| مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1788-30/01/2011 | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1788-30/01/2011 الإثنين 07 فبراير 2011, 4:21 am | |
|
حتى لا نغرق جميعاً فى الفوضى | | | | |
لا يستطيع أحد مهما كان موقفه ورأيه أن ينكر أن حركة الاحتجاجات والتظاهرات والصدامات التى شهدتها مصر فى الأيام القليلة الماضية تسببت فى خلق حالة من الحزن والانزعاج والقلق لدى الأغلبية الساحقة من شعبنا المصرى، فالمشاهد التى رآها الناس بأعينهم أو تابعوها على شاشات التليفزيون فى تفاصيلها وتطورها تعتبر جديدة إن لم تكن غريبة على شعبنا، حركات الاحتجاج والتظاهرات مألوفة وطبيعية وزادت فى سنوات الحراك السياسى والاجتماعى، أما المشاهد والتفاصيل فهى التى تسببت فى خوف المصريين.. خوفهم على بلادهم ومستقبلها وانزعاجهم من مظاهر الصدام وحالات الموت والإصابات بين صفوف المتظاهرين ورجال الشرطة. حزن عام يلف البلاد على ما آلت إليه تظاهرات واحتجاجات تعمد البعض تحويلها أو سعى لإظهارها بشكل يشير إلى أنها حالة غضب عام. صارت الأمور فى بدايتها طبيعية، بعض الشباب ممن ينتمون لحركات احتجاجية ويستخدمون وسائل الاتصال الحديثة دعوا إلى مظاهرات واحتجاجات للمطالبة بعدد من المطالب الاجتماعية والاقتصادية لرفع الأجور وتحسين أحوال المعيشة وتوفير فرص عمل لهم، ولم تخرج هذه الدعوات عن هذا الإطار الذى يمكن تفهمه وقبوله ولكن الذى لا يمكن قبوله هو اختيار يوم 25 يناير الذى لم يكن موفقاً، فهذا اليوم ليس فقط عيداً للشرطة، فهو يوم من تاريخ الوطنية المصرية، حين رفضت قوات الشرطة المصرية فى الخامس والعشرين من يونيو 52 الإنذار البريطانى بتسليم أنفسهم وأسلحتهم والرحيل عن منطقة القنال، ورفض الجنود والضباط الإنذار البريطانى واختاروا الصمود ومواجهة القوات البريطانية المدججة بالدبابات والسيارات المصفحة والمدافع. مثل هذا اليوم الذى يعتبر أحد سجلات الشرف المصرى فى الدفاع عن السيادة والكرامة الوطنية، كان يجب إحياؤه فى نفوس شبابنا وشعبنا مثله مثل كثير من البطولات الوطنية كحرب أكتوبر، ولكن يبدو أن هناك عناصر أرادت فى جزء مما أرادته الإساءة لهذا اليوم الوطنى الذى يعتبر محطة تاريخية مهمة فى مسيرة النضال الوطنى للشعب المصرى كله. فى هذا اليوم نزل كثير من الشباب فى القاهرة وفى عدد من المحافظات إلى الشوارع، تظاهروا بشكل حضارى، ورفعوا مطالبهم وقامت الشرطة المصرية بحماية المتظاهرين وتركتهم من الصباح حتى منتصف الليل، وتصورت أن مظاهر الاحتجاج يمكن أن تنتهى بعد أن شرح وأعلن المتظاهرون مطالبهم، ولكن يبدو أن الأمر قد تغير خلال ساعات ما بعد الثالثة عصرا وحتى منتصف اليل. فجأة تحرش عدد من الشباب بقوات الأمن وتغيرت شعاراتهم وهتافاتهم بعد أن التحمت مجموعات منهم مع بعضهم البعض وتجمعوا فى ميدان التحرير، وظهرت وجوه جديدة، نواب سابقون ومرشحون سابقون وأسماء عادت للظهور وعناصر تنتمى لتنظيمات سرية ومحظورة فى مقدمتها تنظيم الإخوان وبقايا اليسار المتطرف، وبعد أن كان الشباب العادى الذى لاينتمى لأى أحزاب أو حركات سياسية هو الغالب على المشهد، ظهر جليا طبيعة من يقود الهتافات وتنظيم حركة المتظاهرين وتغيرت أهداف حركة الشباب من احتجاجات تعبر عن آرائهم ومعاناتهم إلى شعارات سياسية تدعو لهدم مؤسسات الدولة والخروج على القانون والشرعية ورفض المتظاهرون طلب رجال الأمن بإخلاء ميدان التحرير وتعمد بعضهم محاولة اختراق كردونات الأمن فى بعض التجمعات، أما التجمع الكبير فى الميدان فلقد تصدت العناصر الجديدة التى سيطرت على هذا التجمع لمحاولات إخراجهم من الميدان فاضطرت قوات الأمن لاستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، فتفرق المحتجون فى الشوارع المجاورة للميدان، وفى محافظات أخرى شهدت الاحتجاجات تصاعدا كبيرا وخصوصا فى مدينة السويس التى تشتهر بتواجد كثيف لعناصر تيار التطرف السياسى الدينى. انتهى اليوم الأول وتصور المصريون أن رسالة المحتجين قد وصلت وأن عدداً من الإجراءات العملية سوف تتخذها الحكومة فى إطار حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.. إجراءات وحلول بعضها سريع وبعضها يمكن تحقيقه على المدى القريب، ولكن حكومة الدكتور أحمد نظيف لم تتخذ مثل هذه الإجراءات وانتهزت هذه العناصر الفرصة وقفزت على مطالب واحتجاجات الشباب بتكرار مظاهراتها وتخطيطها لاستمرارها سعيا وراء تحقيق أهدافها السياسية. دخلت بعض الأحزاب على الخط، وسارعت ومع زعماء الحركات السياسية والجماعات والجمعيات إلى إصدار البيانات والتصريحات التى تصب كلها فى تحريف مطالب الشباب وتوجيهها نحو نشر الفوضى فى البلاد تحت شعار التغيير المظلوم، تجاوزت المطالب الواقع وقفزت على كل شئ؛ الدستور والقانون ومصالح البلاد ومستقبلها بل خالفت أبسط قواعد الديمقراطية. وتناسى هؤلاء أننا مثل أى مجتمع فى العالم نمر بأزمات مختلفة أو مشكلات طارئة أو حتى حوادث متعاقبة، فهذا أمر طبيعى فى مجتمع حى متجدد وفتحت نوافذه لحراك سياسى واجتماعى وإعلامى غير مسبوق، وفى ظل هذا المناخ المفتوح قد تختلف فئة مع فئة أخرى وقد يصدر قانون يعترض عليه البعض وقد يعلو صوت بعض الفئات للمطالبة بتحسين أوضاعها، كان من الطبيعى أن يقبل الجميع الخلاف ويرضى بخروج بخار الإناء المضغوط بهذه الكثافة بعد عقود طويلة من ظروف تاريخية أجلت خروج هذا البخار وبهذه الكثافة كان على الجميع قبول دفع ضريبة سنوات التأجيل، ثم دفع ضريبة فتح النوافذ على أمل أن يتعود المجتمع على ضبط إيقاعه وتجاوز أخطاء المرحلة الأولى. بدأت البلاد مرحلة تغير وإصلاحات حقيقية رآها البعض غير كافية واعتبرها الآخرون جزءاً من رحلة متواصلة للإصلاح التدريجى إلا أن البعض تعجل خطوات هذا الإصلاح والبعض الآخر رأى أن هذا الإصلاح الذى فتح الباب لحراك سياسى وخطوات ديمقراطية فرصة لتحويل الحراك إلى فوضى وتفسير المناخ الديمقراطى بأنه أرضية مناسبة لإثارة الفتنة وبدلا من الانتقال لمرحلة جديدة فى المجتمع وتنتقل معها جميع فئات المجتمع إلى حوار وطنى يتطلع للأمام ويناقش خطوات المستقبل واستكمال مراحل الإصلاح التشريعى والسياسى وفقا لثوابت وطنية تنطلق من احترام الدستور والشرعية والقانون والتمسك بأمن الوطن واستقراره، حاول البعض استمرار سنوات الحراك بلا نهاية رافضا الانتقال لمرحلة التفكير والحوار بين مكونات المجتمع انطلاقا من السعى لتطور ديمقراطى سلمى يشارك فيه الجميع. أخطأ الجميع فى التمسك بهذه الحالة وتصور الجميع أن الحراك هو نهاية المطاف ولم ينتبه البعض إلى أن الحراك يحتاج لمرحلة جديدة من التطور السياسى وتوهم البعض أن الحراك هو نهاية اللعبة. فوجئ الجميع بشباب أعاق طموحاته واقع اقتصادى لم يستطع تلبية رغباتهم وأمانيهم المشروعة، شباب غاب عن الحراك الحزبى وانعزل فى مجموعات وأجهزة اتصالات يخاطب نفسه ولم يجد من يخاطبه، ويحاوره ويناقشه ويحس بآماله، أجيال جديدة تفكر «عكس» وبغير ما نفكر فيه ويحلم بغير ما نحلم به، ويقرأ غير ما قرأنا، ولم نستطع التواصل معه، فزادت الفجوة الفكرية والتاريخية والعمرية والاقتصادية بينه وبين الجميع، ضاقت سبل الحياة بهم، نظام تعليمى متعثر، وعند التخرج لا يجدون عملا مناسبا لهم، وتأخر فرص بدء حياة جديدة والدخول فى معترك الحياة العملية وتأسيس أسرة والنظر إلى المستقبل، لهذا خاصم الشباب الجميع: الدولة، والحكومة والأحزاب والجمعيات وأسس منتدياته الخاصة الواقعية منها والافتراضية وأصبح واقعهم وآراؤهم لا يعرفها سوى غيرهم ولا يناقشونها إلا فيما بينهم. صحيح أن هناك محاولات جادة بُذلت لجذب هؤلاء الشباب إلى الحياة العامة والمشاركة المجتمعية ولكن يبدو أن عدم تحقيق أمانيهم ومتطلبات معيشتهم هو الذى دفعهم لمزيد من الانعزال والعزلة حتى قرروا الخروج إلى الشارع. خرج الشباب بالآلاف إلى الشوارع. ربما يكون عدد الشباب المحتج لا يمثل نسبة كبيرة أمام أعداد الشباب المصرى التى تتجاوز الملايين لكن فى الحقيقة كانت هذه الأعداد تعبيرا عن ضمير أغلبية شبابنا وطموحاتهم وأخشى ما أخشاه أن يتحول النسيان الذى تعاملنا به مع الشباب قبل حركة الاحتجاج إلى سطو على حركته وأفكاره وأمانيه ورغم ثقتى فى شباب مصر الذين خرجوا إلى الشارع أدعوهم إلى عدم ترك أمورهم للآخرين وإجهاض أحلامهم بزعماء تركوهم فى الشارع لسنوات وذهبوا يديرون سياراتهم ويصدرون البيانات ويتصدرون المشهد.. أثق فى أن يستوعب شبابنا الدرس ويبتعدون عن هؤلاء الذين يحاولون سرقة أحلامهم وألا يتحولوا لوقود يستخدم فى مطابخ السادة أصحاب الجمعيات والأحزاب والجماعات، عليهم أن يستمروا فى طرح أمانيهم، ولكن عليهم أولاً بحكم وطنيتهم ألا ينساقوا لدعوات الفوضى والتدمير والتخريب، وأن يتمسكوا بحقوقهم وتحسين ظروفهم وتمثيلهم فى الحياة العامة وأن يحافظوا على أنفسهم وبلادهم وترك الفرصة للاستجابة لأمانيهم وإن لم تتحقق فالشارع يظل موجودا. إن مصر ملك الجميع، ولكل المصريين، وأمنها واستقرارها ومستقبل أبنائها وشعبها يهم الجميع، إن ثلاثة أيام من التوجس والخوف انعسكت آثارها السلبية على كل أسرة مصرية، خشيت ممارسة حياتها اليومية الطبيعية. فهل يرضى شبابنا أن ينهار الاقتصاد؟ وأن تسحب الاستثمارات عن البلاد؟ هل يرضى شبابنا أن يصطدم أبناء الوطن الواحد ونحن نواجه معاً مؤامرات فى الداخل والخارج؟ هل استمرار الاحتجاجات وتحولها لأعمال عنف يهدد المواطنين وأرواحهم وممتلكاتهم هى الحل الأمثل لحل مشاكلنا. إن صوت العقل والحكمة الوطنية يقول إننا يجب أن نكتفى بهذه الاحتجاجات بعد أن وصلت الرسالة إلى الجميع حفاظاً على وطن نعيش فيه ويعيش فينا جميعا. ولا يبقى فى النهاية إلا الخطوة المنتظرة من جانب جميع مؤسسات الدولة وهى الاستماع للشباب وتبنى مطالبهم والعمل على تنفيذ ما يمكن تنفيذه فوراً مع وضع جدول زمنى على المدى القريب لعلاج كل قضايا الشباب. أما الأمر الثانى فيبدو أننا نحتاج مرة أخرى لفتح نوافذ الحوار.. حوار وطنى جامع يدرس ويناقش ما تحقق من إصلاحات على كل المستويات.. حوار جاد يستمع ويستجيب وفق مراحل لكل الآراء من كل المكونات فى المجتمع، حوار يقطع الطريق على دعاة الفوضى والانقلاب ويفتح فى نفس الوقت الباب أمام أمل جديد فى مواصلة مسيرة إصلاحات تهدف فى النهاية للحفاظ على هوية الدولة المصرية وإنجازات شعبنا التى تحققت على مدى قرون من النضال الوطنى وتزيد من مكاسبه الاجتماعية والاقتصادية.. مسيرة إصلاح بمراحل جديدة تؤكد على الهوية الوطنية والمجتمع الديمقراطى بتعددية سياسية تتيح مشاركة الجميع فى تبادل سلمى للسلطة وإصلاحات جديدة تؤكد هوية الدولة المصرية المدنية الحديثة التى لا تفرق بين أبناء الوطن وتكون المواطنة وحدها هى أساس التعامل فى الحقوق والواجبات بين المصريين وإصلاحات تؤكد تطور النظام الديمقراطى القائم على التعددية وتحترم اختيارات الناس وصندوق الانتخابات فى دولة وطنية تحافظ على سيادتها وقرارها المستقل وتؤدى دورها الإقليمى والدولى وتواصل عطاءها الحضارى وتنحاز لمواطنيها وحقوقهم الاجتماعية الاقتصادية وليست دولة تابعة لعواصم أخرى أو دولة تفرق بين مواطنيها يحكمها مبعوث العناية الدولية أو العناية الإلهية. دعوة وطنية خالصة لوجه الوطن والشعب يجب أن يستمع إليها الجميع ويستفيد مما حدث وإلا سنغرق جميعا فى الفوضى ولن نجد إلا بقايا وطن، نأمل أن نحافظ عليه جميعا لأنه فى قلوبنا جميعاً. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: مبادرات الطيب.. وهيبة الأمة الإثنين 07 فبراير 2011, 4:31 am | |
|
مبادرات الطيب.. وهيبة الأمة | | | | |
استبشرنا جميعاً خيراً بتولى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب إمامة الجامع الأزهر الشريف.. فإذا كان هذا تشريفاً وتكريماً وتقديراً لمكانة «الطيب» انطلاقاً من المكانة الرفيعة التى يحظى بها الأزهر على مستوى العالم الإسلامى والعالم بأسره.. فإن العالم الجليل يمثل إضافة قوية لهذا المنصب لما يحظى به من علم وفكر ورؤية ثاقبة وقدرات ممتازة على إدارة الجامع والجامعة العملاقة التى أخرجت للأمة أعلاماً أفذاذاً فى كل المجالات.. وليس فى العلوم الإسلامية وحدها. وعندما ندقق فى حركة الإمام الأكبر وخطواته ورؤيته الاستراتيجية نلاحظ أنه قد أعاد للأزهر الكثير من هيبته وبريقه ومكانته السامية - وصحيح أن هذه المكانة لم تختف ولكنها تراجعت قليلاً لأسباب كثيرة ليس هذا هو مجال الحديث عنها. وهنا يجب أن نستعرض بعضاً من هذه المواقف والخطوات والمبادرات التى قام بها الطيب.. ومن بينها الموقف من تدخل الفاتيكان فى شئون الإسلام عامة.. وفى الشئون الداخلية المصرية خاصة.. على خلفية تفجير الإسكندرية الإرهابى المرفوض من جميع المصريين.. قبل بابا الفاتيكان نفسه. وقد جاء قرار الأزهر بتجميد الحوار مع الفاتيكان ليضع النقاط على الحروف وليؤكد مكانة الأزهر ورغبته فى أن يتم هذا الحوار على أساس من الاحترام المتبادل. وعندما يتجاوز بابا الفاتيكان الحدود ويطالب بحماية مسيحى الشرق.. بشكل عام.. والأقباط المصريين.. بشكل خاص.. فإنه يناقض نفسه ويلوى عنق الحقيقة التى يعرفها الجميع.. ألا وهى أننا جميعاً مصريون نعيش فى وطن واحد.. وأن أول من حمى المسيحيين المصريين هو الإسلام عندما دخل مصر وأنقذهم من اضطهاد الرومان، وهذه وقائع تاريخية مشهودة ومسجلة ولا خلاف عليها. إذاً فإننا جميعاً – مسيحيين ومسلمين – نساهم فى حماية الوطن والمواطنين كافة.. دون استثناء، والإرهاب عندما يقع لا يفرق بين مسلم أو مسيحى.. وقد سبق أن طال المسلمين قبل المسيحيين.. منذ سنين، والدولة بمؤسساتها المختلفة تحمى الجميع دون تمييز، بل إن التضامن الرائع بين عنصرى الأمة بعد حادثة الإسكندرية أكد أن أول من حمى المسيحيين وواساهم وخفف عنهم آثار المصيبة.. هم أخوانهم المسلمون، وليس البابا الذى يجلس بعيداً عنا ولا يعرف واقعنا ولا يدرك مشاعرنا. وحماية الوطن والمواطن – أياً كان – هى مسئولية سيادية لا خلاف عليها.. ولا تقبل المساومة حولها أو الحديث عنها، وإذا أراد البابا حماية أحد فليبحث عن حماية البؤساء فى فلسطين والعراق وأفغانستان.. وغيرها من البلاد الإسلامية.. أم أن هؤلاء ليسوا بشراً يستحقون أن ترفع الأصوات لنجدتهم وأن تتحرك البشرية لحمايتهم؟! بابا الفاتيكان كرر أخطاءه وتجاوزاته بحق الإسلام والمسلمين مراراً.. حتى قبل أن يتولى مهام منصبه.. ولم يتراجع عن هذه الأخطاء والتجاوزات المتعمدة.. ولم يعتذر عنها.. بل أصر عليها.. وأضاف إليها المزيد من زلات اللسان (المقصودة). وقد رد فضيلة الإمام الأكبر على بابا الفاتيكان قائلاً: إن الأزهر يرى أن المسيحيين العرب جزء أصيل من مكونات المجتمع العربى.. وأن ازدهار المجتمعات المسيحية هو عنصر أساسى لإثراء الحضارة فى الشرق.. وأن الإسلام – بحكم عقيدته وشريعته – يحرص على إبقاء المسيحيين آمنين مطمئنين لهم ما للمسلمين.. وعليهم ما عليهم. هذا هو الحوار الراقى وتلك هى الرؤية الواعية المتحضرة التى يقدمها فضيلة الإمام الأكبر لكافة البشر.. وواقعنا القريب والبعيد يؤكد هذه الرؤية الثاقبة، ونحن نشاهد د. مجدى يعقوب «المسيحى» وهو يرعى المركز العالمى للقلب فى أسوان ويعالج الجميع – مسلمين وأقباطاً – بالمجان.. ونشاهد البابا وهو يستقبل د. أحمد زويل المصرى «المسلم» الذى شرّف وطنه.. بكل عناصره وأطيافه وأطرافه، والكل ساهم فى إثراء حضارتنا. وكم من أطباء وعلماء وساسة مسيحيين ساهموا فى إثراء الحضارة الإسلامية عبر التاريخ.. كما ساهمت هذه الحضارة العريقة العملاقة فى تنوير البشرية والارتقاء بها.. دون تمييز. وعندما يرد الفاتيكان على الأزهر قائلاً: «إن لكل بلد الحق فى الإدلاء برأيه كما يريد ولا أحد يمكنه أن يمنع البابا من التعبير عن رأيه.. وأن الحوار مع الإسلام ليس محصوراً بمصر» ملمحاً إلى الحوار مع إيران!! عندما نقرأ هذا التصريح نكتشف أنه يحمل فى طياته الكثير من المغالطات.. بل إنه يدخل فى إطار (اللعب السياسى) متجاوزاً الحدود الدينية المفروض أن يلتزم بها الفاتيكان! فما قاله البابا ليس رأياً.. بل تجاوزاً وتدخلاً سافراً ومرفوضاً.. من كل المصريين.. مسيحيين ومسلمين، وقد أعلنت الكنيسة القبطية صراحة رفضها لأى تدخل فى شئون مصر.. أياً كانت الجهة التى تقف وراءه، ولا يقبل الفاتيكان من إحدى الدول أن تطالب بحماية أى من الأطراف على أرضه.. على سبيل المثال، فهذا أمر مرفوض طبقاً للقانون الدولى. كما أن هناك فارقاً كبيراً بين حرية التعبير وبين نقل معلومات مغلوطة وخاطئة عن الإسلام والمسلمين، وعلى البابا بنديكتوس أن يراجع أفكاره ومعلوماته فى هذا الصدد وأن يتعرف على كل مصادر الفكر والمعرفة لتكوين صورة صحيحة عن الإسلام والمسلمين.. والأهم من ذلك كله أن يكون عنصراً فعالاً للتقريب بين الأديان والعقائد وأن يشيع روح الود والحب والتفاهم بين كافة البشر، أما الإشارة إلى إيران كبديل للحوار مع مصر.. فهو تهديد مرفوض ولعبة مكشوفة وممجوجة، ومصر أكبر من أن تنطلى عليها.. أو أن تنزلق إليها، ورغم محاولة الإيقاع بين السُنّة والشيعة من خلال هذه الدعوة.. واستغلال أزمة إيران مع المجتمع الدولى – فى مجالات كثيرة – فإننا لا تقبل ولن نسمح بأن يجرنا أحد إلى هذه اللعبة.. حتى ولو من خلال بوابة الفاتيكان!! *** المحور الثانى البارز فى تحرك الإمام الأكبر تمثل فى إطلاق مبادرة «بيت العائلة المصرية».. بعد حادث الإسكندرية، وهذه المبادرة تشارك فيها قيادات الأزهر والكنيسة، إضافة إلى علماء الاجتماع والحضارة والفكر لمواجهة الفتنة والاحتقان الطائفى على أسس علمية ونشر قيم المواطنة بما لا يتعارض مع مبادئ الأديان وخصوصيتها. حقيقة نحن نحيى د. أحمد الطيب على هذه المبادرة التى جاءت فى وقتها تماماً.. وبمشاركة كافة أطياف المجتمع، فنحن نشعر فعلاً أننا أحوج ما نكون إلى «بيت العيلة» الذى اختفى أو كاد تحت وطأة العولمة والحداثة وضغوط لقمة العيش وفساد النفوس ونقص الفلوس! للأسف الشديد.. نلاحظ أن هناك تغييرات سلبية عديدة شهدتها العائلة المصرية.. أبرزها اختفاء أو تراجع الالتزام الدينى والأخلاقى.. وثانيها شيوع الميول العدوانية والممارسات العنيفة.. إضافة إلى توارى التواصل الاجتماعى بين الأسر والعائلات.. وحتى بين الأخوة والأخوات والأشقاء!! فكثير منا يقول إنه لم ير أخاه أو أخته منذ شهور.. بل ربما تمر مناسبات وسنوات لا يرى أفراد العائلة بعضهم بعضاً إلا فى المناسبات الحزينة.. قبل السارة.. مع عظيم الأسى! وعندما التقى الأمام الأكبر بالداعية الإسلامى عمرو خالد وبحث معه الدور الذى يمكن أن يتعاون فيه الجميع لإنقاذ الشباب وتنويره.. فإن هذا اللقاء يصب فى ذات المبادرة (بيت العائلة المصرية).. فهؤلاء الشباب هم أهم مكوناتها.. ومحور حركتها.. وبناه مستقبلها.. ومستقبل مصر كلها. *** نحن نتطلع أن يتعاون الجميع ليس فقط لعودة «بيت العيلة» إلى عهده القديم.. ولكن لأن يعود الأزهر الشريف.. كما كان وسيظل بمشيئة الله.. منارة للأمة وحصناً للوطنية المصرية عبر التاريخ. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: د. الوليد السيد : سيناريو آمن لتخطى المرحلة الانتقالية بالسودان الإثنين 07 فبراير 2011, 4:35 am | |
|
د. الوليد السيد : سيناريو آمن لتخطى المرحلة الانتقالية بالسودان | | | | |
جمهورية جنوب السودان اسم جديد ولد حديثا وسط دخان كثيف غطى سماء المنطقة العربية وبعيدا عن نظرية المؤامرة فالمشهد واضح يكشف عن أصابع لم تعد خفية لإغراق وإحراق المنطقة، وقبل أن تبدأ الفترة الانتقالية أو حتى قبل إعلان نتائج الاستفتاء جاءت التهنئة المبكرة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما باستقلال جنوب السودان. وإذا كانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون تتحدث عن حرية الشعوب فالزمن كفيل للتأكيد بأنه لا يمكن استبدال الاستقلال باحتلال أمريكى أو سيطرة إسرائيلية هنا أو هناك. وجاءت عملية الاستفتاء فى جنوب السودان مخيبة للآمال الطموحة التى كانت تراهن على انفجارات فى الشمال والجنوب بسبب حق تقرير المصير بل بالعكس كان التفاهم بين أبناء البلد الواحد عنوان المرحلة حيث أعلن الرئيس السودانى عمر حسن البشير أنه سوف يحتفل مع أهل الجنوب بدولتهم الجديدة وسيدعم إخوانه ولن يقيم خيام للعزاء فى الشمال، وقال البشير أيضا إنه سيعلن نتيجة الاستفتاء قبل أن تقوم اللجنة المكلفة بذلك لأن الانفصال بات واقعا بعد أن اختار الجنوبيون الانفصال حيث وصلت نسبة التصويت لصالح الانفصال 99% واعتبر الرئيس البشير الاستفتاء أهم مرحلة فى اتفاق السلام الذى وضع حدا لعقدين من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه وبدأ الجميع يتحدث عن سلام مع الانفصال أفضل من الوحدة بالحروب والاقتتال فيما انتقدت بعض الدوائر الديبلوماسية فى المنطقة العربية التهنئة المبكرة للرئيس الأمريكى باراك أوباما لاستقلال الجنوب. وربطت بين الدور الأمريكى والإسرائيلى قولا وفعلا وأكدت الدعم الكامل لانفصال الجنوب حيث قدمت واشنطن منذ عام 2005 وإلى الآن أكثر من ستة مليارات دولار لبناء البنية التحتية وتسليح جيش الجنوب. وأكد عدد من الخبراء والمفكرين والسياسيين فى ندوة بمركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية وجود أطماع حقيقية لأمريكا وإسرائيل فى جنوب السودان للسيطرة على ثرواته الطبيعية وموارد المياه وبصرف النظر عما يسمى بنظرية المؤامرة واستخدامها كغطاء للأخطاء إلا أن هذه النظرية لعبت فى انفصال الجنوب دورا لا يقل عن 50% من إعداد البيئة السياسية والجغرافية لاستقلال الجنوب والذى بدأ بالفعل فى تشكيل لجنة لصياغة دستور دائم يراعى الخصوصية والتنوع الثقافى والدين فى الجنوب كما يحدد شكل الحكم واسم الدولة والانتخابات والحكومة الانتقالية التى تعقبها انتخابات لحكومة منتخبة يشارك فيها كل الجنوبيين. ومن المقرر أن تعلن مفوضية استفتاء جنوب السودان النتائج الأولية الأسبوع الحالى على أن تعلن النتيجة النهائية فى منتصف الشهر الجارى وقد أعلنت النتائج الأولية حول الوحدة والانفصال كما أوردها الناطق الرسمى باسم المفوضية حيث أشارت إلى أن نسبة التصويت لصالح الانفصال بالجنوب 99% بينما لصالح الوحدة «1%» وبلغت نسبة التصويت لصالح الانفصال فى الشمال 57% والوحدة 43% . وهذه النسب أكدت أن انفصال جنوب السودان بات واقعا وقد أعدت السلطات فى الجنوب خارطة طريق بعد الانفصال، منها إجراء تعديلات دستورية وعقد مؤتمر وطنى يضم كل الأحزاب الجنوبية ثم الشروع فى بناء طرق وصل جديدة بين الولايات الجنوبية كما يسعى سلفاكير رئيس الحركة الشعبية والرئيس المرتقب لدولة الجنوب فى إقامة علاقات تعاون وحوار مع دولة الشمال لفك الارتباك بهدوء فيما حث سلفاكير قبائل الدينكا فى منطقة ابيى المتنازع عليها عدم إعلان انضمامهم إلى الجنوب بشكل إحادى والتحلى بالصبر حتى إيجاد حل سلمى لأزمة هذه المنطقة الحدودية، وإلى جانب ذلك هناك قضايا أخرى تستلزم الحوار بين الشمال والجنوب والاتفاق على حلها منها، تقاسم الثروات النفطية ومشكلة الديون والمواطنة. والأمن واحترام المعاهدات الدولية. ويدور الحديث خلال الساعات المقبلة حول استبعاد الوزراء الجنوبيين من الحكومة الشمالية الجديدة حيث دعا الرئيس السودانى عمر حسن البشير إلى حكومة وحدة وطنية تشارك فيها الأحزاب بعد الاستماع إلى رؤيتهم. فيما أوضح الدكتور الوليد السيد رئيس مكتب المؤتمر الوطنى السودانى بالقاهرة لـ أكتوبر إنه لا يمكن للنائب الأول للرئيس سلفاكير أن يستمر فى منصبه بعد إعلان نتائج الاستفتاء رسميا وقال: لا يمكن لمسئول فى دولة ثانية أن يكون نائبا لرئيس فى دولة الشمال. وكانت تقارير قد أشارت إلى رغبة الجنوبيين فى الاستمرار فى حكومة السودان حتى انتهاء المرحلة الانتقالية فى شهر يوليو المقبل وأفاد الدكتور الوليد أن هناك مشاورات يقوم بها الرئيس البشير مع الأحزاب كما سيتم الإعلان عن حكومة جديدة فى الشمال ستكون خالية من الوزراء الجنوبيين. وأوضح أن الحوار الدائر حاليا فى الشمال بين المؤتمر الوطنى والأحزاب يشمل النقاش حول القضايا الكبيرة مثل الوفاق الوطنى والسلام مع الجنوب ودارفور خاصة بعد نجاح الوساطة القطرية والجامعة العربية فى وضع استراتيجية جديدة للسلام فى دارفور. وأشار إلى وجود تعديلات فى دستور دولة الشمال حيث ستتم تنقية الدستور من كل المواد التى كانت تتعلق بالجنوب. وأشاد رئيس مكتب المؤتمر السودانى بالروح الإيجابية والأخوية فى المرحلة الراهنة لمعالجة قضايا الحدود وابيى والعملة والنفط موضحا أنه تم الاتفاق على سيناريو آمن فى العلاقة بين الشمال والجنوب وقال إن ما تبقى جزء قليل يتعلق بالحدود وايبى مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على بقاء عملة السودان سارية فى الجنوب لفترة مع اعتماد الجنوب على الشمال فى تصدير النفط عبرخطوط أنابيب تمر من أراضى شمال السودان كما اتفق على تسوية الديون وعدم تهديد أمن الشمال والجنوب والابتعاد عن الأجندات الخارجية التى تنال من استقرار الدولتين. وحول مغزى زيارة وزير الخارجية على كارتى لواشنطن أوضح أنه سيناقش عددا من القضايا أهمها رفع السودان من قائمة الإرهاب والديون ورفع العقوبات الاقتصادية وإيجاد علاقة متوازنة وإيجابية مع الولايات المتحدة الأمريكية. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: المشهد العربى.. اضطرابات داخلية ومؤامرات خارجية الإثنين 07 فبراير 2011, 4:38 am | |
|
المشهد العربى.. اضطرابات داخلية ومؤامرات خارجية | | | | |
ليست مصادفة أن تتواكب الاضطرابات والتظاهرات الشعبية الغاضبة والأزمات السياسية الداخلية التى تتابع فى المشهد العربى فى وقت واحد وفى هذا التوقيت مع ولوج عملية التسوية للقضية الفلسطينية والتى كانت ومازالت وستظل لُب الصراع العربى الإسرائيلى فى نفق مظلم لا تبدو فى نهايته أية بارقة ضوء لحل الصراع فى مستقبل قريب. فقد بات واضحاً مع استمرار المماطلات الإسرائيلية وانحياز أمريكا وامتناعها عن الضغط على تل أبيب للالتزام باستحقاقات ومقررات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، أن الحل مؤجل إلى أجل غير مسمى. نعم.. إنها ليست مصادفة أن تمتد حالة الغليان الشعبى والاضطراب السياسى والصراعات والنزاعات الدينية والطائفية والعرقية الداخلية بامتداد الخريطة العربية من أقصى الشرق فى العراق إلى أقصى الغرب فى المغرب وموريتانيا فى هذا التوقيت. ودون تقليل من تداعيات انتفاضة الشعب التونسى قبل ثلاثة أسابيع، فإنه ليس صحيحا ولا دقيقا الربط الوثيق بين ما جرى فى تونس وبين تفجر الغضب فى البلدان الأخرى، باعتبار أن عوامل ودوافع الغضب الشعبى العربى متوافرة بدرجات متفاوتة لدى الشعوب العربية الأخرى، وإن كان نظام حكم زين العابدين بن على هو الأسرع فى السقوط والتردى على نحو غير متوقع خاصة فى دولة بوليسية وحيث أحكم النظام قبضته الحديدية فى غياب كامل للديمقراطية وللحريات العامة والسياسية. *** ومع الإقرار بأن ثمة مخططات تآمرية خارجية وتحديداً أمريكية صهيونية تستهدف تفجير الأوضاع فى المنطقة العربية كلها من أقصاها لأقصاها من خلال إشعال الأزمات السياسية الداخلية والإقليمية وأيضاً بتغذية الصراعات الطائفية والعرقية وعلى النحو الذى يدفع الأمة العربية.. شعوباً وحكومات إلى الانكفاء على أزماتها وصراعاتها الداخلية، وهو الأمر الذى يصب فى خانة المصالح الإسرائيلية والمشروع الصهيونى لتظل إسرائيل ماضية قدما فى استكمال ذلك المشروع الاستعمارى الاستيطانى للهيمنة على الشرق الأوسط باعتبارها القوى الإقليمية الكبرى فى المنطقة فى مواجهة أقطار عربية ضعيفة ممزقة غير قادرة على مواصلة الصراع ومن ثم تتراجع وتتآكل قضية الشعب الفلسطينى وأراضيه، وساعتها تكون خطة إسرائيل لتدمير الفلسطينيين إلى سيناء جاهزة للتنفيذ. وفى هذا السياق فإنها ليست مصادفة أيضاً أن يجرى وفى هذا التوقيت تسريب تلك الوثائق السرية وبصرف النظر عن أنها صحيحة أو مزورة والتى تكشف عن تقديم السلطة الفلسطينية لتنازلات مهينة بشأن الثوابت الفلسطينية فيما يتعلق بالقدس والحدود واللاجئين، بل تكشف أيضاً عن تنسيق وتعاون أمنى بين السلطة وإسرائيل لضرب المقاومة واغتيال قياداتها، وهو تسريب من شأنه تفجير الصراع والإضراب بين فتح والسلطة وبين حركات وفصائل المقاومة وفى مقدمتها حركة حماس فى غزة وعلى النحو الذى يجعل المصالحة الفلسطينية أمراً مستحيلاً ولصالح إسرائيل ومشروعها الصهيونى لابتلاع كامل التراب الفلسطينى. ومع الإقرار بنظرية المؤامرة، فإنه من غير الممكن تبرئة غالبية الأنظمة والحكومات العربية من مسئوليتها الأولى عن انفجار الأوضاع الداخلية وتفجر الاحتجاجات الغاضبة التى بلغت ذروة الغليان الذى تشهده العواصم والمدن العربية فى الوقت الراهن، وحيث بدا واضحا أن الشعوب العربية قد فاض بها الكيل من جراء السياسات والممارسات الحكومية السياسية والاقتصادية على حد سواء، وحيث تفاقمت الأوضاع الاقتصادية بدرجة خطيرة متمثلة فى تفشى ظاهرة البطالة وارتفاع جنونى لأسعار السلع الضرورية وتدنٍ الخدمات الأساسية.. الصحية والتعليمية مع تدنٍ مفزع للأجور والدخول وتزايد معدلات الفقر وأعداد الفقراء مقارنة بثراء فاحش لحفنة قليلة يعكس تنامى الفساد وتوحشه فى المجتمعات العربية. وإلى جانب تلك الأوضاع الاقتصادية فإنه لا يمكن أيضاً إغفال تردى الأوضاع السياسية فى ضوء غيبة الديمقراطية والتداول السلمى للسلطة وحيث باتت الجمهوريات العربية أقرب إلى الأنظمة الملكية مع إصرار الحكام على البقاء فى مقاعد الحكم إلى مالا نهاية (تونس نموذجا) ولعل ذلك المسلك الذى توافقت عليه الأنظمة العربية هو المظهر الوحيد لوحدة الصف العربى! *** فى هذا السياق يمكن قراءة المشهد السياسى العربى الراهن والمحتقن بداية مما جرى فى تونس وبما جرى ويجرى حالياً فى السودان بعد اقتطاع جنوبه وانفصاله فى دولة مستقلة ليدخل السودان الشمالى فى آتون أزمة سياسية طاحنة بدت بوادرها باحتشاد المعارضة لإسقاط نظام الرئيس البشير باعتباره بات فاقدا للشرعية بعد ضياع الجنوب، وسوف تسفر هذه الأزمة السياسية عن حالة من الاضطراب والفوضى تفتح الباب أمام استكمال مخطط تفتيت وتقسيم السودان إلى دويلات متناحرة. وهاهو ذا لبنان يشهد أسوأ أزمة سياسية منذ سنوات طويلة تجعله على شفا حرب أهلية جديدة بسبب الصراع السياسى والطائفى على تشكيل الحكومة الجديدة بعد سقوط حكومة الحريرى وتكليف نجيب ميقاتى رئيس الوزراء الأسبق بتشكيل الحكومة بعد حصوله على أغلبية أصوات نواب البرلمان وهو ما أشعل غضب أنصار الحريرى الذين أشعلوا الحرائق فى الشوارع. ورغم نجاح الجيش اللبنانى فى السيطرة على الوضع الأمنى ووقف أعمال العنف إلا أن الأزمة اللبنانية مرشحة للتصعيد ومن ثم التدويل، فى الوقت الذى سوف تندرع فيه بإسرائيل بمخاطر تشكيل حكومة موالية لحزب الله على أمنها لتبرير تدخلها عسكريا وغزو لبنان مرة أخرى! وفى المشهد السياسى العربى المحتقن تتبدى مظاهر الغضب الشعبى والاحتجاج على تردى الأوضاع الاقتصادية والفقر والبطالة وغياب الديمقراطية والحريات العامة فى كل من المغرب وموريتانيا والجزائر والأردن وأيضاً اليمن الذى يشهد حربا أهلية بين جماعة الحوثيين والنظام إضافة إلى سعى الشعب اليمنى الجنوبى إلى الانفصال عن الشطر الشمالى. إن العراق والذى كان أول محطة فى مخططات التآمر الأمريكية الصهيونية بأنه مازال مسرحا للصراع الطائفى الدينى المذهبى العرقى ومرشحا بقوة للتقسيم إلى ثلاث دويلات شيعية وسنية وكردية، بعد أن تم إخراجه بالغزو الأمريكى من المعادلة العربية ولصالح المشروع الصهيونى فى المنطقة. وليس سرا أن مصر ليست بمنأى عن حظر تلك المخططات التآمرين بل إنها من المفترض أن تكون الجائزة الكبرى فى النهاية، ولذا فإن ما شهدته القاهرة وبعض المدن المصرية الكبرى يوم الثلاثاء الماضى من مظاهرات واحتجاجات شعبية غاضبة.. هى الأكبر والأكثر عددا منذ أحداث 18 و19 يناير من عام 1977.. هى أخطر مظاهر الاحتقان فى المشهد السياسى العربى على الإطلاق باعتبارها الدولة الأكبر والأكثر وزنا وفقا لدورها الإقليمى المحورى بالغ الأهمية والتأثير. ومن ثم فإنه من غير المقبول سياسيا ووطنيا التهوين من تلك الاحتجاجات ودلالاتها أو التقليل من صدقية دوافعها. حقيقة الأمر أن مظاهرات الثلاثاء الماضى رفعت مطالب شعبية يتعين الاستجابة لها، إذ من الضرورى الإقرار بأن ثمة عدالة اجتماعية غائبة وأن عائدات وثمار النمو الاقتصادى وفقاً للأرقام المعلنة لا تصل إلى الغالبية من محدودى الدخل والفقراء، وأن ظاهرة البطالة يتعين أن تكون لها الأولوية. من الضرورى أيضاً الإقرار بأن الفساد المستشرى يثير استفزاز الفقراء والبسطاء بل الطبقة المتوسطة التى عجزت عن مواجهة متطلبات الحياة بكرامة. من الضرورى أيضاً البدء فوراً فى إجراء مزيد من الإصلاحات السياسية التى تتيح توسيع المشاركة الشعبية وإنهاء استمرار الأغلبية الساحقة للحزب الوطنى فى البرلمان والمجالس المحلية وبما يزيد من تمثيل قوى لأحزاب المعارضة. *** إن مصلحة الوطنى العليا تقتضى وتفرض الاستجابة للمطالب الشعبية التى لا خلاف على ضرورة تحقيقها والتى كانت مظاهرات الثلاثاء الماضى تعبيراً صادقاً عنها. أما غير ذلك فإن معناه أننا نضع رؤوسنا فى الرمال ولا نرى الحقيقة الساطعة سطوع الشمس، لذا لزم التنويه. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: كيف نحمى الأمن القومى المصرى؟ الإثنين 07 فبراير 2011, 4:51 am | |
|
كيف نحمى الأمن القومى المصرى؟ | | | | |
جاءت حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية مع بداية العام الجديد لتؤكد أن أيادى الإرهاب الأسود مازالت تستهدف مصر وشعبها ووحدتها الوطنية، وأن خفافيش الظلام التى لقيت هزيمة ساحقة على أيدى الأمن المصرى فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى قد عادت لتحاول من جديد العبث باستقرار مصر، وبدا واضحاً أن هناك جهات ومنظمات خارجية تعمل وبإصرار على تهديد الأمن القومى المصرى الذى يعتبر حجر عثرة لها فى تحقيق مخططاتها فى المنطقة كلها. وجاء الإعلان السريع عن ضبط المتهمين فى الحادثة التى كان وراءها تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى التابع لتنظيم القاعدة ليؤكد مرة أخرى مدى كفاءة أجهزة الأمن المصرية واستمرار تفوقها على تنظيمات الإرهاب الأسود خاصة أن الإعلان جاء فى عيد الشرطة وهو اليوم الذى امتزجت فيه دماء رجالها الأبرار مع دماء الشعب المصرى كله فى مواجهة المحتل الانجيلزى، والآن وبعد الكشف عن أبعاد الحادث الإرهابى فهناك العديد من الأسئلة التى يجب الإجابة عنها كان أولها كيف يمكن منع مثل هذه الحوادث فى المستقبل؟ هل نجح الموساد الإسرائيلى فى اختراق التنظيمات الإسلامية المتشددة فى فلسطين؟ والسؤال الأهم كيف نحمى الأمن القومى المصرى؟ كل هذه الاسئلة أجابت عنها نخبة من خبراء الأمن القومى فى التحقيق التالى. فى البداية أكد اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية أنه يجب أولاً أن نضع تعريفاً محدداً للأمن القومى الذى هو جملة المبادئ والقيم النظرية والأهداف الوظيفية والسياسات العملية المتعلقة بتأمين وجود الدولة وسلامة أركانها ومقومات استقرارها وتلبية احتياجاتها وضمان قيامها ومصالحها الحيوية وحمايتها من الأخطار القائمة والمحتملة داخلياً وخارجياً مع الوضع فى الاعتبار المتغيرات التى يمكن ان تطرأ على الساحة الداخلية والاقليمية والدولية. وأضاف سيف اليزل أن الأمن القومى بصفة عامة ليس منظوراً أمنياً فقط ولكنه من المنظور الاستراتيجى له عدة ابعاد فأولاً هناك البعد السياسى وهذا يتركز بشكل اساسى على سياسات الدولة داخلياً وخارجياً والتوجهات الايدلوجية. وهناك البعد الثقافى للأمن القومى وهو الذى يرتكز على التراث التاريخى للمجتمع المصرى وهويته الثقافية مع عدم إغفال الثقافات الاجنبية الأخرى يأتى بعد ذلك البعد الاقتصادى للأمن القومى المصرى وهو أحد الابعاد المهمة خاصة بما يجابهه من تحديات كبيرة على المستوى العالمى الذى يرتكز بشكل اساسى على توفير الاحتياجات الاساسية للمواطن مع ضرورة السيطرة على التضخم وهناك البعد العسكرى للأمن القومى وهو الذى يوفر الدفاع عن حدود الدولة الجغرافية وتأمين هذه الحدود برياً وبحرياً وجوياً ضد أى اعتداءات وضمان الاستعداد الدائم للقوات المسلحة لأداء مهمتها فى اى وقت بكفاءه كاملة. أما البعد الأمنى فهو البعد الأخير فى مفهوم الأمن القومى المصرى من الناحية الاستراتيجية وهو الذى يضمن تنفيذ جميع الأبعاد السابقة وينصب أساساً فيما كفله الدستور المصرى لشعبه فى الحق ان يعيش فى بلده آمناً من الأخطار التى تهدده داخلياً وخارجياً. والحادثة الأخيرة - والكلام مازال على لسان اللواء سيف اليزل - تهدد ليس فقط البعد الأمنى ولكن ايضاً البعد الاقتصادى وهو مستهدف بشكل رئيسى لمنع تدفق الاستثمارات الخارجية إلى البلاد بأظهارها بأنها فى حالة أمنية غير مستقرة. فالأمن القومى المصرى بعد حادثة كنيسة القديسين ليس فى خطر ولكن هناك تحديات موجهة للتأثير على استقراره وهذه التحديات فى مجملها تحديات خارجية وإقليمية فالاستقرار الداخلى لمصر مستهدف مما يؤثر على مجمل استقرار الامن القومى لمصر وهو ما يجب على المواطنين - الذين لهم دور كبير فى تأمين الجبهة الداخلية - أن يضعوه نصب أعينهم وأن يكون فى مقدمة أولوياتهم. موجة جديدة وبالنسبة للتساؤلات التى يطرحها البعض عن سبب عودة الإرهاب على مصر بعد هزيمته فى التسعينات من القرن الماضى أكد اليزل أن الإرهاب الحالى لم يشن حملته الأخيرة على مصر وحدها ولكنها موجة عالمية جديدة من الإرهاب وجهت إلى أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية منها مصر والسعودية واليمن والجزائر والمغرب وتونس إضافة إلى العراق التى بدأ فيها الإرهاب والخلاف الطائفى منذ عدة سنوات، وبالتالى مصر دخلت ضمن منظومة إرهابية عالمية تهدد مجموعة من الدول وليست مصر بمفردها وكلنا نتذكر الأحداث الأخيرة فى اليونان ثم مؤخراً فى إيطاليا ضد عدة سفارات أجنبية وقبلها الطرود الناسفة من اليمن إلى أمريكا وأوروبا فضلاً عن عدة عمليات أخرى استهدفت الدول السابق ذكرها وبالتالى فالارهاب ليس موجهاً لمصر بمفردها ولكنها موجة جديدة بعد موجة التسعينيات. أما بالنسبة للخطوات الواجب إتباعها للقضاء على هذه الموجة الإرهابية الجديدة أشار اليزل إلى أن هناك العديد من النقاط التى تجب تغطيتها فهناك اتفاق بين العديد من دول العالم لتبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية عن المنظمات الإرهابية والأفراد المشتبه فى قيامهم بعمليات إرهابية، هذا فضلا عن الاستعدادات الداخلية لكل دولة سواء كان هذا بتحديث النظم الأمنية ودعمها بالتكنولوجيا الأمنية الحديثة وتدريب وإعداد الكوادر الأمنية المتخصصة فى عمليات مقاومة الإرهاب مع استعداد دائم وكامل لجهاز الشرطة لمقاومة ومجابهة مثل هذه الاعمال قبل وقوعها. وشدد اليزل على أن المواجهة الأمنية وحدها ليست كافية فهناك خطوات أخرى يجب أن تسير بالتوازى مع الاستعدادات الامنية وهى تطوير الخطاب الدينى وأسلوب الدعوة للمسلمين والمسيحيين مع تطوير البرامج التعليمية فى مختلف المراحل اضافة إلى الدور الاعلامى المهم سواء كان مقروءاً أو مسموعاً أو مشاهداً مع سن قوانين جديدة مناسبه لحل بعض المطالب التى اصبحت الحاجة اليها ملحة لوأد وتهدئة الاحتقان الطائفى مثل قوانين الأحوال الشخصية وقانون دور العبادة الموحد. وحول تساؤلات البعض عن سبب استهداف تنظيم فلسطينى حتى ولو كان ينتمى للقاعدة الشقيقة الكبرى «مصر» التى بذلت الغالى والنفيس من اجل القضية الفلسطينية. أجاب اليزل أن المسألة ليست مساندة أو استعداء القضية الفلسطينية ولكن الموضوع بالنسبة لهذه التنظيمات هو استعداء دول بعينها بصرف النظر عن توجهات أو مساعدات هذه الدول للقضية فليست مصر هى المستهدفة وحدها، ولكن هناك العديد من الدول العربية الأخرى التى تستهدفها تنظيمات القاعدة بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية وأمريكا. وحول عدم استهداف تنظيم جيش الاسلام الفلسطينى قوات الاحتلال الاسرائيلى الأقرب بالنسبة له وهى التى تغتصب فلسطين أجاب اليزل ليس فقط تنظيم الجيش الإسلامى الذى لم يقم بعمليات ضد اهداف إسرائيلية ولكن تنظيم القاعدة الأصلى وكل التنظيمات الفرعية التابعة له لم تقم بأية عمليات ضد أهداف إسرائيلية سواء داخل إسرائيل أو خارجها فى أية دولة أخرى من العالم وهى علامة استفهام كبيرة لا نجد لها أى إجابة واضحة فالفكر الجهادى وفكر تحرير الأراضى الفلسطينية المحتلة يعنى انه من البديهى ان تستهدف الدولة القائمة بالاحتلال ومصالحها، إلا أن هذا لم يحدث فى تاريخ هذه التنظيمات. وعما إذا كان هذا يعنى أن هذه التنظيمات مخترقة من قبل الموساد الإسرائيلى أكد اليزل أن هناك بالطبع بعض النجاحات التى حققها الموساد فى اختراق التنظيمات الإسلامية المتشددة فى فلسطين والا فبماذا نفسر قيام إسرائيل باغتيال شخصيات معينة أثناء تحركها فى الشوارع أو فى اثناء تواجدهم بمحل اقامتهم عن طريق طائرات بدون طيار أو بعمليات خاصة يقوم بها الكوماندوز الإسرائيلى مما يعنى حصولهم على معلومات دقيقة للغاية عن هذه الاهداف لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق عناصر قريبة وتتعايش مع هذه الأهداف. ومع ذلك فقد استبعد اليزل الآراء التى أكدت اختراق الموساد للتنظيمات الاسلامية المتشددة فى مصر حتى بعد اعتراف الجاسوس الذى تم ضبطه مؤخراً بمحاولات الموساد ذلك. وأكد اليزل أنه شخصياً يتشكك بشكل كبير فى أن يستطيع الموساد أو أية جهة من إسرائيل النجاح فى التغلغل داخل الأوساط والتنظيمات الإسلامية المصرية حتى المعارض منها لأن هذه المسألة محسومة إسلامياً ومهما تكن انتماءات هذه الجماعات والتنظيمات فى مصر فإن التفكير فى التعاون مع إسرائيل شىء مستحيل فى اعتقادى حتى ولو كان هذا بصورة غير مباشرة. أما بالنسبة لما أظهره الحادث من وجود تهديد لأنفاق غزة على الامن القومى المصرى خاصة بعد ما تردد من دخول المنفذين للعملية من خلال هذه الانفاق. أكد اليزل أنه بعد فتح معبر صلاح الدين البرى على الحدود بين قطاع غزة ومصر بصفة دائمة بدون انقطاع لشهور طويلة حالياً فلا يوجد سبب واحد يفسر استمرار وجود هذه الأنفاق واستخدامها بواسطة المهربين. وقد يكون من المناسب لحركة حماس أن تقدم بادرة طيبة للجانب المصرى فى أن تتعاون لغلق وانهاء مشكلة الانفاق على الحدود بين الجانبين. المواجهة الفكرية من جهته أكد الخبير العسكرى اللواء حسام سويلم أن حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية يمكن ربطها بجميع الحوادث التى شهدتها مصر منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928 والفكر المرتبط بها حيث إن الفكرة واحدة منذ بداية الحوادث الارهابية التى قامت بها هذه الجماعة مروراً باغتيال النقراشى سنة 1948 ومحاولة اغتيال عبد الناصر فى المنشية 1954وأفكار سيد قطب فى الستينيات واغتيال الشيخ الدهبى فى السبعينيات ثم اغتيال الرئيس السادات والحوادث الإرهابية فى الثمانينيات والتسعينيات والآن حادثة كنيسة القديسين فهى استكمال لنفس الأفكار التى يحملها ايمن الظواهرى الرجل الثانى لتنظيم القاعدة والمحرك الرئيسى له والذى قام أحد أفرعه فى غزة وهو تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى بحادثة الاسكندرية وبالتالى فهذه الأفكار هى تهديد للأمن القومى المصرى من خلال عناصر نشأت على مبادئ سيد قطب. ووجة اللواء سويلم اللوم للإعلام والفضائيات متهماً اياها بأنها خلقت تربة خصبة للاحتقان الطائفى الذى نعانى منه حالياً. مشيراً إلى أن شيوخ وقساوسة الفضائيات غير المسئولة هم من أشعلوا فتيل الفتنة الطائفية. وشدد اللواء حسام سويلم على أن آخر حلقات مواجهة الإرهاب هى المواجهة الأمنية فأولاً وقبل كل شىء هناك المواجهة الفكرية. فمن الضرورى مواجهة هذه الأفكار المتطرفة التى تغذى عقول الشباب المخدوع بالأفكار المعتدلة. ولكن من قال هذا لهؤلاء الشباب المخدوع؟! لا أحد، ثم يأتى ثانيا فى خطة مواجهة الإرهاب المواجهة الاقتصادية والسياسية ويأتى آخر كل ذلك المواجهة الأمنية التى لن تنجح بمفردها أبداً. ورداً على سؤال حول هل للقاعدة وجود فى مصر؟ أجاب سويلم أن تنظيم القاعدة كهيكل تنظيمى انتهى ولكن الفكر مازال موجوداً وهذا هو الخطير، فالفكرة الاساسية هى نفسها أفكار سيد قطب فى كتابه «معالم على الطريق» ولكن القاعدة نفسها لم يعد لها سوى الاسم. القاعدة كتنظيم ليس له قيمة ولكنه الآن يعمل بطريقة غير مركزية ويتخذ اماكن قريبة من الاهداف التى يريد ضربها فتنظيم القاعدة فى العراق يستهدف الاردن ولبنان. وفى غزة تنظيم الجيش الإسلامى الذى قام بالحادثة الأخيرة يستهدف مصر وتنظيم المغرب العربى الموجود فى المغرب يستهدف الجزائر وموريتانيا وهكذا. وأشار سويلم إلى أن القاعدة لم تقم بأية عمليات فى اسرائيل لأن هدفها إسقاط الأنظمة الإسلامية والعربية الحاكمة وشدد على أن هذا يؤكد أن الموساد الإسرائيلى نجح فى اختراق تنظيم القاعدة وهذا شىء بديهى أن تسعى أجهزة المخابرات إلى اختراق هذه التنظيمات الإرهابية وبالتالى التنظيم يعمل لصالح اسرائيل. لقد التقيت – والكلام مازال على لسان اللواء سويلم – بالرئيس الباكستانى السابق برويز مشرف فى عام 2000 وحذرته من خطورة المدارس الإسلامية على النظام الذى يرأسه مشدداً على أن عقيدتهم الأولى «أن مقاتلة العدو الداخلى أولى من مقاتلة العدو الخارجى» وبالتالى فهو ونظامه الهدف الأول لهم.. ولكنه رفض النصيحة مشيراً إلى أنه يربيهم لكى يقفوا ضد الهندوكية.. ولكن السنوات اثبتت صدق تنبؤاتى واضطر برويز مشرف ان يهاجم هذه المدارس بعد ان بدأوا يهاجمون نظامه من الداخل واقتحم المسجد الأحمر، وطالبان باكستان التى استولى مقاتلوها على وادى سوات ويهددون بالاستيلاء على العاصمة والترسانه النووية الباكستانية من خريجى هذه المدارس ومن قاموا باغتيال وزير البنجاب منذ أيام ايضاً من هؤلاء. وأكد سويلم على ضرورة تشديد الاجراءات الامنية على الحدود بين مصر وغزة ومراقبتها باستخدام أحدث الأجهزة التقنية وتدمير ما يكتشف من انفاق أولا بأول مع ضرورة إشعار حماس – التى تتقاضى رسوما وضرائب مقابل فتح هذه الانفاق – بأنها ستدفع الثمن غاليا فى حالة عدم إغلاق الأنفاق ومصر لديها من الوسائل التى تجبر حماس على ذلك. الوعى والتوعية من جهته أكد اللواء الدكتور أحمد عبد الحليم وكيل لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى والخبير الاستراتيجى والاستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية أن الأمن القومى المصرى لا يتأثر بحادثة معينة فهو موجود منذ نشأة مصر وسيستمر موجوداً مادامت مصر باقية ولها مصالح وتؤدى دورها فى منطقة الشرق الأوسط وفى العالم. وأضاف اللواء عبد الحليم أن هناك بعض الأسس اللازمة لتوفير المناخ الملائم لحماية الأمن القومى يمكن تلخيصها فى النقاط التالية: أولاً الوعى والتوعية المستمرة للمواطن المصرى بمصالح بلاده وضرورة تبين الخصوم الذين يسعون لإحباطها. ثانيا ان يكون هناك هياكل واضحة تؤدى من خلالها المنظمات والافراد والسياسات ادوارهم فى اطار عمليات التنمية والتحديث المستمر.. يأتى ثالثاً ضرورة ان يكون هناك وعى بأن الدولة لا تعمل فى فراغ وأنها فى حاجة إلى شركاء كما انها عرضة لعداوات وعليها أن تتبين ذلك حتى لا تتأثر مسيرتها فى التنمية وحتى لا يتأثر امنها القومى.. أما رابعاً فمن الضرورى تقوية وتدعيم منظمات ومؤسسات الامن القومى داخلياً وخارجياً والعمل على تحديثها بصفة مستمرة بأحدث ما وصل اليه العلم والتكنولوجيا يأتى بعد ذلك ان تقيم الدولة علاقاتها فى التعاون مع الدول الأخرى على أسس ثابتة وواضحة لصالح كل الأطراف أما سادساً وأخيراً فأن تكون الدولة منتبهة لأى متغيرات تحدث وتؤدى إلى أحداث مشابهة لما حدث فى حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية على أن يقوم ذلك كله على وعى المواطن المصرى بمصالح بلاده. ورداً على سؤال عن سبب استهداف تنظيمات القاعدة لمصر أكد عبد الحليم أن القاعدة بالمعنى القديم ليس لها وجود فلم يعد هناك كيان يسمى القاعدة كما كان يطلق عليه فى بداية القرن الحالى فالقاعدة الآن أصبحت رمزاً وليست تنظيما فهى رمز لحركات إرهابية كثيرة منها تنظيم جيش الاسلام الفلسطينى الذى قام بالحادثة السابقة، والقاعدة الاصلية التى ظهرت فى افغانستان أسلوب عملها تغير تماماً بمعنى ان العمل المركزى الذى كان يتم حتى 11سبتمبر أصبح الآن يتم بطريقة غير مركزية بأسلوب الخلايا النائمة وعلى سبيل المثال قد تكون هناك 4 أو 5 خلايا فى بلد واحد لا أحد منها يعلم شيئاً عن الآخر وكلها تحمل نفس أفكار القاعدة وهى التى تتولى تنفيذ العمليات وباسم القاعدة التى لم يصبح لها سوى الاسم والقاعدة نفسها والتنظيمات التابعة لها يمكن اختراقها من جهات أخرى تتوارى وراءها لتحقيق اهدافها فى الاضرار بمصر. وأضاف عبد الحليم أن أحد أهداف مثل هذه العمليات الإرهابية ضد مصر هو إعاقة الدور المصرى وتحركه الدؤوب من أجل حل مشاكل المنطقة وهو ما أشار اليه السيد الرئيس نفسه فى خطابه فى عيد الشرطة. وشدد عبد الحليم على ضرورة السيطرة على كل وسائل العبور من وإلى قطاع غزة حتى يمكن منع مثل هذه العمليات الإرهابية فى المستقبل. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: ملاحظات الخبراء على ممر التنمية البديل الإثنين 07 فبراير 2011, 5:01 am | |
|
ملاحظات الخبراء على ممر التنمية البديل | | | | |
تواصل أكتوبر فتح ملف ممر التنمية البديل والذى انفردت المجلة بنشره العدد الماضى، حيث أثار المشروع البديل لممر التنمية أكثر من ملاحظة وتعليق من خبراء الزراعة والموارد المائية الذين أبدوا تحفظات على الممر المعدل والذى يعد بديلاً جزئياً عن المشروع الذى كان قد طرحه الدكتور فاروق الباز منذ سنوات والذى يعتمد على إنشاء طريق بالمواصفات العالمية فى صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالاً حتى بحيرة ناصر جنوباً وعلى مسافة تتراوح ما بين 10 و80 كيلو متراً غرب وادى النيل لكى يفتح الممر الطولى آفاقاً جديدة للامتداد العمرانى والزراعى والصناعى والتجارى حول مسافة تصل إلى 2000 كيلو متر إلا أنه ورغم أهمية المشروع طرح الدكتور محمد صبرى البادى خبير التخطيط دراسة أخرى مكملة لممر الدكتور الباز فى الصحراء الشرقية وبديلة عنه فى بعض ممرات الصحراء الغربية الممهدة لربط محافظات البحر الأحمر بممر التنمية وهى النقطة التى لم يتطرق إليها مشروع د. الباز. المهندس أحمد الليثى وزير الزراعة السابق وأحد المناقشين لمشروع ممر تنمية «الباز» أكد لـ «أكتوبر» أن الممرات التنموية العرضية والتى تمر بعرض البلاد هى أفضل بكثير من الطولية التى أثبتت فشلها على مدار السنوات الماضية وهى شبيهة بالموجود فى المدن الجديدة المبنية بطريقة طولية سواء على وادى النيل أو البحرالأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى أن الممرات العرضية قد تنتج مناطق صالحة للزراعة أو الصناعة أو السياحة مؤكداً أن فكرة الممر الضيق الملاصق لوادى النيل تم اقتراحه سابقا فيما يعرف بتجربة التوسع فى مديرية التحرير وذلك بإنشاء ممرات جديدة فى جنوب المديرية (أرض الدلتا) وشمالها (منطقة أبو المطامير)، ورغم ذلك يقول الليثى: إن ممر التنمية الذى اقترحه الباز لابد من تفعيله خاصة أن مجلس الوزراء قد قام بمناقشته منذ 5 سنوات عندما كنت وزيرا للزراعة وقطعت الدراسات خلال مناقشته شوطا كبيرا واستبداله بآخر يعنى مضيعة للوقت. بينما قال الدكتور مغاورى شحاته خبير الموارد المائية إن مشروع د. البادى يعتمد على الممرات العرضية والتى تعد حلاً مثالياً لتنمية حقيقية للصحراء والمناطق الطاردة للسكان خاصة أن التنمية العرضية تعيد تقسيم الخريطة الجغرافية لمصر بحيث تكون التنمية العرضية بديلة عن الخطوط الطولية التى اعتمد عليها فى بناء المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة ولم تنجح غالبيتها إلى الآن فى جذب السكان مما يؤكد أن التنمية بطول وادى النيل لا تكفى لإحداث تنمية حقيقية، وترجع أهمية الخطوط العرضية والتى طرحها الدكتور محمد البادى فى التخلص من محاصرة محافظات الصعيد على طرفى وادى النيل مما يحجم من عملية التنمية فيها ويجعل من الصعيد نافذة على البحر الأحمر والنيل مما يعطى منفساً بحرياً لمدن الصعيد ويخرجها من دائرة الانغلاق إلى البيئة البحرية مضيفا أن المشروع البديل سوف يتم انجازه بسرعه لاعتماده على طرق عرضية مشيدة بالفعل وأخرى بها «مدقات» تسهل عملية نقل المعدات وجذب السكان وهذه الطرق مثل رأس غارب وسفاجا والقصير وغيرها من الطرق العرضية. وعن أهمية التنمية فى مناطق مؤهلة قال شحاته إن فائدة التنمية فى المناطق المؤهلة هى سرعة التنفيد وعدم تكليف الدولة أموالا أو ميزانية من الممكن أن تكون حائلا أمام تنفيد المشروع، مشيرا إلى أن شمال مصر بها مناطق مؤهلة تساعد على التنمية الحقيقية كما أن مناطق الواحات الداخلة والخارجة والفرافرة وسيوة وشرق العوينات هى ممرات تنمية حقيقية من المفترض استكمالها لسهولتها، حيث إن هذه المناطق بها تقسيمات إدارية جاهزة مثل الكهرباء والبنية التحتية والطرق والتى تساعد بدورها على انجاز مشاريع التنمية فى أقرب وقت ممكن فضلا عن وجود مياه جوفية وتربة سهلة التعمير والزراعة وهناك مايقرب من 550 ألف فدان من بحيرة ناصر جنوبا وحتى سيوة ومطروح شمالا والتى يسهل أيضا زراعتها لوجود مياه جوفية بها تكفى لمائة عام ومنسوب رفعها يصل الى 100متر دون توقف كما أن تنمية هذه المناطق يساعد على استخدام المياه قليلة الملوحة المتواجدة فى الممرات الغربية. من جانبه قال الدكتور محمد صبرى البادى صاحب المشروع البديل ردا على ما أثير حول مشروعه أن الدراسة المقترحة والموجودة حاليا فى مجلس الوزراء لمناقشتها تعطى الفرصة فى انتشار التنمية شرق البلاد وغربها وذلك إذا تم تنفيد المقترح، خاصة أن التكلفة أقل من تكلفة ممر د. الباز الذى يعتمد بشكل أساسى على طرق جديدة ومناطق غير جاهزة مؤكدا أن المشروع ينمى فى حدود 20%من مساحة مصر فى الصحراء الشرقية والغربية ويستفيد منه مايقرب من 80%من سكان مصر لأنه لن يقتصر على المدن القريبة من ممر التنمية ولكن يعتمد على المحافظات الطاردة للسكان كما أن المشروع سيكون صناعياً وسياحياً فى شرق البلاد وزراعياً فى غربها. وتابع البادى أن محاور التنمية العرضية المقترحة تعتمد بشكل كبير على بنية أساسية مقامة بالفعل فى الصحراء الشرقية ووادى النيل مما يساعد فى خفض التكلفة وكل ما يلزم تنفيذ المشروع هو استغلال المتاح وتطويره وإقامة بعض البنى التحتية القليلة بالصحراء الغربية اللازمة لاستكمال المشروع الذى يتكون من محور طولى رئيسى للتنمية وستة محاور عرضية تربط الصحراء الشرقية بالغربية مرورا بمحافظات وادى النيل الفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان. وأشار د. الباز إلى أنه بدأ فى دراسة صحارى مصر منذ ثلاثين عاما، ووجد أنها تؤهل حياة كريمة لعدد كبير من السكان ولم يعد ممكنا أن تبقى مدن مصر مكتظة فى نطاق وادى النيل الضيق وما ينتج عنه من مصاعب حياتية كثيرة وضياع الوقت فى التنقل وعدم توافر الغذاء الصحى وتكدس المدارس إضافة الى الآثار البيئية السيئة. وأضاف أن المشروع له خمسة مكونات رئيسية هى محور طولى للسير السريع بالمواصفات العالمية يبدأ بالقرب من العلمين ويستمر حتى حدود مصر الجنوبية بطول 1200 كيلومتر تقريبا واثنى عشر محورا من الطرق العرضية التى تربط الطريق الرئيسى بمراكز التجمع السكانى على طول مساره بطول كلى حوالى 1200 كيلومتر وشريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسى وأنبوب مياه من بحيرة ناصر جنوبا وحتى نهاية الطريق على ساحل البحر المتوسط لاستخدامات الإنسان على طول المحور الطولى وخط كهرباء يؤمن توفير الطاقة فى مراحل المشروع الأولية لحين توفير مصادر الطاقة المتجددة للمشروعات الانمائية مستقبلا. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: المواطنة والصحافة أهم محاور معرض الكتاب الإثنين 07 فبراير 2011, 5:06 am | |
|
المواطنة والصحافة أهم محاور معرض الكتاب | | | | |
يشهد تنظيم معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 43 طفرة غير مسبوقة لتلبية احتياجات الجمهور والمشاركين على حد سواء. الدكتور محمد صابر عرب - رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب - أكد أن الهيئة وفرت تذاكر المعرض بجميع محطات مترو الأنفاق، بالإضافة إلى تخصيص 500 أتوبيس لنقل الزائرين من المحافظات إلى المعرض وإعادتهم فى نفس اليوم. وأضاف د. صابر أن النشاط الثقافى والفنى بالمعرض يشهدان نشاطا مكثفا لتلبية جميع الأذواق موضحاً أنه يشهد مناقشة 4 محاور أساسية أولها المواطنة وثانيها الاحتفاء بالمصريين الناجحين بالخارج وثالثها تجربة الصحافة الخاصة بمصر ورابعها مصر ودول حوض النيل بالإضافة إلى ندوة حديث فى الثقافة يلقيها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. وأشار إلى أن المعرض يشهد استضافة دولة الصين كضيف شرف والتى تنظم عدداً من الأنشطة الثقافية والفنية تتناول الأدب الصينى والعلاقات السياسية والثقافية بين البلدين وتقديم عروض سينمائية كأسبوع الفيلم الصينى. ولفت إلى أن المعرض سيتناول المقهى الثقافى باعتباره أقدم أنشطة المعرض الثقافية وأكثرها جاذبية للجمهور، مشيراً إلى تنوع لقاءاته فمنها ذاكرة القرن التاسع عشر والبحث عن طرائق جديدة فى الإبداع الثقافى ونصوص ومدونات 2010 ومناقشة قضايا النشر والملكية الفكرية. من جانبه أكد جانغ دى تشين - المدير التنفيذى لبرنامج «الصين» ضيف الشرف - أنه تم إرسال 248 ممثلا لدور النشر وثلاث عشرة شخصية من علماء ومشاهير الأدب والفن الصينى، بالإضافة إلى حضور ما يقرب من 5000 كاتب من نخبة كُتاب الصين. وقد تم تأجيل المعرض للظروف الطارئة على مصر |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: الضرائب ترفع شعارا جديدا كل التسهيلات ممكنة.. المهم زيادة الحصيلة الإثنين 07 فبراير 2011, 5:09 am | |
|
الضرائب ترفع شعارا جديدا كل التسهيلات ممكنة.. المهم زيادة الحصيلة | | | | |
تلعب الإيرادات الضريبية الدور الرئيس فى تمويل الإنفاق العام فى دولة محدودة الموارد مثل مصر، لذلك فإن قدرة الحكومة على تحقيق أهدافها التنموية دائما تكون مرهونة بنجاحها فى تحقيق أكبر قدر ممكن من المتحصلات الضريبية، سواء كان ذلك بسن القوانين أو إقناع الجمهور بأهمية إلتزامهم بالضريبة المستحقة، لما ينتج عن هذا الالتزام من نفع مجتمعى وإفلات من عقوبات التهرب، التى تصل للحبس. وبالفعل بدأ فى الأول من يناير موسم الإقرار الضريبى للعام الجارى ليدلل على أن وزارة المالية ممثلة فى مصلحة الضرائب تثبت أن سياساتها الضريبية تواصل نجاحها بزيادة المتحصلات، لكى تضيف هذه الزيادات مزيداً من الدعم والمساندة لبرامج الحكومة لتحقيق أمل المواطن فى خدمات متميزة والحصول على سلع رئيسية بأسعار فى متناول يده، لكن يبدو أن كل ما تقوم عليه مصلحة الضرائب من تطوير وتحديث لا يحقق طموحات الممولين والمحاسبين، الذين هم محامو الممولين. ففى الشهور الأربعة الأولى من كل عام تشهد مصلحة الضرائب ومكاتب المحاسبة حالة من الطوارئ، إذ يقدم الممولون سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو اعتباريين إقراراتهم الضريبية، لأنه بنهاية أبريل تنتهى المهلة المحددة لتقديمها. الإقرار وفقا لأحكام القانون (91) لسنة 2005، هو عبارة عن إقرار صادر من الممول عن كل ما يزاوله من نشاط تجارى أو صناعى أو مهنى خلال السنة المالية، التى تقدم عنها الإقرار، وكذلك عن إيراداته من الثروة العقارية والمرتبات إن وجدت ووارد به حجم إيراداته خلالها والتكاليف والمصروفات المتعلقة بها والأرباح أو الخسائر الناتجة، وذلك على النموذج المخصص لذلك والذى يوزع مجانا. ويعد تقديم الإقرار الضريبى لأول مرة، وفقا لقانون الضرائب الجديد، بمثابة إخطار بمزاولة النشاط، وبالتالى لابد أن يكون الإقرار موقعا من الممول أو ممن يمثله قانونا، وأنه إذا أعد الإقرار محاسب مستقل عليه التوقيع على الإقرار مع الممول أو مع الممثل القانونى، وإلا فالإقرار كأن لم يكن، كما يجب أن يوقع الإقرار من محاسب قانونى إذا زاد رقم المبيعات أو الإيرادات عن 2 مليون جنيه، وأنه يعاقب بالحبس وبغرامة مالية أو بإحدى هاتين العقوبتين كل محاسب قام بإخفاء وقائع علمها إثناء تأدية مهمته، ولم تفصح عنها المستندات. وهكذا يبدو جليا أن نجاح الموسم الضريبى السادس للقانون 91 لسنة 2005 مرهون بجدية ورغبة أطراف العملية الضريبية (المصلحة – المحاسب القانونى – الممول) فى إدراك هذا النجاح، وربما يتحقق ذلك بحرص مصلحة الضرائب على الاستجابة لمطالب المحاسبين والممولين، وتفهم المجتمع الضريبى لما يمثله تحقيق النجاح من دفع لعجلة التنمية الشاملة، فيسارع كل ممول إلى التقدم بإقرار صادق للمصلحة، وإلا لن يجد من المحاسبين من يعتمده له. وهنا يثار تساؤل مهم مفاده: ماذا يريد الممول أو من يمثله من المحاسبين من الإدارة الضريبية لكى يسارع لتقديم إقرار ضريبى يتسم بالمصداقية والشفافية؟ وكيف يمكن أن يساهم المحاسب فى إنجاح الموسم الضريبى؟ المحاسب القانونى أشرف عبد الغنى رئيس جمعية خبراء الضرائب يؤكد أنه لتحقيق المزيد من النجاح فى الموسم الضريبى الحالى كان من الضرورى مزيد من التأكيد على الممولين فيما يتعلق بالفاتورة الضريبية لما تمثله من ضمانة لجميع الأطراف، مشيرا إلى أن تحقيق المزيد من النجاح الضريبى يمكن أن يتم من خلال توحيد الإجراءات الواجب إتباعها عند التعامل مع مصلحة الضرائب سواء فيما يخص ضرائب الدخل أو المبيعات، علاوة على أن عدد نماذج الإقرارات ما تزال بحاجة إلى التدخل لاختصارها لأقل من 15 نموذجا. وأشار إلى أن الأمر أيضا يحتاج إلى مطالبة مصلحة الضرائب بضرورة العودة إلى نظام نقاط الخدمات الضريبية، التى كانت وراء نجاح موسمى 2006 و2007، لكن جاء الموسم التالى ليشهد قرارا بإغلاق هذه النقاط، التى كانت تقدم الخدمة للممولين من خلال مكاتب المحاسبة الكبرى والغرف التجارية واتحاد الصناعات، حيث تم قصرها على الغرف واتحاد الصناعات فقط. ولفت رئيس خبراء الضرائب إلى أنه فى الوقت الذى كنا نتمنى فيه مزيدا من التوسع والدعم لتجربة نقاط الخدمات الضريبية جاء القرار بإلغائها مما أصاب المحاسبين والممولين بصدمة، موضحا أنه أيضا من مشكلات الموسم الضريبى الحالى إصرار المصلحة على مواصلة أعمال الفحص الضريبى خلال موسم تقديم الإقرارات مما يجعل المحاسب مشردا غير قادر على الايفاء بما تطلبه منه المصلحة لأنه مطالب بعملين فى وقت واحد، لذلك كان من الضرورى أن يتم تأجيل أعمال الفحص إلى ما بعد انتهاء موسم تقديم الإقرارات فى نهاية أبريل. وشكك عبد الغنى فى قدرة مصلحة الضرائب على تنفيذ القرار الوزارى رقم (2) الخاص بإلزام المتعاملين مع مركز كبار الممولين بتقديم الإقرار الضريبى إلكترونيا، لعدم دراية عدد كبير من هؤلاء الممولين أو ممثليهم من مكاتب المحاسبة بمهارات تقديم الإقرار إلكترونيا أو لعدم توفير مصلحة الضرائب سلطة التوقيع الإلكترونى لكل الممولين الذى يزيد عددهم على 2000، لذا فإن نص القرار على الإلزام أمر يتعارض مع الواقع، بل يتنافى ونص قانون الضرائب الذى يجيز فقط للممولين فعل ذلك ولا يلزمهم. الأداء الاقتصادى وكشف د. صلاح جودة الخبير الضريبى ومدير مركز الدراسات الاقتصادية أن مطالب المحاسبين يمكن حصرها فى ضرورة وجود نظام ضريبى واضح يتعامل مع جميع الممولين بنفس الفكر والسياسة، وبالتالى يصبح الحكم على «شطارة» المحاسب ليس فى أنه قادر على التلاعب فى دفاتر الممول، ولكن فى قدرته على تقديم خدمة مهنية بصورة جيدة، موضحا أن مهنة المحاسبة القانونية تعد المرآة للأداء المالى والاقتصادى للمنشآت الاقتصادية. وشدد على أن وزارة المالية استطاعت أن تغير المنظومة الضريبية التى سادت عشرات السنين، وذلك من خلال قانون جديد للضريبة على الدخل وتعديل قانون ضريبة الدمغة، وأنه فى إطار المنظومة الجديدة نقل القانون للممول بأنه سوف يتم التعامل معه على أنه ممول وله حقوق يجب أن يحصل عليها، وفى نفس الوقت نجح فى إذابة الجليد فى العلاقة بين المحاسبين والمصلحة. وأوضح د. جودة أنه عندما شعر المحاسب بجدية الوزارة فى تطبيق القانون الجديد زاد عدد المحاسبين، الذين أصبحوا فى صف المصلحة، خاصة بعد أن اكتشفوا أن وزارة المالية تقف بجانبهم، ليمارسوا عملهم بصورة مهنية صحيحة، مشيرا إلى أن تفعيل هذا النظام القانونى جعل من الإقرار الضريبى سلاحاً فى يد المحاسب يفرض من خلاله على الممول أن يقدم له معلومات بعينها لا أن يفرض الممول على المحاسب المعلومات، التى يريد كشفها، لأنه فى حالة عدم التزام الممول بتقديم البيانات المطلوبة، فالمحاسب عليه أن يرفض اعتماد الإقرار. آليات جديدة وفى الجانب الآخر يقف رئيس مصلحة الضرائب أحمد رفعت على أهبة الاستعداد لتحقيق ما يطمح إليه الممولون والمحاسبون لتيسير تقديم الإقرار الضريبى، مؤكدا أن المشرع عندما وضع نصوص قانون الضرائب الجديد كان يدرك جيدا أهمية دور المحاسب القانونى فى المنظومة الضريبية فى إنجاح العمل الضريبى. وأشار إلى أن المصلحة حرصت عند صياغة الإقرارات الضريبية للعام الجديد على مراعاة التعديلات فى قانون الضريبة على العقارات المبنية رقم 196 لسنة 2008، الذى بدأ العمل به فى يناير 2010 وتعديل أحكامه، موضحا أن الجيل السادس من نماذج إقرارات الضريبة على الدخل للموسم الحالى متوافرة بجميع المأموريات بالمجان، وقد بلغ عددها لهذا الموسم 15 بدلا من21 نموذجا فى الموسم الماضى. وقال رئيس المصلحة أنه قام بتشكيل لجان داخل كافة المناطق والمأموريات الضريبية للرد على استفسارات الممولين ومساعدتهم فى ملء الإقرارات الضريبية خلال الموسم الحالى، وتم إختيار عدد من مديرى العموم بإدارة الفحص الضريبى للتواجد بالمأموريات لتوعية المموليــن بالتعديــلات الضريبية الأخيرة التى تمت فى بيانات الجيل الجديد من الإقرارات، وأنه يتمنى أن يتحرى كل الممولين الصدق فى ملء الإقرار، لكى يكون الإقرار انعكاسا حقيقيا لكل أنشطة الممول الخاصة بالضريبة انطلاقا من الثقة المتبادلة بين المصلحة والممول. وأضاف أنه لم يعد هناك أى مبرر لعدم تقديم الإقرار الضريبى بعد تخفيض سعر الضريبة إلى 20% بدلا من 40%، علاوة على الحرص على تذليل كافة العقبات الإدارية، حيث يمكن للممول أن يقدم الإقرار الضريبى عن طريق شبكة الانترنت، كما أنه يمكن للممولين أو من يمثلهم من المحاسبين تقديم الإقرار الضريبى عن طريق شبكة الانترنت، وسداد الضريبة من خلال فروع أكثر من 18 بنكاً فى مختلف أنحاء الجمهورية. وألمح أحمد رفعت إلى أن المصلحة تعتبر الممول مواطنا شريفا يساهم قدر استطاعته فى تدبير الموارد المالية للخزانة العامة، والتى يتم الإنفاق منها على تنمية الوطن والمواطنين، مطالبا كل الممولين بسرعة تقديم الإقرار الضريبى فى الموعد المحدد حتى لا يتعرض الممول للعقوبات الواردة بالقانون 91 لسنة 2005، علاوة على قيامها بالربط التقديرى. وخلص أحمد رفعت إلى أنه حرصا من المصلحة على التيسير على المحاسبين والممولين يتم الآن دراسة إمكانية عودة عمل نقاط الخدمات الضريبية فى مكاتب المحاسبة الراغبة فى التزود بمأمورى ضرائب لتقديم الخدمات الضريبية، علاوة على ذلك يتم الآن التجهيز لتخصيص غرفة بكل مأمورية ضرائب للمحاسبين المتعاملين على غرار قاعة المحامين بالمحاكم. تعميم التعاملات من جهته أكد فتحى عبد العزيز رئيس قطاع الحاسب الآلى فى مصلحة الضرائب أن السعى لتعميم التعاملات الالكترونية فى المصلحة يهدف للتسهيل على المتعاملين بتوفير آليات عصرية أيسر بكثير مما هو متاح الآن وبالتالى كان صدور قرار وزير المالية رقم (2) الذى يتيح للممولين سواء كانوا كبارا أو صغارا استخدام الانترنت لإنهاء تعاملاتهم مع الإدارة الضريبية، وذلك بإصدار حزمة من البرمجيات لتنمية وتطوير الأداء عن طريق الاتصال المباشر بالعميل من خلال شبكة معلومات الكترونية تؤمنها الضرائب كنافذة لتلقى الإقرارات وسداد الضرائب. وقال رئيس قطاع الحاسب الآلى أن هذا القرار الوزارى صدر تطبيقا لأحكام المواد (78) و (92) من قانون الضريبة على الدخل رقم 91 لسنة 2005 وكذلك أحكام المواد (82) و (100) و (104) من اللائحة التنفيذية لهذا القانون والمواد (7) و (10) من اللائحة التنفيذية للقانون رقم 11 وتعديلاته بشأن الضريبة على المبيعات، وأنه من منطلق الحرص على تيسير كافة صور المعاملات مع الممولين قامت المصلحة بإتاحة هذه البرمجيات مجانا على موقعها الإلكترونى لكل من يطلبها للتعامل بها. وأضاف أن هذه الحزمة توفر من البرامج الحاسوبية ما يمكّن الممولين من إنهاء كافة التعاملات مع الضرائب؛ لكونها جاءت فى خمس حزم برمجية، وهى: برنامج تقديم إقرارات ضريبة الدخل وبرنامج تقديم إقرارات ضريبة المبيعات وبرنامج الخصم والتحصيل تحت حساب الضريبة وبرنامج حساب ضريبة المرتبات والأجور، وأخيرا، برنامج الاستعلام عن تعاملات الممول المخزنة على البطاقة الضريبية، مشيرا إلى أن مصلحة الضرائب لا تلزم الممولين بالعمل بهذه الآليات. وخلص عبد العزيز إلى أن هذه الجهود تأتى فى إطار السعى الجاد لتوفير العديد من الآليات، التى تحقق نجاح المصلحة فى تنفيذ السياسات الضريبية، وبالتالى السعى لنشر ثقافة المعاملات الإلكترونية لابد أن تجد ما يساندها من الفاعلين فى المنظومة الضريبية وعلى رأسهم شركات المحاسبة الكبرى، خاصة أن التعامل الإلكترونى يوفر الوقت والجهد ويقلل من التعاملات المباشرة بين الإدارة الضريبية والممولين. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: إسكندرية التى لم يعد ترابها زعفران الإثنين 07 فبراير 2011, 5:18 am | |
|
إسكندرية التى لم يعد ترابها زعفران | | | | |
أعرف الاسكندية واعشقها ولى طقوس فى الذهاب إليها عبر توربينى الساعة الثامنة صباحاً الذى يصل العاشرة صباحاً محطة سيدى جابر.. اعرف الاسكندرية.. وقرأت عنها الكثير.. اعرف الإسكندرية بالتفصيل الجغرافى والانسانى من المندرة حتى بحرى والانفوشى. اعرف الإسكندرية بوتقة التسامح المصرى التى عاشت على أرضها جنسيات عديدة من إيطاليين ومالطيين وانجليز ويونانيين وشوام وجميعهم عاشوا دون أى إحساس بالتمييز الطائفى أو العقائدى.. ولا تزال آثار هذا العيشة المشتركة قائمة فيما تبقى من عادات الجالية اليونانية التى يعتبر اعضاؤها أنفسهم مواطنين مصريين وألهمنى تاريخ بعض الأماكن مثل فندق سيسل أن أعرض كل الفنادق التاريخية بطول وعرض مصر فى كتاب قام بتقديمه المؤرخ الراحل يونان لبيب رزق حيث تداخل تاريخ الفندق مع تاريخ السياسة وذكريات بعض الشخصيات الرمزية فى الأدب والسياسة فى تاريخ مصر. والواقع أن ما حدث مؤخراً فى الإسكندرية يجعلنى أكتب مرثية وليس مقالا.ً مرثية لمقدمات العنف والتطرف التى تمددت عبر أجهزة الاعلام والفضائيات لتحرض على سلوكيات غريبة عن بيئتنا. ومن يرصد كورنيش الإسكندرية اليوم سيلاحظ أن المقاهى والملاهى التى كانت ملاذاً لنا فى عطلات الصيف جميعها قد تحولت إلى صالات أفراح بزعم أن الملاهى والمقاهى حرام.. ورغم أن الإرهاب الشيطانى أراد إشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد فإن انتفاضة الشعب المصرى ضد الإرهاب أكد أننا أقوى من خفافيش الظلام وفى احتفالات عيد الميلاد التى حضرها كل رموز مصر أرسلنا للعالم رسالة قوية قلنا فيها: نحن أسرة واحدة ولا نحتاج من أحد أية مساعدة. وقد رفض الحكماء تدخل من يريدون الصيد فى الماء العكر. وقد لوحظ أن الدعوات الخارجية لحماية الاقليات ما هى إلا جزء من مُخطط أكبر لتهجير بعض الطوائف من أوطانهم وتشجعيهم على الاستقلال الذاتى. وقد فعلوا ذلك مع الأكراد وأخيراً نجحوا فى تقسيم السودان ويأتى كل هذا فى إطار عملية نهش الجسد العربى ليتحول فى النهاية إلى دويلات يسهل ابتلاعها وفقاً للشعار الاستعمارى القديم .. «فرق:تسد». وهذا يفرض على كل مستنير أن ينتبه وينبه الآخرين إلى خطورة المخطط المرسوم بخطط شيطانية لتفيت العالم العربى وفى المقدمة مصر التى لا تزال الكبير والرائدة مهما طنطن البعض عل عكس هذا. وقد نالت الفاجعة الأخيرة فى الإسكندرية من قدر دور بعض أبناء الوطن وفى المقدمة رجال الأمن. وإذا كان من الجائز أن نلوم الفضائيات التحريضية على انتهاج هذا السلوك. فمن غير المقبول أن يأتى الهجوم دائماً من رموز المجتمع المدنى مثقفى النخبة وكان عليهم إبراز النماذج المشرفة لرجال الأمن، وهم فى كل الأحوال ملاذ كل طالب للأمن والحق وجميعنا من أبناء مصر.. وكفانا تغذية للاحتقان من خلال بعض الاقلام وبعض الفضائيات والمرحلة الحالية لم تعد تحتمل إلا أن نضع أيدينا فى أيدى بعض ونتذكر دائماً عبارة «مصر وطن يعيش فينا ولا نعيش فيها، وأن الإرهاب لا وطن ولا دين له». وهنا نتطرق إلى بعض تداعيات حادث الإسكندرية الإرهابى وهو تجاوز البعض فى الغرب مرحلة الإدانة إلى التدخل والتحريض على الحكومات العربية مثل دعوة بابا الفاتيكان الغرب لحماية اقباط المشرق المضطهدين داخل مجتمعاتهم.. ولا أدرى كيف سمح البابا بندكنت السادس عشر عشر لنفسه رئيس الدولة التدخل فى شئون الآخرين. ويؤكد مزاعم كاذبة بأن الأقباط يتعرضون للاضطهاد والعيش المشترك بينهم وبين المسلمين يمتد إلى ما قبل ظهور المسيحية .. ويجب على الإعلام العربى التصدى لدعوات استعداء الغرب.. على المجتمعات العربية برغم أن الاقليات الدينية وخاصة الاقباط يتعرضون للتمييز والاضطهاد وهل يريد بابا الكاثوليك ورئيس فرنسا تحريك حملات صليبية جديدة على العراق ومصر لحماية ابناء الصليب رغم انهم ليسوا أقليات بل هم مواطنون مثلهم مثل إخوانهم المسلمين. إن الإرهاب لا ينتقى أهدافه ولا ضحاياه وقد راح ضحيته من قبل الزعيم أنور السادات وهو الرئيس المسلم. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| |
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: كيف نملأ الغربال بالماء؟ الإثنين 07 فبراير 2011, 5:27 am | |
|
كيف نملأ الغربال بالماء؟ | | | | |
قال المعلم الروحى لمريديه وهو يعلمهم ممارسة «التأمل»: (إن الأمر يشبه عملية ملء غربال بالماء). أصابت هذه العبارة جميع المريدين بالحيرة والارتباك. كيف يمكن أن يُملأ غربال بالماء؟ ظن البعض أن المعلم يقصد بهذا التشبيه أن يقول لهم إن التأمل عملية مستحيل عليهم ولن يستطيعوا القيام به. وظن آخرون أنه إنما يعنى ألا يتوقعوا من ممارسة التأمل إلا نتائج مؤقتة، بمعنى أنهم يشعرون أثناءه بسلام النفس والهدوء، ثم لا يلبث أن يتبخر كل هذا فور تعرضهم لممارسات الحياة المادية اليومية. وبناء عليه أُصيب المريدون بإحباط شديد وتوقفوا عن ممارسة التأمل. لكن واحدا منهم لم يسترح لتلك التفسيرات، وقرر أن يذهب للمعلم ويطلب منه تفسير ما يعنيه بعبارته:«التأمل يشبه عملية ملء غربال بالماء». أخذ المعلم المريد إلى شاطئ المحيط وأعطاه غربالا وطلب منه أن يملأه بالماء. أمسك المريد الغربال واغترف من المحيط بعض الماء، وبطبيعة الحال تسلل الماء بسرعة من الغربال. أخذ المعلم الغربال من مريده وقال له: سأريك كيف يكون ذلك، فأمسك بالغربال ورمى به فى المحيط، وما هى إلا لحظات وقد استقر الغربال فى قاع المحيط. قال المعلم للمريد:«الغربال الآن مملوء بالماء وسيبقى كذلك للأبد، هكذا «التأمل» أيضا، فى ممارسته أنت لا تغترف بعضا من الطاقة الروحية لتملأ بها حياتك، بل أنت تلقى بنفسك كاملا فى بحر الروح، وتندمج فيه أكثر فأكثر كل يوم». تناغم الجسد والعقل والنفس قبل أن أقدم تأملى فى المعانى الدقيقة بهذه القصة، أحب أن أتعرض لمعنى «التأمل» بشكل عام. ففى الحكمة الشرقية القديمة، وكما انتقل إلى المفهوم الغربى المعاصر، يعتبر «التأمل» نوعا من تدريب العقل على الصمت التام، وترك الأفكار، من خلال مراقبة الأنفاس، أو ترديد كلمات معينة، مع استرخاء جميع عضلات الجسم إما بالسكون التام، أو حركة منظمة وواعية. يساعد ذلك الإنسان لتحقيق صحة فيزيقية ونفسية وروحية على السواء، ففى بعض عيادات الطب المتكامل فى أمريكا حاليا يصف الأطباء ممارسة «التأمل» كعلاج مكمل للضغط المرتفع والتوتر ونقص المناعة، فضلا عن خلل الهرمونات، والدهون، وغيرها من الأمراض. ذلك لأنه قد ثبت أن كثيرا من الأمراض العضوية تكون نتاج أنواع متعددة من عدم الاتزان العاطفى والنفسى، المنعكس فى اختزان مشاعر معينة لا يتم التعامل معها بصورة صحية (مثل الغضب، والألم، واليأس والإحباط، والمخاوف المتعددة، وفقدان الثقة فى النفس) مما يؤثر على صحة خلايا الجسم، ويسبب الأمراض فى أعضائه المختلفة. من هنا فـ «صمت العقل» أثناء التأمل، يكون بمثابة «راحة عميقة» من تلك المشاعر الضاغطة، ومن توتر العضلات الناتج عن الضغط النفسى. أما على المستوى الروحى فيعتبر:«التأمل» نوعا من تواصل الإنسان بمنطقة عميقة فى وجوده، يخبرها حين تصمت أفكاره المشوشة، القادمة كلها من صراعات عالم المادة. وبمجرد تواصل الإنسان بطبيعته الأعمق، والأهدأ، يشعر بطاقة نورانية جميلة، تشبه عملية «شحن» بطارية جهاز ما بمصدر كهربائى، فكذلك النفس حين توصل بتلك الطاقة الكونية النورانية، يتجدد نشاط الإنسان، ويتخلص من كثير من شوائب النفس وأهوائها وأحزانها، ويتذوق سعادة لا يضاهيها أى حال مادى. بالمفهوم المستمد من ثقافتنا الإسلامية، تعتبر العبادة، فى جوهرها، وبكل أنواعها نوعا من أرقى أنواع التأمل. فيصف الرسول «صلى الله عليه وسلم» الصلاة قائلا: «أرحنا بها يا بلال». ويقول عباد الله الصالحون:«الصلاة صلة بين العبد وربه». ويُعرّف الصوم بأنه «صمت» الجوارح والجسد واللسان، على عدة مستويات، صمت يتيح للإنسان تذوق كيانه الروحى، وقد خرج من ضوضاء رغباته وأفكاره وأهوائه. اكتشف الإنسان بفطرته فكرة «التأمل» منذ قديم الزمن، كما أعطى الله للإنسان فى رسالاته أدوات متعددة يصل بها لصمت العقل والجسد، فيحقق السلام مع نفسه ومع العالم. التأمل أسلوب كامل للحياة لكن قصة اليوم – وكعهدنا بالمعلمين الروحيين وهم يضربون المثال فى صور رمزية - تعطى معنى عميقا للتأمل، لا ينطبق فقط على تلك اللحظات التى يمارس فيها الإنسان صمت العقل والجوارح، ووصلة بطاقة روحية أعلى، بل يمتد إلى معنى دائم يشمل الحياة كلها، سكونا وحركة، صمتا وقولا، استماعا وفعلا. فالغربال - كما استشعرت - يرمز لكياننا المادى. ونحن - إن حاولنا أن نفعل كما فعل المريد فى القصة - فنحن لا قدرة لنا على الاحتفاظ بالطاقة الروحية، لأنها تتسلل من كياننا فى الحياة اليومية، و«ثقوب» هذا الكيان هو أفكارنا المدمرة، أو المتأثرة بمعتقدات زائفة أو مشاعر غير طيبة، أو أسلوب حياة غير صحى. أما حين نتعلم كيف نحتفظ بالطاقة النورانية فى وجودنا، فتصبغ جميع أفعالنا بنفحاتها وصفاتها، فنحن كأننا نذهب بوعينا إلى «المحيط» نفسه، ونستقر فيه فلا نفقد «ماء الحياة»، فالطاقة لا تتركنا ولا نتركها. إن «الغربال» (أى كياننا المادى) موجود، ولا يذوب، لكنه ملئ ومحاط ومصان بمياه المحيط، إنها داخله، ومن حوله، ومن فوقه، ومن تحته. إذا طبقنا هذه الصورة الرمزية المجازية على واقع حياتنا فكأنما نستشعر من يقول لنا: ليس هناك عيب ما فى الغربال (الكيان المادى)، ولكن غياب الوعى عن الإنسان يجعله يعتقد شيئا (الصورة التى تصورها المريدون لعبارة المعلم)، يؤدى بطبيعته لانعدام القدرة على تحقيق أى شىء (تسلل المياه من ثقوب الغربال). أما حين نتنبه للعقيدة السوية (المعنى الذى قدمه المعلم والمثل الذى ضربه للمريدين)، فإننا يكون لنا كل شىء، لأننا نصير مندمجين تماما وفى تناغم كامل مع الكون كله (الاستقرار فى قاع المحيط)، وهذا هو معنى السلام أو التسليم لله أو الرضا بما يعطيه لنا. الحركة بوعى فى سكون الصمت، والسكون، والرضا والتسليم، كلها معان لا تتضمن بحال ما دعوة للكسل أو الخمول أو التواكل، إنما هو حال روحى راق يدرك فيه الإنسان أنه وهو يُعمل كل طاقته وجهده ليصل إلى الحياة التى يريدها، فهو يفعل ذلك وهو واع بوجوده ضمن طاقة كونية شاملة (مياه المحيط) تسرى داخله ومن حوله. بمعنى آخر هو يدرك حدوده، ولكن يدرك أيضا وجوده فى اللامحدود، ووجود اللامحدود داخله. بهذا الإدراك يجتهد الإنسان فيما يعلم، ويعمل بما يعلم. وفى اللحظة التالية، «يتوقف» أو «يصمت» ليستقبل تدفق العطاء ممن يحيط به، ومن يدبر الأمر أفضل منه. «التأمل» يشمل سكون التسليم والاستقبال، ويشمل نفس «السكون» الكامن والدافع من وراء الفعل والحركة. ترمز القصة أيضا إلى رحلة خروج الإنسان من «الوهم والصراع»، إلى «الحقيقة والوفاق». فحال المريد وهو يتصور أن المعلم يريد منه أن يغترف من مياه المحيط، ويحتفظ بها فى الغربال (وهذا مستحيل)، إنما هو «وهم» لا أساس له من الصحة، ويعبر عن دخوله فى «صراع» بين ما يعتقد أنه مطلوب منه، وبين واقع الأشياء، وهذا الوهم يعرقله (كما ترك المريدون ممارسة التأمل). ونحن أيضا نتوهم أحيانا أن هناك شيئا مستحيلا يطلبه منا المعلمون أو المرسلون، ولا بد لتحقيقه من وقوع الصراع مع طبيعتنا الأصلية، بينما ما يطلبونه منا هو شيء فى متناول أيدينا، ولا يلغى طبيعتنا الأصلية بل يوظفها ويوجهها. تدريب اذهب إلى مكان هادئ، واجلس فى وضع مريح، حاول أن تُرخى كل عضلات جسمك، وذلك بالانتباه لكل عضلة (من فروة الرأس، للجبهة، الرقبة، الأكتاف، العمود الفقري، البطن، الحوض، الساقين، القدمين واصابع القدمين) وإرسال طاقة اطمئنان لها. راقب أنفاسك: فى الشهيق ترتفع المعدة للخارج، وفى الزفير تعود لوضعها. مع الشهيق أنت تستقبل طاقة الحياة. ومع الزفير أنت ترمى على الأرض كل قلق أو توتر، أو ألم، وتشعر بمزيد من الاسترخاء. بعد انتظام الأنفاس، والشعور بالاسترخاء، تخيل أنك فى بحر من النور (كأنك الغربال فى قاع المحيط)، النور يتخلل كل وجودك، وهو نفسه من حولك. أنت تشعر بجسمك (الغربال)، وتشعر أيضا أنك جزء من بحر النور. ابدأ بدقيقتين، ثم أطل المدة تدريجيا حتى 15 دقيقة. بعد أن تتمكن من هذا التدريب، حاول أن تنقله هو نفسه، أثناء ما تفعله فى حياتك اليومية. |
| |
|
| |
mohammed_hmmad Admin
عدد المساهمات : 15166 نقاط : 25305 تاريخ الميلاد : 22/05/1966 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 57
| موضوع: أبو الليل.. عصاه أقوى من أسلحـة الدمـار الشـامل الإثنين 07 فبراير 2011, 5:32 am | |
|
أبو الليل.. عصاه أقوى من أسلحـة الدمـار الشـامل | | | | |
مصطفى أبو الليل.. شخصية جنوبية من أسوان ملامحه تكاد تنطق بكبرياء النيل وجرانيت المعابد الفرعونية التى ظل يبحث على جدرانها عن صور تشير إلى أن لعبة التحطيب لعبة فرعونية.. وكانت سلاحاً مستقلاً بذاته فى جيش تحتمس الذى هزم الهكسوس. ويقول مصطفى: كنت أتمنى لو كنت واحداً من هؤلاء الجنود الذين هزموا أعداء مصر! وعن خلفية اللعبة يقول مصطفى أبو الليل أنها تتطلب من اللاعب قدراً من شجاعة المواجهة وقدراً من نبل الأخلاق لأن عصا التحطيب لا تستخدم فى المشاجرات بل للاستعراض فقط وغالباً ما يكون الاستعراض فى احتفالات الزواج. ويضيف: أنا شخصياً قدمت التحطيب فى فرحى! سألته عن أبرز من قدّم التحطيب أمامهم فقال لى قدمت أمام أغاخان وكان يعشق أسوان هو وزوجته البيجوم أم حبيبة وكذلك هنرى كيسنجر وكان مولعاً بالتراث الفنى المصرى وخاصة رقص الخيول والتحطيب والرقص الشرقى! وعن كيفية الاستفادة من التحطيب فى أسوان يقول مصطفى أبو الليل: الفنادق هنا لو استعانت بفرقة لتقديم التراثيات الشعبية أمام السياح خاصة وأن لعبة التحطيب يتم تقديمها على أنغام معينة وهذه الأنغام يصاحبها تصفيق من جمهور الحاضرين أنا أعتبر أن كل منتج تراثى لنا أمام العالم فيه ترويج لمصر كمقصد سياحى وحضارى لا يقل عن الآثار نفسها! ولكن بصفة عامة يجب ألا يدخل أى لاعب ساحة اللعب وهو متوتر أو يحمل قدراً من البغضاء للطرف الآخر! ومن أسرار اللعبة أيضاً يقول أبو الليل: هذه اللعبة أقوى من الكاراتيه حيث يمكننى الدفاع عن النفس فى حالة هجوم أربع رجال علىّ كل منهم فى يده عصا التحطيب، ويؤكد كلامه ابن عمه يحيى زكريا وهو لاعب تحطيب ومصور قائلاً: ذات مرة كنا ومصطفى فى قرية مجاورة وتعرضنا مع جمهور من الشباب أرادوا التحرش بنا ويومها قال لهم مصطفى: احذروا هذه العصا فهى أقوى من أسلحة الدمار الشامل!! |
| |
|
| |
| مقتطفات من مجلة أكتوبر العدد : No1788-30/01/2011 | |
|