تطلع اليه بنظره جامده وفى داخله سؤال لنفسه لماذا هذا الرد اليس من حقى ان اعرف مصير عملى بل وحياتى الم اعطيه تحويشه عمرى التى كنت ادخرها لكفنى . هل يضيع منى كل شى حياتى وكفنى ولكن لا فقد استعان عم سعيد بأدواته ليمارس عمله فى الشارع الخلفى تحت شجره عملاقه وعاد الى الشجره بعد ما دار فى داخله وجلس تحت الشجره ينتظر الى ما وصل اليه الحال وفكر فى جلسته هذه وعاد ليحاور نفسه اين يا سعيد قعدتك هنا تحت الشجره مش هتخليك سعيد لو رأك احد ابناءك وايضآ يجب ان تعمل حساب لبنتك الوحيده التى تزوجت من رجل اعمال كبير وناجح راجع نفسك يا سعيد وبلاش القعده دى لو انت قاعد تستريح يكون ممكن لكن تمسك العده والزبون يمسك المرايا ده منظر مش كويس علشان اولادك وعاد من شرود فكره وحديثه الخفى على صوت احد الاطفال يريد ان يقص شعره ومعه ابوه احتار قليلا عم سعيد يقص للطفل ولا لا ولكن بعد الحوار القائم بينه وبين نفسه قال لابو الطفل انا حقص المره دى لكنى من اعمل مره اخرى تحت الشجره وسأنتظر الانتهاء من اعمال الترميم حتى افتح دكانى مره اخرى وطلب من الرجل ان ينشر هذا الخبر بين الزبائن صحيح ان العمل ليس عيبآ ولكن البشر تحكمهم بعض الظواهر التى تحدد لهم الطريق والمسيره ومسيره عم سعيد اصبحت مسيره ابناءه عاد الى بيته وهو حزين وقد نظر الى نفسه فى المرأه فوجد وجهه غير ما تعود عليه هل هو تسلل اليه المرض من شده الحزن ام هل ما رأه هو العمر الذى جرى به هل الوحده التى يعيشها لها نصيب فى خالته فقد اعتادوا ابنائه ان يسألوا عنه بالتليفون وهو اعتاد ان لا يحكى لهم عن همومه ومشاكله فهم دائمآ كانوا يروه عظيم وكبير واكن يرفض اى مساعده ماديه من اى منهم . فكر فى ان يذهب اليهم ويحكى لهم محنته ولكنه خائف من رد فعلهم اذا رغبوا فى ان يساعدوه فى العوده للدكان ممكن جدى ان يرفضوا عمله نهائيآ ويحكموا عليه بالتقاعد فى هذه الحاله لابد وحتمآ انهم سيحكموا عليه ان يأخذ منهم مالآ يعينه على الحياه وفى هذه الحاله اكيد سوف يحزن اكثر لانه لم يعتاد ان يأخذ فهو دائمآ الذى يعطى لدرجه انه اعطى تحويشه الكفن لصاحب العقار واخيرآ هداه تفكيره ان يعود الى قريته ويمكث بها حتى تنتهى اعمال الترميم التى طالت لتصل الى تسعه اشهر وبعد فتره ليست كبيره قرر العوده للسؤال عن رفيق عمره دكانه فأسرع بعد صلاه الفجر وركب سياره أجره ووصل الى المدينه ومنها الى الشارع العريض فوجد اعمال الترميم قد انتهت فسأل سؤال الى احد سكان النطقه وهو محروس المكوجى متى يا محروس انتهى الترميم فرد عليه منذ شهر فقط يا عم سعيد ولماذا لم يتصلوا بى ليخبرونى هذا الخبر السعيد فقال له لا اعلم والتفت الى دكانه فوجده دكان اخر لايصلح للحلاقه فقد تم تعليق انواع كثيره من اللحوم عليه معروضه للبيع فهلل اين صاحب العقار فلم يرد عليه احد ...... اين حقى يا ناس ......... اين عملى اين فلوسى ....... اين حياتى ......... اين عمرى كل هذه الاسئله سئلها لنفسه ولم يرد عليه احد فمشى مشيه الاطفال وهو يبكى كالطفل على طيبته التى ضحكت عليه قبل ان يضحك عليه صاحب العقار ويسرق منه كل شى وهو راضى وهو خائف فسأله محروس المكوجى على فين يا اسطى اقعد استريح
فرد عليه عم سعيد لا انا راحتى خلاص بقت تحت الشجره.