elwardianschool
الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية 282511_266363923390799_100000515812319_1108688_1944685_n
elwardianschool
الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية 282511_266363923390799_100000515812319_1108688_1944685_n
elwardianschool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

elwardianschool

مـنـتـدى مـــكـتـبــة مـدرسـة الـورديـان الـثـانـويـة * بـنـيـن...( تعليمى.متنوع.متطور )

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نتمنى لكم قضاء وقت ممتعا و مفيدا فى المنتدى

 

 الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد بك
مشرف على قسم التاريخ
مشرف على قسم التاريخ
محمد بك


ذكر عدد المساهمات : 1908
نقاط : 4411
تاريخ التسجيل : 16/11/2009
الموقع : 29 شارع عين جالوت بالقباري

الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية Empty
مُساهمةموضوع: الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية   الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية Emptyالأحد 28 نوفمبر 2010, 1:22 am

الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شعار البطريركيّة المارونيّة، وقد كتب عليه بالسريانية واللاتينية والعربية من سفر إشعياء: "مجد لبنان أعطي له".

الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية (بالسريانية: ܥܕܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܡܐܪܘܢܝܬܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ) هي كنيسة مسيحية مشرقية اجتمعت نواتها الأولى حول القديس مارون كحركة رهبانيّة ما لبثت أن ضمّت علمانيين، لذلك دعيت باسمه. وقد أكد المجمع البطريركي الماروني الذي ختم أعماله عام 2006 هوية الكنيسة بأنها: ”كنيسة أنطاكية سريانية ذات تراث ليتورجي1 خاص“. يعتبر الموارنة أيضًا من دوحة الكنيسة السريانية تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا، فهم جزء من الكنيسة الكاثوليكية التي تقرّ بسيادة البابا، رغم ذلك، فللكنيسة المارونيّة بطريركها الخاص وأساقفتها، ويقيم البطريرك في بكركي الواقعة ضمن قضاء كسروان اللبناني، ويعاونه اثنان وأربعون أسقفًا موزعين على ست وعشرين أبرشية في قارات العالم الخمس. وللكنيسة المارونيّة رهبناتها الخاصة،[وتعتبر الرهبنة اللبنانية المارونية أكبر رهبنة في الشرق الأوسط.

وبحسب الإحصاءات، يبلغ عدد الموارنة في العالم ستة ملايين نسمة، حوالي 920000 منهم في لبنان، وإلى جانب تواجدهم في لبنان، يتواجد الموارنة في سوريا. أما عن الاغتراب المارونيّ، فهو يتركز أوروبيًا في فرنسا وأمريكيًا في الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك. كذلك يوجد عدد كبير من الموارنة في أستراليا ودول الخليج العربي وإفريقيا الغربية، وبناءً عليه تعتبر الكنيسة المارونيّة، أكبر كنيسة مشرقيّة داخل النطاق الأنطاكي، وتحل ثانيًا بعد الكنيسة القبطية على مستوى الشرق الأوسط. أيضًا تعتبر الكنيسة المارونيّة أكبر هذه الطوائف من حيث التواصل الجغرافي لأماكن الانتشار.

مار مارون

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مار مارون والد الكنيسة المارونية وشفيعها.

إثر مرسوم ميلانو سنة 313، أخذ وضع المسيحيين في الامبرطورية الرومانية بالتحسن، فقد أصبحت المسيحيّة وبعد ثلاثة قرون من الاضطهادات، دينًا رسميًا في الإمبرطوريّة، ما ساعد على توسع انتشارها في حوض البحر المتوسط. أما في سوريا فقد إنتشرت المسيحيّة بقوة في الأماكن الساحليّة، بجهود الجيل الأول من رسل المسيح الذين مرّ أغلبهم من هناك مبشرًا. أما في الأماكن الداخليّة، فقد ظلت الوثنيّة مسيطرة وقويّة للغاية، على الرغم من مجمع نيقية والاعتراف بالمسيحية دينًا للإمبرطوريّة، حتى باتت كلمة وثني ترادف معنى قروي.

وضمن هذه البيئة الوثنيّة ظهر مار مارون. إن المرجعين الأساسيين الباقيين عن حياته حتى اليوم، رسالة وجهها يوحنا الذهبي الفم من منفاه في القوقاز إلى مار مارون، حوالي العام 405، وشهادة ثيودوريطس أسقف قوروش، في كتاب أعده خصيصًا للحديث عن الرهبان في القورشيّة وضواحيها؛ ورغم عدم وجود رابط بين مارون يوحنا الذهبي الفم، ومارون ثيودوريطس، إلا أن ثقاة المؤرخين استبعدوا احتمال وجود مارونيين، في القورشية عاشا خلال الفترة ذاتها، ولم ينل التأريخ سوى واحدًا منها، ما دفع إلى القول أن كلا المرجعين يشيران إلى مارون، أبي الطائفة المارونيّة.

إن رسالة يوحنا الذهبي الفم ذات طابع شخصي، ولا تعطي معلومات وافية عن القديس الذي تسميه "كاهنًا وناسكًا"، في حين أن المرجع الثاني لا يأت على ذكر كونه كاهنًا، لكنه في الوقت نفسه يذكر مصطلحات، تستخدم في اللغة الإكليريكيّة للكهنة وحدهم، وينال المرجع الثاني أهمية خاصة، لأن ثيودوريطس وهو أسقف المكان الذي تنسك فيه "مارون الإلهي" كما يسميه، قد نقل شهادة مقبولة بمقاييس ذلك العصر، عن نشاط الراهب وحياته وتقشفه، وما يمكن قوله عن حياة القديس مارون، في ضوء هذه الشهادة، أنه كان رائدًا في مجال الترهب، إذ إنه ابتكر طريقة جديدة، وهي الترهب في العراء، دون أن يأوي إلى سقف عدا خيمة صغيرة ما كان يستظلها إلا نادرًا، وأنه مارس ضروبًا عديدة من التقشفات، ولم يكن منقطعًا عن المجتمع خلال جميع فترات حياته، إذ عندما انتشر صيت قداسته، وفد الناس إلى الجبل المنسك للقاءه، فكان يعظ الزوار ويرشدهم ويقدم التعزية للمصابين والحزانى،حتى أشيع أن الشياطين نفسها قد تحاشت حضرته، ونتيجة لهذا فقد قصده عدد كبير من الرهبان يودون التتلمذ له، فيجزم ثيودوريطس، أن أكثر نساك منطقة قوروش ساروا على طريق مارون، وأزهروا في مختلف أنحاء سوريا الشمالية.

وإثر هذه الحياة الحافلة توفي مار مارون قرابة عام 410 وقامت منازعات على جثمانه بين سكان القرى المجاورة، وسرعان ما اعترفت جميع كنائس ذلك الزمان بقداسته، إذ تقيم الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية تذكارًا له في الرابع عشر من شباط كل عام. أما الموارنة ففي التاسع من شباط كل عام

مكان تنسك القديس مارون، وضريحه

قامت في التاريخ شكوك كثيرة حول المكان الذي تنسك فيه القديس مارون، بل إن الأمكنة المقترحة لذلك تنوعت وتعددت جغرافيًا من مغارة مارون الراهب في منطقة الهرمل اللبنانيّة، إلى جبل سمعان شمال غرب مدينة حلب، وفي الآونة الأخيرة وبجهود أبرشية حلب المارونيّة، وبالتعاون مع وزارة السياحة السوريّة، اكتشف المدفن الأول للقديس مارون وكذلك مكان التنسك، فإذ إن ثيودوريطس لا يذكر مكانًا لإقامة الضريح والكنيسة العظيمة، إلا أنه يذكر خطف إحدى القرى الكثيرة العدد والمتاخمة لمكان التنسك للجثمان وإقامة مزار فخم لإكرامه، نظرًا لأهميته لسكان تلك المنطقة، ويعزي نفسه بأن ذكر القديس قائم لديه بدل ذخائره البعيدة عن مركز الأسقفيّة القوروشيّة.

إن الحفريات، والمكتشفات، أثبتت ما ذهب إليه المؤرخون الموارنة طويلاً دون أن يستطيعوا إثباته، فكنيسة براد، وهي البلدة عظيمة الأثر كثيرة السكان، بنيت حوالي العام 410 أي في الفترة التي توفي فيها مارون، ولأن صفات ما وصفه ثيودوريطس، تنطبق على براد بشكل منطقي، ولكون مار مارون هو العظيم الوحيد الذي توفي في حدود تلك السنة، يمكن الجزم بأن براد هي المكان الصحيح لدفن مار مارون.

يُذكر أن كنيسة براد تعتبر أكبر كنيسة في شمال سوريا برمته بعد كنيسة القديس سمعان، وقد بنيت بجانبها كنيسة صغيرة عام 561، مما يدل على استمرار النشاط في المنطقة. أما عن مكان التنسك فهو قلعة كالوتا على الطريق المستقيم جنوب براد ويبعد عنها حوالي 3 كيلومترات، والآثار المكتشفة تثبت ذلك أيضًا. أما ذخائر مار مارون، فقد نقل التقليد الماروني، أنها نقلت مع الهجرة المارونيّة إلى لبنان على يد مار يوحنا مارون، حيث وضعت في دير كفرحي، الذي بات اسمه منذ ذلك اليوم "ريش مورو" (بالسريانية: ܪܝܫ ܡܘܪܐܢ)، أي "هامة مارون"، لكن الهامة نُقلت عام 1137 إلى إيطاليا خلال التواجد الصليبي، وأعيدت إلى لبنان عام 1999، إلى دير كفرحي، من جديد.

دير مار مارون

إلتف حول مار مارون، عدد كبير من الأتباع الرهبان، أولاً في الجبل المنسك ومن ثم في جميع أنحاء القورشيّة والمشرق، منهم إبراهيم القورشي، الذي أرّخ حياته ثيودوريطس أيضًا. وذكر المؤرخ انتقال ابراهيم إلى لبنان مبشرًا حيث أقام في أعالي منابع نهر أدونيس، ما أدى أن يطلق على النهر تسمية نهر إبراهيم، ولم يكن تلاميذ مار مارون حكرًا على الرجال بل تواجد عدد من النساء الراهبات، وكان لهؤلاء الرهبان تلاميذ أيضًا.

ومن الثابت القول أنه خلال الفترة القريبة من مجمع خليقدونية، تجمع رهبان مارون المشتتين في مختلف البقاع ضمن دير واحد عظيم البنيان، يذكر أبو الفداء أن من بناه الإمبرطور مرقيانوس نفسه، وأن هذا الدير كان من المنافحين عن صيغة خليقدونية في الإيمان (تنصّ على أن طبيعتي المسيح الإلهية والبشريّة قد لبثتا طبيعتين بعد اتحادهما ولم يمتزجا أو يختلطا في طبيعة واحدة، كان البابا ليون الأول أبرز من شرحها في رسائله المعروفة في التاريخ باسم طومس لاوون)، وتشير الدراسات الأخيرة إلى دور لثيودوريطس نفسه في التشجيع على بناءه، أما المؤرخ العباسي المسعودي يصف عظمة بناء الدير فيقول أن ما لا يقل عن ثلاثمائة صومعة كانت محيطة به، ولم يحسم بعد الجدل الحاصل في تحديد الموقع الدقيق لمكان بناء هذا الدير الذي دمر أواخر القرن العاشر، لكن من المتفق عليه أنه بني في مكان ما في أفاميا قرب نهر العاصي.

إن الدير لا يكتسب أهميته فقط لكونه نواة الكنيسة المارونيّة، بل لأنه يوصف أيضًا في مراسلات الأقدمين، بأنه عظيم الأديرة في سوريا الجنوبية، وبالتالي، من خلال هذا الدور الريادي لسائر الأديرة، يمكن فهم الطريقة التي تكونت بها المارونيّة في القرنين اللاحقين بوضوح أكثر.

يعتقد البعض بأن الرأي القائل بخليقدونية دير مارون قد ظهر خلال القرن السادس عشر على يد تلامذة الجامعة المارونيّة في روما، تحديدًا على يد الأسقف جبرائيل القلاعي، وسعى كثيرون من البحاثة، إثبات ذلك الرأي، من خلال تفنيد المراسلات التي تثبت خليقدونيته، لكن قسمًا آخر من البحاثة، أيدوا الرأي الكنسي التقليدي وبدورهم قدّموا عددًا كبيرًا من الوثائق التي تثبت هذه الخليقدونية، أبرزها رسالة رهبان الدير أنفسهم إلى البابا هرمزدا في خريف سنة 517 إثر تعرضهم لكمين على يد ساويريوس بطريرك أنطاكية المناوئ للخليقدونية حينذاك، وردّ البابا على هؤلاء الرهبان برسالة مؤرخة في شهر شباط من سنة 518. وقع من رهبان الدير 350 راهبًا في هذا الكمين، ولم يشكك غالبية المؤرخين بوقوع هذه المجزرة، لكونها قد وقعت في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، اعتادت خلالها السلطة سواءً أكانت للخليقدونيين أم مناوئيهم استخدام مثل هذه الأساليب؛ ويقيم الموارنة وكاثوليك العالم تذكارًا لهؤلاء في الحادي والثلاثين من تموز كل عام.

أما عن الأدلة الأخرى التي تثبت خليقدونية دير مارون، هي رسالة رهبان دير مارون إلى مناوئيهم رهبان بيت أرباز العام 592، وكذلك مراسلات مجمعي سنتيّ 518 و536 في القسطنطينية وهي تشمل عدة رسائل موجهة لبطريرك القسطنطينية مينا والبابا أغابيتس والإمبرطور يوسطيان الأول، وهناك أيضًا المجمع المحلي الذي عقد في سوريا الجنوبية إثر إدانة ساويرس الإنطاكي وعزله عام 518، فالراجح والمتفق عليه لدى ثقاة الباحثين، أن الدير أقله حتى القرن السابع، قد ظل خليقدوني المعتقد، ويذكر أن ساوريرس لم يدن لارتكابه المجزرة بل أدين لآرائه اللاهوتية المنافية لصيغة خليقدونية، ويذكر أيضًا أنه لدى حرمه العام 518 هرب إلى مصر وأقام هناك، وأدار من منفاه عددًا من الكنائس والأديرة في سوريا الشرقية وبعض مناطق العراق، البعيدة عن سطوة الإمبرطوريّة البيزنطيّة منشأً بذلك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.

إن هذا الإنقسام، ساهم في تعزيز موقع دير مارون، كقائد للقسم السرياني من الكنيسة الخليقدونيّة، التي كانت قد اصطبغت أكثر فأكثر بالصبغة اليونانية حتى طغت عليها، وساهم أيضًا في تسريع نشوء الطائفة المارونيّة خلال القرن التالي، وهذه الأحداث تلقي الضوء أيضًا على طبيعة ريادة دير مارون لسائر أديرة سوريا الجنوبية، ففي المراسلات السابق ذكرها، يوقع ممثلو الدير بكونهم اكسرخسًا، أي الرقيب أو الدير المتقدم على سائر الأديار في منطقته، ومن المعروف على ما نقله المؤرخ وبطريرك الإسكندرية الملكي، سعيد بن بطريق، أن الامبرطور هرقل شخصيًا زار الدير عام 628 وأقام فيه قبيل إعلانه العقيدة المونوثيلية، أما عن علاقة ثيودرويطس والدير، فيمكن استقائها من رسالة دير أرباز نفسها، فيصف الرهبان المناوئون خصومهم، بفرع المرارة التي أنبتها ثيودوريطس.

طقوس الكنيسة المارونيّة

السنة الطقسية والأعياد

تتألف السنة الطقسية المارونية من سبعة أزمنة مركزة على حياة يسوع المسيح وتعاليمه، تبدأ السنة في الأحد الأول من تشرين الثاني المعروف باسم أحد تجديد البيعة وتقديسها وتنتهي في الأحد الأخير من تشرين الأول والمعروف باسم أحد يسوع الملك، أما عن أول الأزمنة فهو زمن الميلاد ومدته سبعة أسابيع يليه زمن الغطاس أو الدنح وفيه تقام ثلاث أسابيع من التذكارات للكهنة والمؤمنين والموتى، قبل أن يبدأ زمن الصوم الكبير لمدة أربعين يومًا أو ستة آحاد يذكر خلالها الموارنة الأعاجيب التي اجترحها السيد المسيح في حياته الأرضية ويختم الصوم بأسبوع الآلام، وهو زمن مستقل ومنفصل طقسيًا، لتذكار آلام المسيح وصلبه، وفق المعتقد المسيحي، يليه سبعة أسابيع تعرف باسم زمن القيامة تفتتح بعيد الفصح المجيد لاستذكار قيامة السيد المسيح من الموت وفق المعتقد المسيحي والتعاليم والظهورات التي لحقت به، وبعد خمسين يومًا من القيامة يبدأ زمن العنصرة، أو حلول الروح القدس على التلاميذ والكنيسة وفق المعتقد المسيحي، ويمتد زمن العنصرة ست عشر أسبوعًا يستذكر الموارنة خلاله جميع التعاليم والأمثال الخلاصية التي وضعها السيد المسيح خلال حياته الأرضية، ويعتبر زمن الصليب آخر تلك الأزمنة حيث تقرأ وعلى مدى سبعة أسابيع تعاليم المسيح عن اليوم الأخير والدينونة وماذا ينبغي على المرء أن يعمل حتى يرث الحياة الأبدية.وتحوي السنة الطقسية ذاتها عدد كبير من الأعياد، التي ترتبط بعضها بحياة السيد المسيح وأحداثها في حين يرتبط البعض الآخر بالعذراء مريم أو أحد آباء الكنيسة على اختلافهم، ويعتبر عدد من هذه الأعياد بطالة كنسية، أي يجب الامتناع عن الصوم خلال هذا اليوم، وتحبذ فيه العطلة الرسمية وحضور الصلوات المقامة في الكنائس، وحتى الأعياد التي لا تعتبر في قانون الكنيسة بطالة فهي تعتبر بطالة في الرعايا والكنائس المشيدة على اسم العيد الخاص بها، أما عن أهم الأعياد المارونية فهي:

التاريخالعيدالتاريخالعيدالتاريخالعيدالتاريخالعيد
1 كانون الثانيعيد ختانة المسيح/يوم السلامبحسب التقويم الغربيعيد الفصح المجيد / بطالة/بحسب التقويم الغربيعيد العنصرة/ بطالة/الأحد الأخير من تشرين الأولعيد يسوع الملك
6 كانون الثانيعيد الدنح، الظهور الإلهي/ بطالة/23 نيسانعيد مار جرجس10 تموزالشهداء المسابكيين الموارنة1 تشرين الثانيعيد جميع القديسين
17 كانون الثانيعيد القديس أنطونيوس الكبيرالأحد الأول من أيارعيد سيدة لبنان - حريصاالأحد الثاني من تموزعيد مار شربل2 تشرين الثانيعيد الموتى المؤمنين
28 كانون الثانيعيد ما أفرام السرياني15 أيارعيد سيدة الزروع31 تموزعيد رهبان مار مارون الشهداء4 كانون أولعيد القديسة بربارة
2 شباطعيد دخول المسيح إلى الهيكل / عيد النور21 أيارعيد الملكة هيلانة والقديسة ريتا6 آبعيد تجلي الرب/ بطالة/8 كانون أولعيد الحُبل بها بلا دنس/ بطالة/
9 شباطعيد مار مارون، أب الطائفة وشفيعها/ بطالة/10 حزيرانعيد القديسة رفقا15 آبعيد انتقال العذراء/ بطالة/14 كانون أولمار نعمة الله الحرديني
2 آذارعيد مار يوحنا مارون15 حزيرانعيد يسوع الفادي8 أيلولعيد ميلاد العذراء20 كانون أولالقديس اغناطيوس الانطاكي
19 آذارعيد مار يوسف خطيب مريم24 حزيرانعيد مولد مار يوحنا المعمدان14 أيلولعيد الصليب المقدس/ بطالة/25 كانون أولعيد الميلاد المجيد/ بطالة/
25 آذاربشارة العذراء بحبلها بالسيد المسيح29 حزيرانعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس/ بطالة/4 تشرين أولعيد تريز الطفل يسوع28 كانون أولمقتل أطفال بيت لحم

الشعائر والليتورجيا

نشأت الطقوس المسيحيّة الأولى في أورشليم والتي دعيت أم الكنائس وسرعان ما نشأت عواصم أخرى للطقوس المسيحية، مثل أنطاكية حيث دعي المسيحيين بهذا الاسم للمرة الأولى والرها (حاليًا أورفة) وهي أول بلاد اعتنقت المسيحية ومركز سرياني وثقافي كبير، ظلت محافظة على جذورها السريانية على عكس أنطاكية التي تأثرت بالطقوس الأورشليمية، ولذلك يعمد اللاهوتيون والمؤرخون إلى تقسيم الطقوس المسيحية الشرقية إلى عائلتين كبيرتين، الطقس الأول وهو الطقس الأورشليمي - الأنطاكي والثاني هو الطقس الرهاوّي، وفي وقت لاحق اعتبر نهر الفرات أصلاً لتلك القسمة فدعي الطقس الأنطاكي - الأورشليمي بالطقس الغربي في حين دعي الطقس الرهاوّي بالطقس الشرقي.

وداخل هاتين العائلتين الكبيرتين للشعائر الشرقية هناك أيضًا عدد من العائلات المتوسطة والصغرى ففي داخل الطقس الأنطاكي - الأورشليمي تمايز واضح بين طقسين: الأول سرياني خالص والثاني تأثر حتى غاص كليًا بالتراث الهليني اليوناني وهو اليوم المعتمد في الكنيسة الملكيّة بشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي، بيد أنه قد نشأت بمرور الأيام علاقات وثقى بين مختلف الطقوس فيُلاحظ أن الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية وهي تتبع الطقس الأنطاكي اليوناني تعتمد نظرة الطقس الرهاوّي إلى التقديسات الثلاث موجهة إياها إلى الثالوث الأقدس، في حين أن الطقس الأنطاكي السرياني ينسبها إلى السيد المسيح وحده، ولا يوجد طقس ماروني صرف، إنما الطقس الماروني هو جزء من الطقس الأورشليمي - الأنطاكي السرياني وهذا هو سبب تسمية الكنيسة بهذا الاسم، أي "الكنيسة الأنطاكيّة السريانية المارونية".

بيد أنّ الموارنة في الوقت نفسه ارتبطوا أيضًا بمحور هام هو المحور الرهاوّي السرياني، كما تأثر الملكيون فيما يخص التقديسات الثلاث كذلك تأثر الموارنة، إنما على صعد أخرى، فيُلاحظ استعمال الموارنة لنافور مار بطرس الثالث المسمى نافور شرر المنسق حسب المحور الرهاوّي، كذلك تُعد رتبة العماد والميرون المارونيّة رتبة رهاوية أيضًا. إن السبب الرئيسي لهذه الاقتباسات هو الاختلاط الطائفي في القرون الأولى للمسيحية في سوريا، فكان قرب دير مارون على سبيل المثال ديرًا آخر بنفس الاسم وإنما ينسب للراهب مارون النسطوري الذي عاش في زمن الإمبرطور موريق، ولما كان النساطرة يتبعون الطقس الرهاوي، أدى هذا التجاور إلى دخول الطقوس الرهاوية السابقة إلى الكنيسة المارونية، تمامًا كما دخل عدد من الكتب الطقسية والعادات اليعقوبية نتيجة للتجاور في مرحلة من مراحل القرون الوسطى في شمال لبنان، ومن هذه العادات الصلاة التي يتلوها المحتفل قبل الشروع بالقدّاس والتي أسقطتها الكنيسة عام 1992 لعدم أصالتها في التقليد الماروني إن ماهو معروف عن الطقوس المارونية حتى القرن العاشر، وهي بعض الوريقات من كتاب "الشحيمة" أي كتاب الصلوات البسيطة للرهبان، يثبت أن الموارنة في العموم كانوا أقرب إلى الأصول الأنطاكية الأورشليميّة، وأن ما أخذه الموارنة من الرهاويين، قد سقط عدا ما نجا منه وهي رتب المعمودية والميرون ونافور شرر ورتبة الغسل يوم خميس الأسرار بدلاً من تعليق المصلوب كما هو الحال في سائر الكنائس الأنطاكية.

إن أول طبعة للقداس الماروني في العصور الحديثة ظهرت عام 1592 على يد تلامذة المدرسة المارونية في روما لكنها أثارت اعتراضات واسعة، حتى أن البطريرك ميخائيل الرزي وضع الحُرم الكنسي عليها ثم عاد فسمح بها، إذ إن الكتاب كما صدر حينها ابتعد عن التقليد الماروني بشقيه الغربي والشرقي وأخذ يقترب من الطقس اللاتيني، حيث أن الكلام الجوهري في هذه النسخة إنما هو من الطقوس اللاتينية مترجمًا إلى السريانية، وظهرت بعد قرن آخر النسخة الثانية عام 1716 والتي اعترض عليها العلماء الموارنة في كتابتهم القاسية، وكان المجمع اللبناني عام 1736 قد أمر بإنشاء لجنة لإصلاح الطقوس والقداس على رأسها، لكن اللجنة هذه لم تر النور، فكات الطبعة الثالثة عام 1763 في روما أيضًا، تلتها بدءًا من عام 1816 وحتى عام 1872 أربع طبعات صدرت عن مطبعة قزحيا قبل أن يصدر المطران الدبس رئيس أساقفة بيروت طبعتا بيروت الرسميتان عاميّ 1888 و1908، وجميع هذه النسخ إنما هي نسخة لطبعة عام 1716 وجميعها أيضًا مكتوبة باللغة السريانية ولم تظهر الطبعة الأولى بالحرف العربي حتى عام 1959 على يد المرسلين اللبنانيين في جونيه، لتبدأ إثرها حملة إصلاح الطقوس المارونية حتى وصل عدد هذه الحملات إلى عشرين، وصدرت عام 1973 رتبة بسيطة للقداس مؤلفة من خدمة واحدة مع نافور واحد على عهد البطريرك المعوشي على سبيل الاختبار، وأقر المجمع البطريركي عام 1982 الرتبة المفصلة، ثم أعيد دراستها ورفعت إلى دوائر المجمع الشرقي في الفاتيكان وصدرت بشكلها النهائي بموجب المرسوم البطريركي عدد 1992/479 معيدةً إلى الطقس الماروني بهاءه الأول.وكانت الرتب الأخرى قد صدرت عن جامعة الروح القدس في الكسليك عام 1984 وينتظر أن تصدر نسخة جديدة نهائية من بكركي.

يتألف القدّاس المسيحي من قسمين هما قسم الكلمة وقسم القربان، يطلق على القسم الأول اسم "ما قبل النافور" أو "الخدمة" في حين يطلق على القسم الثاني اسم "النافور وما بعد النافور"، وللكنيسة السريانية بشكل عام تنوّع واضح في قداديسها، فبينما توجد في الكنيسة الملكية أو الكنيسة اللاتينية خدمة واحدة فقط، تحوي الكنيسة السريانية 73 خدمة متبدلة بحسب العام، والأمر نفسه يصدق بالنسبة للقسم الثاني من القدّاس فبينما تحوي الكنيسة الملكية الكاثوليكية على ثلاث نوافير فقط تحوي الكنائس السريانية عامة على ما يفوق الثمانين نافورًا، اعتمدت الكنيسة المارونية منهم ثمانية يرقون لما قبل القرن العاشر، وهكذا لا تعتبر هذه الطقوس مجرد ترديد الكلام نفسه، طيلة العام بل تؤدي إلى خلق حركة تجديد في الإيمان. أما سائر كتب الصلوات المارونية فهي كثيرة: صلوات الصباح والمساء ونصف النهار على مدار العام، رتبة تبريك الشموع، رتبة تبريك الزيتون، رتبة تبريك الرماد، رتبة تبريك المياه، رتبة تبرك الزيت يوم أربعاء القنديل - اربعاء أسبوع الآلام - رتبة سجدة الصليب يوم الجمعة العظيمة، رتبة الغفران يوم سبت النور، رتبة السلام يوم أحد الفصح، رتبة السجدة يوم أحد العنصرة، رتبة افتتاح كنيسة جديدة، رتبة الخطبة والزواج ورتبةالجنازات؛ وجميعها تخضع لتنسيق القسم الأول ذاته من القداس المعروف باسم الخدمة، بمعنى أنها تتألف من صلوات البدء الثلاثة لتمجيد الله، يليها صلوات الغفران مصحوبة بالترانيم والبخور قبل أن تلحق بالتقديسات الثلاث والإنجيل وصلوات الختام، وهذه الرتب منسقة وفق الطقس الأنطاكي السرياني المعروف بالغربي وما نتج عنه من تطورات مارونية لاحقًا، وهناك أيضًا رتبة المعمودية والميرون ورتبة الغسل يوم خميس الأسرار وهي تتبع التقليد الرهاوي السرياني؛ ومن الأمور الخاصة بالموارنة في الطقوس، نتيجة للتطورات الحاصلة منذ القرن الحادي عشر، الصلاة التي تلي التقديسات الثلاث وكذلك مزمور القراءات الموزون على اللحن السرياني التقليدي رمرمين وكذلك الصلاة التي تلي تقديم القرابين والتي تختتم بدعاء "بدل عطاياهم الزائلة هب لهم الحياة والملكوت"

واقع الكنيسة المارونية

تتنوع مؤسسات الكنيسة المارونية، فهي ليست الرعايا والكنائس فقط، بل تمتد لتشمل المجتمع بكامله، فعلى سبيل المثال يتبع البطريركيّة المارونية مركز إحصاء ومركز آخر للدراسات والبحوث يصدر في كل عام عددًا كبيرًا من التقارير والدوريات التي تلقي الضوء على مشاكل الرعايا ليسعى إلى حلها قبل تفاقمهما، وتهتم الكنيسة بالتراث والتاريخ، فمكتبة بكركي تحوي العديد من الوثائق والمخطوطات النادرة، وتدير جامعة الروح القدس الحبريّة في الكسليك الموسوعة المارونية التي لا تنفك تصدر عددًا كبيرًا من الدراسات والدوريات التي تلقي الضوء على التاريخ والطقوس ومراجعتها وتطويرها، بالشكل الأمثل، بل إن جامعة الروح القدس نفسها تعتبر واحدة من أهم الجامعات في المشرق ولا تعتبر منفردة في مجالها هذا فهناك العديد من الجامعات المارونية الأخرى: جامعة القديس يوسف والجامعة الأنطونية والحكمة واللويزة وغيرهم على صعيد التعليم الجامعي، أما على صعيد التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي فتدير الرهبانيات عددًا كبيرًا من المدارس التي تتبع للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان والشرق الأوسط، ولا تعاني الكنيسة من النقص في الدعوات الكهنوتية والرهبانية كما هو حاصل في الغرب، ولهذه الرهبنات دور متنامي ومتصاعد في الآونة الأخيرة إثر قرار المجمع البطريركي الماروني الشهير والخاص بالإغتراب، إذ إن عددًا كبيرًا من المغتربين الموارنة قد تحوّل إلى الطقوس السائدة في بلد الاغتراب، وهو في الأغلب الطقس اللاتيني، نتيجة لعدم قدرة الكنيسة على الوصول إلى كل بقعة في بلدان الانتشار ولأنه حتى لو استطاعت الوصول إلى العواصم والمدن الكبرى فإنها تبقى عاجزة عن الوصول إلى كل مدينة تحوي اغتراب ماروني، الأمر الذي بات ممكنًا الآن، ويشهد المغتربون من مختلف الأصول الشرقية عودة إلى جذورهم ومنابعهم، ولا شك أن للإعلام دور كبير في هذه الحملة لذلك يتبع الكنيسة أدواتها الإعلامية الخاصة، مثل فضائية نور سات ومحطة تيلي - لوميار، وعدد من المجلات والدوريات على رأسها "المجلة البطريركيّة"، وتتوحد إدارة مختلف أجهزة الإعلام الكنسية تحت إدارة "المركز الكاثوليكي للإعلام" والذي أنشأ بناءً على توصيات المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ويرأسه المطران بشارة الراعي، أسقف أبرشية جبيل

كما تشرف الكنيسة على عدد من المزارات وأماكن الحج والعبادة الهامة على رأسها مزار سيدة لبنان في حريصا، الذي شيّد بجهود البطريرك إلياس الحويك عام 1904 مكرسًا بذلك العذراء "سلطانة للبنان".

ولا يقتصر النشاط على الكنيسة بل على المجتمع المدني أيضًا، فعلى صعيد الفن الطربي هناك عدد من المغنين المشهورين على مستوى الشرق الأوسط، والذين ينتمون للطائفة المارونية، مثل وديع الصافي، غسان صليبا وماجدة الرومي، وكذلك نوال الزغبي ونجوى كرم وصباح وإليسا وجوزيف عطية وغيرهم على صعيد الفن الشعبي، أما على صعيد الرياضة فهناك العديد من الفرق ذات الطابع الماروني سيّما في كرة السلة ومن أبرز وجوهها إيلي مشنتف، ويذكر أن أثرى رجل في العالم هو الماروني المكسيكي اللبناني الأصل كارلوس سليم الحلو،وكذلك الحال بالنسبة لعرش الجمال العالمي إذ أصبحت جورجينا رزق ملكة جمال الكون عام 1970، ونشاط الموارنة في عالم الموضة والأزياء ذو بصمة واضحة من خلال مصممين عالميين أمثال إيلي صعب وزهير مراد ومارون الشماس، ولا يقتصر نشاط الموارنة على هذه الميادين بل يشمل الأدب والشعر كسعيد عقل، والتأليف الموسيقي والتحليل الاقتصادي والإعلام كجورج قرداحي والتمثيل كيوسف الخال وأنطوان كرباج وقصي خولي، وهناك أيضًا عدد من النجوم العالميين الموارنة من أمثال طوني شلهوب وسلمى الحايك ولاعب كرة القدم البرازيلي الشهير ريكاردو كاكا والنجم العالمي مساري.

وتجمع البطريركيّة علاقة طيبة مع مختلف دول الجوار والوسط والمحيط، وتسعى الكنيسة لإحياء التراث السرياني، التي طالما كانت هي من حافظت عليه فأمرت أن تستخدم الأيقونات السريانية حصرً في جميع الكنائس المارونية،وشجعت على إنشاء معاهد للفن الأيقونغرافي السرياني، وعلى صعيد الألحان السريانية فلولا الكنيسة كانت ألحان مثل، رمرمين، مشيحو نطريه لعداتخ، فشيطو وقوقيو وغيرها الكثير من ابداعات المشرق في قرونه الذهبية قد انقرضت، وعلى الرغم من حركة التجديد الطقسي الموسيقية للترانيم فإن القداس وسائر الطقوس لا تزال تحفظ الترانيم التقليدية، وحتى بعضًا من حركات التجديد هذه اعتمدت على الألحان التقليدية، وأخيرًا على صعيد اللغة السريانية، فرغم تعريب القداس الإلهي الماروني إلا أنه لا تزال بعض المقاطع كالكلام الجوهري تتلى إلزاميًا بالسريانية، كما أن الكنيسة تفرض على جميع الإكليروس والرهبان تعلم هذه اللغة، وتتيح إمكانية تعليمها للراغبين.

البطاركة الموارنة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يتمسك الموارنة بكون القديس بطرس مؤسس البطريركيّة الأنطاكية، لذلك يضيفون اسمه إلى أسمائهم.

تعتبر الكنيسة المارونية من الكنائس التقليديّة، أي التي تقر بتسلسل السلطات في الكنيسة وفق نظام كهنوتي محدد وذلك استنادًا إلى عدد كبير من آيات الكتاب المقدس، وتتمسك كغيرها من الكنائس التقليدية بكون القديس بطرس مؤسس الكرسي الأنطاكي وأول بطريرك له، ولهذا السبب يضيف البطاركة الموارنة اسم بطرس لأسمائهم، على سبيل المثال نصرالله بطرس صفير؛ ويحوي سلك الكهنوت الماروني عددًا كبيرًا من الرتب: هناك أولاً القندلفت أي الذي يحضّر الأمور المادية في الكنيسة، يليه الشماس من الدرجة الصغرى، ثم رئيس الشمامسة والشماس الإنجيلي، وهو الشمّاس الذي يستعد ليصبح كاهنًا، وهؤلاء لا يحق لهم إقامة شعائر العبادة داخل الكنيسة، إلا بصفتهم معاونين فقط، أما أصغر رتبة يحق لها إقامة شعائر العبادة فهي الكاهن، يليه الخوري أو كبير الكهنة ثم الخورأسقف، أي المفوّض من قبل أسقف الأبرشية القيام بمهام الأسقف داخل مقاطعته أو رعيته ثم هناك الأسقف أو رئيس الكهنة يليه المطران أي رئيس الأساقفة، ويتربع على قمة الهرم البطريرك؛ وقد كان للبطريرك دور هام على مر تاريخ الطائفة، فهو "أب الآباء" و"الراعي" و"المدبر" و"المعلم"، بل أطلق عليه لقب غريب خلال القلاقل التي حصلت منتصف القرن التاسع عشر وهو "حامي حريمنا" ما معناه في اللغة الفصحى، الذي يحمي ويصون شرف الرجال وعرض نسائهم؛ وقد لعب البطاركة الموارنة دورًا هامًا في سياسة لبنان الداخلية منذ عام 1770، وبلغ ذلك ذروته عام 1920، عندما وُلد لبنان الكبير، بإلحاح البطريرك الحويّك، ولا يزال للبطاركة دور هام في مسرح السياسة اللبنانيّة إذ يعبرون عن آرائهم في كل قضية تقريبًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ الكنيسة المارونية أو الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية
» الكنيسة السريانية الأرثوذكسية
» الكنيسة السريانية الكاثوليكية
» الكنيسة الخمسينية
» الكنيسة المورمونية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elwardianschool :: المكتبة :: التاريخ-
انتقل الى: