت زوجته ولدا أسماه علي .
وذهب إلي غرفته وصلي ركعتين شكرا لله وحمد الله وأثني عليه وعاشوا في سعادة وهناء إلي الأبد .
تأليف /
محمد بك عبد العال .