elwardianschool
الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار  282511_266363923390799_100000515812319_1108688_1944685_n
elwardianschool
الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار  282511_266363923390799_100000515812319_1108688_1944685_n
elwardianschool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

elwardianschool

مـنـتـدى مـــكـتـبــة مـدرسـة الـورديـان الـثـانـويـة * بـنـيـن...( تعليمى.متنوع.متطور )

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نتمنى لكم قضاء وقت ممتعا و مفيدا فى المنتدى

 

 الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خالدالدسوقى2009
Admin
Admin
خالدالدسوقى2009


ذكر عدد المساهمات : 3075
نقاط : 5218
تاريخ الميلاد : 03/02/1993
تاريخ التسجيل : 04/03/2009
العمر : 31

الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار  Empty
مُساهمةموضوع: الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار    الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار  Emptyالخميس 09 ديسمبر 2010, 7:08 am

للإنسان في هذه الحياة رسالة ذات وجهين: أولهما عبادة الله – تعالى – بما أمر، وثانيهما حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة عدل الله فيها .
وهذه الرسالة بشقيها لا يفهمها فهماً كاملاً إلا أبناء وبنات الجيل القرآني الذين تربوا على هذا الكتاب العزيز، وفهموا فضله على غيره من الكتب، وفضل الدين الذي جاء به – نظاماً كاملاً شاملاً للحياة الدنيا وللآخرة – على غيره من الأديان والمعتقدات. ومن هنا كان الحرص على العودة بأجيال أمة الإسلام إلى هذا الجيل القرآني حتى يعود للأمة مجدها التليد، ودورها في هداية البشرية الضالة التائهة المفسدة، والتي أعانها التقدم العلمي والتقني المعاصر على مزيد من الظلم والتجبر على الخلق والإفساد في الأرض في حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل الذي هو من سنن هذه الحياة. ويعلمنا الإسلام العظيم بأن الغلبة في عملية الصراع تلك بين الحق وجنده من جهة، والباطل وأهله من جهة أخرى، هي لأهل الحق وحدهم، أهل القرآن؛ لأنهم هم أهل الله وخاصته. ويعلِّمُنا الإسلام العظيم أن الله – تعالى – قد علَّم أبانا آدم – عليه السلام – لحظة خلقه: من هو، ومن خالقه ومرسله إلى هذه الأرض، وما هي رسالته فيها، وكيف يمكن له تحقيق هذه الرسالة على الوجه الأكمل والأمثل، ثم ما هو مصيره بعد هذه الحياة؟ .
ومما لا شك فيه أن آدم – عليه السلام – نقل هذا العلم الوهبي إلى كلٍ من زوجه وبنيه ومن عايشه من ذريته، فمن استقام منهم على هذه الهداية الربانية سعد وأسعد، وحقق الغاية من وجوده على هذه الأرض، ونجح في إنجاز رسالته عليها بما يُرضي خالقه، ويحقق له الفوز بالجنة والنجاة من النار، ومن أعرض عن هداية ربه، وانساق وراء غواية الشيطان، وهواجس النفس، وإلحاح شياطين الإنس والجن عليه، فإن له في الدنيا معيشة ضنكاً، وله في الآخرة العذاب المهين . وظلَّ هذا هو حال البشرية كلها عبر تاريخها الطويل، متأرجحة بين الإيمان والكفر، وبين التوحيد والشرك، وبين الهداية والضلال، وبين الإصلاح في الأرض والإفساد فيها؛ وذلك لأن الإنسان فيه ميل إلى النسيان، وميل إلى الخروج على منهج الله، والشيطان له بالمرصاد، يوسوس له بذلك ويحببه إليه ويغريه بالوقوع فيه حتى يغرق المجتمعات الإنسانية في دياجير من ظلام الاعتقاد، وفساد الفكر، وانحراف السلوك لخروجها على منهج الله، ويزداد شقاء تلك المجتمعات بازدياد بُعْدها عن هذا المنهج، وانحرافها عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها. وهنا يمنُّ الله – سبحانه وتعالى – على عباده بمن يردهم إلى نور الهداية الربانية من جديد، في صورة نبي من أنبياء الله يعيد الناس إلى دين الله إذا كان هذا الدين لا يزال باقياً بين أيديهم وهم الذين انصرفوا عنه، أو تأتي منَّة الله في صورة رسول من رسل الله يحمل رسالة الله إليهم، وهي استمرار للهداية الربانية التي علمها ربنا ـ تبارك وتعالى ـ لأبينا آدم لحظةَ خلقه، تدعو الناس إلى الإسلام الحنيف الذي لا يرتضي ربنا من عباده ديناً سواه لقوله ـ عز من قائل ـ : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " (آل عمران: 19) .
وقوله ـ وهو أصدق القائلين ـ :" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (آل عمران: 85) .
وظلت البشرية عبر تاريخها الطويل يتبادلها الإيمان والكفر في مد وجزر حتى بلغ عدد أنبياء الله مائة وعشرين ألفاً، وعدد الرسل من بينهم ثلاثمائة وبضعة عشر رسولاً كما أخبرنا المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلهم يَدعون بدعوة واحدة، وهي دعوة الإسلام العظيم : "... أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ... "(المؤمنون:32) .
وكان لا بد من نهاية لهذه السلسلة الطويلة من الأنبياء والمرسلين ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ وكانت الخاتمة المباركة هي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين من خلق رب العالمين سيدنا محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال ربنا – تبارك وتعالى- في حقه: " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " (الأحزاب: 40) .
ولما كانت رسالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي الرسالة الخاتمة، تعهد ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بحفظها فحفظت في القرآن الكريم وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين، وبقيا مصدر الهداية الربانية للناس جميعاً إلى يوم الدين، تحقيقاً لقول ربنا ـ تباك وتعالى ـ :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ( الحجر: 9 ) .
ولقوله ـ سبحانه وتعالى ـ : " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا "(الحشر: 7) . ولقوله ـ سبحانه وتعالى ـ : " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (النور: 63) .
ومن هنا كان خلاص البشرية كلها في عودة المسلمين أولاً إلى تطبيق كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تطبيقاً عملياً فاعلاً في كل حياتهم، ثم دعوة الناس جميعاً إلى هذا النور الإلهي حتى يعم جميع الأرض، ويفهم الإنسان حقيقة رسالته في هذه الحياة ويسعى جاهداً لتحقيقها، وهذا هو عين المقصود بتعبير " الجيل القرآني " .
وعودة المسلمين أولاً إلى تطبيق كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تطبيقاً كاملاً في كل أنشطة حياتهم هو من الأمور المسلمة حتى يتمكنوا من دعوة غيرهم إلى دين الله؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ ولأن الإنسان يحتاج في حياته الدنيا إلى النموذج العملي التطبيقي الناجح حتى يستهويه ويقتنع به فيحاكيه . وقد عاش أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاثة عشر قرناً أو يزيد (من تاريخ الهجرة النبوية الشريفة سنة 622م إلى إسقاط دولة الخلافة الإسلامية سنة 1924م) وهم يُحَكِّمون شرع الله ـ تعالى ـ في جميع أنشطة حياتهم ـ بكل ما للإنسان من قصور أحياناً عن بلوغ الهدف ـ فسادوا الأرض وعمروها، وأقاموا عدل الله ـ تعالى ـ فيها، وأقاموا أطول الحضارات وأكملها ـ فيما نعلم ـ من تاريخ البشرية الطويل؛ لأنها كانت الحضارة الوحيدة التي جمعت بين الدنيا والآخرة في معادلة واحدة، بينما ركزت أغلب الحضارات البائدة والمعاصرة على الدنيا وحدها.
وكانت الحضارة الإسلامية هي الحضارة الوحيدة التي أقامت دولة الإسلام على الأرض وحقَّقت رسالة الإنسان في هذه الحياة على وجهها الصحيح كما حددتها كل رسالات السماء ـ مع بقاء الإنسان الفرد قابلاً للاستقامة على منهج الله والخروج عليه ـ دارياً بذلك كل الدراية لوضوح المنهج، واستقامة المعايير، وثبات الدين، وحفظه من كل تحريف وتبديل وتغيير، ففي أنوار هذا الدين إذا أدرك المسلم خروجه على منهج الله سرعان ما يعود إليه تائباً ومنيباً إليه. وطالما أقامت الأمة شرع الله، ونصبت موازين الحق والعدل، وبقيت مدافعة عنها وحامية لها، ومنافحة عن حياضها، بقيت أمة عزيزة، صالحة، هادية مهدية، ولكنها إذا سمحت لموازين الحق والعدل بالاختلال أو بالانقلاب على أعقابها، فإنها تفقد كل أسباب الهداية الربانية، وتتعرض للذل والمهانة، ولتفشي كل الرذائل فيها فتشقى وتشقي أبناءها كما تشقى غيرها من الأمم أفراداً وجماعات. والصراع بين أهل الحق وأهل الباطل يبقى سنة من سنن الوجود على هذه الأرض، ووسيلة من وسائل الابتلاء والاختبار في الحياة الدنيا، وحبائل الشيطان فيها كثيرة، والحق لا ينتصر لمجرد كونه حقاً بل لا بد له من رجال ونساء يؤمنون به، وينافحون عنه، ويبذلون في سبيله الغالي والرخيص، ووسائله لا تنتهي، ولذلك يجب على أهل الحق أن يحذروا من الوقوع فيها وإلا هلكوا. وفي دورة من دورات هذا الصراع تغلب أهل الباطل بعد أن أنهكوا الحضارة الإسلامية في سلاسل من الحروب المتواصلة التي استمرت لأكثر من عشرة قرون كاملة (من سنة 1096م إلى اليوم) حتى أسقطوا دولة المسلمين في الأندلس (سنة 1492م)، ثم أسقطوا دولة الخلافة الإسلامية العثمانية (سنة 1924م)، ومزقوا جسد الأمة الواحدة إلى أكثر من 57 دولة ودويلة، واحتلوا أغلب هذه الدول احتلالاً عسكرياً قهرياً مُتجبِّراً، ابتز ثرواتها، وغرَّب أهلها، وأقصى الإسلام عن جميع مقامات اتخاذ القرار فيها، وفرض على كل دولة من دولها نظاماً مختلفاً للحكم للحيلولة دون إمكانية توحدها، وكانت هذه النظم ـ في مجموعها ـ نظماً مغايرة لتراث الأمة، ولدينها، وقيمها، وأخلاقها، وحضارتها، ولذلك قامت على محاربة الإسلام بأشرس مما حاربه العدو المستعمر المحتل ، إما عن جهالة بينة أو عن عمالة رخيصة.
وكانت أول صورة من صور هذه الحروب المعلنة على الإسلام وأهله هي الحرب ضد مؤسسات التعليم الإسلامي بدءاً من مراكز تحفيظ القرآن الكريم وانتهاءاً بجميع المدارس والمعاهد والكليات والجامعات والمراكز الإسلامية التي اضطهدت وحوصرت وحوربت ـ ولا تزال تحارب ـ بأيدي كلٍ من أبناء الأمة الجهلة أو الضالين، وبتخطيط من الأعداء المتربصين، وتكفي في ذلك الإشارة إلى الجهود الأمريكية والأوروبية في هذا المجال، والتي بدأت في الكشف عن وجهها القبيح منذ أحداث المؤامرة الحقيرة التي حاكتها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في 11 سبتمبر 2001م من أجل إيجاد المبررات لمحاصرة المد الإسلامي في العالم الغربي ولإعلان الحرب على الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء العالم، ومن أجل تشويه صورة هذا الدين. والأمة الإسلامية في ظل الحكومات المعادية للإسلام التي نُصِّبَتْ عليها، والتي تتستر تحت مسمى " العلمانية " أو " الدهرية " أو " غير الدينية "، أو تحت مدعاة المصلحة الوطنية كادت أن تفقد الصلة بنور الهداية الربانية لولا جهود بعض المخلصين من أبناء الحركات الإسلامية الذين أعادوا بعث حب القرآن الكريم في نفوس أبناء وبنات الأمة من جديد عن طريق إعادة تأسيس مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتعليمه، ومدارسته من أمثال ما تقوم به جمعيات المحافظة على القرآن الكريم اليوم في كثير من دول العالمين العربي والإسلامي وفي غيرها من دول العالم؛ لأنه كتاب الله الذي تعهد بحفظه في نفس لغة وحيه، وحفظه على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية، وتعهد بهذا الحفظ تعهداً مطلقاً حتى يقيم به الحجة على جميع عباده إلى قيام الساعة انطلاقاً من عدله المطلق الذي أعلنه بقوله ـ وقوله الحق ـ :" مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " (الإسراء: 15) .
ومن ثمار المحافظة على القرآن الكريم عدد من المؤتمرات الدولية والمحلية، ومنها هذا المؤتمر الأول لجمعية المحافظة على القرآن الكريم بالمملكة الأردنية الهاشمية بعنوان: "نحو جيل قرآني"، ومن محاوره :
1- معالم الجيل القرآني الأول.
2- حاجة الأمة إلى الجيل القرآني.
3- تجربة المؤسسات القرآنية المعاصرة في إعداد الجيل القرآني.
4- مُعوِّقات إعداد الجيل القرآني والحلول المقترحة. وأقتصر هنا على المحور الأخير فقط من هذه المحاور الأربعة.

المُعوَّقات أمام إعداد الجيل القرآني :
أصل (العائق) ـ وجمعه (عوائق) ـ هو الصارف عما يراد من خير، وتثبيط الجهود من أجل إنجازه، وتأخير تحقيقه بكل وسيلة ممكنة. والحديث عن (المعوقات) هو من قبيل تشخيص الداء من أجل وصف الدواء؛ لأنه إذا عرف الداء ووصف له الدواء المناسب كان العلاج مرجو النجاح إن شاء الله .
والمعوقات أمام إعداد الجيل القرآني كثيرة، ومنها ما هو خارجي، وما هو داخلي، ومنها ما هو متعلق بالمنهاج المتبع، أو بالمعلم أو بالدارس نفسه.
أولاً: المعوقات الخارجية:
1- عداء الغرب للإسلام والمسلمين :
من أبرز هذه المعوقات اليوم معاداة الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية للإسلام، وتوظيف قواها العسكرية الكبيرة وكل إمكاناتها في محاربة هذا الدين في الوقت الذي نجحت فيه القوى الغربية في توحيد صفوفها وتقدمها العلمي والتقني المبهر، كما نجحت في تفتيت وحدة المسلمين، والعمل على تخلفهم العلمي والتقني وفي غير ذلك من مناحي الحياة. وهذا العداء ينطلق من دعوى أن الإسلام الذي شكل تهديداً استراتيجياً أساسياً للأوروبيين على مدى امتد زماناً من القرن السابع الميلادي إلى أوائل القرن العشرين، وامتد مكاناً على مساحة القارتين الأوراسية والأفريقي، وأن هذا الإسلام بدأ أمره في التعاظم في العقود الأخيرة من القرن العشرين كوحدة سياسية وقوة اقتصادية، ووجود مؤثر في العالم الغربي الذي صورت له شياطينه أنه لا بد من محاربة الإسلام وعالمه والحيلولة دون إمكانية توحده، بل العمل على مزيد من تفتيته بتوظيف كل الخلافات الدينية والعرقية والمذهبية فيه، أو باحتلاله بالقوة من جديد، وفرض القيم الغربية الهابطة عليه بالقوة، كما حدث مؤخراً مع كلٍ من أفغانستان والعراق.
وقد أثار حفيظة الغرب على الإسلام والمسلمين انتشار هذا الدين بشكل ملحوظ في عالم اليوم في الوقت الذي تنحسر فيه الأديان الأخرى انحساراً شديداً، وتخوف الغرب من ذلك الانتشار، وكذلك تخوفه من سلسلة من الأحداث المتلاحقة التي وقعت في العالمين العربي والإسلامي ابتداءاً من تأميم قناة السويس (سنة 1956م)، والحظر العربي على النفط (سنة 1973م)، وما سببه من أزمات في الوقود في كلٍ من أوروبا وأمريكا في الأعوام التالية، وانتصار الجهاد الأفغاني على قوات الاتحاد السوفيتي، وما تبعه من إعادة بعث روح الجهاد في الأمة، وقيام الثورة الإيرانية، ونجاح الحكم الإسلامي في السودان، وتنامي البعد الإسلامي لحروب البلقان، وفشل الغرب في القضاء على الإسلام في تلك البلاد التي تقع من أوروبا في القلب، وتصاعد الإسلام السياسي في العديد من الدول العربية والإسلامية خاصة في كلٍ من المغرب والجزائر ومصر وفلسطين، وتنامي الوجود الإسلامي في الغرب، والتنافس بين الغرب وكلٍ من اتحاد الجمهوريات الروسية والصين والهند في النفوذ إلى العالم الإسلامي واستغلال ثرواته.
وكان صراع الغرب والشرق ستاراً مسدولاً على تلك الدوافع الخفية عند الغرب حتى تم انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، فتفرغ الغرب بإمكاناته العسكرية المتطورة، وتفوقه العلمي والتقني، وثرائه المادي، وسيطرته الإعلامية، وبغطرسة القوة المادية التي مني بها لمحاربة الإسلام والمسلمين. وقد بدأت الإدارة الأمريكية بمحاربة جميع المؤسسات الإسلامية، وفي مقدمتها مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وجميع المدارس والمعاهد والكليات والجامعات والمنظمات والمراكز والجماعات والهيئات والبنوك والمنظمات الإسلامية في مختلف دولة العالم، كما قامت بمحاولة فاشلة لتحريف القرآن الكريم سمته " الفرقان الجديد "، وقامت بتوزيعه مجاناً في عدد من الدول العربية والإسلامية على نطاق واسع.
2- زرع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين في قلب العالمين العربي والإسلامي بمؤامرة دولية خسيسة :
وهذا الكيان يمثل قمة العداء للإسلام والمسلمين بنص القرآن الكريم الذي يقول لنا ربنا ـ تبارك وتعالى ـ فيه: " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " (المائدة: 78، 79) .
ويقول ـ عز من قائل ـ: " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا "(المائدة: 82) .
ويقول ربنا ـ تبارك اسمه ـ : " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا " (الإسراء: 4 – Cool .
وهذه الآيات القرآنية الكريمة وأمثالها في كتاب الله العزيز تؤكد على أن كفار اليهود هم عصابة من شياطين الإنس برعوا في كراهية أهل الإيمان الحق، بل في كراهية كل من هو غير يهودي، وبرعوا في التآمر على الأمميين أو الأغيار (كما يسمون كل من هم غير اليهود)، وفي الكيد لهم والتفنن في الغدر بهم إلى ما فوق الوحشية والهمجية، وبالغوا في الإفساد في الأرض، وفي إشاعة الفواحش بين الناس، وفي هدم كل قيمة أخلاقية وسلوكية، وفي القضاء على كل فضيلة إنسانية، فأشاعوا العري والتفسخ، والزنا والشذوذ الجنسي بمختلف أشكاله وألوانه، وعبادة الشيطان، وكل صورة من صور التحلل من الأديان والأخلاق والآداب والقيم الإنسانية، وأشعلوا الحروب المحلية والدولية، واستباحوا كل الحرمات بدعوى أنهم شعب الله المختار وأبناء الله وأحباؤه، وهي دعوى باطلة لا أساس لها من الصحة، ولا غرابة في ذلك، فهم قتلوا أنبياءهم وحاربوا كل نبي جاء من بعد أنبيائهم وتحالفوا مع الشيطان لمحاربة هداية الله لخلقه متمثلة في القرآن الكريم وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين . ووجود هذا الكيان السرطاني الغريب في قلب العالمين العربي والإسلامي مدعوماً بالسلاح والمال الغربي، وبالتأييد الأمريكي الأعمى يهدد أمن وسلامة المنطقة بعشرات الحروب التي أشعلها، وعشرات المذابح التي أقامها، وعشرات المرات التي دمر فيها المنطقة بالكامل، وعشرات الاجتياحات للأراضي الفلسطينية واللبنانية والمصرية والسورية، كما يتجسد في جرائمه الأخيرة ضد كلٍ من أهل غزة والضفة، وضد شعب لبنان وأرضه طوال الأسابيع القليلة الماضية في همجية ووحشية واستعلاء وكبر وغطرسة فاقت كل الحدود. وليس خطر هذه الخلية السرطانية الإسرائيلية على المنطقة قاصراً على ما تسببه من خراب مادي، واعتداء على الأرواح والأعراض والأموال والممتلكات، فإن هذا كله يهون أمام الأخطار الروحية والنفسية والسلوكية التي تنفثها في شباب وشابات المنطقتين العربية والإسلامية، وقد فتح عدد من حكام العرب ـ للأسف الشديد ـ بلادهم لهذه الحثالات الصهيونية الشريرة لتعبث بمقدرات شعوبهم كيفما تشاء، ناسين أو متناسين تحذير كلٍ من القرآن الكريم وأحاديث خاتم الأنبياء والمرسلين من شرورهم.
3- نشر الإشاعة الكاذبة بأن الإسلام يدعو إلى الإرهاب:
وقد أطلقت هذه الفرية عمداً وركزت على نشرها وسائل الإعلام الغربية من أجل استعداء كلٍ من بقية دول العالم والقوى الحاكمة في العالمين العربي والإسلامي للتحرك بضراوة ضد الإسلام والمسلمين، وضد كل حركة ومؤسسة، وجماعة ومركز يلتزم بالإسلام الصحيح ويدعو إليه على بصيرة، وذلك بدعوى أن التربية على الأصول الإسلامية المستمدة من كتاب الله ومن سنة خاتم أنبيائه ورسله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تفرز من الكوادر المسلمة من يدعو إلى استخدام القوة والعنف ضد كل من هو غير متفق معهم حتى لو كانوا من أبناء جلدتهم، وهذا ادعاء كاذب ولا أساس له من الصحة؛ لأن الإسلام هو دين الرحمة والرفق والسلام، دين الأخوة بين الناس، ودين الإيمان بجميع أنبياء الله ورسله، دين احترام آدمية الإنسان وحقوقه وحرماته، وليس دين قتل وسلب ونهب واعتداء على كل حرمات الآخرين وحقوقهم كما تدعو أسفار كلٍ من العهدين القديم والجديد، وجميعها كتب مفتراة على الله. والهدف من هذا الادعاء الكاذب هو التضييق على مراكز التربية الإسلامية حتى تتم تصفية نظم التعليم الديني في العالم بصفة عامة، وفي العالمين العربي والإسلامي بصفة خاصة. ولدمغ الإسلام بهذه الوصمة ـ وصمة الإرهاب ـ أنفقت المخابرات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية الأموال الطائلة من أجل تزييف الأحداث وإلصاقها بالإسلام والمسلمين، من أمثال أحداث اختطاف الطائرات وتفجيرها، وأحداث العنف في الجزائر ومصر والسعودية، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م وأشباهها، وقتل الأبرياء في العراق والتمثيل بجثثهم حتى يتم الخلط بين أعمال المقاومة المشروعة من أجل تحرير الأوطان المغصوبة وأعمال الإرهاب الممنوع إسلامياً في غير ساحة القتال.
4- محاولة فرض القيم الغربية الهابطة على دول العالم الثالث وفي زمرتها الدول العربية والإسلامية:
ومن المعلوم المجتمعات الغربية التي تقدمت علمياً وتقنياً بشكل مذهل تعاني اليوم من انحسار مذهل أيضاً في التزامها الديني والأخلاقي والروحي. فمؤسسة الأسرة في انهيار وحل محلها ما يسمى باسم " المساكنة " (Cohabitation) بمعنى المعاشرة الزوجية دون أدنى ارتباط مكتوب أو مشهود ودون أدنى حقوق. والفطرة التي فطر الله ـ تعالى ـ عباده عليها في الميل إلى الجنس الآخر حل محلها الشذوذ الجنسي بمختلف أشكاله وألوانه وصيغه، والذي ينتشر اليوم في العالم ـ بصفة عامة ـ وفي العالم الغربي ـ بصفة خاصة ـ انتشار النار في الهشيم حتى بين رجال ونساء الدين من القسس والحاخامات والرهبان والراهبات، وانتشار ما يصاحب ذلك الانحراف عن الفطرة من أمراض مستعصية عديدة، وليس هذا فقط، بل التشريع لهذا الشذوذ بالدساتير والقوانين الموضوعة، والسماح رسمياً وفي الكنائس والمعابد بزواج الأمثال، ورعاية الدولة لهم، ومنحها إياهم الحق في التبني، وفي إقامة المراكز، والأنشطة، والإعلام، وسن القوانين لحمايتهم وللدفاع عن شذوذهم، ومحاولة تبريره بحجج علمية مفبركة. أضف إلى ذلك انتشار الزنا حتى بين المحارم، وكثرة اللقطاء، وارتفاع معدلات السكر والإدمان ومعدلات الجريمة، وتطوير أساليبها وأدواتها، مما يجعل هذه المجتمعات المتطورة علمياً وتقنياً مجتمعات خربة متآكلة ومنهارة من داخلها، ومن الغريب أن يحاول الغرب فرض هذه القيم المتدنية على بقية دول العالم من خلال توصيات هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة ، مثل مؤتمر الإسكان الذي عقد في مصر، ومؤتمر الإيواء الذي عقد في تركيا، ومؤتمر المرأة الذي عقد بالصين، حتى تأخذ هذه القرارات شيئاً من صفة الإلزام والجبر.
5- انتشار وسائل الإعلام الغربية الناطقة باللغة العربية:
وقد أنشئت من أجل غسل أدمغة أبناء وبنات المسلمين وإقناعهم بالفكر الغربي وبنمط الحياة الغربية بكل ما فيها من مخالفات شرعية، أو للطعن في عقائد وعبادات ومقدسات ورموز المسلمين من أجل فتنتهم عن دينهم إن استطاعوا. ومن النموذج الأول القناة الأمريكية المسماة باسم " الحرة "، والإذاعة الأمريكية المسماة باسم " سوا "، وبعض الأبواق العربية التي تتسابق مع وسائل الإعلام الغربي في نشر فكره الملوث دون أدنى قدر من الحياء أو الخجل. ومن النموذج الثاني قناة للموت تسمى ـ خطئاً ـ باسم " قناة الحياة " يتولى أمرها نفر من شياطين الإنس يتطاولون ـ زوراً وكذباً وتلفيقاً واختلاقاً ـ على كتاب الله، وعلى خاتم أنبيائه ورسله، وعلى سنته الشريفة، وعلى صحابته الكرام، وعلى رموز الإسلام في القديم والحديث. ويملئون بثهم الخبيث بالسباب واللعان البذيء والفحش الفاضح، ورسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " إن المؤمن ليس بلعَّان ولا طعَّان ولا فاحش ولا بذيء" (أخرجه الإمام أحمد).
وهؤلاء الشياطين يفعلون ذلك طمعاً في فتنة أبناء وبنات المسلمين عن دينهم بالكذب على الله ـ تعالى ـ والإتيان بعدد من صبيانهم وبناتهم يدعون ـ زوراً ـ أنهم مرتدون عن الإسلام، وجميعهم من أصول مسيحية معروفة. ولم يكتفوا بسموم " قناة الموت " تلك بل عددوا أمثالها، وفتحوا العديد من المواقع على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) لترديد أكاذيبهم وشتائمهم وفحشهم الذي إن دل على شيء فإنما يدل على إفلاسهم الحقيقي، خاصة وأنهم يرفضون مناقشة عقائدهم الفاسدة أو كتبهم المزورة. وفيما يلي بعض هذه المواقع المشبوهة للحذر منها: برامج الشيطان المسمى زكريا بطرس علي قناة الحياةhttp://www.fatherzakaria.us موقع قناة الحياةhttp://www.lfetv.tv موقع الكرازةhttp://www.elkeraza.net موقع إسلامياتhttp://www.islameyat.com موقع وتعرفون الحق والحق يحرركمhttp://www.servant13.net الخدمة العربية للكرازة بالإنجيلhttp://www.arabicbible.com موقع عظات وترانيم مسيحيةhttp://www.haya.org موقع الهيئة القبطية الأمريكيةhttp://www.amcobtic.com شرح ومخطوطات وخرائط ومعجم للكتاب "المكدس"http://www.albichara.org دليل المواقع المسيحية العربية والإنجليزيةhttp://www.daleelchristian.com www.meca-me.org www.loveuall.us www.egyptiancopts.o-f.com/intro.htmwww.islam-christianitv.net

ثانياً: المعوقات القادمة من الظروف الاجتماعية:
في ظل المجتمعات المُغرَّبة التي تهيمن على غالبية الدولة العربية والإسلامية المعاصرة، والتي فرضها الاستعمار الغربي يقف عدد من المعوقات أمام إعداد الجيل القرآني منها ما يلي:
1- شيوع أمية القراءة والكتابة:
فعلى الرغم من أن أولى آيات القرآن الكريم نزلت أمراً بالقراءة والكتابة، وتعظيماً لأدواتهما، واعتبارهما من أهم وسائل التسجيل والتدقيق والضبط والكشف العلمي ونشر الهداية والمعارف بين الناس، وذلك مثل قول ـ ربنا تبارك وتعالى ـ : "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " (العلق: 1-5).
وقوله ـ عز من قائل ـ :" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " (القلم: 1).
وقوله ـ وهو أحكم القائلين ـ :" وَالطُّورِ . وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ . فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ " (الطور:1– 3).
فإن دول العالمين العربي والإسلامي المعاصر تضم أعلى نسب الأميين البالغين في العالم، وعلى الرغم من أن آيات القرآن الكريم نزلت بتعظيم العلم والعلماء في آيات كثيرة نختار منها قول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " (الزمر: 9).
وقوله ـ تعالى ـ : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "(المجادلة: 11).
وقوله ـ عز من قائل ـ : " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا " (البقرة: 269).
ويخاطب الله ـ تعالى ـ خاتم أنبيائه ورسله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله العزيز: " وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا " (النساء: 113).
وقوله ـ تعالى ـ : " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا " (طه: 114).
فإن العلم انحسر في العالمين العربي والإسلامي المعاصرين انحساراً شديداً. وعلى الرغم من اهتمام المسلمين الأوائل بالتعليم، واعتبروه الوسيلة الرئيسة لتعلم الدين ولنشر الدعوة، ولكلٍ من التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولذلك أسسوا للتربية مساجد، ومراكز، ومكتبات، وقواعد ونظماً ومناهج وطرائق وأساليب حتى لم يكد يطلع على الأمة الإسلامية القرن الهجري الثاني وفيها أمي واحد، فإن أمية القراءة والكتاب في العالمين العربي والإسلامي اليوم أصبحت وصمة عار في جبينهما، وسبباً رئيساً لتخلفهما واستهدافهما من أعداء الله على تعدد مللهم ونحلهم. فقد تخلفت الأمة الإسلامية مؤخراً عن هداية ربها وعن سنة نبيها حتى وصلت نسبة أمية القراءة والكتابة بين البالغين (فوق 15 سنة) من أبنائها وبناتها اليوم إلى حوالي (58%)، فإذا كان تعداد المسلمين اليوم في العالم يقدر بحوالي المليار ونصف المليار، فإن معنى ذلك أن هناك حوالي 870 مليون نسمة من أبناء وبنات المسلمين البالغين لا يحسنون القراءة والكتابة، وهؤلاء يصبحون فريسة سائغة للمُنصِّرين وأصحاب الدعاوى المنحرفة إلا من رحم ربك. وتصل نسبه الأمية بين الإناث إلى حوالي 80% في بعض البلدان الإسلامية، وبين الذكور إلى ما فوق 60%، وأمة هذا شأنها لا يمكن لها تربية جيل قرآني.
2- شيوع الأمية الدينية:
ويقصد بذلك شيوع الجهل بالدين بين الغالبية من أبناء وبنات الأمة، وشيوع التوقف عن العمل به إلا من رحم ربك وقليل ما هم. والعلم بالدين من ضرورات كلٍ من عبادة الله بما أمر وحسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة شرع الله فيها، وهذا العلم الذي تصح به العقيدة، والعبادات، وضوابط كلٍ من الأخلاق والسلوك والمعاملات، وتحديد تفاصيل الحلال والحرام واجب على كل مسلم، إذا لم يحظ به تعذر عليه أن يكون من أبناء الجيل القرآني أو أن يسهم في تكوينه. والمتأمل في أحوال العالم الإسلامي المعاصر يجد أن جماهيره ـ في غالبيتها ـ تجهل الكثير من شرائع الإسلام، ومن أصول الحلال والحرام التي هي من فروض العين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وهذه الأمية الدينية جاءت مع زحف الاستعمار الغربي والشرقي على غالبية دول العالم الإسلامي، وفي ظله تم إلغاء المرجعية الدينية التي يرجع إليها الناس، كما تم تغريب الأمة عن دينها خاصة في مجال المعاملات حين سادت أحكام القانون المدني وغُيِّبِ شرع الله، فانتشرت البنوك والمعاملات الربوية بمختلف أشكالها، وسيطرت سيطرة كاملة على ثروات البلاد وعلى تجاراتها الداخلية والخارجية، وانسحبت عمليات التغريب على كل أنشطة المجتمع حتى لم تبق للمسلمين من شريعتهم إلا قانون الأسرة المعروف باسم " قانون الأحوال الشخصية "، وحتى هذا بدأت محاربته بإلغاء المحاكم الشرعية، وتزايدت الهجمات عليه بإلغاء بنود أساسية في قانون الأحوال الشخصية في بلاد مثل تونس والمغرب، تحت ضغوط الغرب وعملائه في المنطقة، وذلك مثل تحريم تعدد الزوجات وتقييد الطلاق، وإلغاء قوانين المواريث وغيرها. وبمرور الزمن نشأت أجيال في العالمين العربي والإسلامي لا تعرف من دينها سوى العبادات التي شابها كثير من الغبش وسوء الفهم وسوء الأداء، أما باقي جوانب الشريعة الإسلامية ـ وفي مقدمتها تشريعات الجنايات والحدود ـ فقد غابت من المجتمع، وبغيابها غاب في أذهان أكثر المسلمين أنها من صميم الإسلام، وهذا هو المقصود بالأمية الدينية.
3- شيوع التغريب في التعليم:
كان الهدف من إدخال التعليم المدني إلى الدول الإسلامية هو محاربة التعليم الديني، وإحداث ازدواجية في تعليم أبناء وبنات المسلمين تنتج على أحد الجانبين متخصصين في العلوم الشرعية واللغوية لا علاقة لهم بالمعطيات الكلية للعلوم البحتة والتطبيقية فتعزلهم عن عصرهم عزلاً كاملاً، وعلى الجانب الآخر تنتج متخصصين في الدراسات المدنية (الطب، والهندسة، والعلوم، والزراعة، والطب البيطري، والصيدلة، والتجارة، والاقتصاد، والعلوم السياسية، والدراسات الحقوقية، وغيرها من العلوم البحتة والتطبيقية والدراسات الإنسانية) لا علاقة لهم بالدراسات الدينية ولو بالقدر الذي يسمح لهم بالمعارف الضرورية من الدين، وبذلك تعزلهم عن دينهم عزلاً كاملاً لولا وجود بعض بقايا التعاليم الدينية في بعض البيوت المسلمة المحافظة. ولم تكتفِ القوى المعادية للإسلام بذلك، بل تدنت بمرتبات خريجي الدراسات الدينية والشرعية من أجل الانحطاط بمستوياتهم الاجتماعية وصرف الناس عنها وتزهيدهم فيها. ثم تحركت المؤامرة الدولية إلى تغريب مناهج الدراسة بالتعليم العام في معظم البلاد الإسلامية لطمس معالم المواد الدينية والتقليل من شأنها، ولتثبيط همم الطلاب عن دراستها والإقبال عليها، وذلك مثل عدم إضافة درجاتها إلى المجموع العام، وجعل دروسها في الساعات المتأخرة من النهار، أو تكليف أقل المدرسين كفاءة بأدائها، أو إخلائها من مضامينها الحقيقية إلى عدد من الموضوعات التعبدية أو الأخلاقية المحدودة حتى يتخرج المسلم حاصلاً على أعلى الدرجات العلمية وهو لا يعرف عامة الأحكام الشرعية اللازمة لفهمه المعلوم من الدين بالضرورة، فضلاً عن فهمه لأصول دينه. وحتى هذا التمييع لم يرضه غلاة اليهود والنصارى المتحكمين في الحكومة الأمريكية وفي غيرها من الحكومات الغربية المعروفون باسم " الإنجيليين الجدد " الذين بدأوا بالمطالبة بإلغاء مراكز تحفيظ القرآن الكريم والمدارس والمعاهد والجامعات الدينية في العديد من الدول الإسلامية ، مثل باكستان واليمن، وبتغيير مناهج الدراسات الشرعية في عدد آخر من تلك الدول، وبإحلالها بدروس عامة في الأخلاق في مجموعة ثالثة من تلك الدول قياساً على ما يتم في مدارسهم الأمريكية والأوروبية؛ لأن أديانهم لا يوجد فيها من ركائز الدين شيء يدرس من العقائد أو العبادات أو الأخلاق أو المعاملات وتشريعاتها، ثم زادوا الطين بلة بانتشار الجامعات الأوروبية والأمريكية في مختلف دول العالمين العربي والإسلامي لفرض قيمهم بالقوة، وبذلك شاع التغريب في نظم التعليم بالعالمين العربي والإسلامي، وضاع دوره التربوي حين اقتصر على نقل قدر من المعلومات أو على التدريب على عدد من المهارات فقط، وفي ظل هذا التغريب يصعب إعداد الجيل القرآني.
4- شيوع التغريب في الإعلام:
يعرف الإعلام بأنه الفن والعلم بالذي يقوم على عملية الاتصال الإنساني بالترجمة الصادقة لفكر الأمة، وحضارتها، أي: عقيدتها، ونظم حياتها، وثقافتها، وروحها، وميولها، واتجاهاتها، وقضاياها، ومشاكلها، وتراثها وتطلعاتها المستقبلية. وواجب الإعلام حمل هذه الأمانة وتطويرها باستمرار حتى تتمكن الأمة من تحمل مسئولياتها كاملة، وذلك بنشر الحقائق والأخبار الصحيحة، والآراء والأفكار السديدة بين مختلف طوائف الأمة بالوسائل الإعلامية المختلفة، مثل الصحافة، الإذاعة المسموعة المرئية، المسرح، السينما، شبكات المعلومات الدولية، المحاضرات، الندوات، المعارض، المؤتمرات، وسائل الاتصال والنشر المختلفة، وغيرها. ولخطورة هذا السلاح ـ سلاح الإعلام ـ الذي يصل إلى جميع طوائف الأمة، مكَّنت قوى الاستعمار المحتلة لغالبية الدولة الإسلامية من نواصي الإعلام في جميع الدول التي احتلتها كوادر مدربة من اليهود والنصارى ومن عملاء الاستعمار من أبناء جلدتنا كي يقوموا بعمليات التغريب للقطاع الأكبر من أبناء وبنات الأمة، ونجحوا في إقصاء الدين عن جميع وسائل الإعلام، ومن ثم نشر الفساد الاجتماعي، والتفسخ الأخلاقي والسلوكي، ونشر الأفكار المعادية للدين، حتى كاد الإعلام في الدول العربية والإسلامية أن يحاكي الإعلام الغربي في فحشه وخروجه على حدود كل الأخلاق والآداب والأعراف الإنسانية، وذلك في المحتوى والأداء والأساليب.
وإذا أضيف تغريب الإعلام إلى تغريب التعليم، وإلى تغريب كلٍ من أنماط الحكم، والعادات الاجتماعية، والمعاملات الاقتصادية، والعلاقات الدولية وغير ذلك من السلوكيات الإنسانية، فكيف يمكن تربية الجيل القرآني ؟؟؟
5- تضييع رسالة المسجد:
اهتم المسلمون منذ مطلع العهد النبوي في مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتعليم الذي انطلق من المسجد باعتباره المركز الأول لتعليم الدين ونشر الدعوة الإسلامية، فقد كانت مساجد المسلمين أماكن للعبادة، ومجالس للعلم، ومراكز للقضاء بين الناس، ولانطلاق قوافل الجهاد في سبيل الله، ولغير ذلك من أنشطة المجتمع المسلم، وتكفي في ذلك الإشارة إلى أن كبار العلماء والأئمة المسلمين تلقوا العلم في المساجد، ومن أمثلتهم الإمام مالك بن أنس الذي تعلم في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والإمام أبو حنيفة الذي تخرج من مسجد الكوفة، والإمام الشافعي الذي تخرج من جامع الفسطاط، والإمام أحمد بن حنبل الذي تخرج من مسجد بغداد، وغيرهم كثير.
كذلك تكفي الإشارة إلى أن أقدم جامعات العالم قد نشأت في المسجد، وذلك مثل جامعة الفسطاط المعروفة باسم " الجامعة الأم "، وجامعات الزيتونة (التي تأسست في تونس سنة 79هـ / 698م) والقرويين (التي أسست في مدينة فاس بالمغرب سنة 245هـ / 859م)، وقرطبة (التي أسست بالأندلس في منتصف القرن العاشر الميلادي)، والأزهر الشريف (الذي أسس بالقاهرة سنة 361هـ / 972م) قد نشأت وعلمت في المسجد. وكانت هذه الجامعات مراكز لدراسات العلوم على اختلاف أنواعها الدينية والمكتسبة ـ العلمية والإنسانية، النظرية والتطبيقية ـ وكانت أول نماذج للتعليم الجامعي في العالم.
وقد قامت هذه الجامعات الإسلامية بتخريج آلاف من العلماء الذين حملوا تراث الإنسانية ـ على تعدد مصادره ـ وقاموا بنقده وتطويره وإثرائه والإضافة إليه إضافات أصيلة، ولا زال بعض هذه الجامعات مستمراً في نشاطه إلى اليوم بعد انقضاء أكثر من ثلاثة عشر قرناً على تأسيسها. وإذا قارنا هذا النشاط بدور المسجد اليوم، والذي لم يعد يتعدى فتح أبوابه لمجرد أداء الصلاة ثم إغلاقها، بل إن بعض بلاد العرب مثل تونس قد ابتدعت بدعة جديدة على هيئة بطاقات ممغنطة لا تخول الإنسان بالدخول إلا لمسجد واحد في الحي الذي يقطنه، ولفترة أداء الصلاة فقط، فإذا ابتعد عن مسجده لأي طارئ فلا يجوز له الدخول إلى مسجد آخر، وإذا فقد بطاقته أو فقدت البطاقة مغنطتها فلا مجال له للدخول إلى أي مسجد . وإذا أضفنا إلى ذلك تدني المستوى العلمي لخطباء وأئمة المساجد اليوم بصفة عامة، فإننا ندرك جانباً من جوانب تضييع دور المسجد في حياة المسلمين، وبضياعه تنتشر الأمية الدينية، وتفقد الأمة رافداً من أهم روافد التربية الدينية فيها وتكوين الجيل القرآني. ثالثاً: المعوقات في المنهاج ذاته: على الرغم من كل هذه المعوقات التي وقفت أمام إعداد الجيل القرآني، وأوصلت الأمة إلى الحضيض الذي لم تصل إلى مستواه من قبل، فقد هيأ الله ـ تعالى ـ لدينه وكتابه وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من جنوده المجاهدين من وَقَفَ منافحاً عن كل ذلك بجهده وماله ودمه حتى تبقى كلمة الله هي العليا، ومن هؤلاء الجنود حفظة القرآن الكريم ومُحفِّظوه، ودوره، ومراكزه، وجمعياته، وحلقاته، وخلاويه، ومدارسه، ومعاهده، وكلياته، وجامعاته، وعلماؤه، وطلابه، ودارسوه حفظهم الله جميعاً بحفظه، وجزاهم خير الجزاء على وقوفهم في وجه كل القوى العالمية الغاشمة المعادية للإسلام العظيم وأهله وللقرآن الكريم وجنده في صبر ومصابرة ومجاهدة، كلٌّ في حقل تخصصه وفي ساحته. والهدف من المنهاج هو تحقيق تربية الجيل القرآني تحت مختلف الظروف من تحدي أهل الباطل وجبروتهم. وتبقى هناك بعض الملاحظات على المنهاج الذي يدرس به القرآن الكريم في معظم هذه المراكز نوجزها فيما يلي:
1- التعريف الدقيق بالمنهاج وضبطه:
والمقصود بالمنهاج هنا هو تفصيل الخطة الموضوعة لمدارسة القرآن الكريم حفظاً مجوداً، وفهماً وتدبراً، ومعرفة بدلالة ألفاظه ومجمل معانيه وأحكامه كمَّاً ومستوى، وتوزيع ذلك على فترة الدراسة بمنهجية متوازنة مع أعمار الدارسين وقدراتهم، وتفصيل ذلك من ناحية الأسس، والأساليب، والخطط، والوسائل اللازمة لتحقيق المنهاج في تناسق لا ينفِّر الطالب بكثافة المقرر وثقله، ولا يطيل عليه مدة الدراسة ببساطته ورقته، فيجعله يمل ويهرب، على أن يكون الهدف هو تربية جيل قرآني صحيح، وليس مجرد الحفظ بدون فهم ولا التزام.
2- طرائق مدارسة القرآن الكريم وحفظه:
إن المتتبع لتحفيظ القرآن الكريم في حلقاته المختلفة يلاحظ أنها تتبع طريقة التلقين ـ الترديد ـ أو الطريقة الجماعية أو الفردية. وفي الطريقة الأولى ـ الترديدية ـ يردد الدارسون خلف من يقرأ من المحفظين مقاطع الآيات التي يسمعهم إياها بصوت واضح وتلاوة صحيحة عدة مرات حتى يحفظوها بالترديد والتكرار، وتتم هذه الطريقة عادة في مجموعات صغيرة حتى تسهل مراقبة نطق كل دارس في الحلقة نطقاً سليماً لكلٍ من الحروف والكلمات والمقاطع والآيات بضوابط التجويد الصحيحة، وبذلك يتعرف الدارس على أحكام التجويد، وعلى المصطلحات والعلامات الموجودة بالمصحف الشريف وكيفيات تطبيقها على آداب التلاوة، ومنها إخلاص النية لله، والطهارة البدنية والنفسية الكاملة، واستقبال القبلة، والخشوع والسكينة والوقار، واستحضار الرغبة الصادقة في الحصول على الأجر والثواب من الله ـ تعالى .
وهذه الطريقة تستخدم بنجاح مع صغار السن من الدارسين ومع المبتدئين في حفظ القرآن الكريم، ويمكن في هذه الحالة استخدام المسجلات والحواسيب الإليكترونية المخصصة لذلك، وقد كثرت في الآونة الأخيرة وتطورت تطوراً هائلاً. والطريقة الثانية هي الطريقة الجماعية : وفيها يقوم المعلم بتلاوة قدر معين من الآيات مع شرح ما فيها من قواعد التجويد وضوابطه، ومعاني الكلمات، ودلالة النص، وذلك للدارسين في الحلقة جميعاً، وقد يستعين في ذلك بالسبورة، أو بالمسجلات الصوتية، أو بالحواسيب الإليكترونية، ثم يطالب كل دارس على حدة بتلاوة ما قد تلي على مسمع من المعلم وطلاب الحلقة حتى يتم تصويب أي خطأ في التلاوة، ثم يكلَّف الطالب بحفظ الجزء المحدد وتسميعه أمام المعلم وزملائه من الطلاب في وقت آخر ليشحذ همم الدارسين، ويدفعهم إلى التنافس في الحفظ. وهذه الطريقة تحتاج إلى عدد أكبر من المحفظين والموجهين، كما تتطلب الانتظام الدقيق في حضور الحلقات، وفيها لا يمكن قبول طلاب جدد في نفس الحلقة وفي نفس الوقت. أما الطريقة الثالثة فهي الطريقة الفردية : وتستخدم مع البالغين القادرين على القراءة من المصحف الشريف بأنفسهم، بمعنى أن كل دارس يقوم بقراءة الجزء الذي يريد حفظه أمام الأستاذ بعد تلاوته أمامه ثم القيام بتسميعه على الأستاذ منفرداً وتحت إشرافه ومتابعته حتى يتم حفظ القرآن الكريم بأكمله. ومن مميزات هذه الطريقة الفردية : قدرتها على استيعاب طلاب في مستويات مختلفة في نفس الوقت مع مراعاة الفروق الفردية بين الدارسين، وإفساح المجال أمام المتميزين منهم دون الإساءة إلى الآخرين، وفي هذه الطريقة يُنصَح الدارس بالاقتصار على نسخة خاصة من المصحف الشريف مما يعينه على تثبيت الآيات في الذاكرة صوتاً وصورة. وتفضيل طريقة من هذه الطرق الثلاث على الأخرى يختلف باختلاف ظروف الطلاب والمعلمين قلةً وكثرةً، ومع تباين أعمارهم ومستوياتهم الشخصية والاجتماعية والثقافية، ومع اختلاف إمكانيات المركز أو الحلقة القائمة على ذلك النشاط. والمُلاحَظ على أغلب المناهج المستخدمة في تحفيظ القرآن الكريم ميلها إلى التوسع لتشمل الدروس من التفسير، والعقيدة، والحديث، والسيرة، والفقه، ودراسة القصص القرآني، وسِيَر عدد من الشخصيات الإسلامية البارزة، بالإضافة إلى قواعد اللغة العربية وغيرها من العلوم. وهذه القضايا كلها يمكن استعراضها من خلال شرح دلالة الآيات القرآنية الكريمة التي تحفظ دون الحاجة إلى تخصيص دروس خاصة بها، ولتحقيق ذلك أنصح بتوفير الكتب التالية في كل مركز من مراكز التحفيظ:
1- " صفوة البيان لمعاني القرآن " (للشيخ حسانين محمد مخلوف).
2- أو "غريب القرآن" (للراغب الأصفهاني). وذلك لتبيان دلالة الألفاظ وأسباب النزول في المؤلف الأول، ولدلالة الألفاظ في المؤلف الثاني.
3- " المنتخب في تفسر القرآن الكريم " (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- مصر) وذلك للتعليقات العلمية على الآيات الكونية في كتاب الله. وأقترح إدخال مقرر في مقارنة الأديان لإظهار فضل الإسلام العظيم على غيره من المعتقدات، وفضل القرآن الكريم على غيره من الكتب، وأقترح في هذا المضمار أياً من الكتب التالية:
1- محاضرات في النصرانية (للشيخ محمد أبو زهرة).
2- النبأ العظيم (للشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز).
3- " المسيح – عليه السلام – بين الحقيقة والأوهام" للدكتور محمد وصفي.
4- " بولس والمسيحية " للشيخ الدكتور محمد الفرت.
5- " كنت نصرانياً " لوصفي الراعي.
6- Islam and Christianity " by ulfat Azeezussamad " (ألفت عزيز الصمد).

رابعاً: المعوقات بالنسبة لتباين مستويات المعلمين:
للمعلم ـ بصفة عامة ـ ولمعلم القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://khaled_ssd@yahoo.com
خالدالدسوقى2009
Admin
Admin
خالدالدسوقى2009


ذكر عدد المساهمات : 3075
نقاط : 5218
تاريخ الميلاد : 03/02/1993
تاريخ التسجيل : 04/03/2009
العمر : 31

الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار    الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار  Emptyالخميس 09 ديسمبر 2010, 7:11 am

رابعاً: المعوقات بالنسبة لتباين مستويات المعلمين:
للمعلم ـ بصفة عامة ـ ولمعلم القرآن الكريم ـ بصفة خاصة ـ صفات محددة تعينه على تحقيق القدوة الصالحة لطلابه، ومن أبرزها ما يلي:
1- الصلاح القائم على صفاء العقيدة ووضوحها والالتزام بها.
2- الالتزام بأداء العبادات على الوجه الأمثل.
3- التخلق بمكارم الأخلاق، وفي مقدمتها الإخلاص لله، وحسن التجرد له، ومراقبة أوامره واجتناب نواهيه، والزهد في الدنيا، والاستعلاء على متطلباتها، والتحلي بعزة النفس، والوقار والسكينة والصبر على الشدائد مع المحافظة على حسن المظهر ونقاء المخبر، وعلى طهارة الجسد والملبس، والمحافظة على كلٍ من الوقت والمال العام والخاص.
4- حسن السلوك والمعاملة مع الغير، وحب الخير والمبادرة إلى خدمة الآخرين ومساعدتهم.
5- الحرص على تحصيل العلم وكسب المعارف ونشرها بين العامة والخاصة من الناس، خاصةً العلم الشرعي والفقه في الدين والثقافة العامة.
6- الكفاءة المهنية بمعنى التأهيل التربوي والنفسي والإداري الجيد، والاستعداد الفطري للقيام بمهمة التعليم، والقدرة على تبسيط المعلومات وحسن وتوضيحها للدارسين، والقدرة كذلك على التعامل مع المستويات المختلفة منهم، وفهم نفسياتهم، وعلى تربيتهم وتأديبهم واكتساب احترامهم وتقديرهم.
7- الإيمان بالرسالة الموكولة إليه، وبحجم الأمانة الملقاة على عاتقه وبمسئوليته عنها أمام الله وأمام الناس. وهذه الصفات ليس من السهل تحقيقها في كل معلم للقرآن الكريم، وأي قصور في صفة منها سوف ينعكس سلباً على أدائه وعلى طلابه.
ومن هنا كان من الضروري حسن اختيار معلمي القرآن الكريم وحسن توجيههم، والعمل على تطوير إمكاناتهم والمداومة على تقويم أدائهم بطريقة دورية من أجل علاج السلبيات وتلافيها، مع إشعارهم بالتقدير والرعاية من المؤسسة التي ينتمون إليها. خامساً: المعوقات بالنسبة لتباين مستويات الدارسين: الأصل في الطالب المقبل على دراسة القرآن الكريم أن يكون متمتعاً بعدد من الصفات الشخصية الخاصة التي تعينه على ذلك، ومنها ما يلي:
1- معرفة فضل الإسلام العظيم على غيره من الأديان، وفضل القرآن الكريم على غيره من الكتب، وفضل حامليه عند رب العالمين على غيرهم من المسلمين، والإقبال على تحقيق ذلك برغبة صادقة وإخلاص لله ـ تعالى .
2- حسن التوفيق بين الدراسة المدنية التي يقوم بها وبين دراسته للقرآن الكريم والانتظام في حلقاته.
3- الحضور الذهني، وقوة الذاكرة، وحب العلوم الدينية، والرغبة في الاستزادة منها.
4- الجِدُّ في الحفظ والمراجعة، وفي الحضور والمشاركة، والاستمتاع بالقرآن الكريم حفظاً وتدبراً، وتلاوة وترتيلاً، واستماعاً وتفسيراً.
5- حسن التنشئة والتربية المنزلية على مكارم الأخلاق، وحسن السلوك، وحب الدين، والقيام بواجباته، والإقبال على العلم، واحترام المعلمين خاصة، وأهل العلم عموماً.
6- الالتزام بأداء العبادة على الوجه الأمثل.
7- الحرص على التحصيل العلمي، وعلى فهم دلالة الآيات التي تحفظ، وعلى تطبيقها أمراً واقعاً في الحياة حتى يتحقق العلم والعمل معاً، والتعليم والتربية في آن واحد. ومن الصعب توفر هذه الصفات في كل طالب مقبل على مدارسة القرآن الكريم وحفظه؛ وذلك لتباين القدرات الشخصية للطلاب، والظروف الاجتماعية المحيطة بكلٍ منهم، أو لصعوبة التوفيق بين الدراسة المدنية ومتابعة الانتظام في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، أو لوجود بعض المشاكل النفسية أو الأسرية، مما قد يؤدي إلى تقصير الطالب في الحضور، أو إلى إهماله في الحفظ والمراجعة، أو إلى اليأس من القدرة على مواصلة الطريق والتخلي عن ذلك كله.
من هنا كان من واجب المُعلِّم المسلم ـ بصفة عامة ـ ومعلم القرآن الكريم ـ بصفة خاصة ـ أن يدرس الظروف المحيطة بكل طالب، وأن يتواصل مع أهله، وأن يتعاون معهم على متابعته ومساعدته على حل مشاكله إن كانت لديه أيٌ منها، سواء كانت شخصية أو اجتماعية، نفسية أو عقلية، دينية أو سلوكية، أو غير ذلك مما يؤرق الشباب في فترات خاصة من أعمارهم؛ فالمعلم في مراكز التحفيظ هو الذي يشكِّل شخصية حامل القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، فلا يكفي أن يكون متمكناً من حفظ القرآن الكريم وضبط تلاوته، بل يجب ـ قبل كل شيء ـ أن يكون إنساناً مؤمناً، صالحاً، ورعاً، عالماً، مثقفاً، ومربياً كفءاً، مدركاً لحقيقة رسالته، ولجسامة مسئوليته عن طلابه أمام الله وأمام الناس، قادراً على حسن رعايتهم، وعلى علاج مشاكلهم، وعلى اكتساب احترامهم ومحبتهم من أجل تنشئة جيل قرآني صحيح.

الحلول المقترحة لإزالة المُعوِّقات أمام إعداد الجيل القرآني :
أولاً: فيما يتعلق بالمعوقات الخارجية:
1- الدعوة إلى توحيد العالمَيْن العربي والإسلامي ـ ولو على مراحل ـ لأنه لم يعد هناك مجال للكيانات الصغيرة أن يكون لها رأي في مجريات الأحداث العالمية في زمن التكتلات الذي نعيشه.
2- الاهتمام بالتعريف بالإسلام بمختلف اللغات الهامة في العالم؛ لأن الأصل في الإنسان الخير، والشر من الأمور العارضة له، والإسلام هو الدين الوحيد الموجود في عالم اليوم محتفظاً بمصادر وحيه في نفس لغة الوحي، وما عُرِضَ الإسلام على عاقل باللغة التي يفهمها وأنكره أبداً.
3- الاهتمام بقضايا التأصيل الإسلامي للمعرفة والإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وإبراز دور العلماء المسلمين في مسيرة الحضارة الإنسانية وبعلم مقارنة الأديان، ونشر نتاج ذلك باللغات الأجنبية.
4- الاهتمام بمراجعة تراجم القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، والعمل على نشرها بالعالم.
5- تشجيع الكتاب في السيرة النبوية باللغات الأجنبية والعمل على نشر ذلك في نطاق العالم.
6- تفنيد مزاعم اليهود بحق ديني في أرض فلسطين تفنيداً علمياً وتاريخياً ولغوياً ودينياً وقانونياً، ونشر ذلك باللغات الأجنبية على نطاق واسع، وتحذير العرب والمسلمين من أخطار الركون إليهم، أو التسليم بالأمر الواقع بوجودهم، أو الانخداع بإمكانية التعايش معهم؛ لأنهم خلية سرطانية، إما أن تُجتث من المنطقة، أو أن تدمرها بالكامل، والذي يحدث على أراضي كلٍ من فلسطين والعراق ولبنان اليوم خير إثبات لذلك، فضلاً عن الإفساد الصهيوني في المنطقة خلال أكثر من نصف قرن مضى.
7- تفنيد الاتهام الباطل المُوجَّه إلى الإسلام والمسلمين بدعوى الإرهاب وتفنيد دوافعه الحقيقية، والعمل على مناقشة قضايا الأمتين العربية والإسلامية مناقشة موضوعية منهجية صحيحة.
8- التحذير المستمر من التقليد الأعمى للغرب، والدعوة إلى رفض قيمه الهابطة، والوقوف بحزم أمام كل المحاولات المبذولة لفرضها على دول العالم الثالث ـ وفي زمرتها الدول العربية والمسلمة ـ بسيف الأمم المتحدة.
9- الرد على الشبهات التي تثيرها وسائل الإعلام الخارجي حول الإسلام العظيم وتفنيدها شبهة شبهة بإعلام يصل إلى مختلف أرجاء العالم يبرز تأكيد الإسلام العظيم على وحدانية الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وعلى وحدة رسالة السماء، وعلى الأخوة بين الأنبياء، وعلى الأخوة بين الناس جميعاً الذين ينتهي نسبهم إلى أب واحد وأم واحدة.

ثانياً: فيما يتعلق بالمعوقات الاجتماعية:
1- الدعوة إلى مكافحة أمية القراءة والكتاب في العالمين العربي والإسلامي، والعمل على الاهتمام باللغة العربية، وإحياء دورها في المجتمعات المسلمة.
2- العمل على مكافحة أمية الدين عند المسلمين.
3- العمل على وقوف المسلمين صفاً واحداً أمام جميع حملات التغريب، والدعوة إلى إصلاح كلٍ من التعليم والإعلام، وإلى إقامة المؤسسات التربوية والإعلامية الملتزمة بآداب الإسلام وأصوله لإظهار الفارق بين النظم الإسلامية الأصيلة والنظم المستوردة.
4- الدعوة إلى إعادة إحياء رسالة المسجد كما كانت على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى عهود الصحابة والتابعين.
5- تجديد وسائل الدعوة الإسلامية والخطاب الإسلامي في المحتوى والأسلوب وطرائق الأداء والأدوات المستخدمة، وذلك بالالتزام بحقائق الإسلام المستمدة من كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه ورسله بلغة عربية سليمة، وبعرض هذا الدين كمنهج متكامل للحياة، أقام أطول الحضارات وأكملها في تاريخ البشرية، وإبراز دور علماء المسلمين في مسيرة الحضارة الإنسانية.

ثالثاً: فيما يتعلق بمناهج التحفيظ:
1- الاهتمام بالتربية الإسلامية قبل التحفيظ والتجويد.
2- عدم الإكثار من العلوم المساعدة حتى لا يمل الحافظ، وقصر المنهج على القرآن الكريم وحسن تلاوته وتجويده، وجعل علوم اللغة، والتفسير، والعقيدة، والحديث، والسيرة، والفقه، والقصص والأشخاص تأتي عارضة من خلال شرح دلالة الآيات والتعريف بالكلمات الغريبة، وإبراز جوانب الإعجاز فيها.
والحرص على إضافة شيء من مقارنة الأديان، واستخدام أحدث الأساليب والأجهزة من أجل تحقيق ذلك.

رابعاً: فيما يتعلق بتباين مستويات المعلمين:
مداومة التوجيه والتقويم والتشجيع، وعقد الدورات التدريبية والمحاضرات التثقيفية والندوات العلمية، وحلقات النقاش والاستماع إليهم، ومعرفة شكاواهم ومشاكلهم والتعاون معهم على حلها باستمرار. خامساً: فيما يتعلق بالدارسين:
1- استنتاج نواحي النبوغ وتوظيفها ونواحي القصور وعلاجها بالتدريج.
2- التعرف على الظروف النفسية والأسرية والاجتماعية للدارس، ومساعدته في التغلب على أية مشاكل موجودة فيها.
3- التعاون مع ولي الأمر في الارتقاء بالطالب إلى المقام المطلوب.
4- تشجيع الطالب على حب الله وكتابه وخاتم أنبيائه ورسله، وعلى التأسي بالصالحين.
5- الجمع بين الجانب التربوي والجانب التعليمي في توازن وانضباط. هذا وأسأل الله ـ تعالى ـ أن ينفع بهذه السطور القليلة، وأن يجزي القائمين على مراكز تحفيظ القرآن الكريم في هذا البلد الطيب وفي جميع بقاع الأرض خير الجزاء، ولله جنود السماوات والأرض " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (يوسف:21).
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://khaled_ssd@yahoo.com
 
الجيل القرآني: المعوقات أمام إعداده والحلول المقترحة لإزالتها بقلم : د زغلول النجار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elwardianschool :: اسلاميات :: الاعجاز العلمى فى القران الكريم :: الاعجاز التربوى-
انتقل الى: