elwardianschool
محمد عبد العال ... كلية الآداب - مأساة أب 282511_266363923390799_100000515812319_1108688_1944685_n
elwardianschool
محمد عبد العال ... كلية الآداب - مأساة أب 282511_266363923390799_100000515812319_1108688_1944685_n
elwardianschool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

elwardianschool

مـنـتـدى مـــكـتـبــة مـدرسـة الـورديـان الـثـانـويـة * بـنـيـن...( تعليمى.متنوع.متطور )

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نتمنى لكم قضاء وقت ممتعا و مفيدا فى المنتدى

 

 محمد عبد العال ... كلية الآداب - مأساة أب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohammed_hmmad
Admin
Admin
mohammed_hmmad


ذكر عدد المساهمات : 15166
نقاط : 25305
تاريخ الميلاد : 22/05/1966
تاريخ التسجيل : 17/04/2009
العمر : 57

محمد عبد العال ... كلية الآداب - مأساة أب Empty
مُساهمةموضوع: محمد عبد العال ... كلية الآداب - مأساة أب   محمد عبد العال ... كلية الآداب - مأساة أب Emptyالإثنين 19 يناير 2015, 5:27 am

محمد عبد العال ... كلية الآداب - مأساة أب Mohamed-abdalla-copy3


كَمْ هِي مُوجِعَةٌ عَودَتُه, سَيَعُودُ مُرغَمَاً مَشيَاً عَلَى جِرَاحِ الأيَامِ التِي أذَلَتهُ يَحْمِّل آهَاتَهُ وَصَدَى زَفَرَاتَهُ يَحرِق كُلَّ مَا بَقِّيَ لَدَيهِ مِن أمَل, نَادِمَاً عَلَى حَيَاتِهِ التِي تَبَذَرَتْ هَبَاءَاً بِتَربِيَةِ أبنَاءٍ جَاحِدُون, يَتَرَنَّح مِن وَخزِ تِلكَ النِصَالِ الصَدِئَّةِ التِي تَجزِل أودَاجَه بِدُون رَحْمَّة.

احتَقَرَت السِنُون إنسَانِيَتَه وَتَنَكَّرَت لِكُلِّ مَا بَذَلَه مِن إسعَاد عَائِلَةٍ كَان يُعِيلُهَا دَهرَاً, بَعد رَحِيل زَوجَتُه الطَيِّبَة التِي تَرَكَتُه بِفَكَّي مَهَاوِي الرَدَى التِي قَضَمَت كُلَّ تَطَلُعَاتِهِ لِحَيَاةٍ أفضَّل وَأصبَح فَرِيسَةً لِلبُؤس وَالْمَذَلَّة التِي تَلَقَاهَا مِن زَوجَات أبنَائِه يُمقِتنَه لا لشيء إلا لِكِبَّر سِنهِ وَلازدِيَادِ طَلَبَاتِه هَذَا الْمَصِير الأسوَد الذِي يَتَرَبَّص بِه فَمَنْ يُوقِفُ نَزِيفَ ذَاكِرَتَه الْمُثقَلَة بِالجِرَاح.

تَزَوَّج امرَأةً مُسِنَّة تُقَارِب عُمُرُه لِيَهرَب إلى أعمَاقِ الْهَاوِيَة لِكَونِهَا لا تَتَعَاطَف إلا مَع نُقُودِه التِي ادخَرَهَا لِنِهَايَة العُمْر, نَقَلَته حَيَاتَه الجَدِيدَة إلى رَاحَة البَال الْمُؤَقَتَة التِي لَم تَدُم سِوَى سَنَتَين فَقَط حَتَى أُصِيبَ بِمَرَضٍ خَبِيثٍ مِمَّا حَدَا بِهَذِه العَجُوز الشَمطَاء أنْ تُلقِي بِأسْمَالِه إلى الشَارِع غَير مُكتَرِثَة بِمَا يُوَاجِهُه مِن انكِسَارٍ وَضَيَاعٍ مَحتُوم, لَم يَبخَّل عَلَيهَا يَومَاً بِكُلِّ مَا كَان يَملِكُه إلى أنْ أنفَّق مَا تَبَقَّى عَلَى عِلاجٍ لا أمَل مِنه لِلشِفَاء, مَارَسَت ذَكَائَهَا الشَيطَانِي لِخَلق الْمَزِيد مِن الألَم لَه وَلَم تَزرَع يَومَاً فَرحَةً وَاحِدَةً في قَلبِه.

عَادَ بَائِسَاً يَبحَث بِزَوَايَا ذَاكِرَتِه عَن وَطَنٍ مَهجُورٍ عَن شَبَحٍ أو بَقَايَا خَيَالٍ لِعَائِلَةٍ كَان يَرعَاهَا يَومَاً, عَاد يَطمَح أنْ تُغَيِّر مَا في قُلُوبِهِم مِن قَسوَة لإيوَائِه لِمَا تَبَقَّى مِن عُمُرِه مُستَعطِفَاً بِكُلِّ إذلالٍ لِكِبرِيَائِه، وَاجَهَه نَفسُ الْمَصِير مِن الصُدُودِ وَاللامُبَالاةِ وَهَكَذَا تَنَصَّل الأبنَاء مِن وَاجِبٍ مُقَدَّسٍ لِرِعَايَة أبٍ مَرِيضٍ يُحتَضَر بَعد أنْ حَشَرَته الحَيَاة بِشَقٍ ضَيِّق لَيسَ سِوَى الْمَوت أو الْخُنُوع وَالذُلِّ عَلَى طَرَفَي نَقِيضٍ لا ثَالِثٍ لَهُمَا في مُعَادَلَةٍ غَير مُنصِفَةٍ لِتَقرِير مَصِيرِه النِهَائِي فَأختَار الْمَوت الْمُرِيح مِن حَيَاةٍ مُقرِفَه مَع قُلُوبٍ لا تُطِيقُه.

تَحَرَرَت إرَادَتَه مِن قُيُودِهَا فَهَاج كَالْمَجنُون يَتَسَكَّع بِشَوَارِع وَأزِقَّة الْمَدِينَة بِآخِر أيَامِه الْمُمتَلِئَّة بِالقَهر وَالدُمُوع, يَقضِي مُعظَم أوقَاتَه بِأبوَاب الْمَقَاهِي وَالْمَحَال التُجُارِيَة يَعطِّف عَلَيه مَنْ عَرَفَه, اختَرَقَت قَلبَه الأحزَان وَصَدِئَت ذَاكِرَتِه فَغَدَت أضعَّف مِن أنْ تَحمِّل بَين طَيَاتِهَا تَارِيخٍ يَتَمَنَّى أنْ يَنسَاه إلى الأبَد لَقَد فَقَد كُلَّ شَئٍ إلا نَبَضَات قَلبَه التِي تَتَوَقَّف في أي لَحظَة وَأصبَح رَفِيقٍ غَير مُؤنِس لِلحَيوَانَات السَائِبَة حَيث يُزَاحِمُهَا عَلَى مَرَابِضِهَا فَوق الأزبَال وَفي ظِلال الْهَيَاكِل الْخَرِبَة الْمَهجُورَة.

بَعد أربَعَة أيَام مِن اختِفَائِه عَن عُيُون مَنْ تَعَاطَفُوا مَعَه وُجِدَّت جُثَتَه بِإحدَى الْخَرَائِب بِأطرَاف الْمَدِينَة مُتَوَسِدَاً نَعلَيه. كُنتُ مِمَّن حَضَر مَجلِّس عَزَائِه الفَخم الذِي أُقِيم بِأُبَهَةٍ وَعَظَمَة لا مَثِيل لَهَا وَكَثرَة الْمُعَزِين مِن أعيَان البَلَد وَوُجَهَاء الْمَدِينَة، جَلَستُ مَذهُولاً مِن مُفَارَقَات القَدَر وَعَينَيَ تَختَرِق نِقَاب النِفَاق وَالرِيَاء وَالكَذِب في عُيُون أبنَائِه الذِين يَتَظَاهَرُون بِالْحُزن العَمِيق, استَقَرَّت عَينَيَ عَلَى قِطعَة سَودَاء كَبِيرَة تُنعِى رَحِيلَه بِأَفخَم الكَلِمَات وَأعمَّق الْمَعَانِي لِلفَقِيد الْمغَفُور لَه وَالِد كُلٌّ مِن فِلانٍ وَفِلان وَفِلان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمد عبد العال ... كلية الآداب - مأساة أب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد عبد العال ... كلية الآداب
» محمد عبد العال ... كلية الآداب - قصة الأفعى
» محمد عبد العال ... كلية الآداب - في هذه الأيام...كلام محبوس
» محمد عبد الوعاب...كلية الآداب قصة ليلة حمراء
» ]مكتبة مبارك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
elwardianschool :: المكتبة :: من أخبار أصدقاء فى الكليات والحياة العامة-
انتقل الى: