L العنف المنزلى 2 J :- تؤكد الدراسات النفسية أن الطفل الذى يعاقب
بالضرب غالبآ ما يصبح أشد عدوانية ، وتزداد لديه الاضطرابات النفسية كالقلق والخوف
، وتتأصل مشاعره السلبية تجاه الآخرين ، وتضعف ثقته بنفسه ، مما ينعكس بشكل سلبى
على مهاراته الدراسية والعملية، والضرب لايعد بحال من الأحوال وسيلة لتقويم سلوك
الطفل ، وغالبآ ما يكون الضرب نتيجة رد فعل سريع من قبل أحد الوالدين ، وهو يترك
لدى الطفل جراحآ نفسية قد تكون آثارها عميقة ، حتى وان كبر الطفل . والضرب أحد
أشكال العنف المنزلى المرفوض ، وقد يسبب ايذاء بدنيآ لاينفع الندم عليه ،فالطفل
بحاجة الى من يفهمه ، ومن يقترب منه ، ومن يلعب معه "وفقآ لمفهومه، وليس وفقآ
لمفهوم الكبار" واذا ما استطاع أحد الوالدين تحقيق ذلك ، يمكنهما حينئذ تقويم
سلوك الطفل بالطرق الودية المبنية أساسآ على الاقناع وليس الاكراه ، وعلى ثنائية(
الثواب والعقاب) ، ولكن ليس العقاب الجسدى ، اذ أن حرمان الطفل من لعبة محببة اليه
أشد تأثيرآ على نفسه من صفعة قوية على خده، والقسوة قد تكون مطلوبة - لكن ضمن
حدود- أما الضرب فهو مرفوض.
# الضرب والاساءة # :- العنف عامة هو الحاق الأذى والضرر
بالآخرين سواء أكان ذلك العنف لفظيآ أو جسديآ ، وينشأ فى الأسرة من خلال التربية
والتنشئة التى يمارسها الوالدين تجاه الأبناء،حيث تتسم معاملتهم بالقسوة والعنف
وبالتالى يتولد شعور العنف لدى الطفل ويستمر معه حتى الكبر ، بخلاف التربية
السليمة التى تخلق جوآ أسريآ هادئآ ، وتوفر استقرارآ نفسيآ أكثر للأبناء . ومن
أسباب ظهور العنف المنزلى السلوك العدوانى من قبل أحد الوالدين أو كلاهما يكون
بسبب ظروف النشأة والتعرض للعنف فى الصغر ، وبالتالى يلجأ الأب أو الأم الى ممارسة
العنف ضد الأبناء ويقسو عليهم بشكل مباشر كالضرب والاساءة اللفظية، أو بصورة غير
مباشرة كالحرمان وعدم تلبية احتياجتهم وقلة الرعاية ، وغياب العاطفة الأبوية تشكل
حاجزآ بين الأبناء وآبائهم،فيخشون من الحديث مع والديهم أو التقرب منهم ، وتصبح
علاقة الطفل بوالديه ممتزجة بالخوف والرهبة من ردة الفعل ازاء أى تصرف يصدر منهم 0
ولوسائل الاعلام دورآ فعالآ ومؤثرآ فى خلق السلوك العدوانى لدى الطفل ، خاصة أنها
تعرض أفلام العنف والجريمة بشكل دائم ومستمر، بالاضافة للألعاب الالكترونية
وأفلامها العنيفة المليئة بالاثارة والتى تحفز السلوك غير السوى عند الطفل ، ويعكس
العنف الأسرى آثاره السلبية على شخصية الطفل فيتحول لشخص عدوانى غير مكترث بمشاعر
الآخرين ، ويبدأ بالتعدى على زملائه ومعلميه فى المدرسة .ومن آثار العنف المنزلى
ضد الأطفال تراجع التحصيل الدراسى للطفل حيث ينشغل تفكيره حول كيفية تطوير سلوكه
العدوانى للتخريب وايذاء زملائه فى المدرسة وخارجها ويطمح دومآ لخلق الفوضى فى
الفصل الدراسى.
فما هى
الآثار الاجتماعية والنفسية للعنف المنزلى؟! وهو موعدنا فى اللقاء القادم.