الطفل المصرى والابداع

يعانى الطفل المصرى معاناة كبيرة لإظهار مواهبه الفنية أو الرياضية أو غيرها من الطاقات الإبداعية الكامنة والتى تحتاج إلى خبير متخصص لكى يستفز هذه المواهب ويخرجها إلى النور، وفى مدارسنا تم إهمال حصص التربية الفنية والموسيقية والألعاب بحجة ضغط المناهج مما أضاع الفرص على كثير من المواهب، ولكن إدارة الزيتون التعليمية تطبق تجربة فريدة تحتاج إلى التعميم على جميع الإدارات التعليمية بالجمهورية حيث تنظم معرضا فنيا بمدرسة كلية السلام الثانوية للبنات بسراى القبة يضم لوحات فنية رائعة للطلاب والطالبات الموهوبين وتشارك كل مدرسة بجناح خاص تعرض فيه إبداعات طلابها.
تقول ماجدة محمد عبد الكافى- موجه أول تربية فنية بإدارة الزيتون التعليمية: يقام هذا المعرض فى أواخر أيام السنة الدراسية من كل عام تشارك فيه كل مدارس الإدارة «ابتدائى وإعدادى وثانوى» بالإضافة إلى مشاركة مدرسة النور وطه حسين للمكفوفين ومدارس التربية الفكرية للمعاقين ذهنيا.
وننتقى أفضل الأعمال التى قدمها طلاب كل مدرسة وكل عام نجد أعمالاً جديدة ومميزة عن الأعوام السابقة بسبب استحداث الخامات وإدخال كل ما هو جديد فى إنجاز هذه الرسومات.
مشيرة إلى أن هذه الأعمال مستنبطة من المنهج الدراسى المقرر على المدارس بالإضافة إلى الابتكار والاستفادة من التراث الشعبى، واستلهام أفكار من الحضارة الفرعونية، وتتجسد فى اللوحات المعروضة حيث يستخدم الطلاب خامات متعددة فى هذه اللوحات مثل الجلد الطبيعى والأخشاب والأركت ومعادن وزجاج ملون، فضلا عن خامات طبيعية أخرى تتحمل نفقاتها المدارس لتمويل هذا النشاط المهم.
وتضيف: أن هذه الرسومات تستغرق وقتا طويلا بداية من التفكير فى الشكل العام للعمل ومدلوله وماذا يريد الطلاب أن يعبروا عنه من خلال هذا الفن الصامت بعد أن يتفقوا معاً على رسم شكل معين يكونون مقتنعين به حتى يتم بشكل جيد.
مشيرة إلى أن كل مدرسة تبدأ فى عمل لوحاتها منذ بداية العام الدراسى حتى تتمكن من المشاركة فى هذا المعرض وهو متنفس حقيقى لهؤلاء الطلاب يعبرون فيه عن مواهبهم وطاقاتهم الموقوتة بداخلهم ويخفف من صعوبة الدراسة وطول اليوم الدراسى بالإضافة إلى أن تفعيل مادة التربية الفنية هو جزء أساسى من التعلم النشط كما إنه من أحد اشتراطات معايير الجودة والاعتماد التى لابد من توافرها بالمدارس حتى تحصل على شهادة الاعتماد من هيئة ضمان جودة التعليم.
وتضيف إيفت شكرى موجه تربية فنية: أثناء عمل هذه اللوحات يقسم الطلاب إلى مجموعات يشارك كل منهم فى طرح فكرة اللوحة حتى يتم الاتفاق على إحداها ورسم الإطار العام لشكلها ومدلولها تحت إشراف مدرسى مادة التربية الفنية وتشارك كل مدرسة بأفضل الأعمال لديها. وأحيانا يقوم الطلاب بعمل لوحات من الكارتون مغطاة بطبقة نحاس ونقوم نحن كموجهين للتربية الفنية بالإشراف على هذه الأعمال التى تكشف الابتكار والخيال، وكل طالب يختار المتوافر لديه والمحبب من المواد التى تستخدم فى رسم اللوحة. فقد يستخدم بعضهم الألوان البلاستيكية للرسم على الزجاج بالإضافة إلى تمكن بعضهم من رسم اللوحات الزيتية الكبيرة وعند رؤيتها للوهلة الأولى تعتقد أن الذى رسمها هو فنان مشهور ويقوم الطلاب أيضا بعمل منسوجات على شكل فن راق وكل ذلك يصب فى مصلحة تطوير التعليم والارتقاء بمستوى الطالب لأن العمل الفنى ينمى المهارات ويفرغ طاقات هؤلاء الصغار.
وتؤكد إيفت شكرى أن إدارة الزيتون التعليمية تقوم بمنح شهادات تقدير للطلاب المتميزين وفى الإجازة الصيفية تقوم مديرية القاهرة التعليمية بإقامة معرض عام يعرض جميع أعمال المحافظة بمجمع الملك فهد بمدينة نصر كما تقيم مسابقة لاختيار أفضل الأعمال وغالبا تفوز إدارة الزيتون بمراكز متقدمة فى هذه المسابقة بالإضافة إلى المشاركة المستمرة بمسابقة (شنكر) التى تقام بالمركز الثقافى الهندى بمنطقة (وسط البلد) والتى فازت فيها مدارس إدارة الزيتون بالمراكز الأولى حيث قام المركز بتكريم الطلاب الفائزين فى احتفالية كبرى حضرها فنانون مشهورون.