elwardianschool
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 282511_266363923390799_100000515812319_1108688_1944685_n
elwardianschool
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 282511_266363923390799_100000515812319_1108688_1944685_n
elwardianschool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

elwardianschool

مـنـتـدى مـــكـتـبــة مـدرسـة الـورديـان الـثـانـويـة * بـنـيـن...( تعليمى.متنوع.متطور )

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نتمنى لكم قضاء وقت ممتعا و مفيدا فى المنتدى

 

 مقتطفات من مجلة أكتوبر : No1828-06/11/2011

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: مقتطفات من مجلة أكتوبر : No1828-06/11/2011   مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالثلاثاء 15 نوفمبر 2011, 11:55 pm


هل يخطف التيار الدينى بــرلمان الثــورة ؟ مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 E1827





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 01
لم يتوقع أحد أن ثورة 25 يناير التى قام بها الشباب الغض، وحمتها القوات المسلحة الباسلة، ونجحت فى إسقاط نظام ظل جاثماً على صدر الشعب المطحون لمدة 30 عاماً متوالية أن يكون من نتائجها ظهور مجموعة من دعاة السلفية والإخوان والجماعات الإسلامية ليتحدثوا باسم 85 مليون مصرى، ويعطوا صكوك الغفران ومفاتيح الجنة للأحباب والخلان فى حين يحرمون منها كل مخالف أو كل معتد أثيم على حد قولهم .
لم يكن من المتوقع أن يظهر الشيخ محمد حسين يعقوب، وأبو إسحاق الحوينى وياسر برهامى، وصفوت عبد الغنى، وعبود الزمر، وعبد المنعم الشحات، ومحمود المصرى ليتكلموا فى شئون الرئاسة والسياسة بعد أن شغلوا أنفسهم ردحاً من الزمن فى الحديث عن الحلال والحرام، والخمار والنقاب، والجلباب واللحية والسياحة والسفر، والمايوه وشرب الخمر، ثم ظهروا بقدرة قادر على سطح الأحداث ليفوزوا بالمناصب والمكاسب، ويتكلموا فى شئون العضوية، والحصانة و الفردى والقائمة فى انتخابات مجلس الشعب القادمة.
وبفضل الثورة أيضاً أصبح للإخوان «شان وشنشان»، وأصبح لحزب الحرية والعدالة -الذراع السياسى لمرشد الإخوان - الحاكم بأمره فى المباحثات والاجتماعات والمداولات السرية والعلنية، مع الحكومة، والقوى الليبرالية، أصبح الكتاتنى ومرسى والشاطر والعريان والبلتاجى، قيادات سياسية يشار لها بالبنان.
بات من المؤكد بعد الدعاية والتنظيم، واستغلال شعارات الدين ومؤتمرات الإسكندرية والمنصورة والشرقية والبحيرة، وترديد الكلمات المعسولة من عينة «بالشريعة وعلوم العصر.. نبنى مستقبل مصر».. بات من المؤكد بعد كل هذه التحركات المشبوهة وغير المشبوهة أن التيار الدينى «سيخطف» سيد قراره، ولا عزاء لأحزاب التجمع والوفد والغد والناصرى والكرامة والوسط والمصريين الأحرار ومصر القومى والعدل.. لا عزاء أيضا لشباب الثورة الذين شغلوا أنفسهم بالاعتصامات والاحتجاجات، والمظاهرات والمليونيات بعد أن تركوا الحبل على الغارب للشيخ يعقوب ليتولى هو، أو من يمثله، رئاسة مجلس الشعب، فى حين يجلس الحوينى عن يمينه، وبديع عن شماله، فيما يجلس الكتاتنى ومرسى والبلتاجى تحت قدميه.
طاعة الأوامر
لقد تركوا الشيخ يعقوب ليجلس على المنصة ومن خلفه النسر وفى يده المطرقة تركوه لينادى بوجه متجهم، وعين حادة، وصوت جهورى.. ويقول: موافقون.. وينتظر لحظة ليأتيه الرد بالإيجاب.. موافقة.. فما على الأمير إلا الأوامر، وما على الرعية إلا السمع والطاعة.
وحتى يكون القارئ على علم فقد بدأت سطوة التيار الدينى قبل يوم 19 مارس عندما دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى استفتاء شامل على 11 مادة من مواد الدستور عندها انتفض الشيخ محمد حسين يعقوب كالعصفور بلله القطر وقال- لافض فوه- إنها غزوة الصناديق، حيث دعا المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها إلى الجهاد ضد الفئة الباغية التى قالت «لا»، وأكد آنذاك أن الموافقة على الاستفتاء جهاد فى سبيل الله، وأن من يقول «نعم» أفضل ألف مرة من أن يقول «لا»، بل اعتبر أن «نعم» من الإيمان، ولا من المحرمات، وادعى أن «نعم» ما هى إلا تطبيق لشرع الله سبحانه وتعالى وموافقة على تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية، أما «لا» فهى خروج عن الملة، كما اعتبر أن الجهاد ضد من يقول «لا» يعد بمثابة غزو فى سبيل الله، وكأننا فى غزوة بدر الكبرى.
ذراع الإخوان
ومن الملاحظ أن أحزاب التيارات الإسلامية وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان، وأحزاب النور والأصالة والبناء والتنمية تركز فى الدعاية الانتخابية على الطبقات الفقيرة فى العشوائيات والقرى والنجوع النائية، وتكسب ود الشباب والشيوخ والنساء بالشعارات الدينية، وصرف الأدوية المجانية، وعمل التحاليل الطبية، وتوصيل أنابيب الغاز للمواطنين، وتوفير فرص عمل للشباب فى شركات رجال الأعمال المنتمين للإخوان مثل كمال الهلباوى، وخيرت الشاطر، ويوسف ندا، وتجنيد الشباب لتوصيل الخبز للمنازل، وتوزيع لحوم الأضاحى على الفقراء والمحتاجين فى مقابر الغفير والإمام الشافعى والبساتين، والمساهمة الفعلية فى حل مشكلة المواصلات بتأسيس شركات للنقل الجماعى، كما هو حادث الآن فى البحيرة والشرقية والقليوبية وشمال سيناء.
وإذا كانت قيادات الوفد والمصريين الأحرار، وغد الثورة والمصرى الديمقراطى والعدل قد اكتفت بالدعاية الانتخابية على الـ onTv، وهى القناة الخاصة بنجيب ساويرس أو قناة الحياة المملوكة للسيد البدوى رئيس حزب الوفد، واعتمدت على بعض المذيعين ممن لهم اتجاه معين مثل يسرى فودة، وجميلة إسماعيل على شبكة قنوات النهار، فإن التيار الدينى فضل النزول للشارع فى القرى النائية فى وجه بحرى والصعيد الجوانى وعقد لقاءات فى المدارس، والمصانع، ومراكز الشباب.. التيار الدينى الآن لا يترك فرصة إلا ويغتنمها، حيث قرر الشيخ أحمد فريد مؤخراً، والذى يعد أحد رموز السلفية فى الإسكندرية، أن الولوج فى عالم السياسة بمثابة جهاد فى سبيل الله، ولكونه الطريق الصحيح لإقامة شرع الله بوضع دستور إسلامى يتوافق مع ما أنزله الله ورسوله.
دعوات الفيس بوك
ولم تكتف الأحزاب الدينية الممثلة فى الحرية والعدالة المنتمى للإخوان، أو الأصالة أو النور، أو البناء والتنمية بالدعاية التقليدية، بل لجأت إلى الفيس بوك حيث قامت بحملات توعية واطمئنان لشباب وفتيات الإنترنت الذين أعلنوا فى مواقع خاصة أيضاً أنهم سيقاطعون التيار الدينى خشية أن يكون صورة طبق الأصل من طالبان أو القاعدة، والأغرب من ذلك أن موقع ائتلاف سيدات الثورة قرر على لسان سيدات الائتلاف، أنهن لن يعطين صوتهن لمن يعتبر صوت المرأة عورة، وتساءلن: كيف تخطب الأحزاب الدينية ود المرأة لكسب صوتها، وفى المقابل تعتبر هذا الصوت عورة، مما يعنى أنه لا قيمة له.
كما نجح شباب الإخوان فى مجال الدعاية الإلكترونية مع التركيز أن مصر ستكون دولة مدنية ذات مرجعية دينية وأنها قادرة على استيعاب كل أطياف الشعب خاصة الإخوة المسيحيين، الذين لهم مالنا، وعليهم ما علينا، ودعا الشباب إلى ترك الخلافات جانباً، والتركيز على شعارات «الإسلام هو الحل» و«نحمل الخير لكل الناس» و«حرية نحميها وعدالة نبنيها» وهى الشعارات التى ستقود- بناء على الدعاية الإلكترونية لشباب الإخوان على الفيس بوك- إلى توفير فرص عمل، وخفض معدلات البطالة، وحل مشاكل الفلاح المصرى خاصة ما كانت متعلقة بالقروض، أو السماد، أو أسعار الحاصلات الزراعية التى أصبحت فى الحضيض، بالإضافة إلى خطة حزب الحرية والعدالة فى استصلاح الأراضى، وبناء المصانع والشركات.
لعنة الفلول
وفى الوقت الذى انشغلت فيه ائتلافات شباب الثورة وباقى القوى السياسية والحركات الاحتجاجية كالجبهة الوطنية للتغيير وكفاية و6 أبريل بتعقب الفلول انشغل شباب التيارات الدينية بالعمل الجاد بغرض الفوز بأغلبية المقاعد تحت القبة، حيث أعلن شباب تلك الأحزاب والتيارات تضامنهم الكامل مع كل القوى والأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية، وحذرت مواقع شباب «الحرية والعدالة، وائتلاف الشباب السلفى، ورابطة الدعوة السلفية من الأقلام المشبوهة التى تحاول الوقيعة بين التيارات والاتجاهات الإسلامية، ورفضت تلك المواقع أن يترشح «إسلاميان» على مقعد انتخابى واحد مهما كانت الأسباب، مع تجنب كل ما يؤدى إلى الصراع والتشكيك وهو الأمر الذى أثلج صدر د. محمد مرسى رئيس الحزب، حيث أكد أن مصلحة مصر فوق أى اعتبار وتوقع أن تمر عملية الانتخابات فى أمان، واثقاً فى أبناء الشعب المصرى، وقدرتهم على تحمل المسئولية فى إنجاح التجربة الديمقراطية الوليدة.
برامج التوك شو
وفى الوقت الذى انشغل فيه التيار الليبرالى بمدنية الدولة وإرساء قواعد الديمقراطية والمساواة فى الحقوق والواجبات، وتفعيل مبدأ العدالة الاجتماعية، ومضاعفة الرعاية الانتخابية فى برامج التوك شو على الفضائيات، واستضافة شخصيات بعينها لمهاجمة المجلس العسكرى، كما فعل يسرى فودة فى الفترة الأخيرة حينما استضاف علاء الأسوانى، أو معتز الدمرداش حينما استضاف محمد البرادعى، ومع أن مثل هذه البرامج لا تصب فى خانة أصحاب القنوات أو رؤساء الأحزاب، فإنها فى المقابل تمثل دعاية مجانية للتيار الدينى الذى يرفض بأى شكل من الأشكال الهجوم على المجلس العسكرى، حتى لا يفقد شرعيته فى الشارع، لعلم - التيار الدينى - أن تلك القيادات بمثابة «أفيونة» عند الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب، وهى الأغلبية التى لا تعرف إلا البحث عن لقمة العيش، بعيداً عن الشو الإعلامى، أو برامج التوك شو، أو لعبة الانتخابات، أو حتى الكراسى والمناصب التى يسعى إليها أصحاب تلك القنوات.
سلاح الفتاوى
هذا وقد لجأت التيارات الدينية ممثلة فى الإخوان والسلفية والصوفية والجماعة الإسلامية إلى سلاح خطير من شأنه قلب نتائج الانتخابات رأسا على عقب، وهو سلاح الفتاوى الذى يدخل لأول مرة فى الدعاية الانتخابية وكان من المؤسف أن ظهرت بعض الفتاوى التى تحرض على رفض التيارات العلمانية والليبرالية، حيث اعتبرت تلك الفتاوى أن من يعطى صوته لمرشح ليبرالى أو مسيحى يعد شاهد زور، فيما اعتبر مشايخ تلك الفتاوى التصويت فى الانتخابات لا يقل عن فريضة الجهاد الأكبر.
ومع أن التيارات الدينية، خاصة السلفية والجماعة الإسلامية اعتبرت المشاركة السياسية قبل الثورة من أبواب اللغو أو الرفث الذى نهى عنه الرسول الكريم، إلا أنهم تراجعوا عن فتواهم، واعتبروا المشاركة فى الانتخابات بعد الثورة فرض عين على كل مسلم، لمواجهة المخطط العلمانى والليبرالى، الذى يريد ضرب الدولة فى مقتل بدعوى إلغاء المادة الثانية من الدستور، وإنهاء حكم الله فى الأرض.
المرأة والسياسة
ومع أن التيارات الدينية قد رفضت قبل الثورة دخول المرأة معترك الحياة السياسية من باب أن الرسول قال «لعن الله قوماً حكمتهم امرأة»، وفى رواية أخرى «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، ومع هذا فقد دفع حزب النور السلفى بأكثر من 70 امرأة للترشح فى الانتخابات القادمة.
وكانت أشهر الفتاوى التى ترددت مؤخراً هو ما أفتى به الشيخ محمود عامر القيادى السلفى ورئيس جمعية أنصار السُنّة بدمنهور، هو أنه لا يجوز منح «الصوت» فى الانتخابات لليبرالى أو العلمانى، أو القبطى، أو حتى للمسلم الذى لا يصلى، لكونه خارج من حظيرة الإسلام، كما حرّم إعطاء الصوت لفلول الحزب الوطنى لكونهم عاثوا فى الأرض فساداً وغيا، ودعا إلى انتخاب مرشحى التيار الإسلامى سواء من كان على قائمة الإخوان أو السلفية، لإعداد دستور إسلامى قومى من أجل إعلاء كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وبعرض الفتوى على العارف بالله د. أحمد عمر هاشم المحدث الكبير، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق قال إن الدعوة بعدم انتخاب القبطى أو الليبرالى لا أساس لها من الصحة، ولا يحق لأحد أن يكون متحدثاً باسم الله، أو وصياً على أحد من المسلمين أو النصارى، وأن مصر منذ دخول عمرو بن العاص، وانتشار الإسلام بين ربوعها، وهى دولة مدنية دينية، دينها الإسلام، وتشريعها السُنّة والقرآن، ويعيش فيها المسيحيون على خير ما يرام، مضيفاً أن تلك التيارات تجهل أو تتجاهل سماحة الإسلام والقرآن الذى يدعو إلى التعددية فى الآراء والأفكار، ويسمح لغير المسلمين المشاركة فى بناء الدولة دون المساس بهويتها.
وقد أعطانا الرسول الكريم - كما يقول د.أحمد عمر هاشم القدوة والمثل فى دستور المدينة عندما أباح عمليات البيع والشراء والتجارة مع اليهود فى المناطق المجاورة، وشجع على الهجرة إلى بلاد الحبشة لأن بها ملكاً عادلاً، كما أنه لا مانع أن يعطى المسلم صوته لابن وطنه المسيحى إذا كان قادراً على تحمل المسئولية، وأن دعوى إقصاء المسيحيين أو الليبراليين فى انتخابات مجلس الشعب القادمة لا تستند إلى عقل أو نقل، لأن كل أبناء الوطن مسئولون عن إدارة وتسيير شئونه طبقاً للقاعدة الشرعية التى تقول: إن الأقباط لهم مالنا، وعليهم ما علينا، ورفض د. أحمد عمر هاشم الفتاوى التى تصدر من آن لآخر بغرض شق الصف وتشويه صورة الإسلام وإثارة الفتنة بين المسلمين والنصارى أو الكفاءات مؤكد أن هذا ليس فى مصلحة الوطن، الذى يحتاج إلى كل جهد مخلص يدعم ركائز التنمية والبناء، بدلاً من التفرقة والشقاق.
وعن شرائح التيار الدينى فى المجتمع يقول المفكر الليبرالى الكبير سعد هجرس رئيس تحرير نهضة مصر: إن الإسلاميين ينقسمون إلى أربعة فصائل على رأسها الإخوان والسلفية والصوفية والجهاديين والجماعة الإسلامية وهذه الفصائل بينها تناقضات واختلافات فكرية وأيديولوجية أكثر من الاختلافات بين القوى الإسلامية مجتمعة وباقى التيارات السياسية والاتجاهات المختلفة سواء الليبرالية أو اليسارية، فعلى سبيل المثال داخل جماعة الإخوان المسلمين أجنحة وتيارات مختلفة فمنهم قوة معتدلة وأخرى متطرفة فكرياً وهناك شباب الإخوان الذين يختلفون بشكل كبير عن الحرس القديم فى مكتب الإرشاد الذين يعتمدون على مبدأ السمع والطاعة.
تكفير الديمقراطية
وأضاف هجرس: أن المبدأ العام لجماعة الإخوان المسلمين فى عام 1928 كان يقوم على تكفير الديمقراطية واعتبار الأحزاب السياسية رجسًا من عمل الشيطان، ولكن نرى الآن تحالفات بين التيارات الإسلامية وباقى القوة السياسية بمختلف توجهاتها وإن كنا نريد أن نؤكد أن الفترة الحالية هى فترة تأسيس دولة القانون وفى عهد اجتماعى جديد يتطلب قواسم مشتركة تجمع بين كافة أطياف المجتمع دون إقصاء أحد أو استبعاد أى قوى سياسية، ومن هذا المنطلق فإن وجود الإسلاميين داخل البرلمان ضرورة لأنهم جزء من نسيج المجتمع وكذلك تنفيذ للمبادئ العامة لثورة يناير، والعقد الجديد لا بد أن يقوم على التوافق الوطنى ولا ينبغى على غير الإسلاميين إقصاء الإسلاميين والعكس صحيح وبالتالى فإنه لا يوجد ما يستدعى القلق من وجود سيطرة أو أغلبية فى البرلمان القادم بالنسبة للإسلاميين بمختلف توجهاتهم ولابد من احترام آليات الديمقراطية وعلينا ألاَّ نختزل الديمقراطية فى صندوق الاقتراع لأن الديمقراطية هى مفهوم أوسع وأشمل كثيرًا، يتضمن احترام الحريات بما فى ذلك حرية العقيدة وهو ما لمسناه فى أول بيان لحزب النهضة الإسلامى فى تونس حول قضية الحجاب وعدم فرضه واعتبار ذلك حرية شخصية ونريد أن يتعلم الإسلاميون فى مصر من التجربة التونسية وأن يكونوا أكثر عمقًا لجمع شمل المجتمع واضعين نصب أعينهم أن إرادة الشعب هى الإرادة الحقيقية.
ويرى د. شوقى السيد –أستاذ القانون الدستورى - أنه لا يوجد فى مصر من يختلف على أن تكون الدولة ذات أساس دينى وألا يفسر الخلاف فى التوجهات السياسية والفكرية على انه خلاف عقائدى لذلك لابد أن تتم توعية المواطنين من أجل تحرير إرادتهم من رشوة الشعارات الدينية التى تهدف إلى دغدغة المشاعر باسم الدين حتى تكون الإرادة الحقيقية نابعة من الناخب بقناعة شخصية لذلك فإن كفة ترجيح الإسلاميين فى الوصول إلى البرلمان تكمن فى سيطرتهم على الطبقة البسيطة واستقطاب غير المثقفين والأميين من خلال الخطابات الدينية كما حدث فى انتخابات الاستفتاء على الدستور وهؤلاء هم الكتلة التصويتية الأكبر فى انتخابات البرلمان وليس الأحزاب والقوة السياسية كما يعتقد البعض، وهنا يكمن دور الإعلام والمثقفين والمحايدين الذين يحرصون على مستقبل الوطن فى توعية المواطنين وكشف الحقائق ووضعها نصب أعين الناخب وإذا لم يحدث ذلك فإن النتيجة معروفة مسبقا ً وهى خطف البرلمان وسيطرة الإسلاميين عليه باستخدام الدين.
محكمة النقض
وحذر شوقى الإسلاميين من ملاحقة محكمة النقض فى حالة استخدام الشعارات الدينية حيث لا يجوز استخدام المساجد أو الكنائس أو الشعارات الدينية فى الحملات الانتخابية، مطالبا بأن يكون كافة المرشحين على مستوى المسئولية وأن يضعوا الوطن نصب أعينهم خاصة الإسلاميين كونهم القوة السياسية الأكبر مقارنة بالأحزاب الأخرى.
وأشار شوقى إلى أن هناك العديد من المعطيات التى تقودنا أيضا ً إلى خطف وسيطرة الإسلاميين للبرلمان منها أن قانون الانتخابات وطريقة التصويت وما تزال بالنسبة للمواطن العادى غير واضحة وكذلك المناخ الأمنى والتصويت فى الخارج كل ذلك يقودنا إلى المقامرة الدستورية على عدم دستورية البرلمان القادم.
وترى الدكتورة سوسن فايد أستاذ الاجتماع السياسى أن المؤشرات واضحة للجميع على أن الأغلبية فى البرلمان القادم ستكون للقوى الإسلامية، ولكن ذلك نتيجة رفض الشعب للنظام السابق وإقصائه للإسلاميين مما جعل المواطن يتعاطف معهم، ولكن سرعان ما سوف يذوب هذا التعاطف حيث أصبح لدى المواطن مخاوف من استبدال قوة استبدادية بأخرى وأصبح لدى الجميع الرغبة فى تحقيق التوازن السياسى داخل البرلمان وعلى مستوى الحياة السياسية لكى نضمن العمل بشكل لتحقيق المصلحة العامة.
وأشارت د. فايد إلى أن المؤشرات تقود إلى أن 25 % من المجلس القادم ستكون من الإسلاميين فى حال سير الأمور فى نصابها الطبيعى وإذا حدث مايشوب العملية الانتخابية فإن الأغلبية ستكون أيضًا للإسلاميين كما حدث فى الاستفتاء على الدستور عن طريق التأثير على مشاعر المواطن البسيط والتلاعب على وتر الدين مشيرة إلى أن السيناريو الأخير لن يقبله المواطن وهو ما قد يتسبب فى فقدان القوى الإسلامية لرصيدها السياسى إلى الأبد.
وأكدت الدكتورة جورجيت صبحى أستاذ القانون أن المقدمات تقودنا إلى أن الأغلبية فى البرلمان القادم سوف تكون من نصيب الإسلاميين بمختلف فصائلهم حيث أن غالبية الأحزاب والقوى السياسية التى نشأت بعد ثورة يناير هى أحزاب إسلامية بجانب أن الإسلاميين دفعوا بأعداد هائلة سواء على مستوى القوائم أو على المستوى الفردى فى الانتخابات مما يؤكد أن تنافس أى قوى سياسية للإسلاميين فى البرلمان القادم يعتبر فى حكم الندرة وخاصة بعد صعوبة العملية الانتخابية والمتمثلة فى اتساع الدوائر الفردية والتى لا تحسم إلا من خلال العصبية أو الدين وكذلك عملية التمويل والتى لا يقوى عليها الكثير من الأحزاب والقوة السياسية المختلفة.
إرادة الشعب
واستطردت د. جورجيت صبحى قائلة: إن الخوف الحقيقى هو من إقصاء باقى القوى السياسية وتجاهل إرادة الشعب والانفراد بالقرارات التى تصب فى مصلحة هذه الفئة دون غيرها لذلك على الدولة أن تقوم بدورها فى الحد من ذلك بشكل يضمن أن تتم الانتخابات بشكل نزيه وشفاف تحت رقابه صارمة من الدولة والأجهزة المعنية بالعملية الانتخابية.
ويرى الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية أن الأغلبية تأتى من خلال 50 + 1 أما النفوذ والقوة السياسية تأتى من خلال صياغة التوجهات العامة فى السياسة حيث أنه من الواضح أن الإسلاميين بمختلف توجهاتهم بشكل عام يميلون إلى السلفية فى إطار من الاتزان لذلك لابد من ان تتماسك الكتل السياسية بمختلف توجهاتها وان يكون لديهم رأى واضح فى شكل الدولة سواء فى الدستور أو التوجه الاقتصادى والعلاقة مع الشباب والمرأة وباقى القوى الاجتماعية، مشيرًا إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن فى غموض التوجهات السياسية للقوى الإسلامية مع التأكيد على وجود آراء معتدلة وآراء متطرفة ولا نعلم أى السياسات سوف يتم التركيز عليها، وكيف يتم التعامل مع قضايا حقوق المرأة وإن كنت أرى أن التيار الإسلامى سوف يمارس الحكم بمفهوم عسكرى من خلال الحركة أو التنظيم ومن هنا تكمن الخطورة خاصة أن معظم الإسلاميين فى مصر يميلون إلى التشدد، عكس الإسلاميين فى تركيا أو تونس.
ويتساءل الدكتور عبدالمعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية: لماذا يتخوف البعض من أن تكون الأغلبية للمسلمين مادامت لا توجد موانع تشريعية مؤكدا ً أننا نعيش فى عصر الحرية وتكافؤ الفرص والحرية للجميع وأنه ليس هناك تخوف من سيطرة الإسلاميين على مقاليد الحكم والسياسة كما حدث فى تركيا فيمكن للحزب الإسلامى أن ينتزع مبدأ الشريعة فى إطار الدستور ولذلك استطاع الإسلاميون أن ينتزعوا الشريعة وروح الإسلام لدفع عجلة الإنتاج بعيدا ً عن الرغبات والأهواء الشخصية.
ويؤكد الدكتور السيد عبد الستارعضو جماعة الاخوان السابق أن الإسلاميين سوف يحصلون على 70% من المقاعد كفصائل مختلفة لكن الأغلبية سوف تكون للإخوان مؤكدا ً أن الفصيل الأخير هم أصل السلفية فى مصر التى جاءت كراهية فى شخص جمال عبدالناصر وهروب الكثير من أعضاء جماعة الإخوان إلى المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن القوى التى تعيش فى الخارج هى مصدر التمويل الحقيقى للقوى السياسية فى مصر والتخوف الحقيقى يكمن فى الاملاءات التى قد تأتى لنا من الخارج، موضحًا أن الصراع فى إطار العلم والثقافة والتقدم هو السمة الغالبة على المجتمعات، وهذا ليس مدرجًا فى أجندة القوى الإسلامية فى مصر والتى ستشغل المجتمع بما لا يحتاج إليه.
أحزاب الثورة
وتؤكد أمينة النقاش عضو هيئة المكتب بحزب التجمع أن البداية كانت واضحة؛ حيث أن أكثر من 80% من الأحزاب التى تم تأسيسها بعد ثورة يناير قامت على أساس دينى وهذا مخالف تماما ً لقرار ونص الدستور الذى لا يسمح بإنشاء أحزاب على أساس دينى هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ضعف كافة القوة السياسية فى مواجهة التيار الإسلامى بمختلف فصائله ونلاحظ ذلك حيث نقرأ أن أكثر من 50 % من المتقدمين لانتخابات مجلسى الشعب والشورى ينتمون إلى الأحزاب الإسلامية المختلفة وكل هذه المعطيات تدلل على أن الأغلبية فى البرلمان القادم سوف تصب فى مصلحة الإسلاميين ولسنا ضد ذلك فى حال إجراء انتخابات نزيهة وتحت رقابة صارمة وسوف نقبل بالنتيجة أيًا كـانت. أما فيما يخص توجهات الإسلاميين فى حال سيطرتهم على البرلمان وتشكيل الحكومة فإن تلك الأمور تعد فى حكم «الغيبية» ولا يعلمها أحد من خارج نطاق تلك الفصائل الإسلامية حيث أن لديهم أجندات معلنة وهى التى يتعاملون بها الآن وهناك أجندات وسياسات وبرامج غير معلنة تحاول تلك الفصائل أن تمررها من خلال الدفع بها وتغليفها بسياسات عامة تأخذ شكلا ً مرنًا لذلك فإنه من الصعب جدا ً التكهن بما سوف يكون عليه المستقبل السياسى لمصر فى ظل السيطرة لتلك الفصائل على البرلمان القادم .
فى حين يرى الأستاذ محمد عثمان أمين عام حزب الجيل؛ أن هناك قراءات عديدة فى المشهد السياسى توحى بأن بسيطرة الإسلاميين على البرلمان القادم فى ظل غياب الثقافة السياسية فى المناطق الريفية حيث يميل هؤلاء البسطاء إلى الاتجاه من ناحية الإسلاميين من منطلق أنهم « بتوع ربنا» ومن الملاحظ أنه فى الآونة الآخيرة تم رصد تدفقات مالية لتلك الجماعات الإسلامية، حيث تستخدم هذه الأموال فى استقطاب ودعم مرشحى القوة الإسلامية وذلك من خلال المشروعات التى يشرفون عليها مثل الجمعيات الخيرية ودور الأيتام بجانب استخدام دور العبادة فى الترويج والدعاية لمرشحيهم.
لهذه الأسباب وغيرها سوف يدلى قطاع عريض من العامة بأصواتهم خاصة فى الوجه البحرى لصالح التيار الإسلامى، وإذا كان ذلك هو اختيار الشعب فإن اختياره يجب أن يحترم.
أفكار شاذة
ويرى عثمان أنه فى حال حصول الإسلاميين على الأغلبية فإن التخوف يتركز فى الأفكار الشاذة والتى لا يمكن التخلى عنها تحت أى ظروف وإن كنا نلاحظ أن تصريحات تلك القوى الإسلامية تتسم بالقوة والصرامة على الرغم من أنهم الآن فى حالة الضعف مما ينذر بأن الأيام القادمة سوف تشهد مصادمات سياسية بين التيار الإسلامى ومختلف القوة السياسية وهذا ما نخشاه.
وفى ذات السياق يرى الدكتور حسن نافعة أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية أنه ليس فى مصلحة مصر ولا مصلحة الإسلاميين أنفسهم أن يشكلوا أغلبية فى البرلمان القادم، خاصة فى تلك الظروف التى اقل ما يقال عنها أنها غير مناسبة لإجراء انتخابات نزيهة حيث إن قانون الانتخابات معيب، بخلاف أنه لم يتم تطهير المجتمع من بقايا النظام السابق وإقصاء بقايا الحزب الوطنى من الساحة السياسية، وبالتالى فإن الظروف لا تضمن النزاهة والشفافية وإن كنا نبحث عن التوافق الوطنى بين القوة السياسية من أجل إدارة المرحلة الانتقالية أما فيما يخص التركيبة السياسية لتك الفصائل الإسلامية فى مجلس الشعب فإنها قد تختلف، فى حال أن تكون الأغلبية للتيار السلفى سيكون الاهتمام بالأمور الفرعية أو الشكلية دون الانتباه للقضايا العامة والمحورية، وستحاول الجماعة فى حالة الأغلبية من خلق سياسة متوازنة بغرض الوصول لأهدافها العامة.
أما اللواء فادى الحبشى، فيرى أن الأغلبية فى البرلمان القادم ستكون لصالح الإسلاميين بكافة فصائلهم المختلفة وذلك لأنهم القوى الأكثر تنظيما ً والأكثر تأثيرا ً فى الشارع السياسى، خاصة وأن لديهم الخبرة فى المجال السياسى وقد ظهر ذلك فى انتخابات النقابات والتى استطاعت جماعة الإخوان أن تسيطر على أغلبها، مشيرًا إلى أن هناك نسبة كبيرة من المقاعد سوف تكون ممثلة لكافة التيارات السياسية المختلفة بجانب حسم مقاعد بعينها للعصبية وخاصة فى مناطق الصعيد وجنوب وشمال سيناء والمناطق القبلية مؤكدًا أن سياسية الإسلاميين فى مصر مرنة تتماشى مع طبيعة المجتمع المصرى والاحتكام إلى الصندوق هو الذى سوف يعبر عن رغبة الجماهير التى تقف أمامها كل الرؤى والأفكار.
تجربة 2005
على الجانب الآخر أكد سعد الكتاتنى المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة أن العمل السياسى والتجربة الانتخابية ليست المرة الأولى فى تاريخ الإخوان المسلمين وكانت هناك تجربة عام 2005 والتى عملنا فيها بشكل موضوعى فى مناقشة التشريعات وكذلك تقبل الرأى الآخر ولم نستخدم المعارضة من اجل المعارضة ولكن من أجل المصلحة العامة والتى تصب فى مصلحة الوطن والمواطن، فمنهج الحزب يتسم بالمرونة واحترام الحريات واحترام الديمقراطية بكافة مشتملاتها حيث تم وضع أجندة الحزب وفقًا لظروف وحاجة الوطن وحاجة المواطنين من أجل النهوض بالمجتمع من كافة جوانبه.
وأضاف الكتاتنى: أن أولويات برنامج الحزب الانتخابى والذى يحمل عنوان «نحمل الخير لمصر» تشمل حرية وعدالة وتنمية وريادة وسيادة القانون واستقلال القضاء وحرية تحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر والتنمية الشاملة فى شتى المجالات والريادة بان تعود مصر إلى مكانها الطبيعى كدولة متميزة سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو على مستوى العالم أما الذين يحاولون تسطيح وتهميش الأمور واختزالها بأن الفكر الإسلامى سوف يهتم بقضايا صغيرة لا تهم المواطن مثل قضايا الحجاب أو قضايا الآثار فإن ذلك غير مدرج فى أجندتنا، لأننا جزء من نسيج المجتمع ونحن حريصون على تشكيل حكومة ائتلاف وطنى تمثل كافة التيارات والاتجاهات السياسية .
ويؤكد عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن البعض يستخدم الإسلاميين كفزاعة من أجل تحقيق مصالح شخصية مؤكدًا على أن الحزب لا يسعى للحصول على أغلبية البرلمان ولكن الهدف تشكيل حكومة توافق وطنى تشمل جميع القوى السياسية تحقق أهداف الوطن.
ملاحق :
====
لا يفل الحديد إلا الحديد!
من باب أنه لا يفل الحديد إلا الحديد أطلق الشيخ محمد علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية مجموعة من الفتاوى تكشف مدى العداء الذى يكنه تيار أبو العزايم للسلفيين حيث قال صراحة: إن التصويت للسلفيين هدم لمصر، وخيانة للوطن مؤكداً على أن وصولهم لمجلس الشعب سيقودها إلى الوراء لأكثر من 100 سنة، مما يعنى أن مصر ستظهر وكأنها فى مطلع القرن العشرين بدلاً من أن تكون فى مصاف الدول الكبرى فى القرن الحادى والعشرين.
ونوّه أبو العزايم فى أحد المؤتمرات أمام مريديه أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة بمعنى أن الإخوان يمثلون المخ، فى حين يمثل السلفية العضلات لتنفيذ مخططات المرشد العام.
يذكر أن عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية قد رفض الدخول فى لعبة الانتخابات حتى لا تهتز صورة أحباب آل البيت من أصحاب الطرق أمام الناخبين فى حالة سقوطهم، وفضل الجهاد فى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وفضل أيضًا أن يعبد الله على بصيرة.
«الشيخ أبو سماعين» جــامـد ومتــيـن!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
فى برنامج 90 دقيقة على قناة المحور فجّر مولانا الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية قنبلة من العيار الثقيل، وقال إذا فزت بمنصب الرئيس سأسعى إلى إصدار قانون يحدد الزى الرسمى للمرأة، وإلغاء تراخيص الملاهى الليلية وصالات القمار، ومحاكمة من يخالف تلك التشريعات محاكمة رادعة.
ومن النوادر الطريفة التى يتندر بها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل من وقت لآخر، هو ما قاله أثناء محاضرته الأسبوعية فى مسجد أسد بن الفرات فى الدقى، حيث رفض رفضًا قاطعًا إعطاء صوته - ومعه أتباعه طبعًا - لأى حزب يسارى، لأنه فى حال نجاحهم ستكون مصيبة على مصر، وقال بالحرف الواحد: كيف أعطى صوتى لواحد صوته «موش لربنا».
وقال مولانا الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل -لافض فوه، ومات حاسدوه- إنه سيعطى تعليمات بإلقاء القبض على كل من يلبس المايوه على شاطئ البحر، أو يشرب الخمر فى الفنادق، ولكنه سيغض الطرف عمن يشربها فى الأماكن المغلقة أو مع نفسه.
ومن جانبنا أقول للشيخ أبو إسماعيل: إذا كنت قد شغلت نفسك بالمايوه، وشرب الخمر ولعب الميسر، فلماذا لم تشغل نفسك بجذب الاستثمارات، ودفع عجلة الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة، وتطوير العشوائيات، وتوفير فرص عمل، والقضاء على منظومة الفساد فى مؤسسات الدولة ؟.
لماذا شغلت نفسك يا مولانا بالمليونيات والشعارات والجهاد فى ميدان التحرير؟ لماذا أرهقت نفسك وضيعت وقتك بعيداً عن مصالح المسلمين وزيارة الأيتام والمساكين فى مقابر الإمام الشافعى والبساتين.
يا مولانا 80% من الشعب المصرى يبحثون عن لقمة العيش، ولا يعرفون شكل الخمر أو حتى المايوه.
ارحمونا.. يرحمكم الله.

بدايـــة القصيدة كُفــــر !
ـــــــــــــــــــــــ
فى المؤتمر الانتخابى الذى عقده حزب النور السلفى بالإسكندرية قام مجموعة من شباب الحزب بتغطية تمثال حورية البحر الكائن بوسط الميدان بالقماش والحبال على أساس أنه رجس من عمل الشيطان، ولا يحق لتمثال أن يتوسط الميدان فى حضرة قيادات حزب النور، مما يشير إلى أن بداية القصيدة كُفر.
والتمثال الكائن بوسط الميدان منذ أيام محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق للإله اليونانى زيوس، وتم تصميمه على شكل 4 حوريات بحرية، يجلسن على منصة رخامية، ويعد التمثال تحفة معمارية نادرة تؤكد دقة وبراعة أنامل الفنان المصرى.
يذكر أن التيار السلفى يرفض رفضًا قاطعًا إقامة التماثيل والأضرحة مؤكدًا أن مثل هذه الأشياء عودة للجاهلية الأولى، وأن السماح بها، أو الموافقة عليها يعد شركًا بالله تعالى.
هذا وقد قام بعض المتشددين مؤخراً بهجمة شرسة على أولياء الله الصالحين، كما قاموا بتكسير تمثال الرئيس السادات بمدينة الشيخ زويد، كمقدمة لهدم تماثيل وآثار مصر الفرعونية والإسلامية والقبطية.
عين فى الجنة وعين فى النار
مع أن انتخابات مجلس الشعب أصبحت على الأبواب فإن د. محمد البرادعى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية لا يكل ولا يمل من الحديث عن تشكيل مجلس رئاسى مدنى، وعودة المجلس العسكرى إلى ثكناته، ووضع دستور جديد للبلاد قبل انتخابات الرئاسة وتأجيل انتخابات مجلسى الشعب والشورى، ومع التكرار والإصرار اعتقد الكثير من المثقفين أبناء الأغلبية الصامتة، أن د. محمد البرادعى يسعى لتحقيق هدف معين، وأن كل ما كان يقوله لصحافة رجال الأعمال المسماه بالخاصة، أو صحافة الشعب، والتى كانت قومية، كان لحاجة فى نفس يعقوب.
وفى الوقت الذى حذّر فيه التيار الدينى خاصة الإخوان والسلفية والجماعة الإسلامية من تأخير انتخابات البرلمان، والتهديد - كما قال الشحات والعوا وأبوإسماعيل - من النزول للشارع فى حالة عدم ترك العسكر للسلطة، والقيام بثورة أخرى، أو إشعال الثورة القديمة، فإن قيادات المجلس العسكرى المتهمة دائمًا بالتواطؤ والتباطؤ من قبل الأصوات الزاعقة والتيارات المناوئة.
قد أعلنت أكثر من مرة بأنها لا تنظر للكرسى، ولا تطمح فى السلطة، ولن تنجرف للسياسة.
فى نفس السياق تقول الناشطة غادة طلعت فى تعليقها على الأحداث الجارية: إنه بات من الواضح أن مصر أصبحت الآن بمثابة كعكة يحاول الكل أخذ نصيبه منها، قبل فوات الأوان، فمن يطالب بتشكيل مجلس رئاسى عينه على الكرسى، ومن يطالب بانتخابات مجلس الشعب عينه على الحصانة، أما الـ80 مليون مصرى فعينهم «مزغللة» لكثرة الممثلين على خشبة المسرح.
وتضيف غادة قائلة: إن مصر الآن فى غرفة الانعاش وتعانى من أمراض لا حصر لها وتحتاج الآن إلى معجزة حتى تقف على قدميها على حد وصف رسام الكاريكاتير الشهير الفنان مصطفى حسين.
الموت فى سبيل شعار الإخوان!
رغم حظر المستشار عبدالمعز ابراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات استخدام الشعارات الدينية، أو دور العبادة فى الدعاية الانتخابية فإن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان قد ضرب بهذا الحظر عرض الحائط مما ينذر باشتعال المعركة الانتخابية بين التيارات الدينية والليبرالية خاصة أن د.سعد الكتاتنى أمين عام حزب الإخوان رفض صراحة التنازل عن شعار الحزب لكونه ماركة مسجلة خاصة بالإخوان المسلمين.
من جانبه أكد د. أحمد أبوبركة المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة أن شعار «الإسلام هو الحل» يمثل أهمية بالغة فى دعاية الإخوان، خاصة أن الحصول عليه تم بأحكام قضائية كما أنه لايتعارض مع الدستور وأشار إلى قضاء مصر العادل الذى لايمكن له شطب أى مرشح لمجرد شعار.
وأتفق جمال نصار القيادى الاخوانى ومدير المركز الحضارى للدراسات المستقبلية، مع د. محمد البلتاجى أمين حزب الحرية والعدالة بأن شعار «الإسلام هو الحل» يمثل عقيدة وحياة للإخوان، ولن يتم التخلى عن الشعار حتى ولو تم الموت فى سبيله، خاصة أن مصر دولة إسلامية، وأن المادة الثانية من الدستور تؤكد بما لايدع مجالاً لشك أن الإسلام هو دين الدولة وفى نفس السياق أكد د.عبدالله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وأستاذ القانون الدولى أنه يؤيد شعار الإسلام هو الحل معتمدا على ذكاء الناخب المصرى الذى يعطى صوته لمن يستحقه، ولايمكن لأحد مهما كان قدره اللعب بعواطف المصريين، مع التركيز بأن شعار الإسلام هو الحل لا يخالف القانون ولا يدعو للتحريض أو التعصب.
ومن جانب آخر انتقد عبدالآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية قرار اللجنة العليا للانتخابات بحظر الشعارات الدينية فى الدعاية الانتخابية، مؤكدًا أن شعار الإخوان يدخل فى إطار الشعارات السياسية، بعيدًا عن الشعارات الدينية أو الطائفية.
والهدف من الشعارات الدينية كما يقول عبدالآخر هو التأكيد على أن مشاكل المجتمع لا تحل إلا بالإسلام والشريعة والقول والعمل أما إذا اعتمدنا على الشعارات دون اللجوء بأسباب النجاح فقل على الدنيا السلام.
ومن ناحية أخرى فقد أكد مصدر وثيق الصلة بالأمانة العامة للجنة العليا أن اللجنة أصدرت قرارا رسميا سوف يعلن الأيام المقبلة عن حظر استخدام شعار الإسلام هو الحل بشكل رسمى وسوف يتعرض مستخدمه بحسب المصدر إلى الشطب من كشوف المرشحين، وجاء فى القرار أن المتضررين عليهم اللجوء إلى القضاء ولكن بعد شطب اسمائهم من قوائم الترشح وفى هذا الصدد أصدرت اللجنة العليا للانتخابات قرار نهائيا يتضمن القواعد المنظمة للدعاية الانتخابية، ونص القرار الذى يحمل رقم «22» على حظر التعرض المرشح للحياة الخاصة للناخبين أو المرشحين المنافسين، والالتزام بالمحافظة على الوحدة الوطنية والامتناع عن القيام بأى أنشطة دعائية تستخدم الشعارات الدينية أو الرموز ذات الطابع الدينى. مع حظر استخدام المنشآت العامة ووسائل النقل المملوكة للدولة فى الدعاية، إلى جانب عدم انفاق الأموال العامة «سواء من شركات القطاع العام أو الشركات المساهمة» فى الدعاية.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: القاهرة -- مسقط وبالعكس !    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالثلاثاء 15 نوفمبر 2011, 11:58 pm


القاهرة -- مسقط وبالعكس ! مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 N002



تابعت - ولا أزال أتابع - تجربة سلطنة عمان سواء وهى تخطو بطريقتها وخصوصيتها على طريق الإصلاح السياسى وتوسيع قاعدة مشاركة المواطنين فى الحياة السياسية.. أو تجربتها فى تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية..
والحقيقة أن الفرصة أتاحت لى أن أرى سلطنة عمان قبل 20 عاما.. بعدها لم أنقطع تقريبا عن زيارتها كل عام.. وفى كل عام كنت أرى سلطنة عمان جديدة.. عاصمة جديدة ومعالم جديدة وتطورات جديدة.. وبشراً جدداً!..
فإذا أضفت لذلك مواقف السلطان قابوس ووقوفه إلى جانب مصر ومساندته لها فى أزمات عديدة.. ثم هذا التعاطف الذى تحظى به مصر بصفة عامة من المواطنين العمانيين.. فإننى فى النهاية لا أملك إلا الإعجاب بسلطنة عمان.. الدولة والتجربة والشعب!..
وقبل أيام زرت سلطنة عمان لحضور افتتاح مجلس عمان الذى يضم مجلسى الشورى والدولة.. ومن الطبيعى أن يتيح لى ذلك الاقتراب من الشأن العمانى.. غير أننى اكتشفت وأنا هناك أننى اقتربت من الشأن المصرى.. بنفس الدرجة!..
افتتاح مجلس عمان فى الحقيقة يمثل للعمانيين مناسبة مهمة.. خاصة أن السلطان قابوس يلقى فى هذه المناسبة خطابا يعتبره العمانيون خريطة طريق المرحلة المقبلة..
وربما لهذا السبب تحرص وزارة الإعلام فى سلطنة عمان على دعوة الصحفيين ورجال الإعلام من كل البلدان العربية لمتابعة الحدث المهم.. وفى كل الأحوال تتحول المناسبة إلى أكبر وأوسع ملتقى للإعلاميين العرب..
ومن الطبيعى أن يشغل الحدث وتشغل المناسبة مساحة من مناقشات وحوارات الإعلاميين والصحفيين العرب.. غير أنهم فى الحقيقة لا يكتفون بذلك وإنما يتطرقون إلى كل القضايا والأحداث العربية.. يتناقشون ويختلفون ويتفقون!..
وهكذا تتحول اجتماعاتهم ولقاءاتهم إلى برلمان صاخب - إن صح التعبير - تناقش فيه كل الموضوعات بمنتهى الحرية وبلا قيود.. حتى لقاءات الإعلاميين العرب بالشخصيات العمانية الرسمية.. تتحول هى الأخرى إلى برلمان صاخب يتناقش فيه الجميع فى مختلف القضايا العربية.. بمنتهى الحرية وبلا قيود..
ولم تكن هذه المرة استثناءً اللهم إلا أن البرلمان الصاخب لم يناقش إلا موضوعا واحدا وقضية واحدة.. ثورة مصر وتداعياتها!..
كان ما يحدث فى مصر من تطورات وما تشهده من أحداث هو الموضوع الوحيد الذى شارك جميع الصحفيين فى مناقشته والحديث عنه..
وتسمع من يسأل وتسمع من يعلق وتسمع من يجيب.. كأنه مصرى يعيش فى مصر.. الكل مشغول بمصر وبأحداث مصر.. كأن الثورة المصرية هى الثورة الوحيدة فى المنطقة العربية.. وكأن الأحداث التى تشهدها مصر هى الحدث الوحيد الذى تشهده الدول العربية!..
حتى المواطنين العمانيين فى الشوارع والأسواق.. لا يكفون عن السؤال عن مصر وأحوالها.. محاولين الإلمام بأصغر التفاصيل.. إذا لاحظوا من لهجتنا أننا مصريون وعرفوا أننا زوار وصحفيون!..
ومن الطبيعى أن تختلف الآراء وتتباين.. فهناك من يشعر بالقلق على مصر.. وهناك من يشعر بالتفاؤل.. هناك من يخاف على مصر.. وهناك من يؤكد بثقة أنها تسير إلى الأمام.. وأنه إذا كان اليوم أفضل من أمس فإن غدا أفضل من الاثنين.. أمس واليوم!..
وتسمع من يؤيد إجراء الانتخابات أولاً.. وتسمع من يطلب أن يكون الدستور أولاً.. وتسمع من يؤيد صدور قانون العزل السياسى وتسمع من يرفض الفكرة والمبدأ ويقول ليس من حق أحد إقصاء أحد..
كأنهم مصريون غارقون فى الشأن المصرى..
وليس غريباً بعد ذلك كله أن يكون لذلك تأثيراته وانعكاساته على الشأن العمانى.. وهو ما فهمناه من خطاب السلطان قابوس فى مناسبة افتتاح مجلس عمان..
***
أشار السلطان قابوس فى ختام خطابه إلى هذا المعنى فقال:
إننا نعيش فى عالم يشهد تطورات متلاحقة على الصعيدين الإقليمى والدولى تحدث أثاراً متباينة وردود فعل متعارضة.. ولما كان تداخل المصالح والسياسات سمة مميزة لهذا العالم فإنه لا يمكننا أن نكون بمعزل عما يدور حولنا.. وقد عرفت السلطنة دائماً بانتهاجها سياسة واضحة المعالم تقوم على أساس التعاون مع الجميع وفق مبادئ ثابتة تتمثل فى الاحترام المتبادل وتشجيع لغة الحوار ونبذ العنف فى معالجة الأمور، وصولاً إلى مجتمعات يسودها التآخى والاستقرار، مما يكفل للشعوب مواصلة مسيرتها التنموية وإنجاز أهدافها فى التقدم والرخاء.. فى مناخ يتسم بالأمن ويخلو من الاضطرابات ويشجع على تنفيذ الخطط والبرامج الاقتصادية والاجتماعية وفقا للأولويات التى تقررها المصلحة العامة..
وهكذا اقترب السلطان قابوس بكلمات خطابه من المعنى.. سلطنة عمان ليست بمعزل عما يدور حولها فى مصر والمنطقة العربية.. مع التأكيد على أن سياسة السلطنة تقوم على مبادئ ثابتة تتمثل فى تشجيع لغة الحوار ونبذ العنف لتحقيق الاستقرار..
وربما إدراكا من السلطان قابوس لخطورة قمع الحريات والآراء كما حدث فى بلدان عربية فقد حرص فى خطابه على التأكيد على حرية الرأى وعدم مصادرة الفكر..
يقول السلطان قابوس فى خطابه: لقد كفلت قوانين الدولة وأنظمتها لكل عمانى التعبير عن رأيه والمشاركة بأفكاره البنّاءة فى تعزيز مسيرة التطور التى تشهدها البلاد فى شتى الميادين.. ونحن نؤمن دائما بأهمية تعدد الآراء والأفكار وعدم مصادرة الفكر؛ لأن فى ذلك دليلاً على قوة المجتمع وعلى قدرته على الاستفادة من هذه الآراء والأفكار بما يخدم تطلعاته إلى مستقبل أفضل وحياة أسعد وأجمل.. غير أن حرية التعبير لا تعنى بحال من الأحوال قيام أى طرف باحتكار الرأى ومصادرة حرية الآخرين فى التعبير عن آرائهم، فذلك ليس من الديمقراطية ولا الشرع فى شىء.. ومواكبة العصر لا تعنى فرض أى أفكار على الآخرين هكذا يعلمنا ديننا الحنيف.. فقد امتدح الله عز وجل المؤمنين بقوله فى محكم كتابه (وأمرهم شورى بينهم).. وهذا أيضاً ما تقضى به قوانين العصر الذى نعيشه..
***
و كأن السلطان قابوس قد أراد من خلال خطابه أن يطمئن الشباب العمانى - بصفة خاصة - على حاضرهم ومستقبلهم فقال:
لما كان الشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها فقد أوليناهم ما يستحقونه من اهتمام ورعاية على مدار أعوام النهضة المباركة.. حيث سعت الحكومة جاهدة إلى أن توفر لهم فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف.. وسوف تشهد المرحلة القادمة بإذن الله اهتماما أكبر ورعاية أوفر تهيئ مزيداً من الفرص للشباب من أجل تعزيز مكتسباته فى العلم والمعرفة وتقوية ملكاته فى الإبداع والإنتاج وزيادة مشاركته فى مسيرة التنمية الشاملة..
ولما كان التعليم هو الركيزة الأساسية للتقدم والتطور ولإيجاد جيل يتحلى بالوعى والمسئولية ويتمتع بالخبرة والمهارة ويتطلع إلى مستوى معرفى أرقى وأرفع فإنه لابد من إجراء تقييم شامل للمسيرة التعليمية من أجل تحقيق تلك التطلعات..
السلطان قابوس كان واضحا فى حديثه عن الشباب وكان واضحا عندما حدد التعليم وسيلة للاهتمام بهذا الشباب..
***
الحقيقة ان الخطاب كلــــــــــه يمكن اعتباره خطة عمل للمستقبل أو منهاج عمل لدولة عصرية.. غير أنه فى نفس الوقت يمكن اعتباره خطة عمل لبقاء هذه الدولة العصرية محصنة من الداخل.. وتحصينها يأتى من حرية التعبير.. والحرية دائما هى المناخ الآمن الذى فى ظله تنضج الآراء والأفكار وتتحقق المصلحة العامة.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: هل صدمكم الغلاف ؟ !    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:00 am


هل صدمكم الغلاف ؟ ! مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 N31



تعالوا معاً، فى محاولة لممارسة الرياضة الذهنية، نطرح مجموعة من “الأسئلة الصادمة” التى تشغل بال الرأى العام حاليا..!
بداية قد يكون غلاف هذا العدد صادما لبعض الذين لا يبذلون أى جهد لإخفاء مخاوفهم من صعود التيار السياسى الإسلامى، واحتمال سيطرته على مجلسى الشعب والشورى ومعهما الحياة السياسية كلها.. لكننى بصراحة تعمدت أن أصدم هؤلاء البعض من باب محاولة تقريب الصورة التى سيكون عليها البرلمان خلال الأسابيع القادمة.. فالسلفيون والإخوان سيحتلون المنصة.. وستصبح لهم الكلمة العليا، إن لم نسارع بوضع ضوابط جادة صارمة وحازمة للعمل السياسى تحظر خلط الدين بالسياسة، والتشدد فى معاقبة كل من يرفع شعارات دينية فى المعركة الانتخابية، حتى ولو كان العقاب هو الحرمان من ممارسة العمل السياسى..!!
مرة أخرى هل صدمكم الغلاف؟!.. إذن أهلاً بكم فى نادى الصدمة والترويع.. ولننتقل للصدمة التالية بسؤال صادم جديد: هل تعتقدون أن أداء قيادات التيار الدينى على منصة مجلس الشعب سيكون أفضل حالاً من أداء الدكتور فتحى سرور عين أعيان الحزب الوطنى المنحل، والذى ظل متربعاً على المنصة، ولن أقول ملتصقاً بها، على مدى 20 عاماً.. أو يزيد..؟!
وقبل أن تفيقوا من هذه الصدمة.. إليكم سؤال صادم آخر جديد: هل تعتقدون أن أعضاء التيار الدينى السياسى لو احتلوا مقاعد مجلس الشعب بنسبة غالبة، هل سيختلف أداؤهم عن أداء أعضاء الحزب الوطنى المنحل، الذين كانوا يشكلون الأغلبية فى كل دورات مجلسى الشعب والشورى بلا استثناء..؟!!
ومادمنا قد وصلنا إلى هذا الحد من الصدمة والترويع فإليكم السؤال الصادم الجديد، فى هذا الأوكازيون النادر من الصدمة والترويع: هل تعتقدون أن التيار الدينى السياسى لن يختار شخصاً يتقمص نفس شخصية "المايسترو أحمد عز" ليضبط إيقاع أداء الأعضاء داخل قاعة البرلمان، ويدير عمليات التصويت بالعين والحاجب، وبالهمس واللمس والآهات.. وبالصمت الرهيب؟! ويحدد بإشارة من يده متى يصفق الأعضاء، ومتى يثورون، ومتى يهدأون، ومتى يصوتون بلا.. ومتى يصوتون بنعم..؟!
باختصار.. ألا تتوقعون أن التيار الدينى السياسى سيدير اللعبة السياسية بنفس قواعد إدارة الحزب الوطنى المنحل لها..؟!
هذه تساؤلات صادمة لا أريد من أى أحد أن يجيب عنها علانية.. بل عليه أن يجيب عنها بينه وبين نفسه؛ ليحدد لنفسه أى طريق سيختار فى المرحلة القادمة..؟!!
قد يقول قائل: وأنت مال حضرتك..؟! إذا اختار الشعب نوابه فى البرلمان من التيار الدينى السياسى فهذا اختياره طالما أنه لا تشوبه أية شائبة من تدليس أو تزوير.. أليست هذه هى الحرية والديمقراطية التى صدعتمونا بها؟! أم أن الديمقراطية والحرية حلال للجميع وحرام على التيار الدينى وحده..؟!
ثم ما كل هذا العداء لكل ما هو إسلامى..؟! فإذا اتجهت الجماعات والتيارات الدينية للعمل الاجتماعى وخدمة الناس والمجتمع هاجمتموهم، وإذا اتجهوا للعب السياسة، مثلهم مثل أى مواطن بنص الدستور، تخوفتم منهم..! ماذا تريدون بالضبط.. هل نفتح الشباك أم نغلقه..؟!
بداية أرجو أن أوضح أننى هنا، ككاتب، أتقمص دور "محامى الشيطان" كما يقولون، لأوضح المعنى الذى أريد توصيله.. هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى فهى أننى أبداً لم ولن أكون ضد كل ما هو إسلامى.. لأننى والحمد لله مسلم أؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولا أفرق بين أحد من رسله..
كما أننى والحمد لله حججت واعتمرت وأصلى وأصوم وأُزَكِّى.. وأعلم تماماً حدود الله، يعنى مسلم ملتزم، كما يقول الكتاب، ولا أعتقد أن لأى شخص دخلاً فى علاقتى مع الله عز وجل.. لكن عندما يقتحم المسلم أو المسيحى معترك الحياة السياسية فيجب ألا نعامله وكأن على رأسه ريشة، ونقيم أداءه السياسى بمعايير دينية، بل علينا أن نقيم أداءه بالمعايير السياسية الموضوعية التى تطبق فى كل مكان فى الدنيا.. على المؤمنين وغير المؤمنين.. فى بلاد تعبد الله عز وجل.. أو فى بلاد تعبد الأصنام، والعياذ بالله.
والمعنى أننى، وبوضوح، ضد خلط الدين بالسياسة، مثلما أنا، وبنفس القدر، ضد خلط الدين بالرياضة أو العلم..!
فلاعب الكرة.. قد يكون متديناً نموذجياً، لكنه لاعب فاشل لا يجيد اللعب أو إحراز الأهداف، فلا يمكن، بالتالى، أن نمنحه درجة امتياز فى الأداء الرياضى، لمجرد أنه يؤدى الصلوات الخمس فى مواعيدها، أو يذهب للكنيسة بانتظام..
كذلك الأمر بالنسبة للعلماء.. فبعض العلماء يترك معمله ليصلى بالساعات، فى أوقات العمل الرسمية، و"الزبيبة" على مقدمة رأسه قد تزن رطلاً، ومع ذلك فهو غير مجتهد فى عمله المكلف به والذى سيحاسبه الله عليه يوم القيامة..!
آسف على الاستطراد لتوضيح الفكرة، لكننى تعمدت ذلك؛ لأننى أتوقع أن يفهمنى البعض، رغم كل هذا التوضيح والاستطراد، خطأ، لأنهم باختصار عايزين كده..!!
إننى، باختصار، أتمنى أن يكون البرلمان القادم ممثلاً لكل الطوائف والتيارات والقوى السياسية، ولا يستأثر تيار واحد أو قوة واحدة بالمشهد السياسى؛ لأن ما سيسفر عن هذا البرلمان من قرارات ووقائع تاريخية ستحدد مستقبل مصر لسنوات وسنوات.. وهو مستقبل يجب أن يشارك الجميع فى صنعه مسلمين ومسيحيين.. شباباً وشيوخاً.. فلاحين.. وعمالاً.. ومثقفين..
ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: فى رحاب الرحمن (1 - 4)    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:01 am


فى رحاب الرحمن (1 - 4) مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 N043





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 22
«لا يحج بعد العام مشرك.. ولا يطوف بالبيت عريان».. كانت هذه وصية أمير المؤمنين أبو بكر الصديق لأبى هريرة رضى الله عنهما.. قبل حجة الوداع، وقد لا يعلم الكثيرون أن المشركين كانوا يطوفون بيت الله الحرام.. عرايا.. النساء بالليل.. والرجال بالنهار!
كان هذا حال العرب المشركين فى الجاهلية.. عدا آل قريش الذين ينتسب إليهم رسولنا الأكرم ، ولكن هذا التقليد التاريخى الفاسد للحج أيام الجاهلية يكشف إلى أى مدى انحرفت العرب.. وأنه كان لابد أن ينزل الله رسوله لتصحيح المسار الشاذ.. وأن يأتى الإسلام هادياً ومنيراً لكل البشر ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)صدق الله العظيم.
وللإنصاف.. نقول إن الحج شعيرة قديمة عبر التاريخ.. فى مختلف الأديان والعقائد والملل والنحل، ولكن الإسلام أرسى مفاهيم جديدة سامية.. وحدد شعائره فى أبهى صورة (ذلك ومن يعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).. فالإسلام عندما أزال الأوثان والأصنام.. لم يهدم أحجاراً.. أو يزيل ممارسات فاسدة فقط.. بل صحح فكراً وأرسى دعائم العقيدة التى ندين بها اليوم، وتصحيح الفكر والإيمان.. أزال الشِرك والوثنية عن الحج بكل شعائره ومراحله.
وللأسف الشديد.. فإننا نعيش اليوم كثيراً من مظاهر الشِرك وفساد الفكر وانحراف العقيدة.. رغم أننا ندعى الإسلام ونتشدق بالتزامنا بتعاليمه، فكم من عُرى النساء فى الفضائيات ومواقع الإنترنت وعلى الصفحات المطبوعة.. بل كم من انحرافات فى الشوارع.. وعلى أرض الواقع، لقد كان هذا يحدث أيام الجاهلية.. وها نحن نراه الآن.. أمام أعيننا للأسف الشديد، وكأننا نعيش جاهلية جديدة.. جددناها بأخطائنا.. وخطايانا. والجاهلية لا تقتصر على المظهر والشكل فقط.. بل تتعداها إلى فساد الجوهر.. وانعدام الروح الجميلة السامية.
وكما قام الإسلام بتصحيح شعائر الحج, فقد أوضح شعائره ورتبها وأعطاها روحاً سليمة وقلباً خاشعاً.. لله وحده.. ففى الجاهلية و(الأديان الأخرى) كانوا يقدمون القرابين زلفى وتقرباً من الآلهة، أما الأضحية فى الإسلام فهى من أجل طاعة الله وإعلاءً لمبدأ التقوى (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها.. ولكن يناله التقوى منكم) صدق الله العظيم، فالله عز وجل ليس بحاجة إلى أضاحينا.. ولا إلى كل كنوز الأرض.. فهو خالقها.. وهو القادر على إزالتها ومحوها.. ولكنه يحثنا على التضحية والفداء والإيثار.. لنيل رضاه.
عندما نتابع المشهد العظيم فى الحج.. خاصة على صعيد عرفات.. تتجلى أعظم المعانى وأسمى الآيات.. فالجميع سواسية.. فوق هذه البقعة الطاهرة..
لا فرق بين عربى وأعجمى.. ولا أسود ولا أبيض.. إلا بالتقوى والعمل الصالح، فالزى يشبه الكفن.. والتلبية واحدة.. وأكف الضراعة تلهج بالدعاء.. إلى الواحد الأحد، لقد زالت الفروق والتمييز بين البشر.. وهذا المعنى نفتقده بشدة اليوم.. فى كافة المجالات.. وحتى على مستوى العلاقات الدولية والإنسانية.
هنا.. وهناك.. نشهد التمييز والتعصب للون أو عرق أو جنس أو أمه.. الكل يتصارع من أجل السيطرة على الموارد والنفوذ والسيادة على الأرض! مع أن كل شىء من المال والبنون ومتع الحياة الدنيا.. كلها زائلة.. وسوف نفنى ونموت.. نترك كل شىء وراءنا.. ولن ينفعنا إلا العمل الصالح، هذا هو المعنى النبيل الذى غرسه الإسلام فى بنى البشر.. وكرسه الحج فى قلب المؤمن.. سلوكاً معاشاً.. على مدى أيام معدودات.. ويجب أن يبقى بقية العمر.
بل إن مؤتمر الحج شرعه الله (ليشهدوا منافع لهم)، أى أن الحج ليس مجرد عبادة.. بل هو أكبر وأضخم تجمع إسلامى سنوى.. بل أعظم لقاء بشرى على وجه الأرض.. حيث وصل عدد الحجاج فى سنة من السنوات إلى نحو سبعة ملايين.. وهذا لا يحدث فى أى مناسبة أخرى.. لأى دين أو مِلة أو حتى مناسبة غير دينية.
بمعنى آخر.. فإن الحج يقدم فرصة كبرى لتلاقى المسلمين.. والتعارف بين الأمم.. وتدارس الأحوال المزرية التى وصل إليها عالمنا الإسلامى، فها نحن نشهد التمزقات والانقسامات والمؤامرات بين الدول الإسلامية.. بل وداخل كل دولة.. والأخطر من ذلك أننا سمحنا للأعداء باختراق صفوفنا واستغلال الظروف والأحداث (المفبركة) لضرب وحدة الأمة. نعم نحن نمنحهم الأسلحة التى يضربوننا بها.. مجانأ!!
وبينما يدعونا الإسلام – والحج أحد أركانه – إلى الوحدة والتوحد.. يحدث العكس.. ونرى تشتت القوى والدول الإسلامية التى انساقت وراء الأعداء.. واتحدت معها.. وقدمت لها مواردها وأموالها.. وقدراتها.. لتضربها بها!!
وإذا أردنا إعلاء مفاهيم الحج.. وترسيخ معانى الإسلام الصحيحة.. فيجب أن نفعِّل المؤسسات القائمة.. خاصة منظمة المؤتمر الإسلامى.. والسوق الإسلامية المشتركة.. وأن نقيم المؤسسات المالية والعلمية والرياضية والثقافية التى تنبع من عقيدتنا وترتبط بديننا.. حقاً وصدقاً.. لا نفاقاً.. ورياءً. لا نريد مؤسسة فاسدة مثل الأمم المتحدة.. ولا نريد صندوق «النكد» الدولى أو البنك الدولى.. ولا حتى الجوائز التى يخترعونها.. ونجرى وراءها.. وكأنها قمة المُنى والأمل!!
نريد مؤسسات وهياكل تنظيمية تنبع من عقيدتنا وتتوافق معها.. وتحقق مصالحنا. نريد أن نصنع قوتنا وسلاحنا بأيدينا.. بدلاً من أن نظل أسرى السلاح المستورد.. نريد أن نزرع قمحنا وغذاءنا فى أرضنا.. ولدينا قدرات هائلة لتحقيق ذلك، نريد أن نستثمر طاقات الشباب الهائلة التى تفجرت من خلال الربيع العربى والذى أصبح ملهماً «للربيع العالمى»، هذا الربيع الذى أكد للعالم أننا أمة لم ولن تموت.. بل إنها قادرة على أن تكون نموذجاً لكافة الأمم، خلاصة القول إننا نريد أن نكون نحن «العالم الأول» صاحب الريادة.. وأن يخرج منا الزعماء والقادة. ولقد قدم رسولنا الأكرم فى قيادته لأمته.. وفى تصحيح مسيرة الحج وترسيخ مفاهيمه النبيلة.. قدم لنا – وللعالم بأسره – القدوة الحسنة.. والنموذج الأرقى.. فهل لنا أن نقتدى به.. ونعيد أمتنا إلى سيرتها الأولى.. ومسيرتها الصحيحة؟
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: «روشتة».. د. جلال    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:02 am


«روشتة».. د. جلال مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 N037





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 19
نواصل مع د. أحمد جلال رئيس منتدى البحوث الاقتصادية البحث عن كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، وبعد أن عرضنا الأسبوع قبل الماضى بعض الأخطاء الاقتصادية والسياسية التى حدثت على مدى العقود الماضية.. والتى كان أبرزها الانحياز إلى الطبقة الحاكمة والأغنياء.. وإهمال الفلاحين والعمال وخاصة محدودى الدخل منهم، فسوف نحاول الإجابة عن أى نموذج من نماذج التنمية التىينبغى على مصر اتباعها فى السنوات المقبلة. حيث يرى د. جلال أنه فى تلك الحالة قد ينجذب البعض لفكرة تبنى نموذج ينحاز للتوزيع بدلا من نموذج ينحاز للنمو، أو نموذج يستبعد القطاع الخاص على اعتبار أنه فاسد.
ولكن كلا الفكرتين يجانبهما الصواب.. فعلى الرغم من أن النمو وحده لا يكفى، فقد يعنى التوزيع مجرد المساواة فى الفقر إذا لم يكن هناك ما يمكن توزيعه، واستبعاد القطاع الخاص لأنه فاسد فيه ظلم كبير للغالبية العظمى من رجال الأعمال الشرفاء، وظلم للاقتصاد ككل.. وعليه فإن ما نحتاج إليه هو نموذج متوازن يرتكز الاقتصاد فيه على قوة كل من الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى.
ولتحقيق هذه الغاية لدينا ثلاثة بدائل: البحث عن دولة لمحاكاتها، أو اتباع أيديولوجية بعينها، أو السعى وراء ما يسمى بـ «المنطق الرشيد».
ويعتقد د. جلال أن الخيار الأول ليس مجديا لأنه لا توجد دولتان متماثلتان تماما، كما أن الخيار الأيديولوجى لم يعد قابلا للتطبيق فى ضوء انهيار الاشتراكية فى أوروبا الشرقية، لذلك ليس أمامنا سوى الخيار الثالث «المنطق الرشيد» والذى يكمن جوهره فى الاستفادة من المعرفة المتراكمة عن العالم النامى وتحديد أفضل مسار يمكن لمصر أن تسلكه من الناحية العملية لتحقيق الأهداف المرجوة.
وهذا النموذج هو الذى اتبعته الأسواق الناشئة الأكثر نجاحا، بما فى ذلك العديد من دول آسيا وأمريكا اللاتينية.. حيث كان القاسم المشترك بين هذه الدول.. هو تبنيها أنظمة ديمقراطية.. ونموذجا اقتصاديا له ملامح محددة.. منها «التأكيد على أن النمو الاقتصادى وحده لا يكفى».. نعم إنه شرط ضرورى.. ولكنه غير كاف لتحقيق الرخاء على نطاق واسع يشمل طبقات المجتمع المختلفة.. ومنها أيضا: أهمية دور الدولة فى تنظيم السوق والرقابة عليه.. ومكافحة الاحتكار وحماية المنافسة الحرة.. هذا بالإضافة إلى أهمية الاستفادة من الفرص التى تقدمها الأسواق العالمية، حيث إنه فى المراحل المبكرة من التنمية.. تكون المدخرات المحلية منخفضة والأسواق محدودة.. ولا توجد تكنولوجيا محلية متطورة تسمح بتحقيق معدلات نمو سريعة.
هذا هو نموذج التنمية التى يقترحه د.جلال لمصر.. وهو لا يعلى من قيمة الأسواق على حساب الحكومات.. ولا العكس أيضا، ولكن المهم تحديد الأهداف المرجوة بشكل واضح، ثم حسن اختيار الأدوات المناسبة فى ضوء الظروف المتاحة.
***
من جهة أخرى يعتقد د. جلال أن الخطوة الأولى والأساسية لإحداث التحسن السريع فى الأوضاع الاقتصادية فى مصر ليست بأيدى الاقتصاديين.. بل إنها بأيدى السياسيين، فمصر فى حاجة ماسة لاستعادة الثقة على وجه السرعة.. وذلك من خلال إعطاء الأولوية لاستعادة أمن الأفراد والممتلكات، والاتفاق على خريطة طريق واضحة لإجراء التحدى السياسى.. وبشرط أن تحظى بتأييد عريض من مختلف طوائف الشعب.. وهو ما يتم حاليا بالفعل الآن.. حيث تجرى الآن الانتخابات البرلمانية.. وسوف يعقبها انتخابات الرئاسة ثم الإعداد لإصدار الدستور الجديد، وإذا كان الوضع الأمنى قد تحسن كثيرا وأصبح أفضل من ذى قبل، إلا أنه لابد من بذل المزيد من الجهد خاصة لمواجهة العنف الطائفى الذى ظهر مؤخرا والتصدى لحالة التراخى فى تطبيق القانون.
فكل ذلك سوف يساعد الجميع (منتجين ومستهلكين) على تكوين توقعات إيجابية لمستقبل الاقتصاد المصرى، ومن ثم يمثل تشجيعا وحافزا لاستئناف الإنتاج والتصدير والاستثمار على المستويين المحلى والأجنبى، وكذلك عودة النشاط السياحى إلى ما كان عليه وأفضل.
***
ولا يخفى د. جلال تفاؤله نحو تحسن الأوضاع فى المرحلة المقبلة، وخاصة إذا تحقق التوازن بين النمو والتـــوظيف والتوزيـــع، أى أن يحصل الكل على حقه العادل فى عوائد التنمية وأيا كان عمله أو محل إقامته.. فمصر تستطيع أن تصبح نموذجا ناجحا للتنمية فى العالم العربى.. وصحيح أنها ليست دولة غنية بالموارد الطبيعية (مثل البترول)، كما أن سكانها يعيشون على 6% فقط من مساحة أراضيها، إلا أن هناك العديد من العوامل التى تميز الاقتصاد المصرى.. منها أن أغلب سكانها الـ (85 مليون) من الشباب المتعلم المفعم بالقوة والنشاط، كما يتسم اقتصادها بالتنوع، كما أن لديها سوقا محلية كبيرة نسبيا بما يكفى للسماح للمنتجين بتجريب منتجات جديدة، فضلا عن موقعها الجغرافى واتفاقيات التجارة المشتركة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية واللذان يتمان سهولة الوصول إلى الأسواق الأجنبية والتوسع فى التجارة الخارجية..
أضف إلى ذلك تمتع الاقتصاد المصرى ببنية تحتية معقولة (طرق واتصالات ووسائل نقل.. وغيرها)، كما أنه لا يعانى من تشوهات كبيرة فى الأسعار (باستثناء أسعار الطاقة).. والأهم من كل ذلك أن الدفعة التى تحتاج إليها مصر لاستعادة نهضتها الاقتصادية.. أو جدتها روح ميدان التحرير فى يناير 2011.
***
فإذا كنا نرغب فى سرعة سد الفجوة بين الواقع وما يمكن تحقيقه.. فعلينا اتخاذ مجموعة من السياسات والإصلاحات المؤسسية.. تعمل بالتوازى للإسراع بمعدلات نمو.. تخلق المزيد من فرص العمل.. فى مجتمع يتسم بقدر أكبر من المساواة.
لأنه إذا كانت محددات النمو الاقتصادى متفق عليها بشكل كبير.. وهى معدلات مرتفعـــة للادخــــــار والاستثمار بالنسبة إلى الناتج المحلى، وعمالة ماهرة.. مع إدارة كفء للاثنين.. فإن مصر تحتاج لبذل جهد كبير يتسم بالجدية على ثلاث جبهات، الأولى: الحفاظ على الاستقرار الاقتصادى، خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على عجز الموازنة العامة، وحجم الدين العام، كما يجب أن تتحرك السياسة النقدية لاستهداف التخضم.. أى الحفاظ على استقرار الأسعار.
والثانية: العمل على زيادة المدخرات المحلية والتى لا تتجاوز حاليا نسبة الـ 17% من إجمالى الناتج المحلى.. بمدخرات أجنبية بحيث يصل حجم إجمالى الاستثمار إلى 25% من هذا الناتج.
والثالثة والأهم: إصلاح نظام التعليم والتدريب.. ليس فقط لتلبية الطلب فى سوق العمل، ولكن أيضا لتمكين الفقراء من الاستفادة من الفرص التى يتيحها النمو الاقتصادى.
فمن المعروف أنه لكى يتمكن معظم المصريين من الاستفادة من عوائد النمو.. لابد من تحسين جودة التعليم وإكساب الخريجين المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل.. حيث لوحظ أنه حتى الآن ركزت معظم الاصلاحات فى التعليم على الجوانب المادية فقط مثل (بناء المدارس، تدريب المدرسين، تطوير المناهج) دون العناية الكافية لتحفيز المعلمين والتلاميذ وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية.
فإصلاح نظام التعليم لا يتم بالضرورة بتخصيص المزيد من التمويل، إنما يربط ما يتم إنفاقه بأداء هذه المؤسسات ومدى استجابتها لمؤشرات الطلب فى سوق العمل.
***
وينتهى د. جلال إلى أنه لا تمكن الاستهانة بالتحديات التى تواجه مصر، بداية من مشهد التحول السياسى الذى لم تتكشف بعد جميع أبعاده وانتهاء بعودة عجلة الإنتاج والإسراع بمعدلات النمو الاقتصادى.
إلا أن الإرادة القوية التى تصر على التحول السلمى إلى دولة مدنية حديثة يتمتع فيها المواطنون بالكرامة والحرية والعدالة.. قادرة على مواجهة تلك التحديات وإعادة وضع مصر فى مصاف الدول الصاعدة.. بل المتقدمة أيضا.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: وثيقة المبادئ الدستورية.. خطوة سياسية مهمة    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:03 am


وثيقة المبادئ الدستورية.. خطوة سياسية مهمة مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 N1699



رغم بعض التحفظات التى أبدتها الأحزاب والقوى والتيارات السياسية على مسودة وثيقة المبادئ الأساسية للدستور الجديد التى طرحها الدكتور على السلمى نائب رئيس الوزراء فى الاجتماع التشاورى حول الوثيقة يوم الثلاثاء الماضى والذى غابت عنه التيارات السياسية الإسلامية؛ إلا أن التوافق العام على مجمل المبادئ الدستورية يجعلها ملزمة للجميع عند إعداد الدستور بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو الأمر الذى يتعيّن معه إسراع المجلس العسكرى بإصدار إعلان دستورى يتضمن هذه المبادئ الأساسية المتوافق عليها.
أما غياب التيارات الإسلامية ممثلة فى «الإخوان» والسلفيين عن ذلك الاجتماع التشاورى والذى يعكس رفضهم المسبق والمريب لفكرة الالتزام الوطنى العام بمبادئ أساسية للدستور الجديد، ثم إعلانهم عن رفض ما انتهى إليه الاجتماع من توافق على تلك المبادئ، إنما يؤكد فى حقيقة الأمر هواجس كل القوى السياسية والوطنية بشأن مواقفهم المستقبلية المتوقعة بعد وصولهم إلى البرلمان وعند صياغة الدستور الجديد.
هذا المعنى هو ما أجمع عليه ممثلو الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة الذين شاركوا فى الاجتماع التشاورى، إذ فسّروا غياب ممثلى التيارات الإسلامية بأنه يعكس رغبتهم فى السيطرة على الحياة السياسية والانفراد بحكم البلاد وهو الأمر الذى يكشفه تعمّدهم الدائم للخروج على التوافق العام من جانب كافة القوى السياسية والوطنية.
***
القراءة المتأنية لمسودة وثيقة المبادئ الأساسية للدستور الجديد تؤكد أنها فى مجملها جاءت تعبيراً صادقاً عن كافة الاتجاهات السياسية والوطنية، وباستثناء المادة التاسعة من الوثيقة وبعض الملاحظات على الصياغة، فإنه لا خلاف جوهريا على هذه المبادئ وعلى النحو الذى جعلها تحظى برضاء وقبول الغالبية العظمى من الأحزاب والقوى الوطنية ومن ثم جموع المصريين.
إن أهم هذه المبادئ الأساسية كان المادة الأولى التى نصت على «أن جمهورية مصر العربية دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة وسيادة القانون وتحترم التعددية وتكفل الحرية والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين دون أى تمييز أو تفرقة»، إذ أن هذه المادة تكرس وتؤكد الضمانات الضرورية للحيلولة دون إقامة دولة دينية فى مصر وبما يتعارض مع مبدأ وفلسفة حق المواطنة لجميع المصريين.
غير أن ثمة ملاحظة على الفقرة الثانية من هذه المادة وبحيث كان يتعين أن يأتى النص الدستورى على أن الشعب المصرى جزء من الأمة العربية ويعمل على تحقيق وحدتها الشاملة فى مادة أخرى مستقلة.
***
ولقد حسم التوافق العام بل الموافقة على بقاء المادة الثانية من الدستور السابق فى الدستور الجديد والتى تنص على أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع.. لقد حسمت الموافقة الإجماعية على هذه المادة كل ما كان مثاراً بشأنها من جدل خاصة بعد إضافة فقرة خاصة عن غير المسلمين.
والحقيقة أن اعتبار الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع كان أكبر ضمانة لحقوق غير المسلمين باعتبار أن الإسلام يحترم عقائد غير المسلمين، إلا أن إضافة عبارة «ولغير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم فى أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية»، وحسبما وردت فى مسودة الوثيقة، من شأنها طمأنة المصريين المسيحيين وإزالة أية شكوك ومخاوف مستقبلية لديهم.
***
وإذا كان لا خلاف أيضاً على ما تضمنته المادة الرابعة من الوثيقة فى مجملها بالنص على أن «النظام السياسى للدولة جمهورى ديمقراطى يقوم على (التوازن) بين السلطات والتداول السلمى للسلطة و(نظام تعدد الأحزاب) شريطة ألا تكون (عضويتها) على أساس دينى أو جغرافى أو عرقى أو (فئوى) أو أى مرجعية تتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة فى هذا الإعلان».
لكن تبقى عدة ملاحظات على هذه المادة سواء من حيث المضمون أو الصياغة.. أولها أن تعبير (التوازن) بين السلطات مطاط وغير دقيق، إذ الأصح أو الأدق استبداله بتعبير (الفصل) مع ضرورة تسمية السلطات بوضوح وتحديدها فى السلطات الثلاث.. التنفيذية والتشريعية والقضائية.
الملاحظة الثانية خاصة باستخدام تعبير «نظام تعدد الأحزاب» وكان الأدق استخدام تعبير «التعددية الحزبية»، أما الثالثة فهى خاصة بالنص على اشتراط ألا تكون (عضوية) الأحزاب على أساس دينى.. وكان الأدق النص على اشتراط بل حظر قيام الأحزاب ذاتها على أساس دينى وغير ذلك، أما الملاحظة الأخيرة وفيما يتعلق أيضاً بالأحزاب وحيث اشترطت المادة ألا تكون عضوية الأحزاب على أساس (فئوى) وهو الأمر الذى يثير التباسا بشأن قيام أحزاب للعمال والفلاحين على سبيل المثال.
خلاصة القول فى هذه المادة الرابعة أنه يلزم إعادة صياغتها.. صياغة أكثر دقة وانضباطا دون أى لبس حتى لا تتسبب فى خلافات عند إعداد الدستور، ونفس هذه الملاحظة على الصياغة تنطبق بدرجة كبيرة على مجمل نصوص مواد مسودة المبادئ الأساسية.
***
وبعيداً عن تلك الملاحظات الخاصة بصياغة نصوص مواد المبادئ الأساسية، فإن الملاحظة الأكثر أهمية تتعلق بالمادة التاسعة على وجه الخصوص والخاصة بوضع القوات المسلحة والتى كانت مثار اعتراض ورفض كافة القوى والأحزاب السياسية.
إن النص فى الفقرة الثانية من هذه المادة على اختصاص المجلس الأعلى للقوات المسلحة (دون غيره) بالنظر فى كل ما يتعلق بالشئون الخاصة للقوات المسلحة ومناقشة بنود ميزانيتها على أن يتم إدراجها رقماً واحداً فى موازنة الدولة، كما يختص (دون غيره) بالموافقة على أى تشريع يتعلق بالقوات المسلحة قبل إصداره.
.. هذا النص يتعارض مع ديمقراطية ومدنية الدولة التى نصت عليها المادة الأولى من الوثيقة ذاتها، وفى نفس الوقت فإنه يكرس لاعتبار القوات المسلحة دولة داخل الدولة وهو الأمر الذى يتعارض أيضاً مع الفقرة الأولى من هذه المادة ذاتها والتى تنص على أن «الدولة وحدها هى التى تنشئ القوات المسلحة وهى ملك الشعب».
ولذا فإنه يتعين وبالضرورة تعديل هذه المادة وعلى النحو الذى يتيح الرقابة على ميزانية القوات المسلحة وبما لا يتعارض مع مقتضيات الأمن القومى وذلك من خلال لجنة الأمن القومى بالبرلمان على غرار ما يحدث فى الدول الديمقراطية.
وفى نفس الوقت فقد غاب نص دستورى بالغ الأهمية كان من المفترض بل من الضرورى أن تتضمنه وثيقة المبادئ الأساسية يؤكد أن القوات المسلحة ممثلة فى مجلسها الأعلى هى الضامن الأول والوحيد لمدنية وديمقراطية الدولة والتداول السلمى للسلطة مع تعهدها بالتصدى بقوة لأى خروج على مدنية الدولة أو انتهاك الدستور.
***
وبقدر ما جاء إعلان وثيقة المبادئ الأساسية للدستور خطوة سياسية وطنية مهمة فى بداية طريق التحول الديمقراطى وإعادة بناء مؤسسات الدولة المصرية بعد الثورة، فإنه وبنفس القدر من الأهمية جاء تحديد معايير تشكيل الجمعية التأسسية لوضع الدستور خطوة صحيحة لضمان إصدار دستور يكون معبرا تعبيرا حقيقيا عن الغالبية العظمى للقوى السياسية وكافة الاتجاهات وجموع المصريين.
إن تشكيل الجمعية التأسسية من (80) عضوا من خارج البرلمان يمثلون كافة أطياف المجتمع السياسى والمدنى إضافة إلى (20) عضوا من البرلمان.. يحول دون احتكار فصيل بعينه قد يحصل على الأغلبية فى الانتخابات المقبلة لوضع الدستور الجديد.
***
إن تشكيل الجمعية التأسسية وفقا لهذه المعايير هو أكبر ضمانة لتبديد المخاوف بشأن الدستور الجديد، فى الوقت الذى بدت فيه معايير تشكيل الجمعية حلا سياسيا للخلاف حول هل الدستور أولاً أم الانتخابات؟
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: رحل الهوان. . صاحب أشهر قصة مخابرات    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:04 am


رحل الهوان. . صاحب أشهر قصة مخابرات مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 MAM1





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 26
فى مشهد مهيب شيع المصريون البطل الشعبى جمعة الشوان صاحب أشهر قصة استخباراتية بعد النكسة ، وخرجت الجنازة من مسجد الوفاء بمنطقة حدائق القبة، بحضور لفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية، على رأسهم الوزير مراد موافى، رئيس جهاز المخابرات العامة، وعدد من أعضاء الجهاز تقديرا للدور الذى قام به فى خدمة الوطن كما شارك فى الجنازة عدد من الشخصيات العامة وأسرة الفقيد.
وعقب اداء صلاة الجنارة تلقى نجلا الفقيد (وليد وأحمد) العزاء فى والديهما أمام مسجد الوفاء بحدائق القبة.
ثم نقل الجثمان ليدفن فى مثواه الأخير بمسقط رأسه فى مدينة السويس حيث استقبله أبناء المحافظة أمام مسجد الغريب ليصلى عليه عقب صلاة العصر فى حضور شعبى مهيب توسطه محمد عبدالمنعم هاشم محافظ السويس واللواء أركان حرب صدقى صبحى قائد الجيش الثالث الميدانى وعدد من قيادات الجيش الثالث والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة.
وقد توفى البطل جمعة الشوان أو أحمد عبد الرحمن الهوان، عن عمر يناهز 74 عاما بعد صراع طويل مع المرض، حيث كان يعالج فى مستشفى وادى النيل.
ولد البطل المصرى جمعة الشوان فى الأول من شهر يوليو 1937 بمدينة السويس ونشأ وتربى بها، ثم اضطر للهجرة منها هو وعائلته بعد نكسة يونيو 1967، بعد أن فقدت زوجته بصرها نتيجة للقصف الإسرائيلى على المكان الذى يقيم فيه، وأدى القصف إلى تدمير لنش صغير كان يمتلكه.
كان المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد قرر علاج البطل المصرى جمعة الشوان على نفقة القوات المسلحة منذ عدة شهور.
وقد برز دور البطل أحمد محمد عبد الرحمن الهوان الشهير بجمعة الشوان كبطل لأحد أشهر العمليات الاستخبارية المصرية داخل إسرائيل للشعب المصرى وللجماهير العربية حينما تم تجسيده دراميا من خلال المسلسل التليفزيونى « دموع فى عيون وقحة» من إنتاج التلفزيون وبطولة النجم عادل إمام.
وقد عمل الهوان داخل إسرائيل مجندا من المخابرات المصرية وتظاهر بالتعاون مع الإسرائيليين، وكان الشوان قد استطاع خداع المخابرات الاسرائيلية «الموساد» لمدة 11 عاما ذهب خلالها إلى إسرائيل مرات عديدة حيث تعامل مباشرة مع كبار المسئولين فى الموساد فى ذلك الوقت وفى مقدمتهم شيمون بيريز الذى أصبح رئيسا للحكومة فيما بعد، وتعرف على ما يريدونه من معلومات وقام بإخبارهم بما يريده المصريون .
وبالإضافة إلى بيريز، كوّن الشوان علاقات صداقة مع كبار رجالات إسرائيل مثل عيزرا وايزمان وديفيد إليعازر، كما كان يتعامل مباشرة فى مصر مع كبار المسئولين عن مخابراتها فى ذلك الوقت مثل المشير أحمد إسماعيل والمشير كمال حسن على،والتقى بكل من الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات.
وعلى الرغم من أن أحمد الهوان، حصل على مئات الآلاف من الدولارات من الموساد الإسرائيلى نظير خدماته التى كان يقوم بها تحت إشراف المخابرات المصرية وعلمها، وافتتاحه قبل حرب اكتوبر سلسلة محلات للمواد الغذائية بتمويل من الموساد أيضا، إلا أنه فى الفترة الأخيرة وقبل وفاته عاش وحيدا فى شقة متواضعة، هى نفسها التى كانت مركزا لعمليات التجسس التى كان يقوم بها.
فقد اشترى هذه الشقة بجزء من أول دفعة مالية يحصل عليها من الموساد، وكانت 180 ألف دولار، مع سيارة مستعملة حسب تعليماتهم .. وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجة إسرائيل إلى الهوان وطالبوه بسرعة إرسال المعلومات وقرروا إعطاءه أحدث أجهزة الإرسال فى العالم والذى كان أحدها بالفعل موجودًا بمصر ولم تستطع المخابرات القبض على حامله , وهنا قرر الهوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذى تدرب عليه جيدا مما جعله ينجح فى خداعهم جميعا ليحصل على أحدث وأصغر جهاز إرسال تم اختراعه فى ذلك الوقت.
وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفى الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال.. وهنا انتهت مهمة البطل المصرى أحمد الهوان مع إسرائيل .
ليبكى قادة جهاز المخابرات الإسرائيلية عقب اكتشاف نجاح المخابرات المصرية فى العملية، كما قام بتجنيد ضابطة الموساد «جوجو» لتعمل لصالح المخابرات المصرية، وقد قدمت معلومات غاية فى الدقة استفاد منها الجيش المصرى فى حرب أكتوبر.
قبل اعتزاله طلبت منه المخابرات المصرية إحضار ضابطة الموساد جوجو إلى مصر حفاظا على حياتها «ونجح فى ذلك. وما زالت تقيم حتى الآن فى مصر،وتقترب حاليا من الستين عاما، كما اعتنقت الإسلام وارتدت النقاب، وتزوجت مصريا، وأدت العمرة والحج مرتين، وأنجبت ولدين وبنتا».
وفى تصريحات صحفية له قبل وفاته قال « إنه أحبها كثيرا عندما قابلها لأول مرة أثناء محاولات تجنيده لصالح الموساد،ثم اختفت إلى أن التقاها فى إسرائيل عندما ذهب إليها لأول مرة. وقال : كانت جميلة وطيبة وفكرت فى الزواج منها، وحتى عندما جئت بها لمصر كنت لا أزال راغبا فى ذلك، لكنى لم أفعل استجابة لتعليمات أمنية، حتى لا يتعرف عليها عملاء الموساد ويقوموا باغتيالها.
أما زوجته فاطمة فقد طلبت منه الطلاق عام1978 عندما شاهدت مسلسل دموع فى عيون وقحة، وعرفت علاقته بجوجو. قالت له «ما دمت عرفت امرأة غيرى فطلقنى»، وكان قد أنجب منها ولدا وبنتا، بعدها تزوج بطليقة الممثل سيد زيان وعاش معها عشرين عاما أنجبــا خلالها ولدين.
وعندما قرر الاعتزال، دعاه الرئيس محمد أنور السادات لتناول العشاء برفقته وبرفقة المشيرأحمد اسماعيل، وقال له «إذا طلبت منك مصر أن تضع رأسك تحت التورماى فافعل».. وهكذا قرر الاستمرار فى العمل وسافر إلى إسرائيل مرة أخرى، لكن بعد كسر ساقه ومتاعب النظر قرر الاعتزال نهائيا عام 1978».
وقد انتحر الضباط الستة الذين كانوا يشرفون عليه فور علمهم بحقيقته.
مع الزعيم
كان أحمد الهوان ينتابه مزيج من الإحساس بالغبن الواقع عليه من الجميع فى الفترة الأخيرة، والتنكر لتاريخه خاصة من الفنان الذى صنع نجوميته حسب قوله فى بعض التصريحات الصحفية، فسيرته الذاتية على حد قوله كانت أول عمل درامى من سجلات المخابرات المصرية، وذلك من خلال مسلسل «دموع فى عيون وقحة» حيث جسد دوره الفنان المصرى الأول عادل إمام وكان سببا فى شهرة طاغية له.
يقول الشوان: «تقابلنا كثيرا خلال 6 شهور عام 1978 لألقنه أسرار الجاسوسية وأساليب الموساد. وقبلها جلس معى أكثر من ثلاثين مرة ليقنعنى بأن أوافق على أن يقوم هو بالدور، ومع هذا تجاهلنى عندما تقابلنا بعد ذلك بسنوات». ويضيف: «عندما ذكرته بنفسى رد بعدم اكتراث: أنا الذى صنعت اسمك وشهرتك».
كان دائما يقول «إننى مستعد أن أتقبل أوضاعى المأساوية المعيشية الحالية من أجل مصر، ولو قدر للزمان أن يعود فسأكرر ما فعلته من أجل بلدى».
عندما تقدم بطلب لرئيس الجمهورية السابق للحصول على معاش أرسل إليه الضمان الاجتماعى مندوبين إلى شقته المتواضعة ليتأكدوا من حالته على الطبيعة.
وأخبروه فيما بعد أن أقصى معاش يمكن ان يعطوه له 70 جنيها فوافق، وعندما اعطوه الأوراق للتوقيع عليها، كتب «إننى اقبل المبلغ لكننى اتنازل عنه لمن يستحقه من الفقراء، فأكيد هناك من هم أفقر منى فى البلد».
وقد قام اللواء صدقى صبحى قائد الجيش الثالث الميدانى بتلقى واجب العزاء مع أسرة البطل وأكد لـ «أكتوبر» أن مصر لا تنسى أبدا أبطالها ممن قدموا لها من بطولات فقد قدم أحمد الهوان الشهير بجمعة الشوان العديد من الملعلومات التى كان لها دور فى حرب أكتوبر 1973.. لقد قدم هؤلاء الأبطال الكثير لهذا الوطن ولن ينساه أبدا.
وأضاف اللواء صدقى: أن الشوان هو أحد أبطال محافظة السويس التى تذخر بالأبطال فى رمز الصمود والمقاومة
من جانبه أكد محافظ السويس محمد عبد المنعم هاشم أنه سيتم إطلاق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية بالسويس تكريما وتخليدا لذكرى هذا البطل من أبناء المحافظة الباسلة.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: أنيس منصور.. الطموح المقدس وكيمياء العبقرية    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:05 am


أنيس منصور.. الطموح المقدس وكيمياء العبقرية مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 M1810





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 58
ليس من شك يساورك وأنت تجلس إليه، أنك قد اجتحت آفاق ودروب عالم آخر تسللت إليه دون أن تشعر وليس لديك رغبة لأن تتركه حتى لو نازعتك دواخلك وألحت عليك كبريات الخواطر وزحفت إلى عقلك هواجس التمرد أو أسعفتك الحيلة والوسيلة، ذلك أنك فى قبضة عوامل سحرية آسرة يحال الانفلات منها!!
عالم تلتمس فيه معانى خلود الثقافة وشموخ الفكر وأبدية المعنى وانسيابية اللغة وجلال الكلمة وجدليات المنطق وشمولية الفلسفة ودقة العلم وسيمفونية الإيقاع العام وحرفية الدمج والتدوير وموهبة التحليل والتفسير والاستنتاج والاستدلال وملكة التأثير وفضيلة الطموح المقدس وتعددية الرؤية وسلطة المعرفة وسطوة النزعة الإنسانية وإمكانية اختراق الإشكاليات.. عالم مدعوم بمقومات ذاتية متفردة، عالم ذا طابع خاص اجتذب مفرداته من أرضية الميراث الإنسانى على تعدد تنويعاته ليتشكل عبر قنوات الوعى التاريخى لأنيس منصور، ذلك الوعى الذى أضفى على الثقافة العربية المعاصرة طاقة وحيوية وتألق خلق لها كينونة ووضعية فى ساحة الصراع الثقافى والحضارى.. إنه نسيج متآلف هويته هى كيمياء العبقرية.
ولقد اعتمدت موسوعيته الثقافية فى بدايات تكوينه الفكرى وتجلى ملامح خريطته النفسية والذهنية على تبلور ذلك السؤال الملح أو سؤال الأسئلة لماذا نقرأ؟ يتبعه ماذا نقرأ؟ منطلقا من ذلك نحو آفاق لا نهائية مغترفا من كنوز المعرفة ومنتهيا الى اقامة صداقات حميمة مع أدوات الاستفهام باعتبارها الداعية الأول الى الغوص نحو فهم كنه الأشياء محققا من ذلك إضافات ثرية على صعيد الأدب والسياسة والتاريخ والأفكار والمذاهب والنظريات وشئون الاجتماع والفلسفة، والكونيات الى غير ذلك. واذا كانت موسوعيته تلك قد ارتبطت بفطرته على حب المعرفة وشغفه بالعلم فإنها فى شق آخر منها قد استمدت من مساحة الاعجاب والانبهار بعملاق الفكر العربى عباس محمود العقاد الذى تجلت فى فكره وشخصه شتى معانى الموسوعية على اطلاقها، وهو ما ميز أنيس منصور عن غيره من بعض رموز الثقافة والفكر كما انعكست هذه الموسوعية على ذلك الحجم الهائل للانتاج الثقافى والمعرفى المتجاوز نحو المائتى كتاب، بما يؤكد مقولته فى لحظة ما «إننى انتفس فكرا» فما أبدعها من عبارة تعد محققة لإنسانية البشر بإعلاء الملكة الفكرية على ما سواها من ملكات، وهو ما يعنى أيضا ديمومة الفكر بأعمالها فى فك طلسمات هذا العالم باعتباره فعل فكرى كما اتفق الفلاسفة القدامى منهم والمحدثون. كما تجسدت هذه الموسوعية أيضا فى انزلاق منصور الى بؤرة الشتات الفلسفى وارتطامه بالعديد من التيارات الفكرية المتناقضة بدءا من الوجودية والماركسية والوضعية المنطقية وبعض المذاهب المنبثقة عن ذلك بجانب مدارس الفكر العربى وتوجهاتها ومساراتها الحديثة والمعاصرة، لكن كان الملتقى وخاتمة المطاف مع الوجودية بكل ما حملت من أفكار «سارتر» و«كيركجارد» وغيرهما.
ولقد تمثلت الموهبة الفعلية طيلة مشواره الابداعى فى محاولاته الدؤوب لتشييع الفلسفة وتطويعها واخضاعها لمنطق العمومية وانزالها من عليائها لتكون منهج الفكر السائد لدى العامة والخاصة، فلقد استطاع تفتيت مشكلات الحياة اليومية فى اطار كاريكاتيرى يبدأ بسؤال وينتهى بعلامة تعجب، وما أكثر علامات التعجب فى كتابات أنيس منصور حتى انها صارت طابعا تكنيكيا عاما يعرف به أكثر مما يعرف بغيره! ذلك إضافة إلى قدرته الفذة على التبسيط غير المخل لأعقد الأفكار واستشهاداته الدائمة بنماذج ووقائع تؤكد صدقية كل ذلك.
ولعل من المفارقات والطرائف أن يكون «أنيس منصور» مقاربا للعقاد فى موسوعيته وخلفيته الثقافية وآليته الفكرية مغايرا له فى منهج الكتابة، إذ عرف العقاد انه جاف حاد نخبوى تميل كتابته الى الصعوبة والتعقيد وبلوغ الأعماق الى أبعد مدى متصور، بينما كان لمنصور هدف ثابت لم يحد عنه وهو الوصول بشتى الوسائل لعقل القارىء ووجدانه، وقد طبق هذا الأسلوب على مدى مسيرته الممتدة لعقود، بل لعل العقاد قد تجلت شخصيته وأفكاره ورؤاه وعثراته ومزاحه واناته للقارئ المعاصر فى ذلك الابداع المتفرد حين خط قلمه سطور كتابه الشهير «فى صالون العقاد كانت لنا أيام» وشرحه لأدق التفصيلات وأصغر الصغائر طارحا فى مجمله مسار الفكر العقادى ومدى الانبهار الذى كان يسود العقول بذلك التسلسل المنطقى الدقيق وذلك الربط المعجز بين الأحداث والأشياء ذلك حين يبدأ جلساته مع تلامذته بالحديث عن تاريخ زراعة البن فى العالم مرورا بسرد أحداث الثورات متنقلا الى القضايا الكونية والأديان ذلك دون ان تستشعر أية ازدواجية، ولكن وفى كل الأحوال فقد ظلت البصمة الفكرية واضحة جلية على عقل أنيس منصور ذلك العقل الشغوف التواق الى المعرفة والعلم دونما حدود فقد ظل مستنكرا أن يكون العقاد هو نهاية العلم ونهاية العالم فقد ظن وبالضرورة أن للحياة وجها آخر على الصعيد العقلى والنفسى والروحى أيضا فطفق مهرولا يطرق باب طه حسين الذى استقبله بألفة وأبوة لا تماثل فحدثه عن أهوائه وميوله ونزعاته وقدراته الظاهرة والخفية وكيف يمكن توظيف هذه وتلك بالشكل الذى فتن أنيس منصور عن ذاته فسأل العميد سؤالا مباشرا ومنطقيا وهو: كيف أننى قد جالست العقاد ردحا من الزمن ولم يكتشفنى ولا أحدا من زملائى؟. ويرد العميد ردا عاصفا مفحما.. لأننى أسمعك وانت تسمع العقاد لأننى أراك والعقاد لا يراك وهذه رسالتى فى التربية والعقاد ليست له رسالة فى التربية!!
ولما مات العقاد عاش أنيس منصور أياما حالكة استشعر فيها مدى اليتم الثقافى وفقدان المثل الأعلى وقد ألح عليه فى السؤال سكرتير العميد فريد شحاتة إذ قال له أين أنت يا أستاذ أنيس ان العميد يبحث عنك منذ يومين فقال منصور وماذا يريد العميد؟ قال انه يريد أن يراك لكن ظل أنيس يرد فى ضميره إنه لم يكن من عادته أن يتساءل عما يريده العميد يكفى أنه أراد.. إنه طه حسين وأن بيتا يسكن فيه طه حسين لهو الكعبة يحجها الناس.
وذات يوم حاولت مناوشته والاشتباك الذهنى معه حول عروة الفلسفة وناصيتها وقبلتها فى عقل أنيس منصور فبادرته بأننى لا اعتبر د.عبد الرحمن بدوى فيلسوفا من أى طراز، إنما هو مفكر شريف حر جرئ قدم للثقافة العربية خدمات جليلة بكل ما نقله إليها من تراث إنسانى يصعب على غيره اثراء تلك الثقافة به، ذلك بجانب كونه نمطا عقليا خاصا قدم اسهامات ذات أثر مهيب، بقدر ما ألصق صفة الفيلسوف بالدكتور زكى نجيب محمود باعتباره صاحب نظرية فى الفلسفة حتى لو كانت نظرية غربية إلا أنه استطاع خلالها تشريح الثقافة العربية وفرز غثها وسمينها، فجاء رده ان اعتزازه بالدكتور بدوى يأتى فى المقام الأول ذلك أنه الشخص الذى تعلم على يديه ما هى الفلسفة؟ وما هى قضاياها؟ فقلت ليس بالضرورة أن ترتبط شهادة المرء بكل من علمه وحده لأن هناك من علّم شعبا أو أمة.. وساد صمت طويل، لكن مهما أنس من أنيس منصور فلن تغادر ذاكرتى تلك المكرمة الكبرى حين تفضل علىّ باهدائه الرقيق كتابه الأخير «من أوراق السادات» والذى قال فيه كلمته للتاريخ عن ذلك البطل الأسطورى.
تلك ومضات من حياة كاتب مغامر تشبعت بفكره أجيال وأجيال وسيظل آمادًا طوال أنشودة ثقافية وملحمة فكرية رائعة متجددة تجاور قامات وهامات أخرى.
لا تزال كلماتها ترن فى مسمع الزمن!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: قلق الضريبة العقارية يعود من جديد!    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:10 am


قلق الضريبة العقارية يعود من جديد! مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Rmnd





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 62
عاد قلق الضريبة العقارية من جديد بمنطق يعبر عن مدى التناقض الذى يعيشه المجتمع المصرى خلال الآونة الأخيرة، فبعد أن هدأت وتيرة الغضب الجماهيرى من هذا القانون ببعض التطمينات الصادرة عن المجلس العسكرى تارة ومن الحكومة تارة أخرى، بدعوى المضى قدما فى إدخال تعديلات عليه. بل وصل الأمر إلى حد قول البعض بإمكانية إلغاء هذا القانون المسمى «قانون الضريبة على العقارات المبنية رقم 691 لسنة 8002»، لكن منذ أيام قليلة، عادت مرة أخرى تصريحات تلوح فى الأفق عن إمكانية البدء قريبا فى تطبيق هذا القانون بعد إدخال تعديلات طفيفة عليه.
ووفقا لمصادر داخل الحكومة، أن وزارة المالية بدأت - بالفعل - فى اتخاذ بعض التدابير اللازمة تحسبا للبدء فى تطبيق هذا القانون، الذى يوفر للموازنة العامة قرابة 1.5 مليار جنيه سنويا، وبالتالى كان من الضرورى أن تتكرر الإعلانات الحكومية لجس نبض الشارع والسعى لتهيئة البيئة، خاصة بعد أن تم إدخال ما يلزم من تعديلات على القانون.
ثم كانت الصدمة الكبرى للمجتمع الضريبى عندما صدر مرسوم بقانون عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يلزم الحكومة بالبدء فى تطبيق القانون فى يناير 2012، إلا أن د.حازم الببلاوى نائب رئيس الوزراء ووزير المالية عاد ليتحدث مرة أخرى عن إمكانية تأجيل تطبيق القانون، لأن التوقيت المحدد لتطبيقه غير موات. فضلا عن أن القانون ما يزال بحاجة إلى إعادة مراجعة حتى لا يترتب على تطبيقه فى هذا التوقيت مضار أكثر من منافع.
فإنه من منطلق حرص وزارة المالية على تحقيق أكبر قدر ممكن من الرضاء العام على قانون الضريبة العقارية فى البداية، كما أكد طارق فراج رئيس مصلحة الضرائب العقارية حرصت المصلحة على صياغة مشروع قانون لإدخال تعديلات على هذا القانون بما يحقق أكبر قدر من التوافق المجتمعى عليه.
تعديلات جوهرية
وقال فراج إنه بالفعل أسفرت الجهود عن عدد من التعديلات الجوهرية، التى تشمل رفع حدود الإعفاء من الضريبة إلى مليون جنيه مقابل 500 ألف جنيه مع زيادة القيمة الإيجارية إلى 12.6 ألف جنيه سنويا بدلا من 6000 جنيه، فيما لم تحسم بعد طريقة حساب الضريبة على المصانع والفنادق.
وأضاف أنه لن يتم إقرار حد لإعفاء هذه المنشآت الصناعية والسياحية من الضريبة، إلا أنه سيتم وضع ضوابط لحساب الضريبة عليها، مع عدم احتساب الضريبة على الأراضى الفضاء المحيطة بها، وتحديد سعر واضح للمتر يرضى جميع الأطراف، ولا يشكل ضغطا على الأنشطة الصناعية والفندقية، مؤكدا أن المطلب الخاص بإعفاء السكن الخاص لم يتم التوافق عليه، خاصة بعد أن تم رفع حد الإعفاء إلى مليون جنيه، وبالتالى فإنه فى حالة امتلاك الأسرة لمسكن بقيمة أكبر فإنها مطالبة بدفع الضريبة.
ولفت رئيس الضرائب العقارية إلى أن مساكن القرى الملتحمة بالمدن ستعامل وحداتها التجارية بسعر الضريبة المقدر بين 2.2 و6.6 جنيه للمتر، وضريبة المتر التجارى للقرى القريبة من المدن تتراوح بين 1.86 جنيه للمتر و5.58 جنيه المبنى بالخرسانة، و94 قرشا و2.8 جنيه للمبنى بالطوب اللبن، وبالنسبة لسعر الضريبة على المتر التجارى بالقرى الأم فيتراوح بين 1.7 و5.1 جنيه للمتر، وأن الوحدات الموجودة بشارع أقل من 5 أمتار فى القرية البسيطة ضريبة سنوية تسدد ضريبة بواقع 30 جنيها.
وأوضح أن الوحدة المبنية بالطوب اللبن تسدد ضريبة 29.9 جنيه ترتفع فى الشارع، الذى يتراوح مساحته بين 5 و10 أمتار إلى 31.4 جنيه للوحدة السكنية المبنية بالخرسانة، و30.05 جنيه للوحدة المبنية بالطوب اللبن، فيما تصل الضريبة على الوحدة السكنية الكائنة فى شارع مساحته تتراوح بين 10 و15 متراً إلى 30.5 جنيه المبنية بالخرسانة، أما وحدات القرى الأم؛ فتصل قيمة الضريبة المسددة للوحدة السكنية فى شارع أقل من 5 أمتار 29.45 جنيه للعقار المبنى بالخرسانة تنخفض الى 29.27 جنيه للوحدة المبنية بالطوب اللبن.
وأشار فراج إلى أنه بالنسبة للقرية التى نشاطها غير الزراعة، فيصل سعر متر البناء فى الشارع اقل من 5 أمتار إلى 1040 جنيها بضريبة مقدرة 28.99 جنيه والشارع من 5 إلى 10 أمتار 1248 جنيها بضريبة 28.99 جنيه أيضا، حيث تختلف مساحات البناء تبعا لاتساع الشارع مما يقلل من قيمة الضريبة، لافتا إلى أن القرية الملتحمة عمرانيا بالمدينة، يرتفع سعر متر الأرض فيها ليتراوح بين 1200 جنيه و2400 جنيه بضريبة تتراوح بين 28.99 جنيه و30.05 جنيه، وبالنسبة للقرية القريبة من المدينة قدر فيها سعر متر الارض بين 1000 و2000 جنيه للوحدات المبنية بالخرسانة وبين 562 و1124 جنيها للعقار المبنى بالطوب اللبن.
وكشف فراج أن التعديلات تتضمن أيضا إعادة التقييم للوحدة كل خمس سنوات على ألا تتخطى نسبة الزيادة فى التقييم 35% كحد أقصي، موضحا أن هناك 1500 لجنة تقوم بالحصر والتقييم على مستوى الجمهورية انتهت من حصر وتقييم عدة مدن جديدة مثل السادس من اكتوبر والشيخ زايد، حيث تم حصر 150 الف وحدة سكنية سيتم إعفاء 120 الفا منها لصغر حجمها، وتشمل إسكان الشباب، كما تم حصر القاهرة الجديدة والساحل الشمال وجاردن سيتى والزمالك.
تجميد القانون
«قرار تفعيل قانون الضرائب العقارية» جاء بحسب، المحاسب القانونى أشرف عبدالغنى رئيس جمعية خبراء الضرائب، بعد أن كان الاتجاه هو تجميد القانون وفق تصريحات الحكومة فى فترة سابقة بعد الثورة، لما أثاره القانون من مشكلات، ومن ثم فإن تطبيق القانون هى مسألة تحتاج الى حسم، وبالرغم من أننا نتفهم حاجة الدولة المتزايدة فى هذه المرحلة الدقيقة، التى أدت إلى موارد جديدة لتمويل المتطلبات المتزايد لتوفير الخدمات الجماهيرية للمواطنين وعلاج أزمة نقص موارد الدولة وارتفاع عجز الموازنة إلى ارقام غير مسبوقة.
وأكد عبدالغنى أنه لكى ينجح التطبيق لأحكام هذا القانون وتحقيق الأهداف المرجوة منه لابد من التوقف عند الأسباب، التى دفعت الحكومة إلى تجميد القانون منذ شهور قليلة، خاصة أن قرار التجميد الأول كان مصحوبا بتفهم رئيس الوزراء لوجود مشكلات تطبيقية ومطالب جماهيرية بتعديلات جوهرية فى أحكام القانون الجديد، موضحا أن قانون الضريبة العقارية تم اعداده فى جو من عدم الوضوح نتيجة لغياب المعايير الواضحة والقواعد المحددة لوصف العقارات الخاصة بالمنشآت الفندقية، والتى قد تنعكس على الممول بأعباء والتزامات كبيرة فى حالة وجود خطأ فى الوصف أو التقييم.
وطالب بضرورة التوقف لإعادة وضع قواعد عادلة لتقدير العقارات المستغلة فى الأغراض السياحية سواء التامة منها أو غير التامة، لأنه بدون هذه القواعد تأتى كل أعمال الحصر والتقييم والتقدير غير دقيقة ومهددة لمصالح أصحاب هذه المنشآت، مشيرا إلى أنه لابد من وجود معايير وقواعد المحاسبة الضريبية للمنشآت السياحية متضمنة الإجابات عن كافة التساؤلات الحائرة على ألسنة المستثمرين فى هذا القطاع تحديدا.
تعديلات مطلوبة
«هدف الضريبة على العقارات المبنية»، كما يرى المحاسب القانونى محسن عبدالله، هو تحصيل ضريبة على العقارات كأحد مصادر الدخل القومى للمشاركة فى الأعباء العامة للدولة بأسس يراعى فيها إخضاع كل العقارات على أرض مصر للضريبة بما فى ذلك من عدالة افتقدها القانون السابق، لكن مشكلة القانون، أنه لم ينص على إعفاء سكن الأسرة الخاص من الضريبة، لذلك تجب إعادة دراسة هذا الموضوع وصدور تعديل تشريعى آخر يراعى هذا الأمر.
ولإدراك هذا المطلب، كما ينصح عبدالله، لابد من فرض الضريبة العقارية بنسبة من القيمة الإيجارية السنوية، وبالتالى فإن فلسفة فرضها أساسه الدخل الذى تدره العقارات، ولأن الدخل قد يكون فعليا فى حالة الأماكن المؤجرة بالفعل، وقد يكون افتراضيا على أساس ما يمكن تأجيره مما يزيد على الحاجة الفعلية لسكن الأسرة مما تمتلكه من وحدات، ومن ثم فإن المسكن الخاص الذى تقيم فيه الأسرة لا يدر مقابل إيجار ولا يفترض أن يتم ذلك، وفى هذه الحالة تكون الضريبة مما يؤدى لتآكل رأس المال وهذا ما يتعارض مع المبادئ الدستورية.
وقال محسن عبد الله إنه من الضرورى مراعاة مبادئ فرض الضريبة على العقارات التى منها المقدرة التكليفية المقيم فيها من ميراث، ولا يستطيع سداد هذه الضريبة، وما جاء فى اللائحة التنفيذية من حيث تحمل وزارة المالية للضريبة عن غير القادرين به صعوبة كبيرة فى التنفيذ، لذلك فإنه من الواجب تعديل القانون فى شأن الضريبة على العقارات فيما يخص السكن الخاص للأسرة، وذلك بالإعفاء مع وضع ضوابط تمنع استغلال البعض للإعفاء.
وأضاف أن هذه الضوابط تتمثل فى إثبات محل الإقامة للأسرة عن طريق المستندات الرسمية مثل شهادات الميلاد وإيصالات المنافع كالكهرباء والغاز والمياه، وعدم اعتبار الوحدات التى لها عقود بيع ابتدائية لأحد أفراد الأسرة القاصرين أو فى مراحل التعليم ضمن الوحدات، التى يسرى بشأنها مفهوم السكن الخاص.
موارد كثيرة
الاقتراح بإعفاء السكن الخاص من الضريبة العقارية، كما قال د. أحمد الغندور العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، اقتراح جيد ومعقول، لأنه لا يعقل أن يدفع المواطنون ضريبة على السكن، وفى نفس الوقت يدفعون «العوائد»، وفى نفس الوقت لا يعقل أن يخضع المسكن الخاص لنفس ضريبة القصور والفيلات بالساحل الشمالى والمنتجعات الخاصة، ناصحا أنه من الأنفع والأجدى ألا يتم التطبيق بشئ من العجلة، وليكون التطبيق عند التوصل إلى صيغة نهائية جيدة تعالج مساوئه، حتى لو تم تأجيل العمل به عاماً أو عامين.
فإنه لا يعقل، والكلام للدكتور الغندور، أن يبيع أحد المواطنين الوحدة، التى يعيش بها لأن ضرائبها مرتفعة، أو أن يغير سكنه إلى منطقة أقل مستوى حتى لا يدفع ضرائب، والقول بأن الضرائب ستتحول إلى خدمات ومرافق للدولة لابد أن يتغير، لكى تبحث الدولة عن بدائل أخرى لتمويل هذه المشروعات بدلا من الاقتصار على الضرائب والجمارك كمصادر دخل وحيدة.
وأشار د. الغندور إلى أن المقترحات الأخيرة برفع حد الإعفاء، خلقت حالة من التفاؤل لدى المتعاملين فى السوق بعودة الانتعاش لها من جديد، مع الاتجاه لوضع ضوابط عادلة تحكم فرض الضريبة، معرباً عن أمله فى أن تتم الموافقة على رفع حد الإعفاء إلى مليون جنيه مع الأخذ فى الاعتبار معدلات التضخم وتحديد سعر تصاعدى للضريبة.
لكن لجان التقييم كما نص عليها القانون تمثل حجر العثرة، وفقا للكتور أحمد أنيس مؤسس مركز التقييم العقارى بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وقال: لابد من الاتفاق على أن تشكيل لجان التقييم كما حددها القانون ينطوى على مخالفات عديدة لأنها تخلو من الخبراء والمتخصصين فى التقييم العقاري، فى الوقت الذى تضم موظفين تابعين لوزارة المالية وأفرادا من أهالى الحى أو المنطقة، وهذا ما يكفل وحده لفشل نظام التقييم.
وقال د. أنيس: يوجد فى مصر نحو 30 مليون وحدة سكنية تقريبا، وتحتاج الوحدة لفترة تقييم لا تقل عن ثلاثة أيام، وبإفتراض أن 60% من الوحدات غير خاضعة للضريبة، ومع العدد المحدود للجان سيكون علينا الانتظار لسنوات لإنهاء التقييم، وبدلا من ذلك يكون اللجوء الى الطرق الاحصائية المعتمدة على استخدام الحاسب الآلى هو الافضل، لأنه نظام يحدد السعر بناء على عينات عشوائية من المناطق المتشابهة الخواص، وبالتالى تطبيقها على باقى الوحدات عن طريق الحاسب الآلى، ومن ثم يحقق النظام سرعة الانجاز وتلافى الاعتماد على العنصر البشرى.
وأضاف أن مركز التقييم العقارى التابع لجامعة القاهرة على أهبة الاستعداد لتبنى هذا الأمر من خلال دورات تدريبية يتلقى خلالها الراغبون فى التدريب برنامجا مكثفا من عدة محاور يركز احداها على ميثاق الشرف والاخلاق فى عملية التقييم، والتعامل بحيادية ونزاهة، وضرورة انتفاء الصلة او المصلحة مع مالك الوحدة، ومراعاة عدم تقاضى القائم بالتقييم اتعابه كنسبة من القيمة التقديرية للوحدة، فضلا عن التدريب على اساسيات التقييم وطرف حساب القيمة وكيفية اعداد التقرير وفقا للقواعد المعمول بها فى كل دول العالم.
أما المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب، فطالب الحكومة بضرورة الإسراع بتطبيق هذه الضريبة لكى يلتزم ملاك الوحدات الفاخرة بدفع هذه الضريبة على عقاراتهم لدعم المحتاجين، على أن يتم توجيه الحصيلة كاملة إلى مشروعات بناء وحدات الإسكان الاجتماعى وتطوير العشوائيات ومشروعات الصرف الصحى فى القرى والأماكن المحتاجة، نافيا إمكانية التأثير السلبى لهذه الضريبة على السوق العقارية، لكونها تحقق العدل الاجتماعي.
وشدد على ضرورة أن يسارع المجتمع الضريبى للترحيب بالبدء فى تطبيق هذه الضريبة الموجودة فى غالبية بلدان العالم لما يمكن أن تساهم فيه من تحقيق مبدأ العدالة الإجتماعية فلا يعقل ان يتضرر مالك وحدة عقارية تزيد قيمتها على مليون جنيه من دفع ضريبة قدرها نحو 100 جنيه سنويا، خاصة أن الدولة بحاجة إلى المزيد من هذه الموارد لإعادة انفاقها فى تنفيذ المشروعات ذات البعد الاجتماعى مثل مشروعات الإسكان الاجتماعى وخلافه.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: مستشفيات الحكومة تحت «رحمة» الديون    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:19 am


مستشفيات الحكومة تحت «رحمة» الديون مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 M1710





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 51
تعانى مستشفيات وزارة الصحة من الديون المتراكمة عليها لشركات الأدوية والمستلزمات الطبية صوصا بعد تهرب وزارة المالية من سداد المبالغ المخصصة للعلاج المجانى.
وباتت المستشفيات على أبواب كارثة فى حالة توقف هذه الشركات عن توريد الأدوية والمستلزمات المطلوبة للمنظومة الطبية عامة.. «أكتوبر» التقت عددا من مديرى المستشفيات للحديث عن هذه الأزمة التى تهدد صحة الملايين من أبناء الشعب المصرى.
فى البداية كشف الدكتور محمود الشناوى مدير مستشفى الهلال الاحمر ان ديون المستشفى لشركات الادوية تتجاوز 20 مليون جنيه ولا توجد ازمة اومشكلة فى توريد الادوية والمستلزمات الطبية المطلوبة للمستشفى حتى الآن ولكن من المحتمل أن تتوقف شركات الادوية والمستلزمات عن التوريد للمستشفى فى اى وقت مع تزايد وتراكم الديون مشيرا إلى ان وزارة الصحة توقفت عن سداد المبالغ المخصصة للعلاج المجانى لمدة 6 اشهر مما ادى لحدوث أزمة كبيرة جدا كما ان وضع البلاد الآن والحالة الاقتصادية وضعت وزارتى المالية والصحة فى أزمة كبيرة لعدم وجود مبالغ مالية لسداد الديون.
من جهته أكد الدكتور سيد غزله مدير مستشفى بولاق الدكرور العام ان تراكم الديون لشركات الادوية والمستلزمات الطبية ادى لتوقف الشركات عن توريد الادوية والمستلزمات الطبية المطلوبة والتى نحتاج إليها لعلاج المرضى المترددين على المستشفى ونفى ان يكون السبب هو عدم وجود دراسة لما تحتاج إليه المستشفيات من ادوية ولكنه يعود الى ان المستشفيات تحصل على الادوية من الشركات وتنتظر اموال قرارات العلاج على نفقة الدولة لتسديد هذه المبالغ كما أن عدم سداد وزارة الصحة لهذه المبالغ ادى الى تراكم الديون على المستشفيات منتقدا النظام الذى تتبعه وزارة الصحة من تعدد نظم العلاج المجانى والعلاج على نفقة الدولة مؤكدا انه من الافضل ان يتبع نظام التأمين الصحى للمرضى الفقراء بدلا من اللف على المستشفيات والوزارة عند الحاجه للعلاج.
وقال الدكتور محمد يمينى مدير مستشفى الجمهورية: إن هناك ديوناً على وزارة الصحة للمستشفى والتى تتجاوز 3 ملايين جنيه بالاضافة إلى زيادة ديون المستشفى لشركات الادوية والمستلزمات الطبية وذلك لأن المستشفى يتعامل مع العشرات من شركات الادوية لعلاج عدد كبير من المرضى حيث يتردد على المستشفى 500 مريض يوميا لافتا الى ان المستشفى يعمل الآن بالتمويل الذاتى ويحاول القضاء على ديون الشركات بالسداد الشهرى كما ان المستشفى يقوم بعمل دراسة لما يحتاج إليه من الادوية والمستلزمات ويقوم هو بسداد هذه المبالغ وليس الوزارة لانها تتبع المؤسسات العلاجية مشيرا الى تراجع العمل بالمستشفى بعد تراجع دعم وزارة الصحة للمستشفى من مليون جنيه الى700 الف جنيه بالاضافة الى توقف الوزارة عن سداد المبالغ المخصصه للعلاج المجانى بالمستشفى لعدة شهور.
أماالدكتور محمد حفناوى مدير مستشفى الساحل فأكد وجود ديون كثيرة لشركات الادوية نظرا لكثرة عدد المرضى المترددين على المستشفى وكثرة العمليات التى تجرى به ولكن يتم حل الازمة باتباع نظام السداد الشهر مشيرا إلى انه غير قادر على الافصاح عن ديون وزارة الصحة للمستشفى كما انه لا يعرف المبلغ كاملا ولأن ادارة الحسابات هى المختصة بهذا الامر.
وأضاف أن رواتب الاطباء والعاملين بالمستشفى جيدة والدليل على ذلك هو عدم اشتراك اى طبيب بالمستشفى فى إضراب الأطباء لافتا الى ان المستشفى يخدم نصف مناطق القاهرة و توقف العمل به يسبب أزمة كبيرة.
أزمة متراكمة
من جانبه اعترف الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد أول وزير الصحة والسكان بوجود أزمة حقيقية تمر بها مستشفيات وزارة الصحة وهى أزمة متراكمة لعدة أسباب أهمها سوء الأداء وذلك بقيام بعض المستشفيات بطلب أدوية ومستلزمات بدون دراسة مما أدى لتراكم الادوية منتهية الصلاحية والمستلزمات كما ادى لتراكم ديون على المستشفيات لشركات الادوية مضيفا ان السبب الثانى هو أن وزارة المالية كانت لا تعطى الوزارة المبالغ المالية المحددة للعلاج المجانى بالاضافة الى تأخر مبالغ العلاج على نفقة الدولة مما ترتب عليه ديون لشركات المستلزمات والادوية
واكد ان هذه الازمة سوف تنتهى بنهاية العام المالى الحالى مشيرا الى بعض الحلول التى بدأت فيها وزارة الصحة وهى تسديد الديون بطريقة دفع مركزية بالاضافة الى زيادة الموازنة للعلاج المجانى من 380 مليوناً لمليار جنيه.
واشار الى تشكيل لجنة تقوم بدراسة كيفية تحويل جزء من ميزانية العلاج على نفقة الدولة للعلاج المجانى مؤكدا انه يتم تسديد جميع الديون على مستشفيات وزارة الصحة والهيئات التابعة لها حيث تم تسديد جزء كبير منها.
وقال إنه تمت زيادة ميزانية الصحة من 9 إلى 14 مليار جنيه فى الأبواب الثابتة الاول والسادس ولكن الزيادة الحقيقية والملموسة كانت فى العلاج على نفقة الدولة وتم تخصيص 3.5 مليارات جنيه له والعلاج المجانى بالأضافة الى تطوير المستشفيات واعمال الصيانة حيث تم تخصيص مليار جنيه بدلا من نصف مليار.. وعلى الرغم من هذه الزيادة فإن العبء كبير على المستشفيات والعملية الصحية مكلفة وهذه الزيادات لا تكفى التكلفة وذلك لان وزارة الصحة تحتاج 15% من الناتج القومى لتحسن الخدمة الطبية فى مصروايجاد حلول لكل المشاكل التى يعانى منها القطاع الصحى.
واشار اباظة الى ان اقل دولة فى العالم الثالث تخصص 15% من الناتج القومى للصحة الا ان ظروف مصر الاقتصادية كلها سيئة حيث تعانى من عجز كبير فى الميزانية العامة للدولة.
وعن ديون العلاج على نفقة الدولة للمستشفيات اكد الدكتور اسامة الهادى مدير المجالس الطبية المتخصصة انه تم عمل جدولة للديون وكان من المفترض سدادها كاملة شهر يوليو الماضى الا ان تأخر المالية عن دفع المبالغ المفروضة ادى الى تأجيل التخلص من الديون لاواخر ديسمبر المقبل مؤكدا انه تم تسديد حوالى 70%من الديون لافتا الى ان وزارة المالية خصمت مليار جنيه من ميزانية العلاج على نفقة الدولة لتسديد الديون مشيرا الى ان ادارة شئون العلاج بالوزارة هى المختصة بتسديد المبالغ المالية للمستشفيات ونحن نصدر قرارات فقط
واضاف انه يتم انفاق 200 مليون جنيه شهريا على قرارات العلاج على نفقة الدولة اى بمعدل 7 ملايين يوميا بمتوسط 4 الاف قرار يوميا.
وعن الامراض الخاضعة للعلاج على نفقة الدولة اوضح انه تم تقسيمها الى نوعين امراض ذات الاولوية المطلقة وهى امراض القلب والاورام والفيروسات الكبدية وامراض الضغط والسكر الدوائى وحالات الطوارئ جميعها وتشمل الحوادث وحالات النزيف والعناية المركزة.
والنوع الثانى هو الامراض اقل فى الاولوية كحالات الانترفيرون وجراحات الاوعية الدموية والقساطر وامراض الدم غير السرطانية وامراض اضطرابات المناعة والامراض النفسية والعصبية وعتامة القرنية والكتاراكت بالعين والجراحات التكميلية للحروق وليس التجميلية بالاضافة الى الامراض الصدرية المزمنة وحالات وهن العضلات وحقن RH للحوامل وامراض العظام الزجاجية كاشفا عن وجود دراسة لاضافة امراض اخرى خاصة بأمراض العظام وعمليات الاطراف الصناعية وامراض الرمد مؤكدا أن الفترة المقبلة تشهد توسعة فى الامراض الخاضعة العلاج على نفقة الدولة لافتا الى ان اللجنة المختصة باضافة الامراض الجديدة تناقش الآن الامراض التى يتم اضافتها.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: د. على لطفى : الدين العام تجاوز الخطوط الحمراء.. ومهددون بالإفلاس    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:21 am


د. على لطفى : الدين العام تجاوز الخطوط الحمراء.. ومهددون بالإفلاس مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Ab1699





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 54
حجم الدين العام بلغ 1,2 تريليون جنيه، وهذا رقم كارثى تجاوز الخطوط الحمراء المتعارف عليها اقتصادياً واستمرار تلك المعدلات قد يؤدى إلى إعلان إفلاس مصر.. بهذه التحذيرات بدأ رئيس الوزراء الأسبق د. على لطفى حديثه لـ «أكتوبر» مؤكدا أن الاقتصاد يعانى عجزا فى الموازنة وزيادة كبيرة فى أعداد المتعطلين عن العمل بسبب توقف عجلة الإنتاج وهو ما أثر بالسلب على الميزان التجارى وتدفق الاستثمارات.
وقال لطفى: نحتاج إلى عودة الأمان فى الشارع وتأكد هوية الاقتصاد الحر حتى نعطى إشارات إيجابية للمستثمرين وفتح الطريق أمام رجال الأعمال الشرفاء. وتحدث عن خطوات الإصلاح الاقتصادى وكيفية تقليل عجز الموازنة ووصول الدعم إلى مستحقيه وقضايا أخرى كثيرة فى سياق الحوار التالى ,,
*كيف يمكن لمصر الخروج من مأزقها الاقتصادى الراهن؟
**يجب أن نحدد أولا أهم مؤشرات الازمة وهى: عجز الموازنة العامة للدولة، عجز الميزان التجارى، الزيادة الكبيرة فى أعداد البطالة، نقص الإنتاج نتيجة توقف الكثير من المصانع، تراجع اعداد السائحين الوافدين، توقف تدفق الاستثمارات العربية والأجنبية إلى مصرٍ، انخفاض أسعار البورصة، نقص تحويلات المصريين العاملين بالخارج. أما كيفية الخروج فتتلخص فى عدة نقاط أهمها على الإطلاق، تحسين مناخ الاستثمار.
*ولكن كيف يمكن ذلك؟
**أولا: من خلال إعادة الأمن والانضباط إلى الشارع، ليشعر المستثمر بأن أمواله واستثماراته فى أمان، وتأكيد الحكومة والمجلس العسكرى أننا مستمرون فى نظام الاقتصاد الحر القائم على القطاع الخاص، مع الحفاظ بالتأكيد على دور الدولة فى الرقابة، كذلك أنا أرى أن للإعلام دورا كبيرا فى تلك المرحلة من خلال التأكيد على أن رجال الأعمال جميعا شرفاء إلى أن يثبت العكس فى أى تجاوزات من أحدهم فقد تحولت صفة رجل الأعمال إلى صفة سيئة السمعة وهو ما يؤدى إلى هروب تلك الفئة للبحث عن فرص للاستثمار فى الخارج خوفا من اتهامهم بالفساد، ولذلك ينبغى تغليظ عقوبة البلاغات الكيدية التى تنال من الشرفاء، كذلك نشر الأحكام الصادرة ضد مقدمى البلاغات الكيدية، حتى يرتدع كل من يفكر فى الإساءة إلى الشرفاء.
*وهل يكفى تحسين مناخ الاستثمار للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة؟
**بالطبع لا، ولكن تحسين مناخ الاستثمار يعنى دوران عجلة الإنتاج وبالتالى تراجع أعداد المتعطلين عن العمل وزيادة التصدير الذى يدر عائدا بالعملة الاجنبية .
*إذا فما هى الخطوات الأخرى؟
**تصحيح أوضاع الجهاز الحكومى المتخم بنحو ستة ملايين موظف، ربما نصفهم بطالة مقنعة، وتصحيح الأوضاع يأتى من خلال الانهاء الفورى لخدمة آلاف المستشارين المتعاقدين مع الوزارات والهيئات الحكومية من الخارج ويحصلون على مرتبات خيالية وطاقم عمل مساعد وسيارات وتليفونات، تكبد خزانة الدولة مبالغ طائلة دون عائد، وفى هذا الصدد أذكر أن يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق قام منذ سنوات بتعيين نحو40 شابا وفتاة فى مكتبه من خريجى الجامعات الأجنبية بمرتبات تتراوح بين عشرة آلاف وثلاثين ألفا، يحصلون عليها من إحدى المنح الأجنبية المقدمة إلى مصر وبالطبع فإن تلك المنحة لم تقدم لتعيين هؤلاء بتلك المرتبات الخيالية رغم سنهم الصغيرة فى الوقت الذى قد تجد فيه وكلاء وزارات قاربوا الخروج لسن المعاش لايتجاوز راتب أى منهم أربعة آلاف جنيه.
أرى أيضا فى إطار الإصلاح ضرورة تحديد الحد الأقصى للدخول وليس للمرتبات، لأن هناك من يتحايل على ذلك بزيادة بنود البدلات والمكافآت، وبالتالى سنجد المحصلة النهائية للدخل مبالغ فيه.
زيادة الديون
*وماذا تتضمن خطوات الإصلاح أيضا؟
**لابد من علاج مشكلة عجز الموازنة وزيادة الدين العام، فكلما زاد الأخير زاد العجز ، وقد تحايل يوسف بطس غالى وزير المالية الأسبق على الشعب باقتراضه المدخرات وادعائه بأن تلك المدخرات موارد حقيقية فى الموازنة، وهوخطأ فادح لأن أى ديون عليها فوائد وأقساط، ويكفى أن نعرف أن حجم عجز الموازنة الآن يبلغ 8,5% من الناتج المحلى بقيمة 134 مليار جنيه، أى أننا بحاجة لاقتراض هذا المبلغ لسد العجز الذى كان يصل إلى 160 مليارا قبل أن يطالب المجلس العسكرى بتخفيضها لإقرار الموازنة. وقد بلغ حجم الدين العام على مصر حتى الآن 1,2 تريليون جنيه وهو رقم يمثل كارثة تعنى أننا تجاوزنا الخطوط الحمراء المتعارف عليه اقتصاديا لأن أقساط هذا الدين تتجاوز 100 مليار جنيه سنويا، واستمرار تلك المعدلات سيؤدى لكارثة أكبر قد تصل لحد إفلاس مصر.
*وكيف نقلل من عجز الموازنة؟
**يمكن ذلك من خلال فرض ضرائب تصاعدية، واذكر اننى عندما كنت عضوا فى مجلس الشورى اعترضت بشدة على إقرار قانون الضرائب الحالى لكن يوسف بطرس غالى وزير المالية فى وقتها تمكن بمعاونة صفوت الشريف رئيس الشورى من تمرير الموافقة على مشروع القانون، كذلك يجب إعادة النظر فى أولويات الانفاق الحكومى فقد كانت الحكومة قبل ثورة يناير تمتلك أسطولا كبيرا للسيارات الفاخرة من ماركات المرسيدس والـ (بى أم دبليو، والاودى) بخلاف السيارات المصفحة وكلها أنواع يصل سعر الواحدة منها إلى مئات الالاف وربما الملايين، وفى هذا الصدد أطالب الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بالكشف عن متخذى قرارات شراء مثل تلك الأنواع ومن حصل عليها ومحاسبته.
يمكن أيضا أعمل على تقليل عجز الموازنة من خلال علاج مشكلة التهرب الضريبى وتحصيل المتأخرات الضريبية وهذين البندين يمكنهما توفير بين 30 و40 مليار جنيه، مع ترشيد الدعم ، فليس من المتصور استمرار الدعم بصورته الحاليه رغم ما نعانيه من أزمة، فنحن فى حاجة إلى قرار جرئ للتحول إلى الدعم النقدى وليس العينى، حتى يصل هذا الدعم بالفعل إلى من يستحقه، فعلى سبيل المثال أنبوبة البوتجاز يتكلف سعرها على الحكومة نحو خمسين جنيها لكنها تقدمها للمستهلك بسعر ثلاثة جنيهات فقط ويحصل عليها بهذا السعر الغنى والفقير رغم أن الأخير هو المستهدف فقط ، ولذلك ينبغى أن يقدم هذا السعر لمن يستحقه فقط من محدودى الدخل على أن يحصل عليها الغنى بسعر تكلفتها.
الدعم النقدى
*لكن كيف يمكن تقديم الدعم النقدى؟
**يمكن من خلال تقديم كوبونات على البطاقات التموينية .
*ولكن هل تصلح مثل تلك البطاقة التموينية فى تقديم الدعم النقدى على السلع المختلفة كالخبز مثلا؟
**آلية تقديم الدعم النقدى يمكن تحديدها فى حالة الموافقة المبدئية عليه، أما كيفية تقديمه فلن تكون مشكلة كبيرة
*وما رأيك فيما أعلن عنه وزير المالية مؤخرا من دراسة إلغاء الدعم على الطاقة للصناعات كثيفة استهلاك الطاقة مثل الأسمنت؟
**قرار مهم وينبغى تطبيقه فورا خاصة إذا علمنا أن دعم الطاقة يكلف الموازنة العامة نحو 60 مليار جنيه سنويا.
*وماذا عن ارتفاع اسعار هذه السلع؟
**هنا دور الدولة فى الرقابة على الأسواق ومراقبة الإنتاج، وكما ذكرت من قبل فإن الاتجاه للاقتصاد الحر ينبغى أن تصاحبه رقابة الدولة.
*وماهى الإجراءات أيضا لخفض عجز الموازنة التى تقترحها سيادتكم ؟
**هناك الصناديق الخاصة التى يقال إن بها نحو 21 مليار جنيه، وهو رقم لست متأكدا منه لأنه لاتوجد حرية تداول معلومات. وينبغى على الحكومة الإفصاح عن هذه الصناديق من حيث عددها وحجم المدخرات فيها فهى كنزمدفون ينبغى إزالة التراب المتراكم عليه لأنها ستكون مصدرا مهما لعلاج عجز الموازنة.
*بشكل عام هل ترى أن الأزمة الاقتصادية هى ما يؤثر على مصر الآن؟
**بالتأكيد لا، ولكن هناك ملفات ساخنة أخرى لا تقل أهمية ينبغى التعامل معها بحذر وحسم فى نفس الوقت لأنها تمثل أمنا قوميا، على رأس تلك الملفات مياة النيل، والبطالة التى تمثل ما يقرب من 10% من سكان مصر، كذلك قضية عودة الأمن فلا ينبغى ان يكون التغيير فى قيادات الوزارة هى كل ما يقدمه الوزير لاستعادة الهدوء فى شوارعنا بل ينبغى أن تكون له خطة محددة يعلن عن تفاصيلها وجدول زمنى محدد لتنفيذها من أجل بث الثقة فى المواطنين والمستثمرين والسائحين، وفى هذا الصدد فأنا أرى أن استعادة السياحة لعافيتها واحدة من أكثر الملفات سخونة والتى ينبغى أن تتضافر الجهود لإعادتها إلى أفضل مما كانت عليه لأن مقدراتنا السياحية لا تعد ولا تحصى وتفوق مقدرات دول أكثر منا تحقيقا للفائدة من السياحة.
*ذكرت العديد من المقترحات التى يمكنها تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية - المرجوة لدولة فى حجم تاريخ وقوة مصر- فلماذا لم تنفذها أثناء توليك رئاسة الوزراء؟
**عندما كنت رئيسا للوزراء قدمت خطة شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماية لم ينفذ إلا جزء ضئيل منها لأننى تركت الوزارة بعد عام وشهرين فقط، وبمجرد خروجى تم الغاء كل شىء، لأننا دولة أفراد وليست مؤسسات، لذلك لا تكتمل خطة حتى آخرها.
مطالب مشروعة
*كيف ترى كثرة المطالب الفئوية ؟
**المطالب الفئوية هى حق لأصحابها، خاصة أنهم وقد عانوا طويلا من الاستبداد والقهر ولكن ينبغى التعامل مع هذه القضية بنوع من الحكمة والوطنية فى نفس الوقت ، فاقترح تشكيل لجنة مهمتها تقديم المطالب لها وتتفاوض مع اصحاب المطالب من خلالها وتحديد مدة زمنية للتنفيذ فى حالة الموافقة على تلك المطالب وفى حالة عدم الالتزام بالجدول الزمنى المحدد للتنفيذ يمكن اللجوء للاعتصامات أو الإضرابات، أما ما يحدث الآن فهو يسىء للبلد ولأصحاب المطالب أيضا.
بمناسبة الاحداث التى تشهدها سيناء، كنت واحدا من المرافقين للرئيس الراحل محمد انور السادات *اثناء توقيع اتفاقية كامب ديفيد كيف ترى الاتفاقية بعد اكثر من ثلاثين عاما ؟
**أرى أنها كانت اتفاقية ناجحة إلى حد كبير ومكنت مصر من تجنب استمرار الحرب وعدم الاستقرار الذى عانت منه لسنوات طويلة وتسبب فى إزهاق أرواح آلاف من شبابها، وإهدار مقدراتها على الحرب والتسليح، وقد بذل فيها الرئيس السادات جهدا كبيرا للخروج بها فى تلك الصورة، وأذكر أنها كادت تلغى فى الثوانى الأخيرة قبل التوقيع، بسبب إصرار الجانب الإسرائيلى على وضع بند يسمح لإسرائيل باستيراد البترول المصرى بأسعار خاصة ولكن الرئيس الراحل رفض ذلك بشدة وقال لامانع من تصدير البترول المصرى لكم ولكن باسعار السوق العادية .
*ماذا عن المطالب الحالية بإلغائها؟
**هذا تفكيرخاطئ إلى حد كبير، ولكن يمكن التفاوض بشأن تعديل بعض بنودها لأن هناك بندا يسمح بذلك فى حالة موافقة الطرفين، وأرى ضرورة التفاوض بشأن تعديل الملحق الخاص بنشر القوات فى المناطق ا، ب ، ج ليسمح بزيادة عدد الجنود المصريين كى يتمكنوا من حماية الحدود المصرية وبالتالى حماية اسرائيل نفسها.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: الجاسوسية والجواسيس 18 الرئيس اليمنى.. إسرائيلى!    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:22 am


الجاسوسية والجواسيس 18 الرئيس اليمنى.. إسرائيلى! مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Na046





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 28
كانت البداية فى اجتماع هيئة التحرير لصحيفة دينية يهودية إسرائيلية تسمى العائلة «ميشباحاه»، وذلك لبحث الأفكار الجديدة التى يمكن الكتابة عنها، عندئذ قررت إحدى الصحفيات وتدعى «دوريت مزراحى» أن الوقت قد حان للكتابة عن قريب لها يدعى زكريا حداد، وهو شقيق جدتها «ليفانا» التى كانت تعيش فى اليمن باسم «قمر»، واختفى وهو بعد طفل صغير وأصبح مسلما اسمه عبد الرحمن يحيى الإيريانى، وهو نفسه الذى تولى منصب الرئيس اليمنى عام 1967.
تحولت هذه المهمة الصحفية، مثلما تقول «دوريت مزراحى» لصحيفة هآرتس إلى رحلة شخصية وعائلية للبحث عن الجذور، وتضيف: عندما كانت طفلة اتذكر اللحظة التى عرفت فيها أن شقيق جدتى أصبح رئيسا لليمن، فقد وصلنا خطاب مع مجموعة من الصور من قريب لنا يعيش فى الولايات المتحدة ويطرح سؤالاً واحداً: ألا يشبه الجدة ليفانا؟ وعندما قام خالى بعرض الصور على والدته التى هى جدتى نظرت فيها وقالت جملة واحدة لا غيرSadإنه هو).
وعلى حد قول مزراحى، فإن كل من رأى صور الجدة وشقيقها وقارن بينهما لا يمكنه أن يخطئ فالعينان نفس العينين ونفس ملامح الوجه ونفس الأنف، جلس الكبار عندئذ والتفوا حول الصور وأخذوا يتفحصونها ويتناقشون معا فى تفاصيل مثل الاسم والعمر التقريبى لكى يتلمسون بأيديهم ما كان القلب يشعر به ويعرفه. وتوصل الجميع إلى نتيجة مفادها أن الطفل الذى اختفى والرئيس اليمنى شخص واحد.
وكان زكريا حداد قد ولد فى بلدة «إب» فى شمال اليمن على ما يبدو عام 1910، وكان والداه يعدانه ليصبح جزارا شرعيا «شوحيط» أو حاخاما، وبدأ بالفعل فى تعلم قواعد الذبح فى اليهودية وهو بعد طفل صغير، وعندما كان فى الثامنة من عمره تقريبا حلت بالعائلة مصيبة، فقد كانت هذه السنوات سنوات قحط وجفاف وأصبح الماء شحيحاً للغاية مما أدى إلى انتشار وتفشى المرض بين اليهود خاصة فتوفيت والدته ووالده الواحد تلو الآخر ليتركا وراءهما ثلاثة أيتام: ليفانا «قمر» التى كانت متزوجة من عائلة جمليئيل، وزكريا وأختهما الصغرة التى كانت فى الخامسة من عمرها.
وسرعان ما تبدل الحزن العميق بالقلق على مصير الأيتام الصغار، فقد كان من الواضح أن خبر وفاة الابوين سوف يصل بسرعة إلى السلطات التى ستسارع بدورها بتطبيق (حكم اليتيم) الذى فرضه فى ذلك الوقت الإمام يحيى، وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن هذا الحكم كان يقضى بأن يتم تسليم الولد أو البنت اليهودية من الأيتام إلى عائلة مسلمة للتربية والرعاية.
ومن خلال تحقيقها تحدثت مزراحى مع عدد من أبناء العائلة، واستندت على ما قالوه نقلا عما سمعوه من آبائهم وأجدادهم، وأصبحت على قناعة بأنها نجحت فى استعادة تاريخ عائلة حداد.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية: ولأنها كانت سيدة متزوجة، لم تأت السلطات ناحية الجدة ليفانا «قمر» وعائلتها، وواصلوا حياتهم فى اليمن لما يقرب من 15 سنة أخرى.. وبمرور السنوات أصبحت ليفانا أرملة وتزوجت للمرة الثانية من شخص يدعى مناحيم تعسه وهاجرت معه إلى فلسطين وكان ذلك فى عام 1934.
وكان البحث والتحرى عن مصير زكريا حداد هو الأكثر صعوبة فى الموضوع، ويقول أحد أبناء العائلة ويدعى «عوبيد تعسه» أنه فور زيوع الخبر حول وفاة الوالدين، وقبل أن تقوم الطائفة اليهودية بإخفاء الأولاد، تم أخذ زكريا وأخته بواسطة موظفى السلطات اليمنية الذين قدموا يركبون خيولهم، وحاول أبناء العائلة التصدى لهم وعرضوا عليهم الذهب والفضة وتوسلوا إليهم وبكوا لكن شيئا من هذا لم يفد بشىء.
وتضيف الصحفية الإسرائيلية أن ذكريا تم نقله إلى بيت عائلة الإيريانى، وهى عائلة أصيلة ذات نسب ويشغل أبناؤها الكثير من الوظائف العامة وترجع أصولها إلى بلدة إيريان التى تبعد مسافة يومين سفر من «إب»، وكان الأب الذى تبنى زكريا وأعطاه اسمه ورباه مع أولاده يعمل بالقضاء، وتقول مزراحى استنادا إلى شهادات أبناء العائلة أنه حتى فى السنوات الأولى حاول زكريا «عبد الرحمن» أن يتصل بعائلته.
أما آخر اتصال معه فكان عبارة عن وثيقة بخط يده أثناء قيام الحرب العالمية الثانية، فقد تم تجنيد نسيم جمليئيل «ابن ليفانا» فى الجيش البريطانى أثناء وجوده فى فلسطين عام 1942، ووقع فى أسر الألمان، ومن مكان أسره وبدافع اليأس كتب عدة خطابات لخاله زكريا «عبد الرحمن» فى اليمن وفى العنوان الذى كان يتذكره، وكان الخال فى ذلك الوقت قد أصبح مسلما وشخصية عامة ومهمة فى اليمن، ورغم ذلك استجاب ورد بخطابين وأرسل طردا من الأطعمة لابن أخته الأسير، وظل جمليئيل يحتفظ بالخطابين فى مذكراته الشخصية إلى ما بعد انتهاء الحرب وإطلاق سراحه وعودته إلى فلسطين عام 1945.
ملجأ فى حى اليهود
فى عام 1948 شارك القاضى الإيريانى فى محاولة انقلاب فاشلة ضد الإمام، وفى أعقاب ذلك تم إعدام قادة الانقلاب ومن بينهم القاضى وأبناؤه، ورغم أن اسمه لم يرد ضمن المتآمرين إلا أن زكريا (عبد الرحمن يحيى الإيريان) قرر الفرار خشية أن يكون مصيره مثل مصير أبناء عائلة الإيريانى، فوجد ملجأ فى حى اليهود بمدينة «إب» التى ولد فيها، لكن بعد مرور بعض الوقت تم إلقاء القبض عليه وسجنه لمدة سبع سنوات، وفى السجن تحددت وجهته السياسية وأصبح معارضا شرسا للإمام وللقصر الملكى.
وفى سبتمبر 1967 توفى الإمام أحمد ليخلفه ولده محمد البدر، وقام قائد الجيش اليمنى عبد الله السلال وبعض من ضباطه بانقلاب عليه بإيحاء من أفكار الثورة المصرية، وأطاحوا بالإمام الجديد وأعلنوا قيام الجمهورية فى شمال اليمن. اندلعت الحرب بين الملكيين من مؤيدى الإمام وبين نظام الحكم الجديد، وهى حرب جذورها تاريخية تعود إلى الصراعات القبلية. وانجرفت دول أخرى إلى هذه الحرب من بينها مصر التى أرسلت ما يقرب من 30 ألف جندى إلى اليمن، والسعودية ومن ورائها بريطانيا التى أيدت الملكيين. واستمرت المعارك فى اليمن حتى عام 1976، وفى ذلك العام وقع فى اليمن انقلاب آخر، فقد انقسم الجمهوريون على أنفسهم: قسم يؤيد الرئيس السلال الذى تبنى توجهات ليبرالية، وقسم مع عبد الرحمن يحيى الإيريانى الذى عارض العلاقة مع مصر واعترض على تواجد الجيش المصرى هناك، واعتقد بضرورة التفاوض مع الملكيين، وأطاح المتمردون الجدد بالسلال وفى نوفمبر 1967 تم اختيار الإيريانى ليصبح الرئيس الثانى لجمهورية اليمن الشمالية.
وفى أثناء فترو ولايته انتهت الحرب وغادر الجيش المصرى اليمن وحاول الرئيس الجديد رأب الصدع وتضميد الجراح التى أعقبت الحرب، واستمرت فترة ولايته لسبع سنوات شارك خلالها وتم تصويره فى مؤتمرات القمة العربية وهو يجلس إلى جانب نظرائه من القادة العرب، وفى يونيو 1974 وقع انقلاب عسكرى آخر فى اليمن وتمت الإطاحة بالإيريانى ليجد ملجأ فى سوريا التى توفى بها عام 1998 عندما كان فى الثامنة والثمانين من عمره، وتم نقل جثمانه ودفنه فى اليمن.
أما دوريت مزراحى التى كتبت انطباعاتها فى المقال الذى نشرته (ميشباحاه) مؤخراً فتتذكر اللحظة التى أتى فيها أحد أبناء العائلة إلى المنزل وهو يمسك فى يده بأحد أعداد مجلة (هاعولام هازيه) الصادرة عام 1967، وفى تحقيق داخل العدد يظهر عنوان (زكريا اليهودى.. رئيس اليمن) ومقابلات مع عدد من أبناء العائلة.
تقول مزراحى: أثار نشر الموضوع بطبيعة الحال الكثير من المشاعر، لكن أبناء العائلة طلبوا عدم إثارة ضجة خوفا من أن يؤدى كشف أصوله اليهودية إلى تعريض حياة الإيريانى للخطر.
تحالفات إقليمية
وتقول صحيفة هآرتس إن مزراحى أرادت ليس فقط التحقيق والتحرى بخصوص العلاقة العائلية ولكن أيضاً سد فجوة معلوماتية معينة، فقد أرادت أن تعرف ما إذا كانت قد نشأت علاقة سياسية بين الإيريانى وإسرائيل على امتداد الـ 12 عاماً التى قضاها فى المعسكر الجمهورى، سواء بسبب أصوله اليهودية أو لأسباب أخرى. فمن المعروف أن إسرائيل تدخلت فى حرب اليمن، وكان تدخلها هذا تطبيقا للمثل القائل بأن عدو عدوى صديقى، فقد كان من مصلحة إسرائيل أن تجتذب جزءا كبيرا من الجيش المصرى، العدو الأكبر لإسرائيل إلى اليمن وتبعده عن المواجهة معها، ولذلك وافقت إسرائيل على طلب بريطانيا بإمداد الملكيين بالسلاح.
وكانت بريطانيا قد طلبت ذلك من الموساد فى عام 1964 عن طريق رجل مخابراتها الـ M16 مثلما ذكرنا فى السابق، ويقول مئير عاميت رئيس الموساد الإسرائيلى آنذاك إنه قرر على الفور الاستجابة للطلب البريطانى الذى كان يمثل مصلحة إسرائيل ويتمشى مع سياسة التحالفات الإقليمية التى انتهجتها إسرائيل، فالموساد ومنذ الخمسينيات سعى لعقد تحالفات مع دول غير عربية فى الشرق الأوسط (إيران وتركيا)، ومع دول تربطها حدود مع دول عربية وتقع فى مناطق استراتيجية وحيوية «أثيوبيا»، ومع أقليات عرقية فى الدول العربية (المسيحيون فى لبنان والأكراد فى العراق والمسيحيون فى جنوب السودان).
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء ليفى أشكول وافق على عملية مساعدة الملكيين فى اليمن، وتولى دافيد كارون رئيس قسم الشرق الأوسط فى وحدة «تيفل» بالموساد مهمة التنسيق مع أنصار الملكية فى اليمن. ويضيف عاميت بأن الموساد كان يملك عددا من العملاء فى اليمن بهدف جمع المعلومات عن الجيش المصرى هناك، رغم أن الموساد - حسبما ذكر - لم تكن له ممثلية دائمة إلى جانب قيادة الملكيين فى اليمن. وفى مقابل ذلك يؤكد أحد قيادات الموساد - طلب عدم ذكر اسمه - أن رجال الاتصال بالموساد قفزوا إلى اليمن لأداء هذه المهمة وبقوا هناك لفترات زمنية قصيرة.
والحقيقة رغم رور كل هذه السنوات لن يعرفها أحد على ما يبدو ما لم يفتح الموساد الإسرائيلى أرشيفه ويكشف الوثائق، وهذا على ما يبدو أيضاً لم ولن يحدث.
وعلى أية حال فإن المسئولية الرئيسية للعلاقة مع الملكيين تقع على عاتق المخابرات البريطانية الـ M16 فهى التى قررت الاستعانة بخدمات شركة خاصة بالعقيد دافيد سترلينج مؤسس (الإس إس) وهى وحدة النخبة فى الجيش البريطانى التى أنشئت فى الحرب العالمية الثانية والتى كانت ولا تزال مثلا يحتذى به لوحدات كوماندوز فى العالم كله بما فى ذلك وحدة (سايبرت متكال) الإسرائيلية.
قام سترلينج بتجنيد عدة عشرات من خريجى (الإس إى إس) للعملية وأرسلهم إلى اليمن كمستشارين للإمام البدر ولقواته، وكان أحدهم طياراً بريطانياً اسمه تونى بويل، وصل إلى إسرائيل وأجرى عدة محادثات مع مندوب الموساد «كارون» ورجاله، ثم التقى بعد ذلك مع قائد سلاح الطيران «عيزر فايتسمان» ومع ضباطه. أحد هؤلاء الضباط هو «أرييه عوز» وفى هذه اللقاءات تقرر أن يقوم سلاح الطيران الإسرائيلى بطلعات جوية فوق جبال اليمن ويسقط للملكيين أسلحة وذخيرة وأجهزة اتصال وأدوية وعتاداً طبياً.
ولتنفيذ العملية التى أطلق عليها اسم (روتيف) ثم تغير ليصبح «دوربان» تم تخصيص أضخم طائرة نقل يمكلها الطيران الإسرائيلى آنذاك وهى الطائرة «سترتكروزر»، وكان أحد طياريها هو «أرييه عوز» الذى قال فى مقابلة له مع مجلة سلاح الطيران الإسرائيلى إن عيزر فايتسمان دعانى إلى بيته وعند وصولى دخل فى الموضوع مباشرة وقال: أريدك أن تحلق فوق اليمن، وقام عدد قليل من شركاء هذا السر فى سلاح الطيران بإعداد الخطة التى شملت المعطيات الخاصة بحالة الطقس وممرات الطيران وطبوغرافيا اليمن.
أقلعت أول رحلة طيران إلى اليمن من قاعدة تل 2نوف الإسرائيلية فى مارس 1964 وكان فى بطن الطائرة أسلحة قديمة من بقايا الحرب العالمية الثانية، وبعد طيران لمدة ما يقرب من سبع ساعات وعندما وصلت الطائرة إلى المنطقة المتفق عليها وكانت منطقة جبلية خطيرة أشعل المستشارون البريطانيون والقوات الملكية النار للارشاد وتوجيه الطائرة إلى مكان الإسقاط، وفى الرحلة أو الطلعة السادسة عرض تونى بويل فكرة جديدة. ويقول عوز إنه اقترح - بما أننا هناك بالفعل - القيام بقصف مطار صنعاء أيضاً. وتحمس عيزر فايتسمان للفكرة وقاموا فى سلاح الطيران الإسرائيلى بإعداد كل الترتيبات، لكن رئيس الأركان «إسحاق رابين» ورئيس الحكومة إشكول لم يوافقا على هذه العملية.
واستمرت العملية لما يقرب من عاملين نفذت خلالها طائرات النقل الإسرائيلية 13 طلعة ليلية من قاعدة تل نوف إلى اليمن.
وحسب المعلومات المتاحة فإن رجال الموساد الإسرائيلى اكتفوا بمساعدة القوات الملكية ولم يحاولوا الاتصال بالرئيس اليهودى. وتقول الصحيفة مزراحى إنه بمرور السنين استمر أبناء العائلة من وقت لآخر يتحدثون عن الرئيس شقيق الجدة قمر، ويهتمون بأمره، لكنهم أيضاً لم يحاولوا الاتصال به.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: «صك الأضحية» . . طريقة شرعية للتكافل    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:23 am


«صك الأضحية» . . طريقة شرعية للتكافل مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 M1714





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 72x-1
أصيبت حركة بيع وشراء المواشى بالشلل التام، رغم اقتراب عيد الأضحى واستعداد المسلمين فى كل مكان للاحتفال به، نتيجة لنقص المعروض من الماشية بسبب حالات السطو المتكررة التى يتعرض لها التجار على طول الطرق، والتى يفقدون فيها عشرات الرؤوس فى كل مرة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار العلف التى تسببت فى إحجام المربين عن نشاطهم، وفى مواجهة الإحجام عن هذه السنة جاءت مبادرة «صكوك الأضاحى» كمحاولة جادة من بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية، لإيصال لحوم الأضاحى للمستحقين من الفقراء فى مختلف محافظات مصر وتشجيع القادرين على التشارك فى الأضحية.
وقد أكد سيد عيد تاجر الأغنام، أن أسعار المواشى فى تزايد مستمر حيث تراوح سعر الكيلو الحى بين 29 و34 جنيها، ليسجل متوسط سعر الخروف نحو ألفى جنيه، مشيرا إلى عدم وجود إقبال على الشراءبسبب الزيادة فى الأسعار والتى أرجعها لارتفاع أسعار العلف لأكثر من ثلاثة آلاف جنيه للطن.
وأكد المعلم حسين النوادى تاجر خراف بالسيدة زينب أن أسعار المواشى ارتفعت من المنبع نتيجة انخفاض المعروض وعدم مقابلة تقلص أعداد رؤوس الماشية فى المزارع بالاستيراد. وموضحا أن كل أصحاب الشوادر اكتفوا بعرض بـ 30 رأس فقط لضمان بيع ثلث الكمية، فى حين كان يوجد بكل شادر ما لايقل عن مائة رأس.
وأكد المعلم حسنين تاجر أن أفراد العائلة الواحدة لجأوا إلى الاشتراك معاً لشراء ‏رأس واحدة كأضحية بسبب «الضغوط المالية مما يقلص حركة البيع حتى تصبح شبه منعدمة. كما اشتكى أيضا من أساليب الغش التى يقوم بها الجزارين عند بيع اللحوم للحصول على مكسب أعلى.
ويقول شريف عزت أحد أصحاب الشوادر أنه تعرض لخسائر كبيرة، لأنه تعاقد على شراء كميات كثيرة ولكن المبيعات متدنية، معولا على احتمال زيادة الأسعار أكثر فى الفترة القادم.
وأكد يحيى حسين إن أهم الأسباب التى أدت إلى ارتفاع أسعار الكيلو قائم هو عدم فتح باب الاستيراد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وأوضح أن مبيعات الشادر لم تزد على بيع خروفين فى الـ 10 أيام على الأكثر فاكتفى كل صاحب شادر بشراء 30 رأساً على الأكثر فى حين كان يوجد بالشادر مالايقل عن مائة رأس.
700 جنيه للصك
مروة عبد المقصود المتحدث الإعلامى لجمعية رسالة أكدت أن الجمعية حددت مبلغ 700 جنيه كسعر لصك الأضحية وهى تعادل قرابة 20 كيلو لحم برازيلى بالصك الواحد الذى سيتم توزيعه بعيد الأضحى المبارك والمتبقى من اللحوم على باقى العام.
وأوضح عبد الله سعد المستشار الإعلامى لبنك الطعام أن هناك نوعين من الاضحية أولهما صك الأضحية البلدى وسعره 1100 جنيه مصرى وأنه يتم شراؤه للمواطن المصرى كوكيل عنه ويتم ذبح هذه الأضحية داخل مصر وذلك خلال أيام العيد وفى حضور جميع المواطنين فى مكان عام ثم يقوم البنك بعد ذلك بتوزيع لحوم هذه الأضاحى على جميع محافظات مصر وتتضمن الفقراء والمحتاجين من الأسر والأيتام والأرامل.
أما النوع الآخر من صك الأضحية المستورد وسعره 700 جنيه مصرى ويتم ذبحه خارج مصر وخاصة فى مجازر باستراليا ثم يتم تعبئتها وشحنها على مصر طبقاً للمواصفات السليمة.
وأضاف أن البرنامج استطاع إطعام 500 ألف أسرة فى عام 2009 وإنتاج 3 ملايين وجبة جاهزة ومعلبة وتوزيعها على مستحقيها على مدار العام، موضحاً أن المستهدف هذا العام توزيع لحوم الأضحية على مليون أسرة.
استقبال المشتركين
وأشار اللواء ممدوح شعبان رئيس مجلس إدارة جمعية دار الأورمان إلى أنه يتم استقبال الراغبين فى الاشتراك فى صكوك الأضاحى قبل العيد بشهر، حيث تقوم الجمعية بشراء الأضحية لذبحها بعد صلاة العيد مباشرة وحتى عصر رابع أيام العيد وهذا وفقاً للتوقيت الشرعى ويتم توزيعها فى قرى ونجوع محافظات وجه قبلى وبحرى من أسوان حتى الإسكندرية للحالات المستحقة وذلك بالتعاون مع أكثر من 338 جمعية أهلية، مشيراً إلى أن هذه «الصكوك» تعفى الراغبين فى الأضحية مشقة التنظيف وقال إنه إذا أراد صاحب الأضحية أو أحد من أقاربه أن يشاهدها فله الحق أن يحضرها.
وأوضح أن الهدف من توزيع صك الأضحية فى الجمعيات الخيرية هو كيان خيرى تنموى هدفه توفير وتوصيل الطعام للأيتام وكبار السن والأرامل والأسر المحتاجة والأشخاص غير القادرين على العمل ، مشيرا إلى أنه « مشروع وطنى خيرى لا يهدف إلى الربح ويرحم المستهلكين من استغلال التجار فى مناسبة العيد».
وكشف شعبان أن الجمعية حصلت بشكل رسمى على فتاوى من مفتى الجمهورية عن كيفية الذبح والتوكيل والذى أجاز توكيل وإنابة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالقيام بعملية بالذبح خارج مصر وداخلها و حفظ اللحوم وتوزيعها على الأسر المستحقة طوال العام وعلى جميع المحافظات طبقاً للشريعة الإسلامية.
نشر الفائدة
أما د. محمد الزناتى المشرف على لجنة الخدمات بجمعية مسجد محمود وعضو مجلس الإدارة فقال إن من منطلق حرص الجمعية على نشر الفائدة من الأضاحى تقوم بتنفيذ مشروع «صك الأضحية» الذى يتم بموجبه قيام الراغب فى إحياء سنة الأضحية بالتبرع للجمعية بمبلغ يتم بموجبه شراء الأضحية له سواء كان ذلك «خراف» أو «عجول» بالمشاركة على أن يحصل على جزء منها ويتم توزيع الباقى.
وأضاف أن عملية توزيع لحوم هذه الأضاحى تتم من خلال الجمعية وشركائها فى مختلف ربوع مصر، حتى يعم الخير وتصل هذه اللحوم إلى الحالات الفقيرة التى تستحق هذه اللحوم.
وخلص الزناتى إلى أن الهدف الأساسى من هذه الصكوك توفير المشقة على المضحى ووفق الأحياء سنة تؤكد فضلا عن نشر الخير والتكافل بين الناس ونقل اللحوم من المناطق الغنية إلى الفقيرة.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: فوازير سياسية    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:24 am


فوازير سياسية مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Zbyd





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 59
عزيزى القارئ هل تفهم ما يحدث على الساحة السياسية؟ تكتلات تتكون وتكتلات تتراجع، دخول وخروج من وإلى التحالفات، خلافات واتهامات معلنة فى الصحف والقنوات، هجوم على الآخر الذى كان حليفاً، كانت هناك ثورة ووقفات ضد الفردى والإصرار على القائمة ومن المفروض أن الأحزاب التى تصر على القائمة أن تكون لديها فكرة أو أعدت قوائمها أو رتبت أمورها مع أعضائهـــا، ولكن لعدة أيام من فتح باب الترشح لم تقدم أحزاب قوائم إلا نادراً، والغالبية قدمت على المقاعد الفردية.
والمستشار صبرى حامد رئيس اللجنة العامة لتلقى الأوراق بالقاهرة قال: «إن عدد المتقدمين حتى اليوم الرابع وصل إلى 335 وهو حصيلة اليوم الأول فقط فى الانتخابات الماضية» والملاحظ أن الإقبال على الشورى محدود لشعورهم بأنها بلا صلاحيات حقيقية، وغير مفهوم كم الخروج من التحالفات، وتكوين تحالفات جديدة وظهور أسماء لأحزاب لا نعرف حتى أسماء مؤسسيها، فما بالك ببرامجها، وهى داخل تحالف للحصول على مقعد، والسؤال: ما هى خلفيتها فى الشارع؟ هناك التحالف الديمقراطى، وكان أبرز أحزابه الاخوان وحزبهم العدالة والحرية والوفد، وانتهى التحالف ـ الذى كان يضم 40 حزباً ـ كما قيل بالصحف بعشرة أحزاب وانسحاب الباقين، ثم تحالف الكتلة المصرية وأخيراً تكتل الثورة، وعملية الدخول والخروج مستمرة، أصبحنا لا نعرف من حليف من ؟ ومن ضد من ؟ الخلاف أولاً وأخيراً ليس خلاف أفكار ونظريات أو برامج إنما خلاف على المقاعد على نصيب كل من كعكة البرلمان، التحالف الديمقراطى كان يضم الوفد والاخوان رغم اختلاف التوجهات الفكرية، خرج الوفد لأن كوادر عديدة خرجت أو جمدت عضويتها لتحالفه مع الإخوان، كذلك لأن الإخوان كانوا في الحقيقة يسعون للسيطرة على مقاعد البرلمان بخلاف ما أعلنوه في البداية وهى نسبة 25% ارتفعت إلى 30% ثم 45% ثم 60% وقيل إنهم يسعون إلى 90%، وحتى حلفاء الإخوان من السلفيين والجماعة الإسلامية الذين أعلنوا أنهم مع الإخوان وحزبهم العدالة انقلبوا عليه فخرجت الجماعة الإسلامية وانسحبت، وحزب الفضيلة أعلن الدكتور محمد الإمام عضو اللجنة العليا للحزب بأن ما يفعله الإخوان مسرحية هزلية وقال إن التحالف ليس ديمقراطياً، ولذلك هربت منه الأحزاب الأخرى، ولم يبق إلا الأحزاب التى تسعى للحصول على ثلاثة أو أربعة مقاعد على الأكثر، وإنهم فوجئوا بأن التحالف ديكور يصب فى مصلحة جماعة الإخوان وحزبهم، وإنهم رشحوا أنفسهم على 99% من المقاعد الفردية بحجة انه لا يوجد مرشحون في التحالف يرغبون في خوض الانتخابات على المقاعد الفردية، اضافة إلى ترشيح أكثر من 70% على القوائم بعدما كانت فى البداية 45% فقط ، وطارق الزمر المتحدث الإعلامى للجماعة الإسلامية أعلن عن تحالف يضم النور والأصالة وإنهم انتهوا من اعداد قوائم كاملة لتحالف جديد يضم الحزبين السلفيين وربما حزب السلام والتنمية وقال صفوت عبد الغنى: انسحبنا من التحالف الديمقراطى لأن الإخوان تعاملوا بانتهازية سياسية، و المعايير وضعوها لمصالحهم لضمان نجاح مرشحيهم على حساب الجماعة الإسلامية، ود. عادل عفيفى رئيس حزب الأصالة قال: إن عدد السلفيين في مصر تجاوز 6 ملايين وهم أكثر قوة سياسية فى الشارع، وإذا خرجت تلك الأعداد للتصويت فستكون الغلبة لنا، فى حين أن حزب الحرية والعدالة ينفى أن يكون عدد السلفيين 6 ملايين، وأنه لا يوجد إحصائية على ذلك، وتقدم اللواء سامى حجازى رئيس حزب الأمة الجديد بدعوتين قضائيتين أمام القضاء الإدارى وأتهم حجازى حزب الحرية والعدالة والإخوان بأنهم استغلوا الفترة الماضية، وأخذوا مكانة على حساب 18 حزباً كان قد تم الاتفاق معها على توزيع القوائم، إلا أنهم اكتشفوا أنها لعبة للفوز بأغلبية البرلمان باستخدام أسلوب الغدر السياسى الذى كان يستخدمه النظام السابق، وقال خبراء الحركات الإسلامية تفكك التحالف الديمقراطى لأنه كان مخططاً لصالح حزب الإخوان، وعلق د/ عمار على حسن إن التفكك يمنح حزب الجماعة فرصة لعدم الالتزام بقرار مجلس شورى الإخوان الذى كان يقضى بعدم الترشح على أكثر من 50% من المقاعد، وقد خرج من التحالف حزب الوفد والنور والأصالة والفضيلة والوسط والعمل، وذكر د. وحيد عبد المجيد ـ المتحدث باسم التحالف ـ إنه يسعى لاستيعاب أكبر عدد من مرشحى الأحزاب الصغيرة ووضعهم فى أماكن جيده بالقوائم، والسؤال: للدكتور عبدالمجيد ما هى خلفيتهم في الشارع ؟ وهل وضعوهم في بداية أى قائمة ؟ والغريب أن عزب مصطفى عضو حزب الإخوان قال: إنهم هيبوظوا الانتخابات إذا شطب أى عضو فى الحزب. تصريحات بعض قادة الإخوان تسىء أولاً وأخيراً إليهم، فما اختلافهم عن الحزب الوطنى؟ أما التحالف الآخرالكتله الوطنية فقد انسحب حزب مصر الحرية، وانضم إلى تكتل الثورة مستمرة ومعه حزبا العربي الناصرى والمؤتمر الشعبى، وقيل إن السبب أن حزبى المصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار استحوذا على معظم القوائم ووضعا مرشحيهم على رؤوسها. الصوفيون دخلوا للمجال وردوا على السلفيين بأن أعدادهم لا تتجاوز 2 مليون في حين أن الصوفيين 15 مليوناً، وأعلنوا أنهم خرجوا من الكتلة المصرية وسنخرج بقائمة خاصة ولكن فرعاً من الصوفية وهم الرفاعية أصروا على أنهم مازالوا أعضاء فى الكتله المصرية. الوفد خرج منه أعضاء للتحالف مع الإخوان وعاد بعضهم بعد الإنسحاب وبعضهم اعترض أيضاً وانسحب بسبب ترشيح أعضاء سابقين من الوطنى، ونفى البدوى هذا وقال: «إن المرشح الذى يتم استبعاده يقول رشحوا الفلول»، وإنعام محمد على المرشحة في الانتخابات السابقة تقدمت باستقالتها من حزب الوفد احتجاجاً على تصريحات رئيس الحزب، واتهمته بفتح الحزب لفلول الوطنى، وترشحوا على قوائمه بالشرقية وقالت إن البدوى يصفى حساباته الشخصية مع أنصار الدكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد السابق، أما ما أدهشنى حقاً ما فجره ياسر برهام رائد حركة السلفية بالإسكندرية فقد أعلن رفضهم ولاية المرأة على الرجل ورفضهم عمل المرأة بالسياسة، والمشاركة في تشريع قوانين، وأن تكون لها صلاحيات عزل الرجال من القيادات وهى السلطات التى تتميز بها لو عملت بالسياسة والمشاركة في عضوية مجلس الشعب، ولكن من أجل عيون مجلس الشعب تغاضوا عن هذا الشرط وعقدوا أول مؤتمر نسائى للسلفيين حضره حوالى ألف سيدة وبرر برهان أن هذا اضطرارى وأن رفض الحزب ترشيح المرأة سيترتب عليه غياب السلفيين عن الساحة السياسية، وترك البرلمان لمن يخربون البلاد ويرى مفسدة ترشيح المرأة في البرلمان أقل مفسدة من ترك الساحة، أليس غريباً أن تقبل المرأة أن ترشح نفسها عن حزب يرى وجودها مفسدة ولا يرشحها إلا للضرورة، إذا لم تكن هذه إهانة فماذا تكون؟! وحزب يرشح أعضاء يرى أنهم مفسدة لمجرد المصلحة حد فاهم حاجه؟ هذا الكم من الأحزاب التى لا نعرف أسماء أغلبها دخل في تحالفات لا على أساس اشتراك فى أفكار أو برامج أو مناهج مشتركة، ولكن على أساس توزيع كعكة المقاعد التى بدأ الخلاف بين الجميع عليها، الحزب التى بدأ بـ25% وصل إلى 75% وعند الإنتخابات سيترشح على 100% الآن دور الناخب الذى لا يشارك فى لعبة السياسة، وليس له نصيب في التقسيمة عليه أن يختار الفكر والبرنامج لمن يقدم الأفضل، لا أصحاب أطماع الكراسى، وإليك هذه المسابقة وحاول أن تجيب إن استطعت أن تجد إجابة:
السؤال الأول: هناك 41 حزباً اذكر أسماء عشرين منها ؟ اذكر برامج تلك الأحزاب إن عرفت أسماءها ؟ هناك 181 ائتلافاً اذكر 40 منها؟ هناك 25 ألف جمعية أهلية اذكر 50 منها؟ ومن أين يأتى تمويلها ؟ هناك عدد من المرشحين لرئاسة الجمهورية لن أقول أذكر عددهم فباب الترشيح لم يفتح بعد، ولكن اعتادوا عقد الاجتماعات واصدار القرارات والتصريحات، والسؤال: باسم من يتحدثون؟ جميع الفئات السابقة يذكرون أن الشعب يريد، والسؤال أى شعب إن كانوا يسمون 85 مليون مصرى حزب الكنبة ؟
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: كيف يُكتب التاريخ فى مصر    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:26 am


كيف يُكتب التاريخ فى مصر مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 M18





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 56
روى لى مؤرخ راحل هذه القصة وكلفنى بأن أكتب هذه القصة بأسلوبى.
سألنى أحد الصحفيين اللامعين عن الوسائل التى كانت الدولة المصرية تلجأ إليها فى إعداد وزرائها المستقلين، وقد صاغ سؤاله بطريقة ذكية وطلب منى إجابات محددة على نحو ما هو معروف عنى، وقال: إنه لا يمانع فى بعض التنظير الذى لا يجد غيره عند الآخرين. على حد تعبيره.
قلت للصديق: إن المسألة تتضح بالمناهج بأفضل مما تتحدث عن المبادئ، وتتضح بذكر الأسماء محددة وكاملة، وقال: هذا هو ما أبحث عنه، قلت: لكنك سوف تختصر الأسماء وتكثر من التنظير... ومع هذا تحدثت لصديقى على مدى ساعة كاملة، وهو يسجل، ويستفسر، وخرج بموضوع كبير نشرته الصحيفة الأولى، أو التى بين الأولى والثانية فى مصر.
كان مما ورد من كلامى أن الدولة لجأت فى نهاية وزارة ممدوح سالم إلى الأخذ بتقليد الوكلاء البرلمانيين، وهو تقليد كان قد بدأ فى وزارة الوفد (1936)، وقد عين بمقتضاه فى 1936 أربعة أصبحوا (بل كانوا أيضا) من نجوم الحياة السياسية فى حقبة الليبرالية، وقد أثبتت هذه الوظيفة نجاحها فى عهد كان يبحث عن كل الوسائل الكفيلة بالنجاح، ولا يكتفى بواحدة من الوسائل، أو يبتعد عن إحدى الوسائل تاركا الفوضى والصدفة والإلهام..إلخ.
كان طبيعيا مع عودة الحزبية فى 1976 أن تعود مصر إلى تراثها فى هذا الشأن، وهكذا فإن النظام أعلن عن العودة إلى فكرة الوكلاء البرلمانيين،وفى 1987 اختارت الدولة ثمانية لتعينهم وكلاء برلمانيين، وكانوا هم:
يوسف نصار، وتوفيق زغلول، ومحمد السودانى، وعمرأبو ستيت، وأحمد فؤاد عبد العزيز، وكمال الشاذلى، وعبد البارى سليمان، ومحمد عبد الحميد رضوان.
وبالطبع نحن نعرف أن اثنين من هؤلاء أصبحا وزيرين بالفعل، فقد وصل آخر الثمانية إلى الوزارة فى سبتمبر 1981، ووصل سادسهم إلى الوزارة فى نوفمبر1993.
أتفهم بالطبع دواعى الاختصار فى الكتابة الصحفية، وهكذا فإن صديقى كان مهتما بإبراز اسم كمال الشاذلى دون أن يذكر أسماء كل الثمانية الذين أمليت عليه اسماءهم.
ما إن نشر الموضوع الجميل حتى اتصلت إحدى كبار الموظفات فى مجلس الشعب بإحدى أقاربها الأقربين الذى كان يشغل منصبا كبيرا فى الجريدة، وقالت له: إن كمال الشاذلى لم يكن وكيلا برلمانيا.
دخل صديقى الصحفى الجريدة فوجد خبرا ينتظره بالمرور على الصحفى الكبير جدا، أثنى الكبير للصديق على الموضوع، وأنهى إليه ما أنهته إليه قريبته، وطلب إليه أن يبحث فى الطريقة المثلى لإظهار رأى قريبته أو عبقريتها، وبخاصة أنها تشغل موقعا مرموقا فى المجلس سيزداد تألقا بأن ينشر لها مثل هذا التصحيح.
كاد رأس صديقى ينفجر لأنه أحس أنه هو المخطئ فلو كان قد نشر الأسماء كلها على نحو ما أمليتها عليه، فقد كان هذا حريا بترهيب أمثال هذه السيدة الكبيرة من الاقتراب من منطقة التعقيب والتصحيح المزعوم، ولكن حرصه على التخفيف فى الصياغة، والتقليل من الأسماء من أجل الفكرة العامة، أوقعه دون قصد فى هذا الموقف غير المستحب.
ومع هذا فقد رأى أن يستأنس برأيى باعتبارى. على حد قوله. نجم الموضوع، أو المصدر الرئيسى فيه. هاتفنى وقص القصة، وفوجئ بأنى أطلب منه ألا يقاطعنى، ابتسم برغم عصبيته وقال: تفضل، قلت: تذهب الآن إلى الأستاذ الكبير وتطلب إليه أن يكتب التعقيب أو التصحيح على هيئة رسالة إلى الجريدة، وأن يأمر بحكم سلطته بنشر الرسالة فى مكان بارز فى جريدة الغد مباشرة، أما هو فعليه أن يصمت تماما فإذا سُئل من أى من الزملاء فليجب بأن هذا هو ما رواه المصدر، وهذا هو ما صححته السيدة الكبيرة، وأن الأمر أنتهى عند هذا الطريق.
كان صديقى ذكيا وصاحب نفوذ، ومتمرسا وقادرا، وقد نفذ ما أشرت به.
بعد يومين كنت فى صالة التحرير فإذا بكل من قابلنى يبتسم، وإذا بأستاذنا المسئول الكبير يقول لى فى بساطة: الآن عرفت لماذا كان المرحوم فلان (وكان هذا هو أستاذه) يقول إنك ستكون عالما كبيرا جدا، ولكنك لن تكون صاحب حظ فى السياسة ولو صغيرا جدا، قلت : كنت أظن حضرتكم تقولون العكس.. لأن الذى فعلته هو السياسة بعينها وليس العلم.. لقد تركت الدفاع عن الحق من أجل ألا أفقد صداقتك.. ولقد تركت نفسى أظهر أمام الناس كأنى أخطأت حتى أعطى الفرصة لغيرى ممن يريدها.. ولقد أهملت الأمر حتى كأنى لست معينا بما قلت ورويت، مع أن الذى قلته كان جوهر موضوع ولم يكن هامشا لموضوع.
قال الرجل العظيم وهو يبتسم: هذه يا سيدى أخلاق العلماء، أما السياسيون فإنهم لا يهملون بيع ما فى أيديهم، ولا ما يقع فى أيديهم، بل إنهم يوهمون الناس أن فى أيديهم شيئا يبيعونه.
قلت: إذا كان الأمر كذلك فإنى لا أفهم فى السياسة.
قال الرجل مجاملا: وهذا ما قلناه، لكننا لا نقول هذا إلا بعد أن نعترف أنك عالم كبير.
قلت: أما أنا فلا أظننى عالما أبدا.. كبيرا ولا صغيرا، إنى لا أعتقد فى العالم الذى لا يدافع عن العلم الذى يصرح به أو يعتقد فيه.
قال الرجل الكبير بكل حب: هذا الدفاع هو شأن العالم ، أما العالم الكبير فإنه لا يعنيه هذا، لأنه يعرف أنه قال الصواب، وفعل الصواب.
شكرت الرجل الكبير، وبدأت أحاول أن أقنع نفسى بما قال، وأن أفرح بما قال، ولكنى وجدت ضميرى يتعذب.. الحق أقول لكم إنه لايزال يتعذب.
بل إنه يتعذب كثيرا من هذه المواقف التى أكسب فيها حب الناس وتقديرهم، لا لشىء إلا للصمت على الخطأ القائم.. أو الصمت على الحق الضائع.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: يا خروف قوللى.. «ناطح» على فين!    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:29 am


يا خروف قوللى.. «ناطح» على فين! مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 S1798





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 57
إنها أيام اللحمة يا مولانا نحتفل بها ضانى وبتلو وعجالى وجملى من السنة للسنة.. وتحتفل بها نجمات الفيديو كليب فى كل أغنية.. والفرق بين هذا وذاك.. أن الأول لحم حلال.. والثانى «يع» وإن تجمل بأغلى المساحيق الفرنسية.
وبما أن السيد «الخروف» هو نجم هذه اللحظات التاريخية وعملا بحكمة المعلم «أورمة» الجزار العتاقى التى تقول: «وما الدنيا إلا زريبة كبيرة».. وقد ورثها أبا عن جد.. ويقال إن عائلته استلهمت هذه الحكمة من مقولة يوسف بك وهبى: «وما الدنيا إلا مسرح كبير».
ويحب الصحفى من أمثالنا أن يكون دائما وأبدا على نفس الموجة، ودقة بدقة مع الحدث.. لذلك انتهزت فرصة لقاء تاريخى فى منعطف «برضة» تاريخى ونحن أمة ولله الحمد كثرت منعطفاتها وفتراتها العصيبة كأنها أمة تجلس على بوتاجاز الفرصة جمعتنى بخروف معتبر قبل ذبحه بساعات، وقد جمع الست نعجة حرمه المصون، وأولاده «مأمأ» و «نأنأ» وقد راح يوصيهم بضرورة استخدام العقل والحكمة فى هذا الظرف التاريخى (لاحظ أنهم أصحاب ظروف زينا)، لأن سكين الجزار لا يفرق بين الاسترالى والبلدى والحبشى والسودانى.. وكان ابنه الأكبر «مأمأ» قد اقترح على والده خارطة طريق للإنقاذ يتنكرون خلالها فى ملابس كلاب للافلات من الدبح.. لكن الوالد رفضها رفضا باتا لأنها «ندالة»، حيث لم تتعود الخرفان الهروب من الميدان.. وهنا اقترح «نأنأ» الابن الأصغر.. الاستغاثة بجمعيات الرفق بالحيوان.. لكن الوالد نهره فى غضب لأن الاستقواء بالخارج «حمورية» لا تليق بخرفان أصلا من أمثالهم، وطوال الحوار كانت مسز «نعجة» سيدة الزريبة الأولى صامتة كأنها بالعة سد الحنك.. وهى التى اشتهرت بأنشطتها العديدة.. فى مجالات المساواة بين الخروف والنعجة.. كما أنها حاصلة على دكتوراه فخرية من جامعة «ذوات الأربع» الدولية وهى أيضا الحاصلة على «البرسيمة الذهبية» من مهرجان «العلف للجميع».
وقال الخروف للفاميليه فى نبرة حزينة: إنه لا يعترض على الدبح لأنه سنة الحياة، لكنه فقط يرفض أن يتحول إلى نكتة أو رسمة كاريكاتير فى كل عيد أضحى.. مع أن المهرجان يضم كافة أنواع «البهايم» من أكبر عجل إلى أصغر فرخة.. مرورا بالرومى والبط والوز.
وذكر الخروف أنه أجرى مباحثات ثنائية مع مدير السلخانة وأن المفاوضات قد بلغت شوطا لا بأس به.. بعد أن عمت الفوضى الزريبة فى السنوات الأخيرة، حيث ادعت الأبقار الجنون.. وأخذ الخنازير والفراخ ومجموعة كبيرة من الطيور فى العطس بحجة أن عندهم أنفلونزا.. لأن عمنا الديك أخد الحمام الساخن بتاعه وطلع فى البلكونة مباشرة بدون أن يلبس الروب دى شمر.. كل هذا والخرفان صامدة على الخطوط الأمامية وإن حاولت فئة ضالة منها أن تدعى المرض.. لكن سرعان ما أعلنت القاعدة العريضة رفضها لهذا الأسلوب العيالى.. وقد وقفوا جميعا يهتفون نشيدهم الضانى الشهير:
إحنا الخرفان..
إحنا الجدعان..
هنعيش خرفان..
ونموت جديان..
أحسن لحوم فى الأمم لحومنا
وعشان الفتة نضحى كمان
ومن علامات المجدعة عند الخروف الأب أنه رفض الخروج فى مظاهرة كبرى أرادت أن تنظمها «هيئة قرون بلا حدود» العالمية.. لأنه يفخر أن يتحول إلى شيش كباب فى حلة الوطن.. ولا يصبح لقمة سائغة للطامعين والشامتين وهو الذى يستطيع أن يحول الزريبة إلى جهنم فى لحظة واحدة.. يكفى فقط أن يطلق شائعة بأن «معزة» على ذمة خروف تركته.. وذهبت لعشيقها «الجدى» فى زريبة أخرى.. ووقتها ستقع الزرائب فى بعضها البعض ويصبح الدم للركب.. وكل خروف سيعمل فيها أسد الغابة من أجل معزة ضالة ومتهورة دايما خاينة وعايزة الدبح وخسارة فيها حبة رز بسمتى واحدة.
ولأن الخروف الأب مثقف وواعى ومدردح.. كان يعرف بأن «الفوضى» أقوى من كل سكاكين الدنيا ويكفى أن تسلط الذئب على الغنم.. والثعلب على الطيور.. والقط على الفأر إلى آخره.. وقال الخروف الحكيم فى موعظته الأخيرة لأسرته: يكفينا فخرا نحن معشر الأضاحى.. أننا ندبح فى العمر مرة.. بينما الإنسان يدبح أخيه فى الوطن والإنسانية. كل ليلة وكل يوم وبمنتهى البجاحة.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: أرضنا.. العطشانة    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:30 am


أرضنا.. العطشانة مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Soad





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 64
تعانى أغلب الأراضى الزراعية من النقص الشديد فى مياه الرى مما يهدد بتدمير عدد من المحاصيل الاستراتيجية التى تمثل ركيزة مهمة فى الاقتصاد ورغم صراخات الاستغاثة التى أطلقها المزارعون على مدار سنوات لكى تنقذهم حكومات العصر البائد من خطر الإهمال فإن أحداً لم يستجب لهم مما ضاعف من تأثير مشاكل الرى والأسمدة والقروض ودفع فى النهاية الفلاح البسيط الثمن من قوته وقوت أولاده: الأمر الذى يمثل كارثة على الاقتصاد لو انصرف عدد كبير من الفلاحين عن الزراعة.. «أكتوبر» تلقى الضوء على حزمة من المعوقات والمشاكل التى تعرقل مسيرة الفلاح المصرى.
يقول عاطف محمد مزارع إن محافظة الفيوم تعانى من قلة مياه الرى وخاصة فى القرى والنجوع فى أراضى النهايات بمركز أبشواى يوسف الصديق مما يهدد ببوار الأراضى الزراعية والتى أصبحت غير منتجة نتيجة عدم وجود مياه الرى رغم أنها المصدر الوحيد لنا والكارثة فى المحاصيل الصيفية التى تتعرض للتدمير لعدم وجود المياه ويتساءل لماذا يتم منع مياه الرى عن أراضينا؟. فالبعض يقول بسبب زيادة منسوب مياه بحيرة قارون والبعض الآخر يتهم الفلاحين بصرف الفاقد من مياه الرى إلى بحيرة قارون وهذا افتراء على الفلاحين.
بينما يقول مصطفى أحمد مزارع وخريج كلية التجارة يجب تغيير منظومة توزيع الأسمدة الكيماوية فى مصر لرفع العبء عن المزراعين ولا نحّملهم تكاليف باهظة بعدما وقعوا فريسة لمافيا الأسمدة الذين يريدون التربح من غير وجه حق على حساب أمننا الغذائى الذى بات مهددا بانهيار كامل نتيجة تهريب كميات كبيرة من الأسمدة إلى السوق السوداء وذلك نتيجة القرارات الخاطئة من قبل وزارتى الرى والزراعة فى غياب رؤية متكاملة للسياسة الزراعية.
واقترح بأن تكون هناك جهة واحدة مسئولة عن توزيع الأسمدة الكيماوية حتى تمكن محاسبتها وتكون هناك جهة رقابية لضمان وصول دعم الأسمدة الذى يقدر بنحو 2 مليار جنيه سنوياً ليصل إلى مستحقية لتحقيق أعلى معدلات إنتاجية للفدان وتنمية المزارع.
ويقول محمد محمود: إن قرية أباظة هى التى تدفع الثمن بسبب التجاهل الشديد من قبل المسئولين رغم تقديم العديد من الاستغاثات للمسئولين لأن أراضى النهايات لا يوجد لها مياه رى كافية تغطى احتياجاتها الأمر الذى قد يجبرنا على الاستغناء عن زراعة أراضينا بالمحاصيل الزراعية التى تعود بدخل مناسب علينا.
ويضيف خلف الله عبد الله أن أراضى مركز يوسف الصديق تعانى نقصاً شديداً فى مياه الرى إضافة إلى تلوث مياة الشرب وانقطاعها المستمر ولا يتدخل لحلها أى مسئول.
وأضاف أن الفلاحين يلجأون إلى شق الآبار الجوفية لسد احتياجات كل أسرة وخاصة أنه لا يوجد مصدر لهم سوى الأراضى: فى حين يفكر البعض أن يترك أرضه والعمل بأية مهنة أخرى مادام المسئولون لا يحلون مشاكلهم المزمنة والبعض الآخر يفضل البيع بأبخس الأسعار من أجل أن يوفر قوته هو وأولاده.
بينما يقول عادل السيد إن مشاكل المزارعين فى البحيرة لا حصر لها بسبب قلة مياه الرى بخاصة قريتى الرحمانية وشبراخيت وغيرهما وقدم أهالى القريتين شكاوى عديدة ولم يستجب المسئولون، حيث إن قلة مياه الرى قضت على المحاصيل بجانب عدم توافر الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية بالجمعيات الزراعية ويتم بيع الأسمدة لتجار السوق السوداء مما أدى إلى وقوع المزراعين فريسة لتجار السوق السوداء، بالإضافة إلى عدم وجود مياه رى مما دفع الفلاحين إلى استخدام مياه الرى.
فى حين يرى جمال أحمد مزارع بسوهاج أن الفلاح يعانى من ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وانخفاض أسعار المحاصيل الزراعية وأصبح بنك التنمية والائتمان الزراعى يمنح قروضاً للفلاحين بفوائد كبيرة أدت إلى عدم قدرة أغلب الفلاحين على سداد تلك القروض لأن هدف هذه البنوك هو الربح وليس دعم المزارعين، حيث كانت فى الماضى تقوم بإقراض الفلاح وتساعده على السداد فى ميعاد التحصيل مقابل رسوم أو فوائد قليلة جدا ولكنها الآن تسعى للإيقاع بالفلاح فى فخ القروض تمهيدا لسجنه.
بينما يرى طارق عبد العزيز موظف أن بنك التنمية والائتمان الزراعى خرج عن الهدف الذى أنشئ من أجله فأصبح لا يمد المزارعين بأفضل أنواع الأسمدة والتقاوى وكان يقرض المزارع ثمن المواشى وحتى الدواجن لحين موعد الحصاد فيسدد الفلاح كل ما عليه مقابل رسوم ضئيلة جدا ولكن وقع عدد من مسئولى الحكومة السابقة فى ورطة تطبيق حزمة سياسات لتحرير الأسواق من القطاع الزراعى مما يعنى التخلى عن المزارعين وتحجيم بعد التعاونيات ورفع الدعم عن مستلزمات الإنتاج الزراعى وخاصة أن 42% من الفلاحين فى مصر يمتلكون حيازات أقل من فدان، وبالتالى يحتاجون إلى الإقراض للانفاق على محصولهم حتى جمعه وتسويقه وغاب دور بنك التنمية والائتمان الزراعى رغم أنه البنك الوحيد المتخصص فى منح القروض الزراعية وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعى وتوزيعها على الجمعيات التعاونية الزراعية ويحصل عليها الفلاحون ويسددون ثمنها، وفى حالة تحويل البنك إلى شركة مساهمة فإنه يستخلى عن دوره التنموى إلى العمل، بالإضافة إلى أن ذلك قد يجعل عدداً من الأعضاء مجلس الإدارة من دول أجنية وهنا سيتحكمون فى الأمن الغذائى المصرى وهذا يعد كارثة حقيقية وخاصة أن إعادة هيكلة البنك بدأت فعليا فى ظل أزمة مديونية الفلاحين للبنك.
من جهته قال د. هشام قنديل وزير الموارد المائية والرى إنه فى حالة تفعيل دور الروابط المائية سوف يقلل من حجم مشكلة قلة مياه الرى، مشيرا إلى أن الانفلات الأمنى من أهم أسباب مشاكل الرى الذى تشهده مصر الآن لافتا إلى أن هناك 5 مشاريع تمت مناقشتها مع محافظ الفيوم ووكيل وزارة الرى من أهمها مشروع المصرف القطعى الذى سيكون عاملاً أساسياً فى حل أزمة مياه الرى وأيضا محطة العياط التى ستنتهى الأعمال بها خلال عام، بالاضافة إلى أنه سوف يتم تقسيم أعمال الرى وسوف يقلل كل هذا من حجم المشكلة فى الفترة القادمة بمحافظة الفيوم.
وأضاف د. هشام قنديل أن الدولة تحملت 30 مليون جنيه لعلاج مشاكل التعديات على مياه الرى فى مشروع ترعة السلام بسيناء حيث إن أبرز المشاكل التى تواجه التنمية فى سيناء هى التعديات على مآخذ الرى مما يؤثر سلبيا على خطط الدولة فى التنمية حيث إن كمية المياه الواردة إلى سيناء عبر مشروع ترعة السلام تهدف إلى زراعة 400 ألف فدان فى حين لم يتم زراعة سوى100 ألف فدان ولكن أصحاب المزارع السمكية يقومون بالتعدى على المياه ومن هنا تحدث المشكلة، بالإضافة إلى الانفلات الأمنى الذى تشهده البلاد إلا أن عودة الأجهزة الأمنية لأداء دورها سيسهم فى حل المشكلة، حيث استغل البعض غياب الأمن لرفع المياه بطريقة غير رسمية وفتح البوابات فى غير مواعيدها وعدم الالتزام بالمناوبات وعدم الرى الليلى مما ألحق الضرر بالأراضى الواقعة فى نهايات الترع وتجميد محاضر تبديد المياه فى سيناء لمراعاة البعد الاجتماعى.
وأضاف: نختار الآن عناصر جديدة من الخبراء والمهندسين للتعامل مع هذا الملف وتفعيل البرنامج القومى لتطوير الرى، والتعامل مع الزراعات الشرهة للمياه مثل الأرز، حيث كانت المساحة المخصصة مليوناً وستة وسبعين ألف فدان ولكن تم حصرها فى إلى 650 ألف فدان إضافية لم تكن مقررة وهو ما تعمل الوزارة على تجنبه العام المقبل بكل الوسائل القانونية وهناك خطط للوزارة لحل جميع المشاكل وفق خطط يتم تنفيذها على مراحل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: عاطل.. بالدكتوراه مع مرتبة الشرف!    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:31 am


عاطل.. بالدكتوراه مع مرتبة الشرف! مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 N1827





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 68x-1
هل تظن أن هناك أى أمل فى بلد يحصل فيه من يركل الكرة بقدمه على الشُّهرة والمال والمكانة الاجتماعية، ولا يجد فيه من يفنى شبابه فى نَيل العِلم ما يلبى حاجاته الأساسية؟ يبدو هذا هو حال مصر على مدار العقود الأخيرة التى تم فيها اختراع الاحتراف الرياضى لينال لاعبو الكرة الملايين، فى الوقت الذى يتسول فيه محترفو العِلم الملاليم! وفى مصر الآن أكثر من أربعة آلاف مواطن اجتهدوا وثابروا حتى نالوا أعلى الدرجات العلمية ممثلة فى الماجستير والدكتوراه وفى تخصصات متعددة، ومع ذلك تدير الدولة لهم ظهرها، وترفض حتى مجرد تعيينهم للاستفادة من معارفهم وخبراتهم العلمية التى اكتسبوها طوال سنوات الدراسة العليا.. «أكتوبر» التقت بعدد منهم واستمعت إلى صرختهم.. فهل من مجيب؟!
يقول وحيد النجار الحاصل على ماجستير لغات شرقية لغة عبرية بتقدير جيد جداً من جامعة الإسكندرية، لقد تعرضنا لضغوط للتنازل عن مطالبنا منها إطفاء الأنوار وإغلاق دورات المياه، كما تعرضنا للضرب والمساومات التى قام بها د.سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى السابق حيث وفّر لنا 300 وظيفة بوزارة الإنتاج والجهاز الإدارى للدولة.
ويضيف النجار أننا تقدمنا بتنازل عن مرتبنا لمدة سنة كاملة إلا أن الوزارة رفضت هذا العرض وطالبنا بإلغاء الانتدابات الوهمية وفتح باب العمل لنا للعمل فى التعليم المفتوح والجامعات الخاصة.
هجرة جماعية
وأضاف النجار: اتخذنا خطوات عملية وفعلية لتدويل القضية ونحن فى اتجاه التصعيد ولن نتفاوض مع أى مسئول مصرى، وفى هذا السياق أكد النجار قائلاً: لجأنا بالفعل لتدويل القضية لأن المسئولين لم يتركوا لنا حلاً سوى تدويل القضية ويعد الذهاب للسفارة القطرية هو أولى تلك الخطوات، كذلك لجأنا إلى السفارة التركية وقدمنا كشوفاً بأسماء وتخصصات الحاصلين على الماجستير والدكتوراه ولقد لاقينا ترحيباً كبيراً من القنصل القطرى والقنصل التركى ولن نكتفى بذلك سوف نقدم طلب هجرة جماعية للسفارات العربية والإسلامية ثم سنتوجه إلى السفارة الأمريكية والسفارات الأوروبية.
وفى هذا السياق أكد النجار أنه سوف تتم تقديم مذكرة لجامعة الدول العربية نطالبها بالتدخل والوساطة لدى الحكومة المصرية لحل القضية من منطلق أننا جزء من الشعب العربى.
ويقول النجار: إن الجامعات مليئة بالفساد حيث وضعنا خريطة تضم كل هذا الفساد ومنها عدم اتباع قواعد الجودة فالكليات النظرية نجد أن الأستاذ يدرس لعدد من 350 إلى 3000 طالب وفى الكليات العملية يدرس الأستاذ لعدد من 350 إلى 600 طالب مما أدى إلى عجز فى الدرجات الوظيفية.
كما يضيف: لو طبقنا قواعد الجودة فى الجامعات فسنجد أننا فى حاجة إلى تعيين 12400 درجة وليس 4000 درجة، حيث وصلت انتدابات الجامعات إلى 30 ألف انتداب وهمى، مما يكلف الدولة مليارا و30 ألف جنيه، وإلغاء الانتدابات يتيح توفير عشرة آلاف درجة وظيفية، تصل رواتبهم إلى 240 مليون جنيه مما يعنى توفير ثلاثة أرباع مليار جنيه.
الدكتور.. عاطل!
ومن جانبه يؤيد السيد محمد على والحاصل على دكتوراه فى الجغرافيا البشرية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف من جامعة المنوفية تدويل القضية ويؤيد أيضاً فكرة الهجرة الجماعية للعلماء المصريين متسائلاً: كيف نعيش فى وطن لا يقدر علماءه، رغم أن الحصول على الدكتوراه جاء بعد كفاح وجهد ومثابرة ومع ذلك فإننى بدون عمل رغم أننى حاصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف، وفى هذه الحالة سيكون اللجوء للهجرة خارج البلاد هو أفضل الحلول.
ومن جانبه يطالب يوسف أبوالفضل محمود والحاصل على ماجستير جغرافيا اقتصادية من جامعة القاهرة بضرورة إيجاد رقابة على المنح الخاصة بالبحث العلمى لكى تذهب لمستحقيها، وبرغم من أن ثورة 25 يناير قد أطاحت بالفاسدين فإننا نريد ثورة أخرى داخل الجامعات.
ويفجر أبوالفضل مفاجأة من العيار الثقيل بأن المعونات لا تقدم لمستحقيها بل تستخدم فى إقامة الحفلات والرحلات لهيئة التدريس ولو كانت هذه المعونات لمستحقيها لكانت جامعاتنا فى مصاف الدول المتقدمة.
ومن ناحيته يتساءل محمد سعد السيد الحاصل على الدكتوراه فى التاريخ الإسلامى بمرتبة الشرف الأولى: إذا كانت الجامعات لا ترغب فى تعييننا رغم حصولنا على الدرجات العلمية كالماجستير والدكتوراه فلماذا منحتنا تلك الدرجات العلمية؟ ولماذا رفضت إتاحة الفرصة لتعيينا رغم وجود درجات شاغرة بالفعل؟
وتقول إيمان صالح الحاصلة على ماجستير علم نفس من جامعة الزقازيق بتقدير ممتاز رغم أن رسالتى فى الماجستير هى الوحيدة على مستوى العالم العربى فى تخصص مقياس «بينيه» الذى يقيس التخلف العقلى عند الأطفال، وقد أشاد بها جميع الأساتذة فالرسالة ذات قيمة كبيرة حيث وصلت ميزانيتها إلى 2 مليون جنيه، ورغم إشادة الأساتذة بها فإنه تم تعيينى للعمل كأخصائية نفسية بإحدى المدارس حيث ظللت لسنوات طويلة أتقاضى ثلاثين جنيهاً شهرياً وأخيراً وصل راتبى إلى مائة وخمسين جنيهاً.
نعم للسفر.. لا للتدويل
وترفض إيمان فكرة تدويل القضية وترىأنه من الأفضل أن يتم السفر للخارج للعمل فى إحدى الدول العربية، فالحل هو السماح بهجرة الحاصلين على الماجستير والدكتوراه للخارج.
وتتفق منى منازع الحاصلة على الماجستير فى التاريخ الحديث بتقدير ممتاز من جامعة حلوان مع رأى إيمان صالح فى رفض تدويل القضية أو الهجرة الجماعية للعلماء لأن هذا سيضر الوطن وسيؤدى إلى تفريغ الوطن من علمائه، وتنصح بالصبر لأنها تؤمن أنه لا يضيع حق وراءه مطالب.
ويقول عماد الدين إبراهيم الحاصل على دكتوراه فى الأدب من جامعة عين شمس، إن عدم تعيين الحاصلين على الدرجات العلمية كالماجستير والدكتوراه سيؤدى إلى تهميش كل العقول العلمية وتغييبها عن باقى الشعوب.. و يرى أسامة فودة عبدالعزيز الحاصل على الماجستير فى الخدمة الاجتماعية بتقدير ممتاز من جامعة الفيوم، أن هذه المشكلة سببها النظام البائد، وأننا نطالب بصحوة لرفع مكانة العلم والعلماء، وعندما واجهتنا صعوبة للتوصل إلى حل كان الأمل الأخير لنا هو تدويل القضية.
ويؤكد أسامة فودة أنه رغم أن د. عصام شرف قام بصرف زيادات لأعضاء هيئة التدريس وصلت إلى مليار جنيه فى حين أن تعييننا لن يتعدى 240 مليون جنيه، ورغم هذه المميزات لأعضاء هيئة التدريس لم يقم أحدهم بالتبرع بشهر من راتبه لصالح الاقتصاد المصرى المنهار.
ويقول جمعة عبد المقصود الحاصل على دكتوراه فى النحو والصرف من جامعة المنصورة إننا طلبنا من وزير التعليم العالى تعييننا فى التعليم المفتوح إلا أنه رفض هذا الطلب، متعللاً بأنه ليس له سلطان عليه وأنما يجب أن يكون من جانب القائمين بالتدريس فيه من أساتذة الجامعات.
ويرى عبد المقصود أن الجامعات فى حاجة إلى ثورة على الفساد والمحسوبية والشللية، ويقول إن مجلس الوزراء لديه الكثير من الحلول، ولكنه لم يفعل شيئاً رغم أن عددنا لا يتجاوز أربعة آلاف درجة علمية حيث إن الجامعات بها أماكن تتسع لأعدادنا ومع ذلك يتجاهلون تعييننا.
ويطالب جمعة عبد المقصود بإيجاد جهة محايدة لحصر العجز الموجود بالجامعات من حملة الماجستير والدكتوراه قائلاً: إن وزير التعليم الحالى لا يستطيع اتخاذ قرار خوفاً من أساتذة الجامعة الحاليين، بالإضافة إلى أن لديه شعورا أنه موجود لتسيير الأعمال فقط حيث إننا فى فترة انتقالية، وأن الأمر يتطلب إعطاءه الفرصة لحل هذه المشكلة.
وأخيراً تؤكد وسام رفعت محمود الحاصلة على ماجستير تربية رياضية أن المشكلة بسيطة ولكن المسئولين يتجاهلون حلها وهذا سببه الفساد بالجامعات، وتتساءل لماذا كل هذا التسويف فى حل هذه القضية التى دقت جرس الإنذار لمواجهة الفساد داخل الجامعات؟
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: .. قصة الـ «20» مليار دولار التى سرقتها إسرائيل وكشفها السادات فى كامب ديفيد    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:33 am


.. قصة الـ «20» مليار دولار التى سرقتها إسرائيل وكشفها السادات فى كامب ديفيد مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 N307





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 24
فى حلقة الأسبوع قبل الماضى كشف السفير بسيونى حكاية?7 جنرالات وشهيد، حملوا أكفانهم على أكتافهم من أجل مصر، انتصروا فى معركة السلام كانتصارهم فى معركة الحرب.. تعرضوا لضغوط ومساومات، تنوء عن حملها الجبال.
تعرض السفير بسيونى لجنرالات المقاهى الذين أجادوا الأكل على كل الموائد، وأجادوا ركوب الموجة وقالوا من خلال الغرف المكيفة والسفريات المشبوهة والاجتماعات المغلقة سنقاتل حتى آخر جندى مصرى.. اتهموا السادات بالخيانة مع أنه البطل، واتهموه بالعمالة مع أنه القائد، ولكن ما أسهل البذاءات التى يطلقها المرتزقة فى وجه الشرفاء، ومع هذا فقد مات السادات بطلاً، أما الذين ناصبوه العداء فقد أصبحوا فى مزبلة التاريخ..
وفى هذه الحلقة اليوم يواصل السفير بسيونى قائلاً: لا توجد معاهدة سلام فى الدنيا طالتها الاتهامات والشائعات مثلما طالت معاهدة السلام المصرية التى وقّعها الرئيس السادات مع الجانب الإسرائيلى برعاية أمريكية، ولا يوجد رئيس فى الدنيا طالته اتهامات بالعمالة والخيانة مثلما طالت الرئيس السادات، ومالا يعرفه الكثير فإن الرئيس السادات قد قال أكثر من مرة لخاصته والمقربين منه -الذين انقلبوا عليه فيما بعد - إنه لا يوجد رجل دولة يذهب إلى الحرب من أجل الحرب.. ولكنه يذهب إلى الحرب من أجل السلام واسترداد الأرض، وهذه الكلمات الموجزة هى التى نفذها السادات، وللأسف لم يلتفت إليها أحد لأنه كان يدرك ببُعد نظره أنه إذا حارب من أجل الحرب، لن يكتب له النجاح وذلك لأن أمريكا لن تسمح لزعيم دولة عربية هزيمة إسرائيل، ولن تسمح للسلاح الشرقى أو السلاح الروسى بهزيمة السلاح الأمريكى الذى تمتلكه إسرائيل.
أما عن الشائعات التى لحقت بمعاهدة السلام فقد رددها البعض بسوء نية وعلى رأسها تلك الشخصيات التى دارت فى فلك جبهة الرفض والتى كان يتزعمها صدام حسين ومعمر القذافى وحافظ الأسد، وهم الذين ادعوا أنهم حماة القومية العربية، والقضية الفلسطينية، وردع إسرائيل، وغيرها من العبارات المطاطة والشعارات الرنّانة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.
وأضاف السفير بسيونى بإنه قد ظهر على السطح بعض الشخصيات التى ركبت الموجة - كما يحدث فى ثورة 25يناير- وقامت بترديد شائعات لإظهار البطولة والخوف على مصلحة البلد مع أن الرئيس السادات قد حمل كفنه على كتفه، عندما تحمل بمفرده قرار الحرب، وتحمل بمفرده أيضاً قرار السلام.. ويكفى أن تحركات وقرارات الرئيس السادات - حربًا وسلمًا - نجحت فى النهاية فى تحرير أرض سيناء فيما ظلت الجولان والقدس محتلتين حتى أيامنا تلك.
وعن أخطر الشائعات التى لحقت بمعاهدة السلام قال السفير بسيونى: ردد البعض عن قصد أو جهل - كما ذكرنا أن معاهدة السلام تشتمل على بنود سرية.. تلك البنود كانت لخدمة أمريكا وإسرائيل، منها إنشاء جامعة عبرية لتكون بمثابة وكر للجواسيس على أرض سيناء، مع أن أعمال الجاسوسية لا تحتاج إلى جامعات أو مدارس، وعندما تبين كذب هذه الادعاءات، قالوا: إن الجامعة الأمريكية تقوم بدور الجامعة العبرية، والتى تم التراجع عنها بسبب الضغط العربى، مما يؤكد أنهم اخترعوا الكذبة وصدقوها.
وأضاف جنرالات المقاهى - كما قال السفير بسيونى: إن معاهدة السلام تتضمن اتفاقًا خطيراً مفاده توصيل مياه النيل والكهرباء لإسرائيل عبر ترعة السلام وخطوط الضغط العالى فى سيناء كما تتضمن إنشاء خزانات للمياه الجوفية لخدمة إسرائيل أيضاً، وعندما لم تتحقق هذه الأكاذيب، أرجعوا بأن ذلك يعود إلى المقاومة التى أبداها زعماء جبهة الرفض لإحباط المخطط الصهيونى الذى وضعه مناحم بيجين بمباركة السادات.
وفى محاولات حثيثة لتشويه السادات ادعى هؤلاء أيضاً أن معاهدة السلام تنص على بيع وتسليم أرض سيناء للإسرائيليين بلا ثمن وحرمان البدو منها وإنشاء مزارع مشتركة فى غرب النوبارية، ودخول الإسرائيليين الأرض المصرية بلا تأشيرة دخول، وكأن مصر أصبحت بلداً مستباحاً، وأن السادات لم يكن رئيساً لمصر، ولكنه كان على أقصى تقدير - من وجهة نظرهم - حاكم ولاية فى أمريكا، ورئيس بلدية فى تل أبيب، هكذا قال أعداء السلام، وأعداء النجاح، وأعداء العروبة.. والآن كما هو واقع أصبحوا ماركة مسجلة فى سجلات الماضى وصفحات التاريخ السوداء.
وفى سر ربما يذاع لأول مرة أكد السفير بسيونى أنه بعد زيارة الرئيس السادات للقدس، وهى الزيارة التى أحدثت زلزالاً فى منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، وجه الرئيس المصرى دعوة للرئيس جيمى كارتر لزيارة مصر.. لم يكن توجيه الدعوة للشو الإعلامى، ولكنها كانت لمناقشة قضايا ملحة وعاجلة قبل الحديث عن أى سلام فى منتجع كامب ديفيد، ولظروف ما لم يأت كارتر، وبعدها سافر السادات لأمريكا.
وفى منتجع كامب ديفيد قال الرئيس السادات لجيمى كارتر: إذا أرادت إسرائيل السلام، لابد لها أولاً: أن تنسحب من كل الأراضى العربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وهضبة الجولان السورية، ولابد لها أن ترد ما أخذته من ثروات وخيرات أثناء احتلالها سيناء.. إسرائيل لابد أن تدفع 20 مليار دولار قيمة ما حصلت عليه من بترول، وفحم ومنجنيز، وموارد طبيعية لا أول لها ولا آخر، إسرائيل لابد أن تدفع قيمة ما أخذته من سيناء نتيجة استغلالها لآثار سيناء، وحملات الجذب السياحى التى روجت لها على أرض محتلة فى مخالفة صريحة للقانون الدولى الذى يجرم مثل هذه الأعمال.
وإضاف السفير بسيونى: أصر الرئيس السادات على أن تدفع إسرائيل 20 مليار دولار كتعويضات للثروة التى نهبتها من سيناء، وصمم أن يرفق بند بمعاهدة السلام يجبر إسرائيل على الالتزام والوفاء بتعهداتها، ولكن إسرائيل - كعادتها - ماطلت حتى كتابة هذه السطور وقالت للسلطات المصرية: إذا أردتم الحصول على 20 مليار دولار.. سيتم فى المقابل دفع 20 مليار دولار للأسر اليهودية التى تركت مصر بعد ثورة 1952 مع أنه لا يوجد ثمة تشابه بين ما استولت عليه إسرائيل عنوة، وموقف الأسر اليهودية التى تركت مصر بحرية مطلقة.
وفى أحد الملاحق الخاصة بمعاهدة السلام قال السفير بسيونى: اتفق الرئيس السادات مع باقى الأطراف على إنشاء نصب تذكارى للجندى المجهول، يخلد ذكرى شهداء معركة الفالوجا التى استشهد فيها البطل خالد الذكر أحمد عبد العزيز، والذى أذاق عصابات الهاجاناه والأورجون والاشترن الأمرين، والتى حارب فيها أيضاً الرئيس جمال عبدالناصر ورفاقه الأبطال أمثال فؤاد نصار وخالد محيى الدين وإبراهيم رفعت، وغيرهم الكثير والكثير، ومع ذلك لم تنشئ إسرائيل النصب التذكارى داخل الأراضى المحتلة، بل طالبت السلطات المصرية بإقامة نصب تذكارى يخلد قتلاها فى منطقة العريش.
كما كشف السفير بسيونى عند بند سرى آخر متعلق بالحقوق التى نهبتها إسرائيل من الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر، وهو الملف المتعلق بدير السلطان، وهذا الدير لمن لا يعلم كان من أملاك الكنيسة القبطية المصرية قبل احتلال إسرائيل مدينة القدس فى 67، وبعد النكسة استولت عليه، واعتبرته من أملاك دولة إسرائيل، إلا أنه قبل توقيعه معاهدة السلام قرر الرئيس السادات أن يعود هذا الدير لأملاك الكنيسة فى مصر وأن تدق فيه الأجراس، وتقام فيه الصلوات بحرية كاملة، إلا أن إسرائيل ماطلت كعادتها رغم صدور حكم نهائى من المحكمة الإسرائيلية بأحقية الكنيسة القبطية فى استرداد الدير.
وفى محاولة لمعرفة المزيد والمزيد عن البنود السرية لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية قال السفير بسيونى: من المعلوم أن معاهدة السلام وضعت أساساً لمستقبل الفلسطينيين مفاده أن يتمتع الشعب الفلسطينى بالحكم الذاتى خلال 5 سنوات من توقيع معاهدة السلام، لتشجيع باقى الأطراف المعنية، وكان المقصود بالطبع سوريا على الدخول فى مفاوضات جادة مع إسرائيل لتحقيق السلام الكامل والشامل، ولكن إسرائيل كعادتها قالت فى البداية إن الأرض مقابل السلام، وبعد استشهاد الرئيس السادات، وسقوط الاتحاد السوفيتى، وموت أبوعمار، وانقسام حماس عن السلطة الفلسطينية، قالت: إن الأمن مقابل السلام.. وجعلت من صواريخ القسام وحماس شماعة للتباطؤ والتواطؤ والتهرب من المبادئ التى وضعها الرئيس السادات مع مناحم بيجن وجيمى كارتر، بغرض عودة الأرض المحتلة.
وبناء على أحد البنود المهمة فى معاهدة السلام كان قد تقرر ترحيل ما يقرب من 4 آلاف أسرة فلسطينية، مقيمة فى مخيم أطلقنا عليه آنذاك «مخيم كندا» بالقرب من رفح المصرية.. كان من المقرر ترحيل هذه الأسر إلى رفح الفلسطينية ليلحقوا بذويهم هناك، وبعد فترة تقاعست إسرائيل عن تنفيذ بنود الاتفاقية واستكمال المهمة كعادتها، لكونها تتمتع بحصانة أمريكية سواء فى الشرق الأوسط أو مجلس الأمن.
ومن أخطر البنود والتى لم يكشف عنها النقاب بعد، يقول السفير بسيونى: بند خرائط الألغام والذى وضعه الرئيس السادات على قائمة أولوياته قبل توقيع معاهدة السلام عام 1979، وأكد بسيونى أنه رغم مماطلة إسرائيل فى تحديد مواقع الألغام، أو تسليم الجانب المصرى الخرائط كاملة فإن الأجهزة المعنية وضعت يدها على كثير من الخرائط والمواقع، وقامت بتطهير الكثير منها، إلا أن الجانب الإسرائيلى لم يف بالتزاماته كاملة، ومن جانبنا -كما قال السفير بسيونى: نقوم باتصالات دبلوماسية وعسكرية بالضغط على إسرائيل لتسليم البقية الباقية من تلك الخرائط لاستغلال خيرات سيناء كاملة خاصة مناطق البترول والفوسفات والمنجنيز فى الجزء الجنوبى منها.
ويتذكر السفير بسيونى أن إسرائيل دائماً ما تضع عراقيل كثيرة فى طريق السلام وتحتاج إلى مفاوض ماهر، يحتاج إلى صبر «وطولة» بال كما يقولون، ويضيف قائلاً: يبدو أن القدر قد خلق الرئيس السادات ليتحمل قرار الحرب، ويصنع قرار السلام ثم يموت شهيداً بعد ذلك، لأن مناحم بيجن كان يحتاج إلى عقلية جبارة للتفاوض معه، ولم يكن موجوداً على الساحة العربية والدولية إلا الرئيس السادات لأداء هذه المهمة.
وللتأكيد على ذلك أنه فى بداية عام 81 طلب مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الاجتماع مع الرئيس السادات لأمر مهم وخطير، وأثناء جلسة مطولة معًا فى شرم الشيخ، أذاعت وكالات الأنباء العالمية أن الطيران الإسرائيلى قام بقصف المفاعل النووى العراقى.. عندها شعر السادات أن بيجن جاء خصيصاً ليشوه صورته أمام الشعوب والزعماء العرب، أراد بيجن حرق الرئيس السادات، أراد أن يقول للعرب: إن رئيس أكبر دولة عربية وافق على ضرب المفاعل العراقى.. وافق على ضربه، وأنا جالس معه.. عندها تم استدعاء السفير الإسرائيلى فى القاهرة «موشى ساسون» وتم التأكيد عليه أن ينقل لبيجن غضب الرئيس السادات، ويبلغه أن إسرائيل لن ترقى إلى مصاف الدول التى تعتمد فى سياستها على الحضارة والدبلوماسية.
وتعد مشكلة «طابا» من أشهر العقبات التى وضعتها إسرائيل فى طريق السلام، فمع أن العلامات الدولية تؤكد حق مصر فى منطقة طابا فإن إسرائيل رفضت تسليمها بسهولة، مما دعا مصر إلى التحكيم الدولى.. والذى أقر فى النهاية بالعلامات الكائنة أيام الانتداب البريطانى لأرض فلسطين، حيث أقرت جميع الأطراف بسلامة الموقع المصرى وتم استرداد منطقة طابا كاملة غير منقوصة.
أما مستعمرة ياميت فكانت حكايتها حكاية - كما يقول السفير بسيونى - حيث رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى التفاوض بشأنها فى البداية، وأكد أنها ستكون مستعمرة يتيمة للإخوة اليهود على أرض سيناء الحبيبة، وستكون بمثابة حائط مبكى للذين فقدوا ذويهم على أرض سيناء، وتأكيداً لكلامه أمر بإنشاء معبد أطلق عليه «السيناجوج».. إلا أن الرئيس السادات رفض كل هذه الألاعيب، وقال: إذا أراد اليهود البكاء على قتلاهم، فيمكنهم تكليف أشقائهم المصريين بالمهمة بعد دفع «المعلوم» فكلنا «أبناء الله وأحباؤه».. وتشاء الأقدار، ويموت الرئيس السادات شهيداً وسط أبنائه فى 6 أكتوبر 1981.
وقد أصر الرئيس السابق مبارك على تدمير ياميت، وبالفعل، قام أكثر من 20 ألف جندى إسرائيلى بتدمير المستعمرة، وتركوا المعبد قائماً بعد أن كتبوا على بابه «إن نسيتم القدس، انسوا ياميت».
وفى الحلقة قبل الأخيرة قال السفير بسيونى إن إسرائيل هى العدو الحقيقى لمصر فإذا سقطت مصر - لا قدر الله - سقطت الأمة العربية، وإذا نهضت مصر، نهضت الأمة العربية.. ومع كل هذه الظروف كما يقول السفير بسيونى إن مصر لن تسقط بفضل شعبها وجيشها وماضيها وحاضرها، وشكيمتها التى لن تلين.
فى الحلقة القادمة (الأخيرة)
قصة الملوك والرؤساء العرب مع عبدالناصر والسادات وجولدا مائير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: الكعبة تتلألأ بأنوار كسوتها عبر العصور وحكايات ونوادر لرحلات الحج    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:34 am


الكعبة تتلألأ بأنوار كسوتها عبر العصور وحكايات ونوادر لرحلات الحج مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 N306





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 46x
فى مثل هذه الأيام المباركة تتعلق أفئدة ملايين المسلمين ببيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تقصد البيت العتيق فى كل عام، يأتون من كل بقاع الأرض لأداء هذه الأمنية الغالية لكل مسلم ويتابع المسلمون فى كافة أرجاء الدنيا الحج بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يكتب لهم أداءها لتتحقق لديهم أغلى الآمال وأسمى الأمنيات بحج بيت الله والطواف بالكعبة المشرفة والتى قد بناها نبى الله ابراهيم أبو الأنبياء وابنه إسماعيل امتثالاً لأمر الله.. وهكذا أصبحت الكعبة هى الدرة الغالية التى تستقبلها جموع المسلمين فى شتى بقاع الأرض فى صلواتهم ابتغاء وجه الله وحين الدعاء اليه سبحانه وتعالى، كما أن هذه الكعبة التى تتوسط المسجد الحرام صارت مركزا لعقيدة التوحيد على يد خاتم الأنبياء وإمام المرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه.. وقد تواترت روايات كثيرة حول بناء الكعبة وكسوتها وكلها موثقة توثيقا تاريخيا فى وجدان المؤمنين وهذا الملف يعرض لبعض من هذه الروايات.
كانت رحلة الحج قديما تحمل العديد من المخاطر و تستغرق أسابيع أو شهورا، وللتاريخ فى هذا الأمر العديد من النوادر والحكايات حول رحلات الحج خاصة التى كان يقوم بها الملوك والأمراء يحكيها لـ «أكتوبر» المؤرخ إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب حيث يقول: إن التاريخ سجل الاستعدادات التى حرص عليها حكام مصر فقد كانوا يقومون بتسيير قوافل الحج وسط احتفالات كبيرة، بالإضافة إلى الاهتمام بكسوة الكعبة وتقديم الهدايا والأموال لأهل مكة.
وفى القرن التاسع عشر، كانت القاهرة تحتفل بخروج المحمل فيسير الجمل الحامل للهودج وحوله وأمامه الجنود الراكبة والراجلة حتى ينتهى الموكب إلى ميدان القلعة وتطلق المدافع تحية للمحمل ثم يتابع الموكب سيره إلى العباسية حيث يتفرق الناس وينزل ركب المحمل إلى خيامهم فى فضاء بالعباسية وينصب المحمل فى وسط ساحتها ليزوره من يريد التبرك به ثم يرحل المحمل من العباسية إلى السويس على قطار خاص ومنها بحراً إلى جدة ثم إلى مكة، وعند عودة المحمل كانت الحكومة المصرية تحتفل به رسمياً، ويسير الموكب من العباسية إلى القلعة وتطلق المدافع وتحفظ كسوة المحمل بمخزن وزارة المالية، وكان من ضمن وظائف المحمل وظيفة اسمها أمين الكساوى والحلوى ويقوم بتوزيع الحلوى والكساوى التى كانت ترسل إلى أهل مكة ثم استعيض عنها بأثمانها، وكان يخرج معه موظف يسمى «مأمور الذخيرة» فى عهدته كميات كبيرة من «البقسماط» ليسد الحاجة إذا قلت الأقوات بمكة وكان للمحمل عشرون جملاً تحفظ فى مكان خاص ببولاق ويتولى شراءها موظف يدعى «شيخ الجمل»
وفى عصر الفاطميين 972م كان المحمل يتكلف مائتى ألف دينار حيث يضم كسوة الكعبة وهدايا من خيرات مصر، وكانت الكسوة ترسل مرة كل عام ثم أصبحت ترسل مرتين سنوياً ويكون خروج المحمل على ظهر جمل فى ثوب مزركش.
وفى عام 972م تأسست دار الكسوة بحى الخرنفش بالقاهرة وخصصت لها ميزانية 4550 ديناراً وتم تطويرها وتزويدها بالآلات ويعمل بها ستون من الفنيين فى الحياكة والتطريز ويحرص كبار الشخصيات على التوجه إلى دار الكسوة للمشاركة فى حياكة الكسوة ولو بغرزتين لتحل عليهم البركة.
والكسوة يتم تصنيعها من الخيوط الحريرية والقطن والمقصبات مثل المخيش وهو نوع من الخيوط السلكية الرقيقة من الفضة الخالصة أو المذهبة، وكان العمال يرتدون ملابس نظيفة ويشترط الوضوء قبل أن يلمسوا خيوط الكسوة على أن يسبق العمل ترديد جماعى لفاتحة القرآن الكريم والتكبير بصوت جهورى ثم يطلق البخور، وأمام العمال أطباق بها ماء الورد ليغسل بها العامل يده إذا ابتلت (بالعرق) أثناء العمل، وكان خروج المحمل من أرض الخفير بالعباسية حتى حى الحسين ثم إلى مكة المكرمة بصحبة «أمير الحج» بدرجة وزير.
رحلة المحمل
ويقول إبراهيم عنانى ان النفقات التى صرفت من المالية المصرية على المحمل عام 1909م بلغت خمسين ألف جنيه مصرى، بالإضافة لتكاليف الكسوة للحرمين الشريفين التى وصلت هى الأخرى خمسة آلاف جنيه مصرى.
وكان المحمل قوامه عشرون جملاً وأمامها الطبالون، وكان نصارى مصر يشاركون فى توديع المحمل، حيث كانت أرجاء سراى عابدين تمتلئ بطوائف الشعب من مسلمين ونصارى، وظلت مصر ترسل الكسوة حتى عام 1961م إلى أن قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء دار أم الجود لصناعة الكسوة وتشمل الكسوة: ثمانية أربطة تتكون من اثنين وخمسين ثوباً من القماش اللمخي، وستارة باب الكعبة، وستارة باب التوبة، وستارة باب سطح الكعبة، وكيس مفتاح الكعبة، والمحمل هو الهودج المرفوع على الجمل ويتكون المحمل من مربع خشبى ذى قمة هرمية الشكل مغطى بستر من الديباج الأسود عليه كتابة وزخارف مطرزة بالذهب يعلوه منظر للمسجد الحرام، أما فى الداخل فيوجد مصحفان أحدهما على هيئة لفائف والآخر على هيئة كتاب وكلاهما داخل صندوق من الفضة المذهبة ويرفع المحمل على جمل طويل يتم اختياره بعناية ويصبح هذا الجمل سعيد الحظ إذ يعفى بعد رحلته من العمل بقية حياته وترافق المحمل الكسوة التى كانت تأتى من القلعة إلى مسجد الحسين لتخاط أقسامها الأربعة استعداداً للرحيل وهى من الديباج الأسود الغليظ مغطاة بنقوش لآيات قرآنية منسوجة من الحرير وتأتى محملة على حمير يقودها الحمارون من الفلاحين بلباسهم الأزرق العادى ويسيرون وسط عدد هائل من المصريين، ولقد جاءوا لمشاهدة الرحلة، بعدها يأتى الحزام وهو الشريط الذى يخاط بالكسوة فيحيط الكعبة عند ثلث ارتفاعها مرفوعاً فوق لوح طويل من الخشب يحمله قرابة عشرين رجلاً ثم تأتى جماعة (البلطجية) وهى الجماعة التى تحمل البلطة لأجل تسهيل الطريق أمام الحجاج بقطع الأشجار وإقامة الحصون.
ويذكر أن الإعداد للمحمل كان يبدأ قبل موسم الحج بأربعة أشهر حيث كانت تهتم الدولة العثمانية به اهتماماً بالغاً ويكلف الباب العالى لجنة لمتابعة أمور المحمل فى الأقاليم الإسلامية وتصدر الأوامر الصارمة لولاة البلدان والأمصار لتوفير احتياجات المحمل وتأمينه لأن هيبته من هيبة الدولة.
وكان المحمل المخصص للحج له مواصفات خاصة حيث كان يبدأ بالبيرق وهو لواء مربع من الحرير يتوسطه شعار أبيض وخلف البيرق يأتى جميع الحجيج كل اثنين يركبان جملاً وعلى الجمل صندوقان من كل جهة بها الأثاث والاحتياجات الضرورية، وكما كان الجمل عظيماً فى قدرته على التحمل كان أجدادنا أكثر عظمة فلنا أن نتخيل رحلة كهذه تبدأ من القاهرة ودمشق وبغداد وكل العواصم العربية وتنتهى فى المملكة العربية السعودية ورغم أهوال السفر ومخاطره فقد تحملوا كل الصعاب والآلام عشقاً فى زيارة الديار المقدسة وكثيراً ما كانت الجمال تموت من طول مسافة السفر والإجهاد ولكن كل ذلك يهون من أجل زيارة الحبيب المصطفى فهناك تصفو القلوب وتزول الآلام والهموم وتستريح الأبدان .
الموكب أمام الخديوى
كان الخديوى توفيق يحرص على مشاهدة الموكب ويجلس فى سرادق وحوله كبار رجال الدولة وقناصل الدول ويسير موكب المحمل على أصوات المنشدين وهم يرتلون الآيات القرآنية ويتقدمهم أمير الحج وخلفه الجمال تحمل الكسوة والصناديق العامرة بالعملات الذهبية التى سيتم توزيعها على فقراء أهل الحجاز وكان لقب المسئول عن هذه الأموال (أمير الصرة).
وأثناء موكب المحمل كان يتم ختان الأولاد فى مظاهر علانية، كما كانت النساء العقيمات يقمن بالمرور من أسفل بطن الجمل الذى يحمل الكسوة أملاً فى أن تحل البركة ويحدث الحمل وكان أفراد الشعب يتدافعون أملاً فى لمس الكسوة والبعض يمرر المنديل على المحمل ليحتفظ به غير ذلك من التقاليد التى كانت سائدة إلا أنه تم إبطال المحمل وتم الاقتصار على ما يسمى بعثة الحج.
وفى مكتبة الإسكندرية توجد بمتحف المكتبة قطعة من كسوة الكعبة كان الاقتصادى «طلعت حرب» يحتفظ بها، وقام أحفاده بإهدائها للمكتبة حتى أن الزائر لمكتبة الإسكندرية يحرص على مشاهدة هذه الكسوة بل إن البعض يحاول لمسها للتبرك بها فكان المتبع أن ترسل مصر كل عام كسوة مع إعادة الكسوة الخاصة بالعام السابق، ولذلك فإن الحكام كانوا يعملون على الاحتفاظ بالكسوة التى تمت إعادتها لأنها نالت بركة الكعبة المشرفة.
بنيت الكعبة المشرفة على يد سيدنا ابراهيم وولده اسماعيل بأمر من الله سبحانه وتعالى واصبحت الكعبة بيتا لله ومركزاً لعقيدة التوحيد على يد نبى الأمة محمد صلى الله عليه وسلم أما كسوة الكعبة فلها روايات كثيرة وكلها موثقة فى مروج الذهب فأول من كسا الكعبة هو (تبع أبو كرب أسعد) الملك العربى الحميدى ويروى «العمرى» أن تبعا رأى فى المنام انه يكسو الكعبة حين مر بمكة راجعا من غزوته ليثرب سنه 220 قبل الهجرة وقد تحققت رؤياه وكسا الكعبة وجعل لها بابا ومفتاحا، كما يذكر العمرى انه بدأ يكسوها «بالمسوح والانطاع» معادن نفيسة ثقيلة وخشى أن يؤثر ذلك على بناء الكعبة فكساها «الملاء والوصائل وهى ثياب موصلة من ثياب اليمن ثم تبعه خلفاؤه فكانوا يكسونها بالجلد والقباطى (وهو قماش مصرى) زمنا طويلا، ثم أخذ الناس يقدمون اليها الهدايا من الكساوى المختلفة فيلبسونها على بعضها فكان إذا بلى ثوب وضع عليه ثوب آخر حتى جاء قصى بن كلاب فوضع على القبائل مبلغا من المال لكسوتها سنويا، واستمر ابناؤه من بعده على هذا التقليد، وكان ابو ربيعة بن المغيره قبل الإسلام يكسوها سنة، وقبائل قريش تكسوها أخرى فسمى بذلك العدل، لعدله بين قبائل قريش وفى كسوة الكعبه.
كما ذكر ايضا العمرى أن خالد بن جعفر بن كلاب أول من كسا الكعبة «بالديباج» وايضا نتيلة بنت جناب أم العباس بن عبد المطلب وذلك عندما ضل العباس الطريق وهو صغير فنذرت امه إن وجدته أن تكسو الكعبة بالديباج.
كسوة الرسول والخلفاء
روى ابن هشام أن الكعبة فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تكسى بالقباطى وهى ثياب بيضاء كانت تصنع فى مصر ثم كسيت «بالبرود» وهى ضرب من ثياب اليمن.
وقام بكسوتها عمر بن الخطاب وعثمان ابن عفان وعبد الله بن الزبير وكساها معاويه بن ابى سفيان بالديباج ثم كساها الخليفة الأموى عبد الله بن مروان.
وبعد ذلك جرت عادة الخلفاء الأمويين على وضع الكسوة الجديدة فوق الأكسية القديمة، حتى إذا تولى الخليفة العباسى المهدى وشكا اليه سدنة الكعبة أنهم يخشون من تكاثر الأكسية على بناء الكعبة، فأمر المهدى برفع الأكسية القديمة، وابدلها بكسوة جديدة واصبحت سنه تتبع طوال العصور التالية.
وقام الخليفة العباسى المأمون بكسوة الكعبة ثلاث مرات فكان يكسوها بالديباج الأحمر يوم «التروية» والقباطى يوم هلال رجب والديباج الأبيض يوم سبع وعشرين من رمضان (ليلة القدر)
وكان سائر الخلفاء العباسيين يكسون الكعبة عادة بالحرير الأسود.
وضعفت الدولة العباسية فصار يكسوها حكام مصر تارة وحكام اليمن تارة أخرى، ثم انفرد حكام مصر بكسوة الكعبة لعدة قرون.
الكسوة المصرية للكعبة
أمر الخليفة الفاطمى المعز لدين الله بعد فتحه مصر سنة 362هـ «972»م بعمل كسوة للكعبة وكانت هذه الكسوة مربعة الشكل من ديباج أحمر سعتها مائة واربعة واربعون شبراً، وكان فى حافاتها اثنا عشر هلالا ذهبيا فى كل هلال أنسجة ذهبية او فى كل منها خمسون درة تشبه بيض الحمام فى الكبر وكان فيها الياقوت الأحمر والأصفر والأزرق، وقد نقش فى حافاتها الآيات التى وردت فى الحج والآيه 95 من سورة آل عمران والآيه «3» من سورة براءة بحروف من الزمرد الأحمر وزينت هذه الكتابه بالجواهر الثمينة، وكانت هذه الكسوة معطرة بمسحوق المسك «من تاريخ مصر».
وفى يوم النحر بعثت كسوة الكعبة الشريفة من الركب المصرى الى البيت الكريم فوضعت فى سطحه، فلما كان اليوم الثالث بعد النحر أسدلت على الكعبة الشريفة وهى كسوة سوداء محاكة من الحرير مبطنة بالكتان وفى اعلاها مكتوب بالخط الأبيض (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً) وفى سائر جهاتها مكتوب بالخيط الأبيض آيات من القرآن الكريم، وعليها نور لائح مشرق من سوادها ولما كسيت شمرت اذيالها صونا من أيدى الحجيج، والملك الناصر هو الذى يتولى كسوة الكعبة المشرفة ويبعث مرتبات القاضى والخطيب والمؤذنين والفراشين على خدمة الكعبة وما يحتاج اليه الحرم الشريف من الشمع والزيت فى كل سنة.
وطوال القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين كانت مصر ترسل الكسوة للكعبة سنويا وتتألف من ثمانى ستائر من الحرير الأسود وقد كتب عليها بالنسيج فى كل مكان «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وطول الستارة نحو 15متراً ومتوسط عرضها خمسة أمتار وعدة سنتيمترات وكل ستارتين تعلقان على جهة من جهات الكعبة فتربطان بعرى وأزرار فإذا انتهى تشبيكها كلها صارت كالقميص المربع الأسود.
ثم يوضع بعد ذلك محيط الكعبة فوق هذه الستائر فيما دون ثلثها الأعلى حزام يسمى «رنكا» مركب من أربع قطع مصنوعة من المخيش المذهب مكتوب عليها آيات قرآنية بالخط الجميل ومكتوب على هذا الحزام من جهته التى فيها باب الكعبة (بسم الله الرحمن الرحيم، وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا إلى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا منا سكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم).
ومكتوب من الجهة التى تليها من جهة الحجر الأسود بسم الله الرحمن الرحيم (قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم).
بسم الله الرحمن الرحيم (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بى شيئا وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق).
دار الفسيحة بحى الخرنفش
كانت الكسوة تصنع فى مصر سنويا بدار الفسيحة فى حى الخرنفش بالقاهرة، وكانت ميزانية هذه الكسوة فى مطلع القرن العشرين حوالى 4550 جنيها ويتبع هذه الكسوة ايضا ستارة باب الكعبة من خارجها ويسمونها «البرقع» وستارة باب منبر الحرم الشريف وهى من الأطلس المصنوع بالمخيش الذهبى والفضى.
من مصر إلى مكة
وعندما كانت تجهز كسوة الكعبة، كانت تصل من مصر الى مكه وتسلم للشيبى القائم بسدانة الكعبة بإشهاد شرعى يحضره كبار العلماء فتبقىفى منزله الى صباح يوم عيد النحر فيؤتى بها على اعناق الرجال وتعلق على الكعبة بعد انزال الكسوة القديمة أو يكون المسجد خاليا من الناس لأن معظمهم يكون بمنى ولا يبقى فى مكة الا نفر قليل.
اما الكسوة القديمة، فيرسل المقصب فيها الى شريف مكة وغير المقصب يأخذه الشيبى ويبيعه للحجاج للتبرك.
من قاهرة المعز لمكة
كانت كسوة الكعبة المصرية تحمل على محمل يسمى محمل كسوة الكعبة وبدأت هذه الظاهرة تنتشر حوالى عام 645هـ منذ أن ذهبت شجرة الدر لاداء فريضة الحج فركبت «الهودج» واحتفل بسفرها وكان معها المحمل وأصبح بعد ذلك هذا الاحتفال يقام سنويا وسنة متبعة واهتم الفاطميون بالمحمل وبلغت نفقاته اكثر من مائتى الف دينار واستمر الاهتمام به فى عصر المماليك وكانت وظيفة أمير الحج فى المرتبة الثالثة من مراتب الدولة، وكان صاحبها مرشحا لان يكون حاكما للقاهرة وهو المنصب الذى يلى منصب السلطان المملوكى مباشرة او بلغ من كبارملوك دولة المماليك للمحمل أنهم أمروا جميع حكام البلاد التى يمر بها المحمل فى طريقه بأن يقبلوا خف جمل المحمل منذ استقباله أو استمر امراء مكة يقبلونه حتى أعفاهم السلطان جقمق سنة 843هـ.
غسل الكعبة
وكان لغسل الكعبة احتفال عظيم يحضره كبار الشخصيات والحجاج فيدخل شريف مكة ليصلى ركعتين، ثم يأتى بدلاء من ماء زمزم فيغسل أرضها بمكانس صغيرة من الخوص ويسيل الماء من ثقب فى عتبتها، ثم يغسلها بماء الورد ثم يضمخ أرضها وحوائطها على ارتفاع الأيدى بأنواع الأدهان العطرية وفى اثناء ذلك يكون البخور متصاعداً فيها ثم يقف الشريف على الباب ويلقى على الحاضرين المكانس التى استخدمت فى غسل الكعبة ويحدث غسيل الكعبة عدة مرات فى العام: فى العشرين من محرم وأول جمعة من رجب و العشرين من ذى القعدة كما تغسل فى عشرين من ذى الحجة.
ابن بطوطة ووصف الكعبة
كان مولد الرحالة ابن بطوطة فى سنه 1304م وتوفى عام 1377م وقد زار مكة خلال رحلته الأولى (1325 - 1343) ووصف الكعبة كما شاهدها فقال فى وصفها: «الكعبة ماثلة فى وسط المسجد وهى بنية مربعة ارتفاعها فى الهواء من الجهات الثلاثة؛ ثمان وعشرون ذراعا، من الجهة الرابعة التى بين الحجر الأسود والركن اليمانى تسع وعشرون ذراعا وعرض صفحتيها التى من الركن العراقى إلى الحجر الأسود اربعة وخمسون شبرا، وكذلك عرض الصفحة التى تقابلها من الركن اليمانى الى الشامى، وعرض صفحتها التى فى الركن العراقى لى الركن الشامى من داخل الحجر ثمانية واربعون شبرا وكذلك عرض الصفحة التى تقابلها من الركن الشامى الى الركن العراقى، اما خارج الحجر فإنه مائة وعشرون شبرا والطواف خارج الحجر اليمانى.
داخل الكعبة
اما داخل الكعبة المشرفة فمفروش بالرخام المجزع وحيطانه كذلك وله أعمدة ثلاثة طوال مفرطة الطول من خشب الساج، بين كل عمود منها أربع خطى وهى متوسطة فى الفضاء داخل الكعبة المشرفة وايثار الكعبة الشريفة من الحرير الأسود مكتوب عليه بالأبيض وهى تتلألأ عليها نوراً واشراقا وتكسوها من الأعلى الى الأرض.
ومن عجائب الآيات فى الكعبة الكريمة المشرفة أن بابها يفتح والحرم غاض بأمم لا يحصيها الا الله الذى خلقهم ورزقهم، فيدخلون أجمعين ولا تضيق بهم، ومن عجائبها أنها لا تخلو من طائف أبداً ليلا ولا نهاراً، ولم يذكر أحد قط أنه رآها دون طائف ومن عجائبها أن حمام مكة على كثرته وسواه من الطير لا ينزل عليها ولا يعلوها فى الطيران، وتجد الحمام يطير الى أعلى الحرم أما الكعبة الشريفة فيعرج عنها الى إحدى الجهات وكأنه يطوف مع الطائفين حولها..وكل عام وأنتم بخير.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: الأسود ودرجات البنى والأخضر ألوان الشتاء    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:35 am


الأسود ودرجات البنى والأخضر ألوان الشتاء





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 40x-6
ترغب كل امرأة فى بداية موسم الشتاء فى معرفة ألوان وخطوط الموضة، لكى ترتديها، وفى هذا الاطار تحدثنا مصممة ازياء المحجبات «نعيمة كامل» عن الموضة فى خريف وشتاء 2012 قائلة :الاسود والبنى بدرجاته تتربع على عرش الموضة فى الموسم الشتوى لهذا العام، وأحرص دائما أن تكون الموديلات مختلفة، كما أحرص دائما على تقديم زى يتناسب مع المحجبات .
واعتمد فى هذا الموسم على الموديل الواسع الذى يتناسب مع الفتاة النحيفة والبدينة فى نفس الوقت، مع الحرص على استخدام الايشارب و الاكسسوار والشنطة الذى يعطى الشكل النهائى للموديل، ومن الجدير بالذكر ان مصممة الاكسسوار جيهان هريدى هى التى تقوم بتصميم الاكسسوار الذى يتناسب مع الموديل الذى اقوم بتصنيعه .
وعن أسلوبها فى استلهام ورسم التصاميم، تقول كامل: تلهمنى الطبيعة والبشر والبيئة بكل ما فيها من مفردات، وأحرص على متابعة كل جديد فى عالم الموضة من خلال ما يطرحه ملوك الموضة العالمية فى الأزياء والإكسسوار وكذلك الخامات الجديدة.
وعن ألوان الموضة فى هذا الموسم تقول :حرصت على استخدام لون الكافيه والموف والأخضر فى الموديلات لانهم ألوان الموضة لهذا العام بالاضافة الى الاسود والبنى كما ذكرت فى البداية، واعتمدت على انواع من الاقمشة التى تكون فى مظهرها خفيفا ولكنها تقدم التدفئة المناسبة دون إعطاء حجم أكبر للجسم، وكنت افكر دوما فى المرأة العاملة التى تحتاج إلى موديلات سهلة فى ارتدائها، ولذلك حرصت على تقديم تلك النوعية من الموديلات لها.
وتواصل: افضل ايضا استعمال القماش السادة مع استعمال اكسسوار ملون ليضفى نوعا من الجاذبية عليه.. ولقد ابتكرت «جيهان هريدي» نوعية من الاكسسوار المختلف والجذاب وهو الاكسسوار البدوى او الحزام البدوى الذى يضيف للموديل نوعا من الجاذبية لتداخل ألوانه، وتتسم بالأصالة ولدينا فى مصر نبع لا ينضب من التراث النوبى والبدوي، وهذه القطع يتم تنفيذها بأسلوب عصرى ينسجم مع الموديلات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: حــوارات إباحية فى مسلسلات للأطفـال!    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:36 am


حــوارات إباحية فى مسلسلات للأطفـال! مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Mohr



على شاشة إحدى القنوات الفضائية، المفروض أنها موجهة للأطفال، دار هذا الحوار المترجم إلى العربية بين فتى مراهق وصديقته.. الفتاه: الحقيقة أن ركبى تؤلمنى كثيرا من ليلة أمس، كانت رائعة، أظن أننا بصدد إنجاب طفل رائع.. الفتى: ولكنى لم أفعل ما يؤدى إلى الإنجاب..الفتاة فى استغراب: وماذا كنت تفعل بالأمس.
هذا نموذج مرعب مما يقال فى حوارات المسلسلات المترجمة والمدبلجة، ويشاهدها أطفالنا، فى غفلة منا ومن الأجهزة الرقابية، وهو ما دفع الدكتورة بثينة عبدالرءوف لإعداد بحث مهم وخطير عن تأثير الدراما الأجنبية وبرامج الأطفال الغربية على الأطفال والمراهقين العرب.
وتتساءل فى دراستها: ما هى القيم التى يكتسبها المراهق من مثل هذا الموقف وأمثاله ، الذى لا تخلو حلقة من حلقات مسلسل أمريكى من مواقف مشابهة له. وتمثل خطورة هذه القيم وتأثيرها فى المشاهد الصغير، أن المراهق يمر بمرحلة رفض السلوك المعتاد فى المجتمع، كما تتضمن رفض النصح والإرشاد والتوجيه، والرغبة فى مغايرة المعايير الاجتماعية فى الملابس والكلام والسلوك العام،وبهذا يجد المراهق غايته وضالته عند مشاهدة هذه الأعمال الدرامية، فيتشبه بأبطالها ويسلك سلوكهم، ويعتبر هذه القيم هى القيم المثلى، ولكنه يشعر فى نفس الوقت بصراع داخلى نتيجة الاختلاف القيمى بين المجتمع الذى يعيش فيه والقيم المتضمنة فى هذه الأعمال، خاصة إذا كانت هناك أسر تهتم بالنواحى الدينية.
وتحذر الدراسة من أن انتشار الأعمال الدرامية الأجنبية فى المجتمع المصرى يصاحبه بالضرورة انتشار أنماط من القيم المادية الغريبة على الواقع الاجتماعى المحلى، مما يؤثر سلبا على الأبناء، ويؤدى إلى انتقال الكثير من القيم والاتجاهات غير المرغوب فيها، مما يؤدى إلى اغترابهم داخل مجتمعاتهم، ويمر البعض بصراع أحد طرفيه، الحفاظ على القيم والسلوك المكتسبة من التربية الأسرية والدينية، أما الطرف الآخر فهو يمثل قيم وسلوكيات الشخصيات المقدمة فى الأعمال الدرامية الأجنبية وما لها من جاذبية وبريق. وترى الدراسة أن خطورة هذا النوع من القنوات يتمثل فى استخدامه لبعض الشرائح الاجتماعية فى الدول العربية، لتكون جسرا يتم من خلاله تمرير العديد من الخطابات الإعلامية ذات الطابع الترفيهى الرخيص أو العنف والأعمال الدرامية التى تحمل قيما وسلوكا أجنبيا، وتضرب الهوية الثقافية فى العمق.
والسؤال الذى يفرض نفسه.. لماذا يتم افتتاح أربع قنوات فضائية بأموال عربية لتقديم البرامج والدراما الأمريكية فقط؟! وإذا كان هذا يحدث تحت شعار الانفتاح على العالم وحوار الحضارات، فلماذا يكون هذا العالم أمريكيا فقط ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: ظروفنـا الخاصــة.. ولعنة «الشماريخ»    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:39 am


ظروفنـا الخاصــة.. ولعنة «الشماريخ» مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 My1748





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 75v
تسود حالة من الاستياء الشديد داخل الأندية الجماهيرية بعد توالى عقوبات لجنة المسابقات باتحاد الكرة عليها بسبب إشعال الجماهير للمشاريخ من المدرجات خلال مباريات الأسابيع الماضية من الدورى العام، وتنوعت العقوبات ما بين غرامات مالية فادحة تصل إلى 50 ألف جنيه للمشروخ الواحد وتصاعدت إلى إقامة مباريات خارج الأرض ثم كانت إقامة المباريات بدون جمهور وهو ما سيواجه الزمالك فى مباراته بعد القادمة مع اتحاد الشرطة والأهلى مع الداخلية ثم مع الإسماعيلى.. وهو ما قد يهدد باستمرار المسابقة وحدوث مالا تحمد عقباه خاصة فى ظل تهديدات جماهير قطبى الكرة باقتحام الاستاد الذى ستقام عليه المباراتان فى حالة منعهما من الدخول.
المسألة أصبحت لا تبشر بالخير خاصة فى ظل ضجر مسئولى الأندية من حرمانهم من مصدر مهم من مصادر تمويل النادى وهى الحضور الجماهيرى للملاعب وما يزيد الأمر صعوبة هو فرض غرامات مالية فى نفس الوقت فالنادى يدفع ولا يتحصل فى المقابل على شىء.
فى البداية يؤكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات أن هذه العقوبات هى الضامن لتراجع الجماهير عن عنادهم، مشددا على أن اتحاد الكرة يحمّل المسئولية إذا ما قرر إلغاء العقوبات المضادة لإشعال الشماريخ فى المدرجات.
وأضاف أنه فى حال إلغاء العقوبات والتى هى إما الغرامة المالية ثم تتصاعد لنقل مباراة خارج الأرض ثم العقوبة الأكبر باللعب بدون جماهير، ففى حال الإلغاء وقتها لن نستطيع السيطرة على الجماهير فى ظل الظروف الراهنة، بجانب أنه قد تتطور الأمور ويحدث مالا تحمد عقباه بين جماهير الأندية.
وفى النهاية طالب إدارات الأندية خاصة الجماهيرية القيام بواجباتها فى حث جماهيرها على التشجيع المثالى وعدم إثارة المشاكل حتى لا تتعرض الأندية للعقوبات المتكررة لأن النادى فى النهاية هو الخاسر ماديا وجماهيريا، خاصة أن البلاد تمر بمرحلة حرجة ولا تحتمل أى توتر أو انفلات جديد.
فى حين أكد جلال إبراهيم رئيس نادى الزمالك أنه حزين وغير راض عن العقوبات المتتالية التى تصيب ناديه، بل إنه عبر عن غضبه من القرارات التى تخرج من اتحاد الكرة بنقل مباريات الفريق خارج أرضه وخوضه مباريات أخرى على أرضه ولكن بدون جمهور بخلاف الخصومات والعقوبات المالية.
وشدد على أن إدارة أى ناد لا تملك السيطرة على جماهيرها، وإن كان - من وجهة نظره - إشعال الشماريخ لا يعد مخالفة بل هو تعبير عن السعادة وهى ليست مقصورة على الملاعب المصرية فقط فإشعال الشماريخ منتشر فى الملاعب العالمية.
وأوضح أن اتحاد الكرة يتحامل على الأندية الجماهيرية بحرمانها من تواجد جماهيرها فى المدرجات لسببين: الأول وهو ما يتعلق بحرمان اللاعبين من المساندة والتشجيع وهو ما يؤثر على مسيرة الفريق، والثانى يتعلق بحرمان النادى نفسه من مورد مهم من الموارد التى يعتمد عليها فى ضخ الأموال لخزانته والصرف على أنشطته بخلاف الأعباء المالية التى يتكبدها النادى فى نقبل المباريات خارج القاهرة من تكاليف سفر وغيرها.
واختتم جلال إبراهيم أن قرارات لجنة المسابقات والعقوبات التى توقعها على الأندية لا تقدم أى حلول، فالمسألة دخلت فى إطار العناد بين الجماهير والاتحاد وهو ما يهدد بأن تقام المباريات القادمة لكل ناد بدون جمهور.
وطالب رئيس الزمالك جميع الأندية المصرية بالتصدى لعشوائية اتحاد الكرة فى قراراته بعد وضع الأمن فى مواجهة مع الأندية، كما طالب الجماهير بالتوقف عن إشعال الشماريخ لتفويت الفرصة على اتحاد الكرة مع ضرورة قيام لجنة المسابقات بقصر العقوبات فى حالة رمى الشماريخ فى أرض الملعب فقط.
وسانده عدلى القيعى مدير لجنة التعاقدات والاستثمار بالنادى الأهلى، حيث قال إنه لو تحققت النتائج المرجوة من هذه العقوبات فأهلا وسهلا بها، ولكن لم يبق من الوسائل المنطقية لحل هذه المشكلة سوى فتح حوار مع شباب الألتراس ووضعهم أمامهم مسئوليتهم، أما العقوبات فمن الواضح أنها لم تأت بنتيجة والأمور تتصاعد ويبدو أن اتحاد الكرة سعيد بالغرامات المالية الكبيرة التى تدفعها الأندية.
وقال إن الأندية ستدخل مرحلة الخراب والانهيار سواء من افتقادها لجماهيرها التى يمثل حضورها للملاعب جزءا مهما من الموارد المالية، أو لمعاناتها مع الاتحاد فى أزمة رعاية المؤتمرات.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: معارضة الأهلى سـعيدة بــأول ضربة لحمـدى    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:40 am


معارضة الأهلى سـعيدة بــأول ضربة لحمـدى مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 My1748





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 78S
تشهد جبهة المعارضة داخل النادى الأهلى حالة من السعادة بعد تلقيهم مؤخرا خبر خروج حسن حمدى رئيس النادى من عضوية مجلس إدارة مؤسسة الأهرام معتبرين ذلك أول لطمة قوية لحمدى- من وجهة نظرهم- فى نزاعهم معه.
والذين عبروا عن أمنيتهم بانتظار الجديد فى صراعهم مع حمدى خلال البلاغات المقدمة ضده للنائب العام والرقابة الإدارية.
وبرغم محاولة أنصار حمدى سواء داخل الأهلى أو بالأهرام من التأكيد على أنه خرج من مجلس إدارة المؤسسة الأخيرة بحجة وجود تغيير دورى فى عضوية المجلس تتم من حين لآخر، وبالتالى فلا يوجد ما يعيب الرجل فى ذلك وأنه سيبقى فى منصبه بوكالة الإعلان لمدة عامين مقبلين حتى بلوغه سن الــ «65» عاما.
إلا أن معارضيه من الأهلى والأهرام يؤكدون على نقطة واحدة وهى أن الرقابة الإدارية هى من رفضت وجود حمدى فى المجلس الجديد للؤسسة الصحفية وأنه خرج مع كل من طارق حسن وأسامة سرايا وعبدالمنعم سعيد ودخل محلهم كل من فوزى العريان وعلاء ثابت وعبد العظيم حماد ولبيب السباعى قبل أن يخرج قريبا ويحل محله عبد الفتاح الجبالى على الترتيب، حيث بعث لبيب الساعى رئيس مجلس الإدارة السابق خطاب استفسار بأسماء أعضاء المجلس الجديد إلى مجلس الوزراء والذى بدوره أرسل الخطاب المتضمن على الأسماء إلى المجلس العسكرى والذى أيضا بدوره أرسل الخطاب إلى الرقابة الإدارية والتى اعترضت على اسم «حسن حمدى» انطلاقا من وجود اتهامات ضده مازالت تحت الفحص والتحقيق ومن ثم طلبت رفع اسم الأخير من كشف أسماء أعضاء المجلس الجديد.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Empty
مُساهمةموضوع: جـــلال إبـراهيم :شيكابالا باق بالزمالك على مسئوليتى    مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Emptyالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:41 am


جـــلال إبـراهيم :شيكابالا باق بالزمالك على مسئوليتى مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Y1703





مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 76S
«شيكابالا.. المحمدى.. ورزاق» صداع فى رأس رئيس الزمالك..
المستشار جلال إبراهيم يسعى لإيجاد حلول لهذه المشاكل والتغلب عليها فى الوقت الذى تتصارع فيه جميع أندية الدورى فى الحصول على نقاط المباريات، جلال إبراهيم فى طريقه لوضع حالة من الاستقرار للفريق..
فماذا قال جلال إبراهيم..؟!
* فى البداية.. تعرضت لهجوم أثناء تواجدك فى المقصورة باستاد الإسماعيلية بمباراة الزمالك والمحلة فما تعليقك؟
** بصراحة هذا الكلام غير مقبول وأعتقد أن هناك أشخاصا يهدفون للإساءة لى والنادى مشيرًا إلى أن هذه ليست جماهير الزمالك فضلًا عن أن الفريق كان فائزًا على المحلة بستة أهداف.
*ولكن هذه الجماهير اتهمتك بالتقصير والتعامل بسلبية فى العديد من الأمور الخاصة بأزمة اللاعب القطرى المحمدى واحتفالات المئوية واللاعب رزاق البنينى؟
** لم ولن أقصر فى التعامل مع أزمات النادى لقد استهلت النادى وهو يعانى ماليا ونجحت فى حل العديد من المشاكل منها دفع القسط الأخير من فرع النادى. بالسادس من أكتوبر فضلًا عن تسديد العديد من الديون التى كانت مستحقة على الزمالك من مجالس إدارة سابقة.
* ولكن ماذا عن أزمة اللاعب حسين ياسر المحمدى؟
** لجأنا إلى اتحاد الكرة ثم الفيفا والمحكمة الرياضية الدولية ومازالت لجنة فض المنازعات تبحث فى القضية.
* ولكن أصدر القاضى الأوحد بالفيفا بطاقة مؤقتة للاعب القطرى؟
** إصدار بطاقة مؤقتة للاعب لا يعنى انتهاء الأزمة مشيرًا إلى أن هذا الأمر روتينى وعادى حيث كتب اللاعب أنه يرغب فى اللعب لنادى ليرس البلجيكى.
*حضرتك صرحت بأنه سيتم إيقافه وتغريمه ولن يتم إصدار بطاقة له؟
** بالفعل لأن اللاعب مرتبط مع الزمالك لموسمين قادمين فضلًا عن أننا عرضنا على اللاعب تعديل عقده بما يراه اللاعب ومصلحة النادى هذا من جانب. ومن الجانب الآخر الفيفا لديها لوائح تحارب فيها البطالة بكرة القدم بالتالى إصدار بطاقة مؤقتة للاعب لن تحرمه من الإيقاف والغرامة وذلك مثلما حدث مع عصام الحضرى وسيون السويسرى عندما هرب من الأهلى.
* وماذا عن مبادرة المحمدى للعودة للزمالك؟
** أحب دائما الحلول السلمية ولا أحبذ الدخول إلى ساحات المحاكم إذا كان هناك حل سلمى.
* ماذا تم فى هذه المبادرة؟
** ننتظر قدوم اللاعب للقاهرة للجلوس مع مجلس الإدارة وحسن شحاتة المدير الفنى.
* ماذا عن مشكلة اللاعب البينينى رزاق؟
** هذه المشكلة أخذت أكثر من حجمها خاصة وأن اللاعب مرتبط مع النادى بعقد وليس له الحق فى فسخ التعاقد مع النادى قبل مرور 3 أشهر من بدء سريان عقده.
* وكيف انتهت؟
** حصل المهاجم على مبلغ 50 ألف دولار وتم صرف باقى المستحقات الأسبوع الماضى.
* ومن كان سبب الأزمة؟
** وكيل اللاعب الذى أقنعه بأنه يجب أن يتحمل النادى قيمة الضرائب فضلًا عن طلبهم (أى وكلاء اللاعبين) العمولة المخصصة لهم.
* وبالنسبة للتحكيم؟
أنت شايف أكثر منى هل يعجبك التحكيم فى مصر.. ولكن ما تعليقك؟
** كارثة التحكيم فى مصر كارثة فقد تم ذبحنا أكثر من مرة بسبب التحكيم.
* وما الحل؟
** الحياد التام وعدم الكيل بمكيالين وعدم التحامل على الزمالك والحل الأخير من عند ربنا هو الحلال.
* هل كان التحكيم سبب خسارتكم كأس مصر؟
** كان له عامل بجانب عامل عدم التوفيق.
* هل تضع المسئولية على عائق حسن شحاتة المدير الفنى؟
** وارد جدًا أن تفوز فى مباراة وتهزم فى أخرى والهزيمة فى الكأس مش نهاية الدينا وبالنسبة لشحاتة فهو غنى عن التعريف فهو أفضل مدير فنى فى أفريقيا وقادر على تعويض كل البطولات التى فقدناها من قبل وإعادة البطولات من جديد.
*هل سيتم تكريم التوأم فى حفل المئوية؟
** بالتأكيد ستتم دعوة التوأم بجانب رموز النادى ولن يتخلى النادى عن أبنائه الذين دعموه طوال فترة خدمتهم بالنادى.
* هل تعاقد شيكابالا بالفعل مع نادى باناثينكوس اليونانى؟.
** بالتأكيد لا.. لأن اللاعب عقده ممتد مع الزمالك لمدة أربع سنوات بالإضافة إلى أن مجلس الإدارة عقد جلسة مع اللاعب الذى نفى التوقيع للنادى اليونانى فضلًا عن أننا طلبنا من الشئون القانونية مراجعة عقد اللاعب بدقة مع النادى.
* كيف ترى فريق الكرة هذا الموسم؟
** أتمنى أن يواصل المسيرة نحو اللقب ويعود الزمالك لسابق عهده وأتمنى أن يتكاتف أبناء النادى من أجل رفعة هذا النادى ونبذ الخلافات الشخصية من أجل الزمالك.
مقتطفات من مجلة أكتوبر :  No1828-06/11/2011 Spacer
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقتطفات من مجلة أكتوبر : No1828-06/11/2011
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elwardianschool :: المكتبة :: قرأت لك...!-
انتقل الى: