سادت حالة من الخوف والهلع دول العالم أمس بعد زيادة الحالات المصابة بمرض أنفلونزا الخنازير وصدور تحذيرات دولية من تفشي المرض وتحوله الي وباء. قررت منظمة الصحة العالمية أمس رفع مستوي الانذار من مرض أنفلونزا الخنازير الي الدرجة الخامسة وحذرت من أن تحول الفيروس الي وباء أصبح وشيكاً. وقالت المديرة العامة للمنظمة ماجريت تشان ان المنظمة قررت رفع مستوي الانذار الي الدرجة الخامسة وهي المرحلة قبل الاخيرة من اعلان المرض وباء عالمياً. ودعت تشان جميع الدول الي اتخاذ الخطط الفورية لمواجهة هذا الوباء. وبررت المنظمة القرار بوجود بؤر للمرض خارج الدوائر العائلية أو التعليمية في أكثر من بلدين في منطقة واحدة. وأوضحت تشان ان الخبراء لاحظوا حالات لانتقال الفيروس بين البشر في المكسيك والولايات المتحدة. وأكدت تشان ان المنظمة من واجبها تقديم المعلومات الكاملة مع عدم الاستسلام للذعر مطالبة بضرورة المحافظة علي مستوي من الهدوء لمواصلة ادارة هذه القضية بشكل عقلاني. وتوقع روبرت مادلين المدير العام لسياسة الصحة والمستهلكين في المفوضية الاوروبية تزايد عدد الوفيات رغم استعداد القارة الاوروبية بشكل جيد لمكافحة المرض، مشيراً الي أن لقاحاً للمرض سيكون جاهزاً في غضون 100 يوم. وقال مادلين: »نعم سيموت اناس.. ولكن السؤال كم عددهم؟ هل سيكون مئات أم آلافاً أم عشرات الآلاف«؟. وأضاف: »اننا لا نعرف نطاق هذا الوباء ولكن أوروبا أفضل استعداداً من أي وقت مضي« موضحاً ان حظر السفر الي المكسيك أو الولايات المتحدة ليس شيئاً ستقترحه المفوضية في اجتماع لوزراء الصحة بالاتحاد الاوروبي مفضلة حث المسافرين ليكونوا أكثر يقظة وحذراً. وواصل مرض أنفلونزا الخنازير القاتل انتشاره بشكل سريع ووصل الي 29 دولة وأسفر عن وفاة 84 شخصاً في المكسيك ووفاة شخص في الولايات المتحدة. وسجلت اصابات للمرة الاولي في ألمانيا والنمسا وسويسرا وبيرو وكوستاريكا بينما يتزايد عدد المصابين في أسبانيا وبريطانيا. وتركزت الاصابات المؤكدة في المكسيك والولايات المتحدة وألمانيا والنمسا وكندا وكوستاريكا وبريطانيا وأسبانيا واسرائيل ونيوزيلندا وبيرو وسويسرا. كما تركزت الاصابات المحتملة في جنوب أفريقيا وكرواتيا واستراليا وبلجيكا والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وكوريا الجنوبية والدانمارك وفرنسا وهونج كونج وايطاليا وأيرلندا وهولندا وبولندا والبرتغال والسويد. وفي القاهرة عقد الرئيس حسني مبارك اجتماعاً وزارياً بمقر رئاسة الجمهورية أمس وهو الاجتماع الثاني خلال 48 ساعة لبحث تطورات الموقف واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب ظهوره في مصر. وتقرر خلال الاجتماع تشكيل لجنة دائمة برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء لمتابعة الموقف واتخاذ التدابير اللازمة علي أن تضم في عضويتها الوزراء المعنيين. كما تقرر استمرار العمل بغرفة العمليات المشكلة بمركز معلومات مجلس الوزراء للرد علي استفسارات المواطنين حول الفيروس. كما تقرر اتخاذ الاجراءات والتدابير الوقائية بالمطارات والموانئ وتفعيل اجراءات الحجر الصحي وفحص المشتبه فيهم من الوافدين من الدول التي ظهر بها المرض. وأصدر الرئيس مبارك تعليماته بتكثيف حملات التوعية وتوفير المواد الإرشادية والمعلومات اللازمة حول سبل الوقاية من المرض لرفع درجة الوعي الجماهيري. وأكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة خلال الاجتماع عدم ظهور أي حالات اصابة بالفيروس في مصر حتي الآن. وفي وزارة الصحة أعلن الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم الوزارة فتح ملفات صحية للعاملين في مزارع الخنازير والعاملين في جمع القمامة ومتابعة حالاتهم. كما أعلن فتح ملفات لمتابعة القادمين من البلاد التي ظهرت فيها أنفلونزا الخنازير وعدم السماح لهم بدخول البلاد قبل التأكد من خلوهم من الفيروس. وفي وزارة الزراعة أشار الدكتور حامد سماحة رئيس هيئة الخدمات البيطرية الي أن عمليات الذبح ستستمر شهراً كاملاً وأرجع ذلك الي أن طاقة المجازر لا تزيد علي 1700 رأس يومياً. وأضاف ان الخنازير الحوامل والصغيرة يتم إعدامها وتعويض أصحابها. وسادت حالة من الذعر بين المواطنين أمس بسبب المخاوف من تسرب لحوم الخنازير الي محلات الكباب والكفتة وقررت هيئة الخدمات البيطرية تشديد الرقابة علي محلات بيع اللحوم والكباب لضمان عدم التسرب. كانت عمليات ذبح الخنازير قد بدأت أمس بمجزر البساتين وسط حضور مكثف من مراسلي الصحف والفضائيات ووكالات الانباء وتم ذبح 4 آلاف رأس.
جريدة الوفد