الخيال العلمى فى السينما

المفروض ان النخلة دى بتسفر كل واحد لبلدة اللى بيسافر لامريكا و ومنهم اللى بيسافر طوكيو ........ فى اخر المطاردة

مشكـــــــــــــــــــــــــــــور

كل بلد على قدر امكانياتها فى الخيال العلمى

الخيال العلمي واستشراف المستقبل

نهاد شريف روائي مصري ، من مواليد حي محرم بك بالأسكندرية 1932 م ، تخرج من كلية الآداب قسم التاريخ ، عمل محرراً علميًّا بمجلة "آخر ساعة" المصرية ما بين عامي 1995- 1996 م ، ثم موجهاً ثقافيًّا فمديراً للثقافة والإرشاد بمشروع مديرية التحرير، وقد حصل على العديد من الجوائزفي القصة والرواية لمجهوده في أدب الخيال العلمي الذي هو أساس كل اختراع وابتكارعلمي ، فضلاً عن قدرة الخيال العلمي على إستشراف المستقبل والتنبوء بالإكتشافات والإختراعات العلمية الحديثة قبل تحققها على أرض الواقع .

حول أدب الخيال العلمي وعلاقته بالسينما ، ومدى الصعوبات والتحديات التي تواجهها السينما العربية والمصرية خاصة فى إنتاج مثل هذه الأفلام ، كان لنا هذا اللقاء مع د. نهاد شريف رائد أدب الخيال العلمي في مصر..

متى بدأت أول تجربة لك فى مجال كتابة الخيال العلمي ؟

إن تجربتي الأولى في مجال كتابة الخيال العلمي كانت رواية " قاهر الزمن" التي فازت بالجائزة الأولى من نادي القصة بالقاهرة ، والتي تم تحويلها فيما بعد إلى فيلم سينمائي عام 1987م ، وقام ببطولته عدد من كبار النجوم كان منهم نور الشريف وآثارالحكيم ، وجميل راتب وحسين الشربيني ، وإخراج المخرج الراحل كمال الشيخ ، وكان هذا الفيلم أول فيلم للخيال العلمي من إنتاج السينما المصرية ، وقد حقق إيرادات ضخمة ، مما يؤكد نجاح هذه النوعية من الأفلام وتغطية تكلفتها وتزيد ..

هل كانت هناك محاولات لتنفيذ أفلام أومسلسلات تليفزيونية ؟

لقد كانت لي عدة محاولات بالفعل في مجال إنتاج أفلام تليفزيونية عن الخيال العلمي بالتعاون مع المخرج الراحل كمال الشيخ الذي كان قد بدأ الإعداد لتصوير أول فيلم تليفزيوني عن الخيال العلمي ، تحت عنوان " الشىء" وقد قام بالعديد من التجارب حول كيفية تنفيذ الطبق الطائر الذي يحوم حول إحدى قرى صعيد مصرالنائية ، وتجمع أهلها من حوله لإستطلاع الأمر، لكن للأسف أن المرض أقعده عن إستكمال تنفيذ هذا الفيلم ، ووافته المنية قبل خروج الفيلم للنور .

هل كانت لك محاولات تالية في هذا المجال ؟

نعم لقد نجحت في تحويل إحدى قصصي إلى فيلم تليفزيوني بعنوان " الماسات الخضراء "عام 1994م ، حيث قام ياسين إسماعيل ياسين بإخراجه ، وقد أدى دورالبطولة فيه النجم يوسف فوزي وآخرون .

كيف كانت بدايات سينما الخيال العلمي ؟

إن بدايات سينما الخيال العلمي كانت في الغرب حيث كانت أولى خطواتها المترددة المتوجسة في هذا المجال ، وقد بدأت السينما الأمريكية في تنفيذ أفلام غاية الإثارة والتشويق ، ومنها مجموعة أفلام الخيال العلمي التي قدمتها السينما العالمية عن الوحوش العملاقة ، الجنيات الغامضة ، والبحث في أسرارما وراء الطبيعة ، حتى ظهرت البوادر العلمية الحقيقية في إستخدام الإنسان الآلي عام 1897م ، ثم القيام برحلة صاروخية عام 1901م ، وبعدها تم إبتكار القنوات والأنفاق الجوفية عام 1907م ، ثم بدأت تنساب العديد الأفكارالخيالية التي قدمت لنا السيارة ، والطائرة ، والغواصة ، إلى جانب العديد من الأدوات قبل إبتكارها في الأعوام التالية ، ومنها جهاز التليفزيون عام 1909م فكأن الخيال العلمي كان بمثابة نبوءة لما سيكون عليه المستقبل .

متى ظهرأول فيلم للخيال العلمي ؟

لقد بدأت بواكيرأفلام السينما العالمية ، بإنتاج المسلسل الفيلمي الفائق الصورة "فلاش جوردن" ، تم إنتاج أكثرمن 950 فيلماً سينمائياً من أفلام الخيال العلمي ، قدمها مخرجون وممثلون وشركات إنتاج أصبح لها الآن الفضل والريادة اليوم في إنتاج مثل هذه النوعية المتميزة من الأفلام والتي نجحت في إجتذاب الجماهير إليها ومن كافة الأعمار، من هذه الأفلام "المدينة الفاضلة " ، " القمر المحتضر" ، " سادة الكون " ، " لقاء مع مردة الكواكب البعيدة " ، " معجزة الغد" ، والتي قامت بإنتاجها شركة أفلام متروبوليس. والتي تدورمعظم أحداثها حول الرحلات الفضائية إلى الكواكب الأخرى ، ومجموعة الكواكب الشمسية ، وهونفس ما حدث على أرض الواقع فيما بعد عبرالعديد من الرحلات الفضائية إلى كوكب عطارد ثم المريخ عام 1913م .

ما هي أنواع أدب الخيال العلمي ؟

أدب الخيال العلمي له عدة أنواع منها الخيال الفنتازي الذي يحتوي على الخيال الجامح ، والأساس العلمي فيه يكاد أن يكون نظرياً أومتصوراً ، أي ليس له أساس من الواقع ، مثل قصة "الذهاب إلى القمر" للكاتب الفرنسي سيرانو دي برجراك ، الذي تصورفيها إنه من الممكن التشبث باقدام بطتين عملاقتين والطيران معها ، مصوراً رحلته ومشاهداته خلال تلك الرحلة .

وهناك الخيال العلمي المؤكد أوالذي يقوم على حقائق علمية ثابتة بالفعل ، أوحقائق لم تتأكد بعد ، فيستخدم الكاتب خياله في تنفيذ هذه الفكرة بعد تطويرها والتنبوء بما يمكن أن تسفرعنه من نتائج مستقبلية مثل قصص كل من جون فيرن ، وهربرت جورج ويلز، صاحب القصة المشهورة "عشرون فرسخ تحت الماء"، والكاتب البريطاني كيننزالذي أصبح كاتباً لأدب الخيال العلمي عن طريق قراءته ونقده وتلخيص كتابات معاصريه ، متخيلاً ما قد تسفرعنه بعض هذه الكتابات من نتائج في حال تحقق أفكارها الخيالية على أرض الواقع . وذلك بعد أن توقف عن الإبداع إثر تقدمه في السن وإصابته بالعديد من الأمراض .

وهو الأمرالذي تكررلكن بشكل آخرمع الكاتب الروسي المولد الأمريكي الجنسية إيزاك آديموف" الذي إهتم في كتاباته بتناول موضوعين أساسيين الإنسان الآلي ، وكيف ستكون له الغلبة في المستقبل ، وفي حال تحكمه في الإنسان البشري ماذا يمكن أن يحدث ؟!

ما سبب تأخرالسينما العربية والمصرية خاصة فى إنتاج هذه النوعية من الأفلام ؟

على الرغم من وجود مجموعة متميزة من الكتاب الذين كان لهم فضل الريادة في هذا المجال ، منهم الكاتب يوسف الشاروني الذي نجد في العديد من كتاباته ومجموعاته القصصية القصيرة هذا الجموح في الخيال ، وكذا الشاعرمحمود حجاج له رواية واحدة في هذا المجال ، والكاتب الروائي محمد العشري ، وزكريا صبحي وغيرهم كثيرون ، إلا أن السينما العربية لاتزال تعاني من صعوبة في تقديم هذه النوعية من الأفلام بسبب التكلفة المادية الباهظة التي تحتاجها إنتاج أفلام الخيال العلمي والتي قد تصل إلى أرقام فلكية ، وكذا إفتقارالسينما العربية عموماً للتقنيات العالية المبهرة وهي العائق الأساسي في تنفيذ مثل هذه النوعية من الأفلام إلا فيما ندر..

في ظل التقدم العلمي الهائل ومنجزات العلم المتفوقة المباغتة كيف ترى مستقبل سينما الخيال العلمي ؟

إن أفلام الخيال العلمي قد أصبح لها أهمية كبيرة والدليل قيام الجمعية الأمريكية بإعداد قاموس قامت فيه بتسجيل كافة أفكاركتاب الخيال العلمي التي يكون فيها إستشرافاً للمستقبل ، وبالتالي يمكن تحقيقها وتحويلها إلى واقع مادي ملموس في المستقبل القريب أوالبعيد ، وذلك بعد أن وجدوا إن معظم العلوم الحديثة كانت بدايتها فكرة طارئة ، سبق وأن تنيأ بها أدب الخيال العلمي ، وإن مسيرة البشرية منذ بدء الخليقة وحتى الآن لم تكن لتسيطر على مسيرتها وتقدمها العلمي إلا عن طريق الخيال العلمي الذي كان بمثابة الشمعة التي أضاءت الطريق أمام العلماء وإنجازاتهم العلمية .

ويضيف نهاد أن أفلام الخيال العلمي قد أصبحت تلاقي إقبالاً شديداً من نجوم السينما العالمية ، وكبارفنانيها الذين أصبحوا يتسابقون على الإشتراك في مثل هذه النوعية من الأفلام ، وتحديداً حين قام المخرج جورج بول عام 1953م ، بتقديم فيلم "غزاة المريخ" لأول مرة بالألوان الطبيعية وهي القصة التي قام بتأليفها الكاتب البريطاني هربرت جورج ويلزعام 1898م ، وتدورأحداثها في بريطانيا ، وقد تخيل المؤلف وجود كائنات مرعبة ، طوال القامة ، خضراللون ، يقودهم العقل الأعظم الكلي القدرة الذي يهدف للسيطرة على كوكب الأرض . ثم الضجة الكبرى التي أحدثها فيلم " كوكب القرود" الأمرالذي دفع منتجي هذا الفيلم إلى إنتاج أربعة أجزاء أخرى منه . كما بدأ تسابق الفنانين للقيام بدورفي فيلم"أوديسة الفضاء"عام 2001م ، والذي يعد أحد أبرزأفلام الخيال العلمي إعجازاً ودقة في التقنية .

ما النصيحة التي توجهها لشباب المبدعين في مجال الخيال العلمي ؟

من المهم للكتاب الشباب قبل البدء في كتابة هذا النوع من الأدب تنمية موهبتهم في هذا المجال عبرالقراءة في العلوم المختلفة ، مما سيزيد من معارفهم ، ويثري تجربتهم مما يساعدهم على إطلاق عنان خيالهم وإبرازموهبتهم الحقيقية .

وقد دعا نهاد في ختام حواره إلى تمصير أدب الخيال العلمي بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات التعليمية لتقديم مؤلفات محلية وإقليمية بدلاً من الإعتماد على المؤلفات الغربية والبدء في تنفيذ هذا المشروع حتى يكون لهذا الأدب المكانة التي تليق به في مصر والعالم العربي .

أكد نهاد على إن يذكرأن نهاد له العديد من المؤلفات منها قاهرالزمن ، رقم 4 يأمركم ، سكان العالم الثاني ، الماسات الزيتونية ، الذي تحدى الإعصار، بالإجماع ، تحت المجهر، توماس إديسون معجزة (دراسة) .

قد تكون الحقيقة أحياناً أغرب من الخيال ، كما أن الخيال كثيراً ما يتحول إلى واقع مادي ملموس في حياتنا المعاصرة .

مشيراً إلى الأزمة المالية التي نتجت عن عجز المنتج عن توفير المال اللازم لتصويره ، وقيام المخرج بتوفير نحو ربع المبلغ ، جزء منه تم دفعه من رصيد المخرج الخاص ، بينما إستدان الجزء الأكبر لحين يتم جمعه من حصيلة إيراد الفيلم بعد عرضه ،