تم تصويره وانتاجه خلال 3 سنوات ، وبميزانية وصلت إلى 20 مليون دولار أمريكي وهي أضخم ميزانية إنتاج في تاريخ تركيا .
وتم أول عرض في تركيا 16 فبراير 2012 عند تمام الساعة 14:53 تيمنا بتاريخ فتح قسطنطينية (اسطنبول ) والذي شاهده ما يقارب 300 ألف شخص في عرضه الأول . وبيعت 1.4 مليون تذكرة في الأسبوع الأول ، ويعتبر الفيلم التركي الأول الذي يشاهدوه بهذا العدد الهائل من المشاهدين ، وبيعت في سينمات تركيا وحدها فقط 6.468.777 مليون تذكرة.
- كتبت - نورهان سراج
بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل للمخرج التركي ''فاروق اقصوي'' وبميزانية تساوي 17 مليون دولار خرج علينا الفيلم التركي التاريخي ''السلطان الفاتح'' والذي تعد ميزانيته هي الأضخم في تاريخ السينما التركيه
تدور أحداث الفيلم حول فتح السلطان محمد لمدينة قسطنطينيه ''اسطنبول حاليا'' والتي تعتبر من أحد أهم الفتوحات الإسلامية
يتمتع الفيلم بموسيقى تصويرية متميزه أبدع في إختيارها الموسيقار البريطاني بنيامين ولفيش ،ومن حيث الصورة جاءت الملابس مبهرة بفخامتها والوانها وجاءت الأدوات الحربيه والديكوارات أيضا جيدة ومبهره وتوضح معالم اسطنبول التاريخية.
اعتمد المخرج في تصوير المعارك على الصوره السريعه ليتلاشى بها أي خطأ نسبي في تصميم المعارك ،واستخدم الجرافيك أيضا في تصميم المعارك ولكن بصورة مبالغ فيها لم تحمل أي قدر من الإبهار.
استخدم ''اقصوى'' بعض المشاهد التي لها معاني دلاليه مستهلكه وظهر ذلك في مشهد السلطان الذي يقف فوق الخريطه يفكر ويتأمل ثم يرشق سيفه في مساحة مدينة قسطنطينية إشارة لعزمه على فتحها ، أو أن ينتهي دور لعبة الشطرنج الذي يلعبها السلطان مع أحد الحاشية المعترضين على الفتح بلعبه موفقه للسلطان تهدد ''ملك الشطرنج'' الخاص بالخصم دليلا على صواب قرار الفتح.
جاءت مساحة دور السلطان محمد الفاتح الذي يقوم بدوره الممثل التركي ''ديفريم ايفن'' بسيطة وصغيرة ، حيث يعاني الفيلم من خلل في درجة اهتمامه بالشخصيات حيث تجاهل الفيلم حياة السلطان محمد الفاتح ونشأته والذي كان قد رباه والده السلطان مراد على أهمية فتح القسطنطينيه وعلى انه هو من سيقود الجيش الذي سيقوم بفتحها وعلى تكريس هذا الحلم بداخله وترديد مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم ''لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ونعم الجيش ذلك الجيش'' كل هذا تجاهله الفيلم تماما على الرغم من ان الفيلم بدأ بمقولة رسول الله !
كما تجاهل الفيلم دور الشيخ ''آق شمس الدين'' والذي كان له دور كبير في نشأة وتربية السلطان محمد ، فهو من درسه العلوم الأساسية والعلوم الإسلامية ، وهو من ثبته وشجعه عندما غضب السلطان ويأس عند الفشل المتكرر للفتح ، واكتفى الفيلم بظهور الشيخ قرب نهاية الفيلم دون الإشاره اليه سوى انه رجل قريب من السلطان ويثق به.
كما أقحم المخرج قصة حب مزعومة وليست موجودة بتاريخ فتح القسطنطينيه بين المحارب العتيد ''حسن اولاباتلي'' وبين ''ايرا'' ابنة المهندس ''اوربان''بالتبني والذي صمم المدافع الضخمه التي كانت من اهم اسباب نجاح الحمله وانشغل المشاهد بقصة الحب التي قامت بتشتيت انتباهه عن حياة السلطان محمد
ولم يقدم الفيلم اي جانب من جوانب حياة السلطان محمد الفاتح سواء حياته الإجتماعية او علاقتة بجنوده او حتى حياة الجنود نفسها وحالتهم وقت التدريب ، فإكتفى الفيلم بظهور زوجة وابن السلطان محمد كضيوف شرف في حياته مما يجعل المشاهد أكثر تعاطفا وانشغالا بحياة المحارب حسن وهو اول من رفع راية الدولة العثمانيه على سور القسطنطينية.
تجاهل الفيلم كون الفتح فتحا إسلاميا وتعمق في تصويره على انه فتحا عثمانيا او تركيا ولم يتم التركيز على ان السلطان العثماني هو خليفة المسلمين، حيث تعمق المخرج في إخراج مشاهد المعارك دون الإهتمام بالقصة نفسها فلم يدل شئ على انه فتحا اسلاميا سوى انك ترى الجنود يستعينون بإسم الله في بعض مشاهد الحرب.
ومشهد صلاة الجماعة بالإضافه الى مشهد الفيلم الأخير عندما نجح الفتح وذهب السلطان محمد لشعب بيزنظة المسيحي في كنيسة آيه صوفيا حيث كانوا يختبئون ليطمأنهم على انهم سيحيون حياة كريمة وان لهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية.