خالدالدسوقى2009 Admin
عدد المساهمات : 3075 نقاط : 5218 تاريخ الميلاد : 03/02/1993 تاريخ التسجيل : 04/03/2009 العمر : 31
| |
خالدالدسوقى2009 Admin
عدد المساهمات : 3075 نقاط : 5218 تاريخ الميلاد : 03/02/1993 تاريخ التسجيل : 04/03/2009 العمر : 31
| موضوع: رد: الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار الخميس 09 ديسمبر 2010, 7:11 am | |
| رابعاً: المعوقات بالنسبة لتباين مستويات المعلمين: للمعلم ـ بصفة عامة ـ ولمعلم القرآن الكريم ـ بصفة خاصة ـ صفات محددة تعينه على تحقيق القدوة الصالحة لطلابه، ومن أبرزها ما يلي: 1- الصلاح القائم على صفاء العقيدة ووضوحها والالتزام بها. 2- الالتزام بأداء العبادات على الوجه الأمثل. 3- التخلق بمكارم الأخلاق، وفي مقدمتها الإخلاص لله، وحسن التجرد له، ومراقبة أوامره واجتناب نواهيه، والزهد في الدنيا، والاستعلاء على متطلباتها، والتحلي بعزة النفس، والوقار والسكينة والصبر على الشدائد مع المحافظة على حسن المظهر ونقاء المخبر، وعلى طهارة الجسد والملبس، والمحافظة على كلٍ من الوقت والمال العام والخاص. 4- حسن السلوك والمعاملة مع الغير، وحب الخير والمبادرة إلى خدمة الآخرين ومساعدتهم. 5- الحرص على تحصيل العلم وكسب المعارف ونشرها بين العامة والخاصة من الناس، خاصةً العلم الشرعي والفقه في الدين والثقافة العامة. 6- الكفاءة المهنية بمعنى التأهيل التربوي والنفسي والإداري الجيد، والاستعداد الفطري للقيام بمهمة التعليم، والقدرة على تبسيط المعلومات وحسن وتوضيحها للدارسين، والقدرة كذلك على التعامل مع المستويات المختلفة منهم، وفهم نفسياتهم، وعلى تربيتهم وتأديبهم واكتساب احترامهم وتقديرهم. 7- الإيمان بالرسالة الموكولة إليه، وبحجم الأمانة الملقاة على عاتقه وبمسئوليته عنها أمام الله وأمام الناس. وهذه الصفات ليس من السهل تحقيقها في كل معلم للقرآن الكريم، وأي قصور في صفة منها سوف ينعكس سلباً على أدائه وعلى طلابه. ومن هنا كان من الضروري حسن اختيار معلمي القرآن الكريم وحسن توجيههم، والعمل على تطوير إمكاناتهم والمداومة على تقويم أدائهم بطريقة دورية من أجل علاج السلبيات وتلافيها، مع إشعارهم بالتقدير والرعاية من المؤسسة التي ينتمون إليها. خامساً: المعوقات بالنسبة لتباين مستويات الدارسين: الأصل في الطالب المقبل على دراسة القرآن الكريم أن يكون متمتعاً بعدد من الصفات الشخصية الخاصة التي تعينه على ذلك، ومنها ما يلي: 1- معرفة فضل الإسلام العظيم على غيره من الأديان، وفضل القرآن الكريم على غيره من الكتب، وفضل حامليه عند رب العالمين على غيرهم من المسلمين، والإقبال على تحقيق ذلك برغبة صادقة وإخلاص لله ـ تعالى . 2- حسن التوفيق بين الدراسة المدنية التي يقوم بها وبين دراسته للقرآن الكريم والانتظام في حلقاته. 3- الحضور الذهني، وقوة الذاكرة، وحب العلوم الدينية، والرغبة في الاستزادة منها. 4- الجِدُّ في الحفظ والمراجعة، وفي الحضور والمشاركة، والاستمتاع بالقرآن الكريم حفظاً وتدبراً، وتلاوة وترتيلاً، واستماعاً وتفسيراً. 5- حسن التنشئة والتربية المنزلية على مكارم الأخلاق، وحسن السلوك، وحب الدين، والقيام بواجباته، والإقبال على العلم، واحترام المعلمين خاصة، وأهل العلم عموماً. 6- الالتزام بأداء العبادة على الوجه الأمثل. 7- الحرص على التحصيل العلمي، وعلى فهم دلالة الآيات التي تحفظ، وعلى تطبيقها أمراً واقعاً في الحياة حتى يتحقق العلم والعمل معاً، والتعليم والتربية في آن واحد. ومن الصعب توفر هذه الصفات في كل طالب مقبل على مدارسة القرآن الكريم وحفظه؛ وذلك لتباين القدرات الشخصية للطلاب، والظروف الاجتماعية المحيطة بكلٍ منهم، أو لصعوبة التوفيق بين الدراسة المدنية ومتابعة الانتظام في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، أو لوجود بعض المشاكل النفسية أو الأسرية، مما قد يؤدي إلى تقصير الطالب في الحضور، أو إلى إهماله في الحفظ والمراجعة، أو إلى اليأس من القدرة على مواصلة الطريق والتخلي عن ذلك كله. من هنا كان من واجب المُعلِّم المسلم ـ بصفة عامة ـ ومعلم القرآن الكريم ـ بصفة خاصة ـ أن يدرس الظروف المحيطة بكل طالب، وأن يتواصل مع أهله، وأن يتعاون معهم على متابعته ومساعدته على حل مشاكله إن كانت لديه أيٌ منها، سواء كانت شخصية أو اجتماعية، نفسية أو عقلية، دينية أو سلوكية، أو غير ذلك مما يؤرق الشباب في فترات خاصة من أعمارهم؛ فالمعلم في مراكز التحفيظ هو الذي يشكِّل شخصية حامل القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، فلا يكفي أن يكون متمكناً من حفظ القرآن الكريم وضبط تلاوته، بل يجب ـ قبل كل شيء ـ أن يكون إنساناً مؤمناً، صالحاً، ورعاً، عالماً، مثقفاً، ومربياً كفءاً، مدركاً لحقيقة رسالته، ولجسامة مسئوليته عن طلابه أمام الله وأمام الناس، قادراً على حسن رعايتهم، وعلى علاج مشاكلهم، وعلى اكتساب احترامهم ومحبتهم من أجل تنشئة جيل قرآني صحيح.
الحلول المقترحة لإزالة المُعوِّقات أمام إعداد الجيل القرآني : أولاً: فيما يتعلق بالمعوقات الخارجية: 1- الدعوة إلى توحيد العالمَيْن العربي والإسلامي ـ ولو على مراحل ـ لأنه لم يعد هناك مجال للكيانات الصغيرة أن يكون لها رأي في مجريات الأحداث العالمية في زمن التكتلات الذي نعيشه. 2- الاهتمام بالتعريف بالإسلام بمختلف اللغات الهامة في العالم؛ لأن الأصل في الإنسان الخير، والشر من الأمور العارضة له، والإسلام هو الدين الوحيد الموجود في عالم اليوم محتفظاً بمصادر وحيه في نفس لغة الوحي، وما عُرِضَ الإسلام على عاقل باللغة التي يفهمها وأنكره أبداً. 3- الاهتمام بقضايا التأصيل الإسلامي للمعرفة والإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وإبراز دور العلماء المسلمين في مسيرة الحضارة الإنسانية وبعلم مقارنة الأديان، ونشر نتاج ذلك باللغات الأجنبية. 4- الاهتمام بمراجعة تراجم القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، والعمل على نشرها بالعالم. 5- تشجيع الكتاب في السيرة النبوية باللغات الأجنبية والعمل على نشر ذلك في نطاق العالم. 6- تفنيد مزاعم اليهود بحق ديني في أرض فلسطين تفنيداً علمياً وتاريخياً ولغوياً ودينياً وقانونياً، ونشر ذلك باللغات الأجنبية على نطاق واسع، وتحذير العرب والمسلمين من أخطار الركون إليهم، أو التسليم بالأمر الواقع بوجودهم، أو الانخداع بإمكانية التعايش معهم؛ لأنهم خلية سرطانية، إما أن تُجتث من المنطقة، أو أن تدمرها بالكامل، والذي يحدث على أراضي كلٍ من فلسطين والعراق ولبنان اليوم خير إثبات لذلك، فضلاً عن الإفساد الصهيوني في المنطقة خلال أكثر من نصف قرن مضى. 7- تفنيد الاتهام الباطل المُوجَّه إلى الإسلام والمسلمين بدعوى الإرهاب وتفنيد دوافعه الحقيقية، والعمل على مناقشة قضايا الأمتين العربية والإسلامية مناقشة موضوعية منهجية صحيحة. 8- التحذير المستمر من التقليد الأعمى للغرب، والدعوة إلى رفض قيمه الهابطة، والوقوف بحزم أمام كل المحاولات المبذولة لفرضها على دول العالم الثالث ـ وفي زمرتها الدول العربية والمسلمة ـ بسيف الأمم المتحدة. 9- الرد على الشبهات التي تثيرها وسائل الإعلام الخارجي حول الإسلام العظيم وتفنيدها شبهة شبهة بإعلام يصل إلى مختلف أرجاء العالم يبرز تأكيد الإسلام العظيم على وحدانية الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وعلى وحدة رسالة السماء، وعلى الأخوة بين الأنبياء، وعلى الأخوة بين الناس جميعاً الذين ينتهي نسبهم إلى أب واحد وأم واحدة.
ثانياً: فيما يتعلق بالمعوقات الاجتماعية: 1- الدعوة إلى مكافحة أمية القراءة والكتاب في العالمين العربي والإسلامي، والعمل على الاهتمام باللغة العربية، وإحياء دورها في المجتمعات المسلمة. 2- العمل على مكافحة أمية الدين عند المسلمين. 3- العمل على وقوف المسلمين صفاً واحداً أمام جميع حملات التغريب، والدعوة إلى إصلاح كلٍ من التعليم والإعلام، وإلى إقامة المؤسسات التربوية والإعلامية الملتزمة بآداب الإسلام وأصوله لإظهار الفارق بين النظم الإسلامية الأصيلة والنظم المستوردة. 4- الدعوة إلى إعادة إحياء رسالة المسجد كما كانت على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى عهود الصحابة والتابعين. 5- تجديد وسائل الدعوة الإسلامية والخطاب الإسلامي في المحتوى والأسلوب وطرائق الأداء والأدوات المستخدمة، وذلك بالالتزام بحقائق الإسلام المستمدة من كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه ورسله بلغة عربية سليمة، وبعرض هذا الدين كمنهج متكامل للحياة، أقام أطول الحضارات وأكملها في تاريخ البشرية، وإبراز دور علماء المسلمين في مسيرة الحضارة الإنسانية.
ثالثاً: فيما يتعلق بمناهج التحفيظ: 1- الاهتمام بالتربية الإسلامية قبل التحفيظ والتجويد. 2- عدم الإكثار من العلوم المساعدة حتى لا يمل الحافظ، وقصر المنهج على القرآن الكريم وحسن تلاوته وتجويده، وجعل علوم اللغة، والتفسير، والعقيدة، والحديث، والسيرة، والفقه، والقصص والأشخاص تأتي عارضة من خلال شرح دلالة الآيات والتعريف بالكلمات الغريبة، وإبراز جوانب الإعجاز فيها. والحرص على إضافة شيء من مقارنة الأديان، واستخدام أحدث الأساليب والأجهزة من أجل تحقيق ذلك.
رابعاً: فيما يتعلق بتباين مستويات المعلمين: مداومة التوجيه والتقويم والتشجيع، وعقد الدورات التدريبية والمحاضرات التثقيفية والندوات العلمية، وحلقات النقاش والاستماع إليهم، ومعرفة شكاواهم ومشاكلهم والتعاون معهم على حلها باستمرار. خامساً: فيما يتعلق بالدارسين: 1- استنتاج نواحي النبوغ وتوظيفها ونواحي القصور وعلاجها بالتدريج. 2- التعرف على الظروف النفسية والأسرية والاجتماعية للدارس، ومساعدته في التغلب على أية مشاكل موجودة فيها. 3- التعاون مع ولي الأمر في الارتقاء بالطالب إلى المقام المطلوب. 4- تشجيع الطالب على حب الله وكتابه وخاتم أنبيائه ورسله، وعلى التأسي بالصالحين. 5- الجمع بين الجانب التربوي والجانب التعليمي في توازن وانضباط. هذا وأسأل الله ـ تعالى ـ أن ينفع بهذه السطور القليلة، وأن يجزي القائمين على مراكز تحفيظ القرآن الكريم في هذا البلد الطيب وفي جميع بقاع الأرض خير الجزاء، ولله جنود السماوات والأرض " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (يوسف:21). وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين. | |
|